لا تنزل عن هذه المنزلة الرفيعة

تأمل - أخي المسلم - أين وصل بك شهر رمضان من علو الهمة، وسمو الإرادة، وماضي العزم؟! فقد بلغ بك إلى درجة أن تترك الحلال – فضلا عن الحرام – من الطعام والشارب والشهوة؛ وأن تسعى إلى أعظم الغايات، وأجلِّ المقاصد، وهي: إرادة وجه الله، تعالى.

فلا تنزل عن هذه المنزلة الرفيعة، ولا تهبط من هذه المكانة الشامخة، وابقَ حيث أراد الله لك أن تكون، عندما كرّمك، وأكرمك بصيام هذا الشهر العظيم، وكن عن عبودية الشهوات عَصِيّا، وعن قيود العادات السيئة أَبِيّا؛ فلا يَرَيَنّك الله - تعالى - ثم لا تَرَيَنَّك نفسُك، وقد أصبحت عبدا للُقمةٍ حرامٍ، أو شربةٍ حرامٍ، أو شهوةٍ حرامٍ، وأنت الذي كان في رمضان محلقا في سماء الحرية، مترفعا حتى عن أطيب الطعام والشراب، لا ترى فوق هامتك إلا عرش الرحمن - تعالى.

البلايا على مقادير الرجال

البلايا على مقادير الرجال. فكثير من الناس تراهم ساكتين، راضين بما عندهم من دين ودنيا، وأولئك قوم لم يُرادوا لمقامات الصبر الرفيعة، أو علم ضعفهم عن مقاومة البلاء فلطف بهم.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (76)- يقظتنا ويقظتهم (3)

كان المستشرقون منذ نأنأة الاستشراق وإلى هذا اليوم  يجوبون دار الإسلام من أطرافها إلى قلبها، يلاقون الخاصة من العلماء، ويخالطون عامة المثقفين والدهماء، وفي قلوبهم حمية الحقد المكتم، وفي النفوس العزيمة المصممة، وفي العيون اليقظة، وفي العقول التنبه، وفي الوجوه البشر والبراءة، وفي الألسنة الحلاوة والتملق، ولبسوا لجمهرة المسلمين كل زي، وتوغلوا يستخرجون كل مخبوء، وكانت بلادهم يومئذ قريبة عهد بعصر النهضة وعصر اليقظة وعصر الإحياء، فهم على أتم معرفة بأسرار اليقظة كيف تبدأ وإلى أين تنتهى، فأدركوا إدراكًا واضحًا لا لجاجة فيه أن ما كان يجري في دار الإسلام منذ منتصف القرن الـ 11 الهجري، إلى منتصف القرن الـ 12 الهجري، إنما هو يقظة حقيقية، ونهضة كاملة، وإحياء صحيح، منبثق كله من ينبوع صافٍ عتيقٍ، طمست معالمه كر الدهور والقرون، هو جميعه في حوزة دار الإسلام، وهم في يقظتهم هذه يومئذ عالة عليه، ولا يستقون إلا من ثماده بعد جهد جهيد، فوجفت قلوبهم ورجفت من هول ما هم مقبلون عليه، إذا تمت لدار الإسلام اليقظة، واستوت وبلغت أشدها، واستقامت خطواتها على سنن الطريق!

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (70)- ما بعد فتح القسطنطينية (1)

غبر ما غبر، ودخلت دار الإسلام في سنة لذيذة أورثتها نشوة النصر المؤزر، ودخلت أوربة كلها في عزيمة حاسمة لترد عن عرضها العار، وبلغ السيل الزبي، فكانت يقظة محسوسة في جانب، وغفوة لا تحس في جانب، وشال الميزان، وانطلقت الأساطيل الأوربية تطوق دار الإسلام من أطرافها البعيدة، فإذا دار الإسلام محصورة في الجنوب، بعد أن كانت حاصرة المسيحية في الشمال، وشيئًا فشيئًا فقدت دار الخلافة في القسطنطينية هيبتها وسيطرتها، وصارت لأوربة هيبة مرهوبة وسيطرة!

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (71)- ما بعد فتح القسطنطينية (2)

يومئذ كان قد مضى على فتح القسطنطينية قرنان، 200 عام.. ويومئذ آنس قلب دار الإسلام ركزًا خفيًا فأرهف له سمعه. سمع نقيض أركان دار الخلافة وهي تتقوض، فتوجس توجسًا غامضًا لشر مستطير آت لا يدري من أين؟ فهب من جوف الغفوة الغامرة أشتات من رجال أيقظتهم هذه التقوض، فانبعثوا يحاولون إيقاظ الجماهير المستغرقة في غفوتها. رجال عظام أحسوا بالخطر المبهم المحدق بأمتهم، فهبوا بلا تباطؤ بينهم. كانوا رجالًا أيقاظًا مفرقين في جنبات أرض مترامية الأطراف، متباعدة أوطانهم، لا يجمعهم إلا هذا الذي توجسوه في قرارة أنفسهم مبهمًا من خطر محدق. أحسوا خطرًا فراموا إصلاح الخلل الواقع في حياة دار الإسلام: خلل اللغة وخلل العقيدة وخلل علوم الدين وخلل علوم الحضارة. وبأناة وصبر عملوا وألفوا وعلموا تلاميذهم، وبهمة وجد أرادوا أن يدخلوا بالأمة في عصر النهضة. 

الفوائد (15)- الفاتحة وما تضمنته (3)

قوله {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]، يتضمّن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامة على الصراط المستقيم، وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة إلا بهداية ربه له كما لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته، ولا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (44)- دوائر المعارف الإسلامية

وما هو إلا قليل حتى كان تحت يد الاستشراق آلاف مؤلفة من مخطوطات من كتب دار الإسلام نفيسة منتقاة، مشتراه أو مسروقة، موزعة مفرقة في جميع أرجاء أوربة وأديرتها ومكتباتها وجامعاتها. ولما كانت هذه المخطوطات التي يعكف نفر منهم على دراستها متفرقة في البلاد، حبيسة تحت يد عدد قليل جدًا، قد يكون رجلًا واحدًا في قرية أو دير، عمدوا إلى نشر بعضها مطبوعة. ولكي تكون الفائدة أكثر تمامًا والجهد أكثر جدوى، أنشأوا أيضًا مجلات بكل لسان من ألسنتهم، ينشر فيها كل مستشرق نتائج بحثه ودراسته، لتكون عونًا لكل دارس مستشرق وغير مستشرق، وهي مجلات الدراسات الإسلامية أو الشرقية. بل سمت همتهم فبدأوا في صناعة جماهر الإسلام التي يسمونها (دوائر المعارف الإسلامية)، وكذلك أصبح الاستشراق في أوربة كلها هيئة واحدة، لها هدف واحد، ونظام واحد، وفهم واحد، وأسلوب واحد، ونظر مشترك واحد، إلى حضارة دار الإسلام قديمها وحديثها. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (27)- وانساحت كتائب الإسلام!

وبغتة وقعت الواقعة في يوم الثلاثاء 20 جمادي الآخرة سنة 857 هـ، ودخل محمد الفاتح حصن المسيحية الشمالية المنيع الشامخ، مدينة القسطنطينية، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان. ودنت صلاة العصر، وقام أحد العلماء فأذن للصلاة، وصلى المسلمون في كنيسة أيا صوفيا ومن يومئذ حولت فصارت مسجدًا. انتشر الخبر كالبرق في أرجاء أوربة، ومادت الدنيا بالخبر، واهتزت دنيا المسيحية الأوربية هزة لم تعرف مثلها قط، ولم يبق عليها راهب ولا ملك ولا أمير ولا صعلوك إلا انتفض انتفاضة الغضب لدينه. وما هو إلا قليل حتى انطلق محمد الفاتح، وانساحت كتائب الإسلام في قلب أوربة، يا لها من فجيعة!! وكان ما كان.. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (16)- واهتز العالم الأوربي

بطل عمل السلاح بالإخفاق واليأس، وخمدت الحروب تقريبًا بين الإسلام والصليبية نحو قرن ونصف قرن، ثم وقعت الواقعة! اكتسحت الأرض المسيحية في آسية في شمال الشام، ودخلت برمتها في حوزة الإسلام. وفي يوم الثلاثاء 20 من جمادي الأولى سنة 857هـ سقطت القسطنطينية عاصمة المسيحية، ودخلها محمد الفاتح بالتكبير والتهليل، وارتفع الآذان في طرف أوربة الشرقي. إذن، فقد وقعت الواقعة!! واهتز العالم الأوربي كله هزة عنيفة ممزوجة بالخزي والخوف والرعب والغضب والحقد. 

ذنوب الخلوات

من عصى الله في سِره فليُطع الله في سِر مثله، والحسنات تمحو السيئات، ولكن ذنوب الخلوات عظيمة لا يكاد يوازيها إلا طاعات الخلوات.

والتعلّق بها فتنة!

الدنيا تؤثر على القلب بقربها لا بحجمها، فمن قرّب ديناراً من عينه لن يرى ما أمامه ولو كانت جبالاً، الانتفاع من الدنيا فطرة والتعلّق بها فتنة.

أصول كلية

لابد أن يكون مع الإنسان أصول كلية يرد إليها الجزئيات، ليتكلم بعلم وعدل ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت، و إلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات، وجهل وظلم في الكليات (منهاج السنة [5/83]). 

يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
5 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً