الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة • تتنوع التفسيرات البشرية المتجردة غير المبنية على الكتاب ...

الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة

• تتنوع التفسيرات البشرية المتجردة غير المبنية على الكتاب والسنة لأحداث التاريخ، فمنها ما يركز على التحليل الاقتصادي، ويجعل من الاقتصاد قاعدة للتحولات التاريخية، وعلى أساس التغيرات في أحوال الناس الاقتصادية تحدث التغيرات في كل نواحي حياتهم، وما الصراعات بين الأفراد، وبين الطبقات الاجتماعية، وبين الدول والأمم والشعوب، سوى ظل للصراع على المادة بمفهومها الاقتصادي، ومنها ما يرى أن السياسة هي محرك التاريخ، وأن غريزة حب السيطرة عند الإنسان هي وقود هذا المحرك الذي تنتج عنه الأحداث بمختلف مستوياتها، ابتداء بالصراعات داخل الأسرة الواحدة، حتى الصراعات والحروب بين الدول والأمم، ومنها ما يتجه إلى التفسير الفكري أو "الأيديولوجي" الذي يجعل من الصراعات في الواقع انعكاسا لاختلاف الأفكار والعقائد التي يحملها المتصارعون في أذهانهم وعقولهم، وبمقدار إيمان الأطراف المتصارعة بأفكار متناقضة تزداد حدة الصراع بين الطرفين ويطول أمده، بل منها من مال باتجاه تحميل الظروف البيئية التي يعيشها الإنسان المسؤولية عن كل أحداث التاريخ ونتائجها، فالتضاريس والمناخ والمياه، وغيرها من خصائص الأمكنة التي يعيش فيها الإنسان، هي السبب -حسب هذه المناهج- لكل ما يجري في التاريخ من أحداث، وبالتالي فإن معرفة أحوال الطبيعة في المكان في كل مرحلة زمنية كافية -حسب نظرهم- لتفسير كل ما جرى في هذا المكان من أحداث، وهناك غير هذه المناهج السابق ذكرها الكثير من المناهج المجتزأة في دراسة التاريخ التي يركز كل منها على وجه من وجوه احتياجات الإنسان وخصائصه النفسية، فيجعله الأساس في كل سلوكياته واندفاعاته، وتفسير كل الأحداث على أساس هذه الصفة، أو هذه الغريزة، دون سواها، وبالتالي وقوعها جميعا في أخطاء كبيرة رغم انطلاقها من الواقع، بسبب اجتزائها لجزء منه وعدم اشتمالها على كل العوامل التي تؤثر في سلوك الإنسان، والأحداث التي يصنعها.

ونتيجة عقم هذه المناهج البشرية عن إنتاج تفسير متماسك متكامل لأحداث التاريخ، لجأ كثير من الناس إلى البحث عن افتراضات لا تمت لأي من العلوم بصلة، وإنما صاغها لهم من يشبهون المشعوذين والكهان من أدعياء المعرفة ببواطن الأمور، وخلفيات الأحداث، وإدراك ما لا يرى من الوقائع، وكان من أبرز ما تفتقت عنه أذهان هؤلاء الدجالين من الخرافات، وتلقفه المدمنون على المخدّرات الفكرية من مسكّنات، تريحهم من آلام الواقع، وأحزان الماضي، وهموم المستقبل، ما يعرف عند الجهال بنظرية المؤامرة.

• ماهي نظرية المؤامرة؟

تقوم هذه الفرضية على أساس وجود مجموعة من الناس، هم من اليهود غالبا، يجتمعون في مكان مجهول من العالم بشكل دوري، ليضعوا خططا لتغيير العالم، يطلق عليها تسمية بروتوكولات، ويطبقونها، عن طريق اصطناع الأحداث الكبرى فيه، التي هي في الغالب الحروب، والكوارث الاقتصادية، والثورات الاجتماعية، وتسيطر هذه المجموعة من الناس على كامل اقتصاد العالم، وعلى كل السلطات الحاكمة فيه، وعلى كل الحركات والتنظيمات بطريقة أو بأخرى، والنتيجة التي يخلص إليها معتنق هذه الفرضية، أن كل ما يجري في العالم من أحداث إنما هو من تدبير هذه المجموعة من المتآمرين الدوليين، الذين يمتلكون المال من خلال سيطرتهم على رأس المال عن طريق البنوك الربوية العالمية، وعلى السلطة بسيطرتهم على كل الحكومات والأنظمة، وعلى الشعوب والمجتمعات عن طريق سيطرتهم على الإعلام، والمنظمات والأحزاب بمختلف أنواعها، وأن نتيجة الأحداث في العالم كيفما كانت فهي في خدمة أهداف المؤامرة الدولية التي تقصد في النهاية إلى التمكين لمجموعة المتآمرين من حكم العالم، والتمهيد لحكم الشيطان، أو لقدوم المسيح الدجال، أو على الأقل لسيادة اليهود على العالم.

فهذه النظرية وإن كان بعض أسسها حقيقيا كسيطرة اليهود على أكبر رؤوس الأموال في العالم، وعلى أكبر مفاصل الإعلام، وتغلغل نفوذهم داخل دوائر الحكم في العالم، فإن الجانب الساذج من الفرضية، يقوم على افتراضهم أن اليهود بسيطرتهم على المال والإعلام يمكنهم أن يفعلوا في العالم ما يشاؤون من تغييرات، بخلاف الواقع الذي يحوي الكثير من التناقضات والتداخلات في المصالح والأهواء، وبالتالي فإن تضارب هذه الأهواء والمصالح على مساحة العالم تجعل من المستحيل أن يحقق أي من البشر خططه على أرض الواقع بالصورة التي يريد، هذا إذا عزلنا الأرض عن الظروف البيئية وغيرها من العوامل الواقعية التي من شأن التغيرات المفاجئة فيها أن تعيق استمرار أي مشروع، بتغير الشروط الملائمة لنجاح المشروع، وتطبيق الخطة.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة


الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة

• ماهي نظرية المؤامرة؟

تقوم هذه الفرضية على أساس وجود مجموعة من الناس، هم من اليهود غالبا، يجتمعون في مكان مجهول من العالم بشكل دوري، ليضعوا خططا لتغيير العالم، يطلق عليها تسمية بروتوكولات، ويطبقونها، عن طريق اصطناع الأحداث الكبرى فيه، التي هي في الغالب الحروب، والكوارث الاقتصادية، والثورات الاجتماعية، وتسيطر هذه المجموعة من الناس على كامل اقتصاد العالم، وعلى كل السلطات الحاكمة فيه، وعلى كل الحركات والتنظيمات بطريقة أو بأخرى، والنتيجة التي يخلص إليها معتنق هذه الفرضية، أن كل ما يجري في العالم من أحداث إنما هو من تدبير هذه المجموعة من المتآمرين الدوليين، الذين يمتلكون المال من خلال سيطرتهم على رأس المال عن طريق البنوك الربوية العالمية، وعلى السلطة بسيطرتهم على كل الحكومات والأنظمة، وعلى الشعوب والمجتمعات عن طريق سيطرتهم على الإعلام، والمنظمات والأحزاب بمختلف أنواعها، وأن نتيجة الأحداث في العالم كيفما كانت فهي في خدمة أهداف المؤامرة الدولية التي تقصد في النهاية إلى التمكين لمجموعة المتآمرين من حكم العالم، والتمهيد لحكم الشيطان، أو لقدوم المسيح الدجال، أو على الأقل لسيادة اليهود على العالم.

فهذه النظرية وإن كان بعض أسسها حقيقيا كسيطرة اليهود على أكبر رؤوس الأموال في العالم، وعلى أكبر مفاصل الإعلام، وتغلغل نفوذهم داخل دوائر الحكم في العالم، فإن الجانب الساذج من الفرضية، يقوم على افتراضهم أن اليهود بسيطرتهم على المال والإعلام يمكنهم أن يفعلوا في العالم ما يشاؤون من تغييرات، بخلاف الواقع الذي يحوي الكثير من التناقضات والتداخلات في المصالح والأهواء، وبالتالي فإن تضارب هذه الأهواء والمصالح على مساحة العالم تجعل من المستحيل أن يحقق أي من البشر خططه على أرض الواقع بالصورة التي يريد، هذا إذا عزلنا الأرض عن الظروف البيئية وغيرها من العوامل الواقعية التي من شأن التغيرات المفاجئة فيها أن تعيق استمرار أي مشروع، بتغير الشروط الملائمة لنجاح المشروع، وتطبيق الخطة.

كيف يتقبل الناس نظرية المؤامرة؟

رغم سذاجة هذه الفرضية، وصعوبة تصديقها، فإنها راجت كثيرا في العالم، كتعبير عن الروح الانهزامية الجبريّة، التي تستخدم أمثال هذه الأفكار لتبرر واقعها السيء، وتفترض من خلالها أن العالم يُدار من قبل المتآمرين بحيث لا يمكن لأي إنسان أن يخرج من إطارها فضلا عن أن يقف في وجهها، كما يستخدم هذه الفرضية وما يشتق منها بعض الأدعياء تحليلات يقنعون بها المغفلين بأنهم قادرون على إدراك خفايا الأحداث، فيُرضون بذلك غرورهم الساذج بقدراتهم المزعومة، وتسخيف عقول غيرهم ممن يتهمونهم بالسطحية والجري خلف ظواهر الأمور.

ومن جانب آخر فإن فرضية المؤامرة هذه قد جرى الترويج لها من خلال حملات دعائية مكثفة طوال قرن من الزمن، قام بالجزء الأكبر منها أطراف متناقضة في غاياتها، أولهم القوميون المعادون لليهود لأسباب قومية، في أوروبا على شكل الخصوص، الذين كانوا يركزون على قضية أن اليهود هم السبب في كل ما يحل ببلدانهم من مصائب اقتصادية وسياسية، وهزائم عسكرية، ليجعلوا من ذلك مبررا لحملات الانتقام منهم، والتي كان أشهرها حملات النازيين الألمان قبيل الحرب العالمية الثانية وأثناءها.

والطرف الآخر كانوا هم اليهود أنفسهم وحركتهم الصهيونية، الذين استفادوا من فرضية المؤامرة في إخافة خصومهم في العالم، وجذب الراغبين في الزعامات للارتباط بهم، عن طريق إقناع الناس في كل مكان أنهم المهيمنون على العالم وأن كل ما يجري فيه إنما هو بتخطيط منهم، وتنفيذا لمصالحهم ومشاريعهم، وبالتالي لا فائدة من مقاومتهم أو الوقوف في وجه مشاريعهم وطموحاتهم.

كما قامت أطراف أخرى متناقضة باستخدام هذه الفرضية لضرب خصومها، فالاشتراكيون يستخدمونها لإثبات علاقة الرأسمالية العالمية التي يمثلها المرابون الكبار من اليهود بكل ما يحدث في العالم من كوارث ونكبات، وأعداء الاشتراكية يستخدمونها لضرب الشيوعية على أساس أنها صنيعة المؤامرة لضرب الأديان ونشر الإلحاد، وتدمير اقتصادات البلدان، ونشر الجوع والفقر، لتهيئة الأوضاع لسيطرة "الحكومة الخفية" على العالم.

بل حتى داخل الحركات والأحزاب التي تعطي لنفسها لقب "الإسلامية" تجد من كبار منظريها وقادتها من يروّج لفرضية المؤامرة، ليبرر لأتباعها وأنصارها القعود، والاستسلام، بدعوى أن لا فائدة من قتال الطواغيت الحاكمين لأرض الإسلام وجنودهم، باعتبارهم مجرد بيادق على "رقعة الشطرنج" التي تتحكم بها "الحكومة الخفية" التي تديرهم من وراء الستار، وبناء على هذا فالحل عندهم، أن يتم العمل على تدمير هذه "الحكومة الخفية" ورفع قبضتها عن العالم قبل التفكير في إحداث أي تغيير، دون أن يشرحوا طبعا كيف يمكنهم هزيمة هذه الحكومة التي يرونها تقدر على كل شيء، وتعلم بكل شيء، ولا يعجزها شيء، وكأنها إله من دون الله عزّ وجل! تعالى الله عما يشركون.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18




الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة

• الإسلام.. وحقيقة المؤامرات

لا يختلف اثنان أن الصراع بين الإسلام والكفر شمل كل أشكال الحرب، سواء منها الظاهرة المباشرة، أو الخفية غير المباشرة، التي يمكننا أن نعبر عنها بالمكيدة أو المكر أو حتى بالمؤامرة، فالحرب بين الرسول عليه الصلاة والسلام والمشركين في مكة شهدت كل ذلك، من التضييق والتعذيب وقتل الأنصار، إلى الحصار الاقتصادي والتجويع، إلى استعداء الأهل والعشيرة، إلى المؤامرة والمكر، كما فعلوا في اجتماعهم الشهير في دار الندوة للتحضير لقتله صلى الله عليه وسلم، وهذه المحاولات جميعها بما فيها المؤامرة فشلت جميعا -بفضل الله- وبقي الإسلام، حتى صارت له دولة في المدينة، وقد وصف الله عز وجل بعضا من مؤامراتهم في تلك المرحلة فقال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [سورة الأنفال: 30].

وفي المدينة التي لم يكن للكفار والمنافقين الشوكة لإعلان الحرب الظاهرة، كان اللجوء إلى المكر والمؤامرات لإنهاء الدولة النبوية، والقضاء على دعوة النبي عليه الصلاة والسلام، وكان القائمون على هذا هم اليهود -أجداد السادة المفترضين للعالم الحالي حسب نظرية المؤامرة- وقد جرب هؤلاء وحلفاؤهم من المنافقين مختلف أنواع المؤامرات من إشعال الفتن بين الأوس والخزرج، إلى التشهير بعرض النبي عليه الصلاة والسلام، بل ومحاولة قتله، ولما فشلت كل محاولاتهم تآمروا مع الكفار من قريش وقبائل العرب وجمعوا أقصى ما استطاعوا لقتال المسلمين في غزوة الأحزاب، فلم تكن نتيجة مؤامراتهم وكيدهم إلا أن أخرج النبي عليه الصلاة والسلام قسما منهم من المدينة، وقتل الآخرين، وسبي ذراريهم، وغنم أموالهم وأرضهم، ودمر مساكنهم وحصونهم، ولو طبقنا نظرية المؤامرة على يهود ذلك الزمان لوجدناهم مخالفين لها تماما، فلا هم كانوا متحدين تقودهم قيادة موحدة تضع لهم خططا طويلة الأمد لفترات تصل إلى قرن من الزمن، ولا هم قادرون على الوصول بمؤامراتهم إلى النتيجة المرجوة، بل فشلت كل مؤامراتهم على الدولة النبوية بفضل الله، لما كان النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته كما أرادهم الله تعالى من الصبر والتقوى (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، فأزال الله المشركين من قريش ومن اليهود، وارتفعت راية الإسلام عالية في جزيرة العرب رغم مؤامراتهم.

وإننا لنجد أن القرآن ردّ الابتلاءات التي حلّت بالمسلمين في أحد وحنين إلى ذنوب المسلمين لا إلى مؤامرات اليهود والمنافقين، رغم أن قصة انسحاب رأس النفاق وحليف اليهود ابن سلول في معركة أحد بثلث جيش المسلمين كانت ستمثل مادة دسمة لأصحاب نظرية المؤامرة في تفسير ما حدث، إلا أن أهل الإسلام مجمعون على أن سبب ذلك كان معصية بعض الصحابة لله سبحانه وتعالى، بمخالفتهم أمر النبي عليه الصلاة والسلام، لا مؤامرات المنافقين حلفاء اليهود، وكذلك في حنين، فالسبب فيما أصابهم كان معصيتهم لله سبحانه وتعالى، بأن أُعجب بعضهم بقوتهم وكثرتهم، فنالهم ما نالهم.

فالمؤامرات على الإسلام وأهله لم تنقطع يوما، لكنها لم تؤت ثمارها إلا حين فتح لها المسلمون المجال بمخالفتهم للقاعدة الربانية في التصدي لكيد الأعداء بالصبر واليقين.

• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة


الدولة الإسلامية في عصر نظرية المؤامرة...

• لو بحثنا في مؤامرات كفار اليوم وعلى رأسهم اليهود والصليبيون ضد الإسلام، فإننا سنجد أن أهم أهدافها كانت إبعاد شريعة الله من الوجود، وترسيخ الفرقة بين المسلمين، وتجزئة أرضهم، وتقاسم ثرواتها بينهم. ولتحقيق ذلك احتلوا بلاد المسلمين، وأنشؤوا فيها الحدود المصطنعة ليقسموها إلى مناطق، تقاسموها فيما بينهم، وأزاحوا عنها شريعة الله وطبقوا فيها شرائعهم الوضعية، ثم فرضوا عليها من يرتضون منه استمرار سياستهم تلك بعد رحيلهم، وبقي الوضع على هذه الحال لفترة طويلة من الزمن، وكانت أهداف مؤامراتهم تلك بمثابة الثوابت التي لا يقبلون التنازل عنها بأي حال.

وبالتالي فإن قيام الدولة الإسلامية بنسف كل تلك الثوابت من خلال إقامتها للدين، وتحكيم الشريعة، وتطبيق الحدود، وكسر الحدود المصطنعة لتوحيد بلاد المسلمين، وإعلان إعادة الخلافة، وتوحيد الجماعات المجاهدة في العالم تحت ظلها، كل ذلك كان نسفا لنظرية المؤامرة التي افترض أصحابها أنه لا يمكن الخروج عن الخط الذي ترسمه "حكومة العالم الخفية"، أو الدول الاستعمارية، أو حتى رؤوس الأموال الدولية والشركات الاحتكارية.

فالدولة الإسلامية قامت -بفضل من الله- خلال سنوات قليلة من العمل الدؤوب الجاد بكسر وثن نظريات المؤامرة التي جعلتها الفصائل والأحزاب والتنظيمات عقبة أمام أي تفكير جاد بإقامة حكم الله في الأرض، وذلك بافتراض أن اليهود والصليبيين لا يمكن أن يسمحوا بذلك مهما كان الثمن، لكن مجاهدي الدولة الإسلامية -بفضل الله- قدّروا الثمن اللازم لذلك من الدماء والأشلاء والأموال، وأعلنوا استعدادهم لدفع هذا الثمن في سبيل إقامة حكم الله في الأرض، وذلك انطلاقا من العقيدة التي يقوم عليها الجهاد، وهي القتال لتحطيم كل أنواع الشرك في الأرض، ومنه شرك نظرية المؤامرة التي تعطي لأمريكا واليهود ولأجهزة المخابرات صفات رب البرية من العلم المطلق والقدرة المطلقة، بل والتحكم فيما قضاه الله وقدره للبشر.

• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة




الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة

• الإيمان بالله... لا الإيمان بالمؤامرة؟

إن المؤمنين بنظرية المؤامرة عليهم أولا أن يراجعوا إيمانهم، فيعلموا يقينا أن الأمر كله بيد الله عز وجل، وأن كل ما يجري من أحداث في العالم إنما هو مقدر منه سبحانه، ومكتوب في اللوح المحفوظ من قبل أن يخلق الله تعالى السموات والأرض، وأنه لا يعلم الغيب إلا الله، لا "حكومة العالم الخفية" ولا كل أجهزة المخابرات، وبالتالي فإنهم بإعطائهم صفات الربوبية، من القدرة الكاملة، والعلم الكامل، إنما يشركون بالله عز وجل، وهم بعجزهم أمام ما قيدوا به أنفسهم من خرافات وأوهام أساؤوا الظن بالله تعالى، الذي وعد عباده بالنصر على أعدائهم إن هم أخلصوا النية لله تعالى في جهادهم، وسلكوا سبيل الكتاب والسنة في سعيهم لإقامة الدين، وأن المؤامرات والمتآمرين لو كان بيدهم وقف مسيرة الدين، لما بقي الدين قائما حتى الآن، وأن اليهود والمرابين كانوا موجودين في مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلم تكن نهاية مؤامراتهم إلا قطع رؤوس مقاتليهم وسبي ذراريهم، واغتنام أموالهم على يد المؤمنين.

وعليهم ثانيا أن ينظروا في هذا العالم، ويعلموا أن أحداث العالم أكثر تداخلا من أن يتم تفسيرها بفرضياتهم الساذجة، وأن مصالح الأمم والدول، وأصحاب القوى، أكثر تشابكا وتضاربا من أن يتم توجيهها لخدمة مشروع واحد، فالعالم مكون من فرق متصارعة كثيرة، كل منها يريد أن يهيمن عليه كله، أو على جزء منه، والمسلمون يستفيدون من هذا التنازع والتصارع بين أمم الكفر في ضربها جميعاً، وتحقيق مصالحهم هم إن سلكوا طريق السنة، وساروا على منهاج النبوة.

إن الدولة الإسلامية بما منّ الله على جنودها من عز وتمكين، تقدّم النموذج الواضح، والمثال الناصع عن إمكانية إقامة الدين، والانتصار على المشركين، وقمع المرتدين، مهما بلغت قوتهم وزاد عددهم، وإن واقعها اليوم هو نقض لنظرية المؤامرة، وتنكيس لوثنها المعبود من دون الله، وتحطيم للأغلال التي فرضها أصحابها على الناس ليظلوا عبيدا خانعين لهم، وإن القادم من الفتوح سيزيد أهل الإيمان يقينا بقدرة الله، ونصره للمؤمنين، والعاقبة للمتقين.

• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
الدولة الإسلامية وتحطيم وثن المؤامرة
...المزيد

صنفان من أهل النار • الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما ...

صنفان من أهل النار

• الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).

ومما قاله العلماء في شرح هذا الحديث:

- قوله: (صنفان من أهل النار) "فيه ذم هذين الصنفين" [المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي].

- وقوله: (لم أرهما) "أي: لم يوجد في عصره صلى الله عليه وسلم، منهما أحد لطهارة أهل ذلك العصر الكريم، ويتضمن ذلك أن ذينك الصنفين سيوجدان، وكذلك كان!" [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي]، وسبحان الله! "هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع هذان الصنفان، وهما موجودان" [المنهاج].

- وقوله: (قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) فيه "وجوب النار لهم من أجل ظلمهم وتعذيبهم واستطالتهم على الناس بالضرب بهذه السياط" [إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للقاضي عياض]، "وكذلك كان، فإنه خلف بعد تلك الأعصار قوم يلازمون السياط المؤلمة... وربما أفضى بهم الهوى وما جبلوا عليه من الظلم إلى هلاك المضروب، أو تعظيم عذابه، وهذا أحوال الشرط" [المفهم]، "والشُّرَط جمع شُرْطة وشرطي، وهم طائفة من أعوان الولاة" [الصحاح في اللغة للجوهري]

وما أشبه حال شرطة الطواغيت اليوم بما وصفهم به الصادق المصدوق، صلوات الله وسلامه عليه!

- وقوله: (ونساء كاسيات عاريات) "قيل: معناه تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارًا لجمالها ونحوه، وقيل: تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها" [نيل الأوطار للشوكاني]، وقيل: "تبدي من محاسنها، مع وجود الأثواب الساترة عليها، ما لا يحل لها أن تبديه" [المفهم].

- وقوله: (مميلات مائلات) "أما مائلات فقيل: معناه عن طاعة الله وما يلزمهن حفظه، مميلات: أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم، وقيل: مائلات: يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن، وقيل: مائلات: يمشطن المشطة المائلة، وهي مشطة البغايا، مميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة" [المنهاج]، و"كلاهما من الميل، بالياء باثنتين من تحتها، ومعنى ذلك: أنهن يملن في أنفسهن تثنيا ونعمة وتصنعا؛ ليملن إليهن قلوب الرجال، فيميلوا إليهن، ويفتنهم" [المفهم].

- وقوله: (رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) "أسنمة: جمع سنام، وسنام كل شيء: أعلاه، والبخت: جمع بختية، وهي ضرب من الإبل عظام الأجسام، عظام الأسنمة، شبه رؤوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن أعلى أوساط رؤوسهن تزينا وتصنعا، وقد يفعلن ذلك بما يكثرن به شعورهن، والمائلة: الرواية بالياء، من الميل، يعني: أن أعلى السنام يميل لكثرة شحمه، شبه أعالي ما يرفعن من الشعر بذلك" [المفهم]، وقيل: "معنى رؤوسهن كأسنمة البخت: أن يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها" [المنهاج].

- والحديث ساقه الإمام مسلم للإخبار بأن من فعل ذلك فهو من أهل النار، وأنه لا يجد ريح الجنة مع أن ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام! وفي ذلك وعيد شديد يدل على تحريم ما اشتمل عليه الحديث من صفات هذين الصنفين [نيل الأوطار].


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
صنفان من أهل النار
...المزيد

معركة الزلاقة .. يوم كسر ابن تاشفين صلبان أوروبا وصلنا في العدد السابق إلى طلب أهل الأندلس ...

معركة الزلاقة .. يوم كسر ابن تاشفين صلبان أوروبا

وصلنا في العدد السابق إلى طلب أهل الأندلس وملوكها المدد من الأمير يوسف بن تاشفين رحمه الله أمير المرابطين، الذين كانوا يحكمون المغرب الإسلامي، فما كان منه إلا أن لبى نداء الأندلس لمّا استنصره أهلها، فأرسل طليعة من خمسمائة فارس، أقاموا معسكرا لهم بمنطقة "الجزيرة الخضراء" جنوب الأندلس، ثم اجتاز جيش المرابطين البحر من المغرب الإسلامي إلى الأندلس، وكان جيش ابن تاشفين يضم متطوعين أجابوا استنفاره.

ثم لحقهم بقوته الخاصة التي كان يسميها "الكتيبة الخضراء"، وكان تعدادها اثني عشر ألفا، متيمنا بالحديث المرفوع: (لن يُغلب اثنا عشر ألفا من قلة) [رواه أبو داود والترمذي وغيرهما عن ابن عباس].

يقول ابن الكردبوس عن عبور جيش المرابطين إلى الأندلس: "وقد أخلص لله تعالى نيته، وملأ البحر أساطيلَ، وأجاز رعيلا رعيلا، واحتل الجزيرة الخضراء في كتيبته الخضراء، المشتملة على اثني عشر ألف راكب من صناديد الأجناد" [تاريخ الأندلس].

ملأنا البر حتى ضاق عنا
وسطح البحر نملؤه سفينا

كان من حكمته أن اصطحب معه الإبل من صحراء المغرب إلى الأندلس، فكان لها أيما أثر في المعركة، فالصليبيون لم يعتادوا على رؤيتها، فكانت خيولهم ترتعب من الإبل وتهرب.

وبينما ابن تاشفين بجيشه في عرض البحر، إذ اعتلاهم الموج وماجت بهم السفن، فرفع يديه وقال: "اللهم إن كنت تعلم أن جوازي هذا خيرا وصلاحا للمسلمين فسهل علي جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعّبه علي حتى لا أجوزه"، فهدأ البحر بإذن الله، واجتازه المسلمون.

وصل ابن تاشفين الأندلس، وفي مدنها حظي باستقبال الفاتحين، إلى أن وصل إشبيلية والتقى ملكها المعتمد بن عباد بعد أن تاب مما اقترفته يداه، والتحق الآلاف من أهل الأندلس متطوعين للجهاد تحت راية الأمير ابن تاشفين، حتى بلغ تعداد جيشه ثلاثين ألفا، أغلبهم متطوعون.

لم ينتظر الأمير ابن تاشفين، ولم تلهه مفاتن الأندلس كما ألهت غيره من الملوك، بل قصد سهلا بالقرب من بطليوس بات يُعرف لاحقا باسم سهل الزلاقة، يبغي لقاء الصليبيين وملكهم ألفونسو السادس، الذي حشد أمة الصليب بحدها وحديدها.

اقترح المعتمد على ابن تاشفين أن يستريح في إشبيلية قبل بدء المعركة، فرد عليه: "إنما جئت ناويا جهاد العدو، فحيثما كان العدو، كانت وجهتي".

وصل ألفونسو حامل الصليب، إلى ساحة المعركة متبخترا بجيش قوامه ثمانون ألف جندي، رأى ألفونسو سواد جيشه يملأ الآفاق، فقال ألفونسو: "بهذا الجيش أقاتل الجنَّ والإنس، وأقاتل ملائكة السماء".

وكان ألفونسو قد بعث رسالة مطولة إلى ابن تاشفين قبل انطلاقه إلى الأندلس، يهدده فيها بأن الصليبيين سيبحرون إلى المغرب لقتال المرابطين وإبادة الأمة الحنيفية.

خيّر ابن تاشفين الصليبي ألفونسو بين الإسلام والجزية والسيف

فلما بلغ ابن تاشفين الأندلس رد على رسالة ألفونسو: "بلغنا يا أذفونش أنك دعوت إلى الاجتماع بنا، وتمنيت أن تكون لك سفن تعبر بها البحر إلينا، فقد عبرنا إليك، وقد جمع الله تعالى في هذه الساحة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك، {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}"، وقد خيّر ابن تاشفين -في رسالته- ألفونسو بين الإسلام والجزية والقتال.

ردّ ألفونسو السادس على رسالة ابن تاشفين واختار الحرب وبدأ بالتجهيز فحاصر مدينة سرقسطة، وأيقن أن من سيقاتله اليوم يختلف عن الملوك الذين اعتاد قتالهم، وعلم أن خصمه اليوم واثق بوعد ربه، لا ملوك طوائف همهم الدنيا ولو على حساب دينهم، فلسنوات لم يهاجم أهل الأندلس جموع الصليبيين، وكانت كل حروبهم دفاعية، تنتهي بانسحابات وتسليم مواقع، أو توقيع اتفاقيات تسلبهم مناطق لصالح عباد الصليب.

كتب ألفونسو إلى ابن تاشفين يعلمه أن المعركة يوم الاثنين، إلا أن أمير المرابطين كان يقظا حذرا، عالما بمكر ألفونسو، فشدد الحراسة ونشر العيون وأبقى قواته في كامل جاهزيتها.

• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

من التاريخ:
معركة الزلاقة .. يوم كسر ابن تاشفين صلبان أوروبا


معركة الزلاقة .. يوم كسر ابن تاشفين صلبان أوروبا

• كتب ألفونسو إلى ابن تاشفين يعلمه أن المعركة يوم الاثنين، إلا أن أمير المرابطين كان يقظا حذرا، عالما بمكر ألفونسو، فشدد الحراسة ونشر العيون وأبقى قواته في كامل جاهزيتها.

في ليلة الخميس، كان في جيش المسلمين الشيخ ابن رميلة رحمه الله، إمام من أئمة المالكية في قرطبة، ومع كبر سنه وعظم قدره ووافر علمه، إلا أنه كان ينافس الشباب على الصفوف الأولى، وفي منامه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول له: "يا ابن رميلة، إنكم منصورون، وإنك ملاقينا"، فقام فرحا يبشر المسلمين، وحق له أن يفرح، فقد بشره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحُسنيين، نصر لأمته، وشهادة له.

وبالفعل حدث ما كان يتوقعه أمير المرابطين، وغدر ألفونسو بجيش المسلمين وشن هجومه يوم الجمعة (12 من شهر رجب لعام 479 هـ)، وكان ابن تاشفين قد قسم جيشه إلى ثلاث فرق: فرقة الأندلسيين، معها فرقة المرابطين الأولى يقودها القائد داود بن عائشة، وفرقة المرابطين الثانية متخفية خلف التلال يقودها بنفسه.

اشتبكت جيوش الصليب مع الفرقتين العسكريتين (الأندلسية، والمرابطية الأولى)، حمل الصليبيون على الفرقة الأندلسية حتى أثقلت بالجراح، ففر شطر جنودها من هول المعركة، وأصيب ابن عباد، فلما علم ابن تاشفين أن جيش الصليب قد أُنهك وأخذ منه التعب مأخذه، كبَّر اللهَ بصوت جهوري، وكانت تكبيراته إيذانا ببدء خطته الالتفافية، وقسم فرقته إلى فوجين، فوج بقيادة (سير بن أبي بكر) مهمته مساندة الفرقتين المقاتلتين، وفوج يقوده بنفسه، ليلتف به على مؤخرة الجيش الصليبي ويقتحم معسكره، فأضرم فيه النيران، وقتل حراسه ومن كانوا يستريحون فيه، وأطبق الحصار على جيش الصليب.

أمر ابن تاشفين فرقة الانغماسيين البالغ عددها أربعة آلاف مقاتل بالترجل من خيولها، والانغماس في قلب الجيش الصليبي حيث ألفونسو، وتمكن انغماسي من الوصول إلى ألفونسو وطعنه بخنجر في فخذه، تخلخلت صفوف عباد الصليب وتزلزلت، فهرب ألفونسو إلى تلة قريبة من أرض المعركة، يرافقه خمسمائة فارس، وفي الليل تسلل ألفونسو بفلوله هاربا إلى طليطلة وسهام المجاهدين تطاردهم وترديهم صرعى، ولم يصل من الخمسمائة فارس إلا ثلاثون.

حضر العلماء والشيوخ والقضاة معركة الزلاقة وأبلوا فيها بلاء حسنا، فكان من بين الشهداء -كما نحسبهم- ابن رميلة القرطبي صاحب الرؤيا، وقاضي الدولة المرابطية أبو مروان عبد الملك المصمودي، لم يمنعهم كبر سنهم من المشاركة في القتال، ولم يتعذروا بحاجة الأمة إلى علمهم، ولا اكتفوا بالجهاد بألسنتهم، فلله درهم من علماء.

بقي جيش المسلمين أربعة أيام يجمع الغنائم لكثرتها، فقد ذكر صاحب (نفح الطيب): "وأقامت العساكر بالموضع أربعة أيام، حتى جُمعت الغنائم، واستؤذن في ذلك السلطان يوسف، فعف عنها، وآثر بها ملوك الأندلس، وعَرَّفهم أن مقصده الجهاد والأجر العظيم، وما عند الله في ذلك من الثواب المقيم، فلما رأت ملوك الأندلس إيثار يوسف لهم بالغنائم استكرموه وأحبوه".

وقبل أن يترك ابن تاشفين أرض الأندلس عائدا إلى المغرب، أوصى ملوكها بتقوى الله ونبذ الفرقة، وإخلاص التوبة، وأن لا يضيعوا ثمرة النصر بمعاصيهم، وكان عمره يومها 79 عاما، لم يمنعه عمره ولا جاهه من الجهاد في سبيل الله، وتقدم الصفوف وطلب الحتوف، فلله دره من أمير.

سميت معركة الزلاقة بهذا الاسم لكثرة دماء الصليبيين التي أريقت فيها، حتى زلقت بسببها خيول المسلمين

سميت معركة الزلاقة بهذا الاسم، لكثرة دماء الصليبيين التي أريقت، فكانت تزلق بسببها حوافر خيول المسلمين، فجيش الصليب الذي خرج من طليطلة يناهز الثمانين ألفا، لم يرجع منه إلا ثلاثون فارسا أعيتهم الجراح، وصدمتهم قوة المسلمين وبأسهم.

نقش أمير المرابطين يوسف بن تاشفين -رحمه الله- اسمه قائدا مسلما، قاد معركة مفصلية في تاريخ الأمة، قدر الله أن تكون سببا في بقاء المسلمين في الأندلس قرونا، وإلا لكانت مأساة سقوط غرناطة (آخر إمارة إسلامية في الأندلس) في القرن العاشر الهجري حدثت قبل خمسة قرون، وكُتب اسم الزلاقة إلى جانب بدر وحنين ومؤتة والقادسية واليرموك وحطين واليمامة.

وقد كانت معركة الزلاقة مثالا حياً على نصر الله للجماعة المسلمة، وخذلانه للطوائف المتنازعة، كما كانت مثالاً حيّاً للأجيال، أن الصليبيين لا يمكنهم هزيمة المسلمين إن أصلحوا عقيدتهم، ونواياهم، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولم يتفرقوا.


• المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

من التاريخ:
معركة الزلاقة .. يوم كسر ابن تاشفين صلبان أوروبا
...المزيد

رياح الصليبيين ورايات الطواغيت • كما في كل مرة يأخذ الأغرار من قادة الصحوات في الشام وأنصارهم كل ...

رياح الصليبيين ورايات الطواغيت

• كما في كل مرة يأخذ الأغرار من قادة الصحوات في الشام وأنصارهم كل كلام يخرج من أفواه الطواغيت على أنه قرار نافذ، وكلمة عهد لا يمكن التراجع عنها، متناسين عدد المرات التي خابت ظنونهم بوعود طواغيت جزيرة العرب، أو بالخطوط الحمر لكل من أردوغان وأوباما، أو لاءات فرنسا وأشباهها، دون أن يتعلموا الدروس، أو تؤدّبهم التجارب، فإذا بهم يخرجون من حفرة ليقعوا في حفرة أغور وأخطر، حتى يأتي اليوم الذي تدق فيه -بإذن الله- رقابهم فيُستراح من سفاهتهم وإجرامهم وكفرهم.

فرغم الصدمة الكبيرة التي تلقتها الصحوات بتمكن الجيش النصيري وحلفائه من عزلهم في الريف الشمالي، وتقدم مرتدي الـ PKK إلى مناطقهم، في ظل خذلان واضح لهم من أسيادهم العاملين في إطار التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية، عاد قادة الصحوات ليستبشروا خيرا بالتصريحات الأخيرة لطواغيت جزيرة العرب وتركيا، عن تدخل عسكري وشيك في ساحة الشام، ليمنّوا أنفسهم وجنودهم وأنصارهم، أن هذا التدخل سيكون لصدّ الهجمة النصيرية، ولِلَجم إيران وروسيا، متناسين أن هؤلاء الطواغيت لا يمكن لهم أن يتحركوا خارج السياسة الأمريكية، أو خارج إطار أي مشروع لا يحقق أهداف الصليبيين في المنطقة.

فالتصريح الذي أطلقه الطواغيت من آل سلول عن تدخل بري في ساحة الشام، جاء استجابة لطلب أمريكي تم التصريح به عقب مباحثات الدول الكبرى في التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية في اجتماع بروكسل، وجاء الطلب أو الأمر الأمريكي بإعلانهم الحاجة إلى قوة عسكرية بريّة من الدول التي تدعي الإسلام، لتقوم بتنفيذ مهام التحالف الصليبي على الأرض، في ظل عدم توفر قوة بريّة مؤهلة بالشكل الكافي لقتال الدولة الإسلامية، وهذه القوة النظامية ستكون النواة لتجميع مقاتلي الصحوات حولها، لتشكيل قوة كبيرة من هؤلاء المرتدين لقتال جيش الخلافة، فمعركة جيوش الطواغيت -إن حدثت- في الشام إنما ستكون ضد الدولة الإسلامية فحسب، وبالتالي فإن استبشار قادة الصحوات بأنباء هذا التدخل ربما يكون مردّه إلى ما سيجرّه عليهم من أموال وإعانات، لا إلى كونه وسيلة للوقوف في وجه النظام النصيري وحلفائه كما يمنّون أنصارهم.

وهذا التدخل -إن حدث- فلن يقدّم الكثير لأعداء الدولة الإسلامية من صليبيين، وطواغيت مرتدين، وعملائهم من الصحوات، ولن يزيد دوره على إحداث المزيد من التشابك والتعقيد في ساحتي الشام والعراق، شبيه بالتعقيد الذي أحدثه التدخل الروسي لصالح النظام النصيري، وبالتالي فإن رؤية الدولة الإسلامية لهذا التدخل لن تختلف عن رؤيتها تجاه التدخل الأمريكي لصالح الروافض ومرتدي الأحزاب الكردية، أو الروسي لصالح النصيريين، فهي تستمر في قتالها لكل المشركين والمرتدين، مهما تغيرت ألوانهم وأوطانهم وألسنتهم، منطلقين من أمر الله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً)، كما أنها تركّز على قتال العدو الأقرب إليها بناء على أمره تعالى (قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ الْكُفَّارِ)، وهذه الرؤية المستندة إلى المنهج النبوي، الخاضع للأمر القرآني الرباني، لا يشوش عليها تصريح أو خبر، ولا يحرف وجهة القتال المبني على أساسها تدخل من أي طرف كان مهما بلغت قوته، فهي تقاتل المرتدين من الروافض والعلمانيين والنصيريين والصحوات، ولن يعجزها بإذن الله أن يضاف إليهم جنود الطواغيت الذين تقاتلهم في ساحات أخرى، بينما نجد أن قرارات الحرب والسلم عند كل أعداء الدولة الإسلامية تخضع لموازين القوى التي يتم احتسابها بناء على عدد الحلفاء وحجم قوة الأعداء، ولذلك نشاهد حجم التذبذب في القرارات، والاضطراب في السياسات والتوجهات، بين فترة وأخرى، فهي أشبه بالرايات الخفيفة الوزن التي تحركها الرياح وتوجهها كيفما اتجهت، حتى أن المراقب يحير في معرفة اتجاه البوصلة التي يسير عليها هذا الطرف أو ذاك، وهذا الصراع بين الرؤية الثابتة المستقرة للدولة الإسلامية، والرؤى المتذبذبة المضطربة لأعدائها، هو من الأسباب الكونية لتحقيق النصر عليهم بإذن الله.

فالثبات على عقيدة التوحيد، واتباع السنة دليلا ومنهجا للوصول إلى النصر، هو السبيل لتحقيق التمكين في الأرض وإقامة الدين كاملا كما أنزله الله عز وجل، ولن تضر المؤمنين تحزبات المشركين وحشودهم ومؤامراتهم، أكثر مما أضرت بجيش النبي -عليه الصلاة والسلام- في غزوة الأحزاب، والعاقبة للمتقين.


• صحيفة النبأ – العدد 18
السنة السابعة - الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
رياح الصليبيين ورايات الطواغيت
...المزيد

من يبذل الثمن؟ • في هذه الأيام الأخيرة التي يشتد فيها وطيس المعارك، ويصبح حال المسلمين بين كر ...

من يبذل الثمن؟

• في هذه الأيام الأخيرة التي يشتد فيها وطيس المعارك، ويصبح حال المسلمين بين كر وفر، يأتيك خبر يثلج قلبك بانتصار المؤمنين في أرض، ويأتيك في الوقت نفسه خبر آخر يحزنك بانحيازهم عن أرض أخرى، وبين هذه الأخبار وتلك يتقلب قلبك بين الحزن والسرور.

وننسى أن قتالنا هو قتال لأمر أعظم من الأرض والعرض والناس أجمعين، إنه القتال من أجل دين رب العالمين، نعم إنه التوحيد الذي من أجله خُلقنا جميعا، فعندما نستشعر عظم الأمانة التي نقاتل من أجلها يهون كل شيء أمامها، فليس كثيرا أن تهرق دماؤنا، وتدق جماجمنا من أجلها. لأن من عظّم الولاء والبراء في قلبه والحب والبغض في الله هانت أمامه التضحيات، وما أروع موقف ذلك الصحابي -رضوان الله عليه- الذي أراد الكفار قتله فبكى، فظنوه بكى جزعا من الموت، ولكن بكاءه كان حزنا على أن له نفسا واحدة فقط، فقد تمنى لو أن له مئات الأنفس ليبذلها كلها في سبيل الله.

نعم لقد أبصروا وعلموا الغاية الحقة التي من أجلها خلقوا، وزاد شوقهم لحسن المآل، فصغرت في أنفسهم كل التضحيات التي كانوا يقدمونها، ونحن اليوم بفضل الله على نهج أولئك الأفذاذ نسعى، وبهدي سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- نسير، فلا نقاتل من أجل غايات زائلة لا معنى لها ولم يرشدنا إليها ربنا، ولا نبيه صلى الله عليه وسلم، كمن ينافح عن حدود موهومة رسمها "سايكس وبيكو"، ولا نقاتل من أجل حفنة تراب، فجهادنا أسمى وأعلى، إنه القتال من أجل تحقيق الغاية العظمى، أن يكون الدين كله لله.

لقد وفق الله أولئك الرجال الذين أخذوا بيد أهل الإسلام على أرض العراق إلى ميادين العز والسؤدد والأنفة والكرامة قبل عشر سنوات مضت، فغدوا شامة بين الخلائق أجمعين يصدعون بدعوة خير المرسلين وتوحيد رب العالمين، فشمخت منارات الهداية ترشد السالكين وتأوي المستضعفين، وارتفعت راية الحق على أرض الشام فأضاء مجد الخلافة وعم خيرها وسناها.

نعم أيها المسلمون، إن فجر دولة القرآن قد بزغ، هذه الكلمة الصادقة التي رددها الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبله الله- وهو يجالد الأعداء بثلة قليلة من المجاهدين الذين ينغمسون في الحتوف بصدور عارية، وكان وقتها يبصر من وراء الأفق ذلك الفجر الموعود، فجر دولة القرآن.

فما لأناس يتعامون ولا يبصرون هذا الفجر الذي نعيش دفئه، وقد بزغ نوره حتى غطى ولايات عديدة بين العراق والشام واليمن وسيناء وغرب إفريقية والقوقاز وخراسان وغيرها من البلدان.

إن التفاؤل وضده، إنما ينبعان من القلب، فمن عرف التوحيد وعمل بما علم، أدرك أن المعركة لا تحددها تلك الأشبار من الأرض هنا أو هناك، بل يحددها ما يفيض من القلب من ثمرة تلك المعرفة النابعة من الإيمان بالله استجابة لأمره وطمعا برضاه، فمتى ما كنا نقاتل من أجل دين رب العالمين مستصغرين التضحيات التي نبذلها في سبيله أدركنا العز والظفر، وإن انطفأت جذوة التوحيد في نفوسنا، لا قدّر الله، وما عاد يحركنا أوارها المتقد، وشككنا في الطريق، فستضيع كل المكاسب التي تفضل الله بها على أهل الإيمان اليوم.

إذن يجب أن نعلم أن الأمانة عظيمة والحمل ثقيل، إنه دين رب العالمين الذي خلق لأجله الخلق أجمعين، وسيحاسبهم عليه يوم الدين، وبما أنه السبيل الذي ارتضاه لنا اللطيف الخبير، فلن يهولنا تجمع الأحزاب، ولن تخيفنا حفنة من الثعالب والذئاب، ولو سدت الآفاق طائراتهم، وملأت البحار بارجاتهم، فإننا نقاتل من أجل ملة أبينا إبراهيم، دين رب العالمين، الذي متى شاء أمرا، قال له: كن فيكون، ليهلك من هلك على بينة ويحيا من حي على بينة.

فتعال معي أيها المسلم الموحد لنبصر الفجر الموعود، ونجعل الطريق إليه أعمارنا، والخطوات إليه تضحياتنا، فزوال الغمة قريب، وإنما هي أيام قلائل، وسنسمع التكبيرات ترج أنحاء روما، وسنرى عما قريب ابتسامة الموحد مشرقة، وهو يدك بمعوله آخر رموز الشرك في (تل أبيب) وغيرها، وليتبروا -بإذن الله- ما علوا تتبيرا، وحينها بإذن الله تصدح حناجرنا بالشكر والتكبير، لمن كان حقا عليه نصر المؤمنين، هذا... والحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 17
السنة السابعة - الثلاثاء 29 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
من يبذل الثمن؟
...المزيد

قال رسول الله ضار اذا اهملته قتل نافع اذا اهملته فسد

قال رسول الله ضار اذا اهملته قتل نافع اذا اهملته فسد

لا سواء... والعاقبة للمتقين "١" • كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين "١"

• كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا تكون الحرب غالباً إلا سِجالاً بين الأمم المتح𑇅اربة المتكافئة في القوّة، ويشترك في هذه القاعدة كلّ من يخوض الحروب سواء كانوا من أهل الكفر أم من أهل الإيمان، قال الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)، وكذلك قال أبو سفيان لملك الرّوم لمّا سأله عن الحرب بين قريشٍ والرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (تكون الحربُ بيننا وبينه سِجالاً، يُصيب منَّا، ونُصيب منه)، وهي العبارة ذاتها التي قالها للرّسول عليه الصّلاة والسّلام بعد أُحدٍ (يومٌ بيومِ بدرٍ، والحربُ سِجالٌ)، فأبو سفيان رضي الله عنه تكلّم بالسُّنن التي يعرفها عن حياة الأمم، ولكنّ الذي غاب عنه أيّام جاهليّته أنّ الحرب التي يخوضها الرّسل وأتباعهم تختلف عن باقي الحروب لا في غاياتها فقط، وإنّما في أهميّتها ومآلاتها أيضاً، لذلك نجد أنَّ هرقل عظيم الرّوم بما لديه من بقيّة علمٍ من الكتاب ردّ على مقالة أبي سفيان فقال: (وكذلك الرسُل تُبْتَلَى، ثم تكون لها العاقبة)، وكذلك ردّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على مقالته في أحدٍ فقال: (لا سواء، قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النّار) (رواه الحاكم وصحّحه).

فهذا الفقه في المآلات الأخرويّة والدنيويّة لكلٍّ من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وعظيم الرّوم هرقل، يوضّح أنّ حرب الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وأتباعهم، ليست كبقيّة الحروب في نتائجها، وإن اشتركتْ معها في حقيقتها ومجرياتها، فالرّسل وأتباعهم بثباتهم على الحقِّ، وصبرهم على جهاد أعدائهم، وعدم تركهم لأمر الله بقتالهم، تكون لهم العاقبة بنصر الله تعالى لهم، بعد مراحل عديدةٍ تمسّهم فيها البأساء والضّرّاء والزّلزلة، وكذلك فإنّ جيش الرّسل لا يشارك بقيّة الجيوش في الحال عند الانكسار وإن كان يشابهها في بعضٍ من نتائج الانتصار، وذلك أنّ جيوش الجاهليّة بانكسارها تكون قد خسرتْ كلّ شيءٍ، فيما المجاهدون يكونون بانكسارهم قد فازوا بما لا يُقارن بما خسروه من متاع الدّنيا وفرحة النّصر، كما قال عليه الصّلاة والسّلام: «ما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تغزو فتغنمُ وتسلمُ إلّا كانوا قد تعجّلوا ثُلثَي أُجورِهم، وما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تُخفق وتُصاب إلا تمّ أجورهم» (صحيح مسلم).

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"
...المزيد

النّاخِب والمنتَخب كافرٌ بالله العظيم • لا يزال الله سبحانه يَبتلي عبادَه، فمنهم من يثبت فذاك ...

النّاخِب والمنتَخب كافرٌ بالله العظيم

• لا يزال الله سبحانه يَبتلي عبادَه، فمنهم من يثبت فذاك المسلم المؤمن، ومنهم إذا حلّت الفتن ركبها، وخلع ربقة الإسلام من عنقه.

إن الفتنةَ الشرك، ومنها فتنة الانتخابات التي حلَّت اليوم بأرض الجزائر، فتنة عمياء لا تُبقي ولا تذر، تعصف بدين الرّجل فتدعه كهشيم تَذروه الرِّياح، وإنّا في هذا المقام نتوجّه بالنُّصح والتَّذكير لأهلنا المسلمين، وندعوهم لاجتناب صناديق الاقتراع فإنها كفر بالله، فالله تعالى يقول: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [يوسف ٤٠] واجتنابها من اجتناب الطَّاغوت الذي لا يصحُّ إسلام المرء بغيره، فإنّ الحكم لله لا للشعب كما يزعم أهل الصناديق المشركين، فالله الله في دينكم، ولا تكن الدنيا أكبر همكم. ...المزيد

اما بعد ...... ثلاث ايام ....4 سنوات كاومن 0 23 بدايه سنه الاول كنسر -مواطن ...

اما بعد ...... ثلاث ايام
....4 سنوات كاومن 0
23 بدايه سنه الاول كنسر -مواطن قال سنه يولد سنتين يريش 6 جازان
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
25 جمادى الأولى 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً