بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة: أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ باطلٌ، ومنهجٌ جاهليٌّ ...

بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:

أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ باطلٌ، ومنهجٌ جاهليٌّ يدعو لاتخاذ الوطن وثناً وطاغوتاً يُعبد من دون الله، فهي تُلزم الناس بالعمل لها وحدها، والتضحية والقتال في سبيلها، وصرف البغض والبراء لكل خارج عن حدود أرضها وإن كانوا أولياء لله، وصرف الحبّ والولاء لكل داخل في حدودها وإنْ كانوا من أعظم الناس كفراً وأغلظهم شركاً؛ وهي بهذا تكون نداً معبوداً من دون الله، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: ١٦٥].

ثانياً: الوطنية تنقضُ عقيدةَ الولاء والبراء: ذلك أنَّ أصل الولاء والبراء في الإسلام قائمٌ على المفاصلة والمفارقة بين المسلمين وغيرهم على أساس الدّين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: ٥٥]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: ٥٧]، أما الوطنيّون فالموالاة عندهم قائمة على أساس الانتماء للأرض التي تحيطها حدود الوطن، وهذا يلزم منه إزالة الفوارق التي وضعها اللهُ سبباً شرعياً للمفاصلة مع الكفار، وتلك مصادمة صريحة لنصوص الشّرع الصّحيحة، قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١٣٨-١٣٩].

ثالثاً: الوطنية تعطّلُ أحكام الديار والهجرة: ذلك أنّ جَعْلَ الرابط الوطنيّ مهيمناً على رابط الدّين يَلزم منه اختلاط الأحكام على الناس، فمن الأمور المستقرّة في الشريعة أنَّ دار الكفر التي تعلوها أحكام الكفر تختلف عن دار الإسلام التي تعلوها أحكام الإسلام وتُحكم بما أنزل الله، ولكلٍ منهما أحكامها التي تميّزها، ومن هذه الأحكام وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، أما في دين الوطنية فلا مجال للكلام عن هذه المسائل البتّة، لأنَّ المواطن يلزم الوطن، بل ويدافع عنه وإن كان ذلك الوطن دارَ كفر وردّة وحرابة.

رابعاً: الوطنيّة تلغي التمايز بين المسلمين والكفّار: فتخلط بذلك بين مسمّى الإيمان ومسمّى الكفر؛ لأنَّ جَعْلَ الانتماء للأرض أساساً لمعاملة الناس يُزيل حتماً الفوارق المبنية على أساس الدّين، والتي جعلها الله السّبب الشّرعي للتّمييز بين النّاس في الدّنيا والآخرة، فالوطنيّة تجعل الناس مؤمنَهم وكافرَهم، برّهم وفاجرهم في مرتبة واحدة، وهذا تكذيبٌ صريحٌ لنصوص الدّين القطعية، التي منها: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: ٣٥-٣٦]،ومنها: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: ٢٨].

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال:
لله لا للوطن
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
...المزيد

لله لا للوطن إنَّ المرءَ مجبولٌ على حبِّ الديار التي وُلد أو عاش فيها، فهذه محبّة فِطريّة لا ...

لله لا للوطن

إنَّ المرءَ مجبولٌ على حبِّ الديار التي وُلد أو عاش فيها، فهذه محبّة فِطريّة لا يجحدُها إلا من انحرفتْ فطرتُه، ومثلُ هذا الحبِّ، كباقي أنواع المحابِّ الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، ليس بمحظور ولا مكروه، لكنْ بشرط أن لا تتجاوز المحابُّ حدَّها، ولا تتعارض مع ما أمر الله به ونهى، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: ٢٤]، فمحبّة الإنسان للنفس والأهل والعشيرة والمال والموطن محبّة طبيعية لم يحرّمها الشّرع ما لم تتجاوز حدّها، ومجاوزة الحدّ هنا هو تقديم هذه المحابّ على محبّة الله ورسوله والجهاد في سبيله، ومن أشكال المجاوزة في حبّ البلاد ضلالة "الوطنية" الخبيثة التي انتشرت بين أبناء الإسلام.

• الوطنيّة بنتُ القوميّة:

القوميّة لغةً من (القوم)، وقومُ الرجل: شيعتُه وعشيرتُه، أما القوميّة اصطلاحاً فهي رابطة للمجتمع تربط بين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص وصفات مشتركة، كاللغة أو اللون أو العرق أو التاريخ... إلخ. فالقوميّة من المناهج الجاهليّة المنحرفة التي غزت ديار الإسلام، حيث كانت نابتةُ القوميّة من أُولى معاول الهدم التي دكّت أسس العقيدة الإسلامية، وجعلت من الانتماء للقوميّة -العربيّة أو الخليجيّة أو الإفريقيّة أو التركيّة... أو غيرها- أساساً للاجتماع والولاء والنّصرة! ومن رَحِم هذه "القوميّة" الخبيثة وُلدتْ "الوطنية" المقيتة، فمبدؤهما واحد وحكمُهما واحد.

• حُكْمُ الوطنيّة في الإسلام:

بحسب ما عُرضَ آنفاً مِنْ أنَّ الوطنيّة تعني ترك عقيدة الولاء والبراء الإسلاميّة وإحلال عقيدة الولاء والبراء الوطنيّة؛ فإنَّ الوطنية كفرٌ أكبرُ مخرجٌ من الملّة، وكلُّ مَن اعتنقها أو دعا لها أو عمل لأجلها فهو مرتدٌّ عن دين الإسلام، والنقطة التالية ستبيّن جانباً من ذلك.

• بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:

أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ باطلٌ، ومنهجٌ جاهليٌّ يدعو لاتخاذ الوطن وثناً وطاغوتاً يُعبد من دون الله، فهي تُلزم الناس بالعمل لها وحدها، والتضحية والقتال في سبيلها، وصرف البغض والبراء لكل خارج عن حدود أرضها وإن كانوا أولياء لله، وصرف الحبّ والولاء لكل داخل في حدودها وإنْ كانوا من أعظم الناس كفراً وأغلظهم شركاً؛ وهي بهذا تكون نداً معبوداً من دون الله، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: ١٦٥].

ثانياً: الوطنية تنقضُ عقيدةَ الولاء والبراء: ذلك أنَّ أصل الولاء والبراء في الإسلام قائمٌ على المفاصلة والمفارقة بين المسلمين وغيرهم على أساس الدّين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: ٥٥]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: ٥٧]، أما الوطنيّون فالموالاة عندهم قائمة على أساس الانتماء للأرض التي تحيطها حدود الوطن، وهذا يلزم منه إزالة الفوارق التي وضعها اللهُ سبباً شرعياً للمفاصلة مع الكفار، وتلك مصادمة صريحة لنصوص الشّرع الصّحيحة، قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١٣٨-١٣٩].

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال:
لله لا للوطن
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
...المزيد

يبدوا اننا اقتربنا من جنة لا يمكن ان نقبض ر مع بعض اطراف الی نهاية اعمارنا ۔۔ الطلاق

يبدوا اننا اقتربنا من جنة لا يمكن ان نقبض ر مع بعض اطراف الی نهاية
اعمارنا ۔۔ الطلاق

ابو هريرة يا4 اهل عراق اذا انقطع شسع نعل احدكم مشی في اخری

ابو هريرة يا4 اهل عراق اذا انقطع شسع نعل احدكم مشی في اخری

لا سواء... والعاقبة للمتقين فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة التي ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين

فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة التي سيطرت عليها الدّولة الإسلاميّة خلال عامٍ من حربهم الشّديدة عليها، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي المساحة الجديدة التي امتدّ إليها سلطان الخلافة في جهات أخرى من ساحة المعركة؟ بل كم هي السّاحات الجديدة التي انضم مجاهدوها إلى جيش الخلافة في مشارق الأرض ومغاربها؟ وإنْ كانوا يتكلّمون عن قتلهم لعددٍ من جنود الدّولة الإسلاميّة خلال العام المنصرم بواسطة أكثر من ٧٥٠٠ غارةٍ جويّةٍ، فهلّا سألوا أنفسهم: كم تضاعف عديد جيش الخلافة خلال هذا العام؟

وإن كانوا يتكلّمون عن تراجع في إمكانات جيش الخلافة من التّسليح والعتاد يحسبونه بتعداد ما استطاعوا تدميره بطائراتهم، أو استهلكه المجاهدون في معاركهم التي لا تنتهي، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي كميّة السلاح والعتاد الذي اغتنمه جيش الخلافة من أعدائه الكثيرين خلال هذا العام فقط؟

وإن كانوا يتكلّمون زاعمين إضعافهم للدّولة الإسلاميّة من خلال هذه الحرب الطّويلة على كلّ الجبهات، فهلّا سألوا أنفسهم: وما كان حالها قبل أنْ يمنّ الله على جنودها بالفتح والتّمكين؟ وهل يستوي حال من كانوا قليلاً مستضعفين يخافون أن يتخطّفهم النّاس، مع من حاله القوّة والتّمكين، يخافه المشركون في مشارق الأرض ومغاربها، ويحشدون لاحتواء خطره عدّة تحالفات من الدّول الطّاغوتيّة تضمّ أكثر من نصف أمم الأرض، في حين يؤيدها النّصف الآخر وإن لم يشارك في الحرب مباشرة؟ أم يستوي حال من كانوا يقتلون ويؤسرون ويعذبون دون أن يتمكّنوا من النّيل من عدوّهم، مع من حاله قتالهم ومنازلتهم في الميدان، فينالون منه مرّة وينال منهم مرّات، وإن قصفوه بطائراتهم في حلب ردّ عليهم فأسقط طائراتهم في سيناء، وإن أسقطوا على أهله برميلاً متفجّراً في الرقّة، فجّر عليهم المفخّخات "من ديالى إلى بيروت"، فكانت الحرب بينه وبين عدّوه سجالاً؟ أم يستوي حال من إنْ خسر نصيباً من الدنيا، لقي الفوز العظيم في الآخرة، مع من شأنه إنْ خسر الدنيا، خسر الدنيا والآخرة معاً وذلك هو الخسران المبين؟

كلّا... لا سواء... والعاقبة للمتّقين.

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال:
لا سواء... والعاقبة للمتقين
...المزيد

فُصُولِ الْآدَابِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الْمَشْرُوعَة • فَصْلٌ وَيَجُوْزُ قَتْلُ ...

فُصُولِ الْآدَابِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الْمَشْرُوعَة

• فَصْلٌ
وَيَجُوْزُ قَتْلُ الْأَوْزَاغِ، وَلَا يَجُوْزُ قَتْلُ النَّمْلِ، وَلَا تَخْرِيبُ أَجْحُرَتِهِنَّ. وَيُكْرَهُ قَتْلُ القَمْلِ بِالنَّارِ. وَلَا يَحِلُّ قَتْلُ الصَفَادِعِ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ قَتْلِ الضِفْدَعِ.

• فَصْلٌ
وَلَا يَجُوْزُ إِخْصَاءُ البَهَائِمِ، وَلَا كَيُّهَا بِالنَّارِ لِلْوَسْمِ. وَتَجُوْزُ الْمُدَاوَاةُ حَسْبَ مَا أَجَزْنَا فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ

• فَصْلٌ
وَيُكْرَهُ إِزَالَةُ الْأَوْسَاخِ فِي الْمَسَاجِدِ
كَتَقْلِيْمِ الْأَظفَارِ، وَقَصِّ الشَارِبِ، وَنَتْفِ الإِبِطِ، وَالعَمَلِ وَالصَنَائِعِ؛ كَالْخِيَاطَةِ، وَالخَرَزِ، وَالحَلَجِ، وَالتِّجَارَةِ، وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ؛ إِذَا كَثُرَ، وَلَا يُكْرَهُ ذَلِكَ إِذَا قَلَّ مِثْلُ رَقْعِ ثَوْبٍ، أَوْ خَصْفِ نَعْلٍ، أَوْ تَشْرِيْكِهَا إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُهَا.

• فَصْلٌ
وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ وَاجِبٌ، سُئِلَ الإِمَامُ أَحْمَدُ - رضي الله عنه - عَنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ: أَفَرْضٌ هُوَ؟ فَقَالَ: لَا أَقُولٌ فَرْضَ، وَلَكِنَّهُ وَاجِبٌ. وَلَا يَجُوْزُ طَاعَتُهُمَا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ تَعَالَى كَذَلِكَ نَصَّ عَلَيْهِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوْقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى».

• فَصْلٌ
وَيُكْرَهُ الاتِّكَاءُ عَلَى يُسْرَى يَدَيْهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ. وَيُكْرَهُ الجُلُوسُ بَيْنَ الشَّمْسِ وَالظَّلِ.

• فَصْلٌ
وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُوْلَ عِنْدَ النُّهُوْضِ مِنَ المَجْلِسِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوْبُ إِلَيْكَ، فَهِيَ كَفَّارَةُ الْمَجْلِسِ.
وَيُكْرَهُ الجُلُوسُ فِي ظِلِ المَنَارَةِ، وَكَنْسُ البَيْتِ بِالخِرْقَةِ، وَالشُّرْبُ مِنْ ثُلَمَةِ الْإِنَاءِ. فَهَذِهِ جُمْلَةٌ مِنَ الآدَابِ، وَاللهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ.

• تأليف: الإمام الْعَلامَة أبي الْوَفَاء علي بن عقيل بن مُحَمد بن عقيل بن عبد الله الْبَغْدَادِي الظفري الْمُتَوفى سنة 513 هـ
...المزيد

لا سواء... والعاقبة للمتقين كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا تكون ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين

كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا تكون الحرب غالباً إلا سِجالاً بين الأمم المتحاربة المتكافئة في القوّة، ويشترك في هذه القاعدة كلّ من يخوض الحروب سواء كانوا من أهل الكفر أم من أهل الإيمان، قال الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ)، وكذلك قال أبو سفيان لملك الرّوم لمّا سأله عن الحرب بين قريشٍ والرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (تكون الحربُ بيننا وبينه سِجالاً، يُصيب منَّا، ونُصيب منه)، وهي العبارة ذاتها التي قالها للرّسول عليه الصّلاة والسّلام بعد أُحدٍ (يومٌ بيومِ بدرٍ، والحربُ سِجالٌ)، فأبو سفيان رضي الله عنه تكلّم بالسُّنن التي يعرفها عن حياة الأمم، ولكنّ الذي غاب عنه أيّام جاهليّته أنّ الحرب التي يخوضها الرّسل وأتباعهم تختلف عن باقي الحروب لا في غاياتها فقط، وإنّما في أهميّتها ومآلاتها أيضاً، لذلك نجد أنَّ هرقل عظيم الرّوم بما لديه من بقيّة علمٍ من الكتاب ردّ على مقالة أبي سفيان فقال: (وكذلك الرسُل تُبْتَلَى، ثم تكون لها العاقبة)، وكذلك ردّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على مقالته في أحدٍ فقال: (لا سواء، قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النّار) (رواه الحاكم وصحّحه).

فهذا الفقه في المآلات الأخرويّة والدنيويّة لكلٍّ من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وعظيم الرّوم هرقل، يوضّح أنّ حرب الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وأتباعهم، ليست كبقيّة الحروب في نتائجها، وإن اشتركتْ معها في حقيقتها ومجرياتها، فالرّسل وأتباعهم بثباتهم على الحقِّ، وصبرهم على جهاد أعدائهم، وعدم تركهم لأمر الله بقتالهم، تكون لهم العاقبة بنصر الله تعالى لهم، بعد مراحل عديدةٍ تمسّهم فيها البأساء والضّرّاء والزّلزلة، وكذلك فإنّ جيش الرّسل لا يشارك بقيّة الجيوش في الحال عند الانكسار وإن كان يشابهها في بعضٍ من نتائج الانتصار، وذلك أنّ جيوش الجاهليّة بانكسارها تكون قد خسرتْ كلّ شيءٍ، فيما المجاهدون يكونون بانكسارهم قد فازوا بما لا يُقارن بما خسروه من متاع الدّنيا وفرحة النّصر، كما قال عليه الصّلاة والسّلام: «ما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تغزو فتغنمُ وتسلمُ إلّا كانوا قد تعجّلوا ثُلثَي أُجورِهم، وما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تُخفق وتُصاب إلا تمّ أجورهم» (صحيح مسلم).

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال:
لا سواء... والعاقبة للمتقين
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
6 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً