أينقصُ الدِّينُ وأنتَ حيّ؟ • يا جنود الدولة الإسلامية، يا أحفاد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، ...

أينقصُ الدِّينُ وأنتَ حيّ؟

• يا جنود الدولة الإسلامية، يا أحفاد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، تذكروا قوله بعد وفاة النّبي - صلى الله عليه وسلم -، حين تفشت الردة سريعًا، وكادت أن تسقط الدولة الإسلامية: "إنه قد انقطع الوحي وتمّ الدَّين، أينقص الدَّين وأنا حي؟"
فيا أيها الموحد؛ أينقص الدِّينُ وأنتَ حيّ؟ أينقص الدِّينُ وأنتَ حيّ؟ فامضِ على خُطى إخوانك، واقتفِ أثر الصّديق - رضي الله عنه - حيث قال: "والله لأقاتلنهم ما استمسك السيف في يدي، ولو لم يبق في القرى غيري".
...المزيد

لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله، وهي نفي وإثبات. لا إله: نافيا جميع العبادة لغير الله، ...

لا إله إلا الله:
أي لا معبود بحق إلا الله، وهي نفي وإثبات. لا إله: نافيا جميع العبادة لغير الله، إلا الله: مثبتا جميع العبادة لله وحده لا شريك له.

محمد رسول الله:
أي طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ...المزيد

• وإن كان لي من نصيحة أوجهها لإخواني المسلمين في أنحاء المشرق والمغرب، فإني أنصحهم أن يبادروا ...

• وإن كان لي من نصيحة أوجهها لإخواني المسلمين في أنحاء المشرق والمغرب، فإني أنصحهم أن يبادروا ويدركوا الركب لكي يرفعوا ويعينوا على رفع راية الجهاد في سبيل الله - سبحانه وتعالى -؛ فهي خير راية، وخير الناس هم المجاهدون في هذه الأمة، وخير الناس هم أهل بدر وأحد وأهل الحديبية، فضلّهم الله - سبحانه وتعالى - بعظيم هذه المنزلة العظيمة والمكانة وهو يصف المؤمنين المجاهدين المهاجرين في سبيله بأعظم صفة في سبيل الله، بأعظم صفة وهي صفة الإيمان هذه النعمة الكبرى العظمى صفة الإيمان الحق يصف بها المجاهدين في سبيله - سبحانه وتعالى - حيث يقول بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَهَاجَرُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِینَ ءَاوَوا۟ وَّنَصَرُوۤا۟ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ } [الأنفال 74]

- الشيخ المجاهد أسامة بن محمد بن لادن
( رحمه الله) من كلمة: وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ
...المزيد

من مكائد الشيطان في الصلاة «عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ...

من مكائد الشيطان في الصلاة

«عَنْ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَسْلَمَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ إِذَا كُنْتُ أُصَلِّي أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ إِحْلِيلِي الشَّيْءُ، أَوْ يَخْرُجُ مِنِّي الرِّيحُ أَفَأَقْطَعُ صَلَاتِي؟ قَالَ: «لَا، إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، يَدْخُلُ فِي إِحْلِيلِ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلَا يَقْطَعْ صَلَاتَهُ حَتَّى يَجِدَ بَلَلًا، أَوْ رِيحًا، أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا»

• المصنف لعبد الرزاق 401/1
...المزيد

الإخلاص وما يخالفه • الإخلاص هو روح العبادة وهو إفراد الله بالقصد والإرادة في الأعمال والعبادات ...

الإخلاص وما يخالفه

• الإخلاص هو روح العبادة وهو إفراد الله بالقصد والإرادة في الأعمال والعبادات فلا ينظر العبد للخلق ولا يطلب المدح من المخلوقين أو يطلب جاها أو مكانة من عمله وعبادته.

-ثمرات الإخلاص:

1- التوفيق والسداد:
قال تعالى: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } [العنكبوت: 69]

2- سببٌ للنصر والتمكين:
عن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم"
رواه النسائي بسند صحيح وأصله عند البخاري.

3- دخول الجنة:
قال تعالى: { إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ * فَوَاكِهُ ۖ وَهُم مُّكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ }الصافات:40-43]

4- قبول العمل:
عن أبي أمامة (رضي الله عنه) قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا شيء له» فأعادها الرجل ثلاث مرات ورسول الله يقول له: «لا شيء له» ثم قال (صلى الله عليه وسلم): «إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغي به وجهه» رواه أبو داوود والنسائي وحسنه الحافظ العراقي

5- الحفظ من كيد الشيطان:
قال تعالى: { قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إِلا إلا عبادك منهم المخلصين }الحجر:39-40]

6- السكينة والطمأنينة:
قال تعالى: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبهمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فتحاً قريباً }الفتح:18]

7- زوال الشدة:
قال تعالى: { وَإِذَا غَشِيَهُم مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَاهُمْ إِلَى الْبَرْ فَمِنْهُم مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلِّ خَتَارٍ كَفُور }لقمان:32]

- آفات الإخلاص:
(يناقض الإخلاص ويضاده الرياء والسمعة والعجب فهي مُفسدة للأعمال قاتلة لروحها لتكون جسدا فاسدا بلا روح)

- الرياء:
هو إظهار أو تحسين العبادة أو العمل لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها، فيقصد المدح أو المكانة والرغبة أو الرهبة ممن يرائيه

- السمعة:
فهي العمل لأجل سماع الناس (فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة تتعلق بحاسة السمع).

- العجب:
وهو قرين الرياء، وهو أن يعمل المرء عملاً فيعجب بنفسه وبعمله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: "الرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس".

قال ابن القيم رحمه الله؛ العمل بغير إخلاص ولا اقتداء «كالمسافر يملأ جرابه رملا يثقله ولا ينفعه».
وقال أيضا: "والأعمال أربعة: واحد مقبول، وثلاثة مردودة؛ فالمقبول ما كان لله خالصا وللسنة موافقا؛ والمردود ما فُقد منه الوصفان أو أحدهماً.

عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟» قلنا: بلى يا رسول الله قال: «الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل» رواه ابن ماجة وحسنه الهيثمي.

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رَئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرَ } البقرة:264

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل حمية، ويقاتل شجاعة، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» متفق عليه.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به» متفق عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم، وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه، ثم القي في النار" [رواه مسلم].

• المصدر:إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ
...المزيد

أهم نواقض حكومات تركيا منذ عام 1364 هـ حتى اليوم (سرد تاريخي لأبرز النواقض التي ارتكبتها ...

أهم نواقض حكومات تركيا منذ عام 1364 هـ حتى اليوم

(سرد تاريخي لأبرز النواقض التي ارتكبتها الحكومات التركية المتعاقبة)

• الانضمام إلى الأمم المتحدة منذ 1364 هـ

ما يعني التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة، بما يحتويه من مواد تكفر بدين الإسلام وتساوي بينه وبين الأديان الوضعيّة، وتحارب الشريعة الإسلامية، وكذلك تعطيل شعيرة الولاء والبراء من خلال المساواة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، وتعطيل شريعة الجهاد بإقرار أهل الكفر على ما بيدهم من بلاد يحكمونها بشريعة الطاغوت.

• الانضمام إلى حلف (الناتو) منذ 1371 هـ

وقد شارك الجيش التركي المرتد في العديد من مهام حلف الناتو، وأهمها دوره الحالي في الحرب الصليبية على خراسان التي يقودها حلف الناتو، ويشرف على عمليات الإمداد، وتدريب المرتدين من الجيش الأفغاني العميل للصليبيين، وتولت تركيا الرئاسة الدورية للحلف في بعض الأوقات، وهذا من أوضح صور الولاء للكفار ومعاداة أهل الإسلام.

• تبنّي العلمانية والديموقراطية وشريعة الطاغوت

(دستور 1403 هـ)
في الدستور التركي الذي تخضع له حكومة أردوغان: «الجمهورية التركية دولة ديموقراطية علمانية يحكمها القانون، تأخذ بعين الاعتبار مسألة السلم العام والوحدة الوطنية والعدالة واحترام حقوق الإنسان المتوافقة مع مبادئ أتاتورك القومية».

• الترشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ 1407 هـ

تقدمت الجمهورية التركية بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما يعني الموافقة على كل معاهدات الاتحاد واتفاقياته، بما فيها من مواد كفريّة وشركيّة مضادة للإسلام والالتزام بتحويل البلاد إلى النمط الأوروبي الطاغوتي بشكل كامل، ما يجعلها مساوية للدول الأوروبية في
الحكم.

• الانضمام إلى التحالف الصليبي ضد الدولة الإسلامية منذ 1436 هـ

وقد شاركت الحكومة والجيش التركيان بفعالية في هذه الحلف من خلال:

- فتح القواعد العسكرية لتنطلق منها الطائرات الصليبية لقصف دار الإسلام.
- تقديم المساعدات العسكرية لمرتدي الرافضة والبيشمركة والصحوات.
- قصف مواقع جيش الخلافة بالمدفعية والطيران الحربي لمؤازرة الصحوات.
- اعتقال المهاجرين وتسليمهم إلى الكفار، واعتقال أهل التوحيد في تركيا.

** تم الاقتصار على أهم النواقض التي تقرها
وتلتزم بها حكومة تركيا الحالية.

• المصدر : إنفوغرافيك النبأ - تركيا -
صحيفة النبأ - العدد 14
الثلاثاء 8 ربيع الثاني 1437 هـ
...المزيد

فقهاء العنكبوتية • ومما فاقم المشكلة وزاد المنهل كدرا، فقهاء العنكبوتية العاكفون على شبكات ...

فقهاء العنكبوتية

• ومما فاقم المشكلة وزاد المنهل كدرا، فقهاء العنكبوتية العاكفون على شبكات التباعد والتفكك الاجتماعي تلك الفتنة التي ربت مساوئها على محاسنها، وطغت مفاسدها على مصالحها، واقتحمت كل حصن ولطمت كل وجه ولم ينج منها إلا من عصمه الله تعالى.

وتزداد خطورة فقهاء العنكبوتية في النوازل والمحن التي تعصف بالأمة، في ظل حيازة كل فرد من أفرادها على "هاتف غبي" يمكنه من الغوص في بحار التيه التي أغرقت الناس وفتنتهم في دينهم!، فيُجر أحدهم في عباب طوفان العنكبوتية بغير هاد ولا مركب، فلا يعود - إن عاد - إلا جثة هامدة أو في الرمق الأخير، أو على أقل حال مبتلا بما خاضه مما ليس يدركه.

ولذلك أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف وإرجاء وتمييع وترقيع، بفتاوى تقتل الولاء والبراء! وتساوي بين المسلم والمرتد! وتردم الهوة بين السنة والبدعة! فتاوى يسترونها بأقيسة عقلية حزبية لا دليل يستقيم لها؛ فدليلهم غائب، وإنْ حضر فهو في غير محله، وإنْ كان في محله أوردوه بفهم لا يستقيم يخالف فهم السلف.

[ مقتبس من إفتتاحية النبأ - العدد: 465 ]
...المزيد

وَعدَ الله حقاً لقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين الذين يصدّقون كلام الله ويوقنون بتحقق ...

وَعدَ الله حقاً

لقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين الذين يصدّقون كلام الله ويوقنون بتحقق موعوده، لا يزولون عن هذا اليقين في السراء ولا في الضراء، بل لا تزيدهم المحن إلا إيماناً بآيات الله ووعده، وتسليماً لأمره وحكمته، ورضىً بقضائه وقدره.
وكثيراً ما يتمنى العبد أن الفرج والنصر يأتيه من الله بطريقة معينة وبأحداث محددة، ولكنّ الله -تعالى- له حِكَم عظيمة قد يخفى كثير منها علينا.

فلقد تمنى المؤمنون أن يلقوا قافلة كفار قريش فيأخذوها سهلة بغير قتال، ويكون فيما يغتنمونه منها قوة لهم وبلاغ إلى حين، ولكنّ الله -تعالى- شاء بعلمه وحكمته أن تنجو القافلة وتخرج قريش عازمة على قتال المسلمين بجيش يزيد على ثلاثة أضعاف عدد المسلمين، طامعة في القضاء على المسلمين الذين بدؤوا يُسقِطون هيبة قريش ويجترئون عليها وعلى تجارتها، فكانت غزوة بدر الكبرى، التي قال الله عنها: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7 - 8].

وقد قلّل الله -تعالى- الكفار في أعين المؤمنين ليتشجعوا على قتال الكفار ولا يرهَبوهم، وقلّل المؤمنين في أعين الكفار ليغريهم بقتال المؤمنين، قال تعالى {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ في أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ في أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: 44]، فلما التحم الفريقان رأى الكفار المسلمين وكأنهم ضعف عدد الكفار، فتزلزل جيش الكفر وسقطت معنوياته، ووهنت قوته، ويئس من النصر، وأيد الله المؤمنين بنصره، قال تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].

وفي غزوة الأحزاب ابتلى الله -تعالى- المؤمنين ابتلاءا شديداً لم يتوقعوه، فازدادوا إيماناً بتحقق وعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بنصر المؤمنين واندحار الكافرين.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9]، قال ابن كثير: "يقول تعالى مخبرا عن نعمته وفضله وإحسانه إلى عباده المؤمنين، في صرفه أعداءهم وهزمه إياهم عام تألبوا عليهم وتحزبوا وذلك عام الخندق، وذلك في شوال سنة خمس من الهجرة على الصحيح... وجاء المشركون فنزلوا شرقي المدينة قريبا من أحد، ونزلت طائفة منهم في أعالي أرض المدينة، كما قال الله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} ، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين، وهم نحو ثلاثة آلاف، وقيل: سبعمائة، وأسندوا ظهورهم إلى سَلْع ووجوههم إلى نحو العدو"، ومع هذا التحشد للكفار اشتد البلاء على المسلمين، قال ابن كثير: "فعَظُم الخَطْب واشتد الأمر، وضاق الحال، كما قال الله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا} ومكثوا محاصرين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قريبا من شهر".

ثم جاء نصر الله -تعالى- بعد تلك الشدة وذلك الضيق بكيفية عجيبة ظهرت فيها قدرة الله وقوته وعزته وحكمته ولطفه بالمؤمنين، قال تعالى: {وَرَدَّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، وأيَّد الله -تعالى- المؤمنين بالنصر على يهود بني قريظة والإثخان فيهم، ومنَّ على المؤمنين بالغنائم الكثيرة التي أورثهم إياها من بني قريظة، قال تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 26-27].

إنه وعد الله، الذي أنجزه لعباده، بعد أن محصهم وابتلاهم حتى خرج المنافقون من صفوفهم، وازداد المؤمنون صلابة وثقة بوعد الله، فجاءهم نصره من حيث لا يحتسبون. نسأل الله لعباده المجاهدين النصر والعز والتمكين، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

وَعدَ الله حقاً لقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين الذين يصدّقون كلام الله ويوقنون بتحقق ...

وَعدَ الله حقاً

لقد أثنى الله -تعالى- على عباده المؤمنين الذين يصدّقون كلام الله ويوقنون بتحقق موعوده، لا يزولون عن هذا اليقين في السراء ولا في الضراء، بل لا تزيدهم المحن إلا إيماناً بآيات الله ووعده، وتسليماً لأمره وحكمته، ورضىً بقضائه وقدره.
وكثيراً ما يتمنى العبد أن الفرج والنصر يأتيه من الله بطريقة معينة وبأحداث محددة، ولكنّ الله -تعالى- له حِكَم عظيمة قد يخفى كثير منها علينا.

فلقد تمنى المؤمنون أن يلقوا قافلة كفار قريش فيأخذوها سهلة بغير قتال، ويكون فيما يغتنمونه منها قوة لهم وبلاغ إلى حين، ولكنّ الله -تعالى- شاء بعلمه وحكمته أن تنجو القافلة وتخرج قريش عازمة على قتال المسلمين بجيش يزيد على ثلاثة أضعاف عدد المسلمين، طامعة في القضاء على المسلمين الذين بدؤوا يُسقِطون هيبة قريش ويجترئون عليها وعلى تجارتها، فكانت غزوة بدر الكبرى، التي قال الله عنها: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [الأنفال: 7 - 8].

وقد قلّل الله -تعالى- الكفار في أعين المؤمنين ليتشجعوا على قتال الكفار ولا يرهَبوهم، وقلّل المؤمنين في أعين الكفار ليغريهم بقتال المؤمنين، قال تعالى {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ في أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ في أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: 44]، فلما التحم الفريقان رأى الكفار المسلمين وكأنهم ضعف عدد الكفار، فتزلزل جيش الكفر وسقطت معنوياته، ووهنت قوته، ويئس من النصر، وأيد الله المؤمنين بنصره، قال تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].

وفي غزوة الأحزاب ابتلى الله -تعالى- المؤمنين ابتلاءا شديداً لم يتوقعوه، فازدادوا إيماناً بتحقق وعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بنصر المؤمنين واندحار الكافرين.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9]، قال ابن كثير: "يقول تعالى مخبرا عن نعمته وفضله وإحسانه إلى عباده المؤمنين، في صرفه أعداءهم وهزمه إياهم عام تألبوا عليهم وتحزبوا وذلك عام الخندق، وذلك في شوال سنة خمس من الهجرة على الصحيح... وجاء المشركون فنزلوا شرقي المدينة قريبا من أحد، ونزلت طائفة منهم في أعالي أرض المدينة، كما قال الله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} ، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين، وهم نحو ثلاثة آلاف، وقيل: سبعمائة، وأسندوا ظهورهم إلى سَلْع ووجوههم إلى نحو العدو"، ومع هذا التحشد للكفار اشتد البلاء على المسلمين، قال ابن كثير: "فعَظُم الخَطْب واشتد الأمر، وضاق الحال، كما قال الله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا} ومكثوا محاصرين للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قريبا من شهر".

ثم جاء نصر الله -تعالى- بعد تلك الشدة وذلك الضيق بكيفية عجيبة ظهرت فيها قدرة الله وقوته وعزته وحكمته ولطفه بالمؤمنين، قال تعالى: {وَرَدَّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ الله قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25]، وأيَّد الله -تعالى- المؤمنين بالنصر على يهود بني قريظة والإثخان فيهم، ومنَّ على المؤمنين بالغنائم الكثيرة التي أورثهم إياها من بني قريظة، قال تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: 26-27].

إنه وعد الله، الذي أنجزه لعباده، بعد أن محصهم وابتلاهم حتى خرج المنافقون من صفوفهم، وازداد المؤمنون صلابة وثقة بوعد الله، فجاءهم نصره من حيث لا يحتسبون. نسأل الله لعباده المجاهدين النصر والعز والتمكين، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

فقهاء العنكبوتية • أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف ...

فقهاء العنكبوتية

• أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف وإرجاء وتمييع وترقيع، بفتاوى تقتل الولاء والبراء! وتساوي بين المسلم والمرتد! وتردم الهوة بين السنة والبدعة! فتاوى يسترونها بأقيسة عقلية حزبية لا دليل يستقيم لها؛ فدليلهم غائب، وإنْ حضر فهو في غير محله، وإنْ كان في محله أوردوه بفهم لا يستقيم يخالف فهم السلف.

[ إفتتاحية النبأ - انظر عمّن تأخذ دينك - العدد: 465 ]
...المزيد

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض [٢/٢] الصبر على المرض.. سنة الأنبياء ومنهج الصالحين وبين نعمة ...

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض
[٢/٢]

الصبر على المرض.. سنة الأنبياء ومنهج الصالحين
وبين نعمة الصحة ونعمة الدواء لا بد لكل مسلم أن يتوكل على ربه ويتخذ سبب العلاج، فإن شُفي فإنه من الله وحده، وإن لم يبرأ فليُحسن الظن بربه أنه أراد له رفعة المنزلة ومحو الخطايا بكل ما يصيبه من أنواع الأذى البدني والنفسي، وليحتسب المسلم أجره بالصبر على المصاب فإنه حال المؤمن في السراء الضراء، روى الشيخان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه).

لذلك كان بعض السلف يفرح إذا أصابه المرض، فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، روى الإمام البخاري في صحيحه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك، فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا؟ قال: (أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). قلت ذلك بأن لك أجرين؟ قال: (أجل ذلك، كذلك ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)، وكذلك ما أصاب نبي الله أيوب -عليه السلام- من مرضه الذي طال به ومدحه الله –تعالى- على صبره فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، ثم إنَّه ما دعا الله ربه بطلب مباشر بل كان في غاية الأدب وجميل الدعاء فقال: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]، ولم يكن دعاؤه هذا إلا بعد سنين تبعتها سنين، مستعذبا ألم المرض وانفضاض الناس عنه، محتسبا أجره صابرا على مُره وضره، فكم طال به المرض حتى سعى لأعظم الأسباب، ألا وهو سؤاله الله، عز وجل، وهكذا هو منهج أتباع الأنبياء، فقد روى أبو داود في كتاب الزهد أن أبا الدرداء -رضي الله عنه- قال: "أحب الفقر تواضعا لربي، وأحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب المرض تكفيرا لخطاياي".

- من يشتري الجنة بالصبر؟

ومن عجائب حال الجيل الأول في الصبر على البلاء طلبا للجنة ما رواه الإمام البخاري عن عطاء بن أبي رباح قال: "قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك). فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف فدعا لها"، فهذه المرأة المؤمنة تحملت ألم الصرع في الدنيا لتنال الجنة ونعيمها فتأمل.

ومن استغرب الحال فحسبه الحديث الذي رواه الإمام الترمذي عن جابر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض).

فعلى من أنعم الله عليه بوافر الصحة أن يحمد الله -تعالى- على هذه النعمة، ويشكره عليها بأن يستعمل ما أوتيَه في طاعته كما أمر سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، وعليه أن يستغل أيام صحته وقوته في زيادة رصيده من الحسنات من قبل أن يدهمه المرض أو الكبر والضعف، كما أوصى نبي الله، صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [رواه الحاكم في المستدرك]، ومن ابتلي بمرض فليحمد الله -تعالى- على ما أصابه، فإن بعض البلاء أهون من بعض، وليصبر على ما أصابه، محتسبا الأجر عند الله تعالى، وخاصة إذا كان مكلوما في سبيل الله، فإن صبره على ما أصابه، وشكر الله على أن أنعم عليه بالكلم في سبيله هو من عزم الأمور.

ونسأل الله أن يشافي كل مريض من مرضى المسلمين، وأن يجعل ما أصابهم كفارة لذنوبهم، ورفعا لدرجاتهم، إنه ولي ذلك وأهله، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض [٢/٢] الصبر على المرض.. سنة الأنبياء ومنهج الصالحين وبين نعمة ...

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض
[٢/٢]

الصبر على المرض.. سنة الأنبياء ومنهج الصالحين
وبين نعمة الصحة ونعمة الدواء لا بد لكل مسلم أن يتوكل على ربه ويتخذ سبب العلاج، فإن شُفي فإنه من الله وحده، وإن لم يبرأ فليُحسن الظن بربه أنه أراد له رفعة المنزلة ومحو الخطايا بكل ما يصيبه من أنواع الأذى البدني والنفسي، وليحتسب المسلم أجره بالصبر على المصاب فإنه حال المؤمن في السراء الضراء، روى الشيخان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه).

لذلك كان بعض السلف يفرح إذا أصابه المرض، فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، روى الإمام البخاري في صحيحه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك، فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا؟ قال: (أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). قلت ذلك بأن لك أجرين؟ قال: (أجل ذلك، كذلك ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)، وكذلك ما أصاب نبي الله أيوب -عليه السلام- من مرضه الذي طال به ومدحه الله –تعالى- على صبره فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، ثم إنَّه ما دعا الله ربه بطلب مباشر بل كان في غاية الأدب وجميل الدعاء فقال: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]، ولم يكن دعاؤه هذا إلا بعد سنين تبعتها سنين، مستعذبا ألم المرض وانفضاض الناس عنه، محتسبا أجره صابرا على مُره وضره، فكم طال به المرض حتى سعى لأعظم الأسباب، ألا وهو سؤاله الله، عز وجل، وهكذا هو منهج أتباع الأنبياء، فقد روى أبو داود في كتاب الزهد أن أبا الدرداء -رضي الله عنه- قال: "أحب الفقر تواضعا لربي، وأحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب المرض تكفيرا لخطاياي".

- من يشتري الجنة بالصبر؟

ومن عجائب حال الجيل الأول في الصبر على البلاء طلبا للجنة ما رواه الإمام البخاري عن عطاء بن أبي رباح قال: "قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك). فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف فدعا لها"، فهذه المرأة المؤمنة تحملت ألم الصرع في الدنيا لتنال الجنة ونعيمها فتأمل.

ومن استغرب الحال فحسبه الحديث الذي رواه الإمام الترمذي عن جابر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض).

فعلى من أنعم الله عليه بوافر الصحة أن يحمد الله -تعالى- على هذه النعمة، ويشكره عليها بأن يستعمل ما أوتيَه في طاعته كما أمر سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، وعليه أن يستغل أيام صحته وقوته في زيادة رصيده من الحسنات من قبل أن يدهمه المرض أو الكبر والضعف، كما أوصى نبي الله، صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [رواه الحاكم في المستدرك]، ومن ابتلي بمرض فليحمد الله -تعالى- على ما أصابه، فإن بعض البلاء أهون من بعض، وليصبر على ما أصابه، محتسبا الأجر عند الله تعالى، وخاصة إذا كان مكلوما في سبيل الله، فإن صبره على ما أصابه، وشكر الله على أن أنعم عليه بالكلم في سبيله هو من عزم الأمور.

ونسأل الله أن يشافي كل مريض من مرضى المسلمين، وأن يجعل ما أصابهم كفارة لذنوبهم، ورفعا لدرجاتهم، إنه ولي ذلك وأهله، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
8 رجب 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً