كيف حالك عند مصيبة البيت والشارع والأمة

كيف حالك عند مصيبة البيت والشارع والأمة ؟
 
﴿ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ سورة الأنعام الآيات ٤٣-٤٥
 
قوله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا}  {فَلَوْلا}  تَحْضِيضٌ، وَهِيَ الَّتِي تَلِّي الْفِعْلَ بِمَعْنَى هَلَّا، وَهَذَا عِتَابٌ عَلَى تَرْكِ الدُّعَاءِ، وَإِخْبَارٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَضَرَّعُوا حِينَ نُزُولِ الْعَذَابِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونُوا تَضَرَّعُوا تَضَرُّعَ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ، أَوْ تَضَرَّعُوا حِينَ لَابَسَهُمُ الْعَذَابُ، وَالتَّضَرُّعُ عَلَى هَذِهِ الْوُجُوهِ غَيْرُ نَافِعٍ. وَالدُّعَاءُ مَأْمُورٌ بِهِ حَالَ الرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:  {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }غافر: ٦٠
 
وقال: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي } غافر: ٦٠-  أي دعائي {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} ] غافر: ٦٠] وَهَذَا وَعِيدٌ شَدِيدٌ.  {وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}  أَيْ صَلُبَتْ وَغَلُظَتْ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الْكُفْرِ وَالْإِصْرَارِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ.
 
{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ}  أَيْ أَغْوَاهُمْ بِالْمَعَاصِي وحملهم عليها.
 
المصدر: تفسير القرطبي

كناشة الفوائد (12): المجاهدة

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"رأيت الخلق كلهم في صفِّ محاربة، والشياطين يرمونهم بنبل الهوى، ويضربونهم بأسياف اللذة:

فأما المخلطون؛ فصرعى من أول وقت اللقاء.

وأما المتقون؛ ففي جهدٍ جهيد من المجاهدة.

فلا بد -مع طول الوقوف في المحاربة- من جراحٍ، فهم يجرحون ويداوون، إلا أنهم من القتل محفوظون.

بلى، إن الجراحة في الوجه شَيْنٌ باقٍ، فليحذر ذلك المجاهدون".

كناشة الفوائد (9): ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ

في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم ذكر له رجل نام ليلة حتى أصبح، فقال: «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ» (صحيح البخاري؛ برقم: [3270]).

أي: أنه لم يصل ولا ركعة من الليل.

فكيف بمن ترك الفجر؟

وفي مسند الإمام أحمد عن الحسن البصري: إن بوله والله لثقيل.

الفوائد (21)- في عرش الرحمن وقلب عبده

وخلق الله القلوب وجعلها محلًا لمعرفته ومحبّته وإرادته، فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته ومحبّته وإرادته، فهذا من المثل الأعلى، وهو مستوٍ على قلب المؤمن فهو عرشه، وإن لم يكن أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس وخبث؛ لم يصلح لاستواء المثل الأعلى عليه معرفة ومحبة وإرادة، فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل ومحبتها وإرادتها والتعلق بها، فضاق وأظلم وبعد من كمال هو فلاحه حتى تعود القلوب على قلبين: قلب هو عرش الرحمن ففيه النور والحياة والفرح والسرور، وقلب هو عرش الشيطان، فهناك الضيق والظلمة، فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل، مغموم في الحال. وقد روى الترمذي وغيره عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إذا دخل النور القلب، انفسح وانشرح»، قالوا: "فما علامة ذلك يا رسول الله؟"، قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجاني عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله». 

فليختر سيده!

الحرية أن تصل لحاجتك الممنوعة لا أن تصل لممنوعٍ لا تحتاجه.. وكل تحرر من أمر الله هو عبودية لأمر الشيطان، الإنسان خُلق ليُطيع فليختر سيده.

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً