ما من نصيحة طبية لمواجهة كرورنا، إلا و علمها لنا رسول ﷺ، فهي وقاية. إذا ذُكِرَت سنة النبي ﷺ ...

ما من نصيحة طبية لمواجهة كرورنا، إلا و علمها لنا رسول ﷺ، فهي وقاية.

إذا ذُكِرَت سنة النبي ﷺ اشمأزت قلوب الحاقدين، و إذا ذُكِرَت "الوقاية خير من العلاج" إذا هم يستبشرون.

عبد القادر حيضر البنوري

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ...

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه, وعن أبيه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ما كان يقوم من مجلس, حتى يدعو بهؤلاء الدعوات: {اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا, اللهم متعنا بأسماعنا, وأبصارنا, وقوتنا ما أحييتنا, واجعله الوارث منا, واجعل ثأرنا على من ظلمنا, وانصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ علمنا, ولا تسلط علينا من لا يرحمناْ}. –الحديث مخرج في صحيح سنن الترمذي-.

قل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس, حتى يختم مجلسه بهذه الكلمات النيرات, أكثر مجالسه كان يختمها بهذه الدعوات, يقول: {اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك...} أي: إجعل لنا من خشيتك نصيبا يكون حائلا بيننا وبين معصيتك, والخشية هي الخوف المقرون بالعلم, والتعظيم, كما قال سبحانه: [إنما يخشى الله من عباده العلماء], وإذا امتلأ القلب خوفا من الله, حجب عن المعاصي, وأما الذي يدعي الخوف من الله كذبا وزورا, ويؤذي إخوانه, ويسيء إليهم, ويعتدي عليهم, ومظالم العباد عنده, وقد ضيع حقوق المسلمين, فهذا كاذب, الدعاوى ما لم تقم عليها بينات, أصحابها أدعياء. إذا هم العبد بالذنب, فعليه ان يستحضرأنه تحت سمع الله وبصره, وعليه ان يستحضر أن الله قادر في أية لحظة, على أن يرسل عليه صاعقة من السماء, تبيده وتفنيه, لكنه سبحانه حليم يمهل ولا يهمل, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية -في الخفاء والظهور-, والعدل في الرضى والغضب, القصد في الفقر والغنى –أن يقتصد الإنسان في معيشته في الفقر والغنى, عندما يكون غني يبذر ويسرف, وإذا كان فقيرا, فإنه يقتر على نفسه-, وثلاث مهلكات: هوى متبع, وشح مطاع, وإعجاب المرء بنفسه} –الحديث في الصحيح الجامع-. وقدم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الخشية على الطاعة, قال: {...اقسم لنا من خشيتك...} ثم قال: {...ومن طاعتك...} لأن من خشي الله حقيقة, سارع إلى طاعته, قوله عليه الصلاة والسلام: {...واقسم لنا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك...} أي اجعل لنا نصيبا من طاعتك, يوصلنا إلى جنتك, فدل هذا الحديث على أن الجنة ليست للخاملين الكسالى, ولكنها للمطيعين المشمرين, فإذا رزق العبد الخشية من الله, نجى من النار, وإذا قسم له من طاعة الله نصيب, فاز بالدرجات العلى, والنعيم المقيم. قوله صلى الله عليه وسلم: {...ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا...} اليقين أعلى درجات الإيمان, وقد وصف سبحانه وتعالى عباده المتقين في اول سورة البقرة بقوله: [وبالآخرة هم يوقنون]. ليس عندهم شك, إذا بلغ العبد درجة اليقين, شاهد ما غاب عنه, مما أخبر به الله ورسوله كأنه ينظر إليه بين يديه, وإذا بلغ العبد درجة اليقين, هان عليه ما يكابده من عناء الدنيا, وهان عليه ما يلقاه من الشدائد والمحن, لأنه يوقن ان مرة الدنيا حلوة الآخرة, وأن المصائب مكفرات للخطيئات, رافعة للدرجات, يقول الله تعالى: [إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب] أي بلا عد, ولا كيل, ولا وزن. إنما يصب عليهم الأجر صبا. يقول عليه الصلاة والسلام: {يود أهل العافية يوم القيامة, حين يعطى اهل البلاء الثواب, لو أن جلودهم في الدنيا كانت تقرض بالمقاريض} يعني تقطع جلودهم, هكذا يود اهل العافية, أن لو كانت جلودهم تقرض بالمقاريض, وتنشر بالمناشير, يقول عليه الصلاة والسلام: {لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها, إلا رفعه الله بها درجة, وحط عنه بها خطيئة} –رواه الترمذي وهو في الصحيح الجامع-. قوله عليه الصلاة والسلام: {...اللهم متعنا باسماعنا, وأبصارنا, وقوتنا ما أحييتنا...} أي أبق هذه الحواس صحيحة سليمة, وألبسنا لباس العافية, إلى ان يأتي الأجل, لأن المؤمن يستعين بقوته, وسلامة جوارحه,على الازدياد من الخير, والاستعداد ليوم الرحيل, وأما من سخر هده القوة, وسلامة حواسه وجوارحه في البعد عن الله, فتمتعه بها كتمتع الأنعام والدواب, بل هو أضل سبيلا. لأن الأنعام لا تحاسب عليها, وهو يحاسب على كل ذلك, قال لله تعالى: [إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا]. يقول عليه الصلاة والسلام:{...واجعله الوارث منا...} أي اجعل هذه القوة و والحواس سليمة مستمرة حتى يأتينا اليقين, حتى يحضر الأجل, قوله صلى الله عليه وسلم: {...واجعل ثأرنا على من ظلمنا...} أي: واقتص لنا ممن ظلمنا, إنتقم لنا منه, وهذا يدل على أنه لا حرج على المسلم أن يدعو على من ظلمه بقدر ما لحقه من الإساءة, أما لو تجاوز وأكثر من الدعاء على الظالم, ربما أصبح هو الظالم, ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: {المستبان ما قالا, فعلى البادئ منهما} يعني اثنان يسبان بعضهما بعض, البادئ هو الظالم, قال: {...فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم} يعني لو سب المظلوم ظالمه أكثر من سبه إياه لكان هو الظالم,والله يستجيب دعوة المظلوم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {...واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب} –متفق عليه-. ولو صبر المظلوم , فلم يدع على من ظلمه, حتى ينال أجره كاملا يوم القيامة, لكان خيرا له.

قوله عليه الصلاة والسلام: {...وانصرنا على من عادانا...} أكبر عدو لنا هو الشيطان, الشيطان المريد, قال الله تعالى: [إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير] ومن أكبر أعدائنا, نفوسنا التي بين جنوبنا, وذلك حين تكون أمارة بالسوء, كذلك من الأعداء الهوى, فإن اتباع الهوى مهلك ومرد, ومن أعداء المسلم أهل النفاق, قال الله تعالى: [هم العدو فاحذرهم], ومن ذلك الكفرة الفجرة, على اختلاف مللهم ونحلهم, قال الله تعالى: [إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده].

قوله عليه الصلاة والسلام: {...ولا تجعل مصيبتنا في ديننا...} تقدم أن مصائب الدنيا مع الصبر والاحتساب ذخر للمؤمن في الآخرة, ومصيبة الدين لا تنجبر, لا جبران لها, ويدخل في ذلك سوء الاعتقاد, كأن يكون عند المسلم شركيات, يعتقد في الأضرحة وأصحاب القبور, يدعوهم من دون الله, هذا سوء اعتقاد, ينذر لهم ويقدم لهم الذبائح, ويصنع لهم الزردة والوعدة, هذا من الشرك, فليتق الله المسلمون, ومن مصائب الدين أن يكون للمسلم بدع, أو نفاق, وأن يكون مضيعا للصلوات, او واقعا في أكل الحرام, وغير ذلك من مصائب الدين, والمصاب من حرم الثواب, المصاب حقا هو من حرم الثواب, قوله صلى الله عليه وسلم: {...ولا تجعل الدنيا أكبر همناو ولا مبلغ علمنا...} أي لا تجعل اكتساب المال والجاه أكبر مقاصدنا في الدنيا, وإنما أعنا على أن نتخذ الدنيا جسرا نعبر من خلاله بسلام إلى الدار الآخرة, {...ولا مبلغ علمنا...} أي اجعل علم الآخرة هو مبلغ علمنا, يجوز للمسلم أن يتعلم علوم الدنيا, بشتى أنواعها لا سيما إذا ابتغي بذلك وجه الله, وأراد خدمة أمته ومجتمعه, لكن يجعل علم الاخرة هو مبلغه من العلم, وخاصة يعني على الأقل الإنسان يتعلم ماتصح به عبادته, ومعاملاته.

أيها الإخوة, يحكي أحد الدعاة: عن أحد ممن يحلو لهم أن يسمو أنفسهم بالفنانين, استضافته إحدى القنوات, فسأله السائل: ما هي الاية التي تأثرت بها أكثر؟ قال: الجنة تحت أقدام الأمهات. يظنها آية من كتاب الله, قال السائل: صدق الله العظيم. ظلمات بعضها فوق بعض, كثير من المسلمين اليوم, إذا سألته عن العشرة المبشرين بالجنة, قد لا يذكر لك أحدا منهم, وإذا سألته عن أسماء الممثلين واللاعبين, فهو الفارس الذي لا يشق له غبار, وأضرب لكم هذه الأمثلة حتى تعلموا ما معنى مبلغ علمنا وأكبر همنا, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين,ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

قوله عليه الصلاة والسلام: {...ولا تسلط علينا من لا يرحمنا}.أي لا تسلط علينا الكفرة, والفجرة, والظلمة. لا تسلط علينا الظلمة والمفسدين, الذين يسيؤون إلينا, ويسوموننا سوء العذاب,{...ولا تسلط علينا من لا يرحمنا}.

اللهم عافنا في ديننا ودنيانا, وفي أبداننا, وفي أهلينا, اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين, اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا, ربنا وتقبل دعاء, ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار, آمين والحمد لله رب العالمين.
...المزيد

لو رأى الفضيل بن عياض عزلتنا -الإجبارية- بسبب كورونا لغبطنا عليها، قال رحمه الله : “إذا غربت الشمس ...

لو رأى الفضيل بن عياض عزلتنا -الإجبارية- بسبب كورونا لغبطنا عليها، قال رحمه الله : “إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي و إذا طلعت حزنت لدخول الناس علي”. و لكننا لا نستغلها.

. . هـ[محمد التويجري]•------------ جزاك الله خيرا أبا سارة ـ[بديع الزمان]•---------- أخي ...

.
.
هـ[محمد التويجري]•------------
جزاك الله خيرا أبا سارة
ـ[بديع الزمان]•----------
أخي الغالي أبا سارة
أعجبني مقالك هذا كثيرا 0وأنت ـ أخي ـ من الأعضاء الذين رسّخوا أقدامهم في المنتدى واستطاعوا أن يتركوا بصمات واضحة تنمّ غن ثقافة عالية، وعلم أصيل، وروح شفّافة، ودعابة حاضرة، وغيرة دينيّة، ووفاء للمنتدى وحرص على رقيّه وتطوّره كلّ ذلك مما تستحقّ عليه التقدير والحفاوة 0
أخذتني معك إلى أدقّ معاني الصّدق و أنت تتحدّث عن المنتدى بإعجاب و اعتزاز و أنت تتحدث عن روح الأخوّة الصّادقة التي اكتسبها أعضاؤه جميعا و تحلّوا بها حتى وهم يختلفون 0
أخي حقّا: أشعر أنّ الفصيح نموذج راق للمنتديات الحواريّة وهكذا نريده دائما فليس له أن يحيد عن هذا النّهج الذي اختطّه له القائمون عليه عندما رأى النّور قبل أكثر من سنتين 0
أخي العزيز، مقالك أسعدني كثيرا، والذي يبدو لي أنّ هذه الرّؤى مشتركة بيننا جميعا فالشّعور هنا جمعيّ و ليس إفراديّا 0
تقبّل أخي العزيز عاطر تحاياي 0
ـ[د. خالد الشبل]•---------
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أردت أن أكتب تعليقًا على كلام أستاذنا العزيز أبي سارة فلم يترك الأستاذ بديع الزمان لي حرفًا أكتبه، فارجع إليه وضع اسمي بدل اسمه. سئل أحد الحكماء: ما الأخوّة؟ فقال: نفس واحدة في أجساد مختلفة.
ـ[أبو سارة]•--------------
شكرا لكم على هذه الإطراءات الجميلة،وشكرا لهذه الكلمات الرائعة 0
وجزاكم الله خيرا، ومنتدى الفصيح يستحق منا أكثر من ذلك، فلو لم يكن له من المميزات إلا التحدث مع أمثالكم لكان هذا شيء عظيم، فكيف بما يحويه المنتدى من أعضاء وموضوعات متنوعة!
الحقيقة إن اللسان يعجز والقلم يقف أن يصف هذه المشاعر المتراكمة،والله المستعان0
لكم مني ولجميع أعضاء الفصيح خالص الشكر والتقدير، ووفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه0
والسلام
ـ[انكسار]•----------
هل أقول لكم إن منتدى الفصيح في جمعه بين الفائدة و الطهر و نزاهة الحوار و المتعة النظيفة ليس له مثيل؟
ليس قولي مبالغة او مديح
بل هو عن تجربة فلا تحثوا في فوهة قلمي التراب
اخوتي
ليس لي الا ان ادعوا لمن قام عليه حتى استوى ساقه و أصبح يعجب الزراع 👌ليغيظ أهل الهوى الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا
يكفيني اني احتسب الأجر في مجرد دخولي المنتدى فلا أعدمه بحول الله حتى لو كان في الترويح عن نفسي بقصيدة جميلة أنشط بعدها من عقال الروتين
من كان يجد الوقت ليزيد في تعداد المزايا فليكتب
أسأل الله ان يجعل اجتماعنا مباركا معصوما فلا نتفرق بعده الا و الملائكة معنا تظلل خطانا
و الا ونحن نرجوا ان نكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله ان أخلص الواحد منا حبه لإخوته الاعضاء في الله الذي جمعهم على الخير
أستودعكم الذي لا تضيع ودائعه.
.
حكمة الأعمى
ـ[كمال المروءة]•--------
سئل أحد الحكماء: ممن تعلمت الحكمة؟ فقال من الأعمى , لأنة لايضع قدمة على الأرض الإ بعد أن يختبر الأرض بعصاة
ـ[طلب]•-------
جميلة جدا.شكرا لك.طلب
.
.
.
.
.
.
.
.
وعن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا شباب قريش احفظوا فروجكم فلا تزنوا،ألا من حفظ فرجه فله الجنة " أخرجه الطبراني في الكبير.
وعن الهيثم بن مالك الطائي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحل له." أخرجه ابن أبي الدنيا.
رسالة من لقيط: http://saaid.net/flash/rssla.swf
ـ[أبو طارق]•--------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: " أوصني "، فردّد، قال: ((لا تغضب)) رواه البخاري.
الشرح
خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب الأرض بجميع أنواعه - الأبيض منها والأسود، والطيب والرديء، والقاسي واللين -، فنشأت نفوس ذرّيته متباينة الطباع، مختلفة المشارب، فما يصلح لبعضها قد لا يناسب غيرها، ومن هذا المنطلق راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وصاياه للناس، إذ كان يوصي كل فرد بما يناسبه، وما يعينه في تهذيب نفسه وتزكيتها.
فها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتسابقون إليه كي يغنموا منه الكلمة الجامعة، والتوجيه الرشيد، وكان منهم أبو الدرداء رضي الله عنه - كما جاء في بعض الروايات -، فأقبل بنفس متعطشة إلى المربي العظيم، يسأله وصية تجمع له أسباب الخير في الدنيا والآخرة، فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن قال له: (لا تغضب).
وبهذه الكلمة الموجزة، يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطر هذا الخلق الذميم، فالغضب جماع الشر، ومصدر كل بليّة، فكم مُزّقت به من صلات، وقُطعت به من أرحام، وأُشعلت به نار العداوات، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم.
إنه غليان في القلب، وهيجان في المشاعر، يسري في النفس، فترى صاحبه محمر الوجه، تقدح عينيه الشرر، فبعد أن كان هادئا متزنا، إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كلية عن تلك الصورة الهادئة، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء: (اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا) رواه أحمد، فإن الغضب إذا اعترى العبد، فإنه قد يمنعه من قول الحق أو قبوله، وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين، فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: " أول الغضب جنون، وآخره ندم، وربما كان العطب في الغضب "، ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما: "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم "، وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه: "يا بني، لا يثبت العقل عند الغضب، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم ".
وقال آخر: " ما تكلمت في غضبي قط، بما أندم عليه إذا رضيت ".
ومن الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه، ما جاء في قوله تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} (آل عمران: 134)، فهذه الآية تشير إلى أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة مراتب: فمنهم من يكظم غيظه، ويوقفه عند حده، ومنهم من يعفوا عمن أساء إليه، ومنهم من يرتقي به سمو خلقه إلى أن يقابل إساءة الغير بالإحسان إليه.
وهذا يقودنا إلى سؤال مهم: ما هي الوسائل التي تحد من الغضب، وتعين العبد على التحكم بنفسه في تلك الحال؟: لقد بينت الشريعة العلاج النافع لذلك من خلال عدة نصوص، وهو يتلخص فيما يأتي:
أولا: اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فالنفوس بيد الله تعالى، وهو المعين على تزكيتها، يقول الله تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} (غافر: 60).
ثانيا: التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فهو الذي يوقد جمرة الغضب في القلب، يقول الله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} (فصلت: 36)، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجلين يستبّان، فأحدهما احمرّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم كلمة، لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد)، وعلى الغاضب أن يكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار؛ فإن ذلك يعينه على طمأنينة القلب وذهاب فورة الغضب.
ثالثا: التطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجور العظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه، فمن ذلك ما رواه أبو داود بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي الحور شاء).
رابعا: الإمساك عن الكلام، ويغير من هيئته التي عليها، بأن يقعد إذا كان واقفا، ويضطجع إذا كان جالسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود.
خامسا: الابتعاد عن كل ما ما يسبب الغضب، والتفكر فيما يؤدي إليه.
سادسا: تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل، في شتى شؤون الدنيا والدين.
الشبكة الإسلامية ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=65680)
دمتم بخير
.
.
...المزيد

‏ثقُ باللهِ كزهرةٍ نمَتْ على جانب الطريق، لم يزرعها أحد، ولم يسقها أيُّ عابر فقط رعاها اللّٰه

‏ثقُ باللهِ كزهرةٍ
نمَتْ على جانب الطريق،
لم يزرعها أحد،
ولم يسقها أيُّ عابر
فقط رعاها اللّٰه

الاية ٣٢من سورة الاحزاب نساء النبي هم قدوات المجتمع المسلم واسوة للمؤمنات

الاية ٣٢من سورة الاحزاب نساء النبي هم قدوات المجتمع المسلم واسوة للمؤمنات

*سعادة الانسان هي :* *الشكر ،،،*والصبر ،،،*والإستغفار ،،،* اسأل الله أن يسعد قلبي وقلوبكم ...

*سعادة الانسان هي :*

*الشكر ،،،*والصبر ،،،*والإستغفار ،،،*

اسأل الله أن يسعد قلبي وقلوبكم
بالخير والمسرات والعافية الدائمة
وأن يبارك في أيامكم وأعماركم

🌻صباح الخير🌻

عسى شهر رمضان مبارك وجميع لحظاته تبارك والرسول جاري وجارك والجنة داري ودارك اللهم امين. اللهم يا ...

عسى شهر رمضان مبارك وجميع لحظاته تبارك والرسول جاري وجارك والجنة داري ودارك اللهم امين. اللهم يا كريم بلغنا شهر رمضان وأعنا يا الله على الصيام والقيام وقراءة القرآن. ربنا يتقبل قيامك وصيامك ومبارك عليكم الشهر الكريم. بلغك الله شهر رمضان المبارك الذي أحبه ربك ودمت لمن يحبك. ...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
11 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً