إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (4) الرافضة الاثنا عشرية من إمامة ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (4)
الرافضة الاثنا عشرية
من إمامة المعدوم.. إلى ولاية الطواغيت
[1/4]

أوردنا في الحلقة الماضية من هذه السلسلة لمحات عن تاريخ نشوء دين الرافضة على أساس نظرية (الإمامة الإلهية) الباطلة، وما اشتُق منها من نظريات (الوصية) و(النص)، و(التقية) و(البداء)، و(الغيبة) و(الرجعة)، وغيرها من البدع المكفرة والخرافات.

وسنحاول في هذه الحلقة بإذن الله أن نبين كيف اضطر الروافض إلى التلاعب بنظرية (الإمامة الإلهية) التي اشترطوها لإقامة الدولة الإسلامية، وكيف أضافوا التعديل تلو التعديل عليها حتى وصلوا إلى نظرية (ولاية الفقيه) التي تنقض أصول نظريتهم الأولى، وتقوم عليها دولة إيران الشركية اليوم، وتسعى لتعميمها على بلاد المسلمين كافة.

فبخلاف ما يزعمه الرافضة من أن دينهم وحي من السماء على رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، وأنه وصل إليهم مسلسلا منه عبر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأبنائه، حتى دوَّنوه في القراطيس ونشروه بين الناس، فإن أكثر الباحثين المحقِّقين يجزمون بأن هذا الدين كتبه علماء الرافضة بعد موت كل من يزعمون له الإمامة والعصمة من أبناء علي، رضي الله عنه، ودخولهم في ما يسمّونه (عصر الغيبة) أي غيبة إمامهم الثاني عشر الذي اختلقوه من العدم، ليرقّعوا به ثوبهم المزِق، ويعززوا به بنيانهم الهدِم.

فلم يكتفِ الرافضة باشتراط العصمة والنص لمنصب الإمامة، ليدعوا بذلك نقض شرعية كل خلفاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من لدن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ويبرروا الخروج عليهم، وتكفيرهم، بل توجهوا إلى عامة المسلمين ليشترطوا عليهم في دينهم أمورا تُلزمهم ببيعة أئمتهم والدخول في دين الرفض ليكونوا مسلمين.
فكان أهم ما بدؤوا به هو موضوع الإمامة، فجعلوا منها أصلا من أصول الدين، ومن لم يعرف إمام زمانه، ويبايعه فلا إيمان له، ولذلك وقع عندهم الخلاف في إيمان بعض من كبار أصحاب أئمتهم لما ماتوا في فترات الاختلاف على تحديد الإمام.
وليضيِّقوا على أتباع دينهم أكثر، فقد قالوا بتوقيف كل ما يتعلق بمنصب الإمامة من أحكام كالقضاء وإقامة الحدود والحسبة والجهاد والجمعة، وغيرها، فلا يصح أن يقوم بها إلا من يزعمون إمامته أو من ينصِّبه الإمام لذلك، وحرَّموا عليهم أن يتقاضوا إلى من يسمونهم بـ "أئمة الجور"، أو يقاتلوا من ورائهم، أو يصلوا الجمعة خلفهم، أو يؤدوا إليهم زكاتهم.

بل وامتد تحريفهم إلى التشريع في الدين، فمنعوا أتباعهم من الأخذ من كتاب الله، أو سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- مباشرة، وألزموهم بأن يأخذوا الأحكام عن طريق "الأئمة" فحسب، وزعموا أن كلام أئمتهم هو القرآن الناطق، مقابل ما سموه "القرآن الصامت" الذي في مصاحف المسلمين وصدورهم، ثم تعدوا الأمر لينكروا توقف التشريع في الدين بموت النبي، صلى الله عليه وسلم، زاعمين أنه اختص آل بيته بالكثير من الأحكام التي لم تحدث الحاجة لإظهارها في حياته، وأن كل ما ينسبونه لأئمتهم من أقوال وأفعال، إنما هو مما ورثوه من علم النبوة، بل شطُّوا بعد ذلك بعيدا ليزعموا أن أئمتهم يوحى إليهم من الله تعالى، لتكون أقوالهم وحيا يوحى، ويجعلوها ضمن ما يسمونه "السنة" في باب أصول الفقه، فمنعوا الاجتهاد في الدين، وعدُّوا من يتصدى للفتيا من غير الأئمة بمثابة الطواغيت المشرِّعين، الحاكمين بغير ما أنزل الله.

ولم يقتصروا على حصرهم تفسير الكتاب والسنة بما ينسبونه لأئمتهم من أقوال، وتأويلهم نصوص الوحيين بتأويلات باطنية كاذبة، بل امتدت ألسنتهم الآثمة إلى تلك النصوص بالتكذيب والتحريف، فلا صحيح من السنة إلا ما وافق مذهبهم، بناء على القول المكذوب على جعفر (الصادق): "ما خالف العامة فهو الرشاد"، ويعنون بالعامة أهل السنة والجماعة، بل وكذّبوا حتى بصحة القرآن الكريم، زاعمين أن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرّفوا آياته، وحذفوا منها ما كان فيها من نص واضح على إمامة علي -رضي الله عنه- وآل بيته، وأزالوا ما فيه من لعن لأبي بكر وعمر وبني أمية، وكل من ليس على مذهبهم الباطل وملتهم الكافرة بزعمهم، ونسبوا إلى أئمتهم مصحفا غير الذي في أيدي الناس، وبالتالي فقد ادعوا احتكار الوحيين أيضا بعد أن احتكروا تأويلهما، وبيان الأحكام النازلة فيهما.

وزادوا على حصرهم دين الناس بأئمتهم، بأن ربطوا دنياهم بهم أيضا عن طريق إشاعة شرك العبودية بين أتباعهم، وحثهم على الاستغاثة بأئمتهم ودعائهم، والتقرب إليهم بالذبح والنذور، والتبرك بقبورهم، وما ينسبونه إلى آثارهم، ليرزقوهم الأموال والأولاد، أو يشفوهم من الأمراض، زعموا، وكل ذلك في إطار عملية شاملة لحشد الناس إلى حزبهم، وربطهم بمذهبهم.

وفيما ذكرنا من أخبار بنائهم دينهم كله على أصل الإمامة غنى عن إيراد المزيد من الأمثلة لتوضيح المراد، رغم أن دينهم الخرافي الوضعي مليء بأمثال هذه الغرائب.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 72
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 72 مقال: الاستشفاء بالأدوية الحسيَّة (٢/٢) - أدوية ثبت فيها الشفاء العام مع ...

صحيفة النبأ العدد 72
مقال:
الاستشفاء بالأدوية الحسيَّة
(٢/٢)

- أدوية ثبت فيها الشفاء العام مع نجاعتها بعلاج مرض محدد:

لقد جاءت في السنة النبوية عن العسل والحجامة نصوص خاصة وعامة في الشفاء، فعن بشير بن عمير قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (في الحجم شفاء) [رواه ابن أبي شيبة]، وكذلك ما رواه أبو هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن كان في شيء مما تداوون به خير، ففي الحجامة) [رواه أحمد]، فهذا دليل الشفاء العام، أما دليل العلاج الخاص بمرض معين، فهو حديث يحذِّر من ارتفاع ضغط الدم القاتل، الذي قد يصبح مزمنا، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أراد الحجامة فليتحرَّ سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين، ولا يَتبَيَّغ بأحدكم الدم فيقتله) [رواه ابن ماجه]، وتبيُّغ الدم يعني فورانه وهيجانه.

أما العسل فكذلك فيه نص خاص لمرض معين، وفيه نص عام للشفاء وهو قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]، وأما دليل العلاج لمرض معين وهو فساد المعدة المسبِّب للإسهال، ففيه ما رواه أبو سعيد الخدري، قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (اسقه عسلا) فسقاه، ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: (اسقه عسلا) فقال: لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (صدق الله، وكذب بطن أخيك)، فسقاه فبرأ. [رواه مسلم].

- أدوية ثبت شفاؤها لأمراض معينة في البدن:

ثبتت في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تدل على أشياء معينة تكون علاجا لأمراض بعينها، كداء عرق النسا مثلا، وهو ما يُعرف بالانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (شفاء عرق النِّسا ألية شاة أعرابيةٍ، تُذابُ ثم تجزَّأ ثلاثة أجزاء، ثم تُشربُ على الريق، كل يومٍ جزءٌ) [رواه ابن ماجه والحاكم، ورواه أحمد بلفظ آخر]، أما كون الشاة أعرابية وتخصيص الإلية منها، وتجزأتها ثلاثة أجزاء، وشربها على الريق، فهذا يرجع تفصيله لأهل الاختصاص.

وهناك ما يقع للبدن من التقرُّحات الجلدية أو الإصابة بشوكة فلها دواء مخصوص كذلك، فعن سلمى أم رافع، مولاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كان لا يصيب النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرحة، ولا شوكة، إلا وضع عليه الحناء" [رواه ابن ماجه]، فهذا دواء مادي لمصاب ظاهر.

وأما ما يخص العينين ففي الأحاديث ما يدل على دواء لشفائهما، وفيها ما يدل على صيانتهما والحفاظ عليهما، فعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الكَمأة مِن المن، وماؤها شفاء للعين) [رواه مسلم]، وأما في تقوية البصر والحفاظ عليه فعن جابر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (عليكم بالإثمد عند النوم، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر) [رواه ابن ماجه وغيره من أهل السنن].

ونختم بهذا الحديث النبوي الذي يخص القسط الهندي وأن فيه سبعة أشفية، فعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أم قيس بنت محصن -وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي أخت عكاشة بن محصن أحد بني أسد بن خزيمة- قال: أخبرتني أنها أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بابن لها لم يبلغ أن يأكل الطعام، وقد أعلقت عليه من العذرة [وهو وجع وألم في حلق الصبي]، قالت: فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (علامه تَدْغَرن أولادكن بهذا الإعلاق؟ عليكم بهذا العود الهندي -يعني به الكست- فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب) [رواه مسلم]. وفي رواية أخرى لمسلم، رحمه الله: (منها ذات الجنب، يُسعَط من العذرة ويُلَدَّ من ذات الجنب)، والكست هو القسط، وإحدى استخداماته معالجة هذا المرض المذكور في الحديث.

فهذه وغيرها مما ورد في السنَّة تثبت صورة التداوي المادي الذي جاء على لسان الصادق المصدوق، صلى الله عليه وسلم، ومن بعض أفعاله كذلك، وسنترك المجال للدخول إلى تفاصيل التداوي من مفردات المواد وأخلاطها، لمقام آخر بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 72
الخميس 17 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 72 مقال: الاستشفاء بالأدوية الحسيَّة (١/٢) الحمد لله خالق الداء والدواء، ...

صحيفة النبأ العدد 72
مقال:
الاستشفاء بالأدوية الحسيَّة
(١/٢)

الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، وينزل بمن يشاء البلاء، والصلاة والسلام على رسول الله محمد ماحي الشرك والشقاء، وعلى آله الأنقياء وصحبه الأصفياء، أما بعد:

سبق لنا الحديث عن التداوي بالأدوية غير الحسية في السنة مثل الاستشفاء بالقرآن والدعاء والاستغفار والصدقة وغير ذلك، ولا بد أن نقدِّم بين يدي القارئ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التداوي بالأدوية المادية المحسوسة، من فعلِه -صلى الله عليه وسلم- أو قولِه الذي هو من الوحي الإلهي، وذلك ليرشد أمته إلى المنافع التي يجهلها أهل الطب، فهو نبي الرحمة وما ترك لنا شيئا من الدين والمصالح العامة إلا دلَّنا عليه، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ{ [الأنبياء: 107].

- تداوي النبي -صلى الله عليه وسلم- لنفسه ولأصحابه:

دلَّت السنة على أفعال كان يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- للتداوي، ومنها على سبيل المثال الاكتواء، حيث كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابته الكرام، فعن جابر قال: "رُمي أُبَيّ يوم الأحزاب على أكحُله فكواه رسول الله، صلى الله عليه وسلم" [رواه مسلم].

وعن جابر أيضا قال: "بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أُبيّ بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه" [رواه مسلم].

وهذا في الكَي أمَّا في الحِجامة، ففي رواية للبخاري من طريق وهيب عن أيوب بلفظ: (احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم)، وللبخاري أيضا في كتاب الطب أنه -صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى للحجَّام أجره، مما يدل على مداومته -صلى الله عليه وسلم- وحرصه على هذا الفعل.
أدوية ثبت فيها الشفاء العام من الأدواء
وردت بعض النصوص في السنة النبوية تدل على أن بعض المواد فيها شفاء بشكل عام بدون تخصيص داء معين، بل هي شفاء من كل داء، ومنها الحبة السوداء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (في الحبة السوداء شِفاء من كل داء، إلَّا السام) [رواه البخاري]، فهذا نص عام في الشفاء وغير محدِّد لنوع الداء إلا السام أي الموت الذي يسبقه داء الهرم، الذي لا شفاء له.

وكذلك ما رواه الطبراني عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: سمعت أبا أُبَيّ بنِ أم حرام، يقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالسَّنا والسَّنُوت, فإن فيهما شفاء من كلِّ داء إلا السَّام). قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: (السام الموت). قلنا لعمرو بن بكر: وما السَّنوت؟ قال: أما في معنى هذا الحديث فهو العسل، وأما في غريب كلام العرب فهو رُبُّ عُكَّة السَّمن" [مسند الشاميين]، وقيل أن السنا نبات فيه دواء وهذا يعرفه أهل الطب.

ومنها أيضا عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (عليكم بألبان البقر فإنها ترم مِن كلِّ الشجر، وهو شفاء من كل داء) [رواه الحاكم في المستدرك]، ورواه أبو نعيم الأصفهاني في كتاب الطب عن صهيب الخير، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (عليكم بألبان البقر فإنه شفاء وسمنها دواء)، ولأنها تأكل من كل الشجر، و الأشجار والأعشاب تحتوي المئات من الأدوية، فهذه الأدوية تجتمع في ألبانها وسمنها.

ونختم هذه النصوص العامة بما روته أم المؤمنين عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن في عجوة العالية شفاء) [رواه مسلم]، والعجوة هي نوع من أنواع التمور، فهذه بعض النصوص العامة التي ليست موضع تفصيل في هذة المقالة.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 72
الخميس 17 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية صحيفة النبأ العدد 72 - الافتتاحية: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين إن الله إذا ...

الدولة الإسلامية
صحيفة النبأ العدد 72 - الافتتاحية:

واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

إن الله إذا أنعم على عبد من عبيده جعل ظاهره كباطنه، وأقواله كأفعاله، ولم يجعله منافقا في المعتقد، أو ممَّن يخالف قوله عمله.

وهذا ما أنعم الله به على الدولة الإسلامية -بفضله سبحانه- في أبواب كثيرة لا تعد ولا تحصى، وعلى رأسها غاية وجودها، وسبب بنائها، وهو إقامة الدين، وتحكيم الشريعة.

فخالفت الضالِّين المُضلِّين من أهل فصائل الفرقة والخلاف، وأحزاب الضرار، الذين ملؤوا الدنيا تصريحات وتنظيرات عن سعيهم لإقامة الدين، وعزمهم على تحقيق ذلك بمجرد أن يكون لهم الأمر والتمكين، ثم ظهر كذب شعاراتهم، ونكث وعودهم بمجرد أن تحقق لهم ما يريدون، فحكموا بشرائع الطواغيت، وقدَّموا بقاء رموزهم وتنظيماتهم على إقامة الدين.

وكلَّما فتح الله بقعة من الأرض، وتمكَّنت فيها، بادر جنودها بإقامة دين الله، وأمرِ الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر، رغم علمهم اليقيني بأن هذا الأمر سيؤلّب الكفار عليهم، ويوغل عليهم صدور المنافقين، ولكنهم يطلبون بذلك رضى رب العالمين.

وإن من خير ما تَقر به عين الموحد اليوم أن يرى في كل بقعة من أرض الإسلام كيف تُقام الصلاة وتُجبى الزكاة، ويُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، وتقام الحدود، رغم جبهات القتال المشتعلة في كل ناحية.

فترى أسود الإسلام يسطِّرون الملاحم، ويبذلون المُهج والنفوس، وهم يتصدون لحملات المشركين على أطراف مدينة من المدن، وفي الوقت عينه يُرفع الأذان ويجتمع المسلمون للصلاة، على بعد شارع أو شارعين من خطوط الجبهات المشتعلة، وفي جوارهم يطوف إخوان لهم آخرون ليوزعوا الزكاة على المستحقين، وتُتابع محاكم الإسلام تحكيم شريعة الله فيما يُرفع إليها من قضايا وخصومات، وتقيم حدود الله على من استحقها، ولا تتوقف بِحالٍ الدعوةُ إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهكذا يقام دين الإسلام كاملا كما أمر الله سبحانه.

فالمُقاتل في الخط الأول ما ثبت في مكانه إلا ليحمي شريعة الله التي تقام في الأرض التي يدفع المشركين عنها، وهو يعلم يقينا أن انتصاره على عدوه ليس بقوة ذراعه، ولا بدقة سلاحه، ولا بكثرة عتاده، وإنما هو محض فضل الله عليه، وكلما ازداد يقينا أن الدين يُقام كما أراد الله يزداد يقينا بنصر الله له على عدوه، وهو يقيم الدين من هذا الجانب الذي كلّفه به إمامه، بجهاده للمشركين، وحمايته لبيضة المسلمين.

وإخوانه من ورائه فئة له يأوي إليها، وردء له، يحفظون المسلمين وأعراضهم وأموالهم، ولم يُبعدهم عن جبهات القتال وخطوط الرباط سوى طاعتهم لأولي الأمر منهم، وما أداؤهم لِما أُلقي على عواتقهم من أمانة في إقامة الدين، الذي لا تَعظم شعائره، ولا تُحفظ حدوده، ولا تطبق أحكامه إلا بهم، فإن استنفروا نفروا، وإن استُنصروا نصروا، وإن أُمروا أطاعوا.

وهكذا يستمر الحال في كل بقعة من بقاع دار الإسلام، يقيم جنود الدولة الإسلامية الدين فيها ما دامت عليهم نعمة التمكين، حتى إذا ابتلاهم ربهم بعدوهم، واضطروا للتحيّز عنها إلى فئتهم، بإذن أئمتهم، بعدما بذلوا الوسع في دفع المشركين عنها، برأت ذمتهم أمام الله، وعادوا يبذلون الوسع من جديد لاستعادة السيطرة عليها، وتحكيم الشريعة فيها، وبهذا يُثبتون صدق دعواهم، ووفاءهم بعهودهم، فيُرضون ربَّهم، ويظهرون صحة منهجهم.

وقد روى البخاري من حديث أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) [الأدب المفرد].

فيا جنود الإسلام وحراس الشريعة، لا يحقرن أحدُكم من المعروف شيئا، ولا يعجزنَّ أن يقيم أيَّ شعيرة من شعائر الإسلام قدر عليها، أو يدعو إلى أيٍّ من فضائل الأعمال، حتى وهو منشغل بدفع العدو، وحماية البيضة، وحراسة الثغر.

وإياكم أن تؤجلوا إقامة الدين كاملا غير منقوص بعد أن يمكِّنكم الله في الأرض يوما أو بعض يوم، وإياكم أن تعطلوا أيَّا من شعائر الدين وأحكامه في أرض بأيديكم ولو ليوم أو بعض يوم، فتُغضبوا ربكم، وتعينوا على أنفسكم عدوكم، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرهُ} [الزلزلة: 7 - 8].



المصدر: صحيفة النبأ - العدد 72
الخميس 17 جمادى الآخرة 1438 ه‍ـ
...المزيد

حربهم ضدنا حرب دينية بحتة إن تصريحات الطاغوتين اليهودي والمجري خلال لقائهما الأخير، تؤكد بما لا ...

حربهم ضدنا حرب دينية بحتة

إن تصريحات الطاغوتين اليهودي والمجري خلال لقائهما الأخير، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القاسم المشترك الذي يجمعهم وينظم علاقتهم هي العقيدة اليهودية النصرانية المعادية للإسلام، حيث صرح الطاغوت المجري بأنهم: "حملة راية الحضارة النصرانية واليهودية في أوروبا"، ليجيب الطاغوت اليهودي بعبارة لا تقل صراحة: "ونحن نناضل من أجل مستقبل حضارتنا اليهودية والنصرانية".

يقودنا هذا إلى تذكر الضجة الإعلامية التي حدثت قبل أيام حول نشر "وزير الدفاع الأمريكي" الصليبي صورا له وقد كتب على ذراعه وسم "كافر" باللغة العربية، إلى جانب عبارات أخرى صريحة لا تحتمل التأويل تمجّد الحملات الصليبية! فهذه وغيرها من الحوادث التي يقدرها الله تعالى بحكمته تنذر الناس وتبين لهم بالأدلة الملموسة طبيعة الحرب التي يشنها اليهود والنصارى علينا، وأنها حرب دينية متجذرة؛ يتحالفون تحت رايتها، يذللون أمامها كل القوانين، ويطوّعون لأجلها كل الاتفاقيات، ويضربون بعرض الحائط كل ما يعارضها من "الأعراف والقوانين الدولية"، كل هذا مصداق قول المولى سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، وقوله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ...} فهذه الحرب المعلنة ضد المسلمين هي "القانون" الذي يحكم سياساتهم ويوجه جيوشهم.

• افتتاحية النبأ "كذبة القانون الدولي" العدد (490)
• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

تعقيب الشيخ المحدث مساعد بن بشير السديرة - ثبته الله - على افتتاحية النبأ العدد 490 بسم الله ...

تعقيب الشيخ المحدث مساعد بن بشير السديرة - ثبته الله - على افتتاحية النبأ العدد 490

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن الدولة الإسلامية قد مَنَّ الله عليها بالوعي والتمييز وحسن إدارة الأمور، وهذه من أساسيات المعرفة العامة لدى العقلاء، بل من أبجديات الفهم لدى أهل الإسلام الساعين إلى إعادة الشريعة إلى واقع الحياة.

ولا يكون ذلك إلا باتباع نهج الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لإخراج البشرية من ظلمات الجاهلية وضلالاتها، لا عبر أنصاف الحلول أو المساومات.

إن المواجهة الحقيقية تكمن في بيان الخصوصية الإسلامية في صورتها الأصيلة، وتسمية الأمور بمسمياتها دون مواربة أو تزييف، امتثالاً لقول الله تعالى: { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا }[الأحزاب: ٣٩] وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ... لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: ١، ٦] وقال سبحانه: { أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۗ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ ۚ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ ۗ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [الرعد: ٣٣-٣٤]

إن الله عز وجل هو القائم على كل نفس بما كسبت، لا يخفى عليه شيء صغيرا كان أو كبيراً، وهو الحافظ لشؤون خلقه.

فكيف يُشرك به؟ وكيف يتصرف المخلوقون وكأنهم أرباب أو مشرعون؟ فإن كان لهم شركاء، فليسموهم، أكانوا خالقين أم مشرعين، كما هو حال الكافرين اليوم.

ورغم كفر هؤلاء الصريح، فإنهم مكلّفون ومطالبون، وإن كان الله قد أضلهم. وكذلك أولئك من المسلمين الذين اتخذوا الكفار أولياء، بل تكاد لا تميزهم من ولايتهم للكفار حتى غابت الفوارق، وصار الدفاع عن الكفر وأهله عندهم أمرًا طبيعيًا، ومع ذلك لا يقبل الكفار كفر هؤلاء ولا يثقون بهم.

وهؤلاء كما ذكرت ينطبق عليهم وصف "النبأ العجيب"، وهم عندي أنا - مساعد بن بشير بن علي - أهل الجهاد، الطائفة المنصورة التي لا تزال قائمة.

ومن المضحكات المبكيات أن بعض دعاة السفه والضلال من الإخوان والسرورية يجعلون الطائفة المنصورة هي "حماس" وأمثال "أحمد الشرع"، الذي غرق حتى نخاعه في ولائه لأردوغان، بل أصبح عبدا له، يصرح بمحاربة داعش ولا يكتفي بالتلميح.

أما الدولة الإسلامية، فبعيدة المنال على هؤلاء، وهيهات لهم بلوغها. لقد خسروا جميعًا، وخابوا، وقريبا - بإذن الله تعالى - سيتفرق جمعهم الباطل، ويهزمون شر هزيمة، كما قال تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) [القمر: ٤٥].

وبالله التوفيق، والحمد لله أولا وآخرا.



• أخي المسلم، لقراءة افتتاحية النبأ للعدد 489.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

حقيقة من يعترض على تطبيق الشريعة في الواقع، إن كثيرا من الناس يحتاجون إلى مصارحة أنفسهم، ...

حقيقة من يعترض على تطبيق الشريعة

في الواقع، إن كثيرا من الناس يحتاجون إلى مصارحة أنفسهم، والاعتراف بأنهم لا يريدون الإسلام كما أنزل على رسول الله!، وكما طبقه رسول الله!، وكما عاشه المسلمون مع رسول الله في صدر الإسلام واستمر عليه الخلفاء الراشدون بعده، هذه المصارحة ستكون بديلا للتدليس والتلاعب بالمصطلحات، وتغليف رد أحكام الإسلام؛ بشتى أنواع الأغلفة والمبررات الفكرية والمادية والعقلانية...، التي برع في صناعتها وتصديرها الدعاة على أبواب جهنم على اختلاف مشاربهم ودوافعهم وأشكالهم، الذين سيحملون أوزارهم وأوزار من يضلونهم بها من الناس.

ولعل السبب في تهرُّب أكثر هؤلاء من هذه المكاشفة والمصارحة مع أنفسهم؛ أنهم لا يريدون الاعتراف والإقرار بأنهم يرفضون الإسلام ويأبون الخضوع له!؛ وأنهم في حقيقة الأمر لم يستسلموا لأحكامه ولم ينقادوا له ولم ينصاعوا إليه بالكلية كما أمرهم تعالى، ليبقى هؤلاء يحسبون أنفسهم على شيء، ويتهربون مما هم عليه من الكفر! فلا يقرون بما اقترفوه في حق الإسلام، ولا يعترفون بخطورة ما هم عليه في الدنيا والآخرة.

وأيّا كانت أسباب ذلك، فإن من نتائجه أن هذا الصنف من الأفراد والجماعات، سيبقى يجادل بين الناس بالباطل، ويصبغ كلامه بصبغة الشريعة التي يأباها ويحاربها ويكفر بها من حيث يشعر أو لا يشعر! وخطورته في أنه يبقى متسترا بزي أهل الإسلام، يُضِل من يسلك طريقه ويتأثر به من الناس، وينفرهم من الشريعة ويشككهم في وجوب تطبيقها وتحكيمها والإذعان إليها فجرمه كبير ووزره أكبر.

• افتتاحية النبأ "وتكفرون ببعض" 489
• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 468 هم العدو فاحذرهم ليس على المسلمين شيء أشد ضررا من دعاة جهنم، الذين ...

صحيفة النبأ العدد 468
هم العدو فاحذرهم


ليس على المسلمين شيء أشد ضررا من دعاة جهنم، الذين تفننوا في صد الناس بالدين عن الدين!، ودعوتهم الناس إلى الكفر من على المنابر!، أولئك الذين قال عنهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث حذيفة بن اليمان: (يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: (هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا).

ومن أغرب تناقضاتهم اليوم، مناداتهم بالناس للقعود سعيا للجهاد!، إذ يحاول منظرو تيار القعود إثبات أنه "قعود في سبيل الله!"، فجعلوا الجهاد سرابا، وسدوا أبوابه وعطلوا ركابه، وبسبب فتاواهم وضلالهم قعد الكثيرون عن الجهاد، بعد أن لعبوا بالعواطف بكلام ظاهره شرعي وباطنه بدعي، هذا مع تسلط الكفار على بلاد المسلمين، وقد بغوا وهدموا مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، في ظل تفريق عجيب من السائرين عكس سبيل الجهاد بين قضايا الأمة ومسائل الدين، فيتخيّرون ما يشاؤون وما يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم، ويتجاهلون الطارئ وما تحتاجه الأمة.

ومثلهم وأنكى منهم، المنتكسون الهاربون من ميادين الجهاد المستلمون لزمام التنظير، وهم مقتنعون في أعماقهم أنهم قد جاوزوا القنطرة وأخذوا صكا بالعصمة من الضلال مدى الحياة!، وأشد وطأة منهم أولئك الذين لم يعرفوا من الجهاد غباره ولا من البارود ريحه، وتراهم في كل مرة يناوئون المجاهدين ويخالفونهم.

لقد كان ضررهم -جميعا على اختلافهم- أعظم من ضرر المحاربين أنفسهم على الجهاد والمجاهدين، بل حتى ما لبث كثير منهم أن أصبح رأسا في الحرب على الجهاد، وسببا في انتكاس الكثيرين وتقاعس القاعدين، وتمكن الطواغيت من كثير من الشباب الذي أبدى منهجه متحمسا للجهاد، فغدا مصيرهم الأسر والتنكيل.

في حين يبقى المنظرون في صولة وجولة افتراضية بقول دون عمل، بينما يختفي من ينبس ببنت شفة من شباب المسلمين بكلمة الحق، فلا هم خلُّوهم وشأنهم لينفروا إلى الجهاد، ولا هم تركوهم مستورين بعيدا عن أعين الطواغيت وجواسيسهم، بل قدموهم على طبق من ذهب لعدوهم يفتنهم في دينهم.

خدمة لو دفعت الطواغيت دماء عروقهم لم يحصِّلوها، ولو تبدت لهم في صقع غائر لضربوا لأجلها أكباد الإبل، لكنهم وجدوها مجانا بخيانة دنيئة تنبي أن الأمور حصلت بالتراضي بين الطرفين، ولسان حال الطواغيت لدعاة السوء غضوا عنا ودعوا عداوتنا ونغض عنكم ونمد لكم الطِوَل، فتركوهم يلعبون بالناس وسمحوا لهم الإنكار على الطواغيت الذين لا يتفقون معهم سياسيا، وللقصص والحكايا، وبمجتمع صغير حولهم تسير به أعمالهم!

ولا يخرج حال أولئك الخونة عن اثنين، إما توافق كامل مع أجهزة المخابرات لبلدانهم التي يعيشون بها نصرانية كانت أو علمانية أو منتسبة للإسلام، حيث إنهم يرون في الإخبار عمن تجاوز الحدود التي وضعها الطواغيت، واجبا متحتما عليهم، يحفظون به حظائرهم التي يقتاتون منها ويطيعون فيها راعيهم، أو أنه التقاء مصالح نابع عن حقد دفين لديهم، والمبدأ عندهم أن لا تنفض الناس من حولهم وتلتحق بالمجاهدين، فتخبو سوقهم وتكسد بضاعتهم التي لم يريدوا بها وجه الله أصلا، فإذا ظهرت الاستقامة على الفتى ونأيه عن كل تلك المناهج الضالة، صرخوا بهم إنهم أناس يترفعون، لتكمل "أجهزة الترويع" عملها معهم!

يضاف إليهم الجماعات المنحرفة التي حملت السلاح، وتعلقت بنفس التيار، وأملوا المساكين بالشريعة ومنوهم بالخلافة وخدروهم بالنضال والمقاومة، فاستزلوا بذلك كثيرا من الشباب، ثم وبغمضة عين سلموا أسلحتهم وصافحوا قاتلهم ورضوا بقليل من الفتات وكثير من الذل، ويخيل لهم أنهم الذين ختموا الجهاد ونجحوا بامتحاناته وتخرجوا في خنادقه، ووصلوا الغاية وبلغوا المرام، وتراهم الآن يزاولون مهنهم "المدنية" بلقب مجاهد!، ويعطلون أي عمل جهادي باسم التجربة والخبرة!.

والحقيقة أن أولئك وغيرهم رأوا في القعود حكمة، وأن الجهاد ليس له مستقبل!، فوضعوا له شروطا مستحيلة من الإعداد والتنفيذ، ودخلوا عوالم أخرى من الخيالات، ببرامج هي أطول من تدرج الإخوان المرتدين، ونظريات إلى تغلغل في أنظمة الحكم وقوات الجيش، ثم انقلابات عسكرية، ومنهم من اكتفى بمخططات لإصلاحات لا تسمن بل وبعيدة المدى، ولا يخفى على أحد كم حوت هذه الطرق من انحرافات منهجية، زد عليها أنه لا أرضية واقعية عند أصحابها للبدء بتطبيقها.
بل الأمر أنهم غاصوا عميقا في الحسابات المادية، ولجؤوا إليها واستعاذوا بها فزادتهم رهقا، وسبب ذلك كله انعدام الإيمان بالله، وعدم الوثوق بموعوده لعباده، سواء في الآخرة أو في الدنيا من الغلبة والتمكين، ذلك بأنهم وقعوا في فخاخ "القوى العالمية" وما معها من الأرقام والأوهام، فظنوا ألن يقدر عليها أحد، فأخلدوا حتى تورمت جنوبهم من طول القعود، وصاروا حجر عثرة في طريق أي مجاهد، لأن نجاح أي عمل يكشف باطلهم ويؤكد أن تنظيراتهم سراب في سراب، فأطلقوا عدوانهم على المجاهدين في البداية، ثم ابتلاهم الله بأن صاروا أنصارا لطوائف ردتها وطوامها كعين الشمس، وما كل ذلك إلا بغيا وحسدا من عند أنفسهم، وكبرا عن التنازل والاعتراف بالحق، فغدوا على علمهم أجهل الجهال كما قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، وهذا جواب لمن يتساءل حين يرى تخبطهم الشرعي، كيف تخفى المسائل التي يعلمها الغلمان عن تلك اللحى؟!؛ إنما هو نور الله يقذفه حيث شاء وينزعه ممن شاء.

فيا طالب الحق ومريد الجهاد، الساعي خلف الهداية، لا تبالِ بتنظيرات المرجفين، وتقريرات المنحرفين، ولتنفض عنك ذنب ومذلة القعود، وتخفف من كل تلك الشروط والقيود المبتدعة التي وضعوها لتعقيد الجهاد، فالأمر في أصله أيسر بكثير، أخرج البخاري في صحيحه عن البراء: "أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل مقنّع بالحديد، فقال : يا رسول اللّه، أقاتل وأسلم؟ قال: (أسلم ثمّ قاتل)، فأسلم ثمّ قاتل، فقتل، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: (عمل قليلا وأجر كثيرا)، فمن أراد القعود وجد في المنظرين ملاذا من تأنيب النفس، وأما من صدق وعزم فلا موطأ له معهم، ومن أدمن الفلسفة والتنظير بدون امتثال خرج من الجهاد، ودوننا علماء السلف وأئمة الجهاد السابقين، كلهم وضعوا أسس الجهاد بدمائهم ومهّدوا سبيله بأشلائهم، فدونك يا طالب الحق العلماء المجاهدين العالمين العاملين الذين قضوا نحبهم في ساحاته وارحم نفسك ولا تطع من أعمى الله بصيرته {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.


• المصدر: صحيفة النبأ العدد 468
• لقراءة الصحيفة كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

تعقيب الشيخ المحدث مساعد بن بشير السديرة - ثبته الله- على افتتاحية النبأ العدد 489 الحمد لله رب ...

تعقيب الشيخ المحدث مساعد بن بشير السديرة - ثبته الله- على افتتاحية النبأ العدد 489

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، أما بعد؛

فإن رسالة النبأ الناطقة باسم الإسلام والدولة الإسلامية هي من أعظم ما يمثل هذا الدور العظيم، لأن دور الإعلام هو الواجهة للجهة التي يمثلها ويتحدث نيابة عنها والإعلام يعتبر الركيزة الكبرى لكل جهة يمثلها، ولا سيما أن أهل الإسلام هم أهل الحق، لا ينازعهم فيه أحد. ولذلك، فإن الإسلام الموجود في حياة المسلمين ضعيف جدًا، لا يحمل في طياته همومهم وقضاياهم، لأنه في أصلهم لا يعرفون الإسلام إلا بعين الضعف والهوان، ولأنه جزء من المشروع الإعلامي العالمي، وفي كثير من معلوماته يستقيها من الإعلام الباطل.

ولذلك يجب علينا متابعة إعلام الدولة الإسلامية ليس تعصبا، بل حقيقة لا يختلف فيها العقلاء. ولأن المسلم من أهل التحري في كل ما يتعلق بالإسلام ودينه، يجب ألا يقول ما ليس له به علم، كما يجب التبين وألا يشيع الشائعات في الأمن أو الخوف. وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف، أذاعوه، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.

الإعلام ضرورة ملحة في حياة أهل الإسلام، ولذلك أرى أنه من فيهم أهلية أن يتخصص في هذا الجانب، لكنه يحتاج إلى تقوى الله. جزى الله أهل النبأ وإعلام الدولة الإسلامية في الشام والعراق خير الجزاء في الدنيا والآخرة، فقد سدوا بابًا عظيمًا بخصوص أخبارها وتمليكها لعامة الناس، وخاصة أهل الإسلام الحادبين على الإسلام آمین آمین آمین



• أخي المسلم، لقراءة افتتاحية النبأ للعدد 489.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

أيها الأسد الغِضاب.. إن أمتكمَ اليومَ مجروحةٌ مكلومة، أدمتها الجِراحُ وآخرُها في فلسطين، ...

أيها الأسد الغِضاب..

إن أمتكمَ اليومَ مجروحةٌ مكلومة، أدمتها الجِراحُ وآخرُها في فلسطين، فتسابقوا وتنافسوا لتشفُوا صدرَها، وتمسحوا دمعتها وتُضمدوا جراحها، فإن هذا من أفضل القرباتِ إلى الله تعالى، وهو فرض الساعةِ وثمرةُ التوحيد، وعينُ الولاء والبراء، وأعظمُ الجهادِ وأجداهُ وأنجعُه.

فتقصّدوا بالعمل الأهدافَ السهلةَ قبل الصعبة، والمدنيةَ قبل العسكرية، والأهدافَ الدينيةَ كالكُنس والكنائس قبل غيرها، فإن ذلك أشفى للصدر وأظهرَ لمعالم المعركة، فإن حربنا معهم حربٌ دينية، نقاتلهم أينما ثُقِفوا استجابة لأمر الله تعالى.


• من كلمة الشيخ أبي حذيفة الأنصاري - حفظه الله - {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}
• للإستماع للكلمة الصوتية.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الجيش الأمريكي جبان عند اللقاء يا أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه، لا يعظمنَّ عليكم وجه ...

الجيش الأمريكي جبان عند اللقاء

يا أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه، لا يعظمنَّ عليكم وجه أميركا وجيشها، فقد ضربناهم والله مراراً وهزموا تكراراً، وإنهم أجبن قوم عند اللقاء، وقد تبين لنا من مدافعتنا ومقاتلتنا للعدو الأمريكي أنه يعتمد في قتاله بشكل رئيس على الحرب النفسية نظراً لما يمتلكه من آلة دعائية ضخمة، وكذلك على القصف الجوي الكثيف إخفاءً لأبرز نقاط ضعفه وهو الخوف والجبن وغياب الروح القتالية عند الجندي الأمريكي، ولولا ضيق المقام لحدثتكم عن ذلك، أشياء لا تكاد تصدق في قتالنا لهم في تورا بورا وشاهي كوت بأفغانستان.

• مقتطف من كلمة شيخ المجاهدين أسامة بن لادن تقبله الله
كلمة (النفير)

• للإستماع للكلمة الصوتية.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

دين الله كُلٌّ لا يتجزأ إن دين الله تعالى واضح بيّن في كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه ...

دين الله كُلٌّ لا يتجزأ

إن دين الله تعالى واضح بيّن في كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، لن يقبل الله من أحد غيره، وهو الإسلام بعقيدته وشريعته، عقيدته التي ينعقد عليها الولاء والبراء، وشريعته التي تسوس الناس وتقودهم إلى السعادة والنجاء، وهو كلٌّ لا يتجزأ، والمسلم هو من آمن به كله، وما سوى ذلك فهو إما كفر به كله، أو كفر ببعضه، وكلاهما كفر ينافي الإسلام مهما أطلقوا عليه ومهما عللوه وبرروه، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

• افتتاحية النبأ "وتكفرون ببعض" 489
• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً