‏قال مالك بن دينار رحمه الله : «الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه» الصمت لابن أبي الدنيا (512)

سئل الشعبي عن طائفة نُصرت وهي على الباطل فقال: ذلك بأنهم جهلوا الحق واجتمعوا وتفرقتم ولم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدًا (حلية الأولياء: [٤/٣١٥]).

قلتُ: فانظر إلى عقل هذا الرجل، كيف أدرك بثاقب نظره في سنن الله تعالى أن التفرق -وإن أهله أصحاب منهج صحيح- يسلط عليهم الأمم المجتمعة وإن كانوا على منهج خطأ.

﴿ يُحبُّهم ويُحبُّونه ﴾ محبة الله للعبد هي أجلّ نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة تفضّل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدًا يسّر له الأسباب، وهوّن عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد .

[ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره ]

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :  وجدنا خير عيشنا بالصبر [الزهد للإمام أحمد رقم (٦١٢)]

عسى أن يكون منعه لك سبحانه؛ عطاء.

وحجزك عن رغبتك؛ لطف.

وتأخرك عن مرادك؛ عناية.

فإنه أبصر بك منك.

أنا جنتي وبستاني في صدري أينما ذهبت فهي معي، إن معي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إن قتلوني فقتلي شهادة، وإن نفوني عن بلدي فنفيي سياحة، وإن سجنوني فأنا في خلوة مع ربي. إن المحبوس من حبس عن ربه وإن الأسير من أسره هواه.

إن الطير حين تنبت قوادمه وخوافيه ويقوى جناحاه، يصبح مؤهلاً لمغادرة العش والهجرة إلى بلاد بعيدة، وهكذا أبناؤنا وفلذات أكبادنا.

 من رغب عن التعب لله ، ابتُلي بالتعب في خدمة الخلق ولا بدّ.. [مدارج السالكين ٣١١]

يقول الأديب علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه رجال من التاريخ موصياً أرباب البيوت: يجب على كل ربِّ أسرة أن يكون في بيته كتابٌ جامعٌ من كتب السيرة النبوية، وأن يقرأ فيه دائماً، وأن يتلو منه على أهله وأولاده، وأن يجعل لذلك ساعةً كلّ يوم، لينشئوا على معرفة سيرة الرسول ﷺ.

المعصية إذا خفِيت لم تضرَّ إلا صاحِبَها، وإذا أُعلنت ضرَّت الخاصة والعامة، وإذا رأى الناسُ المنكر فاشتركوا في تركِ إنكاره، أوشك أن يعُمَّهم الله بعِقابه . [ الداء والدواء لـ ابن القيم صـ ١١١ ]

في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله.
 

والاستغفار أكبر الحسنات وبابه واسع، فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه.. فعليه بالتوحيد والاستغفار؛ ففيهما الشفاء إذا كان بصدق وإخلاص.