بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم عنا جميعاً خير الجزاء

بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم عنا جميعاً خير الجزاء

من عجيب خلق الله تعالى أنه خلق الخلق من حيث وجود الشهوة على ثلاثة أصناف. قال ابن القيم رحمه الله ...

من عجيب خلق الله تعالى أنه خلق الخلق من حيث وجود الشهوة على ثلاثة أصناف. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "قال قتادة: خلق الله سبحانه الملائكة عقولاً بلا شهوات، وخلق البهائم شهوات بلا عقول، وخلق الإنسان وجعل له عقلًا وشهوة، فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم" (عدة الصابرين؛ ج1، ص: [15]).

رابط المادة: http://iswy.co/e1199t
...المزيد

لانبذة عن تاريخ كتابة القرآن الكريم  جَمْعُ القرآنِ الكريم ( بمعنى كتابته ) حدث ثلاث مرات : 1ـ ...

لانبذة عن تاريخ كتابة القرآن الكريم

جَمْعُ القرآنِ الكريم ( بمعنى كتابته ) حدث ثلاث مرات :
1ـ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
اتخذ الرسول صلى الله عيه وسلم كتّاباً للوحي , كلّما نزل عليه شيء من القرآن أمرهم بكتابته ,مبالغة في تسجيله وتقييده ,وزيادة في التوثق والضبط والاحتياط في كتاب الله تعالى , حتى تظاهر الكتابةُ الحفظَ , ويعاضد النقشُ اللفظَ .
وكان هؤلاء الكتّاب من خيرة الصحابة , فمنهم : أبي بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , ومعاوية , وأبان بن سعيد , وخالد بن الوليد , واُبي بن كعب , وزيد بن ثابت , وثابت بن قيس , وغيرهم . وكان الرسول عليه السلام يدلهم على موضع المكتوب من سورته , ويكتبونه فيما يسهل عليهم من العُسب (جريد النخل ـ جمع عَسيب, وهو ما نبت عليه الخُوص ـ ورق النخل ـ يُكشط خوصُها ويكتبون على طرفها العريض ) , واللِّخاف ( جمع لَخفة وهي قطعةالحجارة العريضة البيضاء المستدقة الرفيعة ) والرَّقاع (جمع رَقعة وهي قطعة من الجلد أوالورق ) , وقطع الأديم ( الجلد ) , وعظام الأكتاف , ثم يوضع المكتوب في بيت الرسول عليه السلام .

وهكذا انقضى العهد النبوي والقرآن مجموع على هذا النمط , بيد أنه لم يُكتب في صحف ولا مصاحف .

روي عن ابن عباس أنه قال : كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب فقال : ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا ) . وعن زيد بن ثابت قال : (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع ) , وكان هذا التأليف عبارة عن ترتيب الآيات حسب إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم وبتوقيف من جبريل عليه السلام من أمر الله سبحانه وتعالى .

2ـ كتابة القرآن على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
واجهت أبا بكر الصديق في خلافته أحداث شديدة منها موقعة اليمامة سنة (12هـ) التي استشهد فيها كثير من حفظة القرآن , وعزّ الأمرُ على عمر فاقترح على أبي بكر أن يجمع القرآن خشية الضياع بموت الحفّاظ ,وشرح الله صدر أبي بكر لجمع القرآن , فندب لهذا الأمر رجلاً من خيرة الصحابة هو زيد بن ثابت رضي الله عنه , لأنه اجتمع فيه من المواهب ما لم يجتمع لغيره من الرجال , فهو من حفاظ القرآن , ومن كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وشهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته صلى الله عليه وسلم , وكان معروفاً بخصوبة عقله , وشدة ورعه , وعظم أمانته , وكمال خلقه , واستقامة دينه . وانتهج زيد بن ثابت في جمع القرآن طريقة دقيقة محكمة , وضعها له أبو بكر وعمر , فلم يكتفِ بما حفظ في قلبه , ولا بما كتب بيده , ولا بما سمع بأذنه , بل جعل يتتبع ويستقصي آخذاً على نفسه أن يعتمد في جمع القرآن على مصدرين اثنين وهما :

آ ـ ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ب ـ ما كان محفوظاً في صدور الرجال .

وبلغ من مبالغته في الحيطة أنه لم يقبل شيئاً من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعلى هذا الدستور الرشيد تم جمعُ القرآن وكتابته بإشراف أبي بكر وعمر وأكابر الصحابة وإجماع الأمة .

وقد قوبلت تلك الصحف التي جمعها زيد بن ثابت بما تستحق من عناية فائقة , فحفظها أبو بكر عنده , ثم حفظها عمر بعده , ثم حفظتها أم المؤمنين حفصة بنت عمر بعد وفاة عمر, حتى طلبها عثمان رضي الله عنه , حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن .

3ـ كتابة القرآن على عهد عثمان رضي الله عنه :
اتسعت الفتوحات في زمن عثمان , وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار , وكان أهل كل إقليم يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة بما فيها من اختلافٍ في الأداء ووجوه القراءة , خاصة أنه لم يكن بأيديهم مصحفٌ جامع يرجعون إليه فيما شجر بينهم .

لهذه الأسباب رأى عثمان بثاقب رأيه أن يتدارك هذه الفتنة قبل أن يَعُزَّ الدواء , فجمع أعلام الصحابة , وذوي البصر منهم , وأجال الرأي بينه وبينهم لوضع حد لهذا الاختلاف , فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يُرسلُ منها إلى الأمصار , وأنْ يؤمر الناسُ بإحراق كل ما عداها , وألا يعتمدوا سواها .

وشرع عثمانُ في تنفيذ هذا القرار أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين من الهجرة , وعهد في نسخ المصاحف إلى أربعةٍ من خيرة الصحابة وثقات الحفاظ , وهم : زيد بن ثابت ـ عبد الله بن الزبير ـ سعيد بن العاص ـ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام , والثلاثة الأخيرون من قريش , أمّا زيد بن ثابت فهو من المدينة . ومن اللافت للنظر أنّ نسبة عدد القرشيين المكيين إلى العدد الكلي هو 3/4 وهذا يتناسب مع نسبة عددالسور المكية إلى مجموع سور القرآن أي :86/114 = 75% وكذلك نسبة عدد الآيات الواردة في السور المكية مقارنة بآيات القرآن كله , أي :4613/6236= 74% .

وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنتِ عمر , فبعثت إليه بالصحف التي عندها , والتي جُمع فيها القرآن
...المزيد

الحكمة في خلق ابليس يعتقد بعض العامة أن لإبليس قوة مهيمنة لإضلال بني ادم وكفرهم دون ان يعرفوا ...

الحكمة في خلق ابليس

يعتقد بعض العامة أن لإبليس قوة مهيمنة لإضلال بني ادم وكفرهم دون ان يعرفوا انه لا يتم شيء الا بمشيئة الله ، وقد يتساءل البعض .. ماهي الحكمة في خلق ابليس ووجود الشياطين ؟

والحق ان الله لم يخلق شيئا عبثا ، وانه جلت قدرته لم يخلق شرا صرفا ، وليس من حكمته إيجاد مثل هذا الشر المحض ، ومن ثم فان الله سبحانه له من المقاصد والغايات المترتبة على خلق ابليس ما تقصر عقولنا عن ادراكه فمهما بذلت من جهد لمعرفة الاسرار والحكم فلا نحصل الا على القليل مما خلق

الله ابليس لأجله ، ولولا الشر ما عرفنا الخير ولولا الشرك لم نعرف التوحيد " وبضدها تتبين الأشياء " ، فلولا ان الله خلق ابليس لكنا في العدم ولم نسكن هذه الأرض ، لان ادم عليه السلام سيكون مقره الجنة . والجنة ليست فيها حمل وولادة وقد اقتضت حكمة الله ان تظهر اثار رحمته وعدله فلولا وجود ابليس لتعطلت كثير من وظائف العبودية كالتوبة والاستغفار والتناصح وصلة الرحم والصدقات والدعوة والجهاد في سبيل الله وغير ذلك ، ثم ان الله عز وجل خلق ابليس كمحك اختبار يميز الله به بين عباده ويتبين الطيب من الخبيث ، ولولاه لما عرفنا ما يرضي الله لنفعله وما يسخطه لنتحاشاه ، ولم نعرف مرتبة الولاء والبراء ومن ثم فان الله خلق ابليس وجعل من طبعه الشر والافساد ، ورتب على خلقه أيضا مصالح عظيمة ، ولم يترك بني ادم فريسة لإبليس ليستولي عليهم ، بل ان الله جعل لهم من الوسائل ما يكافحون به شره ، واعانهم على عدوهم بمكفرات الذنوب كالاستغفار والتوبة ومضاعفة الحسنات وجعل لهم من المناسبات الفاضلة ما يتنافسون في التقرب الى الله به ، وبقدر ما يقدمون من عمل صالح تكون منازلهم في الجنة ، ولما كانت الدنيا دار امتحان واختبار وقد سبق في علم الله ان من بين بني ادم من لا يصلح لدخول الجنة لخبث معادنهم و تأصل الشر فيهم حيث فسدت طباعهم فاصروا على العناد والخطأ ( ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ) اذا فكيف تقام عليهم الحجة بدون وجود الشيطان يشاغلهم عن الطاعة ويستدرجهم ويغويهم ؟ وبدونه كيف نعرف ا عداء الله من اوليائه الى غير ذلك من الآيات والاسرار العجيبة ومن كرم الله على عباده ان أوسع لهم مناهج التوفيق والهداية وأوضح لهم طرق كسب الثواب ووعد المقبلين عليه بالقبول والغفران يقول الله تبارك وتعالى ( ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) النساء 31

والله سبحانه وتعالى يحب من عباده التوابين والمستغفرين يدل عليه ما رواه أبو هريرة ان رسول الله صلى الله علية وسلم قال ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم ) اخرجه مسلم وعن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ) اخرجه احمد والترمذي ، وهكذا ندرك سر عظمة الله وقدرته الخارقة علي إيجاد الشيء وضده وان من كمال حكمته وعدله انه لم يتخلى عن عباده امام عدوهم ابليس بل وضع في أيديهم الأسلحة ومكنهم من العلاجات الواقية ، فسبحان الحكيم الخبير .

وعلى لسان ابليس يقول الشيخ عز الدين عبد السلام المقدسي رحمه الله في كتابه ( تفليس ابليس )ص 32 : يا ادمي الحق خالق الأشياء ، خلقني كما شاء واوجدني لماء شاء ، واستعملني فيما شاء ، وقدر علي ما شاء ، فلم اطق أن أشاء الا ما شاء ، فما تجاوزت ما شاء ، وما فعلت غير ما شاء ، ولو شاء لردني الى ما شاء وهداني لما شاء ، ولكنه شاء ، فكنت كما شاء . ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) يونس 99
...المزيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد جواب من بعد اذنكم انا رجل مجبور اشتغل مع ناس اروح معهم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد جواب من بعد اذنكم انا رجل مجبور اشتغل مع ناس اروح معهم بسياراتهم وارجع معاهم وانا ليس لدي معارف وانا مجبور اشتغل وليس لدي عمل سوى معاهم لكن هنن يسكرو وانا بصلي كتير شو اعمل انا. نحن في إيطاليا وانا مجبور لان ماعندي معارف سواهم شو الحل ...المزيد

الثناء العلوي للنبي الأعظم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف ألأنبياء والمرسلين ...

الثناء العلوي للنبي الأعظم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف ألأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
إنِّ الأخلاق في السنة النبوية لم تدع جانبا من جوانب الحياة الإنسانية إلاّ رسمت له المنهج الأمثل للسلوك الرفيع في تناسق وتكامل وبناء ، فالنبي- صلي الله عليه وسلم- قد بلغ القمة في الأخلاق وأفضل طريق للوصول إلى مكارم الأخلاق هو طريق رسول الله- صلي الله عليه وسلم- والذي خاطبه تعالى بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم
وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم ويثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود! ويعجز كل قلم ، ويعجز كل تصور ، عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود ، وهي شهادة من اللّه ، في ميزان اللّه ، لعبد اللّه ، يقول له فيها : «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ومدلول الخلق العظيم هو ما هو عند اللّه مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين! ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد صلى الله عليه وسلم تبرز من نواح شتى :
1- تبرز من كونها كلمة من اللّه الكبير المتعال جل علاه وعظمته وكبريائه ، يسجلها ضمير الكون ، وتثبت في كيانه ، وتتردد في الملأ الأعلى إلى ما شاء اللّه.
2- وتبرز من جانب آخر، من جانب إطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقيها ، وهو يعلم من ربه هذا ، قائل هذه الكلمة ، من هو؟ ما عظمته؟ ما دلالة كلماته؟ ما مداها؟ ما صداها؟ ويعلم من هو إلى جانب هذه العظمة المطلقة ، التي يدرك هو منها مالا يدركه أحد من العالمين.
ولقد رويت عن عظمة خلقه في السيرة ، وعلى لسان أصحابه روايات منوعة كثيرة ، وكان واقع سيرته أعظم شهادة من كل ما روي عنه ، ولكن هذه الكلمة أعظم بدلالتها من كل شيء آخر.
أعظم بصدورها عن العلي الكبير جلت عظمته وتقدست أسمائه وصفاته ، وأعظم بتلقي محمد صلى الله عليه وسلم لها وهو يعلم من هو العلي الكبير ، وبقائه بعدها ثابتا راسخا مطمئنا .
إن هذه الرسالة من الكمال والجمال ، والعظمة والشمول ، والصدق والحق ، بحيث لا يحملها إلا الرجل الذي يثني عليه اللّه هذا الثناء ، فتطيق شخصيته كذلك تلقي هذا الثناء ، في تماسك وفي توازن ، وفي طمأنينة ، طمأنينة القلب الكبير الذي يسع حقيقة تلك الرسالة وحقيقة هذا الثناء العظيم ، ثم يتلقى - بعد ذلك - عتاب ربه له ومؤاخذته إياه على بعض تصرفاته ، بذات التماسك وذات التوازن وذات الطمأنينة ، ويعلن هذه كما يعلن تلك ، لا يكتم من هذه شيئا ولا تلك ..وهو هو في كلتا الحالتين النبي الكريم ، والعبد الطائع ، والمبلغ الأمين .
إن حقيقة هذه النفس من حقيقة هذه الرسالة ، وإن عظمة هذه النفس من عظمة هذه الرسالة ، وإن الحقيقة المحمدية كالحقيقة الإسلامية لأبعد من مدى أي مجهر يملكه بشر ، وقصارى ما يملكه راصد لعظمة هذه الحقيقة المزدوجة أن يراها ولا يحدد مداها ، وأن يشير إلى مسارها الكوني دون أن يحدد هذا المسار!
ومرة أخرى أجد نفسي مشدودا للوقوف إلى جوار الدلالة الضخمة لتلقي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لهذه الكلمة من ربه ، وهو ثابت راسخ متوازن مطمئن الكيان ..لقد كان صلى الله عليه وسلم - وهو بشر - يثني على أحد أصحابه ، فيهتز كيان صاحبه هذا وأصحابه من وقع هذا الثناء العظيم ، وهو بشر وصاحبه يعلم أنه بشر ، وأصحابه يدركون أنه بشر ، إنه نبي نعم ، ولكن في الدائرة المعلومة الحدود ، دائرة البشرية المقيدة ، فأما هو فيتلقى هذه الكلمة من اللّه ، وهو يعلم من هو اللّه ، هو بخاصة يعلم من هو اللّه! هو يعلم منه ما لا يعلمه سواه ، ثم يصطبر ويتماسك ويتلقى ويسير ...إنه أمر فوق كل تصور وفوق كل تقدير!!!
إنه محمد - وحده - هو الذي يرقى إلى هذا الأفق من العظمة ..
إنه محمد - وحده - هو الذي يبلغ قمة الكمال الإنساني المجانس لنفحة اللّه في الكيان الإنساني .
إنه محمد - وحده - هو الذي يكافئ هذه الرسالة الكونية العالمية الإنسانية حتى لتتمثل في شخصه حية ، تمشي على الأرض في إهاب إنسان .
إنه محمد - وحده الذي علم اللّه منه أنه أهل لهذا المقام ، واللّه أعلم حيث يجعل رسالته - وأعلن في هذه أنه على خلق عظيم ، وأعلن في الأخرى أنه - جل شأنه وتقدست ذاته وصفاته ، يصلي عليه هو وملائكته «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ».
وهو - جل شأنه - وحده القادر على أن يهب عبدا من عباده ذلك الفضل العظيم ..
ثم إن لهذه اللفتة دلالتها على تمجيد العنصر الأخلاقي في ميزان اللّه وأصالة هذا العنصر في الحقيقة الإسلامية كأصالة الحقيقة المحمدية .
والناظر في هذه العقيدة ،كالناظر في سيرة رسولها ، يجد العنصر الأخلاقي بارزا أصيلا فيها ، تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء ..الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة والنظافة والأمانة والصدق والعدل والرحمة والبر وحفظ العهد، ومطابقة القول للفعل ، ومطابقتهما معا للنية والضمير ، والنهي عن الجور والظلم والخداع والغش وأكل أموال الناس بالباطل ، والاعتداء على الحرمات والأعراض ، وإشاعة الفاحشة بأية صورة من الصور ..والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك ، وفي أعماق الضمير وفي واقع المجتمع ، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ رسول الله صلى عليه وسلم :« إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ »...فالرسول صلى الله عليه وسلم لخص رسالته في هذا الهدف النبيل ، وتتوارد أحاديثه تترى في الحض على كل خلق كريم ، وتقوم سيرته الشخصية مثالا حيا وصفحة نقية ، وصورة رفيعة ، تستحق من اللّه أن يقول عنها في كتابه الخالد: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ..فيمجد بهذا الثناء صلى الل عليه وسلم كما يمجد به العنصر الأخلاقي في منهجه الذي جاء به هذا النبي الكريم ، ويشد به الأرض إلى السماء ، ويعلق به قلوب الراغبين إليه - سبحانه - وهو يدلهم على ما يحب ويرضى من الخلق القويم.
وهذا الاعتبار هو الاعتبار الفذ في أخلاقية الإسلام ، فهي أخلاقية لم تنبع من البيئة ، ولا من اعتبارات أرضية إطلاقا وهي لا تستمد ولا تعتمد على اعتبار من اعتبارات العرف أو المصلحة أو الارتباطات التي كانت قائمة في الجيل ، إنما تستمد من السماء وتعتمد على السماء ، تستمد من هتاف السماء للأرض لكي تتطلع إلى الأفق.
وتستمد من صفات اللّه المطلقة ليحققها البشر في حدود الطاقة ،كي يحققوا إنسانيتهم العليا ،وكي يصبحوا أهلا لتكريم اللّه لهم واستخلافهم في الأرض وكي يتأهلوا للحياة الرفيعة الأخرى: «فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» ..ومن ثم فهي غير مقيدة ولا محدودة بحدود من أي اعتبارات قائمة في الأرض إنما هي طليقة ترتفع إلى أقصى ما يطيقه البشر، لأنها تتطلع إلى تحقيق صفات اللّه الطليقة من كل حد ومن كل قيد.
ثم إنها ليست فضائل مفردة : صدق، وأمانة ، وعدل، ورحمة، وبر ....إنما هي منهج متكامل ، تتعاون فيه التربية التهذيبية مع الشرائع التنظيمية وتقوم عليه فكرة الحياة كلها واتجاهاتها جميعا ، وتنتهي في خاتمة المطاف إلى اللّه ، لا إلى أي اعتبار آخر من اعتبارات هذه الحياة! وقد تمثلت هذه الأخلاقية الإسلامية بكمالها وجمالها وتوازنها واستقامتها واطرادها وثباتها في محمد صلى الله عليه وسلم وتمثلت في ثناء اللّه العظيم،وقوله:«وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ..
وخلاصة القول :
ماذا عسانا أن نتحدث عنه ونحدّث وقد اجتمع فيه ما تفرق من أخلاق الكرام ، لا تحصى فضائله، ولا تعد مزاياه ، وهو خير خلق الله إنسانا ، ما من صفة كمال إلا اتصف بها، ولا قبيحة إلا وتبرأ منها.
أقسم الله الصادق العليم بـ﴿النجم إذا هوى﴾ على تزكية المصطفى والثناء عليه،
فزكى عقله ﴿ما ضل صاحبكم وما غوى﴾
وزكى قلبه ﴿ما كذب الفؤاد ما رأى﴾
وزكى بصره ﴿ما زاغ البصر وما طغى﴾
وزكى لسانه ﴿وما ينطق عن الهوى﴾
وزكى رسالتَه ﴿إن هو إلا وحي يوحى﴾
وزكى مُعلِّمَه ﴿علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى﴾
وزكى أصحابه ﴿والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم﴾
وزكاه كله ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾
ووصفه بصفتين من صفاته ﴿بالمؤمنين رؤوف ف رحيم﴾
ونعته بالرسالة ﴿محمد رسول الله﴾
وناداه بالنبوة ﴿يا أيها النبي﴾
وشرّفَه بالعبودية ﴿سبحان الذي أسرى بعبده﴾
وشهد له بالقيام بها ﴿وأنه لما قام عبد الله يدعوه﴾
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت *** مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ولا برا الله خلقاً من بريته *** أوفى بذمة جارٍ أو بميعاد
مِن الذي كان فينا يستضاء به *** مبارَك الأمر ذا عدل وإرشاد
اقرؤوا سيرته، واسبروا سُنّته، وطالعوا هديه وسمته، فلن تجدوا إلا نوراً وصفاء وضياء، وصدقا ، وعفافا ووفاء، وبرا وكرما وحياء،
صلّى عليه اللهُ ما عينٌ بكَتْ *** شوقًا إليه، وما بَدَا إشراقُ
...المزيد

{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: ٧١] مهما ...

{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: ٧١]

مهما يكون للباطل من روجان و صولة يزهق بقول الحق بوسائل متواضعة، دخل النبي ﷺ مكة يوم الفتح وحول البيت 360 من الأصنام فجعل يطعنها بعود في يده.

مثل هذا حدث مع الشيخ ياسين العمري -حفظه الله- لما تكلم عن مسلسل "الشيخة" أو "المكتوب".
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
24 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً