فقل لرسول الله يا خير مرسل أبثك ما تدري من الحسرات ...

فقل لرسول الله يا خير مرسل أبثك ما تدري من الحسرات شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق ثبات بأيمانهم نوران : ذكر وسنة فما بالهم في أحلك الظلمات ؟ أمير الشعراء : أحمد شوقي ديوان الشوقيات ص 147 من قصيدته :الي عرفات
كيف لو نظر الي حالها الآن ؟!
...المزيد

رحلة عاجلة للبحث عن هؤلاء المفقودين .. بقلمي ✐

االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في يوم من الأيام وكعادتي دخلت حسابي على أحد مواقع التواصل الإجتماعي

وأخذت أتجول هنا وهناك بين مشاركة وأخرى وإذ بعيني تسقط على أحدها وكانت كالتالي

( صديق السوء هو ليس فقط من يدفعك إلى فعل المعاصي .. بل هو أيضاً من لم يعينك على فعل الطاعات ! )

فنزلت على أذني كالصاعقة فأردت أن أقف مع نفسي وقفة جادة

فكثيراً ما تعصف بنا رياح الفتن وتطرحنا أرضاً فلا نقوى على النهوض من جديد !

وكل هذا نابعاً من افتقادنا للصحبة الصالحة .. للأسف !!

فكلما مررت على هذه الآيات ارتفع معدل ضربات قلبي ♥ وشعرت أني أتصبب عرقاً ~

( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا )

ولكن سرعان ما أتذكر هذه الآية فأهدئ من روعي

( الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ )

ولكن هل حقاً أصحابنا هم المقصودون في هذه الآية ؟

يظل السؤال يطرح نفسه وكلنا أمل في أن نلقى الإجابة ؟

ولكن هل سنظل مكتوفي الأيدي هكذا ننتظر الإجابة يوم لا ينفع مال ولا بنون !!

أم سنشمر عن سواعدنا ونبدأ رحلة عاجلة للبحث عن هؤلاء المفقودين قبل فوات الأوان !!

بقلمي: فاطمة كرم ||~

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...المزيد

🌸يقول الإمام الشافعي (رحمه الله): جوهر المرء في ثلاثة أمور: - كتمان الفقر حتى يظن الناس من ...

🌸يقول الإمام الشافعي (رحمه الله):

جوهر المرء في ثلاثة أمور:

- كتمان الفقر حتى يظن الناس من عفتك أنك غني.

- كتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راضي.

- كتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعّم .

السلام عليكم انا بنت عمري ١٤ غير متزوجه اعاني من الشهوة اتا لاارى اي شيء جنسي ولكن تجيني شهواة ...

السلام عليكم انا بنت عمري ١٤ غير متزوجه اعاني من الشهوة اتا لاارى اي شيء جنسي ولكن تجيني شهواة واستغفر الله ولكن ماادراني ماافعل احيانا امص بجسدي حتى اخدر ويصير ملون واحيانا ادخل اصبعي بمقعدي وارتاح واحيانا احاول مص صدري واللعب به واستغفر الله وبعدين اتندم على مافعلته واصلي وارجع اسوي نفس الشيء احس مو اني الي داسوي بس متندمه كتير وبرجع تجيني شهوات واحيانا اجيب اصبعتي وامرغ بمهبلي بس ماادخله جوة لحتى اخدر واشعر باللذة وانا بصلي واصوم بس مااعرف ماذا افعل مهبلي يدك يرجف يرجف ميرتاح اذا مااسوي العادة السرية الي كلتهه وبتنزل عليه التهابات لون ابيض و مرة شفاف ساعدوني انا لاافكر بالزواج لان انا الوحيدة لاهلي وبحبهم ساعدوني

سؤالي هو اذا دخلت اصبعي بمقعدي حرام
واذا مصيت جسمي وتركت اثار حرام وشلون اكفر عن ذنبي
...المزيد

#خواطر_رمضانية(3). فوق وتحت .......عباءة الشيخ إنّ ما نسمعه من أصحاب الألقاب والأسامي ...

#خواطر_رمضانية(3).
فوق وتحت .......عباءة الشيخ

إنّ ما نسمعه من أصحاب الألقاب والأسامي والمعالي والسمو والفضيلة لا يكونون على مستوى واحد من المعرفة والعلم وكذالك الورع والتقوى والشجاعة والثبات في قول الحق فلا يخدعنّك تسوية المظاهر والبشوت والطيلسان المزخرف فهناك من العلماء من يترزق بـــلــا إلـــــه إلــــا الـــلـــــــــه وهناك من يقتل ويسجن بـــلــا إلـــــه إلــــا الـــلـــــــــه فمن عادته المجاملة والتذبذب والحور بعد الكور وإنغماز الدنيا وإنحلالها وتشويه السمعة والعباءة التي ينطق بفمها ويترزق بالمواعظ والأذكار الصباحية والمسائية ولا يطيق أن يدافع عن المظلومين من أبناء ملّته ودينه إلا بإذن من ولي عهد إمارته فتبا له من مرتزق فما أخونه وأخبثه فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ , فلا شك أن مآل هذا يكون ضلاله بعد هدآه وتعاسته بعد كرامته وذله وهوانه بعد عزه وشرفه حيث أباع دينه بعرض من الدنيا .

إنّ الصراحة وبيان الحق في المسائل العلمية والمواقف الشرعية سمة عظيمة للعلماء الربانيين بل هي أفضل الجهاد وأعظمه ، وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: “سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله” وفي رواية: “أفضل الجهاد كلمة (عدل) حق عند سلطان جائر ) كانت حياة الصحابة والسلف الصالح من بعدهم نبراسًا في طاعة الله ورسوله، وأولهم العلماء، فقد أخذوا كلام رسولهم على محمل الجد والالتزام حتى استطاعوا أن يكونوا استمرارًا لعهد الرسول ﷺ من بعده، واستحقوا وصفه لهم بأنهم خير القرون ، وأنهم من التابعين له بإحسان ، ولعل موقف العلماء من الحكام يجب أن يكون من أهم أعمالهم ، فالمنكِــــر منهم على الحاكم الظالم ظلمه هو من أعلى درجات الشهداء عند الله”.....

وأما ما نراه الآن من الإزدحام في أبواب السلاطين والأمراء فقد حذر منه الصحابة الكرام وأخبرونا أنها مذمة للعالم ونغمة عليه بل ورد في كتب السلف أنها معبرة عن غضب الله على العالم أن يدخل على السلطان أو يركض وراءه بغية النيل من دنياه فقد أخرج الدارمي في مسنده، عن ابن مسعود، رضي الله عنه قال: «من أراد أن يكرم دينه، فلا يدخل على السلطان
وأخرج البيهقي، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: «إن على أبواب السلطان فتنًا كمبارك الإبل، لا تصيبون من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينكم مثله».
وأخرج البخاري في تاريخه وابن سعد في «الطبقات» عن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: «يدخل الرجل على السلطان ومعه دينه، فيخرج وما معه شيء».
قال عبد الله بن المبارك (رحمه الله): “من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما موت يذهب علمه، وإما ينسى، وإما يلزم السلطان فيذهب علمه”.
وقال أبو حازم، سلمة بن دينار: “إن خير الأمراء من أحب العلماء، وإن شر العلماء من أحب الأمراء”.
قال أبو الأسود الدؤلي: “ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك”.
قال سليمان بن مهران الأعمش (رحمه الله): “شر الأمراء أبعدهم من العلماء، وشر العلماء أقربهم من الأمرا..“.
قال ابن الجوزي (رحمه الله): “ومن صفات علماء الآخرة أن يكونوا منقبضين على السلاطين، محترزين عن مخالطتهم. قال حذيفة رضي الله عنه: “إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما هي؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول ما ليس فيه”
ومن أبرز المواقف للسلف الصالح في إنكار المنكر في وجه الحاكم ونصرة المظلوم ما ورد من سيرة الإمام الاوزاعي ومواقفه أنه لما دخل العباسي "عبد الله بن علي" -عم السفاح الخليفة العباسي الذي أجلى بني أمية عن الشام ، وأزال الله سبحانه دولتهم على يده - دمشق فطلب الأوزاعي فتغيب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه‏.‏
قال الأوزاعي‏:‏ دخلت عليه وهو على سرير وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله ، ومعهم السيوف مصلتة - والعمد الحديد - فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده ثم قال‏:‏ يا أوزاعي ‏!‏ ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد ‏؟‏ أجهاداً ورباطاً هو ‏؟‏
قال‏:‏ فقلت‏:‏ ياامير المؤمنين‏
‏ سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري، يقول‏:‏ سمعت محمد بن إبراهيم التيمي، يقول‏:‏ سمعت علقمة بن وقاص، يقول‏:‏ سمعت عمر بن الخطاب، يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏‏(‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه‏)‏‏)‏‏.‏
قال‏:‏ فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم، ثم قال‏:‏ يا أوزاعي ‏!‏ ما تقول في دماء بني أمية ‏؟‏
فقلت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏‏(‏لا يحل لمسلم دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث‏:‏ النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة‏)‏‏)‏‏.‏
فنكت بها أشد من ذلك ثم قال‏:‏ ما تقول في أموالهم ‏؟‏
فقلت‏:‏ إن كانت في أيديهم حراماً فهي حرام عليك أيضاً، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك إلا بطريق شرعي‏.‏
فنكت أشد مما كان ينكت قبل ذلك ثم قال‏:‏ ألا نوليك القضاء ‏؟‏
فقلت‏:‏ إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدؤني به من الإحسان‏.‏
فقال‏:‏ كأنك تحب الانصراف ‏؟‏
فقلت‏:‏ إن ورائي حرماً وهم محتاجون إلى القيام عليهن وسترهن، وقلوبهن مشغولة بسببي‏.‏
قال‏:‏ وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي، فأمرني بالانصراف‏.‏
فلما خرجت إذا برسوله من ورائي، وإذا معه مائتا دينار، فقال‏:‏ يقول لك امير المؤمنين:‏ استنفق هذه‏.‏
قال‏:‏ فتصدقت بها، وإنما أخذتها خوفاً‏.‏
وقيل كان في تلك الأيام الثلاثة صائماً فيقال‏:‏ إن الأمير لما بلغه ذلك عرض عليه الفطر عنده فأبى أن يفطر عنده‏ .


ومن ذلك أيضا: موقف الإمام "النووي" -رحمه الله- مع الظاهر بيبرس، لما أراد قتال التتار بالشام، واحتاج إلى جمع الأموال لذلك، فأخذ الفتاوى من العلماء بجواز الأخذ من مال الرعية يستنصر به على قتال التتار، وأجاز له الفقهاء ذلك، وامتنع الشيخ النووي. فلما سأله عن سبب امتناعه قال له:
"أنا أعرف أنك كنت في الرق للأمير "بندقار" وليس لك مال، ثم منَّ الله عليك، وجعلك ملكًا، وسمعت أن عندك ألف مملوك، كل مملوك له حياصة من الذهب، وعندك مائة جارية، لكل جارية حق من الذهب، فإذا أنفقت ذلك كله، وبقيت مماليكك بالبنود والصرف بدلاً من الحوائص، وبقيت الجواري بثيابهن دون الحلي؛ أفتيتك بأخذ المال من الرعية".
فغضب الظاهر "بيبرس"، وأمره بالخروج من دمشق، فخرج متوجهًا إلى "نوى"، فقال الفقهاء لبيبرس: "إن هذا من كبار علمائنا وصلحائنا، وممن يُقتدى به، فأعده إلى دمشق".
فدعاه للرجوع إلى دمشق، فامتنع الإمام النووي، وقال: لا أدخلها "والظاهر" فيها، فمات بعد شهر.

أرى خلل الرماد وميض جمر *** وأخشى أن يكون لها ضرام
أقلوا عليهم لا أباً لا أبيكم من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا .
هكذا كان مواقف العلماء الربانيون الذين لا يخافون في الله لومة لائم مواقفهم كانت واضحة وهذه قطرات من غيث ، وفي تاريخنا الإسلامي العشرات ، والعشرات مثلها... وحق علينا أن نتذاكرها ؛ لنتأسى بها ، ونتنفع بذكراها ، ونوعظ بها كل من تسول له نفسه في إبتغاء مرضاءة غضب الله لمرضاءة الحاكم ورعاته ويسارعون الإنسلاخ والهوان في طريق وعر صعب تمأله التحديات والصعوبات التي يمتحن الله به العباد حتى يتخد منا شهداء فليس للضعيف المتذبذب فيها مكان وسوف تنكسر كلمته وتسقط عمامته كما يحدث الآن فنسمع كل يوم إنسلاخ داعية وإنفلات آخر ورجوعه وتنازله أمام تحدي واجهه فهلاّ تأسى بهــــــؤلاء العلماء السابقين ليلحق به العاملون ويكون أسوة حسنة بدلا من أن يغوص أعماق المزمرين وحزب الشياطين ودعاة الإنسلاخ والإباحيين فما فوق عباءة الشيخ لا إعتبار له عندالله وأمته وهناك ما تحتها أخفى فالله أعلى وأحكم وإليه المستعان وعليه التكلان !!!
ذا عير الطائي بالبخل مادر *** وعير قسا بالفهامة باقل
وقال السهى للشمس أنت كثيفة *** وقال الدجى للبدر وجهك حائل
فيا موت زر أن الحياة دميمة *** ويا نفس جدي إن دهرك هازل
كتبه الشيخ شــــــــــرمــاركـــــــي محمد عيــــــــسى (بخــــــــاري)
3رمضان 1440هــــــــــــ هرجيــــــسيــــا
أبــــــــــــو الأثيــــــــــــــــــــــــــــــــر الصـــــــــــــومالــــي
...المزيد

مع كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد(1) لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي رحمه الله ...

مع كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد(1)
لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي رحمه الله .
الحمد لله وبعد:
هذه بدايات لابد منها
أ‌- البداية الأولى : كيف خرج إلى دنيانا هذا الكتاب المبارك ؟
الموضوع طويل جداً لكن أٌشير إليه فأقول :
بعد تدوين السنة في كتب الجوامع والمسانيد والسنن والمصنفات والمستخرجات والمستدركات والمعاجم والأجزاء وسائر التصانيف التي قدمها لنا علمائنا وسلفنا الصالح خدمة للسنة المطهرة , وصل الأمر في التصنيف إلى استخراج زوائد هذه الكتب وغيرها بعضها على بعض ثم تجميع هذه المصنفات مع زوائدها في دواوين كبيرة جامعة لهذه الكتب والمؤلفات والزوائد عليها , فأصبح هناك اتجاهين في التأليف بالنسبة لمتون هذه الأحاديث الواردة في المصنفات المذكورة وذلك حسب استقرائي لهذا الأمر .
- الاتجاه الأول : ) اسميه انا ) طريق المجهود الفردي وأدل مثال على ذلك ما قام به الإمام السيوطي في كتابه جمع الجوامع .
- والاتجاه الثاني : ( اسميه انا ) طريق المجهود الجماعي مثل ما قام به ابن الأثير في جامع الأصول في ترتيب وتهذيب كتاب رزين في جمع الستة الأصول جاعلاً موطأ مالك بدل ابن ماجة , وما فعله الهيثمي في مجمع الزوائد حيث جمع زوائد مسانيد احمد والبزار والموصلي ومعاجم الطبراني الثلاثة على الستة الأصول جاعلاً ابن ماجة مكان الموطأ , ثم جاء مؤلف كتابنا الذي نحن بصدد الكلام عنه فجمع بين كتاب ابن الأثير والهيثمي في كتاب مستقل سماه بـ جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد و هذه هي البداية الأولى .
ب‌- البداية الثانية : كيف جمع المؤلف بين الكتابين مع اختلاف زوائد كلاً منهما؟ :
ابن الأثير جعل الأصول الستة كالأتي ( الصحيحين – البخاري ومسلم + السنن الثلاثة – ابي داود والترمذي والنسائي + الموطأ ) .
الهيثمي جعل الأصول الستة كابن الأثير غير انه جعل مكان الموطأ سنن ابن ماجة .
فأصبح لدى كلاً منهما كتاباً زائداً على الآخر فاعتمد مؤلفنا طريقة ابن الأثير وجعل زوائد ابن ماجة على حده ثم جرد زوائده وأضافها إلى الكتاب , ثم نظر إلى كلام ابن حجر بأحقية سنن الإمام الدارمي لهذا الموقع السادس بين هذه الكتب فجرد زوائده وأدرجها في كتابه .
خلاصة المقدمات : وفيها الرد على من يزعم بان هذا الكتاب جمع أحاديث أربعة عشر مؤلف من مؤلفات السنة :
لو نظرنا الى الكتب التي جمعها المؤلف في هذا الكتاب ( ولا اعتبره أنا جمع كامل بين الكتابين بل هو جمع فوائد من الكتابين ) لوجدنا ان الكتاب من المفترض ان يكون حصر لك أحاديث الكتب الآتية :
البخاري ومسلم ويعرفان بالصحيحين .
ثم سنن ابي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وهم السنن الأربعة وكل ما سبق يعرف بالأصول الستة على المشهور بين المتأخرين من أهل العلم .
ثم الموطأ ومسند احمد وسنن الدارمي او مسند الدارمي كما يسميه البعض - ووصفه بالسنن اليق به - وكل ما سبق يعرف بالكتب التسعة وهي التي جمع مادتها المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي لمجموعة من المستشرقين , وكذلك عمل على هذه الكتب الشيخ الشامي رحمه الله في مشروعة الكبير تقريب السنة النبوية وله زوائد عليها وهي زوائد كلاً من صحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم والمختارة للمقدسي هذه على التسعة وسنن البيهقي الكبرى على الستة .
نعود الى موضوعنا ... وقد سردنا الكتب التسعة فأقول :
ثم إضافة إلى الكتب التسعة المذكورة من المفترض ان يكون الكتاب قد جمع لك أحاديث مسندي أبي يعلى الموصلي و الإمام البزار ثم معاجم الطبراني الثلاثة اقصد زوائدها على التسعة .
كل ما سبق يفترض ان يكون مجموع في كتاب واحد هو هذا الكتاب( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد ) لكن هذا الكتاب لم يفي بغرض الجمع المطلوب كما ذكرت سابقاً وأبين لك الآن السبب من خلال النقاط التالية .
1- أحاديث الكتاب حوالي 10130 حديث فقط .
2- أحاديث الكتب التسعة بالمكرر 62169 تقريباً وبإسقاط المكرر يصبح العدد 30604 حديث تقريباً ولو أضفنا عليها زيادات كلاً من معاجم الطبراني الثلاث مع مسندي أبي يعلى والبزار تخيل كم يصبح العدد مقارنة بأحاديث كتابنا؟ هذه واحده
3- المؤلف سمى كتابه ( جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) فقال (جمع الفوائد..... ) وكأنه لم يقصد جمع كامل الكتابين بل جمع فوائد منهما وهذا ما فعله حين تقارن بين أحاديث الكتابين اقصد جامع الأصول ومجمع الزوائد مجتمعة مع أحاديث كتابنا هذا وهو ما سأشير إليه في النقطتين التاليتين .
4- عد أحاديث كتاب مجمع الزوائد (18776) حديث وأحاديث كتاب جامع الأصول (9523 ) حديث , وأحاديث كلا الكتابين مجتمعين ( 28299) حديث فأين هذا العدد من الرقم الذي أودعه المؤلف في كتابه وهو دون ( 10200 ) حديث ؟ يعني أحاديث جمع الفوائد اكثر من الثلث بقليل فهل يعد ذلك جمع ؟ اترك لكم الإجابة .
5- ذكر المؤلف في المقدمة انه اسقط المكرر وما فيه وضاع او كذاب وهذا لا يجعل كتابه جامع بين الكتابين اذ الجمع يشمل الجميع ولا يشمل مرتبة معينه من الأحاديث .
- حكم المؤلف على الأحاديث التي بين درجتها يعطي للكتاب ميزه كبيرة .
- لو رتب المؤلف أحاديث الكتاب الصحيح ثم الحسن ثم المختلف فيه بين العلماء من حيث التصحيح والتضعيف ثم الضعيف بدرجاته لكان ذلك أولى وأفضل وأكمل وأجمل .
كانت هذه مقدمات قبل الشروع في تدوين سمات ومميزات لهذا الكتاب القيم وسنكشف عن بعض مميزاته في منشور مستقل ترقبوه قريباً ان شاء الله تعالى وقدر .
دمتم في طاعة الله وامنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
... . فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
قاله بلسانه وقيده ببنانه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ...

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم ارزقنا مع العلم تقوى
تعصمنا من السيئات
وتعيننا على الطاعات
سلسلة
قلوب المتدبرين من الغفلة الى اليقين

سئل احد العارفين
هل الطريق الى الله طويل لأقطعة
فأجاب بل هو حجاب عن قلبك ترفعة

مقدمة:
القرآن رسالة من الله الى قلبك
انت المخاطب بالقرآن

لماذا القلب؟
قال تعالى
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}الشعراء

يوجد عقبة فى الطريق وصول الرسالة الربانية الى القلب
ماهى هذه العقبة ؟
الأقفال التى على القلب
قال تعالى{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)}محمد

اذاالمطلوب منا تدبر القرآن حتى تفتح الأقفال وتصل الرسالة الربانية الى القلب

ماهو التدبر ؟
(النظر فى عواقب الشئ ونهاياته )

انواع التدبر ؟
--تدبر ممنوع 2- تدبر مسموح1

اولا : التدبر الممنوع
القول على الله بغير علم حرم وأثم عظيم-1

2-التغير فى معاني التفسير الأصلية

3- تأتي بمعنى مختلف عن سياق الآية

مجموعة يتدارسونه بينهم
الاستاذة / دعاء عبد الهادي
...المزيد

فى ظلمة الأحداث

ا
في ظلمة الأحداث تاهت مهجتي ** وضللت عن دربي وضاعت بهجتي ~
وعقدت يمناي بيمني شقوتي ** ورسمت بالأحزان كل حكايتي ~
وقطعت أميالا أضلل وجهتي ** تبا لعمري حين حانت ساعتي ~
فتشت لو أدركت سر سعادتي ! ** غير المعاصي لم أجد في جعبتي ~
مرغت وجهي في التراب لعلني ** أعلوا فتعلوا همتي في صحوتي ~
فكرت في الأيام حين أضعتها ** فأخذت بالبيداء أصرخ ويحتي !! ~
ياليتني كنت التراب تدوسه ** أقدامهم فتقودني للجنة ~
حامت ذنوبي في السماء فلا أري ** غير ابتعادي واقتراب نهايتي ~
أدركت أني بارتكاسي لم أزل ** أهوي وألفظ للنهاية شهقتي ~
سالت دموعي من مجامع دمعتي ** من غير قصد حين ضاعت لوعتي ~
في ظلمة الأحداث عني باحث ** وأنا أمامي لا تراني مقلتي ~
يارب اني قد دعوتك أرتجي ** عفو الكريم فهل أبوء بدعوتي ؟! ~
فقد اقتربت الي النهاية ذا أنا ** ومن النهاية قد بدأت حكايتي ~ !!!
...المزيد

اللهم ياربي ايقظني على رزق لم أتوقعه وعلى خير لم أفكر به وعلى تحقيق أمنيات ظننت أنها مستحيله، اللهم ...

اللهم ياربي ايقظني على رزق لم أتوقعه وعلى خير لم أفكر به وعلى تحقيق أمنيات ظننت أنها مستحيله، اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين سعادتي وتوفيقي وارتياحي واطمئناني وهداي، اللهم سامحني حين لا يبقى أحد وتبقى أنت وحدك المتعالى سبحانك "استغفر الله العظيم واتوب اليه " ...المزيد

قد يعشق المرئ من لا مال في يده و يكره القلب من في كفه الذهب ما قيمة الناس الا في مبادئهم لا ...

قد يعشق المرئ من لا مال في يده
و يكره القلب من في كفه الذهب
ما قيمة الناس الا في مبادئهم
لا المال يبقى و لا الالقاب و الرتب

#خواطر_رمضانية_8 عشق المحبين ورونقة الخاشعين . قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ ...

#خواطر_رمضانية_8
عشق المحبين ورونقة الخاشعين .
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ (البقرة: 165) .
الحُبُّ من أعمال القلوب، فإنَّ حُبَّ الله جل جلاله من أعظم أعمال القلب، ولن يستطيعه إلا القلب السليم، فإنَّ محبة الله جل جلاله تصلحه، فإذا امتلأ قلب العبد بحب الله جل جلاله، انساقت للقلب الجوارح؛ لأنها تابعة له، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلَحت صلح الجسد كله، وإذا فسَدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) رواه البخاري
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألُكَ حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يحبُّك، وحُبَّ عملٍ يُقرِّب إلى حُبِّكَ))؛ صحيح سنن الترمذي .
والعلاقة بين الحب والإيمان يوضحها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)) [4].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا كان الحُبُّ أصلَ كُلِّ عملٍ من حقٍّ وباطلٍ، وهو أصل الأعمال الدينية وغيرها، وأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله، كما أنَّ أصلَ الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله، فالتصديقُ بالمحبة هو أصل الإيمان، وهو قولٌ وعملٌ .

فإذا أصبح حُبُّ الله جل جلاله في قلب العبد في أعلى المراتب، يكون العبد قد بلغ مرتبة الإحسان، عند ذاك تتحرك الجوارح كافة على مراد الله جل جلاله، فيحب في الله، ويكره في الله، ويعطي لله، ويمنع لله، ويوالي في الله، ويعادي في الله جل جلاله.

وقد ذكر العلماء عشر علامات تدل على حب العبد لربه وهي :-

العلامة الأولى : محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلا يتصور حب لله من دون حب لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي عرَّفنا بربِّنا، وبلَّغنا رسالته، وبيَّن لنا الطريق إليه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، قال الحسن البصري رحمه الله: "زعم قوم أنهم يحبُّون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية"، وقال ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبَّة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي".
وهل صادق مَنْ يدَّعي حُبَّ ربِّه ****وأمسى عن اللَّذات غير صبور
ويسلو عن الدنيا وعن كل شهوة****وعن كل ما يودي بوصل سرور

العلامة الثانية : حُبُّ مَنْ يحبُّه الله عز وجل من عباده المصطفين الأخيار .
وذالك كحُبِّ الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته، وأولياء الله الصالحين، وليس ذلك حبًّا مع الله؛ بل هو من تمام حب الله؛ لأنه حب لأجل الله، وفي الله؛ قال ابن القيم رحمه الله: "فأصل العبادة محبَّة الله؛ بل إفراده بالمحبَّة، وأن يكون الحبُّ كله لله، فلا يحبُّ معه سواه؛ وإنما يحبُّ لأجله وفيه، كما يحبُّ أنبياءه، ورسله، وملائكته، وأولياءه، فمحبَّتنا لهم من تمام محبَّته، وليست محبَّةً معه".
فالذي يبغض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا حَظَّ له في محبَّة الله، والذي يُنكِر وجود الملائكة، لا حظَّ له في محبَّة الله، والذي يتَّهم أولياء الله بالجهل، لا حظَّ له في محبَّة الله... وهكذا.

العلامة الثالثة : الرضا بما يعطي الله وبما يمنع .
فلا تسخُّط، ولا تأفُّف، ولا تأوُّه؛ لأنه أعطاك ليختبرك، ومنعك ليبتليك، وهو تعالى في الأمرين يحبُّك، فقابل تقديره بالقبول، وابتلاءه بالرضا، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأسألك الرضاء بعد القضاء))؛ صحيح سنن النسائي.

ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن ألحَسَ جمرةً أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحبُّ إليَّ من أن أقول لشيء كان: ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن: ليته كان".
ولقد سأل رجل الفضيل بن عياض رحمه الله، فقال: يا أبا علي، متى يبلغ الرجل غايته من حبِّ الله تعالى؟ فقال له الفضيل: "إذا كان عطاؤه ومنعه إيَّاك عندك سواءً، فقد بلغت الغاية من حبِّه".

وذكر ابن الجوزي قصة أحد الصالحين، ابتلاه الله ليختبر حبَّه له، فجعله مكفوفًا، مجذومًا، مقعدًا، حتى جعل الزنبور يقع عليه فيقطع لحمه، فقال: "وعزَّتك وجلالك، لو قطعتني إرْبًا إرْبًا، أو صببت عليَّ البلاء صبًّا، ما ازددت إلَّا حبًّا".



إن الطبيب بطبِّه ودوائه ****لا يستطيع دفاع مقدور القضا
ما للطبيب يموت بالداء الذي ****قد كان يبرئ مثله فيما مضى
ذهب المداوي والمداوي والذي ****جلب الدواء وباعه ومن اشترى

العلامة الرابعة: محبة كلام الله تعالى، والانشغال بتلاوته وتدبُّره .

فلا حب لله مع هجر كلامه، ولا حب لله مع عدم التلذُّذ بتلاوته، والتمتُّع بالاستماع إليه، فالقرآن الكريم جنة العابدين، وبُستان الزاهدين، وكنز المتلذِّذين، وبهجة مجالس المجتمعين؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وكذلك محبَّة كلام الله، فإنه من علامة حُبِّ الله، وإذا أردْتَ أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم".

ورحم الله ابن القيم، فقد علم أن من الناس من ينشغل بالغناء والطرب، حتى يُلهيه ذلك عن كتاب الله، فينفق الساعات الطوال للسَّماع، ولا يجد نصف ساعة في اليوم يفتح فيها كتاب الله، يقرؤه، ويتدبَّره، ويقوي إيمانه بالتأمُّل في آياته، حتى إذا قرأ منه بعض آيات، لم يشعُر لها بلذَّة، ولم يستفد منها بومضة، ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، قال ابن جزي رحمه الله: "أي: غطَّى على قلوبهم ما كسبوا من الذنوب، فطمس بصائرهم".

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، ما شبعت من كلام الله".

العلامة الخامسة : القيام بالأعمال الحسنة، والاتِّصاف بالأخلاق الحميدة.
إذ لا يجتمع حب الله والكلام الفاحش، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشًا ولا مُتفحِّشًا، وكان يقول: ((إنَّ خياركم أحاسنُكم أخلاقًا))؛ متفق عليه.
ولا يجتمع حبُّ الله مع الإساءة إلى الجار، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة مَنْ لا يأمن جاره بوائقه))؛ مسلم.
ولا يجتمع حُبُّ الله مع الكذب، تقول عائشة رضي الله عنها: "ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب"؛ صحيح سنن الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال))؛ صحيح سنن أبي داود؛ وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار.
ولا يجتمع حب الله مع أخذ الرشوة، والراشي والمرتشي ملعونان في شريعتنا، ولا يجتمع حبُّ الله مع الغش في العمل، وفي الحديث: ((مَنْ غشَّنا فليس منا))؛ مسلم.
ولا يجتمع حُبُّ الله مع التحايُل على الناس في الخصومة، لأكل أموالهم بالباطل، أو سلب حقوقهم ومستحقَّاتهم، فهذا جزاؤه من الله السخط لا الحب؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ خاصم في باطل وهو يعلمه، لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه))؛ صحيح سنن أبي داود.

ويجمع التحذير من كل ذلك، حديث عبدالرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضَّأ يومًا، فجعل أصحابه يتمسَّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملكم على هذا؟))، قالوا: حب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سرَّه أن يحبَّ الله ورسوله، أو يحبَّه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدث، وليُؤدِّ أمانته إذا ائتمن، وليحسن جوار مَنْ جاوره))؛ حسَّنه في المشكاة.

سبحان من لو سجدنا بالجباه له **** على لظى الجمر والمحمي من الإبر
لم تبلغ العشر من مقدار نعمته **** ولا العشير ولا عشرًا من العشر

العلامة السادسة : الجمع بين خلوص التوحيد لله تعالى، وعبادته على الوجه الذي يرتضيه. فالمسلم يلهج بذكر الله في كل حين، ويراقب الله تعالى في كل عمل، ويخاف من تجاوز حدوده في كل معاملة، فشأنه العمل لله، والالتجاء إلى الله، والعيش مع الله، والاستعانة بالله، بحيث تصير تردُّدات أنفاسه، ونبضات قلبه، وحركات جوارحه وقفًا لله تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوه؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((ألَّا يُعذِّبهم))؛ متَّفق عليه.
ومن جميل ما تنبَّهوا إليه، أن كلمة "حب"، بدئت بحرف الحاء، ويخرج من أقصى الحلق، وانتهت بحرف الباء، الذي يخرج من الشفتين وهما آخر ما تخرج منه الحروف، فالحاء دلَّتْ على الابتداء، والباء دلَّت على الانتهاء، وكذلك شأن المحبَّة، تبدأ من المحبوب، وتنتهي إليه.

ولقد شبَّ بعض الناس على حبِّ الماديات، فساووا حبَّها بحبِّ الله أو أكثر، فصار المال قِبْلتهم، والجاه وجهتهم، والتفاخُر حياتهم، والاعتناء بالذات ديدنهم، والتجمُّل في المظهر هجيراهم، وربما قدموا ذلك على الصلاة فلم يصلُّوا، وإذا صلَّوا، فصلاة كسلان متثاقل، لا صلاة مستوفز مُحبٍّ، ولا عبادة متحفِّز متوثِّب، يخشى عليهم من مثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ (البقرة: 165).
وأبغض إله عُبِد في الأرض هو الهوى، قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (الجاثية: 23).

وأتـرك ما أهـوى لمـا قـد هويتــه *** فأرضى بما ترضى وإن سخطت نفسي

العلامة السابعة : التلذُّذ بمناجاة الله عز وجل، وأفضله قيام الليل ولو بركعتين، فذلك السبيل لمن أراد العزَّ والشرف، ولقد أتي جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "يا محمد، أحبب من شئت، فإنك مُفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، وعِشْ ما شئت، فإنك ميت، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"؛ صحيح الجامع.
كيف لا وقد أخبرنا الصادق المصدوق أنه: ((إذا مضى شَطْرُ الليل أو ثُلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائلٍ يُعطى، هل من داعٍ يُستجابُ له، هل من مُستغفرٍ يُغفَر له، حتى ينفجر الصبح"؛ مسلم.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن في الليل لساعةً، لا يُوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إيَّاه، وذلك كل ليلة))؛ مسلم.
هنا يظهر حب العبد لربه ويقوم للعبادة ولصلاة ويشمر لها لكي ينال السعادة في الدارين وقد قال بعض السلف سابقا (إذا أردت أن تلحق بركب السادة فعليك بترك الوسادة لتحظى بالحسنى وزيادة ) فالمسلم المحبُّ لربِّه، يغتنم هدوء الليل، وصفاء النفس بانقطاع العوائق، وانصرام العلائق، فيأنس بربِّه، ويتنعَّم بمناجاته، ويتلذَّذ بالشوق إليه، وإدامة دعائه.
وقد قيل لإبراهيم بن أدهم وقد نزل من الجبل: من أين أقبلت؟ فقال‏: "من الأنس بالله"‏،‏ ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16].

وقد سئل الحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجِّدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا؟ فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن، فألبسهم من نوره".
وقال له شاب: أعياني قيام الليل، فقال له: "قيَّدتك خطاياك"،فقارن بين هؤلاء ومن شغل سواد ليله في لعب الورق، أو تقليب القنوات الفضائية، أو السهر مع المباريات، والأفلام، وتتبُّع الأخبار السوقية، وربما زاغ بصره فوقع على الصور الخليعة، والمسلسلات الوضيعة، والنكات السمجةالممجوجة، ويزعم مع ذلك أنه يحبُّ الله، لركعات يملأ بها فراغه، وصيام في رمضان اعتاده، ودريهمات جعلها صدقته.
قال مالك بن ضيغم: "لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غدًا، ما لذُّوا بعيش أبدًا".
وقال إبراهيم التيمي رحمه الله: "شيئان قطعا عنِّي لذَّة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى".

العلامة الثامنة : التلذُّذ بفعل الطاعة، واعتقاد أنها خير تسرع إليه، وفضل ترتاح لفعله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))؛ صحيح سنن النسائي.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال، أقم الصلاة أرحنا بها))؛ صحيح سنن أبي داود، وكذلك سائر العبادات من صيام، وصدقة، وقراءة للقرآن، وسير في حوائج الناس.
ومن الناس مَنْ ينتظر الصلاة بعد الصلاة، تلذُّذًا بالمكوث في بيت الله، داعيًا، مُصلِّيًا، باكيًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))؛ مسلم، والرباط: حبس النفس على هذه الطاعة.
وكان عطاء السليمي رحمه الله إذا فرغ من وضوئه، انتفض، وارتعد، وبكى بكاءً شديدًا، فيُقال له في ذلك، فيقول: "إني أريد أن أُقدِمَ على أمرٍ عظيمٍ، أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل ".

العلامة التاسعة : الإحساس بالحسرة والأسى عند فوات الطاعة أو تركها، فإن فات المحب لربِّه الاستيقاظ إلى صلاة الصبح، رأيته حزينًا كئيبًا، متألم القلب، كاسِفَ البال، قد فاته خيرٌ عظيمٌ، أعظم من فوات صفقة تجارية رابحة، أو سفر لقضاء حاجة ملحَّة.
فهذا حاتم الأصم، فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلَّاها في البيت، فجلس يبكي؛ لأن صلاة الجماعة قد فاتته.
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيا بقية ليلته.

العلامة العاشرة : الغيرة على محارم الله إذا انتهكت، وحزن القلب لشعائر الله إذا هجرت، وقلق النفس للمنكرات إذا تفشَّت، وضيق الصدر لحدود الله إذا تعديت؛ لأن المؤمن يحبُّ للناس ما يحبُّ لنفسه، ولا يرضى لهم ما لا يرتضيه لنفسه.

اللهم يا من لا تراه في الدنيا العيون ، ولا تخالطه الظنون ، يا من سجد له الساجدون ، وركع له الراكعون ، وقام بين يديه القائمون ، ولبى له الملبون ، وحج إليه الحاجون ، واعتمر له المعتمرون ، وقام إليه القائمون ، وعاد إليه العائدون ، يا من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ، اللهم أقمنا بين يديك نصلي لك يا رب العالمين .

كتبه الشــــــيخ شــــــــرمــــاركــــــي محمد عـــــــــــيسى (بخاري)
هــــــــــــــــــــرجيـــــــــــــــــــــــــســــــــــيا 8/رمضان/1440هــــــــــــــ
أبـــــــــــو ألأثيـــــــــــــــــــــــر الصــــــــــــــــــــــومالــــــي
...المزيد

وصية إلى طالب العلم تأتيك من الخطيب البغدادي . قال رحمه الله : : إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص ...

وصية إلى طالب العلم تأتيك من الخطيب البغدادي .
قال رحمه الله :
: إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه, وإجهاد النفس على العمل بموجبه, فإن العلم شجرة والعمل ثمرة.
وليس يُعَدُّ عالما من لم يكن بعلمه عاملا.
وقيل العلم والد والعمل مولود.
والعلم مع العمل والرواية مع الدراية.
فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشا من العلم.
ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصراً في العمل.
ولكن اجمع بينهما وإن قلَّ نصيبك منهما.
وما شيء أضعف من عالم ترك الناس علمه لفساد طريقته وجاهل أخذ الناس بجهله لنظرهم إلى عبادته, والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجى في العاقبة إذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة.
فأما المدافعة والإهمال وحُبّ الهوينى والاسترسال وإيثار الخفضِ والدعة والميل مع الراحة والسعة, فإن خواتم هذه الخصال ذميمة وعقباها كريهة وخيمة.
والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة.
ونعوذ بالله من علم عاد كلاًّ وأورث ذلاًّ وصار في رقبة صاحبه غلا .
اقتضاء العلم العمل (ص: 15)
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
11 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً