طلب العلم

منذ 2020-02-20

قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: «مـن يـرد الله بـه خيـرا يفقـه في الديـن».

طلب العلم

طلب العلم والدعوة إليه


الآية:  قل تعالى:  {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [ال عمران:18].

الحديث:
عـن معاويـة رضى الله عنه قـال: سـمعت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقـول: «مـن يـرد الله بـه خيـرا يفقـه في الديـن» (1). 

 

وعــن أبي هريــرة رضى الله عنه قـال قــال: قــال رســول الله صلى الله عليه وسلم:  «إن ممــا يلحــق المؤمــن مــن عملــه وحسـناته بعـد موتـه: علـماً نشـره، أو ولـداً صالحـاً تركـه، أو مصحفـاً ورثـه، أو مسـجداً بنـاه، أو بيتـاً لابـن السـبيل بنـاه، أو نهـراً أجـراه، أو صدقـة أخرجهـا مـن مالـه في صحتـه وحياتــه تلحقــه بعــد موته» (2).

المعنى:
العلم: ضد الجهل.
وطلب العلم: هو البحث عن العلم الشرعي من كتـــاب الله وسنة رسولــه صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
حكمه: طلب العلم عى قسمن:
القسم الأول :
فـرض عيـن، وذلـك في معرفـة العبـادات التـي يريـد فعلهـا أو المعامـلات التـي يريـد
القيـام بهـا.
القسم الثاني:
فرض كفاية، وهو ما عدا فرض العين

فضله:
فضائل العلم كثيرة جدا من أهمها:

- أنـه إرث الأنبيـاء، فالأنبيـاء لم يورثـوا دينـارا ً ولا درهمـا، وإنـما ورثـوا العلـم، فالعلـماء هـم ورثـة الأنبياء.

- طريق إلى الجنة فمن سلك طريق العلم سهل الله له به طريقا إلى الجنة.
- العلم نور يهدى به الناس في أمور الدنيا والدين.
- يرفـع الله أهـل العلـم بيـن عبـاده في الدنيـا وفي الآخـرة درجـات بحسـب علمهـموعملهــم.
- أهل العلم شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم  بالخر وأنهم أفضل الناس.
- يورث الخشية لله تعالى.


مقارنة بين العلم والمال:
عقــد ابــن القيــمرحمه الله في مفتــاح دار الســعادة فصـلا في المقارنــة بــن العلــم والمــال
وذكــر فضــل العلــم عــى المــال مــن أكثــر مــن ثلاثين وجهــا منهــا:
- العلم مراث الأنبياء والمال مراث الملوك والأغنياء.
- العلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله.
- المال تذهبه النفقات، والعلم يزكوا بالنفقة.
- صاحب المال إذا مات فارقه ماله، والعلم يدخل معه قبره.
- العلم حاكم عى المال، والمال لا يحكم عى العلم.
- المـال يحصـــل للمؤمـن والكافـر والـبر والفاجــــر، والعلـم النافــــع لا يحصــــل إلا للمؤمـن.
- العلم يحتاج إليه الملوك فمن دونهم، والمال لا يحتاج إليه إلا أهل العدم والفاقة.
- العلـم يدعـوا النفـس إلى التواضـع والقيـام بالعبوديــة، والمـال يدعـــو إلى الطغيـــان والفخـر والخيلاء.
- حب العلم وطلبه أصل كل طاعة، وحب الدنيا والمال وطلبه أصل كل سيئة.
- غنــي المــال مقــرون بالخــوف عــى ذهابــه، وغنــي العلــم مقــرون بالأمــن والفــرح والســرور وغيرها كثير.


كان عبــدالله بــن مســعود رضى الله عنه يقــول: -إذا رأى الشــباب يطلبــون العلــم:- «مرحبــا بكـم ينابيـع الحكمـة، مصابيـح الظلمة، خلقان الثيـاب، جدد القلـوب، جرس البيـوت، ريحـان كل قبيلـة»


قـال الإمـام الشـافعي: مـا تقرب إلى الله تعـالى بشــيء بعـد الفرائـض أفضـل مـن طلـب العلـم»(3).
وقال الإمام الزهري: «ما عُبد الله بمثل العلم».
وسـئل الحسـن البـصري رحمه الله عـن أنفـع الأدب؟ فقـال: «التفقـه في الديـن والزهـد في الدنيـا والمعرفـة بـما لله عليـك».
وقال ربيعة بن أبي عبدالرحمن رحمه الله: «العلم وسيلة لكل فضيلة».


وقال الإمام الشافعي رحمه الله: 
شكوت إلى وكيع سوء حفظـي   ***   فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبـرنـي بـأن الـعــلم نــــــور   ***   ونـور الله لا يهدى لعـاصي
(4).


وأعظــم الأســباب التــي ُيحــرم بهــا العبــد خـيـر الدنيــا والآخــرة: الغفلــة المضــادة للعلـم، والكسـل المضـاد لـلإرادة والعزيمـة، هـذان أصـل بـاء العبـد وحرمانـه منـازل الســعداء. (5).

 وأنفـع العلـم العلـم بأمـر الله تعـالى ونهيـه، ووعـده ووعيـده، وثوابـه وعقابـه. وأعلى العلـوم العلـم بـالله تعـالى وأسـمائه وصفاتـه.(6).

مراتب التعلم:
قـال سـفيان الثـوري رحمه الله:  أول العلـم: الصمـت، والثـاني: الاسـتماع لـه وحفظـه، والثالـث: العمـل بـه، والرابـع: نشـره وتعليمـه»(7).


وقـال الإمـام الشـافعي رحمه الله:6مـن تعلـم القـرآن عظمـت قيمتـه، ومـن نظـر في الفقـه نبـل قـدره، ومـن كتـب الحديـث قويـت حجتـه، ومـن نظـر في اللغـة رق طبعـه، ومـن نظـرَ في الحسـاب جزُل رأيـه، ومـن لم يصـن نفسـه لم ينفعـه علمـه»(8)
وقـال عمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه: "تعلمـوا العلـم وتعلمـوا للعلـم السـكينة، وتواضعـوا لمـن تعلمـون، وليتواضـع لكـم مـن تعلمـون، ولا تكونـوا مـن جبابـرة العلـماء، ولا يقـم علمكـم مـع جهلكـم»(9)


(1) أخرجه البخاري برقم: (3116) ومسلم برقم: (1073).
(2) أخرجه ابن ماجه برقم: (242 ) وحسنه الألباني.
(3) تهذيب الأسماء واللغات.
(4) ديوان الإمام الشافعي (ص:75).
(5) درر الأقوال من أفواه الرجال (ص:116).
(6) المصدر السابق (ص: 123).
(7) المصدر السابق (ص:145).

(8) الجوهر اللماع فيما ثبت بالسماع من حكم الإمام الشافعي (ص:51).
(9 ) أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد برقم: (630)

__________________________________________

المؤلف: حسين المسردي القحطاني

الكتاب: اثنان وسبعون صفة من صفات المؤمنين
 

  • 21
  • 5
  • 7,396

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً