فوائد دريّة من كلام الإمام ابن قيم الجوزية الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما ...

فوائد دريّة من كلام الإمام ابن قيم الجوزية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد: [فصل في ذكر بعض الحكم والغايات المحمودة التي كانت في وقعة أحد].

وقد أشار الله -سبحانه وتعالى- إلى أمهاتها، وأصولها في سورة (آل عمران) حيث افتتح القصة بقوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: 121] إلى تمام ستين آية.

فمنها: تعريفهم سوء عاقبة المعصية والفشل والتنازع، وأن الذي أصابهم إنما هو بشؤم ذلك، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} [آل عمران: 152]، فلما ذاقوا عاقبة معصيتهم للرسول، وتنازعهم، وفشلهم، كانوا بعد ذلك أشد حذرا ويقظة، وتحرزا من أسباب الخذلان.

ومنها: أن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة ويدال عليهم أخرى، لكن تكون لهم العاقبة، فإنهم لو انتصروا دائما دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره، ولو انتصر عليهم دائما لم يحصل المقصود من البعثة والرسالة، فاقتضت حكمة الله أن جمع لهم بين الأمرين ليتميز من يتبعهم ويطيعهم للحق، وما جاءوا به ممن يتبعهم على الظهور والغلبة خاصة.

ومنها: أن هذا من أعلام الرسل كما قال هرقل لأبي سفيان: (هل قاتلتموه؟ قال: نعم، قال: كيف الحرب بينكم وبينه؟ قال: سجال يدال علينا المرة، وندال عليه الأخرى، قال: كذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة).

ومنها: أن يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب، فإن المسلمين لما أظهرهم الله على أعدائهم يوم بدر، وطار لهم الصيت دخل معهم في الإسلام ظاهرا من ليس معهم فيه باطنا، فاقتضت حكمة الله عز وجل أن سبب لعباده محنة ميزت بين المؤمن والمنافق، فأطلع المنافقون رءوسهم في هذه الغزوة، وتكلموا بما كانوا يكتمونه، وظهرت مخبآتهم، وعاد تلويحهم تصريحا، وانقسم الناس إلى كافر ومؤمن ومنافق انقساما ظاهرا، وعرف المؤمنون أن لهم عدوا في نفس دورهم، وهم معهم لا يفارقونهم، فاستعدوا لهم، وتحرزوا منهم. قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 179]، أي ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه من التباس المؤمنين بالمنافقين حتى يميز أهل الإيمان من أهل النفاق كما ميزهم بالمحنة يوم أحد {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179] الذي يميز به بين هؤلاء وهؤلاء، فإنهم متميزون في غيبه وعلمه وهو سبحانه يريد أن يميزهم تمييزا مشهودا فيقع معلومه الذي هو غيب شهادة. وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 179] استدراك لما نفاه من اطلاع خلقه على الغيب سوى الرسل، فإنه يطلعهم على ما يشاء من غيبه كما قال: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26 - 27] فحظكم أنتم وسعادتكم في الإيمان بالغيب الذي يطلع عليه رسله فإن آمنتم به وأيقنتم فلكم أعظم الأجر والكرامة.

ومنها: استخراج عبودية أوليائه وحزبه في السراء والضراء، وفيما يحبون وما يكرهون، وفي حال ظفرهم وظفر أعدائهم بهم، فإذا ثبتوا على الطاعة والعبودية فيما يحبون وما يكرهون فهم عبيده حقا، وليسوا كمن يعبد الله على حرف واحد من السراء والنعمة والعافية.

ومنها: أنه سبحانه لو نصرهم دائما، وأظفرهم بعدوهم في كل موطن، وجعل لهم التمكين والقهر لأعدائهم أبدا لطغت نفوسهم، وشمخت وارتفعت، فلو بسط لهم النصر والظفر لكانوا في الحال التي يكونون فيها لو بسط لهم الرزق، فلا يصلح عباده إلا السراء والضراء، والشدة والرخاء، والقبض والبسط، فهو المدبر لأمر عباده كما يليق بحكمته، إنه بهم خبير بصير.

ومنها: أنه إذا امتحنهم بالغلبة والكسرة والهزيمة ذلوا وانكسروا وخضعوا، فاستوجبوا منه العز والنصر، فإن خلعة النصر إنما تكون مع ولاية الذل والانكسار، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران: 123]، وقال: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا} [التوبة: 25]، فهو - سبحانه - إذا أراد أن يعز عبده ويجبره وينصره كسره أولا، ويكون جبره له ونصره على مقدار ذله وانكساره.

ومنها: أنه سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لم تبلغها أعمالهم، ولم يكونوا بالغيها إلا بالبلاء والمحنة، فقيض لهم الأسباب التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه، كما وفقهم للأعمال الصالحة التي هي من جملة أسباب وصولهم إليها.

ومنها: أن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغيانا وركونا إلى العاجلة، وذلك مرض يعوقها عن جدها في سيرها إلى الله والدار الآخرة، فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته قيض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه، فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه، ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه، ولو تركه لغلبته الأدواء حتى يكون فيها هلاكه.

ومنها: أن الشهادة عنده من أعلى مراتب أوليائه، والشهداء هم خواصه والمقربون من عباده، وليس بعد درجة الصديقية إلا الشهادة، وهو سبحانه يحب أن يتخذ من عباده شهداء تراق دماؤهم في محبته ومرضاته، ويؤثرون رضاه ومحابه على نفوسهم، ولا سبيل إلى نيل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسليط العدو.

ومنها: أن الله سبحانه إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم، ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم، ومبالغتهم في أذى أوليائه، ومحاربتهم وقتالهم والتسلط عليهم، فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم، ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محقهم وهلاكهم، وقد ذكر سبحانه وتعالى ذلك في قوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 139 - 141]، فجمع لهم في هذا الخطاب بين تشجيعهم وتقوية نفوسهم وإحياء عزائمهم وهممهم، وبين حسن التسلية، وذكر الحكم الباهرة التي اقتضت إدالة الكفار عليهم فقال: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} [آل عمران: 140]، فقد استويتم في القرح والألم، وتباينتم في الرجاء والثواب، كما قال: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [النساء: 104]، فما بالكم تهنون وتضعفون عند القرح والألم، فقد أصابهم ذلك في سبيل الشيطان، وأنتم أصبتم في سبيلي وابتغاء مرضاتي.

ثم أخبر أنه يداول أيام هذه الحياة الدنيا بين الناس، وأنها عرض حاضر، ثم ذكر حكمة أخرى، وهي أن يتميز المؤمنون من المنافقين فيعلمهم علم رؤية ومشاهدة بعد أن كانوا معلومين في غيبه، وذلك العلم الغيبي لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب، وإنما يترتب الثواب والعقاب على المعلوم إذا صار مشاهدا واقعا في الحس.

ثم ذكر حكمة أخرى، وهي اتخاذه سبحانه منهم شهداء، فإنه يحب الشهداء من عباده، وقد أعد لهم أعلى المنازل وأفضلها، وقد اتخذهم لنفسه، فلا بد أن ينيلهم درجة الشهادة.

وقوله: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140]، تنبيه لطيف الموقع جدا على كراهته وبغضه للمنافقين الذين انخذلوا عن نبيه يوم أحد فلم يشهدوه ولم يتخذ منهم شهداء، لأنه لم يحبهم فأركسهم وردهم ليحرمهم ما خص به المؤمنين في ذلك اليوم، وما أعطاه من استشهد منهم، فثبط هؤلاء الظالمين عن الأسباب التي وفق لها أولياءه وحزبه.

انتهى كلامه رحمه الله رحمة واسعة بما أفاد من الدرر البديعة، وقد أوردناها ليتأملها كل مجاهد ويأخذ منها ما يتزود به لشدائد الجهاد في سبيل الله، ولتكون له سلوة على هذا الطريق الشاق، طريق العز والمعالي ورفعة المنزلة في الجنة والقرب من الله جل جلاله والحمد لله رب العالمين.
 

 • المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 107
الخميس 5 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

تكونون غثاءً كغثاء السيل لا شك أن لكل مرض يعتري الأفراد والجماعات أسبابا علمها من علمها وجهلها ...

تكونون غثاءً كغثاء السيل


لا شك أن لكل مرض يعتري الأفراد والجماعات أسبابا علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولا يمكن علاج هذه الأمراض قبل التعرف عليها، كما لا يمكن الوقاية منها دون معرفة الأسباب التي تسببها.

ومن عادة كثير من الناس عندما تحل بهم مصيبة أو يطرأ عليهم طارئ أن يبحثوا عن أسباب ذلك في خارج أنفسهم ليُلقوا بالتبعات على غيرهم من الظروف أو الأعيان، كما وصف الله -تعالى- ذلك في حال أهل النفاق بقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا * مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 78 - 79].

فما يصيب الإنسان هو من عند نفسه، وتغييرُ حال الإنسان يكون من عند نفسه، إن شاء الله تعالى، كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: 11]، فما تغيَّر حال عبد من حال خير إلى غيره أو العكس إلا بتغير أصابه في نفسه، وكذلك الأمم والدول، ومن كان له علم بالعمران والسياسة عرف ذلك.

فعندما يتغلب العدو على طائفة من المسلمين، فإن كثيرا منهم يُحيلون ذلك إلى تفوقهم في العدد والعدة، أو ضعف المسلمين في هذه الأبواب، ويسبب تركيزهم على الجانب الكمي من القضية تغافلا منهم عن نوعية الأفراد الذين يشكلون هذا الكم الذي ينظر إليه هؤلاء، وهذا الأمر نجدُ مصداقا له في حديث ثوبان -رضي الله عنه- حين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها)، قال: قلنا: يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: (أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن)، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: (حب الحياة وكراهية الموت) [رواه أحمد].

فالكثرة العددية لا تغني عن الجيش شيئا إن كان أفراده قد تسلط عليهم الوهن، فكرهوا القتال، وركنوا إلى الدعة والسلامة التي يحسبونها في البعد عن الحرب، والعدو وإن كان قليل العدد فإنه سيتجرأ على المسلمين إن نزعت من نفسه مهابتهم، وصار لا يلقي لهم بالا، خاصة إذا عرف ما فيهم من وهن، وضعف في النفوس، وكراهية للقتال.

ولقد رأينا في حال الأمم التي سبقتنا وفي حالنا أن القلة الصابرة ينصرها الله تعالى، وإن الجمع المتخاذل لا تغني عنه كثرته شيئا، كما في قوله سبحانه: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249]، وفي قوله سبحانه: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران: 13].

ولذلك فإن إصلاح النفوس وتجديد إيمانها هو أول خطوات العلاج لمرض الوهن الذي نتيجته الحتمية تسلط العدو على المسلمين، وسبيله تذكير المسلمين بأن كراهية الموت لا تبعده ولا تؤخر أجله، والفرار منه لا يفيد في دفعه، وأن النهاية الحتمية لكل حي أن يموت، فيرجع إلى الله -تعالى- ليجزيه على جهاده وثباته أو يعاقبه على قعوده وتوليه، كما قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].

وكذلك تذكيرهم بأن عاقبة الركون إلى متاع الدنيا من زوجة وولد ومال وعشيرة وخِيمة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].

فيا أهل التوحيد، جددوا الإيمان في قلوبكم، وأحيوا حب الجهاد والاستشهاد في نفوسكم، واسألوا الله المراتب العلى من الجنة، تجدوا نتيجة ذلك في حياتكم الدنيا قبل الآخرة، نصرا على عدوكم، ومهابة لكم في نفوس العالمين، ومن كان همه الآخرة فلا يأبه لما يبتليه الله به في الدنيا، والعاقبة للمتقين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 107
الخميس 5 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد 504 الغفلَة: * أسبابها كثرة المعاصي التعلق في الدنيا صحبة ...

إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد 504
الغفلَة:

* أسبابها
كثرة المعاصي
التعلق في الدنيا
صحبة الغافلين
الإسراف في المباح
هجر القرآن والذكر


* أخطارها

1- الضلالة عن سبيل الرشاد
قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ... ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

2- الضياع والتشتت والهلاك
قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.

3- استحقاق العقوبات الإلهية
قال تعالى: {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

4- الندم والحسرة يوم القيامة
قال تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}.


* علاجها

1- الإكثار من ذكر الله تعالى
قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}.

2- التفكر في آيات الله تعالى
قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}؛ "يخبر تعالى عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ودلائل توحيده". [ابن كثير].

3- تذكر الموت وأهوال القيامة
قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} إلى قوله: {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}.

4- مفارقة الغافلين ومرافقة الصالحين
قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
...المزيد

مقتطفات نفيسة (48) من كلام الشيخ المجاهد أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله تعالى أيها المجاهدون؛ إن ...

مقتطفات نفيسة (48)
من كلام الشيخ المجاهد أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله تعالى

أيها المجاهدون؛
إن سنة الله جرت؛ أنه ليس هناك من هو فوق الحكم الشرعي، بل إن الله خاطب نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بخطاب تنخلع له القلوب، فقال تعالى: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا} [الإسراء: 74-75]، فهذا في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لو ركن إلى الأعداء -وحاشاه- فكيف بمن دونه؟

فالنجاة النجاة، والصبر الصبر، والثبات الثبات، على ما كان عليه السلف الذين قال الله فيهم: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].

فلا تبدلوا إخوة التوحيد.. لا تبدلوا يا إخوة التوحيد.
وإياكم أن تكونوا ممن يخون الله ورسوله، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27].
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 504 الافتتاحية: فأما الزبد فيذهب جُفاءً إن انتفاشة أهل ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 504
الافتتاحية:

فأما الزبد فيذهب جُفاءً

إن انتفاشة أهل الباطل واغترارهم بما في أيديهم من وسائل البطش، ليست ببدع من أمرهم وما هي بجديد عليهم، بل هي طريقة متبعة سار عليها أسلافهم من المبطلين الذاهبين جُفاءً، الذين مضت عليهم سنن الله التي لا تتحول ولا تتبدل، وستمضي على هؤلاء الأخلاف حتى يلاقوا ما لقي أسلافهم من الأخذ والعقوبات الربانية، بعذاب من عند الله أو بتسليط أوليائه عليهم.

وعندما نستعرض المكر الكبار والمؤامرات العظام التي يحيكها الكافرون لأهل الإسلام؛ يتبين لنا مدى غطرستهم وتكبرهم، وفي المقابل يتضح لنا حجم خوفهم من الحق وأهله، فالمعسكرات والترسانات التي صارت تملأ الآفاق شغلها الشاغل ووظيفتها الكبرى هي الحرب على المجاهدين بصفتهم رأس حربة الحق، بل لم تعد الجيوش والحكومات تكتفي بنفسها أو تطمئن حتى تجمع معها في هذا الباب غيرها، فتقيم التحالفات وتتناسى خلافاتها -رغم اتساعها- من أجل حرب المجاهدين ولو كانوا نفرا يسيرا، قليلٌ عددهم، هزيلةٌ عُدَّتهم.

والحملات الإعلامية مهما تصادمت وتسلط بعضها على بعض، ومهما اختلفت توجهاتها ووجهاتها؛ إلا أنها متفقة على حرب الإسلام وأهله، طمسا لمعالم التوحيد والفضيلة، ونشرا لمراتع الأهواء والرذيلة؛ كل هذا لأنهم يعلمون أن الحق لا يصمد أمامه سراب باطلهم ولا زَبَدُه الذي يذهب جفاءً، فالتاريخ على امتداده شاهد على مضي سنن الله الكونية بهذا، فقد حكم الله حكما لا يتغير ولا يتبدل أن الباطل لا ثبات له ولا بقاء مع وجود الحق، فقال سبحانه: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.

ومجيء الحق إنما يكون بظهور أهله القائمين به، المقاتلين عليه، الداعين إليه بالقول والعمل، الذين لا يخلو منهم زمان إلى يوم القيامة، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) [رواه مسلم]، وهذه هي الطائفة التي يقذف الله بها على الباطل فتدمغه بقتالها إيّاه، تدمغه برباطها وثباتها واستمرارها على المنهج السليم والصراط المستقيم، تدمغه بمقاطعتها للباطل ومفارقته ومنابذته في كل الشؤون والأحوال.

ومعلوم أن الباطل لا يزول بالباطل! فلا يزول بالسلمية وشعاراتها ولا الوطنية وراياتها، فضلا أن يزول بتقليده ودخول جحوره!، وكذلك لا يزول بالتماهي أو التهاون أو الالتقاء معه في منتصف الطريق كما هو شأن الجماعات المرتدة، ولا يزول الباطل بالمحاورات وأوهام "التقارب والتعايش" التي لا تحرق سوى أصحابها، كما لا يزول الباطل بإحلال مثله أو أشد منه محله!، فهذا كله مناقض للسنن الشرعية والكونية، ومخالف للعقول والفطر السوية.

لقد بيّن الله تعالى في كتابه السبيل إلى مدافعة الباطل، وأن ذلك يكون باتباع سبيل ذات الشوكة أي القتال، كما جاء في خبر غزوة بدر لمّا خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه طلبا لعير قريش دون قتالها، فأراد الله لهم أمرا آخر وهو الصدام مع قريش وقتالها إحقاقا للحق وإبطالا للباطل كما بيّن المولى -تبارك وتعالى- ذلك في سورة الأنفال فقال: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}، قال الإمام أبو جعفر: "يريد الله أن يحق الإسلام ويعليه (بكلماته)، بأمره إيَّاكم أيها المؤمنون بقتال الكفار". فبهذا يندفع الباطل وينقمع، وبغيره من سبل الشيطان ينتفش ويرتفع.

ويقينًا فإن الغلبة والتمكين لهذا الدين، وإن النصر والعاقبة لأولياء الله المتقين؛ تصديقا وثقة بوعد الله القائل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} قال ابن عباس: "بِالْغَلَبَةِ وَالْقَهْرِ"، والتصديق بذلك الوعد إيمان والتكذيب به كفر.

وإن كانت المؤشرات والموازين المادية تَغرُّ من لا دين له ولا إيمان فلا عجب، فقد اغتر من كان قبلهم حتى جاء أمر الله وعذابه من حيث لم يحتسبوا، فلم تغن عنهم قوة ولا كثرة، ولم تكن تلك الانتفاشة والغطرسة سوى استدراج من الله لهم، ليستوجبوا من العذاب أشده وأوفاه.

وكما أن الواجب على المسلمين أن لا يقنطوا من نصر الله، ولا تهتز ثقتهم بتحقُّق وعده الإلهي؛ فكذلك عليهم وجوبا أن يجتهدوا كل الجهد في بذل الأسباب الشرعية التي أمرهم الله بها استنزالا لنصره كما في قوله سبحانه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}، وذلك بنصرة شريعته ومحاربة أعدائه وموالاة أوليائه، وليعتصموا بحبل الله جميعا ويجتمعوا خلف راية الجماعة التي حافظت على نقاء الراية في زمن التلون والنكوص، وبقيت ثابتة راسخة في الأرض، بينما ذهب زبد الجماعات المرتدة، وبان زيف دعاويها، وتجلى لكل ذي عمى أنهم باتوا أدوات جاهلية بأيدي أئمة الكفر يدفعون بهم لحرب الموحدين، باذلين لذلك أنفسهم وأموالهم فدى لطوائف الكفر المختلفة الأقلية منها والأكثرية، وهم بين هذا وذاك لم يوقفوا حربهم ضد المجاهدين ولم يجمعوا على شيء إجماعهم على قتال الدولة الإسلامية!

ومما يجدر الحديث عنه في هذا الصدد، أن الأسباب التي جعلت الكافرين يحشدون المعسكرات ويعقدون التحالفات تحقيقا لمصالحهم في حرب الإسلام؛ لن تدعهم حتى يفني بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا، حتى يتبخر زبدهم وتنكسر بحول الله شوكتهم، وهذا من تدبير العليم الخبير لأوليائه المتقين وعقابا لأعدائه الكافرين بخلاف مرادهم.

ختاما، إن من الضروري على المسلم توطين نفسه على شدة البلاء والاستعداد لكل ما هو قادم، فمن لم يوطّن على ذلك نفسه، فلا يأمن عليها أن تذهب غدا جفاء مع جملة الزبد الذاهب! فليتنبه الفطن لذلك وليتقلل من الدنيا وليتبلّغ بالقليل، فإن التعلق بالدنيا وزهرتها من أكثر أسباب القعود عن الجهاد.

وكذلك، على المسلم أن ينشرح بالحق صدرا، ولا يلتفت للمرجفين والمثبطين ومن يلقون الشُّبَه والمصائد في طريقه صدا له عن الحق وقطعا للطريق عليه، فإنما مثل هذه على قلبه كمثل الزبد يعلو السيل ثم ما يلبث أن يتفرق وتأخذه علائق الطريق، فإنْ ثبت على المنهج وإلا أخذته في طريقها، فاثبتوا ولا تبرحوا مواقعكم، والموفق من وفقه الله.



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 504
السنة السابعة عشرة - الخميس 22 المحرم 1447 هـ
...المزيد

ستجري دماكم كنهر غزير أَأَرْفاضُ ڪُفْر خَؤونٍ وَضيعْ سـَنَدْفَعُكُمْ نَحْوَ نارِ ...

ستجري دماكم كنهر غزير


أَأَرْفاضُ ڪُفْر خَؤونٍ وَضيعْ
سـَنَدْفَعُكُمْ نَحْوَ نارِ السَّعيرْ

سَݩثْأرُ مِنْڪُمْ لِصَحْبٍ عِظامْ
لِعِرْضِ النَّبِيِّ العَظيمِ الطَّهُورْ

وَلَنْ نَتَوانى عَنِ الانتِقامْ
وَدَرْءِ الكُفُورِ الأَثيمِ الحَقيرَ!

عَلَيٌّ لَنا لَيْسَ لِلْكافِرينْ
وَما كانَ يَرْضى بِخِزْيِ الشُّرورْ

وَلَوْ كانَ حَيًّا لَأَعْمَلَ فيكُمْ
طِعانًا وَضَرْبًا كَضَرْبِ الحَميرْ

فَفِرُّوا عَنِ الكُفْرِ كَيْ تَأْمَنُونا
وَإلّا فَقُوموا وَاهْجُرُوا القبور!

فَإِنَّ الخِلافَةَ حِصْنُ الرَّشادْ
وَدِرْعُ الفَضائِلِ ، مَوْتُ الفُجورْ

وَيا إخْوَةَ الدِّينِ قُومُوا وَهُبّوا
لِعِزِّ الحَياةِ وَعَيْشِ السُّرورْ

أَذِيقُوا العِدا جَمْرَ نارِ الجهـﺎﺩ
لِتَشْفُوا غَلِيلَ الكَليمِ الكَسيرْ

خُذُوا ثَأْرَنا ثَأْرَ دِينِي الحَنيفْ
أَذِيقُوهُمْ بِالمَضاءِ الجَسورْ

أَرُوا رَبَّكُمْ ما يُحِبُّ وَيَرْضى
لِتَنْعَمُوا الهَنا ؛ نَصْرٌ أَثيرْ

وَيَعْلُو اللِّواءُ بِكُلِّ البَوادي
وَتَزهوِ السَّما بِشُموخِ الصُّقورْ

فَشَوْكَ الأَعادي أَلِيمٌ كَئيبْ
وَرَوْضُ الخِلافةِ رَوْحُ العُطورْ


الأخت الشاعرة: أحلام النصر
محرم 1447
...المزيد

أشداء على الكفار ومن لوازم الأخوة الإيمانية محبة المؤمنين أينما كانوا ومناصرتهم والذود عنهم، ...

أشداء على الكفار

ومن لوازم الأخوة الإيمانية محبة المؤمنين أينما كانوا ومناصرتهم والذود عنهم، وبغض أعدائهم ومعاداتهم، ولذا كان الصحابة رضوان الله عليهم أكثر التجمعات أخوة وتماسكا وترابطا، وقد طبقوا ومثلوا هذه الأخوة تمثيلا لا نظير له ولا مثيل، فقد كان الواحد منهم يشاطر أخاه ماله مناصفة، بل كانوا كما قال الله عنهم: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وفي المقابل كانوا يعادون ويتبرؤون من الكافر ولو كان أقرب الناس إليهم، فجمعوا بين منابذة الكافرين وقتالهم ومودة المؤمنين واللين معهم، وبذلك استحقوا ثناء الله عليهم: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، والمعنى كما بين الإمام الطبري وغيره: "غليظة قلوبهم على الكافرين، رقيقة قلوبهم للمؤمنين لينة أنفسهم لهم".

وفي واقعنا المُعاش، فإن هذه الأخوة الإيمانية تتجلى بأبهى صورها وتصفو من الدخن والدواخل في صفوف المسلمين القائمين بأمر الله تعالى وبالأخص بين المجاهدين في سبيل الله؛ فَيَوَدُّ أحدُهم لو بذل لإخوانه المسلمين نفسَه ومالَه، والصور والأمثلة أبين من أن يُشار إليها، وما عدد الاستشهاديين والانغماسيين الحاملين جراح أمتهم بقليل، بينما تنعدم وتتهدم الأخوة الإيمانية بين المجتمعات والتجمعات الجاهلية التي تحب وتبغض وتوالي وتعادي في الوطن والعرق والقبيلة والحزب، لا لله وفي الله، وهذه آفة الأمة اليوم.



مقتبس من مقال صحيفة النبأ العدد [503]
"الأخوَّة الإيمانية!"
...المزيد

حصحص الحق الآن حصحص الحق لمن لا يؤمن بغير الأدلة المحسوسة صوتا وصورة، أما لأولي الأحلام والنهى ...

حصحص الحق

الآن حصحص الحق لمن لا يؤمن بغير الأدلة المحسوسة صوتا وصورة، أما لأولي الأحلام والنهى فقد حصحص الحق قديما منذ صرخ الشيخ العدناني في الجموع: "ما كان هذا منهجنا ولن يكون".


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [503]
"حصحص الحق!"
...المزيد

متشابهون في عداوتهم لدولة الخلافة في أبعاده السياسية، يمثّل القرار الأمريكي احتواء لنظام ...

متشابهون في عداوتهم لدولة الخلافة

في أبعاده السياسية، يمثّل القرار الأمريكي احتواء لنظام الجولاني في المعسكر الغربي، تماما كما يمثل القرار الروسي احتواء لنظام طالبان في المعسكر الشرقي.

لقد بات الثوار والجهاديون بيادق في صراعات المعسكرات الجاهلية، بينما أنت يا جندي الخلافة تقف وحدك في معسكر التوحيد ثابتا شامخا كالطود تنافح عن دينك وأمتك، وتلاقي ما تلاقي في سبيل ذلك، فاصبر واحتسب واحمد الله على هذا الموقف حق حمده، واشكره سبحانه حق شكره.

وانظر حولك وتأمل كيف تتسع "سوريا الجديدة" لكل الطوائف الكافرة إلا الطائفة المؤمنة المنصورة بإذن الله تعالى، التي ترتبط بالشام وملاحمها أشد من ارتباط الجولاني بالخيانة! انظر حولك يا جندي الخلافة وتأمل، وأنت في خراسان وما جاورها، تقاتل الروس والأمريكيين معا، بينما بات الناكثون اليوم يكفِّرون عن حروبهم السابقة معهما، كما لو أنها "خطيئة" أقلعوا عنها وأتبعوها بـ "محاربة الإرهاب" لمحوها!



مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [503]
"حصحص الحق!"
...المزيد

الدولة الإسلامية باقية وتتمدد - ولاية موزمبيق جندي الخلافة: رسالتنا إلى الكفار عامة، وإلى ...

الدولة الإسلامية باقية وتتمدد - ولاية موزمبيق



جندي الخلافة:
رسالتنا إلى الكفار عامة، وإلى كفار موزمبيق خاصة؛ أتظنون أننا عندما نقول: إن دولة الإسلام باقية؛ نقولها لهوًا ولعبًا؟ نقول لكم: إنها والله كلمة حق، نقولها من أعماق قلوبنا، هذا وعد من الله سبحانه وتعالى بأنه سينصر دينه إلى قيام الساعة، وها نحن نكررها: إن دولة الإسلام باقية، باقية وتتمدد بإذن الله.




• مقتبس من الإصدار المرئي / نور الجهاد


لمشاهدة الإصدار، قم بنسخ الرابط التالي وضعه في محرك البحث:
https://gofile.io/d/5XxuSg


أو بالتواصل معنا عن طريق منصة التيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

ولاية موزمبيق - رسالة إلى المسلمين عامة جندي الخلافة: وندعو إخواننا المسلمين في موزمبيق وسائر ...

ولاية موزمبيق - رسالة إلى المسلمين عامة


جندي الخلافة:
وندعو إخواننا المسلمين في موزمبيق وسائر إفريقية أن يتأملوا، كيف بدأ المجاهدون أفرادًا قلائل، لكنهم صانوا عقيدتهم وأخذوا بالأسباب، ففتح الله عليهم وبارك دعوتهم وجهادهم، فاستنزفوا دول الكفر وما زالوا يفعلون حتى اليوم، وسيبقون كذلك حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.




• مقتبس من الإصدار المرئي / نور الجهاد


لمشاهدة الإصدار، قم بنسخ الرابط التالي وضعه في محرك البحث:
https://pomf2.lain.la/f/sgi95cfd.mp4


أو بالتواصل معنا عن طريق منصة التيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - رسالة إلى الكفار من ولاية موزمبيق جندي الخلافة: الحمد لله، والصلاة السلام ...

الدولة الإسلامية - رسالة إلى الكفار من ولاية موزمبيق


جندي الخلافة:
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحوك القتال؛
هذه رسالة إلى الكفار عامة، وإلى الطاغوت "دانييل تشابو" خاصة، مع عملائك المقربين والروانديين؛ نقول لكم: كل من دخل أراضي الدولة الإسلامية سيكون طعامًا للكلاب، وكل من قدموا أبناءهم ليكونوا من جنود الطاغوت فهذا مصيرهم بإذن الله تعالى.

وما هذه إلا البداية، وسنواصل جهادنا إلى قيام الساعة بإذن الله، وقتلكم وقتالكم واجب أوجبه الله تعالى علينا، والله سنقاتلكم إلى قيام الساعة بإذن الله.


• مقتبس من الإصدار المرئي / نور الجهاد


لمشاهدة الإصدار، قم بنسخ الرابط التالي وضعه في محرك البحث:
https://files.fm/f/kq9jdaq66q
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
21 صفر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً