مولده ومبعثه ﷺ دروس وعبر *مولده.ومبعثه.ﷺ.دروس.وعبر.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...

مولده ومبعثه ﷺ دروس وعبر
*مولده.ومبعثه.ﷺ.دروس.وعبر.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/GNJD_r-TxgM

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:

- أرأيتم لو أن رجلًا بنى قصرًا، فجمّله وحسّنه وزينه وأنفق فيه ملايين الملايين من الريالات أو من غيرها من العملات، أصبح للناظرين منبرًا، وللسائحين منارا، ولكل الناس محل إعجاب عظيم، يدخله الداخلون يتعجبون، يطوفون حوله، يستغربون، تباهى بما فيه، وجمّل داخله، وأحسن في خارجه، وبذل ماله وجهده ووقته، وكل شيء من أجل هذا الدار، لكنه غفل موضع بسيط لم يتنبه له، لم يلتفت له، لكن الناس ينظرون إليه باعينهم، ويستغربون لجمال الدار، لكن ذلك الخلل أول ما يقع في أعينهم وقلوبهم، تنكسر لذلك النفوس ويتعجبون أيضـًا لماذا هذه الغفلة؟ عن ذلك الشرخ البسيط الذي شوه الدار بما فيه، هذا الدار وهذا الجمال وهذا البناء، وهذه الصناعة الكبيرة والعظيمة، هو أشبه بمثل لرسولنا، وحبيبنا، وقرة أعيننا عليه الصلاة والسلام، لست أنا من شبه، بل هو صلى الله عليه وسلم من شبه ذلك، ففي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أُحسن بنيانه، فترك منه موضع لبنة، فطاف النظار يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة فكنت أنا سددت موضع اللبنة ختم بي البنيان وختم بي الرسل " . وفي رواية : " فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "، وفي رواية: "مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها و أكملها و أجملها و ترك فيها موضع لبنة لم يضعها فجعل الناس يطوفون بالبنيان و يعجبون منه و يقولون : لو تم موضع هذه اللبنة فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة"، إنه قرة أعيننا عليه الصلاة والسلام، المبعوث رحمة للعالمين، الذي ختم الله به الرسالات، والنعم، والمنن، أنه النور، ومعناه لا نور قبله ولابعده إن لم يولد عليه الصلاة والسلام: {قَد جاءَكُم مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ﴾،﴿يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِهِ وَيَهديهِم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾، هو النور وغيره الظلام، هو الرحمة المهداة، هو السبيل الوحد إلى الله، غيره ظلمات شتى، وهو نور أوحد، جاء ليوحد الناس جميعا، في زمن هم أحوج إلى رجل مثله، وفي صحيح مسلم: "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب"، أي نظر إليهم قبل أن يبعث نبينا صلى الله عليه وسلم، واليوم نحن أحوج مما كانوا إلى رجل مثل رسولنا صلى الله عليه وسلم، كما قال المفكر الإنجليزي برنارد شو يصف الحبيب عليه الصلاة والسلام بقوله: (الناس اليوم بأحوج إلى رجل مثل محمد عليه الصلاة والسلام، ولو جاء محمد إلى العالم اليوم بما فيه من اضطرابات لحل مشكلتهم وهو يحتسي فنجان من القهوة)، في لحظات يحل المشاكل والاضطرابات، والحروب والخصام والنزاع وكل ما في الدنيا مما هي فيه وما تعانيه وفي لحظات، لأنه مرسل من الله، من أوجد هؤلاء الناس وهو قادر على ان يحل ما بهم، ويرفع عنهم منزل بهم، إذ هو منزّله وهو رافعه، {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَة}، وما ذاك إلا لأنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق بشيء إلا من الله: ﴿ما ضَلَّ صاحِبُكُم وَما غَوى وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوىإ إن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى عَلَّمَهُ شَديدُ القُوى﴾.

ـ إنه عليه الصلاة والسلام الهداية، ولا هداية إلا عن طريقه، أنه عليه الصلاة والسلام، الضياء الذي نستضيئ به، أنه عليه الصلاة والسلام مفتاح الجنة، الذي لا يمكن إن تفتح إلا له، إنه السعادة في الدنيا والآخرة: ﴿وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى﴾، وانظر أيضـًا إلى قول الله ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، لفي ضلال، من قبل أن يأتيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم كانوا في ظلام مبين، في ظلام دامس، في غوغاء، في ضبابية حالكة لا يقدرون على شيء، ولا لشيء أن يتناولوه لأن النور ليس بأيديهم، ولما جاء عليه الصلاة والسلام أخرجهم من ظلمات شتى إلى نوره الأوحد، انظر إلى حروبهم على توافه أمورهم التي لا تذكر، وسنين في حروب مهلكة الحرث والنسل كحرب داحس والغبراء أربعين سنة على سباق خيول، وقل عن حرب البسوس على ناقة يستمرون ثلاثين سنة في حروب طاحنة حتى كادت أن تبيد قبائل بإكملها، بل أحيانـًا يفعلون حروب ومشاكل، لا طائل تحتها ولا داعي لها، وإنما لأجل المأكل والمشرب، كما قال قائلهم:
وأحيانـًا على بكر أخينا..
إذا لم يكن الا أخانا.
إذا لم نجد من نقاتل الا ذلك الرجل الصديق والقريب والحبيب، سنقاتله وكأنهم يعيشون لأجل الحرب ولا يرون غيرها….


- أين عقولهم وأين ذهبت وظلت وانتهت وبادت وزالت، ما هذا التيه الذي كانوا فيه، وكيف أخرجهم عليه الصلاة والسلام من تلك الظلمات الشتى التي سلكوها في مثل أصنامهم تلك التي عبدوها، كما قال عمر رضي الله عنه كان أحدنا يتخذ صنمـًا من عجوة فإذا جاع أكله، يأكل إلهـه ولا يستحيي، حتى قال عمر والله لا أدري أين ظلت عقولنا، اين ذهبت؟ لا يدري أين كنا؟ كيف نعبد مانصنع، ثم نأكل ما نعبد؟ هذا عمر. بل مرة يقول ذهبنا في سفر فضاع إلهنا في ذلك السفر، فمكثنا نناديه، ونحوم حول الحمى، ونطوي الصحراء من أجل أن نعثر على صنم هو إلهنا، وبعد أن عثروا عليه عاقبوه أنهم احتاجوا لصناعة طعامهم فلم يجدوا حجراً ثالثة تكمل ذلك الذي فعلوه الا الصنم فوضعوه فيها، وهكذا يقول ابو رجاء العطاردي الصحابي الجليل والحديث في البخاري: (كنا نتخذ الأصنام من الحجارة، فإذا وجدنا حجارة خيراً منها القينا الأولى وأخذنا الأخرى، قال وإذا لم نجد هذا ولا ذاك؟ جمعنا جثوة من تراب ثم حلبنا شاة وصنعنا منه إلها)، هذه هي آلهتهم بل حتى الكعبة لم تسلم من ضلالهم، أكثر من ثلاثمائة صنم حول الكعبة، بل حتى باطن الكعبة أصنامهم موجودة، وفي بيوتهم أيضـًا، لا يخلو دار من ديار العرب، إلا وصنم فيها هذه هي معيشتهم وهذه هي آلهتهم، وهذه هي عقولهم التافهة، لكن انظر عندما جاء النور عليه الصلاة والسلام كيف أخرج عمر الفاروق، وأخرج عثمان ذي النورين، وأخرج الصديق العتيق، وأخرج علي الصنديد، وأخرج أولئك جميعـًا من يهاب منهم الشرق والغرب، من فتحوا أكثر من ربع الكرة الأرضية في غضون سنوات، لا تتجاوز خمسة وثلاثين عاما…

- هذه عبارة فقط عن أمر يسير من أمور حياتهم وهي الأصنام، والحروب، فكيف بالمرأة الضعيفة؟ التي وصف الله أولئك الناس، كيف اذا ولدت الصغيرة الطفلة الرضيعة: ﴿وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَهُوَ كَظيمٌ﴾، حتى وهو أبيض لابد أن يسود، ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، كاد ينفجر من شدة غضبه وما نزل عليه وهو كظيم ﴿يَتَوارى مِنَ القَومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلى هونٍ أَم يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحكُمونَ﴾، يختفي لا يذهب للرجال ومجالسهم؛ لأنه جاءته بمنظارهم كارثة، وداهية، وعار، وشنار، ﴿يَتَوارى مِنَ القَومِ مِن سوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمسِكُهُ عَلى هونٍ}، على ضعف، وحياء، ووجل، وخوف، وكره، وبغض، أم يدسه في التراب،
﴿وَإِذَا المَوءودَةُ سُئِلَت بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت﴾، حتى ليس هذا وفقط بل يستمر هذا العناء، والكابوس معهم ما لو لم تقتل فكبرت وتزوجت يرمونها من الميراث بل يعدونها هي من التركة الرخيصة التي تورث فضلا عن أن ترث منهم حتى أنزل الله:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا يَحِلُّ لَكُم أَن تَرِثُوا النِّساءَ كَرهًا ﴾، كما قال ابن عباس عند البخاري وغيره قال: ( كان الرجل إذا مات كان أولياؤه أحق بامرأته من ولي نفسها إن شاء بعضهم زوجها أو زوجوها وإن شاؤوا لم يزوجوها فنزلت هذه الآية في ذلك)، فلا ترث شيئـًا من المال بل يعتبرونها سلعة هي تورث أصلاً، هذا الضلال الذي وصلوا إليه، انظر لحالهم بعد أن جاء إليهم رسولنا عليه الصلاة والسلام، يرعون المرأة يحترمونها، يعظمونها، يمجدونها، يتواصوان بها خيرا؛ كونها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرونها العالمة، الفقيهة، الزاهدة العابدة، القدوة، تلك المرأة التي جعلوا منها نصف المجتمع بل المجتمع كله، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قد وصاهم، وأمرهم واسترعاهم وإياها، وحفظها، وأمر بالمحافظة عليها حتى في آخر نفس من حياته صلى الله عليه وسلم: "استوصوا في النساء خيرا"، وأدى أمانته التي أوجب الله عليه أن يؤديها، إن رسولنا عليه الصلاة والسلام خير ما يوصف به، هو ما وصفه الله به، ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾، وكل شيء غير الله هو عالم، ورسولنا أرسله الله رحمة لجميع العوالم، بمن فيهم الشجر، والحجر، والدواب، والتراب، وكل شيء، رسولنا هو رحمة لهؤلاء الخلائق جميعا عليه الصلاة والسلام: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾… ورحم الله أحمد شوقي:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ…وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ… لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي…وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا…بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ…وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ…فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ…أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً…مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت…وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

- هذه نماذج من حال العرب قبل أن يأتيهم النبي عليه الصلاة والسلام، ولا والله لهُ حالنا بل وأشد، إذا لم نأخذ بما جاء به نبينا، إذا لم نأخذ بهديه، إذا لم نعمل بسنته، أن لم نعض بالنواجذ على ما أوجب عليه الصلاة والسلام، هلكنا، وعدنا لما كان عليه أولئك، إنه بقدر تضييعنا لسنته، ولهديه، ولطريقته، ولما جاء به يكون الضياع، والهلاك، والفتنة، والمحنه، والشدة، والعقوبة علينا: {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ الكوارث، والحروب الطاحنة، والمجاعات، والبلاء والخصومات، والشتائم، والكربات، وكل اضطرابات تقع، إنما هي بمخالفة هديه عليه الصلاة والسلام، {فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾، فتنة في أموال، في أولاد في صحة، في بلد في كل شيء، هي فتنة عمت وطمت؛ لأننا لم نأخذ بما قال الله :﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، لننظر في واقعنا إلى أين نتحاكم، إلى أين نعود، إلى من نلتجئ، إلى من ننادي، إلى من نصرخ، تجد إما إلى الأمم المتحدة ومجلس أمنها، أو المبادرة الخليجية، أو القانون الدولي، أو القانون اليمني، أو إلى هنا وهناك، وننسى الله، وننسى شرع الله، وننسى سنة رسول الله، وننسى الرحمة المهداة عليه الصلاة والسلام، نلجأ وننتظر للكافرين والمبعوثين الدوليين وننسى هدي المبعوث رحمة للعالمين… نلجأ للكافرين وننسى أو نتناسى أن الله قال: ﴿قُل يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ مَن آمَنَ تَبغونَها عِوَجًا وَأَنتُم شُهَداءُ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ﴾...﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعُوا الَّذينَ كَفَروا يَرُدّوكُم عَلى أَعقابِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ بَلِ اللَّهُ مَولاكُم وَهُوَ خَيرُ النّاصِرينَ﴾… ثم ننتطر الحل، ورفع الحرب…!

فلا وربك يمين من الله ومن أصدق من الله، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾، إيمان مطلق بشرع الله، وتحكيم مطلق لأمر الله، ورضا مطلق لما جاء من عند الله، دون قيد أو شرط أو تردد، إذا أخذنا بذلك كان الفلاح وكانت السعادة، وكنا كما كان أوائلنا، وكنا كما كانوا:
يهتز كسرى على كرسيه فرقًا… وملوك الروم تخشاه…
يخشون يضطربون يخافون يفزعون من عظماء حملوا راية الله، من عظماء اخذوا بما جاء من عند الله، من عظماء وُجد الإيمان في قلوبهم، فلم يخافوا أحدا سوى الله: {فَلا تَخافوهُم وَخافونِ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، ﴿ أَتَخشَونَهُم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، أين الله؟ وأين ما شرع الله على رسول الله؟، {وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، وانظر إلى ما ختم الله به الآية: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾، إذا لم نأخذ بما جاء من رسول الله، جاءت العقوبة الإلهية حتمـًا، إذا لم نأخذ بما جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم، كانت الشدة باقية لا تزول، لأن المخالفة له عليه الصلاة والسلام طريق الهلاك، طريق الخسارة، {وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾، الهداية بطاعته عليه الصلاة والسلام، الفلاح أيضـًا باتباع ما جاء به من عند الله، {فالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾، إذا أردنا الفلاح فعلينا الأخذ بما جاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العرباض لما وعظ النبي موعظة شديدة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقالوا وكأنها موعظة مودع يا رسول الله فماذا تعهد إلينا؟ فقال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء، عضوا عليها بالنواجذ…" أتبعوا ولا تتبعوا إنتهجو ما جاء مني لتسعدوا ولتصلوا إلى يجب أن توصلوا إليه، فإن لم نفعل كان الهلاك، وكان الظلام، وكان الدمار، وكان البلاء، وكانت المجاعات، وكانت الحروب، وكانت الضوضاء، وكان ما كان بقدل بعُدنا عن نبينا تكون هذه البلاءات حلت فينا.

- أخيراً هذا نبينا الذي يفتح باب الجنة، لا يُفتح لأحد قبله ولا بعده، ألا إذا بدأ بها صلى الله عليه وسلم، كما في البخاري ومسلم، أنه صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة، إلا من أبى، فقالوا يا رسول الله ومن يأبى من يرفض أن يدخل الجنة من هذا المجنون؟ من هذا الذي لا عقل له، قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" فوضعنا نبينا عليه الصلاة والسلام بين خيارين لا ثالث لهم، إما أن نأخذ بهديه وبسنته ونطيع ما جاء به فندخل الجنة التي طريقها السعادة الأبدية في الدنيا ثم تتصل بها الآخرة، وإما ألا نأخذ بما جاء به، فنهلك في الدنيا ثم يكون في الآخرة العقوبة التي تستمر ولا تبيد ولا تنتهي، ﴿خالِدينَ فيها أَبَدًا}،﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

*حاجة.الأمة.الملحّة.للثقة.بالله.ﷻ.نماذج.حية.وقدوات.ربانية.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...

*حاجة.الأمة.الملحّة.للثقة.بالله.ﷻ.نماذج.حية.وقدوات.ربانية.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/8n10WKOfVgY

- الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

ـ أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:

إننا في زمن كثُر ظلمه، واشتد خطبه، وتعاظم جشعه وطمعه، وزادت السيئات، ومعه أصبح الناس -إلا من رحم الله- في بعد عن دينهم، وإسلامهم، وأمر ربهم، وتوجيهات قرآنهم، ونبيهم صلى الله عليه وسلم، أصبحنا في زمن تكالب الأعداء فيه على الأمة الإسلامية، وأصبح كثير من المسلمين -للأسف الشديد- يظنون بالله غير الحق، يظنون إلا نصر لدينهم، ولا قيام لأمتهم، ولا صحوة يمكن أن تقع في زمن قريب؛ لتنتشل الناس مما هم فيه، وهو أمر مقلق ومحزن؛ إذ أن هذا الظن ليس بظن مؤمن؛ لأن الله تبارك وتعالى وصف أعداءه بقوله: ﴿بَل ظَنَنتُم أَن لَن يَنقَلِبَ الرَّسولُ وَالمُؤمِنونَ إِلى أَهليهِم أَبَدًا وَزُيِّنَ ذلِكَ في قُلوبِكُم وَظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ وَكُنتُم قَومًا بورًا﴾، فلا يمكن أن يكون المؤمن بهذه الصفة، يظن بالله ظن السوء، فيكون جزاء ذلك الظن السيء منه أن الله تبارك وتعالى يجعل أمره بورا، ويجعل حياته في خسارة دائمة، في كل شيء اينما توجه، أينما ذهب، أينما انطلق، أينما بدأ في شغل، عمل، أو أي شيء من بداية يومه حتى نهايته، يكون أمره بورا؛ لأنه ظن ظن السوء في الله عز وجل، وذلك خطر لا شك فيه عليه، إما أن ييسره لليسرى، وإما أن ييسره للعسرى، ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسرى﴾، وذاك ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى﴾، والمطلوب في هذا الخطب الجلل، والكرب الذي نزل على الأمة الإسلامية أن نكون على يقين على أن الله تبارك وتعالى أمره فوق كل أمر، وقوته فوق قوة، وسلطته فوق كل سلطة، وعظمته فوق كل عظمة، وجبروته فوق كل جبروت، فلن يبلغ ما عند الناس والجن والمخلوقات مما عنده قدر أنملة، ولو اجتمع من في السماوات والأرض على أن يغالبوه تعالى وتقدس جل وعلا فلن يستطيعوا، وأنه ناصر عباده؛ لأن وعده الحق: " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءلم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"، ﴿إِنّا لَنَنصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ يَقومُ الأَشهادُ﴾.


- فالنصر للمؤمن دائما وأبدا بل قال الله عز وجل
{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنا وَرُسُلي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾ وكتب الله أي فرض الله في كتابٍ لديه بأن الغلبة لأمره، ولدينه، الغلبة لرسل الله، الغلبة لأولياء الله دائما وأبدا، مهما مُكر بذلك المؤمن، واشتدت عليه الأمور، فليثق أن الله تبارك وتعالى امره فوق كل أمر، ومكره فوق كل مكر: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾، فإذا كانت أمور الخلائق بسلطة، بقوة بمال، بعظمة، فليتذكر أن ذلك كله واهبه هو الله سبحانه وتعالى، فلم الخوف، ولم الوجل، ولم الفزع، ما دام وأنه مع الله وهو واهبه، فإنه ناصره تبارك وتعالى، ثم إن مُكر به فليتذكر مكر الله عز وجل: {وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ}، ﴿وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا لِيُثبِتوكَ أَو يَقتُلوكَ أَو يُخرِجوكَ وَيَمكُرونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ الماكِرينَ﴾، فمكر الله فوق كل مكر، وتدبير الله فوق كل تدبير، فليتذكر ذلك دائما وأبدا…

- وإذا كان يخشى جنود أولئك الذين اعدوا، واستعدوا، وحشدوا، وأوغلوا، فإن ﴿لِلَّهِ جُنودُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾، فمهما كانت أمور هؤلاء من مكر، قوة، إعداد، أي شيء كان فعلى المؤمن أن يتذكر دائما وأبدا ما عند الله سبحانه وتعالى وما عنده خير للأبرار، ﴿ وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ لِلأَبرارِ﴾، كما قال الله سبحانه وتعالى في آخر سورة آل عمران، فما عند ربنا هو خير لنا، جهلنا، علمنا، تحقق ذلك عاجلاً أم آجلا ، وحاشا لله أن يخلف وعده، أنهم يوعدون المسلم بأن هزيمة لدينه، هزيمة ايضا لمسلماته، انتمائه، بمقدساته، أي شيء كان من مبادئ سامية لدى المؤمن، فإذا كان أولئك يقولون هذا فهو لا يصدق وعودهم بل يصدق وعود الله؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يخلف وعده ابدا.

ـ ولننظر الى نموذجين لامرأتين، ومعلوم أن النساء ضعاف النفوس، ومع هذا سأذكر نموذجين في خطبتي هذه، وهو نموذج أم موسى عليهما السلام، تلك المرأة التي أحبت ولدها بجنون؛ لأن الله قذف محبة موسى عليه السلام في نفوس الناس، بدءًا بأمه، ﴿ وَأَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبَّةً مِنّي﴾، ومع هذا قال الله لها: {فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَم}، القيه في اليم عند الخوف عليه من البر، وكان أمر الله فوق كل أمر، بالرغم حبها الشديد له لكنها سلمت وأذعنت لأمر الله فألقته في خطر، بالنسبة لنا وهو أن ترميه في البحر، أن تقذف به ليأخذه البحر فألقته في الماء، لا اشكال عندها واثقة بربها كل ثقة فألقيه في اليم، وكان ما كان بعد ذلك {وِلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيك}، فكان لا خوف على ولدها، ولا في قلبها؛ لأنها تعلم أن الله وعدها ووعده الحق اليقين…

- هذا امر تولد عند الصبي الصغير ان أصبح لا يخاف ولا يفزع أولئك أبدا فينطلق إلى فرعون أعتى أهل الأرض من يدعي الألوهية ليس النبوة بل الألوهية، وليست أي ألوهية، بل قال: { أَنَا رَبُّكُمَ الأَعْلَى}، يعني الله جل جلاله ليس بالأعلى بل هو فوق الله لا يؤمن بالله، ومع هذا ذهب موسى واثقاً بربه؛ لأن أمه علمته ذلك من أول لحظات حياته في الدنيا، ألقته في اليم ولم تخف، ولم تحزن، وأيضا لما كان الناس الذين امنوا به بجواره يخافون، يحذرون، يتبعون، البحر امامهم، وفرعون من خلفهم قالوا إنا لمدركون فقال موسى عليه السلام ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾،البحر امامه، نعم وفي عون بالاف مؤلفة خلفه، ومع هذا هو واثق لربه فقال ﴿قالَ كَلّا إِنَّ مَعِيَ رَبّي سَيَهدينِ﴾، لا خوف، لا أخاف لا أحزن لا قلق ما دام وأن الله معي فهو ناصري، وهو سيهديني حيث يريد ربي تبارك وتعالى، نتذكر هذه الكلمة نبينا صلى الله عليه وسلم وهو في الغار محاصر، مطارد، ليس بجواره، أنيس، ولا جليس، إلا رجل واحد وفي غار، والناس يعدون العدة لقتله، أي شيء كان حتى يؤتى برأسه عليه الصلاة والسلام ومع هذا قال لما قال له الصديق لو نظر أحدهم إلى تحت قدميه لرآنا قال صلى الله عليه وسلم: {لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، لا خوف، لا وجل، ما دام وأن الله مع العبد فإن ذلك العبد لا خوف عليه أبدا ومن كان مع الله فالكل معه وله، ومن كان ضد ربه فالكل عليه لا له، ومن وجد الله فماذا فقد، ومن فقد الله فماذا وجد!.

أقول قولي هذا وأستغفر الله.

ـ ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده...وبعد ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

ومع نموذج آخر لامرأة أخرى أذكرها هنا ثم لربما نواصل في هذا الموضوع؛ لأنه علاج للأمة في هذا الزمن الشديد، والخطير، والكبير، والجليل، الذي يراد لأمتنا ما يراد من شر وبيل، وأمر خطير، فأفتتح صفحات لنعرف كيف عاش أولئك الناس الذين وثقوا بربهم، ولم يخافوا أي عدو كان مهما طال شره وكبر، وأعد واستعد فأنهم لا يتضعضعون ولا يخافون،


- إنه نموذج مريم عليها السلام بعد نموذج أم موسى وهذه أم عيسى عليهم السلام، هذه مريم التي أنجبت مولودا من غير زوج، ومعناه العار، والخزي والفضيحة، والجريمة، والكارثة الكبرى، امرأة عزباء تختلي اياماً عابدة لربها في مكان معين فتعود بولد ما هذا ﴿وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا﴾، حتى قالوا الناس لها مع عداوتهم لها ولأسرتها لأنها كانت أسرة صالحة كما قال الله،﴿إِنَّ اللَّهَ اصطَفى آدَمَ وَنوحًا وَآلَ إِبراهيمَ وَآلَ عِمرانَ عَلَى العالَمينَ﴾، قال الناس لها ﴿يا أُختَ هارونَ ما كانَ أَبوكِ امرَأَ سَوءٍ وَما كانَت أُمُّكِ بَغِيًّا﴾، ما هذه عادتكم، ما كانت أمك امرأة زانية، ليست هذه عوائدكم، فمن اين أتيت به، لكنها قبل ذلك لما جاءها الملك قالت ﴿قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا﴾، خلاص سلمي استعدي فكان أمرها أن أوكلته لربها جل جلاله، ثم ولت من عند قومها مختلية حيث أمرها ربها تبارك وتعالي، ﴿فَحَمَلَتهُ فَانتَبَذَت بِهِ مَكانًا قَصِيًّا﴾، وتلك المرأة هي نفسها التي جاءت بولدها وهي ساكتة لا تتكلم ولا تتحدث غير انها تشير وقد علمها الله أن تثق به ولا تبالي بهؤلاء جميعا، ولا تكترث بهم،﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا ﴾خذي راحتك، لا تقلقي ابدا، ﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا﴾، لست حولكم، وفي داويكم، أو خبركم، ولا شأن لي بكم وما تقولون، وظنونكم السيئة، أنا مشغولة عنكم لا ابالي بكلامكم، ثم فقط أشارت لولدها المولود، أما هي فلا شأن لها بهم: ﴿فَأَشارَت إِلَيهِ قالوا كَيفَ نُكَلِّمُ مَن كانَ فِي المَهدِ صَبِيًّا﴾، نكلمك انت فلماذا لا تتحدثي، من أين جاء المولود فنطق المولود ليكلمهم؛ لأنها وثقت بربها فمجرد اشارة منها نطق ما لا ينطق وتحدث من لا يتحدث عادة، فمن وثق بالله فإن الله لن يضيعه ابدا، حتى أن ينصره بما لا يتخيل، ولم يكن في الحسبان عادة وعقلا، حتى بذباب، أو بحشرة ليست بشيء، كما فعل لابراهيم عليه السلام حين سلط الله تعالى على النمرود وجنوده البعوض أو الدبّور…

- وهذان نموذجان لنساء فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والذين سأذكرهم في خطب قادمة إن شاءالله تعالى فنريد أن تكون عندنا ثقة بربنا في كل أمر أصابنا ونزل بنا من مرض، من سقم، من الم، من هم، من غم، من حزن، من فقر، من أي شيء كان، والدنيا كلها عبارة عن تعب ونصب، والإنسان خُلق في كبد كما ذكر الله تبارك وتعالى، فلنكن على عدة جاهزة، وكبيرة للثقة بربنا جلا وعلا…

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…
┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

*عُباد الدنيـا.كيــف.هلكــوا.؟.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي ...

*عُباد الدنيـا.كيــف.هلكــوا.؟.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇.
https://youtu.be/Nz6U-giSxI4

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

- أما بعـــد أيهــا المؤمـنون: ↶

ـ هل أتاكم نبأ ذلك الرجل التعيس، الهالك، المنكوس، المعكوس، المدعو عليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك الرجل الممحوق في حياته، في عمره، في ماله، في تجارته، في سعادته، في صحته، في أهله، في كل خير أتاه ويأتيه من ربه، هل أتاكم حديثه، هل بلغكم نبأه، هل وصلكم ذلك الخبر العظيم، الذي نراه في المجتمع في كل يوم، مئات من هؤلاء الذين سقطوا في مستنقع دعوته عليه الصلاة والسلام، وأصبح رسولهم، ونبيهم، وحبيبهم صلى الله عليه وسلم عليهم لا لهم، يدعو عليهم عليه الصلاة والسلام لا يخرجون من ورطاتهم، ولا من أزماتهم، ولا من أمراضهم، ولا من أسقامهم، ولا مما هم فيه من دنياهم؛ لأن نبيهم عليه الصلاة والسلام قد دعا عليهم، وهو حبيب الله من خلقه على الإطلاق عليه الصلاة والسلام، وصفوة الله، وخيرة خلق الله، إنه ما ورد في البخاري وفي غيره ايضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ". هكذا قال صلى الله عليه وسلم، دعاء بالتعاسة في الحياة بالانتكاسة الدائمة، ما أن يعافى مما هو فيه حتى يبتلى بما هو أشد منه، تصيبه أشياء دنيئة يسيرة، وتنزل عليه كوارث بسيطة جدا فيستمر فيها لا يستطيع أن يخرج منها، سواء أزمات صحية، مالية، أسرية، اجتماعية… بينه وبين الخلق معاملاتية… أيا كانت ما إن تصيبه حتى لا يستطيع الخروج من ذلك كله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قد دعى عليه بالتعاسة، حتى أنه أذا أصيب بعسر يسير تافه من هذا فإنه لا يخرج منه، حتى مجرد الشوكة…

ثم انظر لوصفه عليه الصلاة والسلام: "عبد الدينار، وعبد الخميصة، وعبد الدرهم"، أضاف عبودية هذا الرجل لدنيا فانية، لدراهم، لدنانير، أثواب، لأشياء تافهة، لحقير من هذه الدنيا، أضاف عبوديته عليه الصلاة والسلام لها لا لربه، بل عبد لدنياه، مملوك أسير، بدلا من أن يعبد الله، يعبد الدرهم والدينار والقمصان وهذه التوافه، ينادي المنادي حي على الصلاة، حي على الفلاح، وهو في عبادة الدنيا لا يفيق منها، ولا يجيب النداء، ولا يفزع لربه، لأخراه، وكأن الأذان لا يعنيه… كل وقته لدنياه لا يعطي شيئا البتة لدينه لأخراه لربه تبارك وتعالى… ألا يستحق الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، لا يترك شيئًا من دنياه لأجل آخرته، تعس، وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، تعس تعاسة شديدة، وإذا شيك فلا انتقش، أي لا أخرجها الله منه ابداً، هذا هو عبد الدينار لا عبد الله، هذا هو عبد الدراهم لا عبد الرحمن، هذا هو عبد الخميصة لا عبد الإله الحق جل جلاله…

أيها الإخوة: إن هذا الرجل المدعو عليه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا يبالي في أي مستنقع هلك من الدنيا ما دام أنه وجد دراهمه، ووجد دنانيره، ووجد دنياه الفانية، لايهمه إذا غش، خادع، نافق، سرق، اختلس، نهب… أي حرام كان، وأي ذنوب ارتكبها كل ذلك ليس بشيء عنده مادام وجد دنيا فانية، وأموال زائلة… لا إشكال أبدا لديه أن يترك الصلوات، العبادات، الصيام، القيام، الأذان، أن يترك دينه، أن يترك أمر ربه، أن يترك كل مقدس لديه، كل ذلك لا إشكال في هذا لديه، إنه يفضّل متاعا زائلا في دنيا فانية، على متاع دائم في آخرة باقية، تراه مثلاً يصبح في شقاء ويمسي فيه، يخرج الصباح الباكر بل قبل الفجر ربما يذهب لعمله ولا يصلي الفجر، ولا يفكر فيها، يؤقت منبهه على دوامه لا صلاته، على معاملاته مع الخالق لا واجباته مع الخالق، والعجيب أن هذا التعيس عمله بين الشمس الحارة على قساوتها، وشدتها، ليس عنده أي إشكال، يؤذن الظهر ما له علاقة، يؤذن العصر وهو مخزن أو في عمله، أو محله التجاري، أو في أي شيء كان من دنياه، ما أجاب نداء ربه، ولا لبّى صوت مولاه تعالى، وإن صلى فإنها أي صلاة كانت، لثواني فقط مع تفكير دائم في الدنيا، يسرع لينهي صلاته، ويتأفف من الإمام إن أطال لحظات لكنه يقوم الليل والنهار لدنياه لا إشكال عنده ولا في يرى ذلك أي مشقة….


إنه إنسان يجمع للدنيا وينسى الآخرة، ومع جمعه وهلعه وحرصه وجزعه لدنياه فإنها لا تجتمع تلك الأموال لديه ثانية، بل زائلة ممحوقة لا بركة فيها، ولا خير فيها، ولم يتنعم بها كأنها كذب في كذب… بينما ذلك الذي لم تصبه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينتفع بساعات من الدنيا، فيضع الله البركة فيما اعطاه الله له، وإن كان يسيرا، وإن كان قليلا، وإن كان حقيرا، لا يترك صلاته، ولا عباداته، ولا طاعاته، ولا أي أمر لله، يصدق في معاملته، لا يخلف، لا يكذب، لا يحلف، لا يفجر، لا يقول بهتاناً، لا يرتكب حراما… لأنه يراقب الله، ويعلم على أن الدنيا مزرعة للآخرة، أن الدنيا دار عبور، أن الدنيا ليست بشيء راحلة فينتبه لها جيدا، فيبارك الله له، ويكون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مصروفاً عنه، فهلا صرفنا عن أنفسنا دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش"، هل حرصنا أن نبعد هذا الدعاء الشديد، والخطير، من رسولنا صلى الله عليه وسلم الليل والنهار حتى لا نقع فيه، هل حرصنا على أن نؤدي الواجبات التي علينا من أجل أن لا تصيبنا تلك الدعوة الخطيرة من رسولنا صلى الله عليه وسلم، ماذا نفسر من ترك الصلوات، وترك العبادات، وترك الطاعات، وارتكب المحرمات، من أجل لذه، الا أن هذه الدعوة قد وقعت على ام رأسه، وحياته، فلا يخرج منها ابداً إلا بتوبة صادقة مع الله، إذا أحسن عبادته، وطاعته، وترك دنياه، وكانت حقيرة لديه، لأجل آخرته وقدر الآخرة حق قدرها، ولم يترك صغيرا ولا كبيرا الا واهتم لشأنه، لأنه زاد للآخرة، ورضي الله عن ابن عباس إذ قال : "لو كانت الآخرة خزف يبقى، لكان خيراً من ذهب يفنى"...

أقول قول هذا، وأستغفر الله…

ـ الخــــطــــبة الثــــانـيــــــة ↶

- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾..

- ثلاث آيات في كتاب الله مخوفات، ليست ثلاثاً وفقط، بل هي للثلاثينات أقرب، إنها عن الدنيا كقول المولى جل وعلا: ﴿مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُّنيا وَزينَتَها نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ﴾، شيك مفتوح من الدنيا، لأجلها تنافس، تقاتل، عش لا إشكال، ثم ماذا: {نُوَفِّ إِلَيهِم أَعمالَهُم فيها وَهُم فيها لا يُبخَسونَ}، ثم قال الله بعدها مباشرة بعد أن أخذوا حقهم في الدنيا: ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَيسَ لَهُم فِي الآخِرَةِ إِلَّا النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعوا فيها وَباطِلٌ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، هذه واحدة، وفي آية أخرى: ﴿إِنَّ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا وَرَضوا بِالحَياةِ الدُّنيا وَاطمَأَنّوا بِها وَالَّذينَ هُم عَن آياتِنا غافِلونَ﴾، عنده الدنيا كل شيء؛ فهي مبلغ علمه، وغاية ورغبته، وأكبر همه، وكل شيء هي الدنيا لديه، وإذا حصل عليها هانت عليه عباداته وصلواته ودينه…{أُولئِكَ مَأواهُمُ النّارُ بِما كانوا يَكسِبونَ}، أما الآية الثالثة: ﴿مَن كانَ يُريدُ العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فيها ما نَشاءُ لِمَن نُريدُ ثُمَّ جَعَلنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصلاها مَذمومًا مَدحورًا}، هذه هي الدنيا، هذه حقيقتها، أضف إليها، ﴿اعلَموا أَنَّمَا الحَياةُ الدُّنيا لَعِبٌ وَلَهوٌ وَزينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَينَكُم وَتَكاثُرٌ فِي الأَموالِ وَالأَولادِ كَمَثَلِ غَيثٍ أَعجَبَ الكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهيجُ فَتَراهُ مُصفَرًّا ثُمَّ يَكونُ حُطامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذابٌ شَديدٌ وَمَغفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضوانٌ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾، هذه الدنيا باختصار شديد…وُلد خرج للحياة، كبُر قليلا، شاب شاخ…مات، هذه هي، سنوات قصيرات جدا أمام الآخرة: ﴿أَرَضيتُم بِالحَياةِ الدُّنيا مِنَ الآخِرَةِ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ﴾… ﴿تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسينَ أَلفَ سَنَةٍ﴾، هذا هو اليوم الواحد هناك، فكيف بـ:﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، و﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ﴾… إلى أين؟ إلى أين، ما الذي سيجمعه? ما الذي سيأخذ?، ما الذي سيلتهمه من دنياه?، هل رأيتم تاجراً دخل القبر بتجارته، أو رأيتم عسكرياً دخل الى القبر بنياشيمه، ورتبه، أو رأيتم ملكاً أو وزيراً دخل الى القبر بوزارته، أو بملكه أو بحاشيته، أو بسلطانه، بشهاداتة، أو بعلمه، لا والله لن يدخل القبر الا بعمله فقط بل يرميه أحب الناس إليه، هو من يقدمه إلى القبر، هو من يدفنه… جيفة، هامدة، منتهية، زائلة، لا خير في بقائه، إلى أين؟، دنيا فانية، إلى متى نتنافسها، ونسارع فيها، ونتقاتل عليها، نكذب، نسب، نشتم، نلعن، نكذب، نتفرق، من أجل دنيا، إلى أين!… لنكن من أبناء الآخرة، "إن للدنيا بنون، وإن للآخرة بنون، فكونوا من خبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا"…

ـ اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وتقبل أعمالنا، ويسر أمورنا، اللهم يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم، حبب إلينا الآخرة، اللهم حبب إلينا الآخرة، اللهم حبب الينا الآخرة، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا إنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، والحمد لله رب العالمين...
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

*المـوت.الحـقـيقـــة.الـغـائبــة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد ...

*المـوت.الحـقـيقـــة.الـغـائبــة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبةاضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇.
https://youtu.be/vwjWXzM8Xyo

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾…

- أما بعـــد أيهــا المؤمـنون: ↶

ـ عجبًا لهذه الدنيا الفانية، هذه الدنيا الزائلة، هذه الدنيا المنتهية، متاعها قليل، وشأنها حقير، وأمرها يسير، ما من أحد يخلد فيها أبدا، إلا ذلك الملعون المطرود إبليس، لا أحد يستحق البقاء في هذه الدنيا، دنيا فانية، كلما كثرت وكبرت وعلت وارتفع المرء فيها وسما وعلى، جاءه الموت، وانتهى به المطاف إلى البيت الحقيقي، والدار المعمور في حياته الدنيا، لا أحد يستحق الخلود فيها أبدا، ولو كان من أحد يعيش دائماً لكان أحق به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال معزياً للأمة: "أذا أصيب أحدكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي؛ فأنها أعظم المصائب" بموته عليه الصلاة والسلام، كانت أعظم مصيبة على الأمة على الإطلاق، وبالتالي فكل مصيبة أمام مصيبتنا بنبينا عليه الصلاة والسلام، مصائب هينة، يسيرة، قليلة، ليست بشيء أمام تلك المصيبة العظمى….


- أيها الإخوة الفضلاء: إذا علمنا على أن الدنيا هي دار فناء، دار انتهاء، دار زوال، مزرعة إلى الحياة الحقيقية، التي ندوم فيها ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، و﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ}، إذا علم المرء ذلك ارتاح، وسعد، وعلم على أن الدنيا كما قال الله عنها ﴿ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ﴾…، قليل هذه الدنيا بما فيها قليل، فما حظي وحظك وحظ الناس جميعا من هذا القليل، من هذا الحطام، من هذه اللحظات، من هذه الدقائق الفانية، والزائلة، التي لا تساوي على ما يقال أمام يوم واحد، لو عُمر أنسان مئة سنة في الدنيا، فإن تلك المئة السنة لا تساوي أمام يوم واحد من أيام الآخرة إلا دقيقة أو قريب منها فقط، أمام يوم واحد من أيام الآخرة فكيف بخمسين الف سنة ﴿تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسينَ أَلفَ سَنَةٍ﴾، هذه مئة سنة من أيامنا لا تساوي شيئاَ أمام يوم واحد في الآخرة، فما هي أيامنا، وكم هي دنيانا، ومتعنا، ولذائذنا…وكم ذلك الإنسان يجزع، ويطمع، ويهلع، ويعصي، ويكدح، وينسى ذلك اليوم العظيم، والشديد، والخطير، والكبير….


- كم في كل يوم نسمع، ونرى، ويُعلن، وتأتينا اتصالات، أو رسائل أو نرى أو نقرأ من أناس ماتوا وهم في أصح صحتهم، وأمتع عافيتهم، وأجلد ماهم فيه، وأعظم ما وصلوا إليه، وما نالوه وحققوه في هذه الدنيا الكاذبة…. ثم فجأة جاءهم الموت فقصمهم وانتهى بهم الأمر إلى المصير الحقيقي: ﴿وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ﴾ ... منه تهرب… لقد مات، وقد كان في كامل صحته وعافيته، صدمة قلبية، نوبة، حادث سير، جلطة، أزمة قلبية مات رحل ولن يعود…وفي الحديث الذي أخبر صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة قال: "وأن يظهر موت الفجأة" الطبراني وحسنه الألباني…

ـ كم نعرف من أناس عاشوا، ضحكوا، تكلموا، اكلوا، شربوا هنا في الدنيا، ثم انتهوا، ماتوا، ودعّوا الدنيا إلى غير رجعة، وكما انتهوا هم سننتهي نحن، اليوم ينادى بفلان وفلان، وغداً سينادى بك وبفلان وبفلان أيضا…فهل من معتبر وهل من متعظ…

ـ إذا كان أجل فلان جاء اليوم فأجلنا المحتوم آتي لا ريب فيه، ونحن إنما ننتظر لربما لدقائق، للحظات، وساعات، حتى تأتينا آجالنا، حتى يأتينا ذلك الأجل، وذلك الموعد، وذلك الحق الذي سماه الله: ﴿وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ﴾، ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ﴾، لو ملك ما ملك، وحصل على ما حصل، لن يرد الموت لثانية واحدة ابداً، حتى أن يعود إلى أهله ﴿فَلا يَستَطيعونَ تَوصِيَةً وَلا إِلى أَهلِهِم يَرجِعونَ﴾، حتى بكلام، حادث سير ينتهي بكثير من الشباب، وبالكبار، وبالصغار، أو بجلطة، أو أزمة قلبية، أوماشبه ذلك، أو أي شيء كان، كم نسمع عن هذا في كل يوم أصحاء، أقوياء، أغنياء، كبراء، عظماء، أجلاء، ينتهي بهم المطاف إلى قبضة ملك الموت…

ـ أيها المؤمنون عباد الله: هذه الحقيقة، يجب أن تكون في أعيننا، وخالدة في أذهاننا وقلوبنا، يترجم ذلك أعمالنا، بأننا جميعاً سنودع الحياة كما ودعها من قبلنا، وأن من قبلنا إنما هم درس لنا كما ورد في الأثر: أن داوود عليه السلام، لما جاءه ملك الموت قال داوود عليه السلام من أنت؟ قال أنا ملك الموت، أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا أفرق بين الناس، أنا ملك الموت، فقال داوود عليه السلام: يا ملك الموت، إذن لا تمهلني لم أستعد بعد، قال: يا داوود أين جارك، أين قريبك، أين فلان وفلان ذهبوا، قبضتهم، أهلكتهم، أمتهم، أما كان لك فيهم عبرة لتستعد، أما كان لنا عبرة فيمن سبقونا فنستعد، أما كان لنا عبرة في من رحلو عنا وودعنا أن نستعد لذلك اليوم العظيم، لذلك اليوم الذي سنلاقيه جميعا مهما طالت اعمارنا: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوت}،ِ سواء كنتم في بيوتكم، على أسرتكم، أو فوق سياراتكم، سجداً قياما، تتكلمون، تتحدثون، تراسلون، ﴿أَينَما تَكونوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَلَو كُنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾…


- الكل سيدركه الموت، أين عاد، أين ثمود، أين أولئك الذين عمروا، وشيدوا، وملكوا، وقبضوا، رحلوا وانتهوا، ولم يبق منهم مخبر أبدا… رحلوا إلى ملك الموت وقبضته، ثم إلى الدار الآخرة، إلى الدار التي ما منها محيص، مامنها زوال أبدا، رحلوا عنا، ونحن أيضاً سنكون حديثاً لأخبار قوم آخرين سيأتون بعدنا، هؤلاء ملكوا ما ملكوا، ما نفعهم ملكهم ولا ما معهم، ولا ما شيدوا، أين دورهم وقصورهم وأموالهم، أين جنودهم، أين سلطتهم، أينما شيدوا، وبنوا، وعمر وصنعوا، كل ذلك انتهى وزال، والله لو ملك أحدنا ما ملكه سليمان، أو ذو القرنين، أو أي أحد ممن ملك، أو معه جنود فرعون، أو خزائن قارون، أو معه ما معه، أو تعمر عمر نوح عليه السلام، لكنه سيودع ذلك وسينتهي به الأمر إلى قبضة ملك الموت، ﴿قُل يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِ الَّذي وُكِّلَ بِكُم ثُمَّ إِلى رَبِّكُم تُرجَعونَ﴾..

ومهما جمعنا لن يدخل معنا غير كفننا وعملنا… أموال قصور كنوز كلها لن تدخل…﴿وَلَقَد جِئتُمونا فُرادى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الَّذينَ زَعَمتُم أَنَّهُم فيكُم شُرَكاءُ لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم وَضَلَّ عَنكُم ما كُنتُم تَزعُمونَ﴾، وفي البخاري ومسلم: قال صلى اللهُ عليه وسلَّم" يتبع الميت ثلاثة : فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ".


كلنا راحلون، وعنها مغادرون، ولها تاركون، ولو كان أحد أحق بالخلود لكان الأنبياء وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وسلم.

إن كل ثانية تمر من أعمارنا لن تعود إلينا ولو اجتمع من في السماوات والأرض أن يردوها: ﴿فَلَولا إِذا بَلَغَتِ الحُلقومَ وَأَنتُم حينَئِذٍ تَنظُرونَ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِنكُم وَلكِن لا تُبصِرونَ فَلَولا إِن كُنتُم غَيرَ مَدينينَ تَرجِعونَها إِن كُنتُم صادِقينَ﴾، فلماذا لا نستغل دنيانا بخير…

ـ هذا نوح عليه السلام لما سأله جبريل يا نوح كيف وجدت الدنيا بعد أن تعمرت ألف سنة إلا خمسين عاما فقال: "وجدتها كدار لها بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر"، لحظات يدخل من هذا الباب ويخرج من هذا الباب، ليست بشيء مهما تعمر، مهما أكل مهما فعل، مهما سعد في الدنيا، سينتهي به الأمر الى قبضة ملك الموت، ثم ينسى كل شيء حتى ولو دخل الجنة، وما فعل في الدنيا وما أكل ورّث ما شقي وتعب في الدنيا فإنه نسيه كما ورد في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ وهل مر بك شدة قط . فيقول : لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط "، نسي أيضا كل شيء مما مر به في الدنيا، ذاك بغمسة واحدة في الجنة، وذاك بغمسة واحدة في النار، ونحن كذلك سننسى المعاصي، سننسى الملذات، سننسى الذنوب، سننسى ما اقترفنا، ما أكلنا، ما شربنا، ما نمنا، ما صنعنا، وتبقى مسجلة في سجلات حسناتنا أو سيئاتنا، وربنا جل جلاله لا ينسى، ﴿ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾، ﴿قالَ عِلمُها عِندَ رَبّي في كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبّي وَلا يَنسَى﴾، ﴿ وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ في إِمامٍ مُبينٍ﴾، ﴿وَكُلُّ شَيءٍ فَعَلوهُ فِي الزُّبُرِ﴾، ﴿وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ كِتابًا﴾
إحصاء دقيق، ما بعده إحصاء: ﴿ إِنَّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن في صَخرَةٍ أَو فِي السَّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ﴾… أقول قولي هذا وأستغفر الله .

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

ـ إلى كم سنلهو، ونتوه، ونضيع، وكم سنبقى في سبات لا نصحى، كما قال الله عز وجل ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾، أي إذا جاءكم أجلكم، ووصلتم إلى قبوركم بدأتم تفيقون من غفلتكم، وتصحون من سباتكم، وتستيقظون من نومكم… هل سنفيق الآن أم عند سنفيق من غفلتنا عند زيارتنا لقبورنا ولا عمل هناك أبدا لا عمل،﴿لَعَلّي أَعمَلُ صالِحًا فيما تَرَكتُ كَلّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾، يعني لا رجوع أبدا مهما كان…

روى الترمذي وغيره، وحسَّنه الألباني، أن عثمان -رضي الله عنه- كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن القبرَ أولُ منازل الآخرة، فإنْ نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيت منظرا قطُّ إلا القبرُ أفظعُ منه".

وروى الطبراني وصححه الألباني، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبرٍ فقال: "مَن صاحب هذا القبر؟" فقالوا: فلان، فقال: "ركعتان أحبّ إلى هذا من بقية دنياكم"، وفي رواية قال: "ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدها هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم".

ركعتان أحب إليه من أموالكم، ودوركم، وقصوركم، وما بقي من دنياكم، فقط ان يصلي ركعتين لله، أذا لم يكونوا أهل القبور يستطيعون أن يصلوا فنحن نستطيع أن نصلي، أن نحسن، أن نستغفر، أن نتوب أن نرجع إلى ربنا جل جلاله، هم يحتاجون إلى حسنة واحدة ونحن أحوج منهم إلى حسنات وكثيرة، ليس الأمر بالهين والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث صحيح : "ما رأيت ما رأيت منظراً الا والقبر افظع منه"، أشد من أخطر، من أقوى وأكبر مما رأينا في الدنيا فكيف بما بعده، كيف بنار جهنم، كيف بأهوال القيامة وما بعدها مما يراه الناس حتى يتمنون الموت، الذي كان أشد عليهم من كل شيء فإلى متى نبقى في غينا، وفي سباتنا، وفي غفلتنا، متى نصحوا، متى تأتي إفاقتنا فنقوم قيام حق لربنا جل جلاله، نحافظ، نلتزم، نعبد، نسارع، نبادر من أجل الله تبارك وتعالى، لأننا نحبه، ومن أحب الله ولقاءه، أحب الله عز وجل ذلك الشخص وأحب لقاءه وما كان لأحد ابدا أن يحب لقاء الله الا عبد الله، وعرف الله أما من كانت ذنوبه، وسيئاته، ومعاصيه كبيرة، فأنه لا يمكن أن يحب، أن يذهب، إلى الدار الآخرة؛ لأنه يعلم ماذا ينتظره من معاصي وذنوب…

أخيرا: إذا زرت المقبرة فقف أمام قبر مفتوح، وتأمل هذا اللحد الضيق، وتخيل أنك بداخله، وقد أغلق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأولاد، وقد أحاطك القبر بظلمته ووحشته، فلا ترى إلا عملك. فماذا تتمنى يا ترى في هذه اللحظة؟ ألا تتمنى الرجوع إلى الدنيا لتعمل صالحا، لتركع ركعة، لتسبّح تسبيحة، لتذكر الله تعالى ولو مرة؟! ها أنت على ظهر الأرض حيًّا معافى فاعمل صالحا قبل أن تعضَّ على أصابع الندم وتصبح في عداد الموتى.

إذا هممتَ بمعصية، تذكّر أماني الموتى، تذكّر أنهم يتمنّون لو عاشوا ليطيعوا الله، فكيف تعصي الله؟.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…

┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

*المـوت.الحـقـيقـــة.الـغـائبــة.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد ...

*المـوت.الحـقـيقـــة.الـغـائبــة.cc*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبةاضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇.
https://youtu.be/vwjWXzM8Xyo

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾…

- أما بعـــد أيهــا المؤمـنون: ↶

ـ عجبًا لهذه الدنيا الفانية، هذه الدنيا الزائلة، هذه الدنيا المنتهية، متاعها قليل، وشأنها حقير، وأمرها يسير، ما من أحد يخلد فيها أبدا، إلا ذلك الملعون المطرود إبليس، لا أحد يستحق البقاء في هذه الدنيا، دنيا فانية، كلما كثرت وكبرت وعلت وارتفع المرء فيها وسما وعلى، جاءه الموت، وانتهى به المطاف إلى البيت الحقيقي، والدار المعمور في حياته الدنيا، لا أحد يستحق الخلود فيها أبدا، ولو كان من أحد يعيش دائماً لكان أحق به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال معزياً للأمة: "أذا أصيب أحدكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي؛ فأنها أعظم المصائب" بموته عليه الصلاة والسلام، كانت أعظم مصيبة على الأمة على الإطلاق، وبالتالي فكل مصيبة أمام مصيبتنا بنبينا عليه الصلاة والسلام، مصائب هينة، يسيرة، قليلة، ليست بشيء أمام تلك المصيبة العظمى….


- أيها الإخوة الفضلاء: إذا علمنا على أن الدنيا هي دار فناء، دار انتهاء، دار زوال، مزرعة إلى الحياة الحقيقية، التي ندوم فيها ﴿لابِثينَ فيها أَحقابًا﴾، و﴿خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُريدُ}، إذا علم المرء ذلك ارتاح، وسعد، وعلم على أن الدنيا كما قال الله عنها ﴿ فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ﴾…، قليل هذه الدنيا بما فيها قليل، فما حظي وحظك وحظ الناس جميعا من هذا القليل، من هذا الحطام، من هذه اللحظات، من هذه الدقائق الفانية، والزائلة، التي لا تساوي على ما يقال أمام يوم واحد، لو عُمر أنسان مئة سنة في الدنيا، فإن تلك المئة السنة لا تساوي أمام يوم واحد من أيام الآخرة إلا دقيقة أو قريب منها فقط، أمام يوم واحد من أيام الآخرة فكيف بخمسين الف سنة ﴿تَعرُجُ المَلائِكَةُ وَالرّوحُ إِلَيهِ في يَومٍ كانَ مِقدارُهُ خَمسينَ أَلفَ سَنَةٍ﴾، هذه مئة سنة من أيامنا لا تساوي شيئاَ أمام يوم واحد في الآخرة، فما هي أيامنا، وكم هي دنيانا، ومتعنا، ولذائذنا…وكم ذلك الإنسان يجزع، ويطمع، ويهلع، ويعصي، ويكدح، وينسى ذلك اليوم العظيم، والشديد، والخطير، والكبير….


- كم في كل يوم نسمع، ونرى، ويُعلن، وتأتينا اتصالات، أو رسائل أو نرى أو نقرأ من أناس ماتوا وهم في أصح صحتهم، وأمتع عافيتهم، وأجلد ماهم فيه، وأعظم ما وصلوا إليه، وما نالوه وحققوه في هذه الدنيا الكاذبة…. ثم فجأة جاءهم الموت فقصمهم وانتهى بهم الأمر إلى المصير الحقيقي: ﴿وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ﴾ ... منه تهرب… لقد مات، وقد كان في كامل صحته وعافيته، صدمة قلبية، نوبة، حادث سير، جلطة، أزمة قلبية مات رحل ولن يعود…وفي الحديث الذي أخبر صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة قال: "وأن يظهر موت الفجأة" الطبراني وحسنه الألباني…

ـ كم نعرف من أناس عاشوا، ضحكوا، تكلموا، اكلوا، شربوا هنا في الدنيا، ثم انتهوا، ماتوا، ودعّوا الدنيا إلى غير رجعة، وكما انتهوا هم سننتهي نحن، اليوم ينادى بفلان وفلان، وغداً سينادى بك وبفلان وبفلان أيضا…فهل من معتبر وهل من متعظ…

ـ إذا كان أجل فلان جاء اليوم فأجلنا المحتوم آتي لا ريب فيه، ونحن إنما ننتظر لربما لدقائق، للحظات، وساعات، حتى تأتينا آجالنا، حتى يأتينا ذلك الأجل، وذلك الموعد، وذلك الحق الذي سماه الله: ﴿وَجاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحيدُ﴾، ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ﴾، لو ملك ما ملك، وحصل على ما حصل، لن يرد الموت لثانية واحدة ابداً، حتى أن يعود إلى أهله ﴿فَلا يَستَطيعونَ تَوصِيَةً وَلا إِلى أَهلِهِم يَرجِعونَ﴾، حتى بكلام، حادث سير ينتهي بكثير من الشباب، وبالكبار، وبالصغار، أو بجلطة، أو أزمة قلبية، أوماشبه ذلك، أو أي شيء كان، كم نسمع عن هذا في كل يوم أصحاء، أقوياء، أغنياء، كبراء، عظماء، أجلاء، ينتهي بهم المطاف إلى قبضة ملك الموت…

ـ أيها المؤمنون عباد الله: هذه الحقيقة، يجب أن تكون في أعيننا، وخالدة في أذهاننا وقلوبنا، يترجم ذلك أعمالنا، بأننا جميعاً سنودع الحياة كما ودعها من قبلنا، وأن من قبلنا إنما هم درس لنا كما ورد في الأثر: أن داوود عليه السلام، لما جاءه ملك الموت قال داوود عليه السلام من أنت؟ قال أنا ملك الموت، أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا أفرق بين الناس، أنا ملك الموت، فقال داوود عليه السلام: يا ملك الموت، إذن لا تمهلني لم أستعد بعد، قال: يا داوود أين جارك، أين قريبك، أين فلان وفلان ذهبوا، قبضتهم، أهلكتهم، أمتهم، أما كان لك فيهم عبرة لتستعد، أما كان لنا عبرة فيمن سبقونا فنستعد، أما كان لنا عبرة في من رحلو عنا وودعنا أن نستعد لذلك اليوم العظيم، لذلك اليوم الذي سنلاقيه جميعا مهما طالت اعمارنا: {كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوت}،ِ سواء كنتم في بيوتكم، على أسرتكم، أو فوق سياراتكم، سجداً قياما، تتكلمون، تتحدثون، تراسلون، ﴿أَينَما تَكونوا يُدرِككُمُ المَوتُ وَلَو كُنتُم في بُروجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾…


- الكل سيدركه الموت، أين عاد، أين ثمود، أين أولئك الذين عمروا، وشيدوا، وملكوا، وقبضوا، رحلوا وانتهوا، ولم يبق منهم مخبر أبدا… رحلوا إلى ملك الموت وقبضته، ثم إلى الدار الآخرة، إلى الدار التي ما منها محيص، مامنها زوال أبدا، رحلوا عنا، ونحن أيضاً سنكون حديثاً لأخبار قوم آخرين سيأتون بعدنا، هؤلاء ملكوا ما ملكوا، ما نفعهم ملكهم ولا ما معهم، ولا ما شيدوا، أين دورهم وقصورهم وأموالهم، أين جنودهم، أين سلطتهم، أينما شيدوا، وبنوا، وعمر وصنعوا، كل ذلك انتهى وزال، والله لو ملك أحدنا ما ملكه سليمان، أو ذو القرنين، أو أي أحد ممن ملك، أو معه جنود فرعون، أو خزائن قارون، أو معه ما معه، أو تعمر عمر نوح عليه السلام، لكنه سيودع ذلك وسينتهي به الأمر إلى قبضة ملك الموت، ﴿قُل يَتَوَفّاكُم مَلَكُ المَوتِ الَّذي وُكِّلَ بِكُم ثُمَّ إِلى رَبِّكُم تُرجَعونَ﴾..

ومهما جمعنا لن يدخل معنا غير كفننا وعملنا… أموال قصور كنوز كلها لن تدخل…﴿وَلَقَد جِئتُمونا فُرادى كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكتُم ما خَوَّلناكُم وَراءَ ظُهورِكُم وَما نَرى مَعَكُم شُفَعاءَكُمُ الَّذينَ زَعَمتُم أَنَّهُم فيكُم شُرَكاءُ لَقَد تَقَطَّعَ بَينَكُم وَضَلَّ عَنكُم ما كُنتُم تَزعُمونَ﴾، وفي البخاري ومسلم: قال صلى اللهُ عليه وسلَّم" يتبع الميت ثلاثة : فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله ".


كلنا راحلون، وعنها مغادرون، ولها تاركون، ولو كان أحد أحق بالخلود لكان الأنبياء وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وسلم.

إن كل ثانية تمر من أعمارنا لن تعود إلينا ولو اجتمع من في السماوات والأرض أن يردوها: ﴿فَلَولا إِذا بَلَغَتِ الحُلقومَ وَأَنتُم حينَئِذٍ تَنظُرونَ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِنكُم وَلكِن لا تُبصِرونَ فَلَولا إِن كُنتُم غَيرَ مَدينينَ تَرجِعونَها إِن كُنتُم صادِقينَ﴾، فلماذا لا نستغل دنيانا بخير…

ـ هذا نوح عليه السلام لما سأله جبريل يا نوح كيف وجدت الدنيا بعد أن تعمرت ألف سنة إلا خمسين عاما فقال: "وجدتها كدار لها بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر"، لحظات يدخل من هذا الباب ويخرج من هذا الباب، ليست بشيء مهما تعمر، مهما أكل مهما فعل، مهما سعد في الدنيا، سينتهي به الأمر الى قبضة ملك الموت، ثم ينسى كل شيء حتى ولو دخل الجنة، وما فعل في الدنيا وما أكل ورّث ما شقي وتعب في الدنيا فإنه نسيه كما ورد في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ وهل مر بك شدة قط . فيقول : لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط "، نسي أيضا كل شيء مما مر به في الدنيا، ذاك بغمسة واحدة في الجنة، وذاك بغمسة واحدة في النار، ونحن كذلك سننسى المعاصي، سننسى الملذات، سننسى الذنوب، سننسى ما اقترفنا، ما أكلنا، ما شربنا، ما نمنا، ما صنعنا، وتبقى مسجلة في سجلات حسناتنا أو سيئاتنا، وربنا جل جلاله لا ينسى، ﴿ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾، ﴿قالَ عِلمُها عِندَ رَبّي في كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبّي وَلا يَنسَى﴾، ﴿ وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ في إِمامٍ مُبينٍ﴾، ﴿وَكُلُّ شَيءٍ فَعَلوهُ فِي الزُّبُرِ﴾، ﴿وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ كِتابًا﴾
إحصاء دقيق، ما بعده إحصاء: ﴿ إِنَّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن في صَخرَةٍ أَو فِي السَّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ﴾… أقول قولي هذا وأستغفر الله .

ـ الــخـــطــبة الثانــــية: ↶

ـ الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…

ـ إلى كم سنلهو، ونتوه، ونضيع، وكم سنبقى في سبات لا نصحى، كما قال الله عز وجل ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾، أي إذا جاءكم أجلكم، ووصلتم إلى قبوركم بدأتم تفيقون من غفلتكم، وتصحون من سباتكم، وتستيقظون من نومكم… هل سنفيق الآن أم عند سنفيق من غفلتنا عند زيارتنا لقبورنا ولا عمل هناك أبدا لا عمل،﴿لَعَلّي أَعمَلُ صالِحًا فيما تَرَكتُ كَلّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِن وَرائِهِم بَرزَخٌ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾، يعني لا رجوع أبدا مهما كان…

روى الترمذي وغيره، وحسَّنه الألباني، أن عثمان -رضي الله عنه- كان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن القبرَ أولُ منازل الآخرة، فإنْ نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيت منظرا قطُّ إلا القبرُ أفظعُ منه".

وروى الطبراني وصححه الألباني، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبرٍ فقال: "مَن صاحب هذا القبر؟" فقالوا: فلان، فقال: "ركعتان أحبّ إلى هذا من بقية دنياكم"، وفي رواية قال: "ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدها هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم".

ركعتان أحب إليه من أموالكم، ودوركم، وقصوركم، وما بقي من دنياكم، فقط ان يصلي ركعتين لله، أذا لم يكونوا أهل القبور يستطيعون أن يصلوا فنحن نستطيع أن نصلي، أن نحسن، أن نستغفر، أن نتوب أن نرجع إلى ربنا جل جلاله، هم يحتاجون إلى حسنة واحدة ونحن أحوج منهم إلى حسنات وكثيرة، ليس الأمر بالهين والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث صحيح : "ما رأيت ما رأيت منظراً الا والقبر افظع منه"، أشد من أخطر، من أقوى وأكبر مما رأينا في الدنيا فكيف بما بعده، كيف بنار جهنم، كيف بأهوال القيامة وما بعدها مما يراه الناس حتى يتمنون الموت، الذي كان أشد عليهم من كل شيء فإلى متى نبقى في غينا، وفي سباتنا، وفي غفلتنا، متى نصحوا، متى تأتي إفاقتنا فنقوم قيام حق لربنا جل جلاله، نحافظ، نلتزم، نعبد، نسارع، نبادر من أجل الله تبارك وتعالى، لأننا نحبه، ومن أحب الله ولقاءه، أحب الله عز وجل ذلك الشخص وأحب لقاءه وما كان لأحد ابدا أن يحب لقاء الله الا عبد الله، وعرف الله أما من كانت ذنوبه، وسيئاته، ومعاصيه كبيرة، فأنه لا يمكن أن يحب، أن يذهب، إلى الدار الآخرة؛ لأنه يعلم ماذا ينتظره من معاصي وذنوب…

أخيرا: إذا زرت المقبرة فقف أمام قبر مفتوح، وتأمل هذا اللحد الضيق، وتخيل أنك بداخله، وقد أغلق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأولاد، وقد أحاطك القبر بظلمته ووحشته، فلا ترى إلا عملك. فماذا تتمنى يا ترى في هذه اللحظة؟ ألا تتمنى الرجوع إلى الدنيا لتعمل صالحا، لتركع ركعة، لتسبّح تسبيحة، لتذكر الله تعالى ولو مرة؟! ها أنت على ظهر الأرض حيًّا معافى فاعمل صالحا قبل أن تعضَّ على أصابع الندم وتصبح في عداد الموتى.

إذا هممتَ بمعصية، تذكّر أماني الموتى، تذكّر أنهم يتمنّون لو عاشوا ليطيعوا الله، فكيف تعصي الله؟.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾…

┈┉┅ ━━❁ ❃ ❁━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

*رقابة.الله.ﷻ.الاختبار.الحقيقي.لإيمانك.cc* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو ...

*رقابة.الله.ﷻ.الاختبار.الحقيقي.لإيمانك.cc*
#خطب_مكتوبة

👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/h1jC_nNeja8
الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدً يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

- أما بعـــد أيهــا المؤمـنون: ↶

ـ ماذا لو عرف العباد خالقهم، ماذا لو تعرفوا على ربهم، ماذا لو قدروا الله حق قدره، لو أدركوا فضل الله ونعمة الله، ورحمة الله عليهم، ماذا لو تأملوا جيداً في أنه ربما يحسن إنسان لآخر بإحسان أيا كان، لربما أمره بسيط، فيستحي منه المحسَن إليه ويحرج طول الدهر، ولربما لا يقدر على مواجهته؛ حياء منه، هذا وهو أمر بسيط تافه أعطاه منه، كيف لو أعطاه العظيم، والغالي، والنفيس، كأن يهب له مثلاً بيتا أو سيارة فخمة أو شيئا عظيما في عينه، ربما لسخر نفسه من تلك اللحظة في مصلحة ذلك المعطي، فكيف بالله من وهب، ومن أعطى، ومن أغنى، ومن أصح، ومن أوجد، ومن أحيا، ومن أسعد، ومن أضحك، ومن أسر، ومن ومن… أين ذلك الإنسان الظلوم، الجهول، الجحود لربه جل جلاله أعطاه عطاياه كلها ﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا مِنهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾، وأعظم عطية حياته، بأن ذلك الإنسان حي يرزق، أنه صحيح معافى، أن غيره في المستشفى يئن مريضاً، تعيسا، مهموما، مؤلَما، موجعا، في جراحاته، وآهاته، أن غيره فقير يعيش في الشوارع، مثلاً لا قوت له، ولا يجد مسكناً، بينما فلان وفلان وفلان هو في رزق، هو في سعة، هو في عطاء، هو في صحة، هو في غنى، والآخر في فقر، وفي مرض، وفي ألم، وفي حسرة، لم يذق طعم الحياة ولذة الدنيا…

فكيف يستحي إنسان من آخر أحسن إليه بشيء بسيط ولا يستحي من الله الذي وهبه كل شيء ﴿وَما بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيهِ تَجأَرونَ﴾، لكن صدق الله تبارك وتعالى: ﴿يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضى مِنَ القَولِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطًا ها أَنتُم هؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فَمَن يُجادِلُ اللَّهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَن يَكونُ عَلَيهِم وَكيلًا﴾، من أين أعطاك ذلك الإنسان الذي وهب لك ما وهب، وأعطى له ما أعطى إلا من الله تعالى…

ثم ألا يتفكر الإنسان في المنعم جل وعلا من ترك نعمه له من سمع وبصر وقدم ويد... بينما أُخذ من غيره من صحة، من غنى، من سعادة، من طمأنينة، من مسكن، من نعم كثيرة حُرمها، بينما ذلك الإنسان يتنعم بها، فمَن شكرها، ومن ذا أحسن إلى المحسن جل جلاله، و﴿هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ﴾، إحسان فيما بيننا وبين الخلق، فما بالنا نقصر في إحساننا بيننا وبين الخالق جل جلاله، الذي لا إحسان الا إحسانه، ولا عطاء إلا عطاؤه، ولا منح إلا منحه، ولا منع إلا منعه تبارك وتعالى….

أين نحن من هذا، ثم نجرؤ على معصية ربنا، ونبارزه بالمعاصي والذنوب، وقد نرتكب ما نستطيع أن نرتكب أمام الخلق، ثم نبارز الله بما نبارزه من معاصي بل كبائر نستحي أن نبارز الخلق بتلك المعاصي، نستتر عن أعين الخلق ولا نستتر عن أعين الملك الحق جل جلاله، ﴿أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرى﴾، أخشينا الخلق والله أحق: ﴿أَتَخشَونَهُم فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾، هل أمنا عذابه، ونقمته، وبطشه، أن يأخذنا فجأة وفي لحظة وما ذاك عليه بعزيز: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾، ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا﴾، ﴿إِن يَشَأ يُذهِبكُم وَيَأتِ بِخَلقٍ جَديدٍ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزيزٍ﴾، ماذا ننتظر أيها الناس، ماذا ينتظر العاصي، ماذا ينتظر المذنب، المقصر، المسرف المفرّط في جنب الله جل وعلا ، أما قرأ قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهلُ القُرى أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا بَياتًا وَهُم نائِمونَ أَوَأَمِنَ أَهلُ القُرى أَن يَأتِيَهُم بَأسُنا ضُحًى وَهُم يَلعَبونَ أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾، أما سمع قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَن فِي السَّماءِ أَن يَخسِفَ بِكُمُ الأَرضَ فَإِذا هِيَ تَمورُ﴾، أما وصله النبأ الرباني: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذابُ مِن حَيثُ لا يَشعُرونَ أَو يَأخُذَهُم في تَقَلُّبِهِم فَما هُم بِمُعجِزينَ﴾، إلى أين، وإلى متى!.

أيها الإخوة لسنا في ذنوببنا ومعاصينا في حصانة من ربنا جل جلاله، ولا أحد محصن من المولى تبارك وتعالى أن لا ينزل عليه العقاب إن خالف سنن الله، إذا كان آدم عليه السلام، وهو نبي الله، ومن نفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه في جنته أصاب معصية واحدة فأخرجه من جنة عرضها السماوات والأرض، فكيف بذنوبنا، كيف بمعاصينا، وكم نذنب اصلا،ً أنه يجب أن ندرك يقينا أن الله لا يحابي احدا ابداً، لا يظلم أحدا، ﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ﴾، بل: ﴿ إِنَّها إِن تَكُ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ فَتَكُن في صَخرَةٍ أَو فِي السَّماواتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطيفٌ خَبيرٌ﴾، وفوق هذا: ﴿وَآثارَهُم وَكُلَّ شَيءٍ أَحصَيناهُ في إِمامٍ مُبينٍ﴾، فإلى أين وكم هي ذنوبنا، ومعاصينا، ولسنا بأكرم من أنبياء الله، كآدم عليه السلام، أو من أولياء الله كبلعام بن باعوراء: ﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ وَلَو شِئنا لَرَفَعناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخلَدَ إِلَى الأَرضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِن تَحمِل عَلَيهِ يَلهَث أَو تَترُكهُ يَلهَث ذلِكَ مَثَلُ القَومِ الَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا فَاقصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ﴾…

وهذا الإمام الشافعي عليه رحمة الله الذي عصى معصية واحدة هي نظرة لحرام وساق امرأة في زحمة السوق نظرة خاطفة، فأذهب الله عليه بركة حفظه، وفهمه، ونبوغه وذكاه، حتى قال له الإمام مالك عليه رحمة الله "يا أبا عبدالله إني أرى عليك نور الطاعة، فلا تطفؤه بظلمة المعصية"، فلا نطفئ نعم الله وفضل الله، وعطاء الله علينا بذنوبنا، وبمعاصينا، فلا أحد أبداً محصن عنده حصانة فلا يمكن أن تأتيه العقوبة الإلهية القاصمة: ﴿نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ﴾، ﴿أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ﴾، ذلك الذي يعصي، ويعصي ويستمر أأمن مكر ربه جل جلاله، أن يأخذه، أن يمكر به، أن يبطش به، أن يأخذ عليه عينه، لسانه، يده، قدمه، اي نعمة منه جل جلاله، لأنه الواهب، لا ندري متى يقطعها تبارك وتعالى، كم من الناس سمعنا عنهم في لحظات توفوا، أو أُخذ منهم سمع، أو بصر، أو عقل، أو أي شيء من عطاء الله، وفي لحظة، ونحن ما يضمن لنا إن عصيناه….

إنها نعم الله تبارك وتعالى علينا، فهل! قدرناها، وهل حفظناها، وحافطنا عليها، وهل رعيناها حق رعايتها فوجب شكرها، وعدم كفرانها، بما يصدر منا من معاصي وذنوب وخطايا: ﴿وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾، وهو وعيد شديد، وأمر أكيد، فيا من وهبك الله الصحة العافية المال البيت الأهل الأولاد.. وأي نعمة كانت حافظ على نعمة ربك ولا تضيعها بمعصيتك لها فتخسر نعمه عليك…

ثم يكفي المذنب أنه يتعرض لليأس من رحمة الله، والقنوط من فضل الله، وهي كبيرة جليلة وخطيرة ﴿ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ﴾، ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، والأعظم من هذا أنه يستهين بالله، ينظر يمينا يساراً، أماماً، خلفاً، وينظر في كل مكان، لكنه ينسى أن ينظر إلى فوقه، إن ينظر إلى ربه، إن ينظر إلى السماء، إلى أعلى: ﴿يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ ۩﴾، ذاك نسي من فوقه، وأصبح يراقب حوله، وهو لا يعلم أو يعلم حقيقة وإن كان يتجاهل هذه الحقيقة ان الله يراقبه: ﴿أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم لِيَستَخفوا مِنهُ أَلا حينَ يَستَغشونَ ثِيابَهُم يَعلَمُ ما يُسِرّونَ وَما يُعلِنونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾، ﴿يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضى مِنَ القَولِ وَكانَ اللَّهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطًا﴾، وأن ملائكتة تكتب عليه: ﴿ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ﴾، ﴿وَإِنَّ عَلَيكُم لَحافِظينَ كِرامًا كاتِبينَ يَعلَمونَ ما تَفعَلونَ﴾، ﴿وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً ﴾، فهل استحينا من الله، من ملائكة الله، من عباد الله، من أنفسنا أن نلطخ بها في نار جهنم، وفي قاذورات منته، زائلة، لذات ثم حسرات وزفرات وندامات، وهي لذة لحظات… وليس بعاقل إنسان يعصي ربه للحظات، ثم يحل عليه سخط، وغضب، ونقمة ربه تبارك وتعالى في الدنيا وفي الآخرة، ليس بعاقل الذي يبيع جنة عرضها السماوات والأرض بلحظات بلذة ثواني في الحرام ثم ينسى كل شيء، وتبقى مسجلة في صحائف خعماله لذلك اليوم الشديد: ﴿يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَلا بَنونَ إِلّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَليمٍ﴾، وأي سلامة لقلب لم يراقب ربه، ولم يلتفت إليه، ولم يستح من نظره، ولم يراقبه حق المراقبة... أقول قولي هذا وأستغفر الله..

ـ الخــطبــــة الثانيــــة ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾… العاصي لربه، ذلك الذي بارز الله تبارك وتعالى بمعاصيه، في خلوة، وفي ستر هو أحد رجلين في الحقيقة، أما أنه كفر بربه، فيقول لا يراني وهو كفر لا شك فيه، فيقول لا يراني لا ينظر إلي، لا يطلع علي، ليس يعلم شأني، أو أنه يعلم أن الله يراه، وينظر إليه، ويطلع عليه، لكنه يستهين به، لا يأبه به، كأنه لا شيء عادي طبيعي، لا أخاف منك، لا أحذرك، لا أهابك أبدا افعل ما شئت، كأنه يقول هكذا، وكلاهما خطير فهو واقع بين جرم الكفر، أو بين جرم الكبيرة الخطير بأنه يستهين بربه، يستهين بمولاه، يستهين بخالقه، يستهين بمن ينظر إليه، ويطلع عليه، ويعلم حاله، من ﴿ لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ وَلا فِي السَّماءِ﴾، من ﴿يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وَما تُخفِي الصُّدورُ﴾، إي و الله هذه حقيقة، يجب أن يدونها المسلم دائما في ذهنه، كلما خلى بربه، أين الله، الله يراني، الله ينظر إلي، شعاره: ﴿قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ﴾…


أخيراً لا يفوتني أن أذكر قوله صلى الله عليه وسلم العظيم والخطير والشديد في حديث ثوبان، عندما حدث صلى اللهُ عليه وسلم الصحابة عن ذلك الحديث المفجع، الموحش، الخطير: "لأعلمن أقواما يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله هباء منثورا"قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: "أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها"، ما أن يختلي بربه حتى يعصيه، ما أن تتاح له فرصة لمعصية ربه حتى يعصيه، وذلك إنسان على خطر عظيم، لأن حسناته تلك ذاهبة هباء منثورا، ولو كثرت.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام علية، لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾… والحمد لله رب العالمين…
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

#خطب_مكتوبة *فريضة.الأمل.للأمة.لمواجهة.ماتمر.به.من.مكائد.ومصائب.cc* 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...

#خطب_مكتوبة

*فريضة.الأمل.للأمة.لمواجهة.ماتمر.به.من.مكائد.ومصائب.cc*

👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/jFTz24OcacI
الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد أيهــا المؤمـنون::

ثمانية، لا بد تجري على الفتى….
ولا بد أن تجري عليه الثمانية…
سرور، وهم، واجتماع، وفرقة…
ويسر، وعسر، ثم سقم، وعافية….

هذه ثمانية اتفقت أن تكون في البشر عمومًا، اتفقت واجتمعت في كل فرد، وعلى الأقل لابد أن يذوق كل إنسان منها ما تيسر له؛ لأن الدنيا في الحقيقة هي دار كدر، ونصب، دار بلاء وامتحان..
لو صفت لأحد لصفت لأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، لكنها لم تصف حتى لهم وهم خيرة الخلق، وأفضل الخلق على الإطلاق، وأحب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، ومع هذا كانت عليهم أشد مما هي على غيرهم: "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، من اشتد دينه اشتد بلاؤه"، هكذا قال صلى الله عليه وسلم، هذه طبيعة الحياة فظيعة، مزرية، قاسية ..

خلق الله الإنسان بما فيه في كبد، في نصب، في تعب دائما وأبدا، لا يمكن خن تصفو الدنيا من أولها ألى آخرها لأحد من الناس أبدا، فليعزِّ امرؤ نفسه بهذا: على أن ما أصابه قد أصاب غيره، ولا يمكن أن تصفوا لهؤلاء جميعا
طُبعت على كدر، فلا يمكن لأحد أن يخالف السنن الإلهية؛ فما هو عندك هو عند غيرك…

وفي الأثر أن ذي القرنين عليه السلام، لما توفي طلب من أمه أن تجمع الناس جميعا في مائدة واحدة، ثم تأمرهم حسب وصيته أن لا يقتربوا من المائدة ويطعموها إلا من لم يصب ببلاء فليأكل، أيا كان ذلك البلاء فلا يأكل، وليأكل من مائدة هذه المرأة من صفت له الدنيا، فلم يأكل أحد؛ فكل أحد قد أصابته هذه الدنيا من كدرها، ونصبها، وما فيها من تعاسة، وشقاء، فلما لم يأكل احد علمت أن ولدها أن يعزيها (يعني يا أمي أنت أصبت بمصيبتك بي لكن الناس أصيبوا بأمثال أمثالها فاهنئي)، فلاقلق ما دام وان الجميع متساوون تحت عدل الملك العلام العدل الذي لا يظلم عنده أحد سبحانه جل جلاله، فليمشِ المؤمن مطمئنا، لا يخفض رأسه أبدا، لا تأسف، لا نكد أبدا ما دام وأنه مع ربه، وليعلم أن كل شيء يصاب به فأنه من الله، وأن الله ما أراد به إلا خيرا؛ فكل أمر من الله فهو خير علمه أو جهله، من عاش على هذه النفسية وبهذه النفسية على الارض السوية فإنه عاش سعيدا، ومات حميداً، وبُعث بإذن الله إلى جنة الله تبارك وتعالى وافدا كريما…

لكن من أصابته التعاسة في دنياه فجزع على ربه فإن التعاسة لن تزول من عنده، بل هو شقي بتعاسته، وشقي عند الله، وفرق بين إنسان أصابته هموم الحياة، وكدر الحياة، ونصب الحياة، وأمراض الحياة وما فيها فرضي بربه فارضاه الله، وإنسان آخر أصابته هموم الحياة ولكنه سخط على ربه، ولم يرض بم قدره، فبقت الهموم عليه، وأيضاً لا أجر له، إن كل شيء من الحياة وكدرها، ووصبها، وأمراضها وأسقامها، التي كتبها الله رغما عنا في الدنيا كسنن إلهية هي يسيرة وليست بشيء وستزول حتما: {﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾، ولن يغلب عسر يسرين، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: أوردت الآية يسرين في عسر واحد فلا قلق، ولا هم، ما دام وأن الله الذي جعل العسر هو نفسه الذي جعل اليسر، والمطلوب من الإنسان وهو موضوعنا اليوم أن نفتح آمالنا، وآفاقنا، وطموحاتنا، وأن نعلم أننا تحت يدي القدير جل جلاله، الحكيم سبحانه وتعالى، المصرف للأمور كيف يشاء تبارك وتعالى، ﴿ وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أوتِيَ خَيرًا كَثيرًا﴾، هذا الإنسان فكيف بالله وهو يؤتي الحكمة اصلاً الحكيم العليم، فمتى سنخلص من الهم الذي ما إن ينزل بنا حتى نجعل الكرة الأرضية على رؤوسنا، وكأن الدنيا بما فيها سقطت علينا، وكأننا لن نخرج من ورطاطاتنا، وكأن الله ليس معنا بعدله، بقدرته، بقهره، بسلطانه، قادر أن ينتشل ذلك الإنسان، فمن انتشل يونس عليه السلام، ويوسف ايضا، من يُسلم لربه، ويرفع عمله بربه جل جلاله،

الأمة اليوم تعيش مأساة، لاعلى أفرادها، ولا على مجتمعاتها وفقط، ولا على الأمة بما فيها، بل أمتنا اليوم تعيش مأساة حتى في دينها، ابتلاء وامتحان، واختبار قاسي جد قاسي، ولكن هل يعني أن الأمة لم تمر بقسوة كهذه، لا والذي نفسي بيده لقد مرت الأمة بأقسى، وأعتى، وأشد، وأطم، وأعظم مما تمر به اليوم، على نشرات الأخبار، وتهويلات الصحفيين، إنها قد عاشت ما هو أعظم وأكبر، حتى ظُن على أن لا قائمة تقوم للدين، وللمسلمين… ثم فُرجت… فمثلا لقد سقطت الخلافة العباسية سقوطا ظن المسلون أنها نهاية الإسلام فلقد جاء المغول بقيادة هولاكو وعمالة ابن العلقمي الرافضي وقُتل اكثر من مليونين مسلم في العراق..

وقل عن ردة العرب قاطبة بعده صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق إلا ثلاثة مساجد مكة والمدينة ومسجد في البحرين…

ولكن كيف يتعامل المؤمن الموحد مع هذه التعاسة الموجودة على الأرض، وعلى أرض المسلمين بالذات، وعلى دينهم وعقائدهم ومقدساتهم على وجه الخصوص؟!.

ـ المؤمن الذي يعيش بأمل كبير من

أذكر خير قدوة صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف، وإن كنت لن آتي إلا بظرفين أو ثلاثة على عجالة شديدة، ظرف الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وهو مطارد، ملاحق، مشرّد، ليس معه في تلك اللحظة سوى رجل واحد الصديق رضي الله عنه، ومع هذا بعد أن أحدق المشركون بهم، قال الصديق: " لو نظر أحدهم ألى موضع قدميه لرآنا"، فكان الأمل الواسع، والطموح الكبير من رسولنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام: " ما ظنك باثنين الله ثالثهما" {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ، ومن كان الله معه فمن ذا يضره، أو يذله، أو يقدر عليه، اسألك بالله أيتركك وهو أرحم بك ممن في الأرض جميعا، أرحم بك من أمك وأبيك وطبيبك، وارحم بك من كل راحم، الذين يزعمون الرحمة والإنسانية والعطف والحنان عليك، الله أرحم بك من هؤلاء جميعا…

في موقف الهجرة، أيضا عندما نظر إليه سراقة وكاد أن يخبر برسول الله صلى اللهُ عليه وسلَّم أو يقبض عليه حيا أو ميتا مع صاحبه، وأعدوا لذلك جائزتهم، فكان ما هو أعظم من الخيال، ان يقول صلى الله عليه وسلم وهو مطارد، مشرد، لا يملك شيئا في الدنيا، ليس لديه الا رجل واحد، الصديق وحده بجواره، والبقية بعيدون عنه كل البعد لا يملكون له حولًا ولا قوة، قال يا "سراقة رد عنا خبر القوم ولك سواري كسرى" سواري كسرى! نعم سواري كسرى!
يمكن يقال ثياب كسرى وهو مطارد، مشرد، ملاحق، ثم من سواري كسرى! الجميل وأعظم وأكبر وأغنى مسؤول على الإطلاق، وصاحب أكبر إمبراطورية في زمنه صلى الله عليه وسلم، ويعطي صلى الله عليه وسلم سراقة ضمانة، إنه أمله صلى الله عليه وسلم بربه جل جلاله…

هذا في الهجرة، فماذا عن ما قبل الهجرة، عندما جاء إليه خباب بن الأرت وهو متوسد بجوار الكعبة، وقال يا رسول الله ادعْ الله ان ينصرنا (يعني زهقنا تعبنا عذبونا آذونا آلمونا فعلوا بنا الأفاعيل ادعُ الله ان ينصرنا) فقام صلى الله عليه وسلم فقعد وهو محمر وجهه وقال: " كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " هكذا قال صلّى اللّه عليه وسلّم والحديثرواه البخاري، انتهى الأمر من قول من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، لست أنت يا خباب من ستأمن وحدك، بل سيسير الراكب يوماً من الأيام من طريق مخيفة تبعد اميالا واياما من صنعاء الى حضرموت لا يخشى الا الله والذئب على غنمه، لا يخاف الا الله، ويخاف ايضا الذئب لا تأكل الغنم، هذا أمله عليه الصلاة والسلام، وهو فيما هو فيه، وأصحابه كذلك في خوف وذعر لا يعرفون صلاة أمام الناس مطاردون مشردون….

وقل أيضا عن موقف الأحزاب.. حين عظم الكرب، واشتد الخطب، وتكالبت العرب قاطبة، وأصبحت المدينة تواجه كل عدو ورموهم بسهم واحد، حتى هم صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم الجزية كي يرجعوا عن المدينة يعطيهم ثلثها قال الله: ﴿إِذ جاءوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا هُنالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنونَ وَزُلزِلوا زِلزالًا شَديدًا﴾، ثم بعد كل هذه الشدة وهم يحمون المدينة بفكرة سلمان الفارسي بالخندق الذي يمثل حصنا واقيا للمدينة فتعترضهم صخرة فينزل صلى الله عليه وسلم بمعوله ليكسرها فقال وهو يضرب: (إني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائنُ كسرى و ما حولها و مدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر و ما حولها حتى رأيتها بعيني ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة و ما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني دعوا الحبشة ما ودعوكم و اتركوا الترك ما تركوكم)، هذا وهم في هذا الموقف الشديد العظيم حتى قال ابن أبي لا يأمن أحدنا يذهب للبول وهو يعدكم بفتح الروم وفارس…!.
فلما فتح لهم صلى اللهُ عليه وسلم جاء النصر: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذينَ كَفَروا بِغَيظِهِم لَم يَنالوا خَيرًا وَكَفَى اللَّهُ المُؤمِنينَ القِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزيزًا وَأَنزَلَ الَّذينَ ظاهَروهُم مِن أَهلِ الكِتابِ مِن صَياصيهِم وَقَذَفَ في قُلوبِهِمُ الرُّعبَ فَريقًا تَقتُلونَ وَتَأسِرونَ فَريقًا وَأَورَثَكُم أَرضَهُم وَدِيارَهُم وَأَموالَهُم وَأَرضًا لَم تَطَئوها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرًا﴾.

لأن سوء الظن به جل وعلا خسارة حقيقية: ﴿ وَظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ وَكُنتُم قَومًا بورًا﴾، ﴿وَذلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرينَ﴾.

وأخيرا وفي أعظم طموح:(ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر . )، وعن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها".

ـ تلك آمال قدوتنا ومعلمنا ونبينا ومربينا صلى اللهُ عليه وسلَّم فما هي آمالنا أمام ما يقع علينا كأفراد كجماعات، كأمة، كدين كالكل، ما آمالنا تجاه ربنا جل جلاله، الذي لا يخلف وعده وعده الحق تبارك وتعالى، قلت ذلك حتى نعلم أن الواجب علينا حيال هذه أن نرفع آمالنا بربنا ﷻ وأن لا نسيء الظن به مهما حل بنا وضاقت الدنيا في وجوهنا… أقول قولي هذا وأستغفر الله...

الخـطـبة الثانـية: ↶
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ}اما بعـــــد:

أذكر حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي أختم به خطبتي، إنه حديث هو في الحقيقة من أعظم ما نعتز، ونتشرف به، وهو الذي يرفع الأمل بالله جل جلاله عالياً والذي يحرك النبي صلى الله عليه وسلم الأمة بأن يكن املها اعظم بربها جل جلاله حتى في آخر لحظاتهم التي يودعون بها الدنيا: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فمن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه جمهور أهل الحديث وأطبق عليه كثير من المحدثين بالتصحيح، فليغرسها ليبادر بغرسها، والساعة قائمة، لماذا؟ سيغرس الغرس، من الذي سيستفيد من غرسه، وكيف والأهوال العظيمة، من شمس، وقمر، وارض، وسماء وبحار، وجبال، والكل تغير، واقرأوا سورة الشمس، والتكوير، والقيامة، والنازعات… وتلك السور العظيمة في شأن القيامة، لكن رسولنا يبعث أملاً فينا بأن نغرس غرسة في أيدينا، لا نتركها أبدا، بل لنسعى لغرسها استفدت او لم تستفد، استفاد هو أو غيره الأهم أن تغرس ما في يدك، وهنا نداء أخير للجميع، كل من في يده غرسة الأمل، ليغرس الطالب مثلا في مدرستة، في جامعتة، المدير في ادارتة، الموظف في وظيفتة، التاجر في تجارته، الاقتصادي في اقتصاده، السياسي في سياسته، الجميع في عملك وحيث أنت لا تترك أبداً الأمل بالله، لا ييأس، لا يقنط، لا يكل، ولا يمل، لا يقل ليس لي علاقة، وما دخلي، والدنيا ليست قائمة على رأسي، الجميع أين هم يشاركون، يتحركون، يتحدثون، اسع، أنت أمة وحدك، أنت على ثغر عظيم، فلا تترك ذلك الأمل يخبو في قلبك وينتهي ويذبل، وأخيرا: اليأس كفر بالله: ﴿ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ}، اليائس من رحمة الله من روح الله، من عطاء الله، من شفاء الله، من أي شيء كان بيد الله، فهو كفر صرح الله به في كتابه، فلا يأس ما دام واننا نعتز بإسلامنا، وديننا، وربنا جل جلاله معنا، ومن وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد كما قال الن القيم.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.

…والحمد لله رب العالمين...
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

#خطب_مكتوبة *خطبة.ارتفاع.الأسعار.cc* 👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي. عضو الاتحاد العالمي لعلماء ...

#خطب_مكتوبة

*خطبة.ارتفاع.الأسعار.cc*

👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/OEyQ02sLV1A
الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:

عظيم أن نتحدث اليوم عن موضوع مقلق، ومهم غاية في الأهمية، يلامس واقعنا، وهو هم أكبر لدى كثير منا، بل لدى الجميع لربما الصغير، والكبير، الذكر، والأنثى، شغلنا الشاغل، حديث مجالسنا، وطرقنا، ومقايلنا، إنها مصيبة في الحقيقة، ورزية عظيمة، وفاجعة، وكارثة والله يقول في كتابه الكريم: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾، إنه موضوع ارتفاع الأسعار، تلك الكارثة المدوية، التي تنذر بفقر عظيم، ومجاعة كاسحة لكثير من الناس، ليس أي ارتعاع بل ارتفاع جنوني هائل وعظيم، ولا حدود ولا ساحل له، ولا شيء يحده، ولا شيء يقله…

ارتفاع الأسعار تلك الكارثة العظمى التي تنذر بهلاك المجتمعات، والتي تنذر بمجاعات، وقتل لكثير من الناس وفي عقر ديارهم، فضلا عن هم بليل ونهار، وأرق شديد، وفيه إشغال للناس بتوافه دنياهم، عن واجباتهم الدينية، وعن واجباتهم نحو ربهم ﷻ، وإشغالهم عنها بما يجب أن تتوفر أصلا، ولكن أصبح ذلك الإنسان المسلم من فقر إلى فقر، ومن هم إلى هم، ومن ارتفاع إلى ارتفاع، خاصة المواطن اليمني الذي أصبح في القرن الواحد والعشرين قرن الثورة العلمية، والتكنولوجية، والثورة الفاحشة، والغناء الطائل في كثير من الدول، اصبح للأسف اليمني هو أفقر مواطن على وجه الأرض بحسب الإحصائيات العالمية الرسمية، لقد أوشكت المجاعة أن تعم أغلب الناس، لقد اختفت كثير من الطبقات الوسطى التي كانت موجودة من فئات عمالية متواضعة، من فئات متواضعة دخلها من صيادين، أو معلمين، أو موظفين عاديين، برواتب زهيدة، أو من دخل بسيط، اختفت الطبقات تلك، وأصبحت الأغلب والأكثر هي الطبقات العادية البسيطة الفقيرة التي لربما مع قادم الأيام إن لم يكن أمل بالله جل جلاله أن تجوع، وأن تهلك، وأن تتكفف الناس، وتصبح شحاتة لدى هذا وذاك، وهذا ما يراد لها، لقد اصبحت اليوم هلكى أو لا وجود لها أصلا، وأصبح كثير من شرائح الناس إنما هم طبقات صفرية، أو طبقات مفرطة عليا كبيرة، تباعدت الفجوة بيننا كأننا لسنا بمسلمين، كأن لم يأمرنا الله جل جلاله: ﴿ كَي لا يَكونَ دولَةً بَينَ الأَغنِياءِ مِنكُم ﴾، تداول المال من غني لغني، والفقير يعاني، اليوم العمارات، والشركات، والمؤسسات الكبرى كل يوم يفتتح هذا وذاك من اناس معينين كرسميين أصبحوا هم الإقطاعيون في عهد هو القرن الواحد والعشرين، لا نسمع كل يوم الا بالتهام لشركة، او بسط على خرضية، أو أخذ لممتلك، او شيء من هذ، لقد أصبح النافذون هم المتحكمون، هم الذين يتحكمون بزمام هؤلاء الناس البسطاء المساكين في ظل هذه الأسعار المرتفعة المخيفة التي لا طائل منها…

أيها المؤمنون:
مع أن العادة، والطبيعة، والجميع يتفق أن افعالا سفيهة، وحمقاء بشرية هي السبب عند كثير من الناس في ارتفاع الأسعار الجنوني لكن هناك ما يجب أن أنبه عليه كتنبيه غاية في الأهمية، ثم أعطي رسائل أربع:
رسالة للتجار
ورسالة للأغنياء عموما
ورسالة للناس
ورسالة أخيرة للدولة
ثم نصيحة أختم بها خطبتي
ولكن قبل هذا يجب أن نتحدث عن السبب الباطن، والتنبيه العاجل؛ لأن الله يقول في كتابه الكريم: ﴿وَذَروا ظاهِرَ الإِثمِ وَباطِنَهُ﴾، الظاهر والباطن من الإثم يجب أن يُترك لا أن ينظر الإنسان للأسباب العادية من سفه وطيش وتحكم للسفهاء وللحمقاء في تجارات الناس وفي اقواتهم وضرورياتهم وينسى السبب من عند نفسه، وهو ما يجهله كثير من الناس فربنا يقول في كتابه الكريم: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾، ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم ﴾، إذن أنفسكم اولا هي السبب في المصائب، ذنوبكم، معاصيكم… ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَريَةً كانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتيها رِزقُها رَغَدًا مِن كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الجوعِ وَالخَوفِ بِما كانوا يَصنَعونَ﴾، بما صنعوا، بما عملوا، بما اكتسبوا، بما اقترحوا، بألسنتهم، بأيديهم، بأرجلهم، بجوارحهم بأي شيء فيهم، تحولت النعمة لديهم إلى نقمة، تحول الرزق الرغد الذي يأتي من كل مكان إلى جوع، إلى فقر، إلى مجاعة، والسبب ما كسبت أيديهم، فالنظر أولا إلى أنفسنا، وما الذي اكتسبناه، ما الذي فعلناه حتى حلّت الكارثة بنا والله جل جلاله لا يخلف وعده أبدا…

وأذكر قصة حدثت في شبه القارة الهندية إذ جاء الناس في فترة غلاء أسعار فاحش للإمام المجدد الكندهلوي عليه رحمة الله صاحب كتاب حياة الصحابة قالوا له إن المجاعة قد أوشكت ان تعمنا جميعا بشبه القارة الهندية فقال لهم: إن الناس والأقوات وكل شيء لدى رب العالمين جل جلاله ككفتي الميزان فإذا ارتفعت قيمة الناس عند الله بأعمالهم الصالحة خفت ورخصت قيمة الأشياء وإذا خف الإنسان عند رب العالمين وفي ميزانه ارتفعت قيمة الأشياء وبالتالي أصبح هذا الإنسان الضعيف المسكين الذي رخص عند الله يصبح يلاحق هذه الأشياء التافهة، التي هي ليست بشيء عند الله، ولكنه أغلاها بسبب الناس، بسبب ذنوبهم ومعاصيهم، بما كانوا يعملون، فإذا الإنسان حرص على أن يكسب الأعمال الصالحة، والإيمان ارتفعت قيمته، ورخصت قيمة الأشياء، وأصبح ذلك الإنسان لا يهم شيئا قال الله عن هذه الحقيقة التي يجب أن تخلد في أذهاننا: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، تتفتح لأجلهم بركات السماوات والأرض، وتسخر لأجلهم إذا أمنوا واتقوا ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾، بما كسبت أيديهم، بما اجترحوا أخذناهم، ومن ذلك أن عذبناهم بمعايشهم، وأصبح الحقير لديهم عظيما جليلا لا يكاد يحصل عليه، والرخيص غاليا صعب المنال، ﴿وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾، لا إشكال عند رب العالمين جل جلاله، والمشكلة هي عند الناس، والعلاج هو علاج علي كما قال رضي الله عنه: " ما نزل بلاء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة" التوبة التي يجب ان تعم المجتمعات؛ ليرتفع ما بهم، ﴿وَما أَرسَلنا في قَريَةٍ مِن نَبِيٍّ إِلّا أَخَذنا أَهلَها بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَضَّرَّعونَ﴾، يعني لأجل أن يتضرعوا، لعلهم يأوبون، لعلهم يرجعون، لعلهم يتوبون، قال الله في أخرى: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ﴾، قست قلوبهم فأصبحوا يلاحقون حوائجهم، ودنياهم، وما يريدون، ونسوا الله الذي يجب أن يتضرعوا إليه، من أجل أن يرد لهم ضائعاتهم، لأجل أن يرد لهم ما يريدون، لأجل أن يرخص عليهم جل جلاله تلك المعايش التي هي عنده حقيرة، هذا شيء، وبقي شيء آخر هو ما قاله إبراهيم ابن أدهم عليه رحمة الله لما قيل له ان الأسعار قد غلت وارتفعت قال وما همي بهذا؟ والله لو أصبحت حبة القمح بدينار ما أهم هذا؛ عليّ أن أعبده كما أمرني، وهو سيعطيني كما وعدني، ﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها﴾، وهي دابة أي دابة فكيف بالإنسان المكرم، لن يضيعك الله وقد كرمك، ﴿وَلقَدْ كَرّمّنَا بَني آدَمَ}، يجب أن ترتفع الهمة، والأمل برب العالمين جل جلاله، أن يسعى ذلك المسلم بالذات اليمني يسعى ليل نهار من أجل أن يحصل على قوت يومه وليلته ولا يخاف ولا يخشى من ذي العرش إقلالا؛ فالله هو الرزاق ذو القوة المتين، علينا ان نعبده كما امرنا وهو سيعطينا كما وعدنا، وهو لا يخلف الميعاد جل جلاله، فلا أمل إلا به، ويجب العودة إليه؛ لترد الأشياء كما كانت…
من رزقك في الرخص سيرزقك في الغلاء؛ فالرزاق حي لا يموت، أنت فقط اخرُج إلى عملك، واسعَ في هذه الأرض، واترُك الأمر لله فله الأمر والحكمة البالغة، فهو الذي تكفَّل برزقك، وقال: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾...

هذا علاج لا بد منه ثم بعده أوجه رسائلي الأربع: أولا رسالتي للتجار

*رسالة إلى التجار*
إلى أولئك الذين عليهم مسؤولية كبرى، وأمانة عظمة، إلى أولئك الذين خيرهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الأبرار أو الفجار
إلى أولئك الذين يتحكمون بزمام الأمور ولديهم أكثر الحلول
إلى أولئك أيضا الجشعين الطمعين الذين عبأوا مخازنهم من سنوات ثم رفعوا اليوم لعشرات الأضعاف
إلى أولئك الذين يقتلون الناس صمتا ويدفنونهم جبرا بأفعالهم

أناديهم اليوم بذلك النداء الذي ناداهم به النبي صلى الله عليه وسلم اذ قال مرتين: ( يا معشر التجار) ثم كرر (يا معشر التجار) فرفعوا أبصارهم اليه صلى الله عليه وسلم، ومدوا أعناقهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: (إن التاجر الصدوق الأمين يبعث يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء)، وقال لهم مرة صلى الله عليه وسلم:(ان التجار هم الفجار الا من اتقى الله وبر وصدق). واتقى الله وبر وصدق يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة كما في الحديث السابق.

وأي فضل وعظمة بعد هذه الكلماتا، والمرتبة الشريفة التي يحصدها ذلك التاجر وماذاك الا لأن مفتاح الدنيا بين يدي التاجر فاذا ارخص او اقتنع بشيء بسيط ففيه البركة، واذا لم يقتنع فانه تمحق بركة ماله؛ لأن البركة من الله ليست من الأموال، يظن الكثير على أن كلما جمع كلما ارتفع، وكلما سمى، وكلما اعتلى، وكلما اغتنى، لا والله ليست البركة هذه بل البركة مخفية، سر الهي يوضع في الأموال، يوضع في الأشخاص، يوضع في المجتمعات، يوضع في الأهل، يوضع في الإنسان في صحته في غناه في ماله في أهله في كل شيء، فإذا انتزعت البركة أصبح ذلك الانسان ممسوخا ولو عنده ملايين ومليارات الدولارات لا تنفعه ممسوخ لا شيء له، وقد قال صلى الله عليه وسلم عند مسلم:( من اخذ مالا بغير حقه لا بورك له فيه ومن اخذه بحقه وفي حله بارك الله له فيه)، فخذه بحله ومن حقك ولا تزد عليه، واقتنع باليسير؛ ليعطيك الله الكثير، وليس الكثير بدنيا بل ببركة يضعها الله في أموالك فاحذر أن تلتهم ما بأيدي الناس وتوقع نفسك وإياهم في ضرر في الدنيا والآخرة.

ثانياً: رسالة للأغنياء
*للأغنياء اصحاب اليسار*
للذين عندهم اليسار، أقول لهم:( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، تفقدوا جيرانكم وفقراءكم وأهاليكم وذوي الحاجات منكم؛ ليتفقدكم الله، ارحموهم ليرحمكم الله، ارفقوا بهم ليرفق الله بكم، إذا نظرتم اإليهم نظر الله إليكم، إذا سترتموهم ستركم الله، إذا فرّجتم همومكم فرّج الله همومهكم، إن سعيتنم في سد حوائجهم سد اللله حوائجكم، والجزاء من جنس العمل، وهذا نبينا قد نفى الإيمان عن من بات شبعان وجاره جائع والحديث صحيح:( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع بجواره وهو يعلم)، لا يحل لمسلم أن يترك صديقه وجاره ومعدمه فقيرا تعيسا مغموما مكروبا مهموما، ويترك الدنيا عليه، ويترك الفقر بين يديه، ويتركه يحمل هم الليل والنهار، هذا لأصحاب اليسار الأغنياء ....

*واجب الناس أمام ارتفاع الأسعار*

أما عامة الناس فأقول لهم ما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: (اربعوا على أنفسكم) أي خففوا على أنفسكم، ربنا يقول: (﴿يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ﴾،
﴿ وَلا تُبَذِّر تَبذيرًا۝إِنَّ المُبَذِّرينَ كانوا إِخوانَ الشَّياطينِ وَكانَ الشَّيطانُ لِرَبِّهِ كَفورًا﴾
خفف على نفسك من المشتريات، رشد مشترياتك، الترشيد الاقتصادي أن تأخذ المهم، وتترك ما لا داعي له، أن تأخذ ما لا بد منه وتترك الكماليات والتحسينيات، أن تأخذ الضروريات والحاجيات وتترك ما ليس له داعي، ما يمكن ان تستغني عنه ما يعد من التوافه، ولعل الرخصة يأتي هذا سبب حقيقي وواقع…

ثم أيضًا الواجب على المجتمع أن يحاربوا التجار، نعم أن يحاربوا التجار بترك بضائعهم لديهم، وينظرون ماذا سيفعلون كما قال عمر في قاعدته العمرية، وأيضاً القاعدة العلوية علي رضي الله عنه قال عمر لما غلي اللحم في تلك الفترة قالوا إن اللحم قد غلي فقال عمر رضي الله عنه للناس: ( ارخصوه انتم) والقصة ثابتة متواترة عنه، قال ( ارخصوه انتم) قالوا: وكيف نرخصه وهو من عندهم ليس من عندنا؟ فقال ( ارخصوه انتم) فقالوا بم؟ قال: ( اتركوه لهم) خلوه، البيض بمئة، الحبة الروتي بكذا اتركه فينتهي لديه فيظطر ان يبيعه بأرخص الأثمان، اتركه له اجعله يهنأ به، وسترى كيف يكون، أو القاعدة العلوية لعلي رضي الله عنه عندما بعثوا اليه من المدينة: لقد لقد غلي الزبيب فقال علي رضي الله عنه: (ارخصوه بالتمر) أي اتركوا الزبيب واستبدلوا التمر، يعني استبدلوا بضاعة أميركية ببضاعة مثلا اندونيسية أو ماليزية أو أيا كانت من السلع، واستبدل بدلها أخرى، سترى على ان تلك رخصت، فتكاتف المجتمعات لمحاربة الجشعين من التجار واجب الساعة وواجب الوقت.

أقول قولي هذا وأستغفر الله

الخــطبة الــثــانــيــة: ↶
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، أما بعد:

*رسالة إلى الدولة*

أخيرا رسالتي للدولة التي نؤمن بها بالغيب وإن لم نرها، ولم نشمها، ولم نسمع عنها، ولم ندركها، ولم نطعمها، أقول أين المسؤولية الملقاة على عاتقها في مراقبة التجار الجشعين، الظلمة، المجرمين، الذين تسلطوا على رقاب الناس، وانتهبوهم، وأخذوا أموالهم كرها، واضطرارا…
أين المسؤولية الملقاة على عاتقهم ونبينا صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم قد قال: ( من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة)، فاهنئوا بدنياكم واشبعوا وتنعموا، ثم تحرمون جنة عرضها السماوات والأرض؛ بسبب مسؤولية ألقيت على عواتقكم ثم لم تقوموا بها، ونمتم عنها… وربنا لا تأخذه سنة ولا نوم.. تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم

أين الواجب من متابعة، من مراقبة، من فرض أسعار رسمية للأقوات الضرورية، أو دعم للأقوات الضرورية…
شيء آخر إذا كان عمر رضي الله عنه قد جعل مراقبين للأسواق في كل سوق حتى انه فرض النساء على النساء في الأسواق ايضا فكيف بنا وفي وضعنا؟
وهم في فترة إيمانية، وفترة ورع وخوف من الله، ومع هذا فرض هؤلاء.. وعلي رضي الله عنه كذلك بل لما قيل له إن فلانا احتكر شيئًا بألف درهم أمر بما احتكره فأحرقه أمام الناس، أين واحدة فقط من هذه؟ قصة لهؤلاء الذين أخذوا، والتهموا، وفعلوا ما فعلوا وجرعوا الناس غصص العذاب…
أين قصة من هذه تشتهر أمام الإعلام ليرتدع التجار الجشعين، وليس أي تجار لا أعمم هنا، أين هؤلاء الذين جعلت المسؤولية على عواثقهم ثم ناموا عنها… اتقوا الله في الناس…

….وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين….
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- القناة يوتيوب:
https://www.youtube.com//Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

#خطب_مكتوبة أعظم.درس.في.الهجرة.النبوية. 🎤خـطبة جمعـة12 محرم/1442هـ: 👤للشيخ/عبدالله رفيق ...

#خطب_مكتوبة

أعظم.درس.في.الهجرة.النبوية.
🎤خـطبة جمعـة12 محرم/1442هـ:
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/5H2Evqy1HIY

الخــطبة الأولــى: ↶
ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
نقف اليوم وقفة إجلال، وإكبار، وإعظام لمن له أعظم، وأجل، وأكبر منة علينا جميعا، ذلك الرجل الذي لولاه لكنا في تعاسة، وشقاء، وضنك، ولكنا كما كانت العرب في الجاهلية قبل الإسلام في تناحر، وتخاصم، وحروب طاحنة لا تبقي ولا تذر، لا يعيشون إلا عليها وكأنها كل شيء حتى إذا لم يجدوا من يحاربوه حاربوا أخاهم:
وأحيانًا على بكر أخينا… إذا لم يكن إلا أخانا
دماء، وصراعات، وحماقات لا طائل منها، القويُ يأكل الضعيف، لكنه ذلك العظيم المعظم صلى الله عليه وسلم بفضله بعد رب العالمين أخرجنا الله به من ظلمات شتى ألى نور أوحد، من جاهلية عمياء لا يدرى أين أولها من آخرها، إلى نور إلى محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، نقف اليوم معه صلى الله عليه وسلم مع درس مبارك علمناه عليه الصلاة والسلام، في درس الهجرة النبوية، أعظم درس، وأكبر، وأهم درس في الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، إنه درس التخطيط الذي نحتاج إليه في كل شيء من حياتنا، نحتاج إليه كأفراد، وكجماعات، وكمؤسسات، وتنظيمات، ودول، وفي كل أمورنا، نحتاج إليه جميعا دون استثناء، بدونه الحياة عبث، وفوضى، وغوغاء، ولا شيء يقودها نحو النجاح والفلاح في الدنيا وفي الآخرة إن لم يكن تنظيم حقيقي وفعلي لأفراد من أولهم إلى آخرهم لمؤسسات، لدول، فإنها لا شيء، ضاعت في هوامش الأمور، والتوافه…

كفرد أنا وأنت كم نحتاج إلى أن ننظم حياتنا، إلى أن ننظم الحياة من حولنا، إلى أن ننظم ذواتنا، إلى أن ننطلق نحو نجاحنا، نحتاج إلى النظام الذي سار عليه الكون كله كما أراده الله تعالى، إنسان لا نظام لديه ولا خطة معينة يمشي عليها سيلتهمه الكبير والصغير، ومشوار يحتاج لساعة من الزمن قد يحتاج ذلك المشوار إلى ساعات، بل لأيام؛ لأنه تافه ما خطط أين وكم ولمن ومتى…، أين يذهب ومتى يعود وكم يحتاج ذلك العمل من لحظات وساعات، خرج من بيته لشيء بسيط أو للاشيء ولم يعد لا بذلك الشيء ولا بسلامة وقته وعمره وحياته، يمشي هامشيا فوضويا، سئمنا من ذلك، شبعنا من الغوغاء والفوضى والهامشية والأمور العادية الرتيبة التي لا ترتيب لها ولا تنظيم ولا تخطيط، بينما نبينا صلى الله عليه وسلم في احلك ظروف حياته يرتب ينظم يخط لربما لأشهر حتى ينجح ذلك المشروع الذي يريده عليه الصلاة والسلام؛ لأن المعلم له هو الله ﴿إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى﴾، وهو صلى عليه وسلم قدوتنا ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، قدوة لنا عليه الصلاة والسلام ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا ﴾ فخذوه أمر رباني، ﴿ فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾ والفتنة عامة في كل شيء، ومنها فتنة الوق،ت الذي يمضي ولا يتفكر ذلك الانسان المغرور في عظمته، وأهميته، وكأنه أمر تافه بالرغم هو أغلى ما نملك، ومن الفتنة أن يحتاج أمر ما لدقائق يخرج المرء من بيته فيعود بعد ساعات، إنها فتنة وأي فتنة أن يضيع أعظم شيء وهبه الله إياه وهو الوقت، والعمر يذهب بلا ثمن؛ لأنه لم يرتب حياته….

ربنا تبارك وتعالى علمنا الترتيب والتنظيم والتخطيط الكون بما فيه يجري حسب خطة معينة ﴿وَالشَّمسُ تَجري لِمُستَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ وَالقَمَرَ قَدَّرناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ كَالعُرجونِ القَديمِ لَا الشَّمسُ يَنبَغي لَها أَن تُدرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ﴾، ثم عمم جل جلاله بقوله ﴿وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحونَ﴾ كل واحد يجري حسب نظام معين لا يمكن أن يتجاوز ذلك النظام المحدد المحكم من رب العالمين سبحانه وتعالى، بينما نحن كعشرات نضيع في هامش في توافه في لا شيء من حياتنا...

ورسولنا صلى الله عليه وسلم في نموذج واحد أتحدث عنه الآن نموذج الهجرة يخطط عليه الصلاة والسلام لكل شيء فيها لتفاصيلها، لمبيتها، لانطلاقتها، لطريقها، لرفيقها، لدليلها… كل شيء يحتاج اليه عليه الصلاة والسلام فنراه صلى الله عليه وسلم يعد العدة في المكان، والصاحب، والدليل، حتى الناقة، حتى الطعام، حتى الأخبار، التأمين العام لحياته، وحياة أمته، ولحياة دينه الذي لو انتهى صلى الله عليه وسلم لما قام لنا دين، ولما كنا اصلا على ما نحن عليه من نور وهدى، فمتى سنأخذ النور بقوة من رسولنا صلى الله عليه وسلم، متى سنأخذ الدروس والعبر من حياته عليه الصلاة والسلام، إن حياة رسولنا عليه الصلاة والسلام حياة نبي، حياة ملهم، حياة قائد لا يتصرف من ذات نفسه، وتصانيفه، وتفكيره، بل الله يوحي إليه في كل شيء، لو حدث شيء بسيط من خطأ ربما لنزل التعديل الإلهي ﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم﴾ بمجرد أمر بسيط، إشارة انطلق، فينزل الأمر الزاجر من الله ﴿عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذينَ صَدَقوا وَتَعلَمَ الكاذِبينَ﴾ في كل شيء موحى إليه فمتى سنجعل سيرته عليه الصلاة والسلام وطريقه ومنهجه قدوة لنا في حياتنا بكلها كأفراد كشعوب كجماعات كمؤسسات ككل شيء في الحياة وبين أيدينا درس الهجرة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أولا يختار بداية الليل للخروج، ويعد القوي الشجاع علي بن ابي طالب للنوم في سريره للتمويه، ويضمن النبي صلى الله عليه وسلم له أن لن يصيبه شيء، وينطلق إلى بيت الصديق، ثم يكون الخروج من بيت الصديق إلى أين؟ إلى التمويه الآخر إلى طريق اليمن لا إلى طريق المدينة الذي يعرفه الصغير والكبير من قريش، إنه يتوجه من مكة إلى المدينة لكنه صلى الله عليه سلم لم يقصد المدينة ولكنه قصد طريقا وعرا لا يفطن لها أهل مكة بالرغم هم أدرى بشعابها، وليست بالخطوات القليلة بل خمسة أميال ما يساوي ثمانية كيلومترات وأكثر قليلا يمشيها عليه الصلاة والسلام، وفوق هذا فإنه في غار يأمن على نفسه، وليست أي غار بل وعِرة مرتفعة متروكة مهجورة لا يمكن أن يفكر فيها هؤلاء، قصدها صلى الله عليه وسلم لثلاثة أيام حتى يأمن ﷺ، وييأس كفار قريش من أن يكون في طريقهم….
أما الأخبار التي يحتاج اليها صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان ليأمّن نفسه أيضا بالأمنين ﴿الَّذي أَطعَمَهُم مِن جوعٍ وَآمَنَهُم مِن خَوفٍ﴾، الأمنان لابد أن يتوفرا له صلى الله عليه وسلم فكان الأمن من جوع على أسماء وعامر بن فهيرة مولى للصديق راعي غنمه، فالاثنان يوفران الطعام الأممن الغذائي، واخر وهو الأمن من خوف وهذا على عبدالله بن أبي بكر يوفر الأمن الآخر وهو الأمن المخابراتي أن يخبر النبي والصديق ليلا عن ما قال المشركون وما تحدثوا عنه في نواديهم في قريش وماذا اعدوا? وهل يئسوا، وهل ينطلقون الى المكان الفلاني… وبعد تجميع المعلومات ينطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلا ليخبره بذلك، ثم يعود، واكيد ان ممشاه معروف فيأتي عامر بن فهيرة فيغطي تلك الآثار بغنم الصديق فيكون تغطيته تمويها لتلك الآثار التي مشاها عبد الله، وايضا ليؤمن للنبي صلى الله عليه وسلم وللصديق الشراب وهو من حليب الغنم التي لديه، خطة مكتملة بعد ثلاث سينطلقون نحو المدينة يحتاجون لراحلتين راحلة لرسول الله وأخرى للصديق، معدة جاهزة لا عند من المسلمين لا بل عند رجل في قريش مشرك اصلا فلا يفطن أهل قريش ان رجلا فيهم سيبيعهم بلا ثمن؛ لأنه صديق للصديق رضي الله عنه، ومع هذا فعلها، وتوجه بعد ثلاث إلى المكان الفلاني بالناقتين لينطلق بالرسول صلى الله عليه وسلم وبالصديق؛ لأنه يعرف الطريق الوعرة التي يصلون عبر البحر عبر الساحل التي لم يكن يسلكها أهل قريش، ما سلكوها إلا قبيل غزوة بدر وهربهم بالقافلة منهزمين، إنها خطة دقيقة عظيمة جليلة لولاها بعد الله جل جلاله لانتهى رسولنا ودينه والصديق ودعوته ودولته التي لا زالت ولن تزال كذلك حتى اخر نفس من دنيا باذن الله اقول قولي هذا واستغفر الله


الخــطبة الــثــانــيــة: ↶
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، أما بعد:

فبالرغم أن الخطة النبوية المعصومة قد أوشكت أن تؤتي ثمارها، وأن يصلوا سالمين غانمين، ولكن مع هذا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فهذا النبي صلى الله عليه وسلم والصديق يكاد ان يقبض عليهما بعد هذا التخطيط الطويل، والعريض، والكبير، والذي استنفد صلى الله عليه وسلم جميع قواه، واستعان بغيره، واستقطب الطاقات الأخرى له، وكسبها لصفه، فذاك القوي الشجاع ينام في مكانه ليرد الأمانات إلى أهلها، ويموه ببقاء النبي صلى الله عليه وسلم نائما، وذاك المشرك الدليل ومعه ما معه من راحلتين، وذلك الراعي وذلك الطعام، والمخبر ايضا لهم، والرصيد، والطريق، والغار، ومع هذا اكتُشف الأمر وهنا نأخذ أمرًا وهو حتى وان دقق، وخطط الإنسان وفصل في أمره، واستنفد طاقته، فلابد من عناية الله له: ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ﴾، حتى في عباداته وفي طاعته يحتاج إلى استعانة لربه فكيف بشؤون دنياه؟ كيف بأموره كيف بحياته؟ كيف بخططه؟ كيف بأهدافه؟ كيف بدولته؟ كيف بأمته؟ كيف بما هو فيه؟
إذا كانت العبادات تحتاج إلى استعانة فكيف بالمعاملات؟ فكيف بالحياة بما فيها؟
وأيضاً لا يركن على قوته، وتخطيطه، وعقليته، ونبوغه، وما هو فيه، لا بل يحتاج إلى ربه في كل شيء، حتى في شراك نعله كما قالت عائشة رضي الله عنها يستخير ﷺ ربه حتى في شراك نعله، وعروة حتى الملح، في الأمور الصغيرة هو يحتاج إلى ربه جل جلاله، فإذا كان النبي صلى الله وسلم بعد هذا الاستنفار العام ليخطط ثم يكاد ان يُبطش عليه فكيف بمن لا يخطط؟ كيف بمن لم يعد تخطيطا لحياته؟ لوقته؟ سواء كأفراد أتحدث، أو ما هو أكبر من الأفراد… فالعالم كله يمشي على تخطيط دقيق، وأنت كما يقال إما أن تكون مخططا، أو ان تكون من ضمن تخطيط الآخرين، إما أن تخطط أنت فتصنع خطة نفسك، وخطة حياتك، وجدولة لوقتك اليومي، الأسبوعي، الشهري، السنوي، وخطة لنفع وأمتك، أو أن تكون من ضمن المخطط عليهم، ولا بديل للتنظيم إلا الفوضى: ﴿وَمَن يَعشُ عَن ذِكرِ الرَّحمنِ نُقَيِّض لَهُ شَيطانًا فَهُوَ لَهُ قَرينٌ﴾، فالعالم يمشي على تخطيط حتى لو كلف ما كلف؛ لأن ساعة كما يقال في التخطيط تقضيها توفر لك ثمان ساعات بل ثمانمائة يوم لربما في الفوضى والعبث، ساعة للتخطيط قبل ان تنطلق لمشوارك المالي، التجاري، الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، الثقافي، الرياضي، العملي قبل كل ذلك، خطط لنفسك، لبقائك، لحياتك، لنفع امتك، ولدينك، أن تخط لآخرتك، لا يكفي أخيرا أن نخطط لدنيانا وننسى أخرانا، كثير ربما من الناس يحسنون التخطيط لمشاريعهم الاقتصادية، لكنهم لا يخططون لمشاريعهم الأخروية، لا يخططون لها، ولا يأبهون بها اصلا، ولا تدخل في ضمن مخططاتهم، ولا هم حولها اصلا، وهنا يصدق قول الله: ﴿ فَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ﴾، من دنيا مشاريع، وأمور، وحياة، وأكل وشرب ونوم ومجالس وبيت ودار وأراضي وتجارات وأولاد وعمائر وورث…. لكن لا مشروع له أخروي، حتى احيانا لربما كما واجهت بعضهم يقول لا ادعو لآخرتي، أنسى الآخرة: يا رب ارزقنا، واعطنا، ودنيا… ﴿ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا وَما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن خَلاقٍ﴾، لكن الإنسان الذي له مشروع دنيوي، يصل به للأخروي لزراعة أبدية في الدنيا إلى الآخرة ﴿وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾، الدنيا مع الآخرة، ﴿وَابتَغِ فيما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصيبَكَ مِنَ الدُّنيا وَأَحسِن كَما أَحسَنَ اللَّهُ إِلَيكَ وَلا تَبغِ الفَسادَ فِي الأَرضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾.

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
…والحمد لله رب العالمين….

┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

#خطب_مكتوبة *أمتنا.إلى.أين…قصة.التآمر.على.التاريخ.الهجري.cc* *🎤خـطبة جمعـة 5 ...

#خطب_مكتوبة

*أمتنا.إلى.أين…قصة.التآمر.على.التاريخ.الهجري.cc*
*🎤خـطبة جمعـة 5 محرم/1442هـ:*
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/s0Vpw9b2GQg

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
أمتي هل بين الأمم.... منبر للسيف أو للقلم…
أتلقاك وطرفي مطرق….خجلا من أمسك المنصرم….
ما بال أمتنا -أيها الإخوة- ضاعت، وتشرذمت، وامتسخت، وانسلخت…
ما بال أمتنا هانت على الله…
ما بال أمتنا يتملكها غيرها…
ما بال أمتنا أصبحت في الحضيض…
ما بال أمتنا أصبحت مستوردة لكل شيء ما… ما بال أمتنا أصبحت منتظرة لغيرها…
ما بال أمتنا تقاعست وتناومت…
ما بال أمتنا أصبحت لا شيء…
ما بال أمتنا أصبح العدو الذي حكمته يحكمها ما بال امتنا أصبح السفيه، والكافر، والحقير، والظالم، والمجرم، والكافر، والفاجر، والمعتدي، يحكمها، ويتصرف فيها، ويعبث بمقدراتها، ويرد لها الفتات، باسم معونات…
ما بال أمتنا ضاعت ضياع الملح في الماء…
إلى أين، إلى متى، كم سنبقى هكذا…
هُنّا على الله لما هان ديننا علينا…
هُنّا على الله يوم أن أصبح الدين الذي ارتضاه الله لنا: {وَرَضِيتُ لَكُم اَلْأسْلَام دِينًا}…أصبح في أواخر اهتماماتنا أن جعلناه ضمن اهتماماتنا، وفي جدول أعمالنا اليومية، أو الأسبوعية كالجمعة، أو السنوية كرمضان….
هُنّا على الله يوم أن هانت المقدسات في أعيننا…
هُنّا على الله يوم أن تخلينا عن ربنا فتخلّى الله ﷻ عنا…
يوم أن ابتعدنا عن منهج الله ابتعد الله عنا… فأصبحنا كما ترون في خبر كان...
واليوم نتساءل عن أمتنا وأنا جزء من الأمة… وأنت أيضاً جزء من الأمة فإلى أين، ومتى، وكم… سنبقى في أنين… وحنين…
هل تحكّمنا في ذواتنا ومن أولنا إلى آخرنا…؛ لتنتصر أمتنا، إلى أين نتجه، ومتى سنحكم زمام الأمور من عند أنفسنا أولا، ونأخذ أنا، وأنت وهي، وهو زمام المبادرة: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، بكل بساطة نحتاج لمراجعة، ونقد الذات، وبمصداقية بالغة…
أين أمتنا اليوم وأنا وأنت وفلان وفلانة من الأمة لا ريب فأين هؤلاء وما صنعوا، أو كفوا أيديهم من أن تؤتى أمتهم من قبلهم…
لماذا أصبحنا نلاحق النور وهو بأيدينا، ونتلقى الظلام من عند غيرنا، لماذا نلاحق مبادئ هي معنا، واتجهنا لضلال وظلام دامس عند غيرنا…
ألم يقل الله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا﴾، ومن تولاه الله فمن ذا يجرؤ عليه، ألم يقل الله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾، فلماذا نخرج أنفسنا من النور الذي وهبناه الله إلى ظلمات نتقحمها بأنفسنا… أو لم نعلم أن الجزاء من جنس العمل: ﴿قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾، كما نسيت تنسى: ﴿فَذوقوا بِما نَسيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا إِنّا نَسيناكُم وَذوقوا عَذابَ الخُلدِ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، أين هذا الالتزام من ذواتنا لتصلح امتنا…

*مأساتنا*

أيها الإخوة إن من المآسي التي تخلت عنها الأمة، ونتذكرها في بداية كل عام هجري، مأساة التاريخ الهجري الذي رأسه محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله ﷺ في أعلى قائمته، ما أعظم أن نقول في اليوم الفلاني من السنة الهجرية أي يوم أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، رائع أن نربط أعمالنا، ووظائفنا، ومؤسساتنا، وأمورنا الشخصية، والعامة، والخاصة… الكل نقرنها برسولنا صلى الله عليه وسلم، أي بركة وعظمة… ولكن تخلينا عن تاريخنا الهجري واستبدلنا به التاريخ النصراني الكاذب، وفي كل البلاد الإسلامية، وفي مقدمتها العربية، فلم يصبح التاريخ الرسمي لأي دولة حتى هذا اللحظة هو الهجري، لا يوجد انتهى، أريد له أن ينتهي، بالرغم أن الله اختاره لنا في عباداتنا، في طاعاتنا، في شعائرنا، في أركان إسلامنا من صلواتنا صيامنا حجنا… في كل شيء منا، لكن تخلينا عنه في واقعنا، وأصبحنا نتعامل بتاريخ غير تاريخنا، تاريخ العدو القديم، والحاضر، والمتجدد، تاريخ هو دين لهم، وهل تتخيل أنهم في يوم من الخيام سيأتون بتاريخنا إليهم، ويتركون تاريخنا، لا والله لا يمكن ذلك: ﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم﴾، ﴿وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً﴾، لا يمكن أن يرضوا عنا يتنازل أبدا حتى نترك النور الذي بأيدينا كالتاريخ الهجري، ونلجأ للظلام الذي بأيديهم، والتيه الذي دخلوا فيه…

كيف تخلينا نحن عن التاريخ الهجري بالرغم أن الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين اختاروه لنا، وارتضاه الفاروق رضي اللّه عنه لنا تاريخـًا بعد أن كانت العرب لا تورخ بسنتها، وانما تؤرخ بأحداثها كعام الفيل، وعام إن وقع كذا وكذا لكن جاء التاريخ الهجري فضبط المسألة، في اليوم الفلاني، من الشهر الفلاني، من السنة الفلانية، انتهى الأمر، وضُبطت المسألة، لا بالروماني، ولا بالعبراني، ولا بغيره، بل بتاريخ هو إسلامي بحت، ولكن أصبح الناس قد تخلوا عنه في لحظة من اللحظات، وبالتالي يكون الضياع، ونلاحقه في بداية رمضان، ويكون الخلاف، والتفرق، والخصام؛ والسبب لا نتذكر تاريخ عباداتنا وطاعاتنا إلا في رمضان بالرغم ربنا اختاره لنا: ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاسِ﴾، ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم﴾وانظر لكلمة:﴿ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم﴾
لكن نسوه؛ فأمورهم العملية، اليومية بالتاريخ الميلادي النصراني الذي هو في الحقيقة كذب على عيسى عليه السلام؛ فلم يؤرخ الا بعد مئات السنين من ميلاده عليه السلام فهو أكذوبة من هذه الناحية، بل أشد من هذا على أنهم جعلوه باسم ميلاد عيسى عليه السلام بالرغم لم يلد في ذلك التاريخ الذي أرخوه باسمه؛ فهم جعلوه في فصل الشتاء، وعيسى ولد في فصل الصيف، ودليله من كتاب الله على أن الله أمر مريم عليها السلام أن تهز جذع النخلة لتساقط عليها رطبا جنيا والرطب قطعا لا تأتي إلا في فصل الصيف وهم أرخوا على الشتاء كذبا وزورا ومع هذا أصبح المسلمون يتبعونهم، بعد قرون من تعامل بحت في عموم البلدان الإسلامية بالتاريخ الهجري ولا يعرفون سواه ولقرون طويلة، ثم تراجعت أمتنا للأسف الشديد، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخــطبة الثانـــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، أما بعد:

*قصة تخلينا عن التاريخ الهجري*
فما قصة تخلينا عن تاريخنا، عن ماضينا، عن الماضي الذي لن نصنع الحاضر إلا به؛ فالبشرية تتفق على أن لا حاضر لأمة ما لم يكن لها ماض، ونحن تركنا ماضيا تليدا لعظمائنا لأمجادنا لمعاركنا لقدسياتنا لأنها كانت مؤرخة بالهجري يوم بدر يوم أحد الأحزاب القادسية بلاط الشهداء يوم وصلنا إلى أوروبا… ويوم فلان في كذا والمعركة الفلانية… وفلان مات في يوم كذا… والحدث الفلاني في يوم كذا كله بالتاريخ الهجري لكنهم ارادوا ان ينسونا تواريخنا، أن ينسونا أحداثنا، أن ينسونا معاركنا الخالدة التالدة ضدهم، أن نصبح لا نعرف متى وقعت المعركة الفلانية، والغزوة الفلانية، والحدث الفلاني، ارتبطنا بالتاريخ الميلادي فأصبحنا في فوضى عارمة، لا نعرف الأحداث، ولا نعرف الزمن، ولا نعرف الماضي، ولا نعرف العظماء، ولا نعرف تاريخا تليدا مضى على أمتنا كانت في أوج قوتها وعظمتها، وكانت إمبراطورية عظمى، تتحداهم فتحدونا بان ينسونا ذلك الماضي ونصبح نعيش حاضرا مظلما معتما

فمتى بدأت حكاية مؤامرة نسيان تاريخنا
ليس ببعيد بل هو قريب في أواخر القرن الثاني عشر الهجري أواخر القرن الثامن عشر الميلادي عندهم لما طلبت الدولة العثمانية انذاك بعض الأسلحة من الغرب فشرطوا عليها اول شرط تتخلى عنه ان لا تؤرخ بالتاريخ الهجري، وأن لا تجعل التاريخ الهجري في مؤسساتها، ولا في رسمياتها، كاول شرط على الدولة العثمانية، وفعلا رضخت وتنازلت وقبلت به، ثم لما كان الوالي المصري يحفر قناة السويس تقريبا اسماعيل خديوي لما كان في تلك الفترة يحفر قناة السويس طلب من فرنسا حاضرة النصرانية بل إمامة النصرانية والمرجع الأكبر للنصرانية طلب منها تمويلا لعمله ذلك الكبير والعظيم فاستجابت لكن طلبت منه طلبا كشرط اول: أن يتنازل عن التاريخ الهجري، وفعلا تنازل عن التاريخ الهجري، وتنازلت الأمة بعد ذلك عن التاريخ الهجري دولة دولة، وبعد سنوات صرنا لا نعرف غير الميلادي النصراني الصليبي، حتى اصبح التاريخ الهجري أمرا من الماضي، واسأل شباب المسلمين اليوم عن التاريخ الفلاني عشرة او عشرين او ثلاثين في شهر كذا من التاريخ الميلادي يعرف لكن لو قلت له شهر ذي الحجة أو ذي القعدة او محرم او صفر او أي شهر من هذه الأشهر الهجرية العربية الإسلامية الدينية لا يفهمها، يقول قل لي كم بالميلادي ترجم، تخلينا عن تاريخنا بفعل عدونا وبتوجيهه، فمتى سنصحوا من سباتنا، ونتمسك بمبادئنا، ونأخذ بميراث نبينا، ونفخر بإسلامنا…

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
اللهم ردنا إليك جميلًا، اللهم ردنا إليك جميلًا، اللهم ردنا إليك جميلًا، عباد الله إن الله يأمر بثلاث فأدوها وينهى عن ثلاث فاجتنبوها: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾…
والحمد لله رب العالمين.
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

#خطب_مكتوبة #أهم_سؤال_يجب_أن_تسأل_به_نفسك 🎤 #خـطبة_جمعـة 28 ذو الحجة/1442هـ: 👤للشيخ/عبدالله ...

#خطب_مكتوبة

#أهم_سؤال_يجب_أن_تسأل_به_نفسك
🎤 #خـطبة_جمعـة 28 ذو الحجة/1442هـ:
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ أما بعد عباد الله سؤال عظيم جليل كبير، عنوان لحياتنا، يجب أن نخلده في أذهاننا، وأن نسائل به أنفسنا، وأن نعيه جيدا، وأن يبقى متداولا على السنتنا، وعلى واقعنا العملي الفعلي أيضا.

- سؤال ليس في نهاية كل عام، بل في نهاية كل يوم، لابد ان نسائل أنفسنا به لننطلق للحياة بجد وعزم، ولنعرف هل حياتنا تستحق البقاء هل دفعنا الثمن، هل سددنا الفواتير، ما الذي قدمناه؟.

- هذا هو السؤال: ما الذي قدمناه لديننا، لأمتنا، لوطننا (أقصد وطننا الضيق، وطننا الواسع الأمة)، لمجتمعاتنا، لأسرنا، لأنفسنا أقل شيء…!

ما الذي قدمناه؟
هل زدنا شيئًا أم نقصنا، أم الاستقرار الدائم بلا شيء، كما يسميه السويدان السيد عادي الذي لا يزد شيئا إن لم ينقص، ما الذي قدمناه، ما الذي فعلنا في يومنا، في أسبوعنا، في شهرنا، في سنتنا، في عمرنا السابق، ما الذي قدمناه، ما الجديد، ليدون الإنسان هذا جيدا، كمشروع حياة إذا اراد النجاح، ما الذي قدم في حياته، ما الذي يمكن أن يقابل الله به يوم القيامة، أكثر من ثلاث مئة وخمسين يوما مرت، سنة كاملة وها نحن الآن قادمون على سنة هجرية جديدة، مودعون لها، والطلاب أيضاً أنتم كطلاب جامعات قادمون على سنة دراسية جديدة، ما الذي فعلنا، ما الذي صنعناه، ما الذي قدمناه من أكبر إلى أقل من أمة إلى نفس هل زدنا شيئًا أم كما يقال انت زائد على الدنيا او كما سماه الله زبدا، والنبي ﷺ غثاء: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً﴾[الرعد: ١٧]، لا فائدة منه، لا خير فيه: ﴿ وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ ﴾[الرعد: ١٧].

- هل تستحق المكث في الأرض بافعالك بما قدمته لأمتك، ما الذي صنعت، ما هو الشيء الذي يمكن أن تقول لربك الآن قبل يوم القيامة بهذا الهي أقابلك، بهذا الأمر الفلاني أنا ارجو جنة ربي، به أستحق أن أدخل الجنة بعد رحمة الله، كما قال النبي صلّى الله عليه وسلم لبلال: (أني سمعت خشخشة نعليك يعني وقع نعليك فوقي في الجنة)، يعني فوق النبي ﷺ، والنبي ﷺ تحت النبي ﷺ وتمامه قال النبي ﷺ لبلال عند صلاة الفجر: (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة)؟ قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي) متفق عليه، رواية مسلم " خشف "، وعند أحمد والترمذي وغيرهما " خشخشة "، أي حركة يسيرة قبلي فما تصنع قال لا شيء إلا أني…

- وأين ذلك الشيء الذي أني، أين هو وأعني كل واحد منا، أما بلال رضي اللّه عنه فواضح لكن أين ذلك الشيء مني ومنك وفلان وفلان، من الذي يمكن أن يقول هذا الذي أرجو به جنة ربي، هذا الذي يمكن أن يباعدني من النار، ويدخلني جنة الأبرار، ما هو ذلك الأمر… اجب عن نفسك، ودون ذلك فهو خير، فإن وجدت امورا جيدة فالحمد لله زد منها، وزد من أمثال أمثالها، وطور، وحسّن، وحدّث للأفضل، وإن وجدت أن لا شيء، أو ضعيفة بسيطة دنيئة لا تستحق الذكر تستحي أن تذكرها فابدأ الآن، ابدأ انفع امتك، انفع وطنك، انفع اسرتك مجتمعك نفسك من حولك، لا تبق صامتا، لا تبق ساكتا، لا تبقىة نائما لا تبقى بلا شيء لم تفعل جديدا ...

- لتكن هذه الحياة التي اودعنا الله جل جلاله هي ثمن لبقائنا: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، قال الله لهم:﴿ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، اجابة كافية شافية لمن كان له عقل وكلهم لهم عقول في ذلك اليوم؛ إذ انهم قالوا: ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ﴾[الملك: ١٠]، قالوا في الدنيا كنا مجانين، يعني انهم عقلوا صحوا قاموا من الخدرة إلى الصحوة، قاموا منها: ﴿ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، والنذير على قول الجمهور ليس المراد به النبي وفقط بل النذير هو الشيب، النذير هو كل شيء انذرك عن الله، وذكرك به ولقائه، فاليوم الذي أتى الآن هذا نذير، والجمعة مرت هذا نذير، أو جاءت هذا نذير، الوقت نذير، بقاؤنا في الحياة الدنيا هذا نذير وحده، فهل نستحق البقاء الله اعطانا منحة منّة أن تبقى فهل نستحق، لنسائل انفسنا هذا، وليبق هذا السؤال خالدا في اذهاننا، وللعلم فهذا السؤال يشغلني لسنوات طويلة، ما الذي قدمناه، ما الذي فعلناه، ما الذي انتجناه، ما الذي صنعناه يمكن أن يبيض وجوهنا أمام ربنا، ولو قلنا فرضا دعك من الخلق، دعك من الأسرة، دعك من هذا وذاك، إذا ابيّض وجهك أمام الله فكل شيء هين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخـطبــة الثانــية:

ـ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[الحديد: ٢٨].

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل هدم الدين، والمسلمين، ولأجل أن لا تبقى، ولأجل إضعاف دينك، وعقيدتك، وهويتك، ومقدساتك، ويشتغلون الليل والنهار لأجل ذلك بكامل قوتهم، وإمكانياتهم فما الذي قدمناه نحن وما الذي عملناه: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾[الأنفال: ٧٣]، ومع هذا ليس لهم إلا الحسرة غير أن واجبنا الأخذ بالأسباب: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾[الأنفال: ٣٦].

- وهنا أذكر نموذجا فقد قرأت مرة لأحد الكتاب أنه كان في فندق في دولة من الدول الأجنبية وذكر أن في الفنادق هناك في تلك الدولة سماها يوجد في كل باب في الفندق أشبه بكاميرا تكشف من باب الباب فقال دقت علي امرأة وانا داخل الغرفة الذي انا مستأجرها فتكلمني تتحدث افتح فقال انا خفت على نفسي فأنا في بلد غريب، يمكن أن تدخل وتنحرني او من هذا القبيل، او تدينني بأعمال، او يدنوني بأمر لاعلاقة لي به، هذا في امر دنيوي، قال ويمكن أمر ديني ايضا ان تدخل فتريد به الفاحشة فقرر تجاهلها لا داعي لهذه المرأة، قال فبعد مدة من بقائها تطرق علي، الباب اقتربت من الباب فسمعتها بلغتها تتحدث ويفهمها قالت انا امرأة من الديانة الفلانية، ادعوك للدخول في ديني، وهي من من جماعة لا إله ولا كتاب، ولا أصل، ولا نبي لها، ولا نعرفها، وليست لهذه الديانة الا سنوات منذ نشأت، ومع هذا اصبح لهذا الباطل دعاة، وهمة جبارة لهذا الباطل، وامرأة، وتدعو غريبا عنها، وحتى في الفنادق، وتلح، وتكرر، وتصر… ثم في الأخير يقول وضعت لي كتبا، ومطويات واشياء من اوراق تعرفني عن دينها عند الباب وانصرفت، هذه امرأة تدعو لباطل بهذه الهمة، وكم من رجال في امتنا بل ملايين ربما غثاء كغثاء السيل، ما الذي فعلوه، ما الذي صنعوه لدينهم، هذه المرأة دينها دين باطل، ولا صحة له، ولا أصل له، وديننا دين حق وخير ورشد ورحمة للأمة بل للعالمين الإنس والجن ما الذي قد تمناه؟ وما الذي صنعناه؟ وما الذي فعلناه من اجله، وأي تـضحية؟.

الأعداء يشتغلون ونحن نائمون، ونريد النصر، والعزة، والتقدم، وهذا يتأوه من الوضع، وذاك يشكو لكن لم يفعل شيئا كالعجائز، إنها سنن الله، والله لا يحابي احدا ابدا؛ فهذا آدم نبيه عليه السلام لما اذنب ذنبا واحدا اخرجه من الجنة، ونحن إن فعلنا شيئًا اخرجنا، واصبح ديننا لا شيء، فلنتق الله، ولنسائل انفسنا السؤال الذي بدأت به خطبتي، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾[الأحزاب: ٥٦].
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

✍ - من إعداد الشيخ/عبدالله رفيق السوطي. #برنامج_دقيقة_المليون أخي: اعلم بأن اليوم فيه ١٤٤٠ ...

✍ - من إعداد الشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

#برنامج_دقيقة_المليون

أخي: اعلم بأن اليوم فيه ١٤٤٠ دقيقة، وأن الأذكار التي في الأدنى لا تستغرق(15) دقيقة -تقريباً- من وقتك أي نسبة ١% من وقـتك اليومي، فلا تبخل على نفـسك أن تشغلها بطاعة الله؛ فما خُلقت إلا لها...

🔭 *ملاحظة*:
*كل الأحاديث التي ستذكر في البرنامج صحيحة لا إشكال فيها على الإطلاق.*

💧 *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة {٥} مرات فتحصل على أكثر من {٧٠٠٠} حسنة، وهي رقية وشفاء.......

⏰➖ *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) (20) مرة سرداً وسراً، وقراءتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأتها (20) مرة فإنها تعدل القرآن (7) مرات ، ولو قرأتها كل يوم في دقيقة واحدة (20) مرة لقرأتها في الشهر (600) مرة ، وفي السنة (7200) مرة ، وهي تعدل في الأجر قراءة القرآن (2400) مرة.

💎- *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير {١٠} مرات أجرها كعتق أربع رقاب في سبيل الله من ولد إسماعيل.

💎- *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: لاحول ولا قوة إلا بالله أكثر من {٣٠} مرة، وهي كنز من كنوز الجنة.

🔶 *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع تقول: سبحان الله وبحمده {١٠٠} مرة، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وتغرس له مائة نخلة في الجنة، ويكسب ألف حسنة، ويحط عنه ألف خطيئة.

🌐 *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: سبحان وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته أكثر من {٣} مرات، وهي كلمات تعدل أضعاف مضاعفة من الحسنات.

🌴 - *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله {٣٣} مرة، تكون لك عددها غرسا في الجنة، وهي مفتاح الجنة.

🕰- *فـــــــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم {٣٣} مرة، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن ....

⏰ *فـــــــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر {١٠} مرات، وهذه الكلمات أحب الكلام إلى الله، وخير مما طلعت علية الشمس، وهذه الكلمات غراس الجنة، وكل واحدة منها صدقة...

🕰- *فـــــــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تستغفر الله أكثر من {١٠٠} مرة؛ فالاستغفار سبب للمغفرة، ودخول الجنة، والمتاع الحسن، وزياده في القوة، ودفع البلاء، وتيسير الأمور، ونزول المطر، والإمداد بأموال، وبنين.

🌷 *فـــــــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تصلي وتسلم على سيدنا محمد ﷺ {١٠} مرات؛ فيصلي عليك الله ﷻ مقابلها مائة مرة، وتحل لك شفاعة رسول الله ﷺ إذا التزمت بها صباحا ومساءً، وتكتب لك عشر حسنات، وتحط عنك عشر خطيئات، وترفع لك عشر درجات.

📌 *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تستغفر(30) مرة للمؤمنين وللمؤمنات فيكتب الله لك بكل مؤمن ومؤمنة حسنة، واحسب كم عددهم اليوم في العالم الإسلامي، وكم ستكون لك من حسنات.

🎯 *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقول: هذا الحديث { لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير } قال رسول الله ﷺ: (من قالها حينما يدخل السوق كتبت له ألف ألف حسنة- أي مليون حسنة-، ومحيت عنه ألف ألف خطيئة، ورفعه الله ألف ألف درجة).

⏲ *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تقرأ صفحة من القرآن الكريم، والحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها .....

🕰- *فــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أ تبكي من خشية الله فلا تمسك النار أبدا.

*فـــــــي دقـــــيــــقــــــة*
تستطيع أن تفعل الكثير من الخيرات (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)، والذكر يسير لمن يسره الله له؛ فلا يحتاج لوضوء، او مسجد... بل اذكره ﷻ قاعدا، وقائما، وماشيا، إذا أحبك الله شغلك بطاعته، وذكره، ومن أحب ربه اكثر من ذكره.

🔺وشبه إجماع: أن ذكر الله أحب وأفضل عمل بعد الفرائض.

➖وإذا أردت أن يذكرك ربك فاذكره، فكن أنت ذاك المنشغل بمولاه؛ فالدقيقة تمضي على كل مخلوق، غير أن أناسـًا تدخلهم الجنة، وآخرين تدخلهم النار، وكل ذلك بما عملوا فيها..!

والحمد لله رب العالمين.

#مقالات_متنوعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🌍- *#لمتابعة قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي "تليجرام" اشترك👇:*
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
...المزيد

معلومات

✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً