صحيفة النبأ العدد 69 المقال الافتتاحي: إيران وشجرة الرفض الخبيثة إن الإسلام يعلو في الأرض، ...

صحيفة النبأ العدد 69
المقال الافتتاحي:
إيران وشجرة الرفض الخبيثة

إن الإسلام يعلو في الأرض، وتُعظّم شعائره، وتقام حدوده عندما تحميه دولة تقوم على أساسه، وترفع رايته، ويجاهد أمراؤها وجنودها في سبيله، كالدول الإسلامية التي قام عليها الأنبياء كداود وسليمان ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ومن بعدهم من تبعهم بإحسان وسار على منهاجهم، كالخلفاء الراشدين، رضوان الله عليهم، وكذلك الدول التي أقامها أتباعهم من أهل التوحيد والسنة في الأزمنة المتعاقبة، وصولا إلى هذه الدولة الإسلامية، وإلى دولة عبد الله المهدي وأخيه عيسى المسيح عليه السلام، فهي كلها من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى لنشر دينه، ودخول الناس فيه، قال سبحانه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [سورة الـنصر: 1-3].

وأما أديان الجاهلية فتظهر كذلك، ويكثر أتباعها، وتعلو أحكامها، وتعظم شعائرها عندما تقوم على حفظها والدعوة إليها دول جاهلية، فتقوى بها تلك الأديان الباطلة بمقدار قوة الدول الكافرة القائمة عليها وذلك بتقدير العليم الحكيم، وقد رأينا ذلك في انتشار النصرانية بسلطان روما والقسطنطينية، وانتشار الشيوعية بسلطان الاتحاد السوفيتي، وانتشار الديموقراطية بسلطان أمريكا ودول أوروبا.

ولكن الفارق هو أن الإسلام دين الله الذي تكفَّل بحفظه، وتجديده بمن شاء من عباده، بينما ملل الشرك لا تكاد تنقضّ دولها، حتى تُجتثَّ عقائدها معها، وينقرض أتباعها، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 24 - 26].

وكذلك وجدنا أهل الرفض لا يظهر دينهم إلا عندما تظهر لهم دولة تنشر باطلهم، وتحمي شركهم، وتبني لهم الأوثان من قبور ومقامات ليعبدوها من دون الله، فتجبر المسلمين على الخضوع لهذا الإفك، بل والدخول فيه، كما كان من قبل في عهد دولة بني عبيد الله القداح المسمّاة بالفاطمية، ودولة القرامطة الباطنية، ودولة إسماعيل الصفوي، ودولة الخميني وأتباعه في إيران، فعُلُوُّ الروافض في الأرض اليوم، وإظهارهم شركهم، ونزعهم التقية، ما هو إلا نتيجة من نتائج قيام دولة الطاغوت الخميني وأتباعه في إيران.

وقد رأينا في التاريخ مرارا أنه ما إن تسقط دولة الرافضة حتى يسهل اقتلاع دينهم من الأرض، كما حدث عندما زال حكم بني عبيد الله القداح عن مصر والمغرب، فلم يبق في تلك المناطق من يُظهر دين الرافضة، رغم حكمهم لتلك البقاع لأكثر من قرنين من الزمن، اجتهدوا خلالها في نشر شركهم وبدعهم، وإدخال الناس في دينهم الباطل، فلما أزال الله سلطانهم، محى آثارهم، ولم يبق منها إلا بعض البدع التي ورثها عنهم مشركو الصوفية القبوريين.

وإن شوكة الرافضة في الأرض اليوم لن تنكسر إلا بفتح فارس من جديد، وتطهيرها من دنس شركهم، وإخضاع تلك الأرض لشريعة رب العالمين، كما فعل سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، ففي إيران اليوم أئمة الرفض، الذين يخططون، ويديرون كل المشروع الرافضي في العالم، ويمولونه، ويدعمونه بكل ما استطاعوا، وما بقية الروافض في العالم بأحزابهم وميليشياتهم إلا أدوات بيد أئمة الكفر في إيران.

وإننا على يقين من نصر الله لنا عليهم، ومن فتح الله لنا ديارهم، ومن تمكينه لنا من أرضهم، ومن إعانته لنا في إقامة دينه وتحكيم شرعه في أهل فارس من جديد، ومن توفيقه لنا بأن نُعلِّم التوحيد في قم وطهران، بعد أن نطهرها من الشرك وأهله، بإذن الله تعالى.

فيا أتباع ملّة إبراهيم في بلاد فارس، عليكم بأئمة الشرك في دولة إيران الرافضية، ويا أهل التوحيد في كل مكان عليكم بالرافضة المشركين وإخوانهم، صولوا عليهم، وحاربوا طواغيتهم، وانقضوا بنيان دولتهم الكافرة، وخرِّبوا معابدهم العامرة، وأروا الله فيهم ما يرضيه عنكم، ولا تلقوا السيوف من أيديكم حتى تروا رايات التوحيد في أرضهم، وحتى تحكِّموا شرع الله في ديارهم، والله ينصركم، ويهديكم، ويفتح لكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 69 المقال الافتتاحي: إيران وشجرة الرفض الخبيثة إن الإسلام يعلو في الأرض، ...

صحيفة النبأ العدد 69
المقال الافتتاحي:
إيران وشجرة الرفض الخبيثة

إن الإسلام يعلو في الأرض، وتُعظّم شعائره، وتقام حدوده عندما تحميه دولة تقوم على أساسه، وترفع رايته، ويجاهد أمراؤها وجنودها في سبيله، كالدول الإسلامية التي قام عليها الأنبياء كداود وسليمان ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ومن بعدهم من تبعهم بإحسان وسار على منهاجهم، كالخلفاء الراشدين، رضوان الله عليهم، وكذلك الدول التي أقامها أتباعهم من أهل التوحيد والسنة في الأزمنة المتعاقبة، وصولا إلى هذه الدولة الإسلامية، وإلى دولة عبد الله المهدي وأخيه عيسى المسيح عليه السلام، فهي كلها من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى لنشر دينه، ودخول الناس فيه، قال سبحانه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [سورة الـنصر: 1-3].

وأما أديان الجاهلية فتظهر كذلك، ويكثر أتباعها، وتعلو أحكامها، وتعظم شعائرها عندما تقوم على حفظها والدعوة إليها دول جاهلية، فتقوى بها تلك الأديان الباطلة بمقدار قوة الدول الكافرة القائمة عليها وذلك بتقدير العليم الحكيم، وقد رأينا ذلك في انتشار النصرانية بسلطان روما والقسطنطينية، وانتشار الشيوعية بسلطان الاتحاد السوفيتي، وانتشار الديموقراطية بسلطان أمريكا ودول أوروبا.

ولكن الفارق هو أن الإسلام دين الله الذي تكفَّل بحفظه، وتجديده بمن شاء من عباده، بينما ملل الشرك لا تكاد تنقضّ دولها، حتى تُجتثَّ عقائدها معها، وينقرض أتباعها، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 24 - 26].

وكذلك وجدنا أهل الرفض لا يظهر دينهم إلا عندما تظهر لهم دولة تنشر باطلهم، وتحمي شركهم، وتبني لهم الأوثان من قبور ومقامات ليعبدوها من دون الله، فتجبر المسلمين على الخضوع لهذا الإفك، بل والدخول فيه، كما كان من قبل في عهد دولة بني عبيد الله القداح المسمّاة بالفاطمية، ودولة القرامطة الباطنية، ودولة إسماعيل الصفوي، ودولة الخميني وأتباعه في إيران، فعُلُوُّ الروافض في الأرض اليوم، وإظهارهم شركهم، ونزعهم التقية، ما هو إلا نتيجة من نتائج قيام دولة الطاغوت الخميني وأتباعه في إيران.

وقد رأينا في التاريخ مرارا أنه ما إن تسقط دولة الرافضة حتى يسهل اقتلاع دينهم من الأرض، كما حدث عندما زال حكم بني عبيد الله القداح عن مصر والمغرب، فلم يبق في تلك المناطق من يُظهر دين الرافضة، رغم حكمهم لتلك البقاع لأكثر من قرنين من الزمن، اجتهدوا خلالها في نشر شركهم وبدعهم، وإدخال الناس في دينهم الباطل، فلما أزال الله سلطانهم، محى آثارهم، ولم يبق منها إلا بعض البدع التي ورثها عنهم مشركو الصوفية القبوريين.

وإن شوكة الرافضة في الأرض اليوم لن تنكسر إلا بفتح فارس من جديد، وتطهيرها من دنس شركهم، وإخضاع تلك الأرض لشريعة رب العالمين، كما فعل سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، ففي إيران اليوم أئمة الرفض، الذين يخططون، ويديرون كل المشروع الرافضي في العالم، ويمولونه، ويدعمونه بكل ما استطاعوا، وما بقية الروافض في العالم بأحزابهم وميليشياتهم إلا أدوات بيد أئمة الكفر في إيران.

وإننا على يقين من نصر الله لنا عليهم، ومن فتح الله لنا ديارهم، ومن تمكينه لنا من أرضهم، ومن إعانته لنا في إقامة دينه وتحكيم شرعه في أهل فارس من جديد، ومن توفيقه لنا بأن نُعلِّم التوحيد في قم وطهران، بعد أن نطهرها من الشرك وأهله، بإذن الله تعالى.

فيا أتباع ملّة إبراهيم في بلاد فارس، عليكم بأئمة الشرك في دولة إيران الرافضية، ويا أهل التوحيد في كل مكان عليكم بالرافضة المشركين وإخوانهم، صولوا عليهم، وحاربوا طواغيتهم، وانقضوا بنيان دولتهم الكافرة، وخرِّبوا معابدهم العامرة، وأروا الله فيهم ما يرضيه عنكم، ولا تلقوا السيوف من أيديكم حتى تروا رايات التوحيد في أرضهم، وحتى تحكِّموا شرع الله في ديارهم، والله ينصركم، ويهديكم، ويفتح لكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

تَصريحاتٌ وشِعارتٌ خُلبية في هذا الصدد، نستذكر التصريحات والشعارات الخلبية التي كان يطلقها قادة ...

تَصريحاتٌ وشِعارتٌ خُلبية

في هذا الصدد، نستذكر التصريحات والشعارات الخلبية التي كان يطلقها قادة النظام السوري الجديد في مرحلة "اللاوعي الثوري"، والتهديدات الجوفاء بقتال اليهود ونصرة فلسطين وغيرها من الشعارات التي يتقاسمها كل الطواغيت العرب، في حين لما وصل هؤلاء إلى سدة الحكم تنكّروا لشعاراتهم وأصبحوا يبررون ذلك بعقد مقارنات بين "عقلية الثورة" و "عقلية الدولة" وكأنهما خصمان! فإن كان هؤلاء قد خلعوا لباس الثورة عند أول عتبة قصر رئاسي ولجوه تحت أجنحة الطائرات الصليبية، أتراهم يتمسكون بالشريعة وهم يرونها عائقا ومانعا دون هذه القصور؟!

وفورا يتبادر إلى ذهن القارئ موقف هؤلاء وغيرهم المزاود على الدولة الإسلامية فيما يتعلق بقتال اليهود، مع أنها لم تكن على تماس مع الحدود اليهودية إلا في ساحة واحدة وعن بعد، بذلت فيها وسعها، فتحالفت ضدها كل الأطراف بمن فيهم "المقاومة" التي تعاونت لحماية "الأمن القومي المصري!" الذي يخنقها اليوم حماية لـ "الأمن القومي اليهودي!".

بينما يقف اليوم جيش النظام السوري الجديد موقف سلفه النصيري على طول الحد الجنوبي مع يهود وهو لا يفكر مجرد تفكير أن يمارس "حقه" في رد أي اعتداء عسكري على أراضيه التي باتت مستقرا للقوات اليهودية الغازية تدخل وتخرج على مرأى جنود الجولاني، بينما يكتفي النظام الثوري ببيانات "الإدانة" تماما كما كان يفعل نظام "ما قبل الثورة".

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين!" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

تَصريحاتٌ وشِعارتٌ خُلبية في هذا الصدد، نستذكر التصريحات والشعارات الخلبية التي كان يطلقها قادة ...

تَصريحاتٌ وشِعارتٌ خُلبية

في هذا الصدد، نستذكر التصريحات والشعارات الخلبية التي كان يطلقها قادة النظام السوري الجديد في مرحلة "اللاوعي الثوري"، والتهديدات الجوفاء بقتال اليهود ونصرة فلسطين وغيرها من الشعارات التي يتقاسمها كل الطواغيت العرب، في حين لما وصل هؤلاء إلى سدة الحكم تنكّروا لشعاراتهم وأصبحوا يبررون ذلك بعقد مقارنات بين "عقلية الثورة" و "عقلية الدولة" وكأنهما خصمان! فإن كان هؤلاء قد خلعوا لباس الثورة عند أول عتبة قصر رئاسي ولجوه تحت أجنحة الطائرات الصليبية، أتراهم يتمسكون بالشريعة وهم يرونها عائقا ومانعا دون هذه القصور؟!

وفورا يتبادر إلى ذهن القارئ موقف هؤلاء وغيرهم المزاود على الدولة الإسلامية فيما يتعلق بقتال اليهود، مع أنها لم تكن على تماس مع الحدود اليهودية إلا في ساحة واحدة وعن بعد، بذلت فيها وسعها، فتحالفت ضدها كل الأطراف بمن فيهم "المقاومة" التي تعاونت لحماية "الأمن القومي المصري!" الذي يخنقها اليوم حماية لـ "الأمن القومي اليهودي!".

بينما يقف اليوم جيش النظام السوري الجديد موقف سلفه النصيري على طول الحد الجنوبي مع يهود وهو لا يفكر مجرد تفكير أن يمارس "حقه" في رد أي اعتداء عسكري على أراضيه التي باتت مستقرا للقوات اليهودية الغازية تدخل وتخرج على مرأى جنود الجولاني، بينما يكتفي النظام الثوري ببيانات "الإدانة" تماما كما كان يفعل نظام "ما قبل الثورة".

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين!" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقدمة في الطب النبوي [٢/٢] - لا عدوى ولا صفر: ويمتاز الطب النبوي بالإرشادات النبوية للوقاية من ...

مقدمة في الطب النبوي
[٢/٢]
- لا عدوى ولا صفر:

ويمتاز الطب النبوي بالإرشادات النبوية للوقاية من الأمراض المعدية، التي هي في حقيقتها لا تؤثر إلا بإذن الله تعالى، وفيها منهج متوازن للتعامل مع مثل هذه الأمراض، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا صفر، ولا هامة) فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل، تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيُجربها؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟). فالبعير الأول الذي بدأت منه العدوى كيف أصيب بالمرض؟ وهذا السؤال سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي الذي قال إن البعير الأجرب عندما يخالط الإبل تصاب كلها بالجرب، وهو يأخذ بالظاهر كعادة أهل الجاهلية الذين لا ينظرون لمشيئة الله تعالى في تقدير الأمراض والأسقام لحكمة هو يعلمها، فجواب النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن أساس المرض ليس عدوى وإنما هو بتقدير الله تعالى، وكذلك العدوى من مريض لمصح، لا تكون إلا بإذن الله تعالى ليطمئن المسلم إذا خالط مريضا وهو لا يدري، فيعلق حصول العدوى بمشيئة الرب -جل وعلا- وتطمئن نفسه، ويعتقد أن الله -تعالى- ابتلاه بالمرض ليَحط من خطاياه كما جاءت بذلك الأحاديث النبوية، وهذا هو الأصل الذي قرره النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك احتمالية حصول عدوى من بعض الأمراض وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- لمثل هذه الإرشادات.

وهو منهج وسط بين أهل الجاهلية الذين يرون الأمراض معدية بذاتها دون النظر لمشيئة الله تعالى، وبين من ينظر للمسألة على أنها علمية بحتة لا تقبل الاستثناء وحاصلة بالتجربة والبرهان، فالمنهج النبوي هو تعليق الأمر بمشيئة الله تعالى ونفي حدوث العدوى إلا بأمره مع إمكانيتها والتحذير منها، ولذلك أمر باتخاذ الأسباب الوقائية حين مشاهدة المرض الذي ظاهره أنه معدٍ، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، كذلك ما رواه الإمام البخاري بسنده قال حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت إبراهيم بن سعد، قال: سمعت أسامة بن زيد، يحدث سعدا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها) فقلت: أنت سمعته يحدث سعدا، ولا ينكره؟ قال: نعم.

- الشفاء من الله:

وأما إذا وقع المرض فإنه مع اختلاف العلماء حول مسألة التداوي فإن المُحصِّلة هي ما بين موجب وبين قائل بالندب، وهذا الأمر يتعلق بنية المتداوي بأن يعتقد أن العلاج هو سببٌ خَلَقه الله تعالى له، وأن الشفاء ليس في العلاج ذاته، بل هو محض منة الله -تعالى- كما قال إمام الموحدين نبي الله إبراهيم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: 80 – 81].

ولذلك ترى كثيرا من الناس يتعلق قلبه بالسبب دون خالق السبب وهذا أمر خطير يُدخله في الشرك وينفي سلامة توكل القلب على الله تعالى، فالله -سبحانه وتعالى- خالق كل شي وخالق الأسباب والمسببات، ولا بد من الأخذ بالأسباب المشروعة لعلاج مسببات المرض، وكلها من خلق الله تعالى وتدور في مشيئته ومقتضيات حكمته، فقد أورد ابن أبي شيبة في مصنفه حديثا رواه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء).

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: "وإذا قدّر للعبد خيرا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء، وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم فإنما قدّره الله بأسباب يسوق المقادير إلى المواقيت فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب، والله خالق الأسباب والمسببات، ولهذا قال بعضهم: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع".

فهذه نماذج من سنته -عليه الصلاة والسلام- في مسائل المرض والشفاء، سنتوسع فيها بإذن الله ضمن حلقات من هذه السلسلة، نسأل الله أن ييسر لنا إتمامها، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك وأهله، والحمد لله رب العالمين.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاُ.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقدمة في الطب النبوي [٢/٢] - لا عدوى ولا صفر: ويمتاز الطب النبوي بالإرشادات النبوية للوقاية من ...

مقدمة في الطب النبوي
[٢/٢]
- لا عدوى ولا صفر:

ويمتاز الطب النبوي بالإرشادات النبوية للوقاية من الأمراض المعدية، التي هي في حقيقتها لا تؤثر إلا بإذن الله تعالى، وفيها منهج متوازن للتعامل مع مثل هذه الأمراض، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا صفر، ولا هامة) فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل، تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيُجربها؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟). فالبعير الأول الذي بدأت منه العدوى كيف أصيب بالمرض؟ وهذا السؤال سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي الذي قال إن البعير الأجرب عندما يخالط الإبل تصاب كلها بالجرب، وهو يأخذ بالظاهر كعادة أهل الجاهلية الذين لا ينظرون لمشيئة الله تعالى في تقدير الأمراض والأسقام لحكمة هو يعلمها، فجواب النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن أساس المرض ليس عدوى وإنما هو بتقدير الله تعالى، وكذلك العدوى من مريض لمصح، لا تكون إلا بإذن الله تعالى ليطمئن المسلم إذا خالط مريضا وهو لا يدري، فيعلق حصول العدوى بمشيئة الرب -جل وعلا- وتطمئن نفسه، ويعتقد أن الله -تعالى- ابتلاه بالمرض ليَحط من خطاياه كما جاءت بذلك الأحاديث النبوية، وهذا هو الأصل الذي قرره النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك احتمالية حصول عدوى من بعض الأمراض وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- لمثل هذه الإرشادات.

وهو منهج وسط بين أهل الجاهلية الذين يرون الأمراض معدية بذاتها دون النظر لمشيئة الله تعالى، وبين من ينظر للمسألة على أنها علمية بحتة لا تقبل الاستثناء وحاصلة بالتجربة والبرهان، فالمنهج النبوي هو تعليق الأمر بمشيئة الله تعالى ونفي حدوث العدوى إلا بأمره مع إمكانيتها والتحذير منها، ولذلك أمر باتخاذ الأسباب الوقائية حين مشاهدة المرض الذي ظاهره أنه معدٍ، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، كذلك ما رواه الإمام البخاري بسنده قال حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت إبراهيم بن سعد، قال: سمعت أسامة بن زيد، يحدث سعدا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها) فقلت: أنت سمعته يحدث سعدا، ولا ينكره؟ قال: نعم.

- الشفاء من الله:

وأما إذا وقع المرض فإنه مع اختلاف العلماء حول مسألة التداوي فإن المُحصِّلة هي ما بين موجب وبين قائل بالندب، وهذا الأمر يتعلق بنية المتداوي بأن يعتقد أن العلاج هو سببٌ خَلَقه الله تعالى له، وأن الشفاء ليس في العلاج ذاته، بل هو محض منة الله -تعالى- كما قال إمام الموحدين نبي الله إبراهيم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: 80 – 81].

ولذلك ترى كثيرا من الناس يتعلق قلبه بالسبب دون خالق السبب وهذا أمر خطير يُدخله في الشرك وينفي سلامة توكل القلب على الله تعالى، فالله -سبحانه وتعالى- خالق كل شي وخالق الأسباب والمسببات، ولا بد من الأخذ بالأسباب المشروعة لعلاج مسببات المرض، وكلها من خلق الله تعالى وتدور في مشيئته ومقتضيات حكمته، فقد أورد ابن أبي شيبة في مصنفه حديثا رواه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء).

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: "وإذا قدّر للعبد خيرا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء، وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم فإنما قدّره الله بأسباب يسوق المقادير إلى المواقيت فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب، والله خالق الأسباب والمسببات، ولهذا قال بعضهم: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع".

فهذه نماذج من سنته -عليه الصلاة والسلام- في مسائل المرض والشفاء، سنتوسع فيها بإذن الله ضمن حلقات من هذه السلسلة، نسأل الله أن ييسر لنا إتمامها، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك وأهله، والحمد لله رب العالمين.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاُ.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقدمة في الطب النبوي الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، ويُنزل بمن يشاء البلاء، والصلاة ...

مقدمة في الطب النبوي

الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، ويُنزل بمن يشاء البلاء، والصلاة والسلام على رسول الله محمد ماحي الشرك والشقاء، وعلى آله الأنقياء وصحبه الأصفياء وبعد:

فإن شريعة الرحمن جاءت بأحكام عظيمة تحفظ للمسلم دينه ونفسه ونسله وماله وعقله، فالخالق أعلم بصنعه وخلقه وما ينفعهم في دينهم وأنفسهم ودنياهم، فجرت أحكام الله تعالى بنواهٍ واضحة تقطع الأسباب التي تضر بتلك المقاصد، وجاءت الشريعة بنهج قويم يمنع حدوث كل ما يمس دين المسلم، مثل سد ذرائع الشرك للوقاية من خسارة الدين والخلود في النار، وكذلك اجتناب أسباب الزنى مثل النظرة والخلوة وغيرها لاجتناب الوقوع في الزنى الذي يضر بحفظ النسل، وكذلك جاءت الشريعة على سبيل الإرشاد والتعليم لاتخاذ الأسباب لحفظ النفس من التلف والضرر.

فدلت السنة النبوية على عادات وعلاجات وقائية في مرحلة ما قبل المرض، وعلاجية إذا ما وقع، وقد كتب أهل العلم كتبا في هذا الموضوع، لحاجة الناس للوقاية والعلاج لحفظ أنفسهم من الضرر.

- المنهج الوقائي في الطب النبوي:

ومِن المنهج الوقائي -مثلا- هو التوجيهات النبوية حول عدم الإكثار من الطعام الذي يسبب الكثير من الأمراض مثل السكر وضغط الدم وغيرها من الأمراض القلبية، إذ جاء في سنن البيهقي وابن ماجة قوله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، حسب الآدمي، لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس)، وعلّق ابن القيم على هذا الحديث في كتابه الطب النبوي: "ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة. والثانية: مرتبة الكفاية. والثالثة: مرتبة الفضلة. فأخبر النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن هذا إذا كان دائما أو أكثريا".

كذلك تظهر صورة الوقاية جلية في قوله، صلى الله عليه وسلم: (من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) [رواه الشيخان]. وهذه وقاية عجيبة من بلاءين كبيرين لا يتفطن لهما المسلم الغافل.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقدمة في الطب النبوي الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، ويُنزل بمن يشاء البلاء، والصلاة ...

مقدمة في الطب النبوي

الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، ويُنزل بمن يشاء البلاء، والصلاة والسلام على رسول الله محمد ماحي الشرك والشقاء، وعلى آله الأنقياء وصحبه الأصفياء وبعد:

فإن شريعة الرحمن جاءت بأحكام عظيمة تحفظ للمسلم دينه ونفسه ونسله وماله وعقله، فالخالق أعلم بصنعه وخلقه وما ينفعهم في دينهم وأنفسهم ودنياهم، فجرت أحكام الله تعالى بنواهٍ واضحة تقطع الأسباب التي تضر بتلك المقاصد، وجاءت الشريعة بنهج قويم يمنع حدوث كل ما يمس دين المسلم، مثل سد ذرائع الشرك للوقاية من خسارة الدين والخلود في النار، وكذلك اجتناب أسباب الزنى مثل النظرة والخلوة وغيرها لاجتناب الوقوع في الزنى الذي يضر بحفظ النسل، وكذلك جاءت الشريعة على سبيل الإرشاد والتعليم لاتخاذ الأسباب لحفظ النفس من التلف والضرر.

فدلت السنة النبوية على عادات وعلاجات وقائية في مرحلة ما قبل المرض، وعلاجية إذا ما وقع، وقد كتب أهل العلم كتبا في هذا الموضوع، لحاجة الناس للوقاية والعلاج لحفظ أنفسهم من الضرر.

- المنهج الوقائي في الطب النبوي:

ومِن المنهج الوقائي -مثلا- هو التوجيهات النبوية حول عدم الإكثار من الطعام الذي يسبب الكثير من الأمراض مثل السكر وضغط الدم وغيرها من الأمراض القلبية، إذ جاء في سنن البيهقي وابن ماجة قوله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، حسب الآدمي، لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس)، وعلّق ابن القيم على هذا الحديث في كتابه الطب النبوي: "ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة. والثانية: مرتبة الكفاية. والثالثة: مرتبة الفضلة. فأخبر النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن هذا إذا كان دائما أو أكثريا".

كذلك تظهر صورة الوقاية جلية في قوله، صلى الله عليه وسلم: (من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) [رواه الشيخان]. وهذه وقاية عجيبة من بلاءين كبيرين لا يتفطن لهما المسلم الغافل.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

الزهد في الدنيا من منهج السلف لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- سيد العبّاد والزهّاد، يأتيه ...

الزهد في الدنيا من منهج السلف

لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- سيد العبّاد والزهّاد، يأتيه جبريل مرسلاً من لدن رب العباد، فيخيِّره بين أن يُبعث نبيا ملكا أو نبيا عبدا فيختار الثانية، ويرد مفاتيح خزائن الدنيا الفانية، فذاق وأهله من صنوف الفاقة والخصاصة، وعاش الكفاف مع خيرة الأصحاب، وهم الذين ملكوا الأرض وخضعت لهم الرقاب.

وإننا في أيامنا هذه وبعد أن فُتحت الدنيا علينا، بتنا نفتقد تلك الروح، روح الرعيل الأول من الزاهدين، الذين لم تخدعهم الدنيا ببريقها، وفطنوا إلى أن السلامة منها ترك ما فيها.

والمتأمل في حال بعض النساء اليوم، يرى منهن ترفا زائدا، وحرصا على الدنيا وقاذوراتها، إذا تسوَّقن بَالَغن وأسرفن، وإذا طلبن من الزوج أجهدن وأتعبن، وإذا تأخر عنهن لقلة ذات اليد، تذمَّرن واشتكين، وربما دفعن به إلى السلف والدَّين، فيريق ماء وجهه بين الرجال، ويشقى بين الناس بكثرة السؤال.

كانت إحدى نساء السلف تشيّع زوجها يوميا إلى باب البيت لتوصيه قبل خروجه بأن يتقي الله فيما يطعمهم، همها الحلال والحرام! وبعض نساء اليوم توصله إلى الباب مذكرة إياه بقائمة المشتريات التي لا تنتهي، ولا شأن لها بكيف، ولا من أين سيلبيها لها زوجها!

تجد إحداهن لا همَّ لها من الدنيا سوى مأكلها وملبسها، إذا أكلت استكثرت، وإذا لبست افتخرت، وإذا جلست لتحدث، فعن الطعام واللباس وقصات الشعر وألوانه، وقد كان من دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا) [رواه الترمذي].

فيا أخت الإسلام ويا حفيدة عائشة، عائشة التي كان درعها مرقَّعا، هلُمِّي بنا نسرح بالخيال قليلا في خير البيوتات وأشرفها وأطيبها، حسبا ونسبا ودينا وصلاحا، وعفافا وغنى وتقى، إنها بيوتات نبيك، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

لقد كانت حجرات صغيرة، بسيطة متواضعة، لا تكاد في مساحتها تكفي الاثنين، وأما فراشه الذي كان ينام عليه، فتصفه لنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فتقول: كان فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أَدَما، حشوه ليف) [متفق عليه]، والأدم: الجلد المدبوغ، والليف ليف النخل.

ويسرد لنا الفاروق عمر -رضي الله عنه- حديثا طويلا جاء فيه: "فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على حصير، فجلست، فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: (ما يبكيك يا ابن الخطاب) قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: (يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟)، قلت: بلى..." [رواه مسلم].
وأما مطعمه وأهلِه -صلوات ربنا وسلامه عليهم- فقد كان يمر الهلال والهلال ولا توقد في بيوته نار، وكان أكثر عيشهم على الأسودين؛ التمر والماء، بل تصف عائشة -رضي الله عنها- ما كان يصلهم أحيانا من لحم فتقول: "اللحيم" كناية عن قلته!
قال الطبري، رحمه الله تعالى: "في اختيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيار السلف من الصحابة والتابعين شظف العيش، والصبر على مرارة الفقر والفاقة ومقاساة خشونة خَشِن الملابس والمطاعم على خفض ذلك ودعَته، وحلاوة الغنى ونعيمه، ما أبان عن فضل الزهد فى الدنيا وأخذ القوت والبُلغة خاصة، وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يطوي الأيام، ويعصِب على بطنه الحجر من الجوع؛ إيثاراً منه لشظف العيش والصبر عليه، مع علمه بأنه لو سأل ربه أن يسيِّر له جبال تهامة ذهباً وفضةً لفعل، وعلى هذه الطريقة جرى الصالحون".

وبالله عليك يا مسلمة تأملي في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- حيث تقول: "قد كان يصيبنا الحيض على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتلبث إحدانا أيام حيضها ثم تطهر، فتنظر الثوب الذي كانت تقلب فيه، فإن أصابه دم غسلناه وصلينا فيه، وإن لم يكن أصابه شيء تركناه ولم يمنعنا ذلك من أن نصلي فيه" [أخرجه أبو داود]، يا سبحان الله! لقد كانت الواحدة من نساء خير القرون لربما لا تملك غير ثوب واحد، فيه تحيض وفيه تطهر، ونساء أمتنا اليوم تكاد بيوتهن تلفظ ما فيها من لباس وزينة!

وقد تقول قائلة: لا أراكم إلا تحرّمون ما أحل الله الذي يحب أن يرى أثر نعمته على عبده!
نقول حينها: معاذ الله تعالى أن نحرّم طيِّباته على عبيده، ولكن هي دعوة للتطبع بطباع خير الخلق، والزهد حلية المؤمن الحق، من صغرت الدنيا في عينه وعظمت الآخرة في قلبه.والله -عز وجل- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده لا أثر الإسراف والتبذير، ولا أن يرى زوجات يرهقن كواهل أزواجهن بطلب كلِّ ما يشتهينه وإن تعذر عليهم توفير ذلك.

وإنا إذ ندعو النساء إلى التحلي بهذه الحلية الطيبة، لا يفوتنا أيضا في هذا المقام أن نحذِّر من مغبة الشح والبخل على الأهل.

فعلى الزوج المسلم أن ينفق على أهله وبنيه بالمعروف دون إفراط أو تفريط، ولينفق ذو سعة من سعته، فيبلغ بذلك منازل الكرام دون أن يكون أخا للشيطان، فلا يكوننَّ ذا مال ثم يقتر على أهله تقتيرا، وليحتسب الأجر على كل لقمة يضعها في فيِّ أهله، وعلى كل سرور يدخله على قلوبهم، والله من وراء القصد، كما لا يكوننَّ ذا حاجة ثم يكلف نفسه ما لا يطيق إرضاء لزوجة لا تراعي حاله، ولا ترحم ضعفه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

الزهد في الدنيا من منهج السلف لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- سيد العبّاد والزهّاد، يأتيه ...

الزهد في الدنيا من منهج السلف

لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- سيد العبّاد والزهّاد، يأتيه جبريل مرسلاً من لدن رب العباد، فيخيِّره بين أن يُبعث نبيا ملكا أو نبيا عبدا فيختار الثانية، ويرد مفاتيح خزائن الدنيا الفانية، فذاق وأهله من صنوف الفاقة والخصاصة، وعاش الكفاف مع خيرة الأصحاب، وهم الذين ملكوا الأرض وخضعت لهم الرقاب.

وإننا في أيامنا هذه وبعد أن فُتحت الدنيا علينا، بتنا نفتقد تلك الروح، روح الرعيل الأول من الزاهدين، الذين لم تخدعهم الدنيا ببريقها، وفطنوا إلى أن السلامة منها ترك ما فيها.

والمتأمل في حال بعض النساء اليوم، يرى منهن ترفا زائدا، وحرصا على الدنيا وقاذوراتها، إذا تسوَّقن بَالَغن وأسرفن، وإذا طلبن من الزوج أجهدن وأتعبن، وإذا تأخر عنهن لقلة ذات اليد، تذمَّرن واشتكين، وربما دفعن به إلى السلف والدَّين، فيريق ماء وجهه بين الرجال، ويشقى بين الناس بكثرة السؤال.

كانت إحدى نساء السلف تشيّع زوجها يوميا إلى باب البيت لتوصيه قبل خروجه بأن يتقي الله فيما يطعمهم، همها الحلال والحرام! وبعض نساء اليوم توصله إلى الباب مذكرة إياه بقائمة المشتريات التي لا تنتهي، ولا شأن لها بكيف، ولا من أين سيلبيها لها زوجها!

تجد إحداهن لا همَّ لها من الدنيا سوى مأكلها وملبسها، إذا أكلت استكثرت، وإذا لبست افتخرت، وإذا جلست لتحدث، فعن الطعام واللباس وقصات الشعر وألوانه، وقد كان من دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا) [رواه الترمذي].

فيا أخت الإسلام ويا حفيدة عائشة، عائشة التي كان درعها مرقَّعا، هلُمِّي بنا نسرح بالخيال قليلا في خير البيوتات وأشرفها وأطيبها، حسبا ونسبا ودينا وصلاحا، وعفافا وغنى وتقى، إنها بيوتات نبيك، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

لقد كانت حجرات صغيرة، بسيطة متواضعة، لا تكاد في مساحتها تكفي الاثنين، وأما فراشه الذي كان ينام عليه، فتصفه لنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فتقول: كان فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أَدَما، حشوه ليف) [متفق عليه]، والأدم: الجلد المدبوغ، والليف ليف النخل.

ويسرد لنا الفاروق عمر -رضي الله عنه- حديثا طويلا جاء فيه: "فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على حصير، فجلست، فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: (ما يبكيك يا ابن الخطاب) قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: (يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟)، قلت: بلى..." [رواه مسلم].
وأما مطعمه وأهلِه -صلوات ربنا وسلامه عليهم- فقد كان يمر الهلال والهلال ولا توقد في بيوته نار، وكان أكثر عيشهم على الأسودين؛ التمر والماء، بل تصف عائشة -رضي الله عنها- ما كان يصلهم أحيانا من لحم فتقول: "اللحيم" كناية عن قلته!
قال الطبري، رحمه الله تعالى: "في اختيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيار السلف من الصحابة والتابعين شظف العيش، والصبر على مرارة الفقر والفاقة ومقاساة خشونة خَشِن الملابس والمطاعم على خفض ذلك ودعَته، وحلاوة الغنى ونعيمه، ما أبان عن فضل الزهد فى الدنيا وأخذ القوت والبُلغة خاصة، وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يطوي الأيام، ويعصِب على بطنه الحجر من الجوع؛ إيثاراً منه لشظف العيش والصبر عليه، مع علمه بأنه لو سأل ربه أن يسيِّر له جبال تهامة ذهباً وفضةً لفعل، وعلى هذه الطريقة جرى الصالحون".

وبالله عليك يا مسلمة تأملي في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- حيث تقول: "قد كان يصيبنا الحيض على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتلبث إحدانا أيام حيضها ثم تطهر، فتنظر الثوب الذي كانت تقلب فيه، فإن أصابه دم غسلناه وصلينا فيه، وإن لم يكن أصابه شيء تركناه ولم يمنعنا ذلك من أن نصلي فيه" [أخرجه أبو داود]، يا سبحان الله! لقد كانت الواحدة من نساء خير القرون لربما لا تملك غير ثوب واحد، فيه تحيض وفيه تطهر، ونساء أمتنا اليوم تكاد بيوتهن تلفظ ما فيها من لباس وزينة!

وقد تقول قائلة: لا أراكم إلا تحرّمون ما أحل الله الذي يحب أن يرى أثر نعمته على عبده!
نقول حينها: معاذ الله تعالى أن نحرّم طيِّباته على عبيده، ولكن هي دعوة للتطبع بطباع خير الخلق، والزهد حلية المؤمن الحق، من صغرت الدنيا في عينه وعظمت الآخرة في قلبه.
والله -عز وجل- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده لا أثر الإسراف والتبذير، ولا أن يرى زوجات يرهقن كواهل أزواجهن بطلب كلِّ ما يشتهينه وإن تعذر عليهم توفير ذلك.

وإنا إذ ندعو النساء إلى التحلي بهذه الحلية الطيبة، لا يفوتنا أيضا في هذا المقام أن نحذِّر من مغبة الشح والبخل على الأهل.

فعلى الزوج المسلم أن ينفق على أهله وبنيه بالمعروف دون إفراط أو تفريط، ولينفق ذو سعة من سعته، فيبلغ بذلك منازل الكرام دون أن يكون أخا للشيطان، فلا يكوننَّ ذا مال ثم يقتر على أهله تقتيرا، وليحتسب الأجر على كل لقمة يضعها في فيِّ أهله، وعلى كل سرور يدخله على قلوبهم، والله من وراء القصد، كما لا يكوننَّ ذا حاجة ثم يكلف نفسه ما لا يطيق إرضاء لزوجة لا تراعي حاله، ولا ترحم ضعفه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

قاتلوا أئمة الكفر حملة إعلامية جديدة ضد علماء السوء أعلن ديوان الإعلام المركزي في الدولة ...

قاتلوا أئمة الكفر
حملة إعلامية جديدة ضد علماء السوء

أعلن ديوان الإعلام المركزي في الدولة الإسلامية عن حملة إعلامية جديدة، تستهدف التحريض على قتل المرتدين من علماء السوء أسوة بغيرهم من المشركين والمرتدين.

وتبنى الديوان أمر الله تعالى (قاتلوا أئمة الكفر) شعارا للحملة، في إشارة إلى العلماء الموالين للكفار، الذين يفتون للناس بخلاف ما أنزل الله، ويحرفون الكلام عن مواضعه، ويدعون الناس إلى النار، بفتاواهم التي يصدرونها نصرة لأوليائهم من الصليبيين والطواغيت.

وشارك في الحملة عدد من المكاتب الإعلامية لولايات الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنصار، نجحوا من خلالها -بفضل الله- في نشر الكثير من الرسائل الدعوية والتحريضية، وإيصالها إلى الملايين من المتلقين، رغم الحملة الشرسة ضد إعلام الدولة الإسلامية.

فقد نشر المكتب الإعلامي لولاية نينوى إصدارا مرئيا حمل عنوان (عملاء لا علماء) يظهر حقيقة علماء السوء وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، ويقدم مقارنة بينهم وبين بعض العلماء العاملين من المجاهدين في سبيل الله، الذي أكرموا العلم بالعمل، وصدقوا حسن الأقوال بطيب الفعال، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

كما تضمن الإصدار مشاهد حية من المعارك الجارية بين المجاهدين وأعدائهم المشركين في أحياء الموصل الشرقية، حيث يعمل المسلمون بما علموه من دينهم، فيجاهدون أعداء الله، ويستجيبون في قتالهم لهم لأمر الله، لا كعلماء السوء الذين يتباهون بكثرة ما حفظوا من المتون وقرؤوا من الكتب، ولا يخجلون من تركهم للعمل، وبخلهم بالبذل في سبيل الله.

وحث إصدار (عملاء لا علماء) المسلمين في كل مكان على استهداف المرتدين من علماء السوء، وخاصة الموالين للطواغيت والصليبيين منهم، والتقرب إلى الله بقتلهم.

وفي إصدار مرئي آخر نشره المكتب الإعلامي لولاية الخير حمل عنوان (قاتلوا أئمة الكفر) جرى التركيز أكثر على بيان أوجه كفر وردة بعض علماء السوء، ممن يساندون الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، ويحرضون الناس على قتالها في صفوف جيوش الطواغيت، وتحت راية الصليب، ويصرحون بمحبتهم للمشركين، واحترامهم لقوانينهم الشركية، وتوليهم لهم ضد الموحدين من جنود الدولة الإسلامية.

كما أضاء الإصدار على جوانب ممّا جناه بيع علماء السوء دينهم للطواغيت بالثمن البخس، من خلال تراكم أموال السحت التي يجنونها من إضلال الناس وتحريفهم للدين، حتى بلغت أرصدة بعضهم مئات الملايين من الدولارات، وكذلك تحصيلهم على رضا الصليبيين والطواغيت، ونيلهم للشهرة من خلال فضائيات المشركين ووسائل إعلامهم.
ونبه الإصدار إلى ضرورة أن يدفع علماء السوء هؤلاء ثمن خيانتهم لله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يعاقبوا على ردتهم عن دين الإسلام بالقتل، إلا أن يتوبوا ويصلحوا ويبينوا كما أمر الله تعالى.

ووصلت رسائل الحملة -ولله الحمد- إلى ملايين المتابعين رغم التضييق الشديد الذي قامت به مخابرات الصليبيين والطواغيت على إصداراتها المنشورة في شبكة الإنترنت، وظهر الكثير من علماء السوء المرتدين ليدفعوا عن أنفسهم ما أثبت بحقهم من كفر وردة، زاعمين كما إخوانهم المنافقون في كل زمان أنهم ما أرادوا إلا إصلاحا، مصرين في الوقت نفسه على أفعالهم الكفرية، مجدّدين الولاء لطواغيتهم وإخوانهم من المشركين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

أخي المسلم لنبيّن لك المزيد عن علماء السوء
ولمشاهدة الإصدارات التي ذُكرت في المقال أعلاه
تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

قاتلوا أئمة الكفر حملة إعلامية جديدة ضد علماء السوء أعلن ديوان الإعلام المركزي في الدولة ...

قاتلوا أئمة الكفر
حملة إعلامية جديدة ضد علماء السوء

أعلن ديوان الإعلام المركزي في الدولة الإسلامية عن حملة إعلامية جديدة، تستهدف التحريض على قتل المرتدين من علماء السوء أسوة بغيرهم من المشركين والمرتدين.

وتبنى الديوان أمر الله تعالى (قاتلوا أئمة الكفر) شعارا للحملة، في إشارة إلى العلماء الموالين للكفار، الذين يفتون للناس بخلاف ما أنزل الله، ويحرفون الكلام عن مواضعه، ويدعون الناس إلى النار، بفتاواهم التي يصدرونها نصرة لأوليائهم من الصليبيين والطواغيت.

وشارك في الحملة عدد من المكاتب الإعلامية لولايات الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنصار، نجحوا من خلالها -بفضل الله- في نشر الكثير من الرسائل الدعوية والتحريضية، وإيصالها إلى الملايين من المتلقين، رغم الحملة الشرسة ضد إعلام الدولة الإسلامية.

فقد نشر المكتب الإعلامي لولاية نينوى إصدارا مرئيا حمل عنوان (عملاء لا علماء) يظهر حقيقة علماء السوء وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، ويقدم مقارنة بينهم وبين بعض العلماء العاملين من المجاهدين في سبيل الله، الذي أكرموا العلم بالعمل، وصدقوا حسن الأقوال بطيب الفعال، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

كما تضمن الإصدار مشاهد حية من المعارك الجارية بين المجاهدين وأعدائهم المشركين في أحياء الموصل الشرقية، حيث يعمل المسلمون بما علموه من دينهم، فيجاهدون أعداء الله، ويستجيبون في قتالهم لهم لأمر الله، لا كعلماء السوء الذين يتباهون بكثرة ما حفظوا من المتون وقرؤوا من الكتب، ولا يخجلون من تركهم للعمل، وبخلهم بالبذل في سبيل الله.

وحث إصدار (عملاء لا علماء) المسلمين في كل مكان على استهداف المرتدين من علماء السوء، وخاصة الموالين للطواغيت والصليبيين منهم، والتقرب إلى الله بقتلهم.

وفي إصدار مرئي آخر نشره المكتب الإعلامي لولاية الخير حمل عنوان (قاتلوا أئمة الكفر) جرى التركيز أكثر على بيان أوجه كفر وردة بعض علماء السوء، ممن يساندون الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، ويحرضون الناس على قتالها في صفوف جيوش الطواغيت، وتحت راية الصليب، ويصرحون بمحبتهم للمشركين، واحترامهم لقوانينهم الشركية، وتوليهم لهم ضد الموحدين من جنود الدولة الإسلامية.

كما أضاء الإصدار على جوانب ممّا جناه بيع علماء السوء دينهم للطواغيت بالثمن البخس، من خلال تراكم أموال السحت التي يجنونها من إضلال الناس وتحريفهم للدين، حتى بلغت أرصدة بعضهم مئات الملايين من الدولارات، وكذلك تحصيلهم على رضا الصليبيين والطواغيت، ونيلهم للشهرة من خلال فضائيات المشركين ووسائل إعلامهم.
ونبه الإصدار إلى ضرورة أن يدفع علماء السوء هؤلاء ثمن خيانتهم لله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يعاقبوا على ردتهم عن دين الإسلام بالقتل، إلا أن يتوبوا ويصلحوا ويبينوا كما أمر الله تعالى.

ووصلت رسائل الحملة -ولله الحمد- إلى ملايين المتابعين رغم التضييق الشديد الذي قامت به مخابرات الصليبيين والطواغيت على إصداراتها المنشورة في شبكة الإنترنت، وظهر الكثير من علماء السوء المرتدين ليدفعوا عن أنفسهم ما أثبت بحقهم من كفر وردة، زاعمين كما إخوانهم المنافقون في كل زمان أنهم ما أرادوا إلا إصلاحا، مصرين في الوقت نفسه على أفعالهم الكفرية، مجدّدين الولاء لطواغيتهم وإخوانهم من المشركين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

أخي المسلم لنبيّن لك المزيد عن علماء السوء
ولمشاهدة الإصدارات التي ذُكرت في المقال أعلاه
تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
8 رجب 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً