وسم: الترك
ابن قيم الجوزية
حالك مع الذنب
وفرحك بالذنب أشد عند الله من الذنب، وضحكك وأنت تفعل الذنب أشد عند الله من الذنب، وحزنك عند فوات الذنب إذا فاتك أشد عند الله من الذنب، وحرصك على أن تستر نفسك وأنت تذنب ولا يضطرب قلبك لنظر الله إليك، أشد عند الله من الذنب.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (31)- بدء اليقظة!
عند أول بدء اليقظة، تحددت أهداف المسيحية الشمالية، وتحددت وسائلها. لم يغب عن أحد منهم قط في سبيل إعداد أنفسهم لحرب صليبية رابعة، لأنهم كانوا يومئذ يعيشون في ظل شبح مخيف متوغل في أرض أوربة المقدسة ببأس شديد وفوة لا تردع، بل هو شبح متجول يطوف أنحاء القارة كلها، لا يطرف فيها جفن حتى يراه ماثلًا في عينه آناء الليل وأطراف النهار، الترك الترك!!
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (29)- منزلة الدين الراسخ!
وكذلك رسخت في العظام الحية، لا في النفوس وحدها ولا في العقول، بغضاء سارية مشتعلة للفظ الترك (أي المسلمين)، لا تزداد على الأيام إلا توهجًا وانتشارًا، ونزلت من النفوس منزلة الدين الراسخ في أعماق الفطرة. وهذه البغضاء المشتعلة النافذة في غور العظام هي التي دفعت أوربة دفعًا إلى طلب المخرج من المأزق الضنك، وهي التي أيقظت الهمم، يقظة لا تعرف الإغماض. وباليقظة المتوهجة دار الصراع في جنبات أوربة بين جميع القوى التي كانت تحكم الجماهير الهمج الهامج. ومن قلب هذا الصراع خرجت طبقة إصلاح خلل المسيحية الشمالية مرة أخرى، وخرج أيضًا صراع اللغات واللهجات المتبانية، طلبًا لاستقرار لغة موحدة لكل إقليم، وإخراج سيطرة اللاتينية العتيقة من طريق الرهبان والعلماء والكتاب، لكي يمكن نشر التعليم على أوسع نطاق بين جماهير الهمج الهامج من رعايا الكنيسة، وتاريخ طويل حافل متنوع وجهاد مرير قاس، في سبيل اليقظة العامة، والتنبه والتجمع لإعداد أمة مسيحية قادرة على دفع رعب الترك عن أرض أوربة المقدسة.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (28)- هم الترك!
بيد أن هذه الواقعة الباطشة على عنفها، وعلى سرعة ما تلاها من تدفق كتائب الإسلام منساحة في قلب أوربة، لم تفت في عضد المسيحية الشمالية، بل على العكس، زادها الإحساس بالخزي والعار حماسة وتصميمًا وتحرقًا وحقدًا خالط كل نفس من الخاصة والعامة، وصار هم الترك (أي المسلمين) همًا مؤرقًا للعالم والجاهل والصغير والكبير والذكر والأنثى، وهام الرهبان وغير الرهبان في جنبات أوربة غضابًا يحرضون رعاياهم على قتال الترك بكل لسان قادر على الإثارة والتبشيع.