أعلام من أئمة السُّنَّة 2 • سَعِيدُ بنُ جُبَير - اسمه وكنيته: سعيد بن جُبَير بن هشام، الإمام، ...

أعلام من أئمة السُّنَّة 2

• سَعِيدُ بنُ جُبَير

- اسمه وكنيته: سعيد بن جُبَير بن هشام، الإمام، الحافظ، المقرئ، المفسر، الشهيد، أبو محمد - ويقال: أبو عبد الله الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي.

- مولده: ٤٦ هـ

- وفاته: قتله الحجاج بن يوسف ظلماً في شعبان سنة خمس وتسعين.

- علمه: علمه روى عن ابن عبَّاس، وعبد الله بن مغفل وعائشة، وعدي بن حاتم وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة، وأبي مسعود البدري، وعن ابن عمر، وابن الزبير، والضحاك بن قيس، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وروى عن التابعين، مثل: أبي عبد الرحمن السلمي، وكان من كبار العلماء وقرأ القرآن على ابن عبَّاس، وقرأ عليه القرآن أبو عمرو بن العلاء، وطائفةٌ [سير أعلام النبلاء للذهبي]

- قال له ابن عبَّاس: انظر كيف تحدث عني فإنك قد حفظت عني حديثًا كثيرًا [الطبقات الكبرى لابن سعد]

- ثناء العلماء عليه: عن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال: سعيد بن جُبَير جِهْبِذ العلماء [حلية الأولياء لأبي نعيم]

- عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال لقد مات سعيد بن جُبَير، وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه [سير أعلام النبلاء]

- عبادته: قال عبد الله بن مسلم: كان سعيد بن جُبَير إذا قام في الصلاة كأنه وتدٌ [المعرفة والتاريخ للفسوي]

- قال هلال بن يساف: دخل سعيد بن جُبَير الكعبة فقرأ القرآن في ركعة واحدة [الزهد للإمام أحمد]

- من أقواله: إن الخشيةَ أن تخشى الله تعالى حتى تحُولَ خشيتُك بينك وبين معصيتك، فتلك الخشية [حلية الأولياء لأبي نعيم]
...المزيد

الانهيار المالي للحكومة الرافضية.. الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية - إنما النصر صبر ساعة: ...

الانهيار المالي للحكومة الرافضية..
الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية

- إنما النصر صبر ساعة:

إن مجرد ثبات جنود الدولة الإسلامية اليوم في مواضعهم على جبهة القتال الواسعة المنهكة للرافضة في العراق يمثل خسائر يومية لهم بمئات الملايين من الدولارات، ومزيدا من التنازع والصراع بين الرافضة، فكيف بهم وهم يكبدونهم يوميا - بفضل الله - خسائر إضافية هائلة بما يقتلونه ويصيبونه من مقاتليهم، وما يغنمونه ويدمرونه من سلاحهم وعتادهم وآلياتهم!؟

إن استمرار الحرب على وتيرتها اليوم كفيل -بإذن الله- بأن يؤدي إلى انهيار حكومة الرافضة في بغداد، وتفكك جيشهم وميليشياتهم، وتقطيع أوصالهم، فكيف والحرب تتجه نحو مزيد من التقدم لجنود الخلافة، والمزيد من الخسائر والهزائم والانكسارات لجنود الطاغوت.

إن الانهيار المالي للحكومة الرافضية في بغداد، هو -بإذن الله- مقدمة لانهيار المشروع الرافضي في العالم بأكمله، حيث قدمت هذه الحكومة عشرات المليارات خلال العقد الماضي لإنجاح المشروع الرافضي وتثبيت أركانه في المنطقة، وعلى رأسه النظامان الرافضي الإيراني والنصيري في الشام، وأذرعه المختلفة من الميليشيات التي تقاتل اليوم في العراق والشام خدمة للمشروع الرافضي وحفاظا عليه.

إن قاعدة الحرب الكبرى وهي «إنما النصر صبر ساعة»، وقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه «الحرب زبون ولا يصلح لها إلا الرجل المكّيث»، لن تخفى -بإذن الله تعالى- على المخططين الاستراتيجيين للدولة الإسلامية، بأن يضعوا في حسبانهم دوما، أن الحرب غالبا ما تُحسم في الخطوط الخلفية للعدو، حيث موارده التي تمكنه من الاستمرار في الحرب، ومن دونها تنعدم إمكانيته في مطاولة القتال واستدامته مهما بلغت قوة جيشه.

فكل يوم إضافي في الحرب مع أعداء الله يعني لهم الكثير من الخسائر، الكثير من الضغوطات، الكثير من الانقسامات، الكثير من الهزيمة بإذن الله عز وجل.

مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال:
الانهيار المالي للحكومة الرافضية..
الوجه الآخر لحرب الدولة الإسلامية
...المزيد

مصيبة أو نعمة - مصيبةٌ حقيقية قال ابن تيمية رحمه الله: (إذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه، ...

مصيبة أو نعمة - مصيبةٌ حقيقية

قال ابن تيمية رحمه الله: (إذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه، ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار، فاعلم أن مصيبته مصيبةٌ حقيقية وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة).

• [جامع المسائل]
...المزيد

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ • ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت الوطن والوطنية، فغدا الوطن هو الغاية ...

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

• ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت الوطن والوطنية، فغدا الوطن هو الغاية العظمى، يقاتلون في سبيله ويتسابقون لتحريره من حكم طاغوت إلى حكم آخر.

وصارت الوطنية تجبُّ عن صاحبها كل كفر! فمن قاتل للوطن عدّوه شهيدا مجيدا حتى لو كان شيوعيا أو رافضيا شيعيا بل ولو كان نصرانيا يعتقد التثليث لا التوحيد! والله تعالى يقول: { الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ }.

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ }.

ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في كل حين، ويؤيدونها على الحق والباطل، ويضمرون لها من صفات العصمة والتقديس ما يضاهي عصمة الأنبياء وقداسة الشريعة، ولذلك تجاوزوا بها حد الطاعة والاتباع فغدت طاغوتا معبودا من دون الله، حجبهم عن اتباع الحق والفيء إليه حتى انتهى بهم المطاف جنودا وبيادق في محاور وأحلاف الرافضة والنصارى الكافرين.

وجريا على القواعد التي قعّدها علماء الملة استقاء من نصوص الكتاب والسنة، فإن صور الطواغيت أكثر من أن تُحصى أو تحصر في مقال، فقد يكون الطاغوت حاكما أو عالما أو رويبضة مشهورا أو ساحرا مغمورا... أو كما قال الطبري في عبارته الجامعة: "إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء". ولئن كان رأس الطواغيت بالأمس الشيطان وأبرز صوره الأوثان، فإن رأس الطاغوت في عصرنا هو هو، غير أن أبرز صوره الإنسان وما انبثق عنه من أفكار ومذاهب تنافي وتناقض الإيمان.

وأيًّا كانت صورة الطاغوت اليوم، فإن الواجب على المسلم الكفر بها، وذلك لا يكون إلا بالبراءة منها وبغضها وعداوتها ومحاربتها ومدافعتها ومفارقة جيوشها وصفوفها، مهما نزل بالمسلم من بلية ومهما خُذل من البرية، فحسبه سلامة الدين إن أصيب في دنياه، والبشرى من مولاه كما قال سبحانه: { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ }.

• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "457"
الخميس 18 صفر 1446 هـ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
...المزيد

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين • إن العلم وما جاء في فضله وشرفه وفي فضل العلماء، هو ...

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين

• إن العلم وما جاء في فضله وشرفه وفي فضل العلماء، هو للعلماء العاملين المجاهدين بما يقدرون عليه من جهاد سنان وجهاد لسان، أما من لا يعمل بعلمه فهو لا يدخل في هذا الفضل، فكيف بالعالم القاعد والمدافع المنافح عن الطواغيت والمحارب للتوحيد ولدولة الإسلام فهذا لا يشك أحد في ضلاله ومروقه من الدين، ولا يغرنّك كثرة علمه وحفظه، فإن أساس العلم وثمرته ومداره على الخشية من الله والعمل بما يدل عليه العلم، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا يدل أن كل من خشي الله فهو عالم، وهو حق، ولا يدل على أن كل عالم يخشاه" اهـ.

وعلماء السوء ممن يجلس عند الطواغيت ويخدمهم ويفتي لهم بما يرغبون ويشتهون، وفي مقابل هذا يعطيهم الطاغوت من فتات الدنيا، فهؤلاء بينهم وبين الطواغيت علاقة نفعية يباع فيها الدين والعياذ بالله، وقد بيّن أمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي -تقبله الله- هذا الأمر حيث قال في كلمته التي كانت بعنوان (ولو كره الكافرون): "يكمن ضعف الصليبيين وحلفائهم في حاجتهم للسحرة المجرمين من علماء الطواغيت من حكام بلاد المسلمين، ليسحروا أعين الناس ويُلبسوا على عوام المسلمين... ليحولوا بأولئك السحرة وتلك الفتاوى بين عودة المسلمين لخلافتهم والتفافهم حول المجاهدين ونصرتهم" اهـ.

ومن هؤلاء أقوام يُظهرون أنهم مع الجهاد وأهله وما هم إلا أعوان للطواغيت في حرب الخلافة لمن تأمّل حالهم، فبعضهم يخرجه الطاغوت من السجن ليذهب لقناة طاغوتية يهاجم الخلافة، والثاني يقيم على حساب المخابرات الكافرة في الدول الغربية ليهاجم الخلافة، والثالث يقسم على احترام الطاغوت الكافر في دولة غربية ويحصل على جنسيتها ثم يهاجم الخلافة، إنه مكر هؤلاء السحرة، فتنبه أخي المسلم لذلك.

هي علاقة بين الطواغيت وبين هؤلاء ممن قعد عن الجهاد وحارب دولة الخلافة، ففُتحت للواحد منهم القنوات الفضائية ليطعن في خلاصة المجاهدين ويهاجم دولة الإسلام القائمة بالتوحيد وهدم الشرك، ويُلبّس على عوام المسلمين دينهم.

وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء فما أكثرهم -لا كثّرهم الله- فعلماء الآخرة غرباء بين علماء الدنيا كما ذكر ابن رجب - رحمه الله - من أنواع الغربة أن "غربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق" اهـ.

أخي المسلم من المعلوم أن كل من ينتسب للعلم لابدّ أن يقع في الزلل والهلاك إنْ هو آثر الدنيا، يقول ابن القيم رحمه الله: "كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق، في فتواه وحكمه، في خبره وإلزامه، لأن أحكام الرب - سبحانه - كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرئاسة والذين يتّبعون الشهوات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا، فإذا كان العالم والحاكم محبا للرئاسة، متبعا للشهوات لم يتم له ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق" اهـ.

هذا أخي المسلم يفسر لك لمَ يبيع هؤلاء دينهم ويفتون بحرب الخلافة وبدعم الصحوات وغيرها، ذلك أن أغراض أهل الجاه والملك من الحكام ضد الخلافة التي تريد إقامة الدين وهم يريدون حربه، وتريد الجهاد وهم يريدون الشهوات، فيأتي دور علماء السوء من القاعدين وتأتي الفتاوى والبرامج والرسائل وغيرها لحرب الخلافة.

أخي المسلم إن كثيرا من علماء السوء من القاعدين الذين يحاربون دولة الخلافة نصرها الله، يعلمون أنها على الحق، وأنها دولة الإسلام، ولكنهم لا يريدون المشقة والتعب وعداوة الطواغيت وغيرهم، وهذا يحصل في كل زمان ومكان، حيث يقوم كل صادق بدعوة للدين والحق والجهاد، نعم أخي المسلم حين قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة للتوحيد وحرب الشرك وافقه من يسمّون العلماء، ولكن حين بدأ رحمه الله الجهاد والقتال وتكفير الطواغيت رفضوا ذلك لمشقة ذلك عليهم وعلى دنياهم يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "صدﱠقني مَن يدّعي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد ونفي الشرك، وردوا علي التكفير والقتال" اهـ.

وهذا ما نراه الآن، فكم من محسوب على العلم من القاعدين كان يقرر أحكام الجهاد والجزية وحرب المرتدين ويبشر بالخلافة وأنها قادمة، وحين قامت الخلافة وأعلنت التوحيد وهدمت الشرك وجاهدت الكفار وأهل الردّة وهدمت الحدود الطاغوتية، رفض هؤلاء ذلك، لأنهم يريدون الراحة والدعة والعيش في القصور والمزارع والجاه والسمعة، هذه هي العلة الكبرى التي جعلت الكثير منهم يحارب دولة الخلافة المجاهدة.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال: العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين
...المزيد

لن يذهبَ الصَّبرُ مِن أحبابنا عبثا: أشبال غزة لا مأوى ولا سند ✭ ولا رحيما ولا غوثا ولا ...

لن يذهبَ الصَّبرُ مِن أحبابنا عبثا:

أشبال غزة لا مأوى ولا سند ✭ ولا رحيما ولا غوثا ولا مددا

تكاد تبكي جبال الأرض غربتهم ✭ ولا يشهق الصخر من مأساتهم كمدا

ماذا عساي أواسيهم وأنصرهم ✭ إلا بعين نزوف تشتكي رمدا

سأنزع القلب من صدري وأرسله ✭ لو كان يقبله إخواننا مددا

إن عز ناصركم وازداد واتركم ✭ كفى بربك - يا شبل الهدى - سندا

العاجزون عن السقيا لظامئها ✭ والطامعون إلى أعدائنا رشدا

لا يرحم الله منهم خائنا نزقا ✭ ولا سقى منهم ظامئا أبدا

هل من يقول أنا الشبل الكريم أبا ✭ حقا وقد كان جدي هاهنا أسدا

فاستفتِ قلبك هل صهيون ضاربة ✭ لو لم تجد في عراريب اللعين يدا

لا أتحف الله قلبا لا يؤلمه ✭ صوت الث⥏كالى له في الخافقين صدى

والله والله أيمان مغلظة ✭ لا حنث فيها ولا إثما ولا فندا

لن يذهب الصبر من أحبابنا عبثا ✭ ولن تمرَّ فعال الظالمين سدى

شعر: أبي عبد الرحمن الأموي (حفظه الله تعالى)
...المزيد

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ • اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ...

وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

• اجتمعت دعوة الأنبياء على كلمة سواء {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، ولذا احتلت قضية اجتناب الطاغوت مساحة كبيرة في الإسلام جعلتها حدّ الإيمان والكفر، فصار الإيمان بالله تعالى والاستمساك بعروته الوثقى لا يتم إلا بالكفر بالطاغوت لقوله تعالى: {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ}، قال ابن كثير: "قال مجاهد: يعني: الإيمان، وقال السدي: الإسلام، وقال سعيد بن جبير والضحاك: يعني: لا إله إلا الله، وعن أنس بن مالك: القرآن، وعن سالم بن أبي الجعد: هو الحب في الله والبغض في الله"، قال ابن كثير: "وكل هذه الأقوال صحيحة ولا تنافي بينها"، فتأمل مقام اجتناب الطاغوت في الإسلام أين بلغ وماذا جمع.

وقد أجاد أئمة السنة في بيان حقيقة الطاغوت وصوره والتشديد في التحذير منه والدعوة إلى اجتنابه أسوة بالأنبياء، فقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: "الطاغوت: ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع"، وقال الإمام ابن عبد الوهاب: "الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس - لعنه الله -، ومن عُبد وهو راضٍ، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله"؛ وتأمل عمق التوصيف ودقة العبارة التي اتخذها الإمام بقوله: "الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة"، فدلَّ هذا على تعدّد وتنوّع صور الطواغيت، واتخاذها أشكالا مختلفة ومتجددة بحسب كل زمان، وهو ما أدركه وأكده الإمام الطبري حين قال: "الصواب من القول عندي في الطاغوت، أنه كل ذي طغيان على الله! فعُبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، وإنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء".

فيُفهم مما سبق أنّ الطاغوت الذي أُمرنا باجتنابه والكفر به، يتخذ في كل عصر أشكالا وصورا جديدة للترويج لعبادته المنافية لعبادة الله تعالى، وهذا يحتّم على ورثة الأنبياء، اتباعَ سبيلهم وانتهاجَ منهجهم في تبيان الطواغيت وتحديثاتهم في كل عصر، وزجر الناس عنها، وبالأخص في عصرنا الذي غدت فيه صناعة الطاغوت الحرفة الرائجة والمهنة الشائعة، بل وصارت بضاعة المُضلين من الكبراء الذين استكبروا، ومتاع الضالين من الضعفاء الذين اتبعوا، فقد توسعت هذه الصناعة الإبليسية في عصرنا حتى طغت وبغت ودخلت كل بيت، وزاحمت المسلم في توحيده وعبادته وفطرته وأخلاقه، وغدا - صدقا وعدلا - أنّ إيمان العبد لا يستقيم ولا يسلم إلا باجتناب الطاغوت والكفر به.

وأدّت وسائل الإعلام الخبيثة في عصرنا دورا كبيرا في الترويج لصناعة الطاغوت، وتعليبها وتغليفها وتوزيعها على الزبائن المتلقين، لتكون جاهزة للاستهلاك، بأشكال ونماذج جديدة وحلل وحيل متعددة لإغواء الناس باتباعها وعبادتها من دون الله تعالى، ولا عجب فقد توعد زعيم الطواغيت "إبليس" بني آدم منذ طرده من الجنة بصرفهم عن عبادة الله، كما في قوله: { لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }، قال ابن عباس: "أي طريق الحق وسبيل النجاة، ولأضلنهم عنها لئلا يعبدوك ولا يوحدوك!". [التفسير]

ومن أبرز صور الطواغيت المعاصرة: طاغوت الديمقراطية وما اتصل بها من أحكام وقوانين ومواثيق وأنظمة ومحاكم كفرية تحارب الله تعالى وتنازعه في حاكميته وشريعته، ويلحق بها - قطعا - الطاغوت الحاكم بغير ما أنزل الله الذي يحكم بالدساتير الوضعية الشركية ويدعو الناس إلى التزامها واحترامها، وبالجملة فكل ما اتصل بمنظومة الديمقراطية فهو طاغوت وجب الكفر به وترك التحاكم إليه، قال تعالى: { يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ }.

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ودعاة التقارب بين الأديان على مدار الساعة ويضعونها بديلا لرابطة الإسلام، فالناس في "الإنسانية" سواء وأولياء بغض النظر عن دينهم كفارا كانوا أو مسلمين! عبادا لله أو للطاغوت! والله تعالى يقول: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ }؛ فلا ولاية ولا محبة ولا نصرة إلا للمسلم، والبغض والعداوة للكافر ولا اعتبار لإنسانيته عند انتقاض أو انعدام توحيده.

• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد "457"
الخميس 18 صفر 1446 هـ
وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
9 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً