صحيفة النبأ - العدد 70 تقرير: تصفية جواسيس للدولة اليهودية في ولاية سيناء النبأ - ولاية ...

صحيفة النبأ - العدد 70
تقرير:
تصفية جواسيس للدولة اليهودية في ولاية سيناء

النبأ - ولاية سيناء - خاص

يخوض جنود الدولة الإسلامية إلى جانب الحرب العسكرية المحتدمة، حربا أمنية ومعلوماتية، وهذا هو الحال في ولاية سيناء، فبالتزامن مع المعارك مع القوات المصرية المرتدة، يتصدى جهاز الولاية الأمني لأجهزة أمن المرتدين واليهود على حد سواء.

- أهمية الجهاز الأمني:

وللوقوف أكثر على تفاصيل هذا الموضوع كان لـ (النبأ) اتصال مع مصدر أمني خاص من ولاية سيناء، تحدث عن أهمية وجود جهاز أمني في كل دولة وكيان وحتى في التنظيمات والجماعات، وأنها لا يمكن لها أن تستمر وتدافع عن نفسها، إلا بوجود جهة تحفظ أمنها وأمن رعيتها، وقال: "ولمّا كان لولاية سيناء جهد كبير في منازلة طواغيت مصر وقواتهم المرتدة من جهة، ومنازلة اليهود في فلسطين من جهة أخرى، وفي الوقت الذي تكالبت فيه ملل الكفر ونِحَله على الدولة الإسلامية، كان لزاما علينا تفعيل الجهد الأمني، لحفظ أمن المجاهدين ورعايا أمير المؤمنين على حد سواء".

- مهام الجهاز الأمني:

وأما المهام التي تلقى على كاهل الجهاز الأمني فهي كثيرة كونه عصب كل دولة وخط الدفاع الأول عنها، إذ هو الذي يبحث عن ثغرات العدو الأمنية وينتهز الوقت المناسب لتوجيه ضربة قوية له، ويسعى لكشف تحركات عدوه ضده، وكذا الجهاز الأمني في ولاية سيناء -كما أضاف المصدر الخاص- إذ يقوم بمهام كثيرة، منها حفظ أمن جنود الدولة الإسلامية ورعية أمير المؤمنين، وتتبع ومراقبة عملاء وجواسيس اليهود والمرتدين وتصفيتهم، ورصد ومتابعة المشبوهين وجمع المعلومات عنهم، وترتيبها حسب الأولويات.

- قلق يهودي:

وكانت دولة اليهود قد أعربت أكثر من مرة عن قلقها من تطورات الأحداث في سيناء، وشككت في قدرة الجيش المصري على مواجهة المجاهدين، وقالت إنها تراقب الأمور في سيناء بقلق شديد، المصدر الأمني الخاص أكد أن الجيش اليهودي كان وما يزال مساندا للجيش المصري في حربه مع دولة الخلافة، فطائرات اليهود كان لها النصيب الأكبر من عمليات القصف التي استهدفت المسلمين في سيناء وقتلت العشرات منهم ودَمَّرت منازلهم.

- اليهود يجندون الجواسيس والعملاء:

ولم يكتف اليهود بعمليات القصف، بل سعوا لتجنيد ضعاف النفوس وعبيد المال ليكونوا عيونا لهم على المجاهدين ورصّادا لتحركاتهم، إلا أن الجهاز الأمني كشف -بفضل الله- العديد من أولئك الجواسيس.

أما عن كيفية تجنيد اليهود للجواسيس، فيقول المصدر ذاته: "يجري هذا الأمر بعدة طرق منها إجراء اتصالات هاتفية عشوائية على عوام المسلمين، والوصول إلى ضعاف النفوس منهم واستدراجهم، وإغراؤهم بالأموال، كما يجري تجنيد بعض المعتقلين في سجون اليهود مقابل تخفيف الحكم الصادر بحقهم أو الإفراج عنهم بشرط التواصل والعمالة لصالحهم فور إطلاق سراحهم".

إضافة إلى ما سبق ذكره، فقد قامت دولة اليهود بتقوية بث الشبكات الهاتفية اليهودية على حساب نظيراتها المصرية، لتسهيل التواصل مع السكان في المناطق الحدودية ومراقبة اتصالاتهم.

إلا أن تلك الوسائل والطرق لم تكن فعالة كما أراد لها أصحابها، ولله الحمد والمنة، فكثيرا ما يُعلِم سكان المنطقة جنودَ الخلافة عن تواصل اليهود معهم، ورفضِهم لتلك العروض.

- القصف اليهودي وكشف الجواسيس:

وقد شهدت الآونة الأخيرة عمليات قصف من قبل الطائرات اليهودية على ولاية سيناء، جرى كثير منها عن طريق معلومات يقدمها العملاء والجواسيس، وقد أوضح المصدر الأمني أن عمليات كشف أولئك الجواسيس تبدأ بجمع المعلومات والقرائن من أماكن الاستهداف، ومحاولة إيجاد الثغرات الأمنية في المكان المستهدف، ومعرفة وجود أو تردد أيٍّ من الأشخاص المشتبه بهم إلى المكان.

وللتثبت من تورط المشتبه بهم في التجسس لصالح اليهود أو المرتدين، يجري بعد ذلك وضعهم تحت المراقبة الشديدة، ومن ثم البحث عن أدلة على تواصلهم مع العدو، أو من خلال اعتراف عملاء آخرين -جرى القبض عليهم- كانوا ضمن خلايا التجسس نفسها، وقاموا بمهام مشتركة، فيجري اعتقالهم والتحقيق معهم، وتنفيذ الحكم الصادر بحقهم من قبل القضاء الشرعي.

- القبض على خلية تجسسية:

وعن آخر الخلايا التي مكن الله الجهاز الأمني من كشفها والقبض على أفرادها، ذكر المصدر أنه جرى اعتقال خلية مكونة من 3 أشخاص، اعترفوا بتواصلهم مع اليهود هاتفيا عن طريق ضابط مرتد يدعى (حافظ)، وقد جرى تجنيدهم بعد إغرائهم بالمال، إذ قام الضابط اليهودي بالاتصال بالمرتد (حسين ضويحي البريكي) وعرض عليه سدادَ ديونه، وإعطاءَہ مبالغ مالية مقابل التعاون معه، فكانت مهمة المرتد مراقبةُ تحركات المجاهدين والتبليغ الفوري عنهم عن طريق الهاتف، فتسبَّب في مقتل 2 من المجاهدين، في حين كان دور المرتد ( عطا الله حسين البريكي) وضع شرائح في أماكن وجود جنود الخلافة، إذ قُتل بسببه أحد المجاهدين بعد استهداف مكانه.
...المزيد

أما أخطر عناصر الخلية فهو المرتد (حسين بن عودة العزامي) الذي كان يعمل على تجنيد العملاء، كما كان ...

أما أخطر عناصر الخلية فهو المرتد (حسين بن عودة العزامي) الذي كان يعمل على تجنيد العملاء، كما كان يوزع الأموال وشرائح تحديد الأماكن عليهم، فلله الحمد أن وفَّق المجاهدين للقبض عليه وتصفيته.

وقد منّ الله على الجهاز الأمني في ولاية سيناء بالكشف عن عدة خلايا تجسسية تعمل لصالح اليهود والمرتدين، ذكر المصدر الأمني أنه سيجري الكشف عنها في الوقت المناسب، إن شاء الله.

- رسالة إلى الجواسيس والعملاء:

وختم مصدر (النبأ) حديثه برسالة إلى من باع دينه بعَرَض من الدنيا قليل، وسوَّلت له نفسُه أن يكون ذنبا لليهود والمرتدين: "ما ضركم -والله- لو أتبعتم الحق ونصرتم دين الله كما حاربتموه! فتوبوا وأصلحوا يغفر الله لكم ويبدل سيئاتكم حسنات، ولئن قيل لكم إن الدولة الإسلامية لا تقبل ممَّن يحاربها توبة، فإن ذلك مما يُفترى علينا وما أكثره، فتوبوا ولكم منا الأمان، وأمَّا من أعرض وأصر على ردته فليس له منا إلا السيف، بإذن الله".


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ
...المزيد

أما أخطر عناصر الخلية فهو المرتد (حسين بن عودة العزامي) الذي كان يعمل على تجنيد العملاء، كما كان ...

أما أخطر عناصر الخلية فهو المرتد (حسين بن عودة العزامي) الذي كان يعمل على تجنيد العملاء، كما كان يوزع الأموال وشرائح تحديد الأماكن عليهم، فلله الحمد أن وفَّق المجاهدين للقبض عليه وتصفيته.

وقد منّ الله على الجهاز الأمني في ولاية سيناء بالكشف عن عدة خلايا تجسسية تعمل لصالح اليهود والمرتدين، ذكر المصدر الأمني أنه سيجري الكشف عنها في الوقت المناسب، إن شاء الله.

- رسالة إلى الجواسيس والعملاء:

وختم مصدر (النبأ) حديثه برسالة إلى من باع دينه بعَرَض من الدنيا قليل، وسوَّلت له نفسُه أن يكون ذنبا لليهود والمرتدين: "ما ضركم -والله- لو أتبعتم الحق ونصرتم دين الله كما حاربتموه! فتوبوا وأصلحوا يغفر الله لكم ويبدل سيئاتكم حسنات، ولئن قيل لكم إن الدولة الإسلامية لا تقبل ممَّن يحاربها توبة، فإن ذلك مما يُفترى علينا وما أكثره، فتوبوا ولكم منا الأمان، وأمَّا من أعرض وأصر على ردته فليس له منا إلا السيف، بإذن الله".


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 70
الخميس 3 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ
...المزيد

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض [٢/٢] الصبر على المرض.. سنة الأنبياء ومنهج الصالحين وبين نعمة ...

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض
[٢/٢]

الصبر على المرض.. سنة الأنبياء ومنهج الصالحين
وبين نعمة الصحة ونعمة الدواء لا بد لكل مسلم أن يتوكل على ربه ويتخذ سبب العلاج، فإن شُفي فإنه من الله وحده، وإن لم يبرأ فليُحسن الظن بربه أنه أراد له رفعة المنزلة ومحو الخطايا بكل ما يصيبه من أنواع الأذى البدني والنفسي، وليحتسب المسلم أجره بالصبر على المصاب فإنه حال المؤمن في السراء الضراء، روى الشيخان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه).

لذلك كان بعض السلف يفرح إذا أصابه المرض، فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، روى الإمام البخاري في صحيحه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك، فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا؟ قال: (أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم). قلت ذلك بأن لك أجرين؟ قال: (أجل ذلك، كذلك ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)، وكذلك ما أصاب نبي الله أيوب -عليه السلام- من مرضه الذي طال به ومدحه الله –تعالى- على صبره فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44]، ثم إنَّه ما دعا الله ربه بطلب مباشر بل كان في غاية الأدب وجميل الدعاء فقال: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]، ولم يكن دعاؤه هذا إلا بعد سنين تبعتها سنين، مستعذبا ألم المرض وانفضاض الناس عنه، محتسبا أجره صابرا على مُره وضره، فكم طال به المرض حتى سعى لأعظم الأسباب، ألا وهو سؤاله الله، عز وجل، وهكذا هو منهج أتباع الأنبياء، فقد روى أبو داود في كتاب الزهد أن أبا الدرداء -رضي الله عنه- قال: "أحب الفقر تواضعا لربي، وأحب الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب المرض تكفيرا لخطاياي".

- من يشتري الجنة بالصبر؟

ومن عجائب حال الجيل الأول في الصبر على البلاء طلبا للجنة ما رواه الإمام البخاري عن عطاء بن أبي رباح قال: "قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك). فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف فدعا لها"، فهذه المرأة المؤمنة تحملت ألم الصرع في الدنيا لتنال الجنة ونعيمها فتأمل.

ومن استغرب الحال فحسبه الحديث الذي رواه الإمام الترمذي عن جابر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض).

فعلى من أنعم الله عليه بوافر الصحة أن يحمد الله -تعالى- على هذه النعمة، ويشكره عليها بأن يستعمل ما أوتيَه في طاعته كما أمر سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]، وعليه أن يستغل أيام صحته وقوته في زيادة رصيده من الحسنات من قبل أن يدهمه المرض أو الكبر والضعف، كما أوصى نبي الله، صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [رواه الحاكم في المستدرك]، ومن ابتلي بمرض فليحمد الله -تعالى- على ما أصابه، فإن بعض البلاء أهون من بعض، وليصبر على ما أصابه، محتسبا الأجر عند الله تعالى، وخاصة إذا كان مكلوما في سبيل الله، فإن صبره على ما أصابه، وشكر الله على أن أنعم عليه بالكلم في سبيله هو من عزم الأمور.

ونسأل الله أن يشافي كل مريض من مرضى المسلمين، وأن يجعل ما أصابهم كفارة لذنوبهم، ورفعا لدرجاتهم، إنه ولي ذلك وأهله، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض أمر الله -تعالى- عباده بالحفاظ على أنفسهم من كل ما يؤذيها ويَضر بها، ...

نعمة الصحة والابتلاء بالمرض

أمر الله -تعالى- عباده بالحفاظ على أنفسهم من كل ما يؤذيها ويَضر بها، وحثهم على الطيبات وحرم عليهم الخبائث والأرجاس التي تضر بعقولهم أو أبدانهم، وأرسل نبيَّه بذلك المنهج الرباني المتكامل الذي شمل أمور الدين والدنيا، فزخرت السنة بأنواع من المنح الربانية التي تقي المسلم في بدنه وعقله، قال سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]، قال الطبري رحمه الله: "وقوله: ويُحل لهم الطيبات: وذلك ما كانت الجاهلية تحرمه من البحائر والسوائب والوصائل والحوامي. ويحرم عليهم الخبائث وذلك لحم الخنزير والربا، وما كانوا يستحلونه من المطاعم والمشارب التي حرمها الله".

الصحة نعمة مغبون فيها كثير من الناس
ومن عظيم ما أنعم الله به -سبحانه- على خلقه هو نعمة تمام الصحة التي لا يعرفها إلا من يفقدها، ولو فقدها لدفع كل ما يملك ليعالج نفسه ويسترجع صحته ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وقد دلت السنة على نعمة الصحة فيما رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره من أهل السنن، وهو قوله، صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده، عنده طعام يومه فكأنما حيزت له الدنيا)، وكذلك ما رواه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، قال ابن بطال -رحمه الله- في شرحه لهذا الحديث الجليل: "معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغا حتى يكون مَكفيا صحيح البدن، فمن حصل له ذلك فليحرص على ألا يُغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فمن فرّط في ذلك فهو المغبون".

- تحريم إتلاف النفوس:

ومن عجيب أمر بعض الناس أنهم يسعون لإتلاف صحتهم بما حرم الله -تعالى- من الموبقات والخبائث بأيديهم، مثل السجائر وغيرها من المسكرات التي تعطل العقل وتغيبه بنسب متفاوتة وتضر بالجسد ضررا عظيما، فتلك وغيرها من المحرمات هي قتل بطيء وإهلاك للبدن وقد نهى الله –تعالى- عن قتل النفس فقال: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، وهكذا جاءت الشريعة الغراء بصيانة الدين والنفس، ولأجل الدين ترخُص النفس بالجهاد في سبيل الله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وأما ما عدا ذلك فلا يجوز للمسلم أن يُلحق الضرر ببدنه أو يفعل ما يضر بصحته مهما كانت الأسباب، وقد روى الحاكم في مستدركه عن جابر أن رجلا من قوم الطفيل بن عمرو الدوسي هاجر مع الطفيل فمرض الرجل، قال: فضجر فجاء إلى قرن فأخذ مشقصا فقطع رواجبه فمات، فرآه الطفيل في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بهجرتي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما شأن يديك؟ قال: قيل لي إنا لا نصلح منك ما أفسدت من نفسك، قال: فقصها الطفيل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم وليديه فاغفر، ورفع يديه)، فهذا الرجل لم يقصد قتل نفسه ولكنه فعل فعلا أدى إلى قتله، وغفر الله له بسبب هجرته كما هو ظاهر الحديث من دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- له، وتأمل ما قيل له: إنَّا لا نصلح منك ما أفسدت، فهذا الجسد لا يُتلف إلا في مرضاة الله وطاعته لا بهوى النفس وملذاتها ودوافعها.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 69
الخميس 25 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

الاستشفاء بالأدوية غير الحسية الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، وينزل بمن يشاء البلاء، ...

الاستشفاء بالأدوية غير الحسية

الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، وينزل بمن يشاء البلاء، والصلاة والسلام على رسول الله محمد ماحي الشرك والشقاء، وعلى آله الأنقياء وصحبه الأصفياء، أما بعد:

فقد ذكرنا فيما سبق مشروعية التداوي ومنهج الشريعة فيه، ولا بد أن يُعرف أن في التداوي ما يكون بالأدوية الحسية وغير الحسية، فغيرُ الحسية المشروعة كالرقية والدعاء هي أعظم الأدوية وأجلها وأشرفها وأحمدها عواقبا، فالله -سبحانه وتعالى- قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]، قال ابن القيم رحمه الله: "وإن الأدوية القلبية، والروحانية، وقوة القلب، واعتماده على الله، والتوكل عليه، والالتجاء إليه، والانطراح والانكسار بين يديه، والتذلل له، والصدقة، والدعاء، والتوبة، والاستغفار، والإحسان إلى الخلق، وإغاثة الملهوف، والتفريج عن المكروب، فإن هذه الأدوية قد جرَّبتها الأمم على اختلاف أديانها ومِللها، فوجدوا لها من التأثير في الشِّفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء، ولا تجربته، ولا قياسه، وقد جرَّبنا نحن وغيرنا من هذا أمورا كثيرة، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية" [زاد المعاد].

- الاستشفاء بالقرآن:

إن أعظم ما يُتداوى به هو كلام الله المجيد، فهو نجاة الحيران، وطب القلوب وعافية الأبدان، وشفاء العلل وجلاء الأدران، قال الماوردي في قوله، عز وجل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} ]الإسراء: 82[: "يحتمل ثلاثة أوجه، أحدها: شفاء من الضلال, لما فيه من الهدى. الثاني: شفاء من السَّقم, لما فيه من البركة. الثالث: شفاء من الفرائض والأحكام, لما فيه من البيان".

وجاء في صحيح البخاري عن معمر عن الزهري عن عروة عن أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينفثُ على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوِّذات، فلما ثقُل كنت أنفثُ عليه بهن، وأمسح بيد نفسِهِ لبركتها"، وجاء في الحديث: "فسألت الزهري [والسائل هو معمر]: كيف ينفث؟ قال: كان ينفث على يديه، ثم يمسح بهما وجهه".

أمَّا صحابته الكرام -رضي الله عنهم- فحالهم مع الاستشفاء بالقرآن ما رواه الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أتوا على حيٍّ من أحياء العرب فلم يُقروهم [أي لم يضيِّفوهم]، فبينما هم كذلك، إذ لُدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راقٍ؟ فقالوا: إنكم لم تُقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأمِّ القرآن [أي الفاتحة]، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك، وقال: (وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم).

فهذا الرجل الملدوغ مرضه حسّيّ ظاهر، ولكنّ دواءه غير حسّيّ، وهو سورة الفاتحة التي من أسمائها الشافية.

- الاستشفاء بالدعاء:

لقد علَّمنا نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن (الدعاء هو العبادة) وحثنا على طلب كل شيء من الله -سبحانه- حتى لو كان أصغر حاجة، ففي الحديث الصحيح عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ليسأل أحدُكم ربَّه حاجته كلَّها حتى يسأله شِسع نعله إذا انقطع) [التبريزي في مشكاة المصابيح]، وبهذا التنبيه النبوي فعلى كل مسلم أن يسأل ربه –سبحانه- كل حاجاته، فهو الرب الحليم الكريم، والودود الرحيم، والسميع القريب، قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، وقد يكفيك الله –تعالى- بالدعاء قبل المباشرة بالأسباب الحسية، فالدعاء هو السبب الأجلّ، وطب الآفات والعلل، كيف لا وهو من أعظم العبادات، والصلة الوثيقة بين العبد ورب الأرض والسماوات، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن ينقطع دعاؤه في الليل والنهار، وسنَّ لنا أذكار اليوم والليلة للحماية من مجهول الآفات، وعلَّم أصحابه الدعاء طلبا للشفاء من الأمراض.

روى البخاري بسنده عن عبد العزيز، قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة، اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: (اللهم ربَّ الناس، مُذهِب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما)، وجاء عند مسلم عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقاه جبريل، قال: "باسم الله يُبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شرِّ حاسد إذا حسد، وشر كلِّ ذي عين"، فهذه هي من مفردات الرقية بالدعاء التي وردت، شفاء من كل داء ومن شرور الحسد ومن العين أي النظرة.

فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي يكشف السوء ويشفي المريض ويبتلي عباده وهو على ما يشاء قدير، ولذلك من اعتصم بالدعاء فقد استمسك بعظيم.


لقراءة المقال كاملا، تيلجرام:
@wmc11ar
...المزيد

طواغيت جدد بلحى طويلة ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل ...

طواغيت جدد بلحى طويلة

ينسون -الصليبيون والمرتدون- أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام...

فمنذ ذلك الحين، يحاول الكفار وفي إثرهم المنافقون، أن يوقفوا عجلة الجهاد بالمكر والمؤامرات تارة، وبالحروب والتحالفات تارات، وإلى عصرنا هذا تستمر محاولات وتحالفات الجاهلية المعاصرة بجيوشها ومنافقيها، بممارسة نفس الأدوار علّهم يحققون ما عجزت الجاهلية الأولى عن تحقيقه ولكن هيهات، فمن يرد قدر الله تعالى ويتحدى مشيئته؟!

افتتاحية النبأ "صومال الهجرة والجهاد" 476
...المزيد

من صفات عُلمَاءِ السُّوءِ • قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ...

من صفات عُلمَاءِ السُّوءِ

• قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف:١٧٥]

• يحملون العلم ولا يعملون به، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة:٥]

• يتركون المحكم ويأخذون بالمتشابه، قال تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ آيَٰتٌ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} [آل عمران:٧]

• يكتمون ما أنزل الله، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ} [البقرة:١٥٩]

• يكذبون على الله ورسوله ﷺ، قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُۥنَ أَلْسِنَتَهُم بِٱلْكِتَٰبِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:٧٨]

• ينقضون ميثاق الله، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:١٨٧]

• يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:٧٩]

إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى ١٤٣٨ هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
2 ذو القعدة 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً