#فتاوى - السؤال:- هل يجوز للمسافر أن ينتظر الإمام حتى ينهي أول ركعتين ثم يلتحق بالجماعة؟ - ...

#فتاوى

- السؤال:- هل يجوز للمسافر أن ينتظر الإمام حتى ينهي أول ركعتين ثم يلتحق بالجماعة؟

- الجواب:- لا يجوز للمسافر أن يفعل ذلك, إذ أن الراجح من أقوال الفقهاء أن المسافر إذا أدرك ركعة أو أكثر خلف المقيم فعليه أن يتم ولا يجوز له القصر حينئذٍ, لما رواه أحمد بسند حسن عن موسى أبن سلمه قال: (كنا مع أبن عباس بمكة فقلت: إنا إذا كنا معكم صلينا أربعه وإذا رجعنا الى رحالنا صلينا ركعتين, قال: تلك سنة أبي القاسم -صلى الله عليه وسلم-) وروى مالك بسند صحيح عن أبن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان يصلي في سفره خلف المقيم أربعه, وإذا صلى وحدة صلى ركعتين, وروى عبد الرزاق بسند صحيح عن أبي مجلز -رحمه الله- قال: قلت لأبن عمر -رضي الله عنهما- (أدركت ركعة من صلاة المقيمين وأنا مسافر, قال: صلي بصلاتهم)... والله أعلم ...المزيد

#فتاوى - السؤال:- هل يجوز لمرأة فى بيتها أن تقتدى بإمام المسجد الذى تسمع صوته عبر مكبرات الصوت ؟ ...

#فتاوى

- السؤال:- هل يجوز لمرأة فى بيتها أن تقتدى بإمام المسجد الذى تسمع صوته عبر مكبرات الصوت ؟

- الجواب:- لا يجوز للمرأة أن تقتدى بالإمام الذى يصلى فى الجامع، اعتمادا على صوته، لعدم إتصال الصفوف، أما إن كانت الصفوف متصلة إلى بيتها، فلا بأس حينئذ بالإقتداء بالإمام والحالة هذه.

- أما إن كان بين بيتها وبين المسجد جدار، أو طريق، فلا يصح اقتدائها بالإمام .

- قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله (وأما إذا صفوا وبينهم وبين الصف الآخر طريق يمشى الناس فيه ،لم تصح صلاتهم فى أظهر قولى العلماء، وكذلك إذا كان بينهم وبين الصفوف حائط، بحيث لا يرون الصفوف)، والله تعالى أعلم .
...المزيد

ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟ الحمدلله والصلاة والسلام ...

ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أن أول ما فرض الله على العباد هو الإيمان به والكفر بالطاغوت ، ودليل ذلك قوله تعالى : { وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ } . فأوجب الله تعالى ، الإيمان به والكفر بالطاغوت .
ولكننا في هذا الزمن ، آمنا بالله تعالى ، وجهلنا الكفر بالطاغوت ، بل أكثرنا يجهل هذا ولا يعلمه ، وكل ذلك بسبب انتشار الجهل بيننا ، والتكاسل عن طلب العلم والقراءة في القران والسنة وكتب السلف والتابعين من العلماء ، والاكتفاء بالمعلومات العامة الدينية ، وقد تناسى أصل أصيل من الإيمان به ، حيث أنه لو لم يأت به لا يصير مؤمنا بالله.

ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ثم أما بعد ..

أن أول ما فرض الله على العباد هو الإيمان به والكفر بالطاغوت ، ودليل ذلك قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } . فأوجب الله تعالى ، الإيمان به والكفر بالطاغوت .

* السؤال الأول : ماهو الطاغوت ؟

كل ما عبد من دون الله فهو : طاغوت .

[ الإمام مالك ، وغير واحد من السلف ، والليث ، وأبو عبيدة ، والواحدي ، والكسائي ، وجماهير أهل اللغة ] .

قال الإمام مجاهد بن جبر : ( الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه ، وهو صاحب أمرهم ) .

قال الإمام إبن القيم رحمه الله:
[ الطاغوت كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم انصرفوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته] . { إعلام الموقعين المجلد الأول85 }

ويقول الإمام محمد التميمي رحمه الله - : ( والطاغوت : عام في كل ما عبد من دون الله ، فكل ما عُبد من دون الله ، ورضي بالعبادة ، من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله ، فهو طاغوت ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ] .

قال الإمام المحقق سليمان بن عبدالله - رحمهما الله - في شرحه على كتاب التوحيد : ( الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ) اهـ . [ تيسير العزيز الحميد : 34 ]

قال الإمام عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين - رحمه الله - : ( اسم (الطاغوت يشمل : كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلالة يدعو إلى الباطل ويحسنه ، ويشمل أيضا : كل ما نصبه الناس بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضا : الكاهن والساحر وسدنة الأوثان .) اهـ [ مجموعة التوحيد : 500 ] .

وقال الإمام عبدالرحمن السعدي : ( كل حكم بغير شرع الله فهو : طاغوت . ) اهـ . [ تيسير الكريم الرحمن 1/ 363 ] .

◾ السؤال الثاني : كيف نكفر بالطاغوت ؟ ونؤمن بالله ؟

قال الإمام محمد التميمي رحمه الله تعالى - : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم .
وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله
( قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ فِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ إِذۡ قَالُوا۟ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥۤ ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ]

يقول الإمام سليمان بن سحمان : ( قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } [ الزمر : 17 ] . ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه - أي الطاغوت - وجوه كثيرة .

والمراد من اجتنابه هو : بغضه وعداوته بالقلب ، وسبّه ،وتقبيحه باللسان ، وإزالته عند القدرة ، ومفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 502 ] .

السؤال الثالث : ماهي أنواع الطاغوت ؟


قال الإمام سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع :


1- طاغوت حكم .


2- وطاغوت عبادة .


3- وطاغوت طاعة ومتابعة . ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]



السؤال الرابع : من هم رؤوس الطواغيت ؟

◼والطواغيت كثيرة، ورؤوسهم خمسة

◼ الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [يـس: 60] .

- فالشيطان هو الطاغوت الأكبر، الذي يسعى دوماً لصرف الناس عن طاعة الله، وهناك من البشر من يشاركون الشيطان في صد الناس عن عبادة الله، وهؤلاء أيضا طواغيت.

◼ الثاني: الحاكم المغير لأحكام الله، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } [ النساء: 60 ].

- ومن هؤلاء رؤساء الدول والحكومات والملوك والأمراء الذين يستبدلون أحكام الشريعة بالقوانين الوضعية والأحكام العُرفية والتقاليد العشائرية،
أو يعطلون حكم الشرع، كإلغائهم : الحدود والجهاد والزكاة الخ .....

◼الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [ المائدة: 44 ].

- قال ابن القيم: " من حاكم خصمه إلى غير الله ورسوله فقد حاكم إلى الطاغوت، وقد أُمر أن يكفر به، ولا يكفر العبد بالطاغوت حتى يجعل الحكم لله وحده " [ طريق الهجرتين ].

- فإذا حكم الحاكم أو القاضي بين متخاصمين بغير ما أنزل الله؛ كان حكم بالقوانين الوضعية أو بالأعراف الاجتماعية أو بالهوى؛ فقد ارتد عن دين الله وصار طاغوتاٌ.

- وكذلك فإن كل من تحاكم إلى هذا الحاكم بغير ما أنزل الله من المتخاصمين فهم كفار, قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65], فنفى الله سبحانه الإيمان عنهم: لأنهم لم يُحكموا شرع الله بينهم, كما نفى الله تعالى الإيمان عمن تحاكم إلى الطاغوت, أو نوى وأراد التحاكم إليه, كما في الآية السابقة: {يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}.

◼ الرابع: مَن أدعى علم الغيب, قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل:65].
- فمن يزعم أنه يعلم الغيب فهو طاغوت, لأنه جعل نفسه نداً لله ونازعه في صفةٍ من صفات الربوبية, قال الحق سبحانه: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام:59], وقال جل في علاه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن:26], وبهذا فإن مدعي الغيب مُكذبٌ لصريح القرآن الكريم.

- ويجب على المسلم أن يحذر من الذهاب إلى كل من يدعي علم الغيب, كالسحرة والكهان والعرافين, ويحذر من أن يصدقهم فيما يدعونه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» [رواه مسلم], وقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً أو عرافاً, فصدقهُ بما يقول, فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» [حديث حسن, رواه أحمد وغيره].

- فمجرد إتيان السحرة والكهان والعرافين سبب لعدم قبول الصلاة, أما إذا اقترن بإتيانهم تصديقهم بما يدعون فهذا سبب من أسباب الكفر.

◼ الخامس: مَن عُبِدَ مِن دون الله وهو راضٍ, أو مَن دعا الناس إلى عبادة نفسه, والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [النبياء:29].

- فالعبادة حق لله عز وجل, ولا ينبغي لأحد أن يدعو لعبادة نفسه, أو لعبادة أحد غير الله تعالى, فمن فعل ذلك, أو لم يفعل لكنه رَضِيَ أن يُعبَدَ من دون الله؛ فهو طاغوت.
...المزيد

الدركات في باب الحكم بغير ما أنزل الله وهنا نقف وقفة من باب التأصيل والتقعيد لهذه المسألة ...

الدركات في باب الحكم بغير ما أنزل الله

وهنا نقف وقفة من باب التأصيل والتقعيد لهذه المسألة الجليلة التي كَثُرَ فيها اللغط في هذه الأيام، وكَثُرَ فيها الإختلاف بين قائل ومُتقوّل بعلم وبغير علم ، بفهم وبغير فهم ، فالكل يخوض في هذه المسألة من باب الترقيع لبعض الطوائف والحكومات وإباحة ما تفعل ، أو الذب والدفاع عنها بما استطاعوا من البيان كما قال ﷺ : [ أَخْوَف ما أخاف عليكم … جدالُ منافق بالقرآن ] كذلك رُوي عن النبي ﷺ أنه – قال : [ منافق عليم اللسان ] .
وهذه الدركات التي هي في باب الحكم بغير ما أنزل الله .


أولاً : الحكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى – ينقسم إلى دركات :-

– الدركة الأولى :

التي هي أقل هاتيك الدركات خطئاً وإثماً وأهون تلك الدركات هي مُجمل الذنوب والمعاصي ، التي هي من قبيل الحكم بغير ما أنزل الله
فالسرقة ليست حكم الله وإنما هي حكم بغير ما أنزل الله والزنا والخمر وقِسْ على ذلك، فهذه المعاصي هي غير حكم الله – سبحانه وتعالى – ولكنها من قبيل ما هو
كفر دون كفر ؛ کفر لا ينقل عن الملة إنما هي كبائر ومعاصي لا تُخرِج بصاحبها من الملة ما لم يَستَحِلَّ تلك المعاصي ، فهذه أول دركة ولذلك ذَكَرَ الإمام الرازي عند تفسير قول الله سبحانه وتعالى -: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} – [المائدة: 44 ]
قال: الخوارج أَنْزَلُوا هذه الآية على سائر المعاصي، وقالوا بأنها -أي المعاصي – هي حُكم بغير ما أنزل الله وبالتالي هي كفر أكبر مُخرج من الملَّة .
لذا فنحن نوافق أنها قد تُسمى أو يُصطلح عليها بأنها حكم بغير ما أنزل الله ، لكننا لا نوافق أبدا أنها من قبيل الكُفر المُخرج من الملة ، بل أجمع العلماء جميعاً من علماء أهل السنة والجماعة على أن هذه المعاصي هي من قبيل كُفر دون كُفر ، ولا تُخرج بصاحبها من الملة ما لم يَسْتَحِلَّ تلك المعاصي .
إذن هذه الدركة مسألة إجماعية بين أهل السنة والجماعة؛ أنها ليست بكفر أكبر مُخرج من الملة، ولم يقل بالتكفير بها إلا الخوارج، فهذه الدركة الأولى وهي كما أسلفنا إجماعية في عدم تكفير صاحبها ، إلا أن يَسْتَحِلَّهَا .

– الدركة الثانية :

هي أن يحكم الحاكم بكتاب الله وسنة رسوله ، ويكون مرجعه للكتاب والسنة في حكمه ولكن في قضية معينة حَكَمَ بِهَوَاه ، ولم يجعل هذا الحكم ثابتاً بل حَكَمَ فيه إما لرشوة أو لغراية او لشفاعة لأحد أقرباءه أو لعداوة بينه وبين أحد أطراف القضية ، وللتوضيح أكثر نضرب مثالاً :
( حدث بيني وبينك خلاف فذهبنا لقاضٍ يحكم بشرع الله ، والقاضي من طرفي (قريبي مثلاً) فلم يحكم ضدي في هذه المسألة ، وإن كُنتُ على باطل ، هنا حَكَمَ بغير شرع الله ، ولكن هل يكفر ؟

ج : المسألة خلافية*،*فعن بن مسعود – رضي الله عنه – قال يكفر وكذلك قال الإمام السدي ، اما ابن عباس – إن صح عنه – وجمهور العلماء أنه لا يكفر ولكن معصية من كبائر الذنوب – كفر دون كفر – (لاحظ أنه حَكَمْ ، ولكن لم يُبدل ، يعني حَكَمَ بغير حكم الله في هذه القضية ، ولكن لم يجعله حكم دائم يحكم فيه لكل شخص في هذه القضية ، لأن ذلك من التبديل ، وكُفر التبديل أكبر مُخرج من الملة)

*

– الدركة الثالثة :

وهي دركة التبديل ، وهي أظلم من التي قبلها وكُفرها كُفر أكبر مُخرج من الملة ، كيف هذه الدركة ؟
ج : أن يأتي بحكم – واحد أو أكثر فالحُكم سواء – مثلاً من الديمقراطية ، السارق في شرعنا تُقطع يده ، هو يأتي بحكم ديمقراطي يستبدل فيه حكم الله ، ويجعل عقوبة السارق السجن مثلاً ، هنا ماذا فعل ؟
ج : استبدل حكم الله بحكم البشر
ما حكمه ؟

ج : كافر خارج من الملة بإجماع المسلمين ،وقد سبق أن نقلنا الإجماعات سابقاً ، وهنا تلاحظ الفرق بين الدركة الثانية

والثالثة ، فالثانية لم يستبدل ولم يحكم إلا في قضية معينة ، أما الثالثة فاستبدل الحُكم كلياً وطبَّقَهُ بدلاً من شرع الله وجعله شرعاً وقانوناً بدلاً من شرع الله عزّوجل .

– الدركة الرابعة :

في الدركة الثالثة لم يُشَرِّع ، بل أتى بقانون أو حُكم جاهز .
في هذه الدركة هوَ الذي يُشَرِّع ويَسنّ القوانين والأحكام ، وهذا أشنع من الثالث ، وإن كان الإثنان كَفَرَة خارجين من الإسلام ، ولكن هذا جعل نفسه شريكاً لله في تشريعه ، إذ أن التشريع حق خاص لله عز وجل فمن نَازَعَهُ في حقه كَفَر ، وهذا بإجماع المسلمين .

– الدركة الخامسة :

هذه أخبث من السابقة أيضاً ، وهي التي يدّعي أصحابها أن لهم أو لغيرهم حق التشريع المُطلق ، فهذا أعلن جهاراً أنه يُنازع الله في ربوبيته .
الدركة السابقة يُشَرِّع في قانون مُعيَّن مثلاً ولكن لا يَدّعي التشريع مطلقاً ، أما هؤلاء فيدّعون حق التشريع ، وهؤلاء أنجس من أولئك وكلاهما نَجس ، وكلاهما كَفَرَة بإجماع المسلمين .

الدركة السادسة :

أخبث الدركات جميعها ، فهذه الدركة تُعطل حُكم الله بالإضافة إلى أنها تمتنع بشوكة عن تعطيل شرع الله .
فهذه اجتمعت فيها أسباب : كفر الحكم بما أنزل الله ، وكفر الإمتناع عن شريعة الإسلام بشوكتها وقوتها ، فأصبح هناك مناط مستقل لكفرهم ألا وهو الإمتناع بالشوكة ، وقد نصَّ الإجماع على كفر هذه الطائفة ” أي المتمنعة بالسلاح والشوكة ” وجميع الحكومات التي تحكم بلاد المسلمين ، وقعت هذه الدركة فجمعت انواع الكفر والردة قاتلهم الله ولعنهم ومكن للمجاهدين من رقابهم.

ننتقل سريعاً لمراجعة الدركات بإختصار :
1 – جُملة المعاصي كالسرقة والزنا وشرب الخمر وهي بالإجماع كفر دون كفر – معصية يعني صاحبها مُسلم عاصي .

2 – يَحكم بشرع الله ، ولكن حَكَمَ بقضية معينة لهوىً أو رشوةً بغيره ، هنا أجمع جماهير العلماء على أنه لا يكفر .

3 – هنا يُبدل حكم واحد أو أكثر ، يستبدل حكم الله بحكم آخر ، هذا كافر بالإجماع ، وتَنَبَّه هُنا أن هذا لم يُشَرِّع فقط بل جاءَ بحكم جاهز اقتبسه من قانون أو شريعة أخرى .

4 – هنا لا يقتبس قانوناً أو تشريعاً من قانون آخر ، وإنما هو بنفسه يُشَرِّع القانون ، وأيضاً يكفر إجماعاً .

5 – يُشَرِّع ويَدَّعي أن له حق التشريع ، عكس الرابع الذي لا يَدَّعي حق التشريع ، فهذا نَازَعَ الله في ربوبيته ، وكافرٌ بإجماع المسلمين .

6 – هؤلاء عَطَّلوا حُكم الله ، وفوق هذا تمنَّعوا عليه بالسلاح والشوكة ، فهؤلاء تحققت فيهم مناطات كفر تعطيل الحكم ، وأضف إليها الإمتناع إذ هو ردةٌمستقلةٌ لوحدها .

وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً