غطرسة الكافرين وعندما نستعرض المكر الكبار والمؤامرات العظام التي يحيكها الكافرون لأهل الإسلام؛ ...

غطرسة الكافرين


وعندما نستعرض المكر الكبار والمؤامرات العظام التي يحيكها الكافرون لأهل الإسلام؛ يتبين لنا مدى غطرستهم وتكبرهم، وفي المقابل يتضح لنا حجم خوفهم من الحق وأهله، فالمعسكرات والترسانات التي صارت تملأ الآفاق شغلها الشاغل ووظيفتها الكبرى هي الحرب على المجاهدين بصفتهم رأس حربة الحق، بل لم تعد الجيوش والحكومات تكتفي بنفسها أو تطمئن حتى تجمع معها في هذا الباب غيرها، فتقيم التحالفات وتتناسى خلافاتها -رغم اتساعها- من أجل حرب المجاهدين ولو كانوا نفرا يسيرا، قليلٌ عددهم، هزيلةٌ عُدَّتهم.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جفاءً"
...المزيد

تحرر من أسرك أيها القابع بين براثن الجاهلية فيا أيها الغافل القابع بين براثن الجاهلية تنبّه من ...

تحرر من أسرك أيها القابع بين براثن الجاهلية


فيا أيها الغافل القابع بين براثن الجاهلية تنبّه من رقدتك وتحرّر من أسرك فما زالت الهجرة ماضية، ويا أيها القاعد المتثاقل إلى الأرض انهض فما زال الجهاد ماضيا وأبوابه مشرعة، واحذر أن يفوتك الركب فتكون مع الخوالف، فإن الأزمان لا تشاوِر.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 501
"جدِّدوا الهجرة"
...المزيد

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا ...

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب


يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا وبهتانا للسلف ونصرتهم لطواغيت العرب.

فهل تعلم أن هنالك جامية "سلفية" في إيران يدعون للسمع والطاعة لخامنئي، وفي العراق يدعون للسمع والطاعة لرؤساء الرافضة المتعاقبين في بغداد، وفي أمريكا يدعون للسمع والطاعة لبوش ومن أتى بعده!!!

وهنالك جامية على المذهب الصوفي والإخواني، ففي روسيا الصوفية يدعون للسمع والطاعة لبوتين، وفي الصين يدعون للسمع والطاعة للرئيس الشيوعي، وفي بريطانيا وعدة دول يدعو الإخوان المرتدون للسمع والطاعة للدول التي هم فيها!!

وهنالك الجامية القواعدجية التي تدعو للسمع والطاعة لحركة طالبان الوطنية التي طردتهم لاحقا!

وهنالك الجامية الهتشية التي تدعو للسمع والطاعة لطاغوت سوريا الجديد! ومن سماتهم؛ ما رآه الطاغوت حسنًا ولو كان كفرًا زيَّنوه، ولو حرَّم الطاغوت شعيرة إسلامية أجازوه.
...المزيد

ثمن باهظ لكل قضية نبيلة ضريبة تُدفع وثمن باهظ يُبذل، مهما سمت تلك القضية التي نؤمن بها ونعيش من ...

ثمن باهظ

لكل قضية نبيلة ضريبة تُدفع وثمن باهظ يُبذل، مهما سمت تلك القضية التي نؤمن بها ونعيش من أجلها، فلا يمكن لراياتها أن تعلو ولبنيانها أن يشمخ ويرتفع إلا بوجود وقود يذكيها ويشعل جذوتها، وكفاح وبذل يترجم صدقها وصدق حامليها، ولا قضية أنبل وأعظم من التوحيد، وهو ليس مجرد كلمة تقال، بل هو حقيقة ذات تكاليف، وأمانة ذات أعباء تحتاج إلى جهد ومصابرة واحتمال.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

فلله دركم يا أجناد الخلافة لله دركم أيها الغرباء، في زمن التيه والخذلان والضياع، ونخص منكم أجناد ...

فلله دركم يا أجناد الخلافة

لله دركم أيها الغرباء، في زمن التيه والخذلان والضياع، ونخص منكم أجناد غرب ووسط إفريقية، بارك الله تعالى فيكم وفي جهادكم، وجزاكم الرحمن عنا وعن المسلمين خير الجزاء، كنتم خير من لبى النداء، فأتاكم النصر والتأييد من رب السماء فاحمدوا الله الكريم يا أجناد الخلافة على نعمه التي غمرتكم وشفت صدور قوم مؤمنين، قال الله تبارك وتعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.

فاحمدوا الله الكريم على نعمه، واعلموا وفقكم الله، أننا لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلا تغتروا بما فتح الله تعالى عليكم، وتبرأوا من حولكم وقوتكم، وجددوا نواياكم، وأصلحوا طواياكم، وتواضعوا لمن حولكم، وكونوا درعا للمسلمين، وارفعوا عنهم ظلم الطغاة الحاقدين.


• مقتبس من كلمة الشيخ أبو حمزة القرشي
{ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

#محرقة_المعسكرات
...المزيد

همم الصحابة وذكر ابن المبارك رحمه الله في كتابه الجهاد عن خالد رضي الله عنه قوله: "ما من ليلة ...

همم الصحابة


وذكر ابن المبارك رحمه الله في كتابه الجهاد عن خالد رضي الله عنه قوله: "ما من ليلة يُهدى إلي فيها عروس أو أبشّر فيها بغلامٍ، أحبَّ إليَّ من ليلةٍ شديدةِ البردِ كثيرةِ الجليدِ في سريَّة أُصبِّحُ فيها العدو"، وذلك عمير بن الحمام لم تمهله همته حتى يأكل تميرات رآها عائقا عن الاستشهاد!، والأمثلة على علو همم الصحابة في الجهاد لا تكفيها الصفحات ولا تحيط بها الكلمات.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [502]
"طلاب المعالي"
...المزيد

مُفترق طُرق إن مسلسل التبديل والانحراف في الأوساط الجهادية، يقيم الحجة على هؤلاء الخصوم، ويضع ...

مُفترق طُرق


إن مسلسل التبديل والانحراف في الأوساط الجهادية، يقيم الحجة على هؤلاء الخصوم، ويضع كل فرد منهم أمام مفترق طرق؛ هل يتبع هواه وينكر البيّنات والحقائق والواضحات؟ أم يتبع الحق الذي حصحص وبان، فيكثّر سواده ويعذر إلى ربه قبل فوات الأوان.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [503]
"حصحص الحق!"
...المزيد

قوَّة الصِّينيِّين، نمر من ورق! إِنَّ سبب تَجَرُّؤ الصِّينيِّين المشركين على المںںںـلمين في ...

قوَّة الصِّينيِّين، نمر من ورق!

إِنَّ سبب تَجَرُّؤ الصِّينيِّين المشركين على المںںںـلمين في تركستان الشَّرقيَّة هو تَرك الجهاد في سبيل الله، وخذلان الحركات المنتسبة للإسلام عن نصرتهم، وتعاون المرتدِّين العرب والعجم مع الصِّينيين.


فيا إخواننا في تركستان، إِنَّ الطُّرق السِّلميَّة التي يُخدعكم بها المنافقون والجبناء، لن تُوقِف المجرمين الصِّينيين، بَل بِإسالة دمائهم في شوارع بكين وضرب اقتصادهم في شنغهاي، وتڡْجير التَّجمُّعات الحكوميَّة الشُّيوعيَّة التي تملأ البلاد.
...المزيد

سنن الله في أهل الباطل إن انتفاشة أهل الباطل واغترارهم بما في أيديهم من وسائل البطش، ليست ببدع ...

سنن الله في أهل الباطل


إن انتفاشة أهل الباطل واغترارهم بما في أيديهم من وسائل البطش، ليست ببدع من أمرهم وما هي بجديد عليهم، بل هي طريقة متبعة سار عليها أسلافهم من المبطلين الذاهبين جُفاءً، الذين مضت عليهم سنن الله التي لا تتحول ولا تتبدل، وستمضي على هؤلاء الأخلاف حتى يلاقوا ما لقي أسلافهم من الأخذ والعقوبات الربانية، بعذاب من عند الله أو بتسليط أوليائه عليهم.

مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جفاءً"
...المزيد

سلسلة سؤال وجواب (1) ما معنى "لا إله إلا الله"؟ - وكم أركانها، وما هي؟ ومتى ينتفع الإنسان ...

سلسلة سؤال وجواب (1)


ما معنى "لا إله إلا الله"؟ - وكم أركانها، وما هي؟
ومتى ينتفع الإنسان بقول "لا إله إلا الله"؟


- أولاً: قال الله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [محمد: 19]
ومعناها: لا معبود بحق إلا الله.


- ثانيًا: عدد أركانها:
لها ركنان:

1 - (لا إله): نفي
2 - (إلا الله): إثبات


- ثالثًا: متى ينتفع بها:

ينتفع الإنسان بقول لا إله إلا الله إذا:

1 - عرف معناها.
2 - وعمل بمقتضاها.
...المزيد

الباطل لا يُزهقه إلا الحق ومعلوم أن الباطل لا يزول بالباطل ؛ فلا يزول بالسلمية وشعاراتها، ولا ...

الباطل لا يُزهقه إلا الحق


ومعلوم أن الباطل لا يزول بالباطل ؛ فلا يزول بالسلمية وشعاراتها، ولا الوطنية وراياتها، فضلًا أن يزول بتقليده ودخول جحره! وكذلك لا يزول بالتماهي، أو التهاون، أو الالتقاء معه في منتصف الطريق كما هو شأن الجماعات المࢪتدّة؛ ولا يزول الباطل بالمحاورات، وأوهام "التقارب والتعايش" التي لا تحرق سوى أصحابها، كما لا يزول الباطل بإحلال مثله أو أشدّ منه محله!، فهذا كله مناقض للسنن الشرعية والكونية، ومخالف للعقول والفطر السويّة.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جفاءً"
...المزيد

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (4) لِأخبار الفتن والملاحم التي تقع آخر الزمان أهمية كبيرة ...

وقفات عند أحاديث الفتن والملاحم (4)


لِأخبار الفتن والملاحم التي تقع آخر الزمان أهمية كبيرة عند المسلمين، وذلك لارتباطها بقيام الساعة التي هي أكبر وأخطر حدث في العالم، وكذلك لاحتواء هذه الأخبار على بشارات بالخير الذي يجب أن يحرصوا عليه، وإنذار من الشرور التي يجب أن يحذروها ويتجنبوها.


• بل الساعة موعدهم

أما من حيث ارتباط هذه الأخبار بقيام الساعة، فإن السؤال عن موعدها من أكبر الأسئلة التي تشغل أذهان الناس، ويسعون جهدهم لتحصيل الإجابات عن ذلك من أنبيائهم، قال جل جلاله: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب: 63]، فالله -عز وجل- قد حجب موعدها عن كل خلقه بما فيهم الأنبياء، عليهم السلام، ولم يطلعهم إلا على أمارات وشرائط تنبئ باقترابه، فكانوا يبلغون عن تلك الأمارات كلما سئلوا عنها، كما في حديث جبريل، قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها) [متفق عليه]، وكذلك ورد هذا على لسان نبي آخر من الأنبياء في قصة الإسراء والمعراج، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى قال: فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها، فردوا الأمر إلى موسى فقال: لا علم لي بها فردوا الأمر إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلمها أحد إلا الله ذلك وفيما عهد إلي ربي -عز وجل- أن الدجال خارج قال: ومعي قضيبان فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص قال: فيهلكه الله حتى إن الحجر والشجر ليقول: يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله قال: فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم قال: فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج...) [رواه أحمد].
وعلى هذا سار الصحابة الكرام في تبليغ أحاديث الفتن والملاحم عند سؤالهم عن الساعة، كما في الأثر عن يسير بن جابر، قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيري إلا:
"يا عبد الله بن مسعود، جاءت الساعة"، قال: فقعد وكان متكئا، فقال: (إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث ولا يُفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا -ونحاها نحو الشام- فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام، قلت: الروم تعني؟ قال: نعم...) [رواه مسلم].


• يدعون إلى الخير

وأما من دلالة الأنبياء والمرسلين أقوامهم على ما سيصيبهم في قابل الأيام من خير أو شر، فهو جزء مما أُمروا بتبليغه للناس لتبشيرهم وإنذارهم، كما قال، عليه الصلاة والسلام: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلَمه لهم، وينذرهم شر ما يعلَمه لهم) [رواه مسلم].

فمن تبشيرهم بالخير ودلالتهم أقوامهم عليه، ما كان من إخبارهم عن بعثته -عليه الصلاة والسلام- بعد أن أبلغهم ربهم -تبارك وتعالى- بذلك، كما قال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]، فأبلغوا هذا الأمر لأقوامهم، كما قال عيسى -عليه السلام- لقومه: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6]، ولذلك فإنه كان معروفا عندهم، ينتظرون خروجه، ويعلمون مآل دعوته مما بلغهم من الأنبياء عنه، وقد اعترف أحد كبرائهم وعلمائهم بذلك، وهو هرقل عظيم الروم، لما قال لأبي سفيان، رضي الله عنه: "إن يكن ما تقول فيه حقا فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي" [متفق عليه].


• قل إنما أنذركم بالوحي

ومن إنذارهم من الشر وتحذيرهم أقوامهم منه، تواتر أقوالهم على التحذير من فتنة الدجال، كما قال -عليه الصلاة والسلام- في شأنه: (إني أُنذركموه، وما من نبي إلا قد أنذره قومَه، لقد أنذره نوحٌ قومَه، ولكن سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور) [متفق عليه].

وهكذا نجد النبي -عليه الصلاة والسلام- يبادر بإبلاغ أصحابه بما هو كائن إلى قيام الساعة، كما في الحديث عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: "قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقاما، ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه" [رواه مسلم].

ونجد من اهتمام صحابته -رضي الله عنهم- بسؤاله عن ما يكون من خير وشر، فيجيبهم -عليه الصلاة والسلام- بما ينفعهم، كما في حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم)، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن)، قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها)، قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) [متفق عليه].

فكان الصحابة يتذاكرون أحاديث الفتن ويتدارسونها ويؤوِّلونها، كما في حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال: "كنا عند عمر، فقال: أيكم سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره، قالوا: أجل، قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن التي تموج موج البحر، قال حذيفة: فأسكت القومُ، فقلت: أنا، قال: أنت لله أبوك..." [رواه مسلم]، وفي الحديث أيضا قول حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر، قال عمر: أَكَسراً لا أبا لك، فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قلت: لا بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط.

وهكذا وجدنا اهتمام أتباع الصحابة من أهل السنة والجماعة بهذا الباب من العلم، يسألون عنه، ويتدارسونه، ويعلِّمونه للناس، ويصنفون فيه الكتب والرسائل، فهم يسألون عن الخير ليكونوا من أهله، ويسألون عن الشر ليتَّقوه، ويتجنبوا أهله، ويعلموا حكم الله فيهم، ويسألون عن أشراط الساعة إيمانا بها، وتصديقا لموعود رسولهم بظهور علاماتها، وطلبا لإرغام من كفر بوقوعها.

وكذلك وجدنا منهم إسقاطا لأخبار الغيب على ما يجدونه أمامهم من وقائع وطوائف وأعيان، والاجتهاد في الحكم عليها وفق ما يرونه من قرائن تتيح لهم إطلاق تلك الأحكام.

وفي الوقت نفسه نجد على امتداد التاريخ من أراد إسقاط أخبار الفتن والملاحم على الواقع من غير هدى ولا كتاب منير، وقد سبب ذلك كثيرا من المصائب التي حلت بالمسلمين على امتداد تاريخ المسلمين.

وسنسعى في الحلقة القادمة من هذه السلسلة إلى بيان بعض الأوجه التي طبَّق فيها السلف أخبار الفتن والملاحم على واقعهم بمنهاج أهل السنة والجماعة، ثم سنبين -بإذن الله- بعض الحالات التي تم إسقاط أحاديث الفتن والملاحم على الوقائع والطوائف والأعيان بمناهج بدعية أودت بأتباعها إلى الضلال، والله الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 110
الخميس 26 ربيع الأول 1439 ه‍ـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً