خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء ...

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء اليهود إلى تقديم دعمهم الشامل واللامحدود، وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا وإنْ جاء هذه المرة أكثر حِدّة، كما ظهر جليًّا في خطابات القادة الأمريكيين التي طفحت بالتهديد والتحريض "غير المسبوق" على غزة بكل من فيها! وسرعان ما تُرجمت هذه الخطابات "الصليبية-اليهودية" إلى حملة واسعة من القصف الهمجي لتدخل غزة في دوامة "غير مسبوقة" من الألم والمجازر والأشلاء، والله المستعان.

وفي كل مرةٍ تتجدّد فيها المواجهة مع اليهود على الساحة الفلسطينية؛ يتصاعد الحديث حول الخطوات العملية لقتال دويلة اليهود، وسُبل نصرة فلسطين خصوصًا ممَّن هم خارجها، وتتفاعل أطراف كثيرة مع ذلك دون أنْ تقدِّم رؤيةً شرعيّةً شاملةً تصحُّ أنْ تكون مشروعًا أو سبيلًا عمليًّا لتحقيق "الوعد الإلهي" بزوال دويلة يهود.

في حين يبقى المشهد الفلسطيني على حاله؛ في ظلّ استمرار الوهم السائد أنَّ بالإمكان تحقيق ذلك "الوعد الإلهي" عبر القتال تحت راية "المحور الإيراني" المعادي المحارب للمنهج الإلهي!، أو من خلال الانخراط في تحالفاتٍ وطنيةٍ أو قوميةٍ تُهمل بالأساس الغاية الشرعية من القتال، وفي ظلّ الإصرار والافتخار باحترام والتزام "القوانين الدولية" الجاهليّة! وفي ظلّ التأكيد على أنَّ المعركة والعداء مع اليهود ينحصر داخل فلسطين! ولا علاقة لهم بقتال اليهود خارجها.

شرعيًّا وعمليًّا، فإنّ الاقتصار على قتال يهود فلسطين مهما بلغ من نكاية؛ فليس كافيًا لتحقيق القضاء على اليهود، لأنَّ دويلة يهود في تركيبتها منذ البداية قامت بالاعتماد والاستناد على "حبل من الناس"، فاليهود على مرّ التاريخ لم يتمكنوا من النهوض إلا بالاتكاء على أطراف أخرى سخَّروها لخدمتهم بالمكر، فقد أقاموا دولتهم بدايةً اتكاءً على بريطانيا، ثم احتماءً بأمريكا، وأخيرًا بتطويع حكومات الردة.

بل إنَّ المتأمل لخطابات ومواقف القادة الأمريكيين المتباكين على الدم اليهودي من "الجمهوريين أو الديمقراطيين" وهم سيَّان؛ يدرك حجم السيطرة اليهودية على دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي، وحجم الضغط الذي تمارسه عليهم "جماعات الضغط" اليهودية التي تعيش وتفرِّخ في أحياء أمريكا وأوروبا، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد والتجارة والإعلام الغربي، وتتدخل في رسم سياسات هذه الدول وتعقد حبال المكر بما يضمن الحفاظ على المصالح اليهودية.

والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بالحكومات والجيوش العربية المرتدة التي تُعدّ هي الأخرى طرفًا مِن حبال المكر اليهودي التي تخنق "الشعوب" لإبقائها بعيدة عن تهديد مصالح اليهود أو مهاجمة دويلتهم، وهو ما يفسّر سبب استماتة اليهود في "تطبيع" علاقاتهم مع هذه الحكومات المرتدة.

وبناءً على هذه المقدّمات والمعطيات الشرعيّة والتاريخيّة والواقعيّة؛ يتضح لنا بجلاء أنَّ السبيل العملي لمواجهة دويلة اليهود تمهيدًا للقضاء عليها؛ لا يتحقق إلا بضرب جميع هذه المكوّنات والتحالفات وجميع المنخرطين فيها، الذين يشكّلون معًا "حصونًا وجُدُرًا وحبالًا" لحماية اليهود وإدامة سطوتهم وسيطرتهم على فلسطين.

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413
...المزيد

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء ...

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء اليهود إلى تقديم دعمهم الشامل واللامحدود، وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا وإنْ جاء هذه المرة أكثر حِدّة، كما ظهر جليًّا في خطابات القادة الأمريكيين التي طفحت بالتهديد والتحريض "غير المسبوق" على غزة بكل من فيها! وسرعان ما تُرجمت هذه الخطابات "الصليبية-اليهودية" إلى حملة واسعة من القصف الهمجي لتدخل غزة في دوامة "غير مسبوقة" من الألم والمجازر والأشلاء، والله المستعان.

وفي كل مرةٍ تتجدّد فيها المواجهة مع اليهود على الساحة الفلسطينية؛ يتصاعد الحديث حول الخطوات العملية لقتال دويلة اليهود، وسُبل نصرة فلسطين خصوصًا ممَّن هم خارجها، وتتفاعل أطراف كثيرة مع ذلك دون أنْ تقدِّم رؤيةً شرعيّةً شاملةً تصحُّ أنْ تكون مشروعًا أو سبيلًا عمليًّا لتحقيق "الوعد الإلهي" بزوال دويلة يهود.

في حين يبقى المشهد الفلسطيني على حاله؛ في ظلّ استمرار الوهم السائد أنَّ بالإمكان تحقيق ذلك "الوعد الإلهي" عبر القتال تحت راية "المحور الإيراني" المعادي المحارب للمنهج الإلهي!، أو من خلال الانخراط في تحالفاتٍ وطنيةٍ أو قوميةٍ تُهمل بالأساس الغاية الشرعية من القتال، وفي ظلّ الإصرار والافتخار باحترام والتزام "القوانين الدولية" الجاهليّة! وفي ظلّ التأكيد على أنَّ المعركة والعداء مع اليهود ينحصر داخل فلسطين! ولا علاقة لهم بقتال اليهود خارجها.

شرعيًّا وعمليًّا، فإنّ الاقتصار على قتال يهود فلسطين مهما بلغ من نكاية؛ فليس كافيًا لتحقيق القضاء على اليهود، لأنَّ دويلة يهود في تركيبتها منذ البداية قامت بالاعتماد والاستناد على "حبل من الناس"، فاليهود على مرّ التاريخ لم يتمكنوا من النهوض إلا بالاتكاء على أطراف أخرى سخَّروها لخدمتهم بالمكر، فقد أقاموا دولتهم بدايةً اتكاءً على بريطانيا، ثم احتماءً بأمريكا، وأخيرًا بتطويع حكومات الردة.

بل إنَّ المتأمل لخطابات ومواقف القادة الأمريكيين المتباكين على الدم اليهودي من "الجمهوريين أو الديمقراطيين" وهم سيَّان؛ يدرك حجم السيطرة اليهودية على دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي، وحجم الضغط الذي تمارسه عليهم "جماعات الضغط" اليهودية التي تعيش وتفرِّخ في أحياء أمريكا وأوروبا، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد والتجارة والإعلام الغربي، وتتدخل في رسم سياسات هذه الدول وتعقد حبال المكر بما يضمن الحفاظ على المصالح اليهودية.

والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بالحكومات والجيوش العربية المرتدة التي تُعدّ هي الأخرى طرفًا مِن حبال المكر اليهودي التي تخنق "الشعوب" لإبقائها بعيدة عن تهديد مصالح اليهود أو مهاجمة دويلتهم، وهو ما يفسّر سبب استماتة اليهود في "تطبيع" علاقاتهم مع هذه الحكومات المرتدة.

وبناءً على هذه المقدّمات والمعطيات الشرعيّة والتاريخيّة والواقعيّة؛ يتضح لنا بجلاء أنَّ السبيل العملي لمواجهة دويلة اليهود تمهيدًا للقضاء عليها؛ لا يتحقق إلا بضرب جميع هذه المكوّنات والتحالفات وجميع المنخرطين فيها، الذين يشكّلون معًا "حصونًا وجُدُرًا وحبالًا" لحماية اليهود وإدامة سطوتهم وسيطرتهم على فلسطين.

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413
...المزيد

▫ في زمن المجزرة في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق ...

▫ في زمن المجزرة

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

وليس اليهود أو الأمريكان وحدهم المتورطين في مجازر فلسطين، بل هناك أطراف أخرى شاركت قصدا أو تبعا في هذه المجازر وإنْ ظهروا اليوم يتباكون على ضحاياها، فدعاة السوء الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الطواغيت وجيوشهم الكافرة الحامية لحدود اليهود؛ هم مشاركون في المجزرة، الحركات والجبهات المرتدة التي حاربت المجاهدين وقطعت الطريق عليهم وأخَّرت مسيرهم، هي جزء من هذه المجزرة، الكتّاب والإعلاميون المنافقون أو ما يطلق عليهم في الوسط الجاهلي "المثقفون والنخب"، والذين تسلطوا على المجاهدين وسلقوهم بألسنة حداد، هؤلاء أيضا مشاركون في المجزرة، هؤلاء وغيرهم متورطون في المجزرة بقدر حربهم وتشويههم للمجاهدين الذين خاضوا غمار الحروب ضد قوى الكفر، فاصطف هؤلاء في صف تحالف الكفر ضد المجاهدين، فاستمرت المجزرة بحق المسلمين.

لا شيء يدفع المجزرة عن أمة الإسلام غير المجزرة، واقرأوا التاريخ أيها "الإسلاميون" لكي تعرفوا كيف كان المسلمون! اقرأوا سير الصحابة والفاتحين، اقرأوا عن بأس الصدّيق يوم حروب الردة، اقرأوا عن مغازي خالد بن الوليد ونكايته بالكافرين، اقرأوا تاريخ الإسلام من مظانه فهو التطبيق العملي لما جاء في الوحيين، اقرأوا وامتثلوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}، اقرأوا تاريخكم بوحييه لتعلموا أن المسلمين دفعوا المجزرة بالمجزرة، وفلّوا الحديد بالحديد، وحقنوا دماء المسلمين بسفك دم الكافرين، فأدموا الروم والفرس وقبلهم المشركين والمرتدين، نصروا الإسلام بالجهاد الذي لا يستحي من النكاية والبأس والغلظة والشدة على الكافرين حتى امتلأت الصحارى بنتن قتلاهم، وكان زهم الموت يملأ الأجواء، هكذا واجه سلفُنا السابقون المجزرة ودفعوها.

وإن المتأمل في حتمية نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان رافعا الجزية مخيّرا أهل الكتاب بين الإسلام أو السيف؛ يدرك أنّ الغلبة في زمن الملحمة للسيف، وأنه سيُقدّم على سواه من الوسائل التي اتسع لها صدر الإسلام، وسيغدو السيف خير داع إلى الإسلام بشروط الكتاب والسنة، ولذلك جرّدوا أيها المسلمون توحيدكم ثم سيوفكم فلا شيء أنفى للمجزرة من المجزرة، لا شيء أنفى للقتل من القتل، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

▫ في زمن المجزرة في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق ...

▫ في زمن المجزرة

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

وليس اليهود أو الأمريكان وحدهم المتورطين في مجازر فلسطين، بل هناك أطراف أخرى شاركت قصدا أو تبعا في هذه المجازر وإنْ ظهروا اليوم يتباكون على ضحاياها، فدعاة السوء الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الطواغيت وجيوشهم الكافرة الحامية لحدود اليهود؛ هم مشاركون في المجزرة، الحركات والجبهات المرتدة التي حاربت المجاهدين وقطعت الطريق عليهم وأخَّرت مسيرهم، هي جزء من هذه المجزرة، الكتّاب والإعلاميون المنافقون أو ما يطلق عليهم في الوسط الجاهلي "المثقفون والنخب"، والذين تسلطوا على المجاهدين وسلقوهم بألسنة حداد، هؤلاء أيضا مشاركون في المجزرة، هؤلاء وغيرهم متورطون في المجزرة بقدر حربهم وتشويههم للمجاهدين الذين خاضوا غمار الحروب ضد قوى الكفر، فاصطف هؤلاء في صف تحالف الكفر ضد المجاهدين، فاستمرت المجزرة بحق المسلمين.

لا شيء يدفع المجزرة عن أمة الإسلام غير المجزرة، واقرأوا التاريخ أيها "الإسلاميون" لكي تعرفوا كيف كان المسلمون! اقرأوا سير الصحابة والفاتحين، اقرأوا عن بأس الصدّيق يوم حروب الردة، اقرأوا عن مغازي خالد بن الوليد ونكايته بالكافرين، اقرأوا تاريخ الإسلام من مظانه فهو التطبيق العملي لما جاء في الوحيين، اقرأوا وامتثلوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}، اقرأوا تاريخكم بوحييه لتعلموا أن المسلمين دفعوا المجزرة بالمجزرة، وفلّوا الحديد بالحديد، وحقنوا دماء المسلمين بسفك دم الكافرين، فأدموا الروم والفرس وقبلهم المشركين والمرتدين، نصروا الإسلام بالجهاد الذي لا يستحي من النكاية والبأس والغلظة والشدة على الكافرين حتى امتلأت الصحارى بنتن قتلاهم، وكان زهم الموت يملأ الأجواء، هكذا واجه سلفُنا السابقون المجزرة ودفعوها.

وإن المتأمل في حتمية نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان رافعا الجزية مخيّرا أهل الكتاب بين الإسلام أو السيف؛ يدرك أنّ الغلبة في زمن الملحمة للسيف، وأنه سيُقدّم على سواه من الوسائل التي اتسع لها صدر الإسلام، وسيغدو السيف خير داع إلى الإسلام بشروط الكتاب والسنة، ولذلك جرّدوا أيها المسلمون توحيدكم ثم سيوفكم فلا شيء أنفى للمجزرة من المجزرة، لا شيء أنفى للقتل من القتل، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

▫ في زمن المجزرة تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه المشاعر ...

▫ في زمن المجزرة

تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه المشاعر إلى أفعال أو مواقف على الأرض، بل تبقى حبيسة الصدور أو السطور، بينما تتوالى المجازر والمواجع، وتتوالى معها الصيحات والمدامع ثم تخبو تلك المشاعر تدريجيا، وهكذا حلقة مفرغة من التيه والعجز والقعود في زمن المهاجع والمضاجع.

هذا توصيف الواقع بعيدا عن الإفراط والتفريط، لكن السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: ما هو الحل لدفع هذه المجازر؟ وما الدروس المستفادة منها؟

في زمن المجزرة سقطت كل دعاوى "السلام" وابنته "السلمية"! فالأولى كانت وسيلة العلمانيين، والثانية كانت بدعة "الإسلاميين"، وكما فشل خيار "السلام"، فشلت "السلمية" بكل صورها في دفع أي خطر عن الأمة أو حقن قطرة دم واحدة من دماء المسلمين خلافا للوهم الذي كان يسيطر على أربابها وأتباعها بوصفها حكمة وحنكة ومنقذة، وأينما حلّت السلمية حلّت المذبحة! بل كانت أشد فشلا من خيار "السلام"! ولذلك وجب على الناس هجر "السلمية" وخياراتها، فهي من المجازر الفكرية التي طرأت ولم تعرفها العصور السابقة.

ومن مخلفات السلمية غير الصراخ والعويل؛ التعويل على الحلول "الدبلوماسية" الدولية، وما تغني "الدبلوماسية" في زمن المجزرة؟! وهل "الدبلوماسية" اليوم إلا الوجه الآخر للجيوش والحروب العسكرية؟! وهل تقصف الطائرات وتَحرق الدبابات إلا بإيعاز وتخطيط السياسيين "الدبلوماسيين" الذين يشكلون رأس الحربة في الحروب؟!

في زمن المجزرة على المسلم أنْ يعي بأنّ هذا الكون يسير وفق سنن ونواميس إلهية لا تحابي أحدا، وأنّ السبيل الذي وضعه الله للتغيير ودفع الظلم عن المسلمين، لا يوجد له بديل في كل قواميس السياسة و "الوطنية" و "الثورات" المعاصرة، فالجهاد الذي شرعه الله تعالى لنصرة المسلمين والتمكين لهم؛ لا ينوب عنه نائب بحال، لا "سلمية" ولا "مقاومة" ولا "وطنية"، بل الجهاد الشرعي الأصيل الذي مارسه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وصحابته خلال دورة التاريخ الإسلامي، جهاد ليس لديه سوى الشريعة ضابطا وموجِّها ودافعا، جهاد لا يستجدي "مجلس الأمن" ولا مواثيقه الكفرية، هذا الجهاد المفقود في فلسطين وغيرها هو الحل الوحيد في زمن المجزرة.

في زمن المجزرة على المسلم أنْ يوقن أنه لا يحدث شيء في أرض الله إلا بعلمه ومشيئته سبحانه، فما يصيب المسلم من محن وجراح مقدّر عليه تماما كما يناله من منح وأفراح، وأنّ المؤمن كما يسعد بالقدر خيره ويشكره، عليه أنْ يرضى بالقدر شره ويصبر عليه وتطيب نفسه به، وقد كشفت الحروب والكروب أنّ لدى الناس مشكلة عميقة في باب الإيمان بالقضاء والقدر، وأنّ المؤمنين بذلك -على وجه اليقين والتسليم- قلة مقارنة بمن يوغلون في الاعتراض على الخالق سبحانه!، قولا وفعلا، بالجنان واللسان والأركان وهذا بحد ذاته مجزرة تفوق المجزرة! إذْ الواجب على المسلم أن يستقبل أقدار المولى سبحانه بالصبر والتسليم والرضى، فنحن خلق الله نتقلب في أرضه وملكه، فالأرض أرضه والملك ملكه، والخلق خلقه، ونحن عبيده، وهذه هي العلاقة بين البشر والخالق، عبودية محضة، من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه سخطه.

في زمن المجزرة على العبد أنْ يتعظ بكثرة الموت ومشاهده، فيبادر في إحسان ما أساء، وإصلاح ما أفسد، وترميم ما تداعى مِن بناء التوحيد في قلبه وواقعه، فإنَّ آفة الأمة اليوم في عقيدتها، ومن قال غير ذلك فقد غشَّ الأمة وضيّع الأمانة وكتم النصيحة.

في زمن المجزرة ليحذر المرء خطورة متابعة دعاة السوء الذين يحركون الناس بعيدا عن منهاج النبوة؛ يبكونهم تارة ويضحكونهم تارة ويخدرونهم تارات، وفقا لمصالح الطاغوت وسياسات الدول، وليدرك المسلم عمّن يأخذ دينه وكيف يحسم موقفه اتجاه قضايا المسلمين، فإنْ لم يكن الداعي إلى نصرة المستضعفين وقضاياهم هو العقيدة والرابطة الإيمانية؛ فإن هذه النصرة سرعان ما تخبو وتتلاشى بمرور الوقت، وهذا الذي يحدث ويتكرر مع كل قضايا المسلمين، ولذلك تختفي النصرة وتستمر المجزرة.

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

الحصيلة الأهم لغزوات الدولة الإسلامية • إن مجريات الأعمال العسكرية في ضرب المشركين والمرتدين في ...

الحصيلة الأهم لغزوات الدولة الإسلامية

• إن مجريات الأعمال العسكرية في ضرب المشركين والمرتدين في كل مكان تأتي ضمن سياق تصحيح الدولة الإسلامية لعقيدة الولاء والبراء في النفوس، وتوحيد المسلمين كافة ضد المشركين كافة، بحيث ينتصر فيها المسلم من أقاصي شرق آسيا لأقاصي غرب إفريقية لأخيه المسلم، وهذه هي الحصيلة الأهم من هذه الغزوات المباركة؛ فالدولة الإسلامية تحرص في غزواتها على الحصيلة العقدية أشد من حرصها على الحصيلة العسكرية؛ ذلك أن تصحيح عقائد المسلمين وضبط ميزان الولاء والبراء لديهم هو حجر الأساس لنصرتهم ورد عادية المشركين عنهم، وأن التوحيد هو الربح الأعظم والفوز الأكبر للمسلمين في أية حرب لهم ضد أعدائهم.

• مقتبس من صحيفة النبأ العدد: 425 - بتصرف يسير
...المزيد

دلالة صدق المجاهد مع ربه • إن إمضاء الجهاد بعد الحذر ورغم مخاوف القتل والأسر والكسر والبتر، ...

دلالة صدق المجاهد مع ربه

• إن إمضاء الجهاد بعد الحذر ورغم مخاوف القتل والأسر والكسر والبتر، دلالة على صدق العبد مع ربه، ورغبته فيما عنده حقا، وقد حضت آيات الله تعالى في كتابه أهل الإيمان على أن يغلّبوا خوف ربهم على خوف أعدائه، فقال سبحانه: { أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }، وبيّن أن الخوف المانع من الجهاد هو تخويف من الشيطان فقال تعالى: { إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ }، فالجهاد عبادة بين خوفين، خوف من تبعاتها وخوف من ترك أمر الله بالامتثال لها، والصادق من يغلّب خوف الله تعالى على خوف الناس.

• افتتاحية النبأ "بين الخوف والحذر" 449
...المزيد

بستان النبوة (14) - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا ...

بستان النبوة (14)

- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عَـدْوَى ولا طِيَرَةَ، ولا هامَةَ وَلا صَفَرَ، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِر مِنَ الأسد) [رواه البخاري]

• لا عَدْوَى: أي لا عدوى تنتقل بذاتها، وإنما انتقال المرض من المريض إلى الصحيح هو بتقدير الله تعالى.

• ولا طِيَرَةَ: التطيّر هو عادة جاهلية، كانوا إذا أرادوا أمرا أطاروا الطير، فإن ذهب باتجاه اليمين مضوا في أمرهم وإن ذهب باتجاه الشمال رجعوا عنه، فنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن هذا التشاؤم، وهو أيضا نهي عن التشاؤم بكل مخلوق.

• ولا هامة: الهامة طير كان أهل الجاهلية يتشاءمون به، وكانوا يقولون إن روح الميت أو عظامه تصير على شكل طير، وقيل هو البومة وقوله (ولا هامة) هو نهي عن التشاؤم بالطير وإبطال لهذا المعتقد.

• ولا صفر: صفر هو الشهر المعروف، وكان أهل الجاهلية يتشاءمون بقدومه، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين عن ذلك، لأنه كباقي الشهور، وقيل هو داء يصيب البطن فبيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا ينتقل بذاته، وقيل هو إبطال تقديم شهر (صفر) على (المحرم) كما كان يفعل أهل الجاهلية.

• وفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كما تَفِر مِنَ الأَسَدِ: المجذوم هو المصاب بمرض الجذام، ووجّه النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلمين للفرار عن المصاب بهذا المرض لمنع انتقاله بالعدوى، وفي هذا أخذ بالأسباب، وأن العدوى موجودة لكنها لا تنتقل بذاتها.

• إنفوغـرافيك صحيفة النبأ العدد 455 صفر 1446 هـ
...المزيد

مقتطفات من الكلمة الصوتية وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ للشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري ...

مقتطفات من الكلمة الصوتية وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ للشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)

▪️ نسأل المولى في عليائه أن يتقبل قتلى إخوانِنا المسلمين المستضعفين من الرجال والنساء والولدانِ في فلسطين، وأن يُعظم أجورَهم ويُحسنَ عزاءهم، ويَحقنَ دماءهم ويداويَ جرحاهم، ويرحمَ ضعْفهم، ويجبرَ كسرهم، ويُؤويَ شريدَهم، وأن يتولى أمرهم ويلطفَ بهم، إنه لطيف خبير.

▪️ لقد كشفتِ الحربُ الأخيرةُ على غزة حقيقةَ هذا المحورِ الوهمي، وأن إيران أنشأته خدمةً لمشاريعها، وأن هدفَه الأولَ والأخيرَ أن تنخرطَ الفصائلُ الفلسطينيةُ في حربٍ بالوكالة عن إيرانَ وليس العكس، وهو ما كان، فسلِمت إيرانُ وحزبُها من معركةٍ طاحنة تحمَّلتها غزةُ لوحدِها من دماء أطفالِها ونسائِها، وإنا لله وإنّا إليه راجعون.

▪️ إن موقفَ الدولةِ الإسلاميةِ مما يجري للمسلمين في غزة هو موقفها من سائر ما يصيبُ المسلمين من جراحات كثيرةٍ في سائر بلاد المسلمين، وإن هذا الموقفَ نابعٌ من رابطة الأخوةِ الإيمانيةِ التي تجمعُنا بالمسلمين كافة، والمنبثقةِ عن الكتاب والسنة في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وكما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم)، وهذه الرابطةُ تفرضها عقيدةُ الولاءِ والبراء التي هي أوثقُ عرى الإيمان، وأصلٌ أصيلٌ من عقيدة المسلمين.

▪️ إننا نقولُ ونؤكدُ على أن المعركةَ مع اليهود اليومَ هي في حقيقتِها معركةٌ مع حلفاءِ اليهودِ أكثرَ من اليهودِ أنفسِهم، وتُؤكّدُ ذلك فُصولُ الحربِ الأخيرةِ التي شنُّوها على غزة، وكيف كان تواطؤُ الحكوماتِ العربيةِ المرتدةِ ثقيلا على أهل غزةَ كثِقَلِ القنابلِ والصواريخِ الأمريكية، ولذلك فالحلُ الشرعيُّ يكمن في قتالِ هؤلاء كافة.

▪️ أيها المقاتل الفلسطيني، إنّ مجردَ قتالِ اليهودِ ليس أمارةً على صحةِ الطريقِ ولا سلامةِ المنهج، فلقد قاتلَ من قَبلكَ اليهودَ المقاتلُ الشيوعيُّ والمقاتلُ القوميُّ والمقاتلُ الوطنيُّ؛ كلُ هؤلاء قاتلوا اليهودَ لسنوات وخاضوا معهم جوْلات، فهل أسفرَ قِتالُهم عن إعلاء كلمةِ الله تعالى وتحكيم شريعتِه؟ وهل كانت هذه الغايةُ أصلا مطروحةً ضِمن خُططهم؟ وهل هي مطروحةٌ ضِمن خُطط قادتكم اليوم؟ وها أنتم قد جربتموهم 17 عاما فلم يُحكّموا الشريعةَ ساعةً من نهار.

▪️ ولأن الكلماتِ لا بدَ أن تُقرنَ بالأفعال، وانطلاقا من واجبنا الشرعيِّ في نصرة إخواننا المسلمين أينما كانوا ومنها فِلسطين، وفي ضوءِ إيمانِنا بأن المعركةَ مع اليهودِ وحلفائهِم في كل مكان، فإن الدولة الإسلاميةَ تستنفرُ جنودَها خاصة والمسلمين المتشوقين لنُصرةِ المستضعفين عامة، لاستهدافِ اليهودِ والصليبيينَ وحلفائِهم المجرمين، فوق كل أرضٍ وتحت كلِ سماء.

▪️ فاسمع أيها المقاتلُ فإني لك ناصح أمين، وأنت تتعرضُ للقتلِ في كل حِين، آن الأوانُ لِتُصححَ مسارَك وتقاتلَ اليهودَ بحكمِ السماءِ لا بحكمِ الأرض، في ظلال شريعةِ الله تعالى لا شريعةِ البشر، كما قاتلَ من قبلُ نبيُنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكما قاتلَ أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ رضي الله عنهم، اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد.

▪️ وقبل الختامِ نبلغُكم وصيةَ أميرِ المؤمنين حفظه الله فإنه "يقرئُكم السلام، ويُوصيكم بتقوى الله في السر والعلن، والإقبالِ على الله والتقربِ إليه بصالح العمل، وعلى رأسِ ذلك مقارعةُ أعداء الله ومراغمتُهم، فذلك ذِروة الأمرِ وأعلاه، ويحُثكم على نصرةِ المستضعفين من المسلمين في غزّةَ حيثما كنتم، فوق كلِ أرض وتحت كل سماء فإن ملّة الكفر واحدةٌ، وقد رمونا اليومَ عن قوسٍ واحدة، وأصبح ما كانت تُكنُّه صدورُهم من الشرور بعد البغضاءِ باديًا ظاهرًا فلا عذر للمتخلفين بعد كلِ هذه الجرائم الظاهرةِ عن نصرة إخوانهم". انتهى كلامُه حفظه الله تعالى.

• صحيفة النبأ – العدد 424
السنة الخامسة عشرة - الخميس 22 جمادى الآخرة 1445 هـ
...المزيد

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء ...

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء اليهود إلى تقديم دعمهم الشامل واللامحدود، وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا وإنْ جاء هذه المرة أكثر حِدّة، كما ظهر جليًّا في خطابات القادة الأمريكيين التي طفحت بالتهديد والتحريض "غير المسبوق" على غزة بكل من فيها! وسرعان ما تُرجمت هذه الخطابات "الصليبية-اليهودية" إلى حملة واسعة من القصف الهمجي لتدخل غزة في دوامة "غير مسبوقة" من الألم والمجازر والأشلاء، والله المستعان.

وفي كل مرةٍ تتجدّد فيها المواجهة مع اليهود على الساحة الفلسطينية؛ يتصاعد الحديث حول الخطوات العملية لقتال دويلة اليهود، وسُبل نصرة فلسطين خصوصًا ممَّن هم خارجها، وتتفاعل أطراف كثيرة مع ذلك دون أنْ تقدِّم رؤيةً شرعيّةً شاملةً تصحُّ أنْ تكون مشروعًا أو سبيلًا عمليًّا لتحقيق "الوعد الإلهي" بزوال دويلة يهود.

في حين يبقى المشهد الفلسطيني على حاله؛ في ظلّ استمرار الوهم السائد أنَّ بالإمكان تحقيق ذلك "الوعد الإلهي" عبر القتال تحت راية "المحور الإيراني" المعادي المحارب للمنهج الإلهي!، أو من خلال الانخراط في تحالفاتٍ وطنيةٍ أو قوميةٍ تُهمل بالأساس الغاية الشرعية من القتال، وفي ظلّ الإصرار والافتخار باحترام والتزام "القوانين الدولية" الجاهليّة! وفي ظلّ التأكيد على أنَّ المعركة والعداء مع اليهود ينحصر داخل فلسطين! ولا علاقة لهم بقتال اليهود خارجها.

شرعيًّا وعمليًّا، فإنّ الاقتصار على قتال يهود فلسطين مهما بلغ من نكاية؛ فليس كافيًا لتحقيق القضاء على اليهود، لأنَّ دويلة يهود في تركيبتها منذ البداية قامت بالاعتماد والاستناد على "حبل من الناس"، فاليهود على مرّ التاريخ لم يتمكنوا من النهوض إلا بالاتكاء على أطراف أخرى سخَّروها لخدمتهم بالمكر، فقد أقاموا دولتهم بدايةً اتكاءً على بريطانيا، ثم احتماءً بأمريكا، وأخيرًا بتطويع حكومات الردة.

بل إنَّ المتأمل لخطابات ومواقف القادة الأمريكيين المتباكين على الدم اليهودي من "الجمهوريين أو الديمقراطيين" وهم سيَّان؛ يدرك حجم السيطرة اليهودية على دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي، وحجم الضغط الذي تمارسه عليهم "جماعات الضغط" اليهودية التي تعيش وتفرِّخ في أحياء أمريكا وأوروبا، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد والتجارة والإعلام الغربي، وتتدخل في رسم سياسات هذه الدول وتعقد حبال المكر بما يضمن الحفاظ على المصالح اليهودية.

والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بالحكومات والجيوش العربية المرتدة التي تُعدّ هي الأخرى طرفًا مِن حبال المكر اليهودي التي تخنق "الشعوب" لإبقائها بعيدة عن تهديد مصالح اليهود أو مهاجمة دويلتهم، وهو ما يفسّر سبب استماتة اليهود في "تطبيع" علاقاتهم مع هذه الحكومات المرتدة.

وبناءً على هذه المقدّمات والمعطيات الشرعيّة والتاريخيّة والواقعيّة؛ يتضح لنا بجلاء أنَّ السبيل العملي لمواجهة دويلة اليهود تمهيدًا للقضاء عليها؛ لا يتحقق إلا بضرب جميع هذه المكوّنات والتحالفات وجميع المنخرطين فيها، الذين يشكّلون معًا "حصونًا وجُدُرًا وحبالًا" لحماية اليهود وإدامة سطوتهم وسيطرتهم على فلسطين.

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413
...المزيد

▫️ في زمن المجزرة في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين ...

▫️ في زمن المجزرة

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

وليس اليهود أو الأمريكان وحدهم المتورطين في مجازر فلسطين، بل هناك أطراف أخرى شاركت قصدا أو تبعا في هذه المجازر وإنْ ظهروا اليوم يتباكون على ضحاياها، فدعاة السوء الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الطواغيت وجيوشهم الكافرة الحامية لحدود اليهود؛ هم مشاركون في المجزرة، الحركات والجبهات المرتدة التي حاربت المجاهدين وقطعت الطريق عليهم وأخَّرت مسيرهم، هي جزء من هذه المجزرة، الكتّاب والإعلاميون المنافقون أو ما يطلق عليهم في الوسط الجاهلي "المثقفون والنخب"، والذين تسلطوا على المجاهدين وسلقوهم بألسنة حداد، هؤلاء أيضا مشاركون في المجزرة، هؤلاء وغيرهم متورطون في المجزرة بقدر حربهم وتشويههم للمجاهدين الذين خاضوا غمار الحروب ضد قوى الكفر، فاصطف هؤلاء في صف تحالف الكفر ضد المجاهدين، فاستمرت المجزرة بحق المسلمين.

لا شيء يدفع المجزرة عن أمة الإسلام غير المجزرة، واقرأوا التاريخ أيها "الإسلاميون" لكي تعرفوا كيف كان المسلمون! اقرأوا سير الصحابة والفاتحين، اقرأوا عن بأس الصدّيق يوم حروب الردة، اقرأوا عن مغازي خالد بن الوليد ونكايته بالكافرين، اقرأوا تاريخ الإسلام من مظانه فهو التطبيق العملي لما جاء في الوحيين، اقرأوا وامتثلوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}، اقرأوا تاريخكم بوحييه لتعلموا أن المسلمين دفعوا المجزرة بالمجزرة، وفلّوا الحديد بالحديد، وحقنوا دماء المسلمين بسفك دم الكافرين، فأدموا الروم والفرس وقبلهم المشركين والمرتدين، نصروا الإسلام بالجهاد الذي لا يستحي من النكاية والبأس والغلظة والشدة على الكافرين حتى امتلأت الصحارى بنتن قتلاهم، وكان زهم الموت يملأ الأجواء، هكذا واجه سلفُنا السابقون المجزرة ودفعوها.

وإن المتأمل في حتمية نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان رافعا الجزية مخيّرا أهل الكتاب بين الإسلام أو السيف؛ يدرك أنّ الغلبة في زمن الملحمة للسيف، وأنه سيُقدّم على سواه من الوسائل التي اتسع لها صدر الإسلام، وسيغدو السيف خير داع إلى الإسلام بشروط الكتاب والسنة، ولذلك جرّدوا أيها المسلمون توحيدكم ثم سيوفكم فلا شيء أنفى للمجزرة من المجزرة، لا شيء أنفى للقتل من القتل، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

▫️ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم صبرا أهل غزة ...

بسم الله الرحمن الرحيم
صبرا أهل غزة
الخطبة الاولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فاتقوا الله حق تقاته، وراقبوه في السر والعلانية، فالتقوى هي مفتاح السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.
أيها الإخوة: لا يسعنا ـ ونحن على منبر حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أتباع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ أن نقول لأهل غزة إلا كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما تقطعت الأسباب وعجز عن نصرة المظلومين، ومرَّ على أسرة ياسر ورآهم يعذَّبون وهو صلى الله عليه وسلم لا يملك لهم شيئاً إلا الدعاء، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: (صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَوْعِدُكُمْ الْجَنّةُ) رواه الحاكم والطبراني والبيهقي.
ونحن نقول لأهلنا في غزة وقد تقطعت الأسباب عندنا ـ نحن عامة الناس ـ متأسين بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: صبراً يا أهل غزة فإن موعدكم إما النصر وإما الشهادة بإذن الله تعالى، فإن موعدكم النصر، أو جنة عرضها السماوات والأرض أُعدَّت للمتقين، وأنتم منهم إن شاء الله تعالى ببركة صبركم وصمودكم.
يا أهل غزة: لا يسعنا إلا أن نقول: اللهم ثبِّتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم أرسل إليهم المدد من السماء يا من بيده ملكوت كل شيء.
يا أهل غزة: لا يسعنا إلا أن نقول: حسبكم الله، لأنكم توكلتم على الله، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
يا أهل غزة: نحسبكم والله حسيبكم أنكم مع الله، ومن كان مع الله كان الله معه.
يا أهل غزة أنتم أهل الإيمان والقرآن، فأبشروا بوعد الله، فإن وعد الله لا يُخلف، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}. وقال جلَّت قدرته: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون}. فأنتم إن شاء الله تعالى من جند الله الذين لا يُغلبون، ولا نزكي على الله أحداً.
تذكروا يا أهل الإيمان قول الله عز وجل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير}. فأنتم مظلومون والنصر حليفكم بإذن الله، والمستقبل لهذا الدين، بعز عزيز او بذل ذليل، روى البخاري عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ وفي رواية لمسلم (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ.
يا من آتاه الله المُلك، اغتنموا هذه النعمة نعمة الملك في نصرة المظلومين المقهورين من بني البشر ـ فضلاً عن المؤمنين ـ حتى لا يكون ملككم حسرة وندامة عليكم يوم القيامة، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيه * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيه * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيه * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيه} ما هي النتيجة؟ {خُذُوهُ فَغُلُّوه * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوه}. أترضيكم هذه النتيجة بعد ملككم؟
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..
فيا عباد الله، الإسلام ينادي فهل من مجيب؟!
انا الإسلام أدعوكم أنادي
فلبوا أيها الأبناء أجيبوا
أنا الإسلام جاريةً دموعي
لأني بين أبنائي غريبُ
تداعى القوم جوعى ينهشوني
ولا خل يذود ولا حبيبُ
وأبنائي أراهم في خلاف
على حال لها كبدي تذوبُ
أرى المليار باسمي قد تسموا
وفي البأساء خذلان عجيب
إذا ما الإبن لم ينصر أباه
فلا كان الوليد ولا النسيب
أرى ولدي تمزقه الاعادي
يقول أبي فتخذلني الكروبُ
وأسال أين أخوته أماتوا؟
وهل بقيت لدى الأحياء قلوبُ؟!
أعيدوني فبي سيعود مجد؟
ويمسح عن رؤوسكم المشيبُ
فعزي عزكم ثمري جناكم
وبي ستطوف حولكم الشعوبُ
عباد الله، ما واجبنا نحو أهل غزة.؟
واجبنا نحو أهل غزة نحن العامة فلا نملك لإخوتنا في غزة إلا الدعاء والجهاد بالمال، وبعده الاستقامة على شريعة الله عز وجل، لأن الدعاء أسهمه لا تخيب، انظروا إلى دعاء سيدنا موسى عليه السلام عندما قال: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيم * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون}.
الدعاء يقيناً مستجاب في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي نريد، لأن الله يعلم ونحن لا نعلم، وهو الحكيم الخبير، فعلينا بالدعاء ثم بالاستقامة على شرع الله تعالى بتحليل الحلال وبتحريم الحرام، فهذا من أسباب النصر لإخوتنا في غزة، ثم بعد ذلك ننتظر الفرج، وانتظار الفرج عبادة بحمد الله عز وجل، كما جاء في الحديث: (سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ) رواه الترمذي. وأسأل الله تعالى أن يعجِّل بالفرج.
أسأل الله عز وجل أن يُكرِم أهل غزة بالنصر من عنده، لأنه القائل: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ}، أسأل الله تعالى ألا يجعل يداً لمنافق ولا لمجرم على أهلنا في غزة، وأن ينصرهم من عنده نصراً معززاً عاجلاً غير آجل.
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
20 ربيع الأول 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً