كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1 2/2 • النصرة بالجنان والنصرة بالجنان مستطاع كل مسلمة، ...

كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1

2/2
• النصرة بالجنان

والنصرة بالجنان مستطاع كل مسلمة، سواء كانت في سلطان الخلافة أو ممن تعلق قلبها بأرض الإسلام وتعذرت عليها الهجرة، وتكون هذه النصرة بأمور؛ أولها إصلاح النفس وتأديبها، نعم يا مسلمة، إصلاح نفسك التي بين جنبيك، ومداواة قلبك، أو تظنين أن كثيرا من النساء لسن طرفا أو سببا في هزيمة قد تصيب المجاهدين؟ أو تحسبين أن معاصيهن وذنوبهن لن تحول بين المسلمين وبين النصر؟ كلا وربي، بل إن كل مسلم أو مسلمة قد يكون سببا في الهزيمة بتقصيره في جنب الله عز وجل، وبآثامه وإن بدت في عينيه صغيرة، وقد قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165]، وضعي يا مسلمة نُصب عينيك أنه إذا غابت التقوى فالغلبة للأقوى، فلنغيِّر حالنا إلى أحسن حال، حتى يديم الله علينا نعمه ويزيدنا من فضله، وهو القائل سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53].

إي نعم يا مسلمة إن كنت امرأة محجبة حجابا شرعيا كاملا لا تشوبه شائبة، فهل فكرت في الجوارح وحجابها؟ هل صُنت لسانك عن الغيبة والنميمة؟ هل طهرتِ قلبك من التباغض والحسد ونقَّيته من الغِل والحقد؟ هل نفيت عن نفسك العُجب والكِبر؟ وهل وطَّنت روحك على الزهد والقناعة؟ وكيف هو حالك مع الحياء؟ وأين أنتِ -وفقك الله- من طاعة الزوج وبر الوالدين وخدمة المسلمين، وتنفيس كرب المكروبين؟ وهل تتحرين الحلال والحرام فيما تأكلين وتشربين وتقولين وتفعلين؟ إنما سؤالك عن كل هذا تذكيرا ونصحا، ولأنك إن أنت حثثت الخطى نحو التقوى والصلاح، كنت شوكة في حلوق الكافرين، وحربة في خواصر المعتدين، ثم إن أنت رفعت يديك تستغيثين رب السماوات والأرضين، فحريٌّ أن تسألي فتجابين.

• الدعاء سلاح كل مؤمن

نعم يا مسلمة، الدعاء ثاني خطوات النصرة بعد إصلاح النفس، الدعاء لهؤلاء المرابطين على ثغور الإسلام، الذائدين عن بيضة الدين، الذين لا يبخلون على هذه الأمة بالدماء والأشلاء، بالأرواح والأنفس، أفنبخل عليهم نحن بالدعاء؟ الدعاء الذي يُعد من أعظم أسباب النصر والتمكين لهذا الدين، فهو سلاح المؤمن الذي لا ينفد، وعدة المخذول التي لا تبلى، وتأملي -بارك الله فيك- في قصة القائد قتيبة بن مسلم مع الإمام محمد بن واسع، رحمهما الله، إذ جاء في سير أعلام النبلاء: "قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك، وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع؟ فقيل: هو ذاك في الميمنة، جامح على قوسه، يبصبص بأصبعه نحو السماء، قال: تلك الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير"، فلا أقل أختي المسلمة -وفقك الله لكل خير- من رفع أكف الضراعة لرب المستضعفين وغياث المستغيثين، فلعل من بين النساء من إذا أقسمت على الله لأبرها، ولقِّني أشبالك التضرع والدعاء، و(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ) [أخرجه الترمذي]، واعلمي أنما النصر صبر ساعة، وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، ولا تجزعي إن عظم البلاء واشتدت المحنة، فالفجر يسبقه أحلك الظلام، وتسلِّي بأخبار النصر والتنكيل بالكفار، نعم سلّي نفسك بترقب الفتح المبين، فهو آت لا شك ولا ريب، واعملي على أن تكون لك مكانة بين الفاتحين، والله الموفق وهو يهدي السبيل.



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1 1/2 "عمو ديننا يستاهل"؛ هي جملة واحدة وباللهجة العامية، ...

كُونِيْ رِدْءاً لِلْمُجَاهِدِينَ 1

1/2
"عمو ديننا يستاهل"؛ هي جملة واحدة وباللهجة العامية، قالها مجاهد قد كهلت سحنته وابيضت لحيته في ملحمة الموصل، جملة قد تبدو للبعض بسيطة، غير أنها أعظم من أن تُكتب بماء الذهب، جملة لخصت حقيقة الصراع.

والمتأمل حال النساء مع الجهاد، يجد أن من رحمة الله -عز وجل- بإمائه أن كفاهن بالرجال مؤنة القتال، ولم يجعل الجهاد فرضا عليهن، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج) [رواه البخاري].

• المرأة تدفع العدو الصائل

ولكن بقيت هناك حالات يتوجب فيها الجهاد على المرأة وجوبه على الرجل، منها دفع العدو الصائل ورد عاديته إذا ما دخل أرض المرأة أو دارها، فتجاهد المرأة دفاعا عن دينها وعن عرضها، قال الإمام ابن النحاس رحمه الله: "ولو علمت المرأة أنها لو استسلمت امتدت الأيدي إليها لزمها الدفع، وإن كانت تُقتل؛ لأنّ من أكره على الزنا لا تحل له المطاوعة لدفع القتل" [مشارع الأشواق].

وقبل الخوض في ذلك كله وهو ما سنبينه لاحقا بعون الله، على المرأة المسلمة أن تدرك أنه وعند الحديث عن الجهاد، لا نعني فقط الجهاد بالسلاح ومباشرة القتال، وإنما للجهاد مجالات أخرى وميادين، تساهم فيها المرأة بدور كبير، من ذلك عونها ونصرتها للمجاهدين، وهو مدار مقالتنا هذه وبالله التوفيق.

• النصرة عبادة

أولا: عليك أيتها المسلمة أن لا تنسي استحضار النية وتنقيتها من الشوائب عند كل عمل.
وثانيا: تذكري -يرحمك الله- أن نصرة الجهاد وأهله واجب متعين في حقك، وستُسألين: ماذا قدمت لهذا الدين؟ والويل لمن كان في مقدوره النصرة ولكنه خذل ولم ينصر، ولله در سعيد بن عامر -رضي الله عنه- الذي شهد مصرع خبيب الأنصاري -رضي الله عنه- ولم ينصره وكان يومها على الشرك، وكانت تغشاه حالة شبيهة بالإغماء حين يتذكر ذلك اليوم وهو بين الناس، قال ابن كثير رحمه الله: "قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أصحابنا قال: كان عمر بن الخطاب استعمل سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على بعض الشام فكانت تصيبه غشية، وهو بين ظهري القوم، فذكر ذلك لعمر، وقيل إن الرجل مصاب، فسأله عمر في قدمة قدمها عليه فقال: يا سعيد ما هذا الذي يصيبك؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس، ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قُتل وسمعت دعوته، فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غُشي علي، فزادته عند عمر خيرا" [البداية والنهاية].

فمع أن الإسلام يجبّ ما قبله، إلا أن هذا الصحابي الجليل كان يخشى على نفسه من يوم خذل فيه مسلما وهو مشرك! فكيف بمسلم يخذل مسلما؟ فإياكِ ثم إياكِ والخذلان، وانصري دينكِ ودولتكِ ولو بشق تمرة، ولا تحقري من المعروف شيئا، والله
-تعالى- يربي الصدقات، ويضاعف الحسنات.
ولعلنا نقسم النصرة والمعونة للمرابطين إلى قسمين اثنين؛ نصرة بالجنان ثم نصرة بالأركان، وسنركز في هذه المقالة على النصرة بالجنان، وتليها -بإذن الله- مقالة عن النصرة بالأركان.


المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

المجتمع المسلم بين الحقيقة البشرية.. والخيالات المضلِّلة 3/3 • مجتمع من البشر.. لا جمع من ...

المجتمع المسلم
بين الحقيقة البشرية.. والخيالات المضلِّلة

3/3
• مجتمع من البشر.. لا جمع من الملائكة

فإلى هذا المجتمع الذي اتسم أهله بالإيمان، تسلل كثير من المنافقين، الذين أبطنوا في أنفسهم كفرا، وكادوا للإسلام والمسلمين، بل وخطط بعضهم لقتل الرسول عليه الصلاة والسلام، وحرضوا الكافرين على أهل التوحيد، ووالوا اليهود وسارعوا فيهم، رغم إظهارهم الإسلام، وحضورهم مع المسلمين الجمع والجماعات، ومشاركتهم إياهم في المعارك والغزوات، ولم يطعن أحد في مجتمع الصحابة أن فيه كثير من المنافقين، ولم يطعن أحد في جيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجنده أن ثلثهم في إحدى الغزوات كانوا من المنافقين الذين انسحبوا من المعركة قبل بدايتها.
ومن هذا المجتمع خرج أفراد ارتدوا عن دين الله تعالى، وعادوا إلى شركهم، ولحقوا بالمشركين، رغم ما عرفوا من الهدى، وما عاينوا من الحق، ولم يطعن أحد في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يرتد عنه بعض المنتسبين إليه، ويختاروا الشرك عليه.

ومع أن مجتمع الصحابة كان أنقى المجتمعات وأبعدها عن الفاحشة إلا أن فيه من زنى وأتى مقرا معترفا لطهارة قلبه وخوفه من عذاب الله في الآخرة حين جرته طبيعته البشرية في الوقوع بمحرم من المحرمات فعرف أنه معذب في الآخرة إن لم يتطهر من ذنبه، فأقام عليه إخوانه الحد، ورجموه بأيديهم، حتى مات تائبا إلى الله من خطيئته، فلم يخرج بذلك عن دائرة الإسلام، ولا يكون فعله مطعنا في مجتمع الصحابة، ولا يلغي وسمه بالعفاف، واتصافه بالفضيلة.

ومن خيرة هذا المجتمع الفاضل وجد أيضا من شرب الخمر، فضُرب بالنعال، مع شهادة الرسول -عليه الصلاة والسلام- له بالخير، ووجد من خاض في حديث الإفك بحق أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأقيم عليه حد القذف، رغم أنه من أهل بدر، الذين غفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم، وما تأخر فهم مع ذلك كله حريصون على التوبة والتطهير والجود بأنفسهم لله رب العالمين.

ومن أفراد هذا المجتمع الذين اختارهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بنفسه لولاية أمر المسلمين، والقيام على مصالحهم، وُجد من أمر الناس بمعصية الله -تعالى- وطلب منهم إلقاء أنفسهم في النار، فنهاهم النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الطاعة في المنكر، ووجد منهم من اجتهد في فعل فأخطأ وتبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعله.

وكل هذه النماذج وإن قلّت وندرت لكنها وجدت في مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم، لتؤكد الحقيقة البشرية لهذا المجتمع التي لا يمكن إلا أن تكون معها معاصٍ وذنوب، وحب للدنيا وتنازع عليها، وشهوات وشبهات، ولكنها لم تنزع أبداً عن مجتمع الصحابة صفة الفضيلة، وسمة الإيمان، وأهليته للاقتداء به على مر العصور.

• الحذر من كثرة الخبث

إن المجتمع الذي يعيش في ظل الدولة الإسلامية اليوم لن يكون بحال أفضل من مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم، ولا يمكننا أن نشترط عليه ذلك، ولا أن نزعم كذبا أنه يخلو من الخاطئين المذنبين، والظالمين لأنفسهم أو لغيرهم، ويستوي في ذلك المجاهدون المقاتلون، والعصاة القاعدون، ولكن ما يجب أن نحذر كل الحذر منه أن نتهاون في شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بدءا بالنهي عن الظلم الأكبر وهو الشرك بالله العظيم وهو الذي لا يغفره الله أبدا، مرورا بظلم الناس بعضهم بعضا وهو الذي لا يُزال إثمه إلا برد الحقوق إلى أصحابها أو عفوهم عنه، وأن نحذر كل الحذر أن يكثر الخبث فينا، ولا يكون من منكر له بيننا، فيهلكنا الله تعالى، مصداقا لما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، في حديث زينب بنت جحش -رضي الله عنها- حيث قالت: "فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟" قال: (نعم، إذا كثر الخبث) [متفق عليه].



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

المجتمع المسلم بين الحقيقة البشرية.. والخيالات المضلِّلة 1/3 لا يكفّ أهل الضلال ومن تبعهم من ...

المجتمع المسلم
بين الحقيقة البشرية.. والخيالات المضلِّلة

1/3
لا يكفّ أهل الضلال ومن تبعهم من المنافقين عن الطعن في أهل الإيمان بأي طريقة استطاعوا، مستغلين أي منفذ يجدونه لتحقيق هذه الغاية، ليتهموا المسلمين بالنقص، ودولتهم بالعيب، فإن لم يجدوا ما يعيبونهم به، اخترعوا لأنفسهم ضوابط وشروط ما أنزل الله بها من سلطان، ثم راحوا يعيّرون أهل السنة بعدم تحقيقها والبعد عن بلوغها.

ومن ذلك اشتراطهم للدولة الإسلامية التي يرغّبون الناس بها أمورا لم تكن موجودة في دولة النبي صلى الله عليه وسلم، التي لو تجرأ أي منهم على الطعن فيها والانتقاص من قدر إمامها وقائدها، لما تورع أحد عن تكفيرهم. أو اشتراطهم في المجتمع الذي يعيش تحت ظل الشريعة وحكم الإسلام، شروطا لم تكن موجودة في مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم، وسنحاول في هذا المقال أن نبين -بإذن الله- جانبا من واقع ذلك المجتمع الفاضل، مؤكدين على خيريته وأفضليته على كل مجتمعات البشر رغم ما كان يعتريه من بعض أمراض المجتمعات البشرية كلها، من شهوات وشبهات.

• الدولة النبوية.. التي لا يريدها أهل الضلال

لقد ردّ الشيخ المجاهد أبو حمزة المهاجر -تقبله الله- على أمثال أولئك الضالين في خطاب كامل بعنوان (الدولة النبوية)، بيَّن فيه حقيقة دولة النبي صلى الله عليه وسلم، التي أقامها في المدينة، وما كان فيها من جوع مؤلم أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، الذين هم أفضل الخلق عند الله تعالى، وكذلك ما كان فيها من فقر شديد، وانتشار الأمراض في المدينة، والخوف الذي كان يحكم حياة المسلمين في هذه الدولة المباركة، فلا يأمنون أن يدخل عليهم الكفار من خارجها، ولا يأمنون على أنفسهم من غدر المنافقين من داخلها، وغير ذلك الكثير الكثير من مظاهر الضعف الذي لم ينقص بحال من قيمة دولة النبي عليه الصلاة والسلام، ولا من وجوب سعي المسلمين في كل حين أن تكون غايتهم إقامة دولة على خطاها، والسير على منهاجها.

ولذلك فإنه لما قامت دولة العراق الإسلامية، كان أتباع جماعات الضلال وأحزاب الفتنة من أول من طعن فيها، وكان أكثر ما يطعنون فيه، قلة ذات اليد فيها، وتسلط المشركين على جنودها بالقتل والأسر، متناسين الحالة التي كانت عليها دولة النبي عليه الصلاة والسلام، متجاهلين أن الدولة الإسلامية إنما تكون بما يعلوها من أحكام شريعة الإسلام، لا بمقدار ما في خزينة بنكها المركزي من سبائك الذهب وأكداس الدولارات، ولا بمقدار ما ينتشر على أرضها من جيوش، وما تطير في سمائها من طائرات.


المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 قصة شهيد: أبو ياسر الأنصاري آثر المهاجرين على ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
قصة شهيد:

أبو ياسر الأنصاري

آثر المهاجرين على نفسه.. فسابقهم إلى رحمة الله
نسطّر سيرة فحل من فحول أمة الإسلام، قصّة من سطّر سيرته بنفسه قبل أقلامنا، بدمائه الزكية التي سالت على أرض الرافدين وهو يجاهد الصليبيين، هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأمير أبو ياسر الأنصاري.

وُلد أبو ياسر (ميثاق كيطان رشيد الجبوري) في مدينة بعقوبة قلب ولاية دَيَالى، صبيحة يوم 22 من شهر الله المحرّم لِعام 1395 هـ، وسط أسرةٍ ملتزمةٍ بشرائع الدّين الحنيف، تربّى فيها (ميثاق) على العقيدة الصّافية الناصعة يوم كان العراق تسوده مبادئ حزب البعث الملحد.

• التوحيد قبل الجهاد

درس وتعلم وتفقّه على كتب الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله، فكان يجتمع هو ورفاق المنهج في أحد مساجد بعقوبة يتذاكرون كتب ورسائل الشيخ رحمه الله، يحفظونها ويتدارسونها على يد أحد الدعاة المربين وكان عددهم ستة.

ولم تقتصر علاقة هؤلاء الشباب في مسجدهم على العلم الشرعي، بل تطور بهم الأمر إلى اتخاذه مكانا للإعداد البدني، حبا في الجهاد، ورغبة في عبادة الإعداد، بعد أن يوصدوا على أنفسهم أبواب المسجد الذي كانوا قائمين على إدارته، فجواسيس البعث كانوا لا يزالون عاملاً ينهشُ في المسلمين ويصدّ عن دين ربّ العالمين، وعاقبة من يفعل هذه الأمور في ذلك الوقت السجن الطويل أو الإعدام بحسب قوانين البعث الوضعية العفنة.

وبقوا على حالهم هذه، يستخفون بإيمانهم، ويعدُّون أنفسهم لجهاد طاغوت البعث وجنوده، حتى قدَّر الله -تعالى- أن ينهزم جيش صدام، ويزول ملكه على يد إخوانه في الكفر من الصليبيين، فطويت صفحة البعث المنهزم، وفتحت صفحةٌ سوداء يلتقي فيها حاملو لواء الصليب مع حاملي لواء الرفض معلنين ضد المسلمين حربهم العقائدية، التي امتدت لجميع أحياء ومناطق أهل السنة في العراق.

• أهل التوحيد في طليعة المجاهدين

شكل أولئك الستة إحدى أبرز المجاميع المباركة التي بعثت الجهاد في بعقوبة ومحيطها، وبدؤوا منذ الأيام الأولى من الغزو بنشر دعوة التوحيد، بطبع آلاف النسخ من رسائل أئمة الدعوة النجدية، فلاقت استجابة منقطعة النظير، وحرّضوا المؤمنين على قتال الصليبيين، وجمّعوا مختلف أنواع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي السابق في المخازن والمشاجب.

فتاريخ الأمة الحديث إنما جرى بقدر من الله على أيدي أفذاذ خطّوا بدمائهم وشيدوا بمواقفهم أمجاد أمتهم المكلومة وقد بدت صناعة التاريخ الإسلامي جليّة بأرض العراق يوم ارتفعت معاقل الإسلام الجديد، بالجماجم لا بالحجارة والقرميد.

فتزايدت أعداد الموحدين من فورهم فغدوا بالألوف بل مئات الألوف، والحمد لله الذي يُعين على نشر الدعوة الصحيحة من لدن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

• فارس في كل الساحات

عمل أبو ياسر في كل أصناف الجهاد، فهو من أوائل من صَنَّع العبوات الناسفة وفَجَّرها على جيش الغزو الصليبي، ورمى بالقاذفات على دروعهم، وقصف بالهاونات مقرّاتهم، واصطاد عناصرهم بالقناصات، واشتبك معهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوصل أعداداً غفيرة من الاستشهاديين لأهدافهم المنشودة.

نقل عنه من قاتل معه قصصاً للشجاعة والبطولةِ قلّما يُوجد نظيرها!

جاب أرض ولاية ديالى طولا وعرضا بحثا عن المجاهدين، وتنقيبا عن الخبراء في ما يحتاجه الجهاد، فعلى يديه دخل العشرات إلى هذا الدرب المبارك، وجاهد بدوره في أغلب مناطق الولاية، من أقصى شرق السعدية وخانه قين، إلى أقصى غرب العظيم والخالص، ومن ذرى جبال حمرين شمالاً، لأطراف بساتين الخان والبزايز جنوباً، مرورا بمصنع الرجال الأبطال، قاطع الوقف بأحيائه (المخيسة، وأبو كرمة، وزاغنية)، ودرّب السرايا والمفارز في معسكرات الجهاد الخاصّة في الحديد والهاشميات وبهرز.

مدرسةٌ جهاديةٌ علميةٌ متنقّلة، يحفظ الكثير من القرآن الكريم، وقرأ كثيراً من كتب أهل السنة والجماعة، مهتمٌّ بالحديث الشريف، وبتمييز الصحيح منه عن الضعيف.

عُرفَ عنه حبّه ومواظبته على صلاة الجماعة في مساجد بعقوبة.

طلبه الصليبيون فحث الخطى في طلبهم
أُذيع اسمه على الفضائيات العراقية العميلة، وعُدّ مطلوباً أمنياً للجيش الأمريكي، مما اضطره للمغادرة إلى ولاية بغداد، فالتقى بفوارسها الأفذاذ، وقاتل فيها لأشهُر، واشتبك مع الجيش الصليبي بقلب رصافتها، أصيب جرّاءها بجراحات، حملها معه قافلاً إلى بعقوبة من جديد فلم يقر له قرارٌ فيها، كل يومٍ هو في حي، ويشدو بملء فيه:

أوانا في بيوت البدو رحلي
وآونة على قتد البعير

روى عنه أحد الإخوة أنه عندما قيلَ له: اذهبْ إلى الطبيب كي يستخرج الشظايا التي في خاصرتك. قالَ رحمه الله: لا؛ سوفَ ألقى الله تعالى بهنَّ.
• فدى إخوانه بنفسه تقبله الله

كان مقرّباً جداً من إخوانه المهاجرين، فالتقى بخيار هم، وكان مسؤولاً عن أمنهم وحمايتهم، وقد شنّ الجيش الأمريكي حملة دهم واعتقال في منطقة (الكاطون)، فنقل المهاجرين لمنطقة الهاشميات وعندها وصلوا إلى نهر يقطع عليهم الطّريق، مكثوا غير بعيدين عنه، فأراد أن يستكشف المكان فيما لو كان ثمة كمين، قال لهم: "سأعبر النهر بقوة الله، وأجسُّ لكم المكان"، فشرع بعبور النهر حتى إذا انتصفه، لاقته دورية صليبية كامنة في الضفة الأخرى، فرموه بوابلٍ من الرصاص، استقرت واحدة في صدره وأخرى في الكتف، فانقلب إلى كرامة الله وعفوه، وأفضى به الأمر إلى الأجل المنتظر، لستٍّ وعشرين ليلةٍ خلت من شهر صفر 1426 هـ، نحسبه والله حسيبه، وحين علم المهاجرون بالأمر عادوا وقلوبهم منفطرةٌ، وأكبادهم متمزّقة بعدما رأوا أميرهم وحاديهم مجندلاً على صفيح الماء تحيطه هالةٌ من دمه الزاكي.
 
• نعمت الحياة حياة المجاهدين

هنيئا لك أبا ياسر ما كدحت وركبت من أجله المخاطر والصعاب، ولم تُدخل سيفك في غمده حتى نلته، ولم تُرِحْ جسدك لحظة واحدة، وأنت تخطط وتربي وتدرب وتنفذ، وأنت مطارد من قبل جيوش الصليبيين والمنافقين والمرتدين.

رحل عنا بعمر الثلاثين وحياة المجاهد لا تُحسب بالأيام، بل إنها تُحسب بالأعمال، فمقام المجاهد في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة.

إنها حياة الجهاد والدعوة والعطاء، حياة البذل والفداء، حياة الرجال، الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، لقد آثرَ تقبله الله حياة الجهاد على كل ملذات الدنيا التي فتحت ذراعيها إليه مقبلة غير مدبرة، فآثرَ مرضاة الله عز وجل، ونصرة دينه، والإثخان في عدوه.
 

المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من قصص أبطال أمة الإسلام
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 2/2 • إنما يتقبل الله من المتقين.. وتحدث أبو عبد الله ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

2/2
• إنما يتقبل الله من المتقين..

وتحدث أبو عبد الله القصيمي عن قضية منع أجهزة الاستقبال الفضائي (الستلايت) في أراضي الدولة الإسلامية، مؤكدا أنها نعمة من النعم، فالناس في البلاد الأخرى يقضون النهار يشاهدون منكرات التلفاز، ويتابعون المسلسلات والبرامج التي تستهزئ بالإسلام جهارا، ويستمتعون بمشاهدة المرتدين وهم يستهزؤون بدين الإسلام، ثم إذا انتهى رمضان تجد أحدهم يسارع إلى تقديم صدقة الفطر طالبا أن يتقبل الله منه صيامه.

وعن أغرب الظواهر التي يمكن مشاهدتها في جزيرة العرب خلال شهر رمضان، قال الأخ القصيمي: "من المظاهر الغريبة في حال الصائمين في جزيرة العرب، أن تجد داخل سجون الطواغيت كلا من السجين وسجَّانه ينتظرون الإفطار، السجين موحد يرجو رحمة الله، ويصبر على البلاء في سبيل الله، والسجان جندي للطاغوت مرتد عن دين الله، ينهك بدنه بالصيام والقيام، وليس له إلا نار جهنم إن لم يتب من كفره وردته".

وقال ساخرا: "ولا تستغرب إن علمت أن من طياري آل سعود الذين يقصفون المسلمين الآن من يكون صائما، وهم يحسبون موالاتهم للصليبيين وحربهم على الموحدين قربة يتقربون بها إلى الله في هذا الشهر الكريم، كما يصور لهم علماء السوء المرتدون".

• في الموصل.. رمضان الصبر والرباط

ذكر أبو عائشة العراقي حال بعض مناطق مدينة الموصل التي كانت في رمضان الماضي تحت حكم الإسلام، وقد أصبح جزء منها اليوم تحت حكم المشركين، وقال: "كانت المساجد عامرة بالمصلين في الصلوات كلها، وخاصة في الليل، حيث يصلي الناس التراويح، ويتهجدون، وفي النهار كانت حلقات القرآن ودروس العلم تعج بالأشبال والرجال الذين يتعلمون دينهم، وكانت الأسواق خالية من المنكرات بفضل الله".

وذكر بأن أول ما عمله المرتدون في الأحياء التي سيطروا عليها أن نشروا المنكرات والفواحش، وحاربوا كل مظهر من مظاهر الإسلام، ولا زالوا يضيقون على الناس الذين تحت أيديهم أكثر فأكثر.

وقال موجها خطابه للمرتدين الذين أظهروا فرحهم بدخول الروافض إليهم: "لقد ضاقت صدوركم بالإسلام، فجهرتم ببغض شعائره التي تقولون إن الدولة الإسلامية تفرضها عليكم، وزعمتم أن ذلك سبَّب لكم ضيقا في حياتكم، فها قد استولى عليكم الروافض وصاروا يحصون عليكم حتى أنفاسكم، ولا يكاد الواحد منكم يأمن على نفسه أو عرضه حتى داخل بيته، فهو يخاف أن يقتحم عليه الروافض غرفة نومه ليقتلوه أو يأسروه ويعتدوا على أهله، فلا أسفا على القوم الظالمين".

ووجه أبو عائشة رسالته إلى إخوانه المرابطين الثابتين في مدينة الموصل، قائلا: "نشهد الله أنكم أنجزتم ما وعدتم، ووفيتم بما عاهدتم، فصبرتم عند اللقاء، وثبتُّم في وجوه المرتدين، وخضتم معركة هي من أعظم معارك الإسلام، ولقَّنتم الروافض دروسا لن ينسوها أبدا، وها قد أظلكم شهر الرباط والجهاد، والبذل والاستشهاد، فاحرصوا أن تبلوا فيه من البلاء أحسن من غيره، فتضاعف أعمالكم، وتعظم أجوركم عند الله، واصبروا حتى يفتح الله بينكم وبين القوم الكافرين".


المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 1/2 إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

1/2
إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر على تحكيم الشريعة فيهم، وإقامة الحدود على المعتدين منهم هنا، وحكم شريعة الطاغوت في الناس هناك، ولكن الأمر يتعدى إلى كل جوانب العبادة، بل وكل مجالات الحياة.

مهاجرون وأنصار من الذين منَّ الله عليهم بالحياة تحت ظل الشريعة، بعد أن جربوا العيش في ديار الكفر، يتحدثون عن شهر رمضان في الدارين، وعن حال الصائمين تحت حكم الطواغيت.

يقول أحدهم: "كل ما أستطيع قوله عن حياة المسلم في دول الكفر، أنه لا يستطيع أن يؤدي فرائض الإسلام بشكل كامل أو صحيح، إلا من رحم ربي، كأن يكون منعزلا عن المجتمع بشكل كامل".

التقت (النبأ) بعدد منهم، ليرووا لها بعضا من تفاصيل حياة الناس خلال شهر رمضان في ديار الكفر، ويبينوا جانبا من الفروق بين حال الناس في أرض الدولة الإسلامية، وحالهم هناك تحت حكم الطواغيت.

• تعلموا التوحيد قبل أن تنهكوا أبدانكم بالصيام

أبو محمد التركي أشار إلى أن أسوأ ما في ديار الكفر هو انتشار الشرك بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، فهم يصلّون ويصومون ولا يعلمون أنهم لا ينتفعون من عبادتهم هذه بشيء، وأضاف: "والأسوأ من ذلك أن بعضهم يخصص شهر رمضان الكريم بأنواع معينة من الشرك قد لا يفعلها في غيره، كزيارة قبور من يرونهم صالحين بنية دعائهم وطلب الحاجات منهم، وتقديم الذبائح والقربات للأوثان التي تعبد من دون الله".

وأوصى أبو محمد الصائمين في بلاد تركيا أن يحرصوا على تصحيح عقائدهم، وأن يتوب المشرك منهم من شركه قبل أن يباشر الصيام، ويحرم نفسه من الطعام والشراب، لأن الصيام عبادة لا يقبلها الله من مشرك.

وزاد أبو أحمد الإسلامبولي أن المجتمع التركي فريد من نوعه خلال شهر رمضان.

فترى مثلا عبارة "نعتذر عن الإغلاق سنفتح بعد الإفطار" مكتوبة على باب إحدى الخمارات، وكأن الخمر في الليل مباح، ومنهم من كتب على باب إحدى المقاهي، "يمنع الطعام والشراب ولا بأس بالتدخين"، ويقصد في نهار رمضان، حيث يجتمع الرجال على لعب الورق وتعاطي السجائر وهم صائمون.

وقال إن الحال في أرض الدولة الإسلامية مختلف والحمد لله، فالناس هنا تعلموا التوحيد، وشعائرُ الإسلام -ومنها الصيام- معظمةٌ مصونةٌ من عبث العابثين، واستهزاء المستهزئين، ولا تجد أي معصية ظاهرة لا في نهار رمضان ولا في ليله، ولا في غيره من الشهور، وهذا كله من بركة الحكم بما أنزل الله تعالى.

• طواغيت الحكم وعبادة الصيام

أبو إيمان الأنصاري صوّر حال الصائمين في شهر رمضان تحت حكم الطاغوت النصيري، بأنه كان فتنة حقيقية، فالطاغوت لم يكن يمنع الناس من ترك الطعام والشراب في الأحوال العادية، ولكن لتصوم حقا يجب أن تغلق عليك بابك، ولا تخرج إلى الشارع، فالمنكرات في كل مكان، من نساء كاسيات عاريات، إلى خمور تباع في الأسواق، وأهل الفسق والفجور يجاهرون بمعاصيهم وفطرهم في نهار رمضان، دون أن يجرؤ أحد أن ينكر على شيء من ذلك.

وأضاف: "كان النصيرية والنصارى وغيرهم يتعمدون إظهار فطرهم في رمضان، فيمشي أحدهم في الشارع وهو يدخن، أو يحمل زجاجة عصير، كنوع من إظهار تميّزهم عن المسلمين، واستهانتهم بما يعظمونه من شعائر".

وبيَّن الأنصاري أن أحد أبواب استهزاء الطواغيت بشعائر الإسلام، أن القانون الكفري الذي يحكم به النظام النصيري ينص على معاقبة من يجاهر بالفطر في رمضان بالحبس، ككثير من قوانين الحكومات الطاغوتية، وقال: "ما ذلك إلا للتلبيس على الناس، وإظهار الاحترام لدين الإسلام الذي ليس هناك انتهاك له أكبر من هذه القوانين الوضعية التي تحكم بها محاكمهم الكفرية".



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

غزوة مانشستر المباركة درس جديد لطواغيت الدول الصليبية أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد ...

غزوة مانشستر المباركة
درس جديد لطواغيت الدول الصليبية


أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد جنود الخلافة لدولة الكفر والمكر بريطانيا الجدل مجددا في الدول الصليبية، حول جدوى حربهم التي يخوضونها منذ سنوات ضد الدولة الإسلامية، وبات أعداء الله يعترفون بكل وضوح أن هذه الحرب لم توقف هجمات الموحدين عليهم في عقر ديارهم، بل ويصرحون علنا أنها الوقود الذي يزيد النيران المشتعلة في ديارهم لهيبا.

لقد ظن طواغيت بريطانيا أنهم آمنون من ضربات المجاهدين، وغزوات الموحدين، يحميهم البحر الذي طالما اتكلوا عليه في عزل أنفسهم عن كل ما ينوب الدول الأوروبية من كوارث، وأن خروجهم من الاتحاد الأوروبي سيقيهم مصائر إخوانهم في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، حتى استفاقوا من أحلامهم في حالك ليلهم، وقد بثَّ جندي فذ من جنود الدولة الإسلامية الرعب على امتداد بلادهم، فهرعوا ينشرون الجيش في المدن، ويحشدون الشرط وعناصر الأمن في الشوارع، خوفا من هجوم جديد هو آتٍ حتما بإذن الله تعالى، لتبقى حالة الاستنفار المنهكة المكلفة مستمرة في مدن بريطانيا وقراها، كما هي في أرض جارتها فرنسا.

إن طواغيت أوروبا كلهم يتناسون حقائق واضحة صارخة، منها حقيقة تاريخ العلاقة بين أهل الإسلام وبينهم، وأنها صبغت بالحرب والعداوة المستمرة، منذ أن رفض عظيمهم هرقل أن يجيب داعي الله، فيؤتيه أجره مرتين، وفضّل أن يرفض دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بالإسلام، فكان عليه إثم الأريسيين، وأننا وإياهم تداولنا القوة والقهر، فنلنا منهم قرونا، ونالوا منا قرونا، كما قال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ومن الحقائق التي يتناساها أيضا طواغيت الصليبيين في أوروبا، أن أمريكا التي تقودهم اليوم في حربهم ضد الدولة الإسلامية، ستنكفئ قريبا -بإذن الله- وراء حدودها، لتتركهم في مواجهة أعدائهم الكثيرين، وعلى رأسهم -وبلا شك- الدولة الإسلامية، التي لا تدخر جهدا في قتالهم، وتحرض الموحدين على الإثخان فيهم، ما داموا كفارا حربيين، ليس لهم عند المسلمين عهد ولا ذمة.

وهذا التناسي للحقائق، والتغافل عن مجريات الأحداث، بالإضافة إلى الكبر الذي سيطر على نفوسهم، فأعمى أبصارهم، وطمس على قلوبهم، هو الذي سيؤدي بهم إلى المصير الذي نرجوه بإذن الله، فيذوقوا من الكأس التي طالما سقوا منها المسلمين.

وإننا نعلم يقينا أن الحكومات البريطانية مهما تغيرت أسماء الأحزاب التي ينتمي إليها رؤساؤها، لا تطيق الخروج عن طوع أمريكا، ولا أن تحبس جيشها عن مشاركة الجيش الأمريكي في أي حرب صليبية يخوضها ضد المسلمين، حتى وهي موقنة أن استمرارها في هذا الطريق لن يؤدي بها إلى غير الهلاك، بل هي عاجزة عن اتخاذ أي إجراء قد ينقذ حياة رعاياها ما لم تستأمر واشنطن، وتأخذ الإذن من البيت الأبيض، وما قصة تخليهم عن (جون كانتلي) عنا ببعيد، ولا قضية استمرارهم في الحرب على الدولة الإسلامية رغم ما أصاب رعاياهم في تونس وغيرها من أذى بفريدة من فرائد تاريخهم.

وما دام حكام بريطانيا وأخواتها مستمرين في طريقتهم، وبقوا على كفرهم وعدوانهم، فإننا مستمرون في ضربهم والنكاية فيهم ما استطعنا، إلى أن يحكم الله بيننا، فليتربصوا بنا ما شاؤوا، فإنا بهم أبدا متربصون، قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِہِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد والحقائق
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

أَنْوَاعُ الأدبِ * و‌‌الأدب ثلاثة أنواع: • أدب مع الله سبحانه • وأدب مع رسوله -صلى الله عليه ...

أَنْوَاعُ الأدبِ

* و‌‌الأدب ثلاثة أنواع:

• أدب مع الله سبحانه
• وأدب مع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وشرعه
• وأدب مع خلقه


▪ فالأدب مع الله ثلاثة أنواع

أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.

الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.

الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه.

ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة، متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا.


▪ وأما الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-

فالقرآن مملوء به، فرأس الأدب معه: كمال التسليم له، والانقياد لأمره.

وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يحمله معارضة خيال باطل، يسميه معقولا.

أو يحمله شبهة أو شكا، أو يقدم عليه آراء الرجال، وزبالات أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم، والانقياد والإذعان، كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل، والإنابة والتوكل.


▪ وأما الأدب مع الخلق

فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم، بما يليق بهم، فلكل مرتبة أدب، والمراتب فيها أدب خاص.

فمع الوالدين: أدب خاص، وللأب منهما: أدب هو أخص به، ومع العالم: أدب آخر، ومع السلطان: أدب يليق به، وله مع الأقران أدب يليق بهم. ومع الأجانب: أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه، ومع الضيف: أدب غير أدبه مع أهل بيته.


وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب.

[مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 الافتتاحية: فزت وربّ الكعبة 2/2 موقف آخر من مواقف ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
الافتتاحية:

فزت وربّ الكعبة
2/2

موقف آخر من مواقف الفوز تجلّى يوم حادثة "بئر معونة" عندما غُدر بقرّاء الصحابة وقُتل سبعون منهم، ويروي الإمام البخاري عن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- ما حدث مع أحدهم فقال: "لما طُعِن حرام بن ملحان وكان خاله، يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربّ الكعبة!". أهـ. لقد قتل وتخضب بدمه وكان أول ما تبادر إلى ذهنه قبل خروج روحه أنه حقق الفوز بل أقسم على ذلك، لأنه كان على يقين بأن التضحية والقتل في هذا الطريق فوز.

هكذا كانت حسابات المسلمين في القرون المفضّلة، على عكس حال أهل زماننا، فإن الغالب عليهم هو اليقين بالماديات واللهث وراء الملذات والانكباب على الشهوات، لأن الفوز بالنسبة إليهم هو بقدر ما يحصّلونه من هذه الحطام الفانية، هكذا هي حساباتهم وفقا للميزان المادي الذي يؤمنون به ويزنون به الأشياء، ولذلك تراهم يحكمون على المجاهدين بالخسارة لهجرتهم بلادهم وأهليهم وأموالهم ومفارقتهم للدعة والراحة، ونفيرهم نحو ميادين الجهاد وساحات الجلاد؛ يقاسون فيها الغربة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يَقتلون ويُقتلون، ولسان حال هؤلاء القاعدين الطاعنين في المجاهدين: لو أنهم رضوا بالعيش والقعود كحال بقية الناس لكان خيرا لهم! ولقد سطّر القرآن الكريم هذا الموقف الذي يتكرر قديما وحديثا فقال سبحانه عن حال هؤلاء: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، يقول الإمام ابن كثير: "أي لو سمعوا من مشورتنا عليهم في القعود وعدم الخروج، ما قُتلوا مع من قُتل، قال الله تعالى: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، أي: إن كان القعود يَسْلم به الشخص من القتل والموت، فينبغي أنكم لا تموتون، والموت لا بد آت إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة، فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين، قال مجاهد عن جابر بن عبد الله: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه" أهـ. وهي في كل من شابه حالهم إلى يوم القيامة.

وفي المقابل، فإنّه برغم كل ما يصيب المجاهدين من القتل والأسر والجراح والطعان، إلا أنهم موقنون بأنّ طريقهم الذي سلكوه اقتداء بنبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، هو طريق الفلاح في هذه الدنيا ويوم يقوم الحساب، سواء عاش المجاهد ثابتا صابرا أو قُتل مؤمنا محتسبا، فقد يُقتل المجاهد قبل بلوغه نهاية الطريق؛ وقد يبقيه الله تعالى ليشهد فصولا أخرى من فصول الجهاد وعلو الإسلام، وذلك قدر الله تعالى وفضله يؤتيه من يشاء، وإنما العبرة بالخواتيم.

وإنّ خير عون للمجاهد في طريقه، هو إدامة اللجوء إلى مولاه سبحانه والركون إليه وحده، فإنّه من لجأ وركن إليه؛ فقد آوى إلى ركن شديد، فالله تعالى خير ناصر وخير معين، وتحقيق ذلك أدعى لثبات المجاهد ومضائه على هذا الدرب، مهما اشتدّ الخذلان وكثر المناوئون المخالفون أسوة بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبشارته الخالدة: (لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي قائمةً بأمرِ اللهِ، لا يَضُرُّهم مَن خذلهم، ولا مَن خالفهم، حتى يأتيَ أمرُ اللهِ) [رواه مسلم]، فهنيئا لمن كان منهم وبقي صابرا على لأواء هذا الطريق ينتظر قدَره فائزا في قوافل الشهداء أو في طلائع الفاتحين، ففي كلٍّ فوز مبين، والعاقبة للمتقين ولو بعد حين.


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 494
السنة السادسة عشرة - الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة الافتتاحية كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 الافتتاحية: فزت وربّ الكعبة 1/2 يحسن بنا بين ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
الافتتاحية:

فزت وربّ الكعبة
1/2

يحسن بنا بين الفينة والأخرى مخاطبة أنفسنا وإخواننا بخطاب مباشر من وحي النصوص والآثار، بعيد عن زحمة الأحداث والأخبار، تسليةً وتذكيرًا وتواصيًا، فلكل مقام مقال، لكن مقامنا ومقالنا على كل حال لن يبتعد عمّا ندعو إليه ونحرّض عليه من التوحيد والجهاد لأنه طريق الفوز في الدنيا والآخرة.

ولمّا كان المسلمون في القرون المفضّلة لا يتعلقون بالمطامع المادية ولا ينشغلون بالغايات الدنيوية، وكانت غايتهم وشغلهم الشاغل نيل مرضاة الله ونصرة دينه؛ سارعوا وسابقوا لبلوغ أعلى مرتبة في الإسلام وذروة سنامه وهي الجهاد في سبيل الله تعالى.

ولأجل ذلك استعذبوا القتل في سبيل ربهم وأخلصوا لذلك نيّاتهم، ولم يكن في حساب أحدهم أنّ القتل في هذا الطريق خسارة! وحاشاهم أن يظنوا هذه الظنون، وهذا ما تعلّموه ونهلوه من المعين الصافي؛ الكتاب والسنة، فهما ينصان على أنّ القتل والقتال في سبيل الله تجارة رابحة لن تبور، وأنّ بيع النفس رخيصة لإعلاء كلمة الله تعالى من أعظم أسباب الفوز والحبور، كيف لا والله جلّ جلاله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ... ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، كيف لا والله سبحانه يقول: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ... وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، يقول الإمام القرطبي: "نزلت الآية في بيعة العقبة الكبرى.. وذلك أنهم اجتمعوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند العقبة، فقال عبد الله بن رواحة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: اشترِط لربك ولنفسك ما شئت؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم)، قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: (الجنة)، قالوا: ربح البيع، لا نقيل ولا نستقيل". أهـ.

هكذا كان جواب الصحابة صريحا واضحا وهم يعلنون بيعتهم فداء لدين الله تعالى وتوحيده، دون الالتفات إلى ما ستؤول إليه أحوالهم بعد هذه البيعة من مفارقة الأهل والتعرض للأذى والأسر والقتل وكل صور التضحية والبذل؛ فهم باعوا نفوسهم لله وحده، وعدوا ذلك بيعا رابحا، لأنهم ابتغوا ما عند الله تعالى وزهدوا في الفانية ولم يقدّموها على الباقية، وهذا نابع من يقينهم بأنّ ما عند الله خير وأبقى، ولذلك صاروا مضرب المثل في الفوز والربح وفقا لحسابات الإسلام لا حسابات الجاهلية.

وتروي لنا السيرة النبوية موقفا خالدا من مواقف الفوز وفقا لحسابات الإسلام، فهذا أنس ابن النضر -رضي الله عنه- عندما اضطربت صفوف المسلمين يوم "أُحد" بعدما أشيع مقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- واهتز لذلك كبار الصحابة؛ انطلق أنس منفردا وانغمس في صفوف الأعداء وقاتل حتى قُتل ومُثّل بجثته، والشاهد في القصة أنّ أحدا من الصحابة لم يقل عنه: لو أنه رجع مع مَن رجع لما قُتل، ولكنهم قالوا: لم نستطع ما فعل! فنسبوا التقصير إلى أنفسهم وأقرّوا له بالفضل، لأنه رسخ واستقرّ في قلوبهم أنّ القتل على تلك الحالة فوز لا يُمارى فيه، كيف لا وقد ثبت وقاتل رجاء ما عند الله تعالى نصرة لدينه وعلى طريق نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

موقف آخر من مواقف الفوز تجلّى يوم حادثة "بئر معونة" عندما غُدر بقرّاء الصحابة وقُتل سبعون منهم، ويروي الإمام البخاري عن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- ما حدث مع أحدهم فقال: "لما طُعِن حرام بن ملحان وكان خاله، يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربّ الكعبة!". أهـ. لقد قتل وتخضب بدمه وكان أول ما تبادر إلى ذهنه قبل خروج روحه أنه حقق الفوز بل أقسم على ذلك، لأنه كان على يقين بأن التضحية والقتل في هذا الطريق فوز.

هكذا كانت حسابات المسلمين في القرون المفضّلة، على عكس حال أهل زماننا، فإن الغالب عليهم هو اليقين بالماديات واللهث وراء الملذات والانكباب على الشهوات، لأن الفوز بالنسبة إليهم هو بقدر ما يحصّلونه من هذه الحطام الفانية، هكذا هي حساباتهم وفقا للميزان المادي الذي يؤمنون به ويزنون به الأشياء، ولذلك تراهم يحكمون على المجاهدين بالخسارة لهجرتهم بلادهم وأهليهم وأموالهم ومفارقتهم للدعة والراحة، ونفيرهم نحو ميادين الجهاد وساحات الجلاد؛ يقاسون فيها الغربة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يَقتلون ويُقتلون، ولسان حال هؤلاء القاعدين الطاعنين في المجاهدين: لو أنهم رضوا بالعيش والقعود كحال بقية الناس لكان خيرا لهم!


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 494
السنة السادسة عشرة - الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة الافتتاحية كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

مَكمنُ الخطرِ فِي الحروبِ النفسية وتكمن خطورة الحروب النفسية اليوم في أنها عالمية تدخل كل مكان ...

مَكمنُ الخطرِ فِي الحروبِ النفسية

وتكمن خطورة الحروب النفسية اليوم في أنها عالمية تدخل كل مكان وتصل كل فرد وتلطم كل من أذعن لها، ولذلك نهت السنة النبوية عن استشراف الفتن والتعرُّض لها، وهو ما يقوم به البعض اليوم فلا يُبقي شبهة إلا ولجها، ولا ريبة إلا أتاها ثم أنّى ينجو منها؟

ومن بين الأهداف الكثيرة للحرب النفسية، يكاد يكون الهدف الأبرز هو ضرب "الروح المعنوية" فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بهذه الحرب التي يشنها العدو بهدف تدمير نفسية الخصم وإضعاف معنوياته وتحطيم إرادته ودفعه للتراجع، وصولا لاستسلامه أو استمالته أو على الأقل تحييده.

ولعل من أخطر أهدافها بث الريبة وضرب الثقة داخل الجماعة المسلمة، وجعل الفرد يفقد ثقته بطريقه ومساره، وفي نهاية المطاف التأثير عليه ونسف قناعاته وتغيير سلوكه.


افتتاحية صحيفة النبأ "الحروب النفسية" 493
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً