حاجة المسلم للتربية الأمنية تهدف التربية الأمنية إلى تنشئة الفرد المسلم أمنيّا وتنمية الحس ...

حاجة المسلم للتربية الأمنية

تهدف التربية الأمنية إلى تنشئة الفرد المسلم أمنيّا وتنمية الحس والوعي الأمني لديه مبكرا، أي إنها تتعلق ببدايات هذا الفرد، سواء كان شبلا في مخيمات الأهوال، أو ناشئا في معاهد إفريقية والصومال، أو فتيّا متوثّبا في أرياف الشام، أو جذوة متقدة فوق قمم خراسان، أو حتى جلدا صبورا في عراق الإيمان؛ وسواء كان هذا الفرد مهاجرا للتو حطّ رحاله في أرض الجهاد، أو مجاهدا فاتته التنشئة الأمنية، فلزمه أن يجلس مجالسها ويقصد ميادينها ليعاد تأهيله أمنيا ولو بالحدّ الأدنى الذي يبلّغه مهامه، ويحقق له مقصود جهاده ويقيه شرور أعدائه.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [499]
"التربية الأمنيَّة"
...المزيد

السبيل إلى السيادة والريادة إنّ الواقع المر الذي يحياه المسلمون اليوم يتطلب صناعة رجال ذوي همم ...

السبيل إلى السيادة والريادة

إنّ الواقع المر الذي يحياه المسلمون اليوم يتطلب صناعة رجال ذوي همم عالية وعزائم ماضية لا تلين ولا تستكين، لا تعرف للراحة طعما، ولا إلى الدعة سبيلا، قد أيقنوا أن الجنة حُفت بالمكاره فلا مناص عنها، وأدركوا أن العزة والغلبة والرفعة والمهابة وكل معالي الأمور لن تُنال إلا عندما تعلو الهمم فوق ذرى الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، عندها وحسب يعود المسلمون إلى السيادة والريادة كما كانوا.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [502]
"طلاب المعالي"
...المزيد

تحت حِراب الدجال! ولعل من معالم خذلان هذا النظام أنه ما خطا خطوة إلا انتكس بدلا منها عشرة، فلم ...

تحت حِراب الدجال!

ولعل من معالم خذلان هذا النظام أنه ما خطا خطوة إلا انتكس بدلا منها عشرة، فلم تمض سوى أيام على إطلاق هويته البصرية الجاهلية التي أرادها رمزا لـ "سوريا موَّحدة" وإذْ بشبح "التقسيم" يطل برأسه من السويداء التي لعب فيها الجولاني -فجأة- دور المخلّص للدروز من "فزعة" سكان الأرض الأصليين، بعد أن ورطهم في معركته السياسية ثم تركهم وحدهم تحت شعار: "إن غابت عصائبنا حضرت عشائرنا"، فماذا كان مصير "العشائر" غير الحصار والخذلان والتهجير؟! خدمة للمشروع اليهودي الذي يزدهر كثيرا في حقبة الجولاني المتشبّث بالحكم ولو تحت حِراب الدجال!


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [506]
"رعاة خنازير الإفرنج!"
...المزيد

الطائفة المخدوعة فالخدعة الكبرى لكثير من [المنتسبين إلى الإسلام والسنة هي أنهم] يحسبون أنهم في ...

الطائفة المخدوعة

فالخدعة الكبرى لكثير من [المنتسبين إلى الإسلام والسنة هي أنهم] يحسبون أنهم في دين الله تعالى بينما هم في الحقيقة في دين الملك، [بغض النظر عن مسألة هل هم معذورون أو غير معذورين، فهذه مسألة فيها تفصيل فقهي].

والخدعة الكبرى عند المنتسبين لمذهب الشيعة يحسبون أنهم في ديانة الله تعالى بينما هم في الحقيقة في دين الرجال من مراجعهم [وكبرائهم] يُشرِّعون لهم فيحللون ويحرِّمون من دون الله تعالى فيتبعونهم، وقد حذَّرنا الله تعالى من [حال] اليهود والنصارى الذين اتبعوا علماءهم في التحليل والتحريم من دونه [-سبحانه-] فكانوا بذلك مشركين كما وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم، بقوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، وقال الله تعالى أيضًا محذرًا من طاعة العلماء والزعماء على غير هدى: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} [الأحزاب:67].


مقتبس من:
مسودة لكلمة لم تنشر عن إيران وأمريكا
لشيخ المجاهدين أسامة بن لادن -تقبله الله تعالى-
...المزيد

الدروز أحباب اليهود في الجانب الشرعي، فإن الدروز طائفة باطنية كافرة تتقاسم مع اليهود العداء ...

الدروز أحباب اليهود

في الجانب الشرعي، فإن الدروز طائفة باطنية كافرة تتقاسم مع اليهود العداء والحقد على المسلمين وليس لها من الإسلام اسم ولا رسم، وهي طائفة معادية محاربة قبل خلافها المناطقي مع نظام الجولاني وأنصاره، وقد عالجت الدولة الإسلامية مبكرا ملف الدروز بحكم الله تعالى، فأعملت سيوفها فيهم قتلا وتشريدا، فكان أنصار الجولاني وأشباههم أول من أنكر واستنكر، وعدّوا ذلك "اعتداء على حرمة الدم السوري!"، بينما صاروا اليوم ينعتون الدروز بالعمالة والخيانة لليهود في خصومة سياسية بحتة ليس للدين فيها نصيب!


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [506]
"رعاة خنازير الإفرنج!"
...المزيد

ممر داود "ممر داود" الذي حلمت به دويلة يهود منذ نشأتها، بدا أكثر نضجا في عهد الجولاني الذي ...

ممر داود


"ممر داود" الذي حلمت به دويلة يهود منذ نشأتها، بدا أكثر نضجا في عهد الجولاني الذي يعاني من "متلازمة الخيانة" حتى بات كثير من أصدقائه الثوار يتهامسون في خلواتهم ويتخافتون فيما بينهم: "هل يكون نظام الجولاني أكثر خدمة لليهود من نظام الأسد؟"، لقد جاءت مخاوف هؤلاء بعد إدراكهم أنّ ما يمليه اليهود والصليبيون على النظام السوري في المحافل الدولية في باريس وأذربيجان وغيرها، يقابله الجولاني بـ: "نعم سيدي!"


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [506]
"رعاة خنازير الإفرنج!"
...المزيد

خنازير الإفرنج دعوة إلى الله، نخاطبك أيها الجهادي المرتاب، أليس ما يجري ردة صريحة ومظاهرة للكافر ...

خنازير الإفرنج

دعوة إلى الله، نخاطبك أيها الجهادي المرتاب، أليس ما يجري ردة صريحة ومظاهرة للكافر "الصهيوصليبي" -كما تسمونه- على المسلم المجاهد المرابط على ثرى شام الكرامة والإباء؟ فهل أسلمتم "الصهيوصليبية" أم كفّرتم الدولة الإسلامية؟ ما الفرق بين تبعية الطاغوت الجولاني لـ "الصهيوصليبية العالمية" وتبعية بقية طواغيت الحكم لها؟! أحرام على ابن زايد والسيسي وجيوشهم؟! حلال للجولاني وجيشه؟!


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [506]
"رعاة خنازير الإفرنج!"
...المزيد

رسالة لحكام الخليج ٢ إن المنهج الذي تلزمه جملة الحكومات المنتسبة لأهل السنة هو منهج لا صلة له ...

رسالة لحكام الخليج ٢

إن المنهج الذي تلزمه جملة الحكومات المنتسبة لأهل السنة هو منهج لا صلة له حقيقة بالإسلام فهم يحكمون بأهوائهم لا بشرع الله [ويناقضون الالتزام بــ«لا إله إلا الله» مناقضة ظاهرة جلية]، وهذا كفر أكبر مخرج من دائرة الإسلام، وهم يدلسون على الناس ويغالطونهم، فيجب التبرؤ منهم ومعاداتهم.

كما أن زعامة طائفة الشيعة في إيران وغيرها وإن كان قادتهم ومرجعياتهم الدينية يتمسكون ببعض الهدي الظاهر لأهل الإسلام [وينطقون باسم الإسلام] إلا أن الكلمة العليا [في الحقيقة] وعلى أرض الواقع في إيران ليست لله تعالى وإنما هي -في التحليل والتحريم- لهؤلاء الزعماء.


مقتبس من:
مسودة لكلمة لم تنشر عن إيران وأمريكا
لشيخ المجاهدين أسامة بن لادن -تقبله الله تعالى-
...المزيد

توقُّوا هذه الخمس ◾ قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "مَنْ وُقِيَ خَمْسًا فقد وُقِيَ شَرَّ ...

توقُّوا هذه الخمس

◾ قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
"مَنْ وُقِيَ خَمْسًا فقد وُقِيَ شَرَّ الدنْيَا وَالآخِرَةِ: العُجْبُ والرِّيَاءُ والكِبْرُ والْإِزْرَاءُ والشَّهْوَةُ". [حلية الأولياء]

▪ 1 العُجْبُ:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلَّلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [متفق عليه]. قال القرطبي: "إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال مع نسيان نعمة الله" [فتح الباري].

▪ 2 الرِّيَاءُ:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (من سمَّع سمّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به) [متفق عليه]. قال النووي: "ومعنى: (من راءى) أي: من أظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم، (راءى الله به) أي: أظهر سريرته على رؤوس الخلائق" [رياض الصالحين].

▪ 3 الكِبْر:
قال -صلى الله عليه وسلم- (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ... الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ) [رواه مسلم]. قال النووي: "ومعناه -أي غمط الناس-: احتقارهم.. أما بطر الحق: فهو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا" [المنهاج].

▪ 4 الْإِزْرَاءُ:
ومعناه تحقير واستنقاص الغير والتقليل من شأنهم، وتصغير الشيء والتهاون به، قال -صلى الله عليه وسلم-: (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) [رواه مسلم].

▪ 5 الشَّهْوَةُ:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) [متفق عليه]. قال ابن تيمية: "المتبعون لشهواتهم من الصور والطعام والشراب واللباس، يستولي على قلب أحدهم ما يشتهيه حتى يقهره ويملكه ويبقى أسيرا" [مجموع الفتاوى].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 508
السنة السابعة عشرة - الخميس 20 صفر 1447 هـ
...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-: "ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-:
"ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي، فإنه ليس بين آدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل. وإن كان حلمه يسع الذنوب، إلا أنه إذا شاء، عفا، فعفَّى كل كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ باليسير. فالحذر الحذر!".
[صيد الخاطر]
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 508 الافتتاحية: • عراق المراغمة عقدان أو يزيد لم توقف ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 508
الافتتاحية:

• عراق المراغمة

عقدان أو يزيد لم توقف فيهما الحكومات الرافضية المتعاقبة على العراق حملاتها بحثا عن الأمن المفقود، بينما يعيش مبدِّدو أمنها فصولا متتابعة من الجهاد والعطاء، لم يكلّوا ولم يملّوا رغم طول الطريق وشدة الخذلان وكثرة المناوئين وثقل المحنة التي ناءت بحملها الجبال، وحملها أولئك الأبطال الذين هضمت الأمة حقهم وتواصى الجميع بحربهم.

ونحسب أنهم كانوا قطب الرحى في إشعال جذوة الجهاد الأصيل الذي غيّر وجه المنطقة وغزا العالم، ودشّن عصرا جديدا من المراغمة والمفاصلة، بعد أن كاد الجهاد يضيع بين مشاريع الضرار الإخوانية والمتأخونة التي أرادوها بديلا لمشروع الدولة الإسلامية والخلافة على منهاج النبوة.

وخلافا لانتصاراتهم الكثيرة، انتصر أجناد العراق في موقعتين ضمن حروب المراغمة، كان لهما بالغ الأثر في حفظ مسيرة الجهاد من الزيغ والانحراف؛ الأولى كانت على "صحوات باتريوس" في العراق، والثانية على "صحوات توماس" في الشام، وبين هذه وتلك كادت صورة الجهاد النقي أن تختفي وتضمحل بين نموذجي "الضاري" و "الجولاني" لولا أنّ الله هيّأ له من يصونه ويحرسه، وهذا يحسب لأجناد العراق الذين تمالأ المنافقون قديما وحديثا على محاربة مشروعهم، فخيّب الله سعيهم وكشف سوأتهم وصاروا مضرب المثل في الخيانة والانتكاس، وتأمل عندما تذكر الخيانة والانتكاس، من يتبادر إلى ذهنك؟

ومع كل ما يحيط بهم، لم يحد أجناد العراق عن دربهم، صُبُر أباة يكابدون من المحن أشدّها ومن الظروف أمرّها، وثمرات جهادهم ما تزال تتصدر ميدان الصراع العالمي بين الإسلام والكفر، واذكروا إنْ شئتم يوما واحدا خلا من تقارير العدو، تحذّر وتنذر من أجناد العراق.

إنْ حضروا ارتعدت فرائص الأعداء وعاد الرافضة والصليبيون شركاء حلفاء، وإن غابوا لم تغب آثارهم ولم ينس الرافضة فعالهم فعكفوا يتذاكرونها في لطميات لا تنتهي، تحسب لهم أمريكا ألف حساب ووفقا لمقياس خطرهم تؤقّت جداول الانسحاب، ويشارك اليهود الملاعين في حربهم مكرا وتجسُّسا من وراء حجاب، لقد نُصروا بالرعب حقا ولا عجب بعد أنِ اقتفوا هدي نبيهم وساروا عليه، ووالوا وعادوا فيه، وعاشوا وقتلوا تحت لوائه، ولم يبالوا بكل من ناوأهم.

قوافل شهدائهم ماضية، ومحن أسراهم في السجون لا يضاهيها محنة ومعهم ذووهم الكرام البررة المغيبون عن ذاكرة الأمة، وجلَد جنودهم في القفار والوديان لا يطيقه الرجال، ولولا الموانع لسردنا ما تشيب له مفارق الرأس من الأهوال، ومع ذلك لم يتهاونوا في دينهم، ولم يبخلوا على أمتهم ولم يبادلوها الخذلان بالخذلان، يستعذبون الموت في سبيل الله تعالى، ويقدّمونه على التنازلات والمساومات، شعارهم التجلُّد خير من التبلُّد، والمنية خير من الدنيا، صمتوا ولم تصمت بنادقهم بعيدا عن عدسات الإعلام في ثبات ملحمي لم تُحط به الطبقات ولا سير الأعلام، وعذرا أجناد العراق فمؤرّخو زماننا لم يعتادوا سوى تأريخ النكبات والخيانات، لا المفاخر والمكرمات، أما الملائكة الكرام فقد فعلوا، فأبشروا وقروا عينا فوارس العراق، فما عند الله خير وأبقى.

شكّلوا نواة جيوش الفتح التي انطلقت قبل أكثر من عقدين وشيّدت صرح المشروع المقدس الذي اجتمع الروم والفرس والمنافقون على حربه منذ أول يوم أُسس فيه على التقوى، وما زال الكافرون والمنافقون يتواصون بحربه حتى هذه اللحظة، بينما واصلت جيوش الفتح طريقها منذ ذلك الحين لم تذل خيولها حتى وصلت سنابكها بلاد إفريقية وخراسان وما زالت مسيرتها ماضية بفضل الله تعالى.

تتسابق الجيوش والحكومات على مطاردة جنودهم قبل قياداتهم، وتُفتح قنوات التنسيق بين أجهزة المخابرات إنْ وردت إشارة ساخنة عن أحدهم، وتطير الوكالات والقنوات بنبأ مقتل عراقي في نزال، وأسر عراقي في إنزال، كأنّ أجناد العراق مادة الرعب ومنتهى الإرهاب الذي يحاول كل هؤلاء عبثا الخلاص منه وهيهات.

لأجل ما سبق، يتعرض مسلمو العراق لأبشع الجرائم الرافضية في السجون والمخيمات المنسية، وسط تغييب إعلامي ممنهج يمارسه إعلام الدجال، وهو نهج مقصود غير مستغرب، لكن ما يكرّسه ويفاقمه تجاهل عامة المسلمين لجرح إخوانهم في العراق كأنهم لا يرون فيه بأسا، مع أنّ ما فيه يفوق ما في كثير من الجراح مجتمعة، لكن الأحرار لم يعتادوا النواح والشكوى ولو بقوا في المحنة مئة عام! نتحدث بلسانهم لا نيابة عنهم، فمن ينوب عن هؤلاء ومن يطيق ما يطيقون؟

إننا نذكّر المسلمين بنصرة إخوانهم أهل العراق تحت مظلة الإسلام الذي يوجب عليهم ذلك، وتيقنوا أن من خذل أهل العراق لن ينصر أهل فلسطين، ومن باع بغداد الرشيد لن يشتري الأقصى.

ولأنه يُبتلى المؤمن على قدر دينه، فقد جاءت المحنة العراقية على قدر الجهد الذي بذله مجاهدو العراق في حفظ مسيرة الجهاد وتدويله وإخراجه من قمقم السواتر والحدود، وردفه بالرجال والمال، وقبل ذلك أطره على منهاج النبوة الذي انتصر على مناهج التمييع والترقيع التي اخترقت ساحات الجهاد وأنتجت مسوخا جهادية وخلائط منهجية لم تعرفها القرون المفضلة.

وإنّ لفوارس العراق حبا في قلوب المؤمنين، وغيظا ورعبا في قلوب الكافرين، وحسدا وحقدا في قلوب المنافقين، وما ذلك إلا لشدتهم على الكافرين وتقديمهم مصلحة العقيدة على كل المصالح الموهومة، ووقوفهم سدا في وجه المؤامرات التي تستهدف العقيدة والجهاد، حتى صار أجناد العراق مضرب المثل في الولاء والبراء، نحسبهم والله حسيبهم.

وننتهز الفرصة لنخاطب أجناد العراق خطاب الأخوة الإيمانية، ونرسل إليهم تذكيرا ووصية، فخذوها عنا واسمعوا وتدبروا بشارة ربكم لمن سبقكم: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}، لن يضيّعكم الله يا فوارس العراق، ولن يتركم أعمالكم سبحانه، لن يضيّع إيمانكم وصبركم وتضحياتكم قديما وحديثا سرا وعلانية، وحسبكم أنكم كنتم أهل السبق إلى الجادة، وها أنتم اليوم أهل الصبر والمراغمة، فهنيئا لكم السابقة وهنيئا لكم اللاحقة، فالثبات الثبات والاحتساب الاحتساب، ونسأله تعالى لنا ولكم حسن العاقبة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 508
السنة السابعة عشرة - الخميس 20 صفر 1447 هـ
...المزيد

اسم الله (الغني) تكملة للكلام عن أسماء الله جل وعلا، نتدبر في هذا المقال اسم الله ...

اسم الله (الغني)


تكملة للكلام عن أسماء الله جل وعلا، نتدبر في هذا المقال اسم الله (الغني).

قال تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [يونس: 68] هذا الاسم من أسماء الله تعالى، يظهر جانباً من عظمة الله -تعالى- القائم بنفسه القيوم على عباده، فلله -سبحانه- الملك التام، وله خزائن السماوات والأرض، وهو على كل شيء قدير، وعباده لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وليس لله منهم شريك في ذرة من خلقه، ولا حاجة به إلى عون من مخلوقاته فقد استغنى الله -تعالى- عنها، هو الذي خلقها، وبقاؤها مفتقر إليه، هو الذي يدبر أمرها ويصلح شؤونها، لا يملك المخلوق لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله، كما أن إحسان الطائعين لا ينفع الله شيئاً ومعصية المسيئين لا تضر الله شيئاً، بل الطاعة تنفع صاحبها والمعصية تضر فاعلها، كما علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نقول في دعائنا: (ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، أي لا ينفع صاحب الغنى غناه وإنما ينفعه فضل الله ورحمته، وتنفعه طاعته إذا تقبلها الله عز وجل، والذي يوفق الطائعين هو ربهم ذو الفضل العظيم، والذي يضل الظالمين هو ربهم الحكيم العليم سبحانه، قال تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الزمر: 7]، فالله -تعالى- غني عن عباده ولكنه -سبحانه- يجازيهم بأعمالهم، فيرضى عن المتقين ويثيبهم ويغضب على الكافرين ويعاقبهم.


• من كمال غناه سبحانه وتعالى:

أنه ما اتخذ صاحبة أي زوجة ولا ولداً، فهذان إنما يحتاجهما العباد الضعفاء الفقراء إلى الله المحتاجون إلى من يؤنسهم ويعينهم في قضاء حاجاتهم، قالت الجن: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدً} [الجن: 3]، جد ربنا أي غناه سبحانه.

وحاجة العباد إلى الله -تعالى- دائمة مستمرة، لا غنى بهم عن رحمة الله وعونه طرفة عين، يستجيب دعاءهم ويكشف ضرهم ويهدي بفضله ورحمته من يشاء منهم صراطه المستقيم في الدنيا، ويهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم.

ومن غناه -سبحانه- أنه لم يلد ولم يولد، وأنه هو الأحد الصمد الذي استغنى عن الطعام والشراب وسائر ما يحتاج إليه الخلق.

ويخبرنا الله -سبحانه- عن غناه وعن امتنانه علينا فيقول: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} [النجم: 48]، أي هو -سبحانه- الذي يغني عباده ويملكهم أنواع المقتنيات.

وقال -تعالى- مذكراً لعباده بحقيقة افتقارهم إليه غاية الفقر، لا يستغنون عن فضله ورحمته ولطفه ومعونته وتدبيره لأمورهم طرفة عين ولا أقل من ذلك، وهو -سبحانه- الغني الغنى التام المطلق، ولا يشغله غناه عن حاجات خلقه وقيامه بشؤونهم، ولذلك هو -تعالى- الحميد أي المحمود على أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأفعاله، التي منها اسمه الغني وصفة الغِنى وأنه المغني لعباده الذي يربيهم التربية العامة ويربي أولياءه الصالحين التربية الخاصة.


• سنة الاستبدال وعلاقتها باسم الله الغني:

وقد بين الله -تعالى- لخلقه كمال غناه، بأنه قادر على أن يذهبهم ويأتي بمن يخلفهم، كما جاء بهؤلاء المخاطبين من آبائهم، {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام: 133].

وهو -سبحانه- مع غناه رحيم، ومن رحمته أنه أنذر من لم يلبِّ دعوة الإنفاق في سبيله فسيستبدله بمن لا يكون مثله في التقصير في طاعة الله، {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38].
وأنذر -سبحانه- عباده المؤمنين حاثاً لهم على مواصلة طريق الجهاد لنصرة دين الله أنه غني عن جهاد المجاهدين، وأن من يجاهد فإنما يجاهد لنفسه كما قال سبحانه: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 6]، وأن من ارتد عن دينه أو قعد عن نصرته فإن الله -تعالى- سوف يستبدل به غيره، يكونون على ما يحب الله من الصفات، فيجعل لهم الغلبة على أعدائه، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ


فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54]، فالله -تعالى- غني وذو فضل عظيم يؤتيه من يشاء على مقتضى حكمته وعلمه بمن يستحق ذلك.


الذي أغناك -سبحانه- يأمرك بالإنفاق:

ومن حكمة الله -تعالى- أنه حين يأمر عباده بالإنفاق في سبيله يذكرهم بأن هذا الرزق من عنده {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]، فتطيب نفوسهم ويذهب الشح عنهم خاصة وأن ربهم الغني -سبحانه- يعدهم بالخلف الحسن: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] .

قال ابن جرير في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]، "واعلموا أيها الناس أن الله -عز وجل- غنيٌّ عن صدقاتكم وعن غيرها، وإنما أمركم بها وفرضها في أموالكم رحمة منه لكم ليغني بها عائلَكم ويُقَوِّيَ بها ضعيفكم، ويجزل لكم عليها في الآخرة مثوبتكم، لا من حاجة به فيها إليكم".

وقرن الله -عز وجل- اسمه الكريم باسمه الغني في قوله: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [سبأ: 40] أي غني عن أعمال من يكفر به، وهو -سبحانه- كريم عمَّ خيرُه الكثيرُ المؤمنَ والكافرَ في الدنيا، ومن يشكر نعم الله يكرمه الله بزيادتها ومباركتها، وهو -سبحانه- واسع العطاء، وحتى نفهم سبب اقتران اسم الغني بالكريم، نتذكر أن كثيراً من الناس يقترن الغنى عندهم باللؤم، وقد تعالى الله عن ذلك فله -سبحانه- المثل الأعلى، أي الوصف الأعلى فهو الغني الكريم.


هو الغني سبحانه:

ويصف الله -عز وجل- عدله وغناه وكرمه في حديث قدسي عظيم، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما روى عن الله -تبارك وتعالى- أنه قال: (يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم مُحرماً، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجِنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه) [رواه مسلم]. وكان أبو إدريس الخولاني الراوي عن أبي ذر إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه، وقال أحمد بن حنبل: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث. وحتى يتضح لنا اقتران صفة العدل بصفة الغنى لله -عز وجل- نتذكر قول الله -تعالى- عن أكثر أصحاب الغنى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 7] تعالى الله ذو الجلال والإكرام عن كل نقص وعيب، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 121
الخميس 13 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً