من أعظم ما قيل في أدب الاختلاط بين الرجال والنساء: لا تُطل النظر، ولا تستَبِح الحديث، وكُفّ عن ...

من أعظم ما قيل في أدب الاختلاط بين الرجال والنساء:

لا تُطل النظر، ولا تستَبِح الحديث، وكُفّ عن المزاح، والزم الكُلفة، واجتنب حدوث الألفة، وإياك والخلوة، والكلام الذي له معنيان، واترك مسافة كافية..
وإلا فاحفظ نفسك ونفوس من حولك ولا تختلط ..‏
...المزيد

الاعتراف والمناجاة لمن أراد النجاة الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على ...

الاعتراف والمناجاة لمن أراد النجاة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإماما للمتقين.
معاشر المسلمين الموحدين، الاعتراف والمناجاة لمن أراد النجاة، فهذا أبونا آدم وأمنا حواء اعترفا بما اقترفا لما انجرا وراء إبليس اللعين وأكلا من الشجرة، قال الله عنهما :﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف:23].
اعترفا بالذنب فنجاهما سبحانه من عقابه، لكن إبليس استحق لعنة الله وغضبه وسخطه؛ لأنه أخطأ وأصر على خطئه.
يونس عليه السلام اعترف بما اقترف، فنادى ربه في ظلمات ثلاث، ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، فيا ترى ماذا كانت النتيجة؟ نتيجة الاعتراف، واللجوء إلى الله، فرج الله كربته، ونجاه من الغم، وليس هذا الفرج وكشف الكربات للأنبياء فقط، بل كذلك للمؤمنين المعترفين بتقصيرهم وفقرهم، قال تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].
أيها المؤمنون، عباد الله:
اعتذر نبي الله نوح – عليه السلام – لربه، وطلب المغفرة منه تعالى فقال: ﴿ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾ [ هود: 47]، كما اعتذر نبي الله موسى – عليه السلام – لربه وطلب المغفرة منه تعالى قائلاً: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16].
ابراهيم الخليل – عليه الصلاة والسلام – عابد الرحمن، مكرم الضيفان، مطفئ النيران، مكسر الأوثان رُغم هذه الصفات العظيمة لإبراهيم الخليل- عليه السلام – إلا أنه اعترف بخطئه وتقصيره، فقال في آخر عمره كما قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء:82].
بالإعتذار تنال صفات المتقين الأبرار:
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران:134-135].
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيرا أما بعد..
النبي – عليه الصلاة والسلام – يعلمنا فقه الاعتراف بالخطأ:
علمنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقه الاعتراف بالخطأ ودلنا عل سيد الاستغفار حتى لا يطغى الإنسان ويعلم علم اليقين أنه مقصر في حق الله مهما كان تقياً ورعاً.. قال – عليه الصلاة والسلام -: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) [رواه البخاري].
إذا لم نعترف بأخطائنا اليوم، فمتى نعترف؟!
سنعترف بها حتماً في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا ينفع فيه الندم والاعتذار والاعتراف بالأخطاء عندما نقف بين يدي الله يوم القيامة وعندما يعاين الناس العذاب قال – تعالى – عن هؤلاء واعترافهم وتبريرهم لأخطائهم: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 106 – 111].
أسال الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، واسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب اللهم أصلحنا وأصلح شباب المسلمين اللهم أصلحنا وأصلح بنات المسلمين اللهم أصلحنا وأصلح نساء المسلمين اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتكم ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا رب العالمين اللهم اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه اجعل لنا وللحاضرين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل عسر يسراً ومن كل ظالم نجا، اللهم ارزقنا جميعاً من حيث لا نحتسب، اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا تجعل فينا ولامنا ولا معنا شقياً ولا محروماً، اللهم لا تخرجنا جميعاً من هذا المكان إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة رابحة لا تبور... عباد الله صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين حيث أمركم فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
...المزيد

لمن الملك اليوم

اان الله عز وجل جعل لانسان الدنيا يمشى فى مناكبها ياكل من رزقة وينعم فى متاعها الزائل وكرمة وجعله فوق كل المخلوقات .ولكن ما احلم اله على الانسان يرزقة ويعصيه ينعمه ويكفر به ولكن سوف ياتى اليوم سيعرف فية القاصى والدانى ان الملك لله ولا حول ولا قوى الا بالله ...المزيد

"ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺯﻗﺎ ----------- ﻓﻘﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻳﺄﺗﻲ ...

"ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺯﻗﺎ
----------- ﻓﻘﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ

ﻭﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻘﻮﺓ
------------ ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺮ

ﺗﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ‌ ﺗﺪﺭﻱ
------ ﺇﺫﺍ ﺟﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻞ ﺗﻌﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺠﺮ

ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﺔ
----------- ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﻘﻴﻢ ﻋﺎﺵ ﺣﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ

ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﻰ ﺃﻣﺴﻰ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺿﺎﺣﻜﺎ
------- ﻭﺃﻛﻔﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺗﻨﺴﺞ ﻭﻫﻮ ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻱ

ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﻐﺎﺭ ﻳﺮﺗﺠﻰ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻫﻢ
----------- ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﺱ ﺯﻳﻨﻮﻫﺎ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ
-------------- ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻀﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ

ﻓﻤﻦ ﻋﺎﺵ ﺃﻟﻔﺎ ﻭﺃﻟﻔﻴﻦ
---------------- ﻓﻼ‌ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻳﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ
...المزيد

الشهرة الحقيقية مكانها، وما الطريق إليها؟ الخطبة الاولى: الحمد لله على إحسانه، والشكر له على ...

الشهرة الحقيقية مكانها، وما الطريق إليها؟

الخطبة الاولى:

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أما بعد، فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة، أجارني الله وإياكم من البدع والضلالات.
عباد الله، أمر الله تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره؛ قال سبحانه: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].
هذا أعظم شرف لك يا ابن آدم أن الله يثني عليك عند خلقه في السموات العلا، ويذكرك إذا ذكرته.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "اذكروني بطاعتي، أذكرْكم بمغفرتي"، وقال سعيد بن جبير: "اذكروني في النعمة والرخاء، أذكرْكم في الشدة والبلاء"، بيانه: ﴿ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [الصافات: 143، 144]، وقال الحسن البصري رحمه الله في قوله: (فاذكروني أذكركم)، قال: اذكروني، فيما افترضت عليكم، أذكرْكم فيما أوجبت لكم على نفسي.

معاشر الموحدين، الشهرة الحقيقية مكانها، وما الطريق إليها؟
هنا الجواب، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرتُه في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".

أيها المؤمنون الأماجد، قد يسأل سائل ويقول: كيف نشكر الله؟
اسمع الإجابة، كما ذكر ابن كثير في تفسيره، قال عبدالله بن وهب، عن هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب، كيف أشكرك؟ قال له ربُّه: تذكُرني ولا تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني.
الله سبحانه يذكر مَن ذكَره، ويزيد من شكره، ويعذِّب مَن كفَر بنعمه؛ كما قال الحسن البصري وغيره.
هناك معنى عظيم لقوله تعالى: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102].
أحد السلف يبيِّن لنا هذا المعنى، فيقول: هو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر.

أيها المسلمون الأفاضل، ما هو الذكر الحقيقي الذي ينبغي أن نهتم به؟
يُجيب على ذلك العلامة ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره، فيقول: إنَّ الذكر الحقيقي هو ذكر الله بالقلب، وكيف يذكره بالقلب؟ الجواب: يُنيب إلى الله، يتوكل عليه، يرجوه، يخافه، يستحضر حبه وعظمته وغير ذلك.

عباد الله، المؤمن إذا ذكر الله، ذكَره الله برحمة، لكن الكافر والظالم إذا ذكر الله دون أن يُسلم ويوحد الله، ذكره الله بعذاب؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أوحى الله إلى داود عليه السلام: قل للظلمة لا يذكروني، فإنَّ حقًّا عليَّ أن أذكُرَ من ذكرني، وإنَّ ذِكْري إياهم أن ألعنَهُم".

عباد الله، ما هو الشكر الحقيقي المطلوب؟
الشكر يكون بالقلب إقرارا بالنعم واعترافًا، وباللسان ذكرًا وثناءً، وبالجوارح طاعةً وانقيادًا لأمره.
واشكروا لله بالطاعة، ولا تكفروه بالمعصية، فإن من أطاع الله فقد شكره ومن عصاه، فقد كفره.
وقدَّم سبحانه الأمر بالذكر على الأمر بالشكر؛ لأن في الذكر اشتغالًا بذاته تعالى، وفي الشكر اشتغالًا بنعمته، والاشتغال بذاته أَولى بالتقديم من الاشتغال بنعمته، وقوله: ﴿ ولا تكْفرُون ﴾ تأكيد لقوله: ﴿ واشْكُروا لِي ﴾.

وهذا تحذير لهذه الأمة؛ حتى لا تقع فيما وقع فيه بعضُ الأمم السابقة التي كانت آمنة مطمئنة، فكفَرتْ بِأَنْعمِ الله، فَأَذاقها اللَّهُ لباسَ الْجوع وَالْخوْف بِما كانُوا يَصْنَعُونَ.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فيا أيها الأحباب الكرام في الله، ثبت في المسند والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه: "والله إني لأحبك، فلا تنسى أن تقول دُبُرَ كلِّ صلاة، اللهم أعني على ذِكرك وشكرك وحسن عبادتك".
أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أَعطَى أربعًا فقد أُعطِيَ أربعًا، وتفسير ذلك في كتابِ الله، من أَعطَى الذكر ذكره الله؛ لأن الله يقول: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، ومن أَعْطَى الدُّعاء أُعطِيَ الإجابة؛ لأن الله يقول: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ﴾ [غافر: 60]، ومن أَعْطَى الشكر

أُعطِيَ

الزيادة؛ لأن

الله يقول: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، ومن أَعطَى الاستغفار أُعطِيَ المغفرة؛ لأن الله يقول: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10].

هذا وصلوا وسلموا على مَن أمرَكم الله بالصلاة والسلام عليه.
الدعاء.
...المزيد

اللهُم ثبتنا علي الصلاة حُباً وليس فرضاً وأجعلها أحبُّ إلينا من أمور الدُنيا وما فيها💙

اللهُم ثبتنا علي الصلاة حُباً وليس فرضاً وأجعلها أحبُّ إلينا من أمور الدُنيا وما فيها💙

ازمة القراءة إن روعة البيان وسحر الكلام ليعجزان عن التعبير في هذا الموضوع لأنه كتب فيه الكثير ...

ازمة القراءة

إن روعة البيان وسحر الكلام ليعجزان عن التعبير في هذا الموضوع لأنه كتب فيه الكثير من الكتب والمقالات وطوقته الأقلام أكثر من مرة وما انا الا قطرة في بحر احاول ان استعير بلاغة القول لابين اهمية هذا الموضوع في حياتنا الادبية والاجتماعية وما له من انعكاسات على الفرد والمجتمع ، فهو من المواضيع الشائعة التي تعتبر من موضوعات الساعة ،التي شغلت بال المجتمع العربي دون جدوى ، لان الكلام الذي لا يصاحبه عمل وتطبيق يعد من قائله ثرثرة وهذيان فهو منه بمثابة المجنون الذي يجري وراء ظله ليمسك به ،
فمتى سنعقل ان القراءة ضرورية في الحياة ؟ وبالقراءة تنمو الحضارات وتتقدم المجتماعات ؟ وقبل هذا وذك فنحن من امة كان اول عهدها بكلام ربها هو القراءة والقلم ، متى ستصحو الامة العربية من سباتها العميق وتعيد الاعتبار الى امجادها وعظمائها الاوائل ؟
قبل الغوص في العرض سٲنقل لكم كلاما لعله يثير فينا الفضول وحب القراءة ، يحكى ان الجاحظ وما ادراك ما الجاحظ كان
لم يقع بيدِه كتاب قطّ إلا استوفى قراءته، حتّى أنّه كان يكتَري دكاكينَ الْكُتْبيين، ويبيتُ فيها للمُطالعة، وكان ماهرا في قوّة الحفظ وعالم بالشعر واللغة ،
لن نتقدم الا اذا كان غدنا افضل من يومنا ولا يكون ذلك الا اذا عدنا الى رشدنا وصحون من سباتنا وجعلنا القراءة مصدر حياتنا وانتمائنا لهذا الدين ، ولنجعل شعار يومنا هو ـ لا تنم بنفس العقل الذي استيقظت به ـ حتى نمسك بسراج العلم والمعرفة ونشيح به في وجه العدو ونغوص في عمق تراثنا وثقافتنا لنستخرج الجواهر المكنونة التي بها تقدم اسلافنا ،
ونعلن في وجه خصومنا اننا قادرون على الصمود امام زحفهم المستهدف للعقول العربية والذي التجٲت اليه الدول الغربية عند ما وجدت الشراسة والضراوة في الانسان العربي المدافع عن وطنه وتراثه خلال الحملات الصليبية.
ولكي نمسك ببوارق النور والهدى فعلينا ان نــلتفت التفات المتعطش في الفيافي والفقار الى عهد ربنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكان اول ما خاطب به الله نبينا هو قوله تعالى ( اقرٲ باسم ربك الذي خلق...الذي علم بالقلم)
فلنجعل القراءة مبدٲ اساسي في حياتنا اليومية ، وان يكون ذلك عن طريق الاقتناع لا الاكراه لكي يصمد الواحد منا حاملا لعبء القراءة ومحاميا عنه امام التيارات المنحرفة ، وليكون هاجس الكشف والاطلاع وحب المعرفة يسكن في عقولنا ويجري مجرى الدم في اجسادنا ،
فإذا كان الطعام غداء للجسد فالقراءة هي غداء للروح والقلب معا ، فالقراءة تلين الطبع وترود العقل وتعين على المروءة
وطلب الارتقاء ،
ولنا في اسلافنا وعلمائنا القدوة الحسنة في هذا المجال ،
فكان همهم القراءة وحب المعرفة وبذل الجهود في الابداع وتكوين العلوم وتٲسيسها حتى بلغوا بذلك الذروة.
فتركوا لنا المكاتب زاخرة مملوءة بالكتب والمخطوطات
المتضمنة للعلوم المختلفة في مجالات شتى ، ولمثل هذا فاليعمل العاملون
لما كان موضوع القراءة من المواضع التي جفت فيه الاقلام
والفت فيه الكتب والمجلات ، على منحى متداول بين الجميع
معتمدين في ذلك على معطيات وتحليلات لا تعدو ان تكون من باب الاطلاع على هذه الازمة التي نعيشها ، وقد لا تثير فيك الحمس والنهوض لكون الارقام تتقارب الصفر ، فقد يعكس هذا المنحى المعتمد على الارقام صورة سلبية لدى القارئ.
فوددت قبل امساك القلم معاهدا نفسي على انني في هذا المقال لم اكتب على هذا النهج المتداول ، وانما ساخالف المعهود وسامسك بيد القارئ لاحلق به في سماء المجد ،
وعلى ضفاف تاريخ اسلافنا من الكتاب والادباء ،
وحسبي من هذا المقال ان اثير في القارئ شغف المعرفة وحب القراءة.
--------------
اسماعيل الهرموش
...المزيد

هذا دعاء مبارك عظيم الشأن جليل المقدار، قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام أتي النبي – صلي الله عليه ...

هذا دعاء مبارك عظيم الشأن جليل المقدار، قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام أتي النبي – صلي الله عليه وسلم – فقال:" يا محمد،السلام يقرنك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام،قد أوهبك هذا الدعاء الشريف يا محمد،ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار،وعدد أوراق الأشجار،وقطر الأمطار،بوزن السماوات والأرض،إلا غفر الله تعالى ذلك كله له.

يا محمد هذا الدعاء مكتوب حول العرش،ومكتوب علي حيطان الجنة وأبوابها،وجميع ما فيها،أنا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به،وبهذا الدعاء تفتح أبواب الجنة يوم القيامة وما من ملك مقرب إلا تقرب إلي ربه ببركته. ومن قرأ هذا الدعاء أمن عذاب القبر،ومن الطعن والطاعون وينصر ببراكته من أعدائه، يا محمد،من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة. ومن قرأ هذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها والخلق يوم عرضات القيامة ينظرون إليه نبي من الأنبياء.

يا محمد من صام يوماً واحدا وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أى وقت كان،أقوم علي قبره ومعي براق من نور – عليه سرج من ياقوت أحمر ، فتقول الملائكة: يا اله السماوات والأرض ، من هذا العبد؟ فيجيبهم النداء: يا ملائكتي هذا عبد من عبادى قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالى أن اصرفوه إلي جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد صلي الله عليه وسلم. يا محمد ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل والحصي وقطر الأمطار وورق الأشجار ووزن الجبال وعدد ريش الطيور وعدد الخلائق الأحياء والأموات وعدد الوحوش والدواب يغفر الله تعالى ذلك كله له ولو صارت البحار مداداً والأشجار أقلاماً والإنس والجن والملائكة وخلق الأولين والآخرين يكتبون إلي يوم القيامة لفني المداد وتكسرت الأقلام ولا يقدرون على حصر ثواب هذا الدعاء. " وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: بهذا الحديث ظهر الإسلام.

وقال عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه: نسيت القرآن مراراً كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء،وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: كلما أردت أن أنظر إلي وجه النبي صلي الله عليه وسلم في المنام أقرأ هذا الدعاء.

وقال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجه ورضي عنه: كلما أشرع في الجهاد أقرأ هذا الدعاء وكان الله تعالى ينصرني علي الكفار ببركة هذا الدعاء،ومن قرأ هذا الدعاء وكان مريضاً شفاه الله تعالى – أو كان فقيراً أغناه الله تعالى،ومن قرأ هذا الدعاء وكان به هم أو غم زال عنه وإن كان في سجن وأكثر قراءته خلصه الله تعالى ويكون أمنا شر الشيطان وجور السلطان.

قال سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم): قال لي جبريل: " يا محمد من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية علي جبل لزال الجبل من موضعه أو علي قبر لا يعذب الله تعالى ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت لأن فيه اسم الله الأعظم، وكان من تعلم هذا الدعاء وعلمه للمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه من أرواح الشهداء ولا يموت حتى يرى ما أعد الله له من النعيم المقيم، فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً إن شاء الله تعالى.

فنسأل الله تعالى الإعانة علي قراءته وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته،إنه علي ما شاء قدير – وبعباده خبير – والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين إلي يوم القيامة.

الدعاء الشريف بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين. لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين. لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير – وإليه المصير – وهو علي كل شئ قدير. لا إله إلا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم يا نور السماوات والأرض يا عماد السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض يا ديان السماوات والأرض يا وارث السماوات والأرض يا مالك السماوات والأرض يا عظيم السماوات والأرض يا عالم السماوات والأرض يا قيوم السماوات والأرض يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.

اللهم إني أسألك أن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين، بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبو، الحمد لله الذى لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.

اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي وتكشف فيها كربي وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمرى وتغني بها فقرى وتذهب بها شرى وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني وتجلوا بها حزني وتجمع بها شملي وتبيض بها وجهي يا أرحم الراحمين، اللهم إليك مددت يدي وفيها عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيبا وإلي كل خير سبيلا برحمتك يا ارحم الراحمين.

اللهم لا هادى لمن اضللت ولا معطي لمن منعت ولا مانع لما اعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت، اللهم أنت الحليم لا تعجل وأنت الجواد فلا تبخل وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام وأنت علي كل شئ قدير، اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك وشمول عافيتك وجزيل عطاءك ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندى ولا تجازني بقبيح عملي وتصرف وجهك الكريم علي برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك وتخيبني وأنا أرجوك. اللهم أني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا يا رحيم الأخرة ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين،اللهم لك أسلمت وبك امنت وعليك توكلت وبك خاصمت إليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت الأول و الأخر والظاهر والباطن عليك توكلت أنت رب العرش العظيم.

اللهم آت نفسي تقواها وزكها يا خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين. اللهم أني اسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل لا تجعلني بدعائك رب شقياً وكن بي رءوفاً رحيما يا خير المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين. اللهم رب جبريل وميكال وإسرافيل وعزرائيل اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضي وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً وحافظاً ونصيراً، آمين يا رب العالمين.

اللهم استر عورتي وأقل عثرتي واحفظني من بين يدى ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين، اللهم أني اسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الاعداء ومرافقة الانبياء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين، اللهم أني اسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرضيين والسماوات اسألك يا الله يا من ضجت اليك الأصوات بأصناف اللغات يسألونك الحاجات حاجتي عليك لا تبخل علي في دار البلاء إذا نسيتني أهل الدنيا والأهل والغرباء واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم إني اسألك بمحمد نبيك وابراهيم خليلك وموسي كليمك وعيسي نجيك وروحك وبتوراة موسي وانجيل عيسي وزابور داود وفرقان محمد (صلي الله عليه وسلم) وبكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته أو سائل أعطيته أو غني أغنيته أو ضال هديته اسألك بأسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بدمي ولحمي وسمعي وبصرى وتستعمل به جسدى وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك يا رب العالمين.

سبحان الذى تقدس عن الأشياء ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته واحد لا من قله وموجود لا من عله بالبر معروف وبالإحسان موصوف،معروف بلا غاية وموصوف بلا نهاية أول بلا ابتداء وآخر بلا انقضاء و لانسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السنون كل المخلوقات قهر عظمته وأمره بين الكاف والنون بذكر أنس المخلصون وبرؤيته تقر العيون وتوحيده ابتهج الموحدون هدى اهل طاعته إلي صراطه المستقيم وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم ويرى حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم ويسبحه الطير في وكره ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره وتطمئن القلوب المجله بذكره وكشف ضره و من آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره وأحاط بكل شئ علما وغفر ذنوب المسلمين كرما وحلما ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.

اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير يا نعم المولي يا نعم النصير غفرانك ربنا وإليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك. جل وجهك وعز جاهك يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.

لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين اغثنا بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) ارزقنا فإنك خير الرازقين. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) استرنا يا خير الساترين. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين. لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة أعين العابدين. لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه. سبحان من هو محتجب عن كل عين. سبحان من هو عالم بما في جوف البحار. سبحان من هو مدبر الأمور. سبحان من هو باعث من في القبور. سبحان من ليس له شريك ولا نظير ولا وزير وهو علي كل شئ قدير. اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد واجعلنا عن الإسلام ثابتين لفرائضك مؤديين وبسنة نبيك محمد (صلي الله عليه وسلم) متمسكين وعلي الصلاة محافظين للزكاة فاعلين ولرضاك مبتغين وبقضائك راضيين وإليك راغبين يا حي يا قيوم إنك جواد كريم برحمتك يا أرحم الراحمين. لا إله إلا أنت راحم المساكين ومعين الضعفاء ومثيب الشاكرين. الحمد لله جبار السماوات،عالم الخفيات،منزل البركات،قابل البركات،مفرج البركات،كريم مجيد. اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصرى والشياطين منهزمين عني،والصالحين قرنائي والعلماء اصفيائي والجنة مأواى الفوز نجاتي. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إني اصبحت وأمسيت في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذ وأمنك وعافيتك ومعافاتك وعلي فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد (صلي الله عليه وسلم( الحمد لله حمداً يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا. الحمد لله الواحد القهار،العزيز الجبار،الرحيم الغفار،لا تخفي عليه الأسرار،ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار. اللهم اجعل صباحنا خير صباح ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت. بجاه محمد (صلي الله عليه وسلم) تب علينا. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. اللهم يا كبير فوق كل كبير،يا سميع يا بصير،يا من لا شريك له ولا وزير،يا خالق السماوات والأرضيين،والشمس والقمر المنير يا عصمة البائس الخائف المستجير،ويا رازق الطفل الصغير. يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد أسألك وأدعوك دعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسنى وأسرارها المتصلة أن تغفر لي برحمتك وترحمني وتسترني وتكشف همي وغميوتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصة وعلما نافعا ويقينا صادقا وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والأخرة وأن تفرج عني كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتقضي حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام – برحمتك يا أرحم الراحمين،وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً والحمد لله رب العالمين.
...المزيد

الإستقامة وأثرها في حياة المسلم جمع وإعداد/ د. ياسر عبد الله الحوري الحمد لله رب العالمين، ...

الإستقامة وأثرها في حياة المسلم
جمع وإعداد/ د. ياسر عبد الله الحوري


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين.



معاشر المسلمين الموحدين:

نعيش وإياكم مع خلق عظيم من أخلاق القرآن، إنه خلق تخلى عنه كثير من الناس الذين آثروا الدنيا عن الآخرة، خلق ما أحوجنا إليه وخاصة الأمة تمر بأمواج من الفتن والمحن، ما أحوج المسلمين اليوم وهم يشاهدون المؤامرة الكبيرة على الإسلام وأبناءه أن يتمسكوا بهذا الخلق العظيم، ويكونوا صفاً واحداً وحصناً منيعاً ضد من يكيد لديننا ويعبث بمقدساتنا، ولن يتأتى ذلك إلا إذا استقمنا على شرع الله، واعتمدنا على خالقنا ورازقنا، إنه خُلق الاستقامة، فالاستقامة عين الكرامة..

فيا ترى ماذا قال سلفنا وهم يصفون معنى الاستقامة؟

تنوعت أقوال السلف في وصف الاستقامة وتعددت، فلقد سُئل صدّيق هذه الأمة وأعظمُها استقامة - أبوبكر الصديق - عن الاستقامة؟ فقال: " ألا تُشرك بالله شيئا".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب".

وقال عثمان رضي الله عنه: " استقاموا: أخلصوا العمل لله".، وقال علي وابن عباس رضي الله عنهما: " استقاموا: أدوا الفرائض.

ابن رجب رحمه الله جاء بتعريف جامع مانع، فقال رحمه الله: " والاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، وهي الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك".

ومن خلال هذ التعاريف نفهم أن الاستقامة تعني التمسك بالدين كله والثبات عليه، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " أعظم الكرامة لزوم الاستقامة".

فضائل عظيمة ومنازل رفيعة لمن استقاموا على طاعة الله:

أيها الأحبة الكرام في الله:

تأملوا معي هذه الآية الكريمة، والله سبحانه وتعالى يذكر الفضائل العظيمة، والمنازل الرفيعة لأهل استقامته، قال جل وعلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].

من خلال هذه الآيات نجد الفضل العظيم، والعطاء الجزيل لمن تخلق بخلق الاستقامة، فمن هذا العطاء والفضل أن ملائكة الرحمن تتنزل عليهم بالبشرى من عند الله سبحانه وتعالى بالسرور والحبور، وذلك في ثلاثة مواطن عصيبة ورهيبة، قال وكيع: "البشرى في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وفي البعث". ذكر ذلك الإمام الشوكاني والقرطبي في تفسيرهما.

تحقيق الطمأنينة والسكينة لأهل الاستقامة:

﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت:30]، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].

يا لها من منزلة عظيمة ونعمة جسيمة لهم، قال سبحانه: ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت:30].

أيها الأحبة الكرام:

من كان الله وليه فاز بكل مطلب، ونجا من كل مخافة:

قال جل ذكره: ( ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [فصلت:31]، الله أكبر!! إنه نعيم من الكريم سبحانه لأهل طاعته يفوق النعيم السابق، قال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية: "أي نحن المتولون لحفظكم ومعونتكم في أمور الدنيا والآخرة، ومن كان الله وليه فاز بكل مطلب، ونجا من كل مخافة".

اسمعوا ماذا قال ربكم في هذا الشأن عن أهل استقامته في سورة الأنعام: ﴿ وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 126-127].

أين من يبحث عن سعة الرزق وهناءة العيش؟

الله الله لو استقام الناس على طريقة الإسلام، واستمروا عليها؛ لوجدوا خيراً كثيراً، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]، والمراد بذلك سعة الرزق كما قال عمر رضي الله عنه:" أينما كان الماء كان المال".

وهذا الوعد كقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].



آثار الاستقامة في حياة المسلم:

لما كانت الاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، متعلقة بالأقوال والفعال والأحوال كان لابد من ظهور آثارها في حياة المسلم المستقيم.



فمن أوضح آثار الاستقامة في حياة المؤمن توحيده لله، توحيداً لا تخالطه شائبة شرك:

المستقيم على توحيد الله تراه سائلاً إياه، لائذاً بحماه، واثقاً به، متوكلاً عليه، لا يخاف إلا الله... يعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، فالمستقيم على طاعة الله كذلك يعلم أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه وما أخطئه لم يكن ليُصيبه.



ومن آثار الاستقامة في حياة المسلم الدعوة إلى الله عز وجل:

عباد الله:

لقد قرن الله عز وجل الأمر بالدعوة مع الأمر بالاستقامة في آية واحدة فقال جل شأنه:

﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [الشورى:15]، وبعد آيات النعيم العظيم من الله لأهل استقامته أتبعها مباشرة بآيات الدعوة إلى الله، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت:33].

فنفعه لنفسه باستقامته، ولغيره بدعوته، وهذا هو أحسن القول الذي به ينال المؤمن الدرجات العلى.

المستقيم على طاعة الله ما دام عرف طريقه، لا يميل ولا يتلون ولا يتذبذب... ثابت القدم، راسخ اليقين لا تضره فتنة، ولا تغيره محنة.

ولهذا لما قرأ عمر هذه الآية على المنبر ( ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾[الأحقاف:13] فقال: " لم يروغوا روغان الثعلب".



ومن آثار الاستقامة على العبد شعوره بالتقصير:

ولهذا يتطلب منه كثرة الاستغفار قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ.. ﴾ [فصلت:6] قال ابن رجب رحمه الله: " إشارة إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجبر ذلك بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة، فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها...)). حديث حسن رواه أحمد والترمذي.



صور مشرقة من سير سلفنا الصالح:

الاستقامة في العبادة:

قال عبد الله بن الحسن: كان لي جارية رومية وكنت بها معجباً، فكانت في بعض الليالي نائمة إلى جنبي فانتبهت فالتمستها فلم أجدها، فقمت إليها وهي ساجدة وهي تقول: اللهم بحبك لي إلا ما غفرت لي.

فقلت لها: لا تقولي بحبك لي، ولكن قولي: بحبي لك.

فقالت: يا مولاي بحبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وبحبه لي أيقظني وكثير من خلقه نيام[1].



الاستقامة على العفة:

قال خارجة بن زياد: هويت امرأة من الحي فكنت أتبعها إذا خرجْت من المسجد، فعرفَت ذلك مني، فقالت لي ذات ليلة: ألك حاجة؟ قلت نعم، قالت وما هي: قلت: مودتك، قالت: دع ذلك ليوم التغابن. قال: فأبكتني فو الله ما عُدتُ لذلك[2].



استقامة اللسان:

إن أعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)) حديث حسن.

قال البخاري عن نفسه: ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها[3].



استقامة الهموم:

قال صلى الله عليه وسلم: (( من كانت الآخرة همه، جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت همه الدنيا، فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

فقد كان السلف لا يتحدثون بحديث إلا وللآخرة نصيب منه، فلا يفرحون إلا للآخرة، ولا يحزنون إلا للآخرة.

ومما جاء في ترجمة الصحابي الجليل حممة بن أبي حممة أنه بات ليلة عند التابعي هرم ابن حيان العبدي، فرآه يبكي الليل أجمع، فقال له هرم: ما يبكيك؟ قال: ذكرت ليلة صبيحتُها تُبعثر القبور، ثم بات عنده ليلة ثانية فبات يبكي فسأله فقال: ذكرت ليلة صبيحتها تتناثر النجوم[4].



عوائق الاستقامة:

الاستهانة بالمعصية:

يا للهِ ! كم أهلكت المعاصي أناساً كانوا صالحين فأردتهم صرعى الشهوات، وصدتهم عن الطاعات؟!

وربما يستهين المسلم بمعصية حتى تجتمع عليه أخواتها، فالسيئة -كما قيل- تدعوا أختها؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ((إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)). رواه أحمد وغيره وهو في صحيح الجامع.



ومن عوائقها الانشغال بالدنيا عن الآخرة:

قال عليه الصلاة والسلام: ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)). متفق عليه.



ومن عوائقها الوسط السيء:

في الوظيفة - في الأسرة - في المجتمع. قال تعالى: ﴿ فاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [ هود: 112-113].

طريقنا إلى الاستقامة:

الإخلاص لله رب العالمين:

فالرياء انحراف في النية؛ ولذا لا بد من تهذيب النفس حتى تستقيم فتصدق مع الله في الأقوال والأعمال، قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ.. ﴾ [الأنعام: 162-163].



الالتزام بالسنة طريق الاستقامة:

فمن فارق السنة فقد فارق الدليل وضل عن سواء السبيل، فالزم نفسك بالسنة، وتحرها في كل صغيرة وكبيرة تستقم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 52-53].



فعل الطاعات، والاجتهاد فيها، ومجاهدة النفس عليها:

مما يعين على تحقيق الاستقامة الالتزام بالفرائض والمواظبة عليها، والقيام بها كما أمر الله - عز وجل - ؛ ولهذا بعد آية الأمر بالاستقامة بآية جاء الأمر بالمحافظة على الصلوات الخمس؛ لما لها من أثر في استقامة العبد، قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].



ولقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة والوضوء بعد أن أمرنا بالاستقامة، فقال عليه الصلاة والسلام: (( استقيموا ولن تُحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن...)) رواه أحمد وغيره، وهو في صحيح الجامع.



الدعاء سبيل إلى الاستقامة:

رفع المؤمنون أكف الضراعة إلى الله لما علموا أن الهداية غلى الاستقامة بيد الله سبحانه، بل يرددون في كل ركعة من صلواتهم (اهدنا الصراط المستقيم)، ولقد قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في قوله تعالى (فَاسْتَقم) قيل:" اطلب الإقامة على الدين من الله واسأله ذلك، فتكون السين سين السؤال، كما تقول استغفر الله، أطلب الغفران منه"[5].



الارتباط بالقرآن تلاوة وحفظا، وتدبرا، وعملا دليل صادق يدلك على الاستقامة:

قال سبحانه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء:9] فالآية تُخبرنا - وهي قول أصدق القائلين - بأن كتاب الله - تعالى - يهدي إلى الحالة التي هي أقوم الحالات، وإلى الطريقة التي هي أعدل الطرق، وهي طريق الإيمان بالله، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، والإيمان برسله، والعمل بطاعته.



وقد أكّد الله - تبارك وتعالى - لعباده هذا المعنى حين قال عن كتابه:

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 27-28].

وهذا حذيفة رضي الله عنه ينادي فيقول: "يا معشر القراء.. استقيموا فقد سَبقتم سَبقاً بعيداً، فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً".



هُجران أهل الكفر والمعاصي طريق إلى الاستقامة:

لقد جاء بعد آية الأمر بالاستقامة - في سورة هود - مباشرة قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113].

قال أهل العلم: أي لا تميلوا إلى العصاة، وقد قال القرطبي-رحمه الله- في دلالة هذه الآية: " أنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية؛ إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة، وقد قال حكيم وهو طرفة بن العبد:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي



ثم قال تعالى: ﴿ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]؛ أي تُحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم"[6].

والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ورجاله ثقات.

أسال الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، وأسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
...المزيد

ليسَ البكاءُ وإنْ أُطيلَ بِمُقْنِعي ** الخطبُ أعظمُ قيمةً من أَدْمُعِي تاللهِ ما جارَ الزّمانُ ولا ...

ليسَ البكاءُ وإنْ أُطيلَ بِمُقْنِعي ** الخطبُ أعظمُ قيمةً من أَدْمُعِي
تاللهِ ما جارَ الزّمانُ ولا اعتدى** بِأَجَلَّ مِن ذاك الْمُصابِ وَأَوْجَعِ
فُقِدَ النبيُّ فَأَظْلَمت كُلُّ الدُنى** والحُزن حَلَّ بِكُلّ قَلْبٍ موجَعِ
ما زال بِالقرآنِ فينا هاديا**يهدي الأنامَ بنورِهِ الْمُتَشَعْشِعِ
...المزيد

+++++ إصدارات دولة الخلافة الإسلامية نصرها الله خلال عام 1439 هجري مع جميع اعداد صحيفة ...

+++++

إصدارات دولة الخلافة الإسلامية نصرها الله خلال عام 1439 هجري مع جميع اعداد صحيفة النبأ
ومجلة رومية واهم التوثيقات والرسائل للذئاب المنفردة

https://pastethis.at/ZMeOjJZs

https://pastethis.at/JwizIjIbfuw82s

https://justpaste.it/4kjix

https://justpaste.it/6mr1c

https://pastethis.at/zwdWJiOZm2de
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
27 شوال 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً