مطية!

وإن من أحط الخلق في نظري أولئك الذين آتاهم الله علمًا بدينه، ومكانة شرعية بين خلقه، فجعلوا ذلك مطية لذوي منصب أو مال أو سلطان، وسخروه لإرضائهم فأظهروا منه ما يمليه عليهم سادتهم، وحجبوا منه ما لو بيَّنوه لانكشفت سوءات كبرائهم، واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا فبئس ما يشترون.

وإن مكمن ذلك الانحطاط ومناط ذلك الإجرام هو مدى الامتهان الذي اقترفوه في حق دينهم وآيات ربهم، حتى جعلوها وهي أشرف ما يحصّله مخلوق سلعة تباع لمن يمتلك الثمن، وأداة تستعمل لتملق أهل الجاه والسلطان، وتابعًا لمن لديه القوة والصولجان، فلبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً