خلال ربع قرن من الزمان أو أقل تبدلت الأرض غير الأرض، وأشرقت الأرض بوحى السماء، وأقيمت حضارة على منهاج النبوة، وإذا بأبناء البوادى حفاة وعراة الأمس يعلمون أبناء روما وأثينا والمدائن حقوق الإنسان ومعالم الحضارة الحقة ومعانى العدل والرحمة.

ليس المقصود بذكر الله هو التمتمة بكلمات والقلب غافل ، فالذكر باللسان لابد أن يصحبه التفكر والتأثر بمعاني كلماته

والإيمان بالقدر شفاء لما يتسلل للقلب من ظنون، {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:22].

رجاء أجر الصبر وهو ثلاثة أجور مذكورة في قوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-157].

ومما يهون الصبر ويخففه: اليقين بحتمية الابتلاء في الدنيا، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:2]، وقوله: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ} [آل عمران من الآية:186]

من أعظم الناس أجرًا في هذه المصيبة؛ من يعمل على تحويل الصياح والعويل واليأس إلى طاقة عمل نافعة
وأسلوب القرآن، لاتهنوا، لاتحزنوا، قوموا اعملوا.

الدكتور شافي العجمي: "اللهم انج المستضعفين من المسلمين في حلب والموصل وغيرهما، وانصرهم واخذل عدوهم وفرق جمعهم".

بروفيسورالأمين الحاج: "يا حكام المسلمين أغيثوا إخوانكم في حلب، واعلموا أن من خذل مسلماً خذله الله في موطن يجب فيه نصرته"
 

والتذكير بأن من أعظم النصر عند الله؛ أن تأتي المنية على التوحيد وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وقد قتل أصحاب الأخدود أهل البلد جميعًا حرقًا.

لا بد من الصبر ليجتاز العابدون البلاء.

 

الصيام خير للمسلم لو كان يعلم؛ لقول الله تعالى: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}.

في الحديث : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت » . قال الإمام الشافعي رحمه الله مبيّنًا معنى هذه الجملة : « إذا أراد أن يتكلم فليفكِّر؛ فإن ظهر له أنه لا ضرر عليه، تكلَّم، وإن ظهر له فيه ضررٌ أو شكَّ فيه، أمسَك » . [ مواعظ الصحابة لـ د.المقبل صـ ٢٤٨ ]