الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) • ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

• ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد الأنصار إليه، فإن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة إليه قام على أصول صلبة، أدّت وبلا شك إلى حصر العاملين في فئة قليلة وعزوف الكثيرين عنها ربّما مع قناعتهم بصحّة الطريق وجدارة القائد بالاتّباع، وكان من أهم هذه الأصول:

- وضوح الهدف: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي).

- وضوح المهمّة التي يجب على الأنصار أداؤها: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون عنه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم).

- توضيح الصعوبات والعقبات التي ستعترض الأنصار في سبيل قيامهم بالمهمّة: بإقراره قول صاحبهم: (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف).

- توضيح الغاية الوحيدة والمقابل الوحيد الذي سيحصل عليه الأنصار لقاء قيامهم بالمهمّة: (قالوا: نعم فما لنا؟ قال: الجنة).

وبخلاف هذا المنهج في حشد الأنصار تعمل الجماعات المنحرفة في سعيها المزعوم لإقامة الدّولة الإسلاميّة والخلافة الإسلاميّة.

- فعوضاً عن توضيح هدفها الحقيقي ساد الخداع والتقيّة بدعوى الاقتراب من هموم الناس، وذلك بإخفاء هذه الجماعات لحقيقة مشاريعها وأهدافها عن الجماهير والحشود التي اجتمعت فيها وكلٌّ يأمل من نصرته لهذه الجماعة ما يشتهيه، فمنهم من يرى في هذه الجماعات وسيلة للخلاص من مستبدٍّ ظالم، ومنهم من يرى فيها أملاً في توحيد المسلمين وجمعهم بعد فرقة، ومنهم من يرى فيها بديلاً أفضل من زمر الفساد التي تحكم البلاد بالاستناد إلى الطواغيت، ومنهم من يأمل منها أن تقيم الشريعة الإسلاميّة، و(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)، وقيادات الجماعات تزداد فرحاً باتساع "حاضنتها الشعبيّة" أو حتى "قاعدتها الانتخابيّة"، ولا تلتفت في الغالب إلى مصير هؤلاء النّاس في الآخرة، وإلامَ هم صائرون بعد موتهم، وكأن تأييد الجماعة أو الحزب صار في دين هؤلاء من مفاتيح الجنّة، فيحجز "المناصر" أو "المؤيد" مقعده فيها بمجرد انتسابه إليها.

- وعوضاً عن توضيح حقيقة الطريق لتنفيذ المهمّة، والصعوبات والعقبات التي يجب على الأنصار أن يستعدّوا لها، ساد الكذب على الأتباع والأنصار بإخفاء حقيقة ما سيلاقونه من مشاق وما يجب عليهم من صبر وجهاد في سبيل تجاوزها والتغلّب عليها، إذ لو علم الذين شاركوا بما تسمّى "ثورات الربيع العربي" بنتيجة هذه الثورات وما ستؤدّي إليه من حروب ومآسٍ لهم ولأهلهم وبلدانهم على أيادي الطغاة لأحجم معظمهم -وبلا شك- عن سلوك هذا الطريق، ولفضّل الكثير منهم أن يعيش تحت حكم الطاغوت على أن يتحمل نتيجة الخروج عليه، ولو علم معظم الذين انتخبوا "جبهة الإنقاذ" ما سيلاقونه من طواغيت الجزائر بسبب إسقاطهم في الانتخابات لما شاركوا فيها، هذا إن لم ينتخبوا الطواغيت ويسقطوا "جبهة الإنقاذ".

وعلى هذا الأساس تنتشر أكثر الانحرافات في صفوف "الجماعات الجهاديّة" التي انحرفت عن طريق الجهاد في سبيل إقامة الدّولة الإسلاميّة، لمّا طال عليهم الأمد، وكثرت فيهم الجراح، تفرّقوا بين منحرفٍ عن غاية ما خرج في سبيله، وقاعدٍ رَكَنَ إلى الدنيا وزينتها، بل وحتى منقلبٍ على عقبيه صار من أنصار الطاغوت، وقليلٌ من يثبت على هذا الطريق.

- وعوضاً عن دعوة الأنصار إلى الإخلاص في العمل وأن تكون غايتهم الوحيدة منه إرضاء الله تعالى، والمقابل الوحيد الذي يأملونه هو الجنّة، تنهال الوعود على الجماهير بما سيلقونه في دولة السمن والعسل التي ستقيمها هذه الجماعات إذا وصلت للحكم، وتنثر على رؤوسهم أحلام السيادة العالميّة السريعة والاكتساح الحتمي للدول والقارات، هذا فضلاً عن تحفيز الطموحات الشخصية والآمال الدنيوية للأنصار بما سيحصلون عليه إذا انتصرت الجماعة التي نصروها وأيّدوها، حتّى إذا وصلت الجماعة للحكم وبدأت الضغوطات، وارتفعت الأسعار، أو انقطعت الكهرباء، أو تأخرت الرواتب، رأيت أنصار الأمس معارضين لهذه الحكومة التي لم تزد عليهم في شؤون معاشهم شيئاً إن لم تنقص منه، ولكم في "حكومة الإخوان" التي أُسقطت في مصر خير مثال.

إن الداعي إلى الله تعالى يجب أن يبيّن للناس حقيقة هذا الدين، فيؤمنوا به على بصيرة، ويبيّن لهم ما عليهم من واجبات إن آمنوا، فيعملوا بها، ويبين لهم ما سيلقونه من مشقّة في سبيل إقامة هذا الدين، وتبليغه للناس، ويوصيهم بالصبر على ذلك كلّه، فإن فعلوا ذلك كانوا من الفائزين بالجنّة، وإلا كانوا في جملة الخاسرين من بني آدم، كما قال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)).


• | مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ }.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ودعاة التقارب بين الأديان على مدار الساعة ويضعونها بديلا لرابطة الإسلام، فالناس في "الإنسانية" سواء وأولياء بغض النظر عن دينهم كفارا كانوا أو مسلمين! عبادا لله أو للطاغوت! والله تعالى يقول: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ }؛ فلا ولاية ولا محبة ولا نصرة إلا للمسلم، والبغض والعداوة للكافر ولا اعتبار لإنسانيته عند انتقاض أو انعدام توحيده.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

ابراكسين3 تعمل لنا5 سر حرفة والنجاة والا تشرك في قلب ورشة س

ابراكسين3 تعمل لنا5 سر حرفة والنجاة والا تشرك في قلب ورشة س

إنّا لمطامعكم بالمرصاد • وفي أحدث مثال على تجدُّد خطط الغزو والمشاريع القديمة، جرأت حرب غزة ...

إنّا لمطامعكم بالمرصاد

• وفي أحدث مثال على تجدُّد خطط الغزو والمشاريع القديمة، جرأت حرب غزة اليهود الكافرين على تكرار الإعلان والتصريح في محافل رسمية بما أسموه "مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات" والذي يعلنون بكل وضوح أنه لا يقتصر على أرض فلسطين فحسب! بل يمتد إلى أجزاء من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وحتى الجزيرة العربية.

وليس خفيا أيضا خط الغزو الرافضي الإيراني الجديب، الذي يستهدف ما يسمى منطقة "الهلال الخصيب"، وهو مخطط إيران الفارسية الإستراتيجي الذي تسعى بكل قوتها لتحقيقه، عبر تمكين ميليشياتها وأذرعها هنا وهناك تحت شعارات "المقاومة" و "القدس" التي تمر بمدن وعواصم المسلمين كما صرحوا مرارا بذلك تماما كما يفعل اليهود.

والحكومة التركية بماضيها العلماني الصرف وحاضرها العلماني المتستر خلف غربال الإخوان المرتدين بقيادة "أتاتورغان"، هي الأخرى تمدّ يد المطامع تحت أكمام الإغاثة، وتروّج لمشروعها القومي العلماني عبر الاستثمار في جراحات المسلمين ومآسيهم، وقد عمدت إلى تحقيق مطامعها التوسُّعية بطريقة عسكرية مباشرة عن طريق قواعدها في شمال العراق، أو عن طريق بيادقها وفصائلها الذين وصل بهم الأمر أن فاقوا حكومتهم المركزية، ففرضوا في مناطقهم لغتها ورفعوا أعلامها واستعملوا عملتها!، وهو ما نعاينه في "الشمال المحرر" الذي يروجون فيه لـ "كيان سني" ينفذ أجندة "الغزاة" على مذهب أتاتورك.

وعلى ذات الخط تسعى الأحزاب الكردية ومن يتبعها من الميليشيات على اختلاف تشكيلاتها، للحصول على موطئ قدم بين الأطراف المتصارعة، فتارة يستجدون أوروبا وأمريكا، وتارة يشرقون لروسيا والصين، ويتوددون ليهود بين هذا وذاك، علهم يجدون من يعينهم على تحقيق حلمهم "كردستان" الذي أرقهم منذ عقود، فيستعملهم القاصي والداني في مشاريعه، وهم يجهدون معهم ويصدقون وعودهم، كما كانوا وما زالوا عونا للرافضة في العراق، فيتعنتون معهم سياسيا ويعينونهم عسكريا في الحرب على المسلمين، وكذا حالهم في الشام لما دعمتهم أمريكا في الحرب على المجاهدين، ثم تركتهم يواجهون مصيرهم المحتوم.

وأما إفريقية فقد سارت لها الدول والميليشيات تهافتا من كل حدب، فبعد سنوات من التسلط الأوروبي والأمريكي، جاء الدور على الروس وحلفائهم الصينيين لينقبوا في أرض إفريقية بحثا عن مطامعهم وتقاسما للتركة.

وبغض النظر عن الأشكال التي تأخذها هذه المخططات والمشاريع، سواء كانت مباشرة سافرة أو متسترة خلف شعارات وعناوين مخادعة، وسواء كانت تستخدم "القوة الخشنة" بالنار والحديد أو "الناعمة" بالإعلام والمؤامرات والسياسة، وسواء كان أربابها يتحدثون الإنجليزية أو الروسية أو الفارسية أو العبرية أو حتى العربية، إلا أنها تشترك في نفس الغاية وهي الحرب على الإسلام مصداقا لقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، فهذا هو دافع كل هذه الحروب والتدافع الذي تغطيه هذه المشاريع والمطامع، ولذلك النصر في هذه الحروب هو حليف المسلمين قطعا، وهو ما تؤكده الوعود الإلهية والنبوية التي هي جزء لا يتجزأ من عقيدتنا.

وعليه، فإننا نقول لكل هؤلاء الغزاة والطامعين على رسلكم! لا يؤزكم الجشع والطمع ولا تأخذكم الحماسة أن توغلوا في أوهامكم، فترسموا خرائط وتخطوا حدودا وتلوِّنوا أقاليمَ وتطلقوا عليها الأسماء، فإنا لمطامعكم لبالمرصاد، وقد حشدنا لهدم مشاريعكم الأجناد لا نقاتلكم بالعدد والعدة، بل بإيمان راسخ ومنهاج لم تخترقه كل حملات غزوكم الفكري وهو باق على سيرته الأولى يوم سحق أجدادنا الفاتحون أجدادكم الغزاة فلم يبقوا منهم كسرى ولا قيصر، وإنا سائرون -بحول الله وقوته- على طريقهم، ماضون باقون على نهجهم إلى أن يرث المتقون الأرض كما بشّرنا سبحانه ووعد في كتابه العزيز: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

وإن المجاهدين اليوم يعيدون رسم خارطة العالم بالتوحيد والجهاد، وكما كسروا الحدود من قبل بين العراق والشام فإنهم سيعيدون الكرة بإذن الله، وكما أسدلوا الستار على كثير من المشاريع والمؤامرات وأحبطوها، فإنهم سيواصلون تصديهم لمطامع ومؤامرات الكافرين بالوسيلة الشرعية الربانية، الجهاد في سبيل الله، طاعة لله وخلافة له في أرضه وسعيا لتحقيق وعده سبحانه القائل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ}، فالوعد بنصر الإسلام والتمكين له في الأرض قائم قادم فليحرص كل مسلم على أن يكون من أهل هذا الوعد بسيره على كتاب ربه وهدي نبيه، والله لا يخلف الميعاد.

▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 464
الخميس 7 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

في الميدان • أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا ...

في الميدان

• أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا عجب أن يسهل اختراقه لأسباب عديدة منها شبكات المخدرات والبغاء التي يديرها الحزب الرافضي في أوروبا وتعد شريانا أساسيا لاقتصاده، ومن عجيب تناقضات فصائل الإخوان المرتدين، أنهم صاروا يعقدون مقارنات بين "حصانة" صفوف كتائبهم و"هشاشة" صفوف حزب الشيطان فلماذا تحالفتم معهم إذن؟! طمعا في هشاشتهم أم زهدا في حصانتكم؟

- افتتاحية النبأ "نقاط على الحروف" 463
...المزيد

-009-وقال أبو بكر الورّاق: الكنود الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه. محمد بن علي الترمذي: هو الذي ...

-009-وقال أبو بكر الورّاق: الكنود الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه.

محمد بن علي الترمذي: هو الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم، وقال أبو بكر الواسطي: هو الذي ينفق نعم الله سبحانه في معاصي الله، وقال بسّام بن عبد الله: هو الذي يجادل ربّه على عقد العوض.

ذو النّون: تفسير الهلوع والكنود قوله: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً «1» .

وقيل: هو الذي يكفر باليسير ولا يشكر الكثير، وقيل: الحقود، وقيل: الحسود.

وقيل: جهول القدر.

وفي الحكمة من جهل قدره هتك ستره.

وقال بعضهم والحسن: رأسه على وسادة النعمة وقلبه في ميدان الغفلة.

وقيل: يرى ما منه ولا يرى ما إليه، وجمع الكنود كند

. قال الأعشى: أحدث لها [تحدث] لوصلك أنّها ... كند لوصل الزائر المعتاد «2» وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ قال أكثر المفسّرين: وإن الله على كنود هذا الإنسان وصنيعه لشاهد، وقال ابن كيسان: ال (هاء) راجعة إلى الإنسان، يعني أنّه شاهد على نفسه بما يصنع، وإِنَّهُ يعني الإنسان لِحُبِّ الْخَيْرِ أي المال


. وقال ابن زيد: سمّى الله المال خيرا وعسى أن يكون خبيثا وحراما ولكن الناس يعدّونه خيرا فسمّاه الله خيرا لأن الناس يسمّونه خيرا وسمي الجهاد سوءا فقال: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ «3» أي قتال.



وليس هو عند الله بسوء ولكن سمّاه الله سوءا لأنّ الناس يسمّونه سوءا. ومعنى الآية وإنه من أجل حبّ المال لَشَدِيدٌ بخيل، ويقال للبخيل: شديد ومتشدّد، قال طرفة: أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ... عقيلة مال الفاحش المتشدّد «4» والفاحش: البخيل أيضا قال الله سبحانه: وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ «5» أي البخل، وقيل: معناه: وإنّه لحب الخير لقويّ، وقال الفرّاء: كان موضع الحب أن يكون بعد شديد وأن يضاف شديد إليه فيقال: وإنّه لشديد الحبّ للخير، فلمّا يقدم الحبّ قبل شديد وحذف من آخره لمّا جرى ذكره في أوله، ولرؤوس الآيات كقوله سبحانه: فِي يَوْمٍ عاصِفٍ «6» والعصوف لا يكون __________ (1) سورة المعارج: 20- 21. (2) تفسير الطبري: 30/ 353. (3) سورة آل عمران: 174. (4) لسان العرب: 3/ 234. (5) سورة البقرة: 268. (6) سورة إبراهيم: 18
...المزيد

008-وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) ...

008-وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) مكية وهي ستون آية، وثلاثمائة وستون كلمة، وألف ومائتان وتسعة وثمانون حرفا بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: {والذاريات ذَرْواً} أول هذه السورة مناسب لآخرها قبلها، لأنه تعالى لما بين الحشر بدلائله، وقال: {ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} [ق: 44] وقال: {وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} [ق: 45] تُجْبِرهم على الإيمان، إشارة إلى إصرارهم على الكفر بعد إقامة البرهان، وتلاوة القرآن عليهم، لم يبق إلا اليمين فقال: {والذاريات. . إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} وقال في آخرها {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ الذي يُوعَدُونَ} [الذاريات: 60] . فصل وفي الحكمة في القسم ههنا وجوه: أحدها: أن الكفار كانوا يَنْسبون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للجدال، ومعرفة طرقه، وأنه عالم بفساد قولهم، وأنه يغلبهم بمعرفته بالجدال، وحينئذ لا يمكن أن يقابلهم بالأدلة، كما أن من أقام خَصْمُه عليه الدليل ولم يبق له حجة، يقول: إنه غلبني، لعلمه بالجدل وعجزي عن ذلك، وهو يعلم في نفسه أن الحق تبعي ولا يبقى للمتكلم المبرهن غير اليمين، ليقول: والله إن الأمر كما أقول ولا أجادلك بالباطل لأنه لو استدل بطريق آخر يقول خصمه فيه كقوله الأول، فلا يبقى إلا السكوت، أو التمسك بالأيمان، وترك إقامة البرهان. ...المزيد

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق ...

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق الظلام يراني..

وقد جعل سبحانه رِضَى العبد بالدُّنيا وطمأنينتهُ وغفلتهُ عن معرفةِ آياتِهِ وتدبُّرِها والعملِ بها ...

وقد جعل سبحانه رِضَى العبد بالدُّنيا وطمأنينتهُ وغفلتهُ عن معرفةِ آياتِهِ وتدبُّرِها والعملِ بها سبَب شقائِهِ وهلاكه.
ولا يجتمع هذان -أعني: الرضى بالدُّنيا والغفلة عن آيات الربِّ- إلَّا في قلب من لا يؤمنُ بالمعاد ولا يرجو لقاء ربِّ العباد، وإلا فلو رَسَخِ قدمُهُ في الإيمان بالمعاد؛ لما رضي بالدُّنيا ولا اطمأنَّ إليها ولا أعرض عن آيات الله.
وأنت إذا تأمَّلْتَ أحوال الناس وجدتَ هذا الضرب هو الغالب على الناس وهم عُمَّارُ الدُّنيا، وأقلُّ الناس عددًا من هو على خلاف ذلك، وهو من أشدِّ الناس غُربةً بينهم؛ لهم شأنٌ وله شأنٌ، علمُه غيرُ علومهم، وإرادتُهُ غير إرادتِهم، وطريقه غير طريقهم؛ فهو في وادٍ وهم في وادٍ.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: ٧ - ٨]، ثم ذكر وصف ضدِّ هؤلاء ومآلهم وعاقبتهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٩)} [يونس: ٩]؛ فهؤلاء إيمانهم بلقاء الله أورثَهم عدَم الرِّضى بالدُّنيا والطُّمأنينة إليها ودوامَ ذكرِ آياته.
فهذه مواريثُ الإيمان بالمعاد، وتلك مواريثُ عدمِ الإيمان به والغفلة عنه.

ابن القيم | الفوائد
...المزيد

قال الإمام ابن بطة العُكبريّ - رحمه الله -: "ومِن السُّنة وتمام الإيمان وكماله: البراءةُ مِن ...

قال الإمام ابن بطة العُكبريّ - رحمه الله -:

"ومِن السُّنة وتمام الإيمان وكماله: البراءةُ مِن كلّ اسمٍ خالف السّنة، وخرج عن إجماع الأُمّةِ، ومُباينة أهلِهِ، ومجانبة مَن اعتقده، والتقرب إلى اللهِ- عز وجل -بمخالفتِهِ؛ وذلك مثلُ قَولِهم:
الرَّافِضة، والشِّيعة، والجهميَّة، والمُرجئة، والحَرورِية، والمعتزلة، والزّيدِية، والإمامية، والمُغيريَّة، والإباضِية، والكَيسانِيّة، والصُّفرِيّة، والشُّرَاة، والقَدَرِية، والمنّانِية، والأزَارِقة، والحُلُولِية، والمنصوريّة، والواقِفة، ومَن دفع الصفات والرؤية.
ومِن كلّ قولٍ مُبتدِعٍ، ورأيٍ مُخترع، وهوىً مُتَّبع. فهذه كلّها وما شاكلها، وما تفرع منها، أو قاربها؛ أقوالٌ رديئة، ومذاهب سيئة تُخرِج أهلها عن الدين ومَن اعتقدها عن جُملةِ المسلمين."

https://t.me/+ErMSclg1tY81OTJl
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
14 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً