صحيفة النبأ العدد 479 - إنفوغرافيك العدد عبوديّات اللِّسان الخمس • واجبه النُّطق ...

صحيفة النبأ العدد 479 - إنفوغرافيك العدد

عبوديّات اللِّسان الخمس

• واجبه
النُّطق بالشّهادتين، وتلاوة ما يلزمه تلاوته من القرآن، وهو ما تتوقَّفُ صحّةُ صلاته عليه وتلفُّظه بالأذكار الواجبة في الصّلاة التي أمَر الله بها ورسولُه، وردُّ السّلام، والأمرُ بالمعروف والنّهي عن المنكر، وتعليمُ الجاهل، وإرشادُ الضّالِّ، وأداءُ الشّهادة المتعيِّنة، وصدقُ الحديث..

• مستحَبُّه
تلاوة القرآن، ودوام ذكر الله، والمذاكرة في العلم النّافع، وتوابع ذلك..

• محرمَّه
النُّطقُ بكلِّ ما يبغضه الله ورسوله، كالنُّطق بالبدع المخالفة لما بعث الله به رسولَه، والدُّعاءِ إليها، وتحسينِها وتقويتِها؛ وكالقذفِ وسبِّ المسلم وأذاه بكلِّ قولٍ، والكذب، وشهادة الزُّور، والقول على الله بلا علمٍ وهو أشدُّها تحريمًا..

• مكروهه
التّكلُّمُ بما تركُه خيرٌ من الكلام به، مع عدم العقوبة عليه..


◾️ وكلُّ ما يتلفّظ به اللِّسان فإمّا أن يكون ممّا يرضي الله ورسوله أم لا، فإن كان كذلك فهو الرّاجح، وإن لم يكن كذلك فهو المرجوح، وهذا بخلاف حركات سائر الجوارح، فإنّ صاحبها قد ينتفع بتحريكها في المباح المستوي الطّرفين، لما له في ذلك من الرّاحة والمنفعة، فأبيح له استعمالُها فيما فيه منفعةٌ له، ولا مضرّةَ عليه فيه في الآخرة. وأمّا حركة اللِّسان بما لا ينتفع به فلا تكون إلّا مضرّةً، فتأمّله.

- [مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 479 المقال الافتتاحي: السودان المنسي! ولئن تورطت ميليشيا الطاغوت "حميدتي" ...

صحيفة النبأ العدد 479
المقال الافتتاحي: السودان المنسي!

ولئن تورطت ميليشيا الطاغوت "حميدتي" بدعم من الإمارات وغيرها، باقتراف أبشع المجازر بحق المسلمين؛ فإن قوات الطاغوت "البرهان" تورطت بذلك أيضا، وهي جزء من النظام العالمي الكافر، تسعى لترسيخ الحدود الجاهلية التي تقيّد المسلمين وتسجنهم خلف شِبَاكِها وتجلدهم بقوانينها، وطاغوتها يوالي الكافرين ويحادّ حكم الشريعة ويتواصى بتنحيتها ويضاد أحكامها، ومن تابع سلسلة خطواتهم التي أجروها بإشراف أمريكا ومباركة آل سلول؛ علِم أنهم يجتهدون في إرساء دولة علمانية محاربة للشريعة موالية لليهود والنصارى، وبالتالي، فالفرق بين الطرفين كالفرق بين الباطل والباطل.

وفي المقابل، فإن موقف أكثر الناس اليوم مما يتعرض له إخوانهم في السودان، هو موقف سلبي لا مبالي، يتراوح بين قعود عن النصرة، أو نصرة خجولة لا تزيد في أحسن أحوالها عن المظاهرات السلمية والحملات الإعلامية التي سرعان ما تخبو وتتلاشى مع مرور الأيام، ولو وضع المرء نفسه في محل صاحب المأساة، لساءه موقف إخوانه تجاهه.

ومما لا شك فيه أن امتناع المسلم القادر أو تقصيره في نصرة أخيه المسلم، خلل يقدح في كمال الإيمان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) [متفق عليه]، ومنه يفهم أنه لن يكتمل إيمانك ما لم تحقق هذه الخصلة العظيمة، فما تحب أن يصيبك من الخير فلتحبه لإخوانك، وما تكره أن يصيبك من الأذى والشرور فلتكرهه لإخوانك وتسعى لرفعه عنهم، ولا يجوز لك أن تتخلف عن نصرتهم أو تتركهم لعدوهم يفتنهم في دينهم، كما في الحديث الصحيح: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه)، ومعلوم في ديننا أن الجزاء من جنس العمل ولذا قال في نفس الحديث: (ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة)، ومن أحب أن ينصره الله وقت محنته فلينصر أخاه في محنته، وليحذر وعيد الله له بالخذلان إن هو ترك نصرة أخيه مع القدرة عليها، كما في الحديث: (ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته). [أحمد]

وإن نصرة المسلمين في السودان واجب كل مسلم قادر تماما كما هو الحال في العراق والشام واليمن وفلسطين وغيرها، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد والقتال أو ما يعين عليه من الإنفاق والتحريض، قال الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}، فمن عجز عن الجهاد بكل صوره والإنفاق بكل سبله، فلا أقل من الدعاء لهم.

ولئن كان الطواغيت يتحالفون فيما بينهم من أجل مصالحهم ومخططاتهم؛ فمن باب أولى أن يتحالف المسلمون فيما بينهم نصرة لإخوانهم في هذه القضية المنسية، فالأصل أنها قضية تعني المسلمين جميعا، فالمسلمون في السودان جزء من أمة الإسلام وأحد أعضاء الجسد الواحد، والأصل ألا تفرقهم حدود قومية ولا قوانين كفرية، وإن هذه الأحداث تؤكد مجددا أن هذه الحدود ومفرزاتها هي أكبر عائق لنصرة المسلمين بعضهم بعضا، وهو ما أدركه المجاهدون مبكرا، ولذلك سعوا منذ اليوم الأول لهدمها وكسرها لتعود بلاد المسلمين واحدة كما كانت.

في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار المجاهدين في السودان، بوجوب العمل والسعي الحثيث لاستغلال الأحداث لمصلحة الجهاد، عبر الاستقطاب والتجنيد والإعداد والاستعداد بغية إنشاء نواة للجهاد تتصدى للأخطار المحدقة وتؤسس لجهاد طويل المدى، وهذا لا يتأتى إلا بالإخلاص والجهد وضبط العقائد {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.

أيها المسلمون في السودان وكل مكان، إن الحل في العودة إلى الله سبحانه، واتباع أمره جل وعلا وتحقيق الولاء للمؤمنين جميعا والبراء من الكافرين جميعا، وإعلان الجهاد على منهاج النبوة لإقامة حكم الشريعة، ودحر جنود الطاغوت كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.


➖ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 479
السنة السادسة عشرة - الخميس 23 رجب 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
السودان المنسي!
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 479 المقال الافتتاحي: السودان المنسي! بينما تنحصر أضواء القنوات وعدسات ...

صحيفة النبأ العدد 479
المقال الافتتاحي: السودان المنسي!

بينما تنحصر أضواء القنوات وعدسات "الكاميرات" في مشهد وتترك آخر ارتهانا للمصالح والقوميات؛ يسلّط إعلامُ المجاهدين الضوء على جميع قضايا المسلمين بغض النظر عن أعراقهم وبلدانهم، لأن المسلمين أمة واحدة، جراحهم واحدة ونصرتهم جميعا واجبة.

ومن هذه الجراح النازفة بصمت وبلا توقف، جراح إخواننا المستضعفين في السودان المنسي!، حيث يتعرض المسلمون هناك لأبشع جرائم القتل والأسر والتعذيب وانتهاك الأعراض والحرمات وسلب الأموال والممتلكات على أيدي جنود الطاغوت، في مآس يندى لها الجبين وتدمى لها القلوب، ومع ذلك تمر على أكثر الناس كأنها لم تكن!

لقد ابتُلي المسلمون في السودان خلال العامين المنصرمين، بصراع جاهلي مرير بين طرفين داخليين كافرين، يتنازعان على السلطة ويتنافسان على سرقة الثروات في أرض تفيض بالخيرات، وقد اتخذوا البلاد ساحة واسعة لصراعهم، ورهنوا العباد مادة دسمة لمعاركهم، فأقحموهم في دوامة قتل وتشريد لا تتوقف وسط خذلان كبير من القريب والبعيد.

على الإعلام تنفي القوى الدولية والإقليمية تدخلها في الشأن السوداني وتزعم الحياد!، لكن على الأرض فإن الحقيقة خلاف ذلك تماما، فلكل طرف من طرفي الصراع حلف خارجي يمده ويؤازره، وكل هذه الأحلاف في نهاية المطاف تتآمر على حرب المسلمين ونهب ثرواتهم وتمزيق بلدانهم.

وها هنا لفتة مهمة لأهلنا في السودان أن كلا الطرفين المتحاربين عدو مبين للإسلام والمسلمين، فلكل منهما مشروع جاهلي مدعوم من قوى خارجية كافرة، تتصارع هذه القوى على أرضكم عبر بيادقها، مقابل حصولها على حصتها من التركة السودانية! وبالتالي لا ينبغي لعامة المسلمين الانخداع بأي طرف منهما، فـ "البرهان وحميدتي" كلاهما عدو للإسلام فيجب معاداتهما والكفر بهما، وعدم التعويل على أي منهما مهما كانت نتيجة المعركة بينهما، فإن المنتصر منهما عدو للإسلام ومشاريعه على الأرض مهما زيّنها وغلّفها؛ لن تكون سوى نسخة مكررة من مشاريع نظرائهم طواغيت العرب المحاربة للإسلام والمسلمين.

ولئن تورطت ميليشيا الطاغوت "حميدتي" بدعم من الإمارات وغيرها، باقتراف أبشع المجازر بحق المسلمين؛ فإن قوات الطاغوت "البرهان" تورطت بذلك أيضا، وهي جزء من النظام العالمي الكافر، تسعى لترسيخ الحدود الجاهلية التي تقيّد المسلمين وتسجنهم خلف شِبَاكِها وتجلدهم بقوانينها، وطاغوتها يوالي الكافرين ويحادّ حكم الشريعة ويتواصى بتنحيتها ويضاد أحكامها، ومن تابع سلسلة خطواتهم التي أجروها بإشراف أمريكا ومباركة آل سلول؛ علِم أنهم يجتهدون في إرساء دولة علمانية محاربة للشريعة موالية لليهود والنصارى، وبالتالي، فالفرق بين الطرفين كالفرق بين الباطل والباطل.

وفي المقابل، فإن موقف أكثر الناس اليوم مما يتعرض له إخوانهم في السودان، هو موقف سلبي لا مبالي، يتراوح بين قعود عن النصرة، أو نصرة خجولة لا تزيد في أحسن أحوالها عن المظاهرات السلمية والحملات الإعلامية التي سرعان ما تخبو وتتلاشى مع مرور الأيام، ولو وضع المرء نفسه في محل صاحب المأساة، لساءه موقف إخوانه تجاهه.

ومما لا شك فيه أن امتناع المسلم القادر أو تقصيره في نصرة أخيه المسلم، خلل يقدح في كمال الإيمان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) [متفق عليه]، ومنه يفهم أنه لن يكتمل إيمانك ما لم تحقق هذه الخصلة العظيمة، فما تحب أن يصيبك من الخير فلتحبه لإخوانك، وما تكره أن يصيبك من الأذى والشرور فلتكرهه لإخوانك وتسعى لرفعه عنهم، ولا يجوز لك أن تتخلف عن نصرتهم أو تتركهم لعدوهم يفتنهم في دينهم، كما في الحديث الصحيح: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه)، ومعلوم في ديننا أن الجزاء من جنس العمل ولذا قال في نفس الحديث: (ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة)، ومن أحب أن ينصره الله وقت محنته فلينصر أخاه في محنته، وليحذر وعيد الله له بالخذلان إن هو ترك نصرة أخيه مع القدرة عليها، كما في الحديث: (ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته). [أحمد]


➖ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 479
السنة السادسة عشرة - الخميس 23 رجب 1446 هـ

المقال الافتتاحي:
السودان المنسي!
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - بعد قرار ديوان الحسبة في الدولة ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه

- بعد قرار ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية بإزالة أجهزة استقبال القنوات الفضائية اشتعلت القنوات استنكارا للأمر، وانبرى الكثير من دعاة الضلالة ليثيروا الشبهات حول الموضوع، فما ردّكم على هذه الحملة؟

بالنسبة للقنوات الفضائية لا نستغرب هجومهم على القرار ومحاولتهم إقناع الناس بالاحتفاظ بأجهزة «الستلايت»، والاستمرار في متابعتها، فالأصل فيها أنها تأمر بالمنكر، وتستنكر المعروف، وهي ما أنشئت إلا لذلك، ولذلك فإن منع المسلمين من مشاهدة هذه القنوات سيلغي الحاجة إليها، وسيحرم مدراءها والعاملين فيها من ملايين الدولارات من أموال السحت التي تغدق عليهم من أموال الطواغيت، وأجهزة المخابرات الصليبيّة، حيث سيوجّه المشركون تلك الأموال إلى مجالات أخرى يستطيعون من خلالها بث سمومهم في عقول المسلمين.

أما بالنسبة للشبهات التي يلقيها دعاة الضلالة سواء منهم من تزيّا بزي الدين، أو من لبس لباس المحلّل السياسي، أو الخبير النفسي، فقد بينّا في جوابنا على سؤال سابق الحكم الشرعي للقضية، والمصالح المتحققة من وراء القرار، ولا داعي لتكرار الأمر.

وما يطرحونه من شبهات هم يردّون عليها بأنفسهم عندما يحاربون بكل ما استطاعوا لمنع الدولة الإسلامية من إيصال دعوتها للمسلمين، وتراهم يحذرون الطواغيت والصليبيين من إعلامها، مخافة أن يطلع المسلمون على الحقيقة، ويسيروا على طريق الهدى الذي أمرهم الله باتّباعه، فإن كانوا هم يعلمون خطورة وصولنا إلى الناس عليهم وعلى عملهم التخريبي، فكيف نسمح للمشركين والمفسدين في الأرض أن يصلوا إلى المسلمين الذين استرعانا الله دينهم ودنياهم فنسمح لهم بإضلالهم، وإفساد عقيدتهم وأخلاقهم.
وما يروجونه عن منافع للقنوات الفضائية يكفي للرد عليها أن نذكر إحصائية نشرها أحد الباحثين عن القنوات الفضائية العربية، حيث تبين له أن نصف هذه القنوات تقريبا، هي قنوات للموسيقا والرقص، والأفلام والمسلسلات، والرياضة، فأي نفع يتأتى للمسلم من متابعة هذه القنوات، بل إنها ضرر محض، وتضييع للدين والأوقات.

ولو نظرنا إلى النصف الثاني لوجدناه أشد ضررا على المسلمين، فإذا كان القسم الأول يركز على إثارة الشهوات وتضييع الأوقات، فإن القسم الثاني يستهدف العقائد والعقول، وخاصة ما تسمى بالقنوات الدينية التي تشرف عليها كلها أجهزة مخابرات الطواغيت، فتقدم من ترضى عنه من علماء السوء، ودعاة الضلال، فيخربون عقائد الناس بما يقدّمونه لهم على أنه الدين الصحيح، ولا يمكن لأحد أن يتكلم على تلك القنوات بما يخالف رغبة أجهزة المخابرات التي تشرف عليها، وأي قناة تحاول تجاوز هذا الخط قليلا يكون مصيرها الحذف فورا.

ولدينا أيضا القنوات الإخبارية التي يزعم كل منها الحياديّة، في حين أنها جميعا موجهة لنشر الأفكار المحاربة للإسلام، بهذا الاتجاه أو ذاك، وتشويه الحقائق، وتسويق الأحداث بما يخدم أهداف المشرفين عليها، سواء من الصليبيين أو سائر الطواغيت، وكذلك فهي تساهم بشكل كبير في الحرب الصليبية ضد الدولة الإسلامية عن طريق نشر الأخبار الكاذبة، وتسويق الأفكار الخاطئة على أنها تحليلات سياسية أو ما شابه.

ولعلك تذكر في مواقف عديدة كيف شاركت القنوات الإخبارية في الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية، حيث أثارت الخوف والهلع لدى مرضى القلوب من المسلمين، ودفعت الكثير منهم إلى ترك مدنهم وقراهم دون سبب إلا ما سمعوه من تلك القنوات عن انتصارات وهمية للمرتدين، أو سقوط للمدن والقرى قبل أن تصلها المعارك أصلا.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - كيف بدأت قضية منع أجهزة استقبال ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه


- كيف بدأت قضية منع أجهزة استقبال القنوات الفضائية في الدولة الإسلامية؟ وكيف تم تطبيق هذا المنع؟

أكثر الناس يظنون أن هذا الأمر وليد اليوم والليلة، وهذا ليس صحيحا، بل هو يعود إلى سنوات، فالدولة الإسلامية منذ قيامها تبنّت مسألة إزالة هذا المنكر، ولعلك تذكر أن الشيخ أبا عمر البغدادي تقبله الله خصص للموضوع جانبا من إحدى كلماته التي بين فيها عقيدة الدولة الإسلامية ومنهجها فقال فيها: «نرى تحريم كل ما يدعو إلى الفاحشة ويدعو عليها كجهاز الستالايت»، ولم تتوقف دعوة المجاهدين للمسلمين لإزالة هذا المنكر، ولكن لم تتوفر حينها الإمكانية لإلزام من امتنع من إزالته بسبب الهجمة الصليبية الرافضية وانحياز المسلمين من المدن تحت ضغط هذه الهجمة.

وبقي الأمر على هذه الحال من الاكتفاء بالدعوة حتى عودة الخلافة وتنصيب الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله إماما للمسلمين، مع ما تضمّنه الأمر من التمكين والاستطاعة فبدأ العمل على إزالة هذ المنكر على مراحل متتابعة بدأت بتكثيف الجانب الدعوي لتنبيه المسلمين إلى هذا المنكر، وتوعيتهم بحرمته ثم تم البدء بخطة الإلزام.

فبدأنا أولا بإلزام جنود الدولة الإسلامية بإخراجه من بيوتهم، وذلك بأمر صادر من اللجنة المفوضة التي تنوب عن أمير المؤمنين ثم بدأ تطبيق الأمر على سائر الرعية بإزالته من الأسواق والأماكن العامة، ثم بإبلاغ التجار ومحلات الإلكترونيات بالامتناع عن بيع هذه الأجهزة أو شرائها أو إصلاحها، وذلك لإفراغ الأسواق من هذا الجهاز الخبيث، ومنع تعويض الأجهزة التالفة أو المصادرة فيما بعد.

ثم جاءت المرحلة الأخيرة وذلك بأمر المسلمين بتسليم ما يملكون من هذه الأجهزة إلى ديوان الحسبة ليتم التخلص منها وذلك بالترافق مع حملة إعلامية ودعوية مكثّفة آتت أكلها بفضل الله، وقد وُضعت هذه المراحل حسب استطاعة الإخوة العاملين على هذا الأمر في الديوان.
- لماذا بدأتم بتطبيق المرحلة الأخيرة مع حلول شهر رمضان الكريم؟

إنكار المنكرات لا يختص بشهر دون شهر بل متى ما وجد المسلمون منكرا وجب عليهم إزالته، حسب حاله وحال القدرة على إزالته.

أما بالنسبة لتخصيصنا شهر رمضان بأمر المسلمين في الدولة الإسلامية بالتخلص من أجهزة الاستقبال الفضائي، فهذا عائد أولا للمراحل التي تم وضعها في خطة إزالة هذه المنكر والتي كان كل منها يقتضي فترة من العمل حتى وصلنا إلى هذا الشهر.

وبالإضافة لذلك فإن استجابة المسلمين للأمر بالمعروف تكون أكبر وانتهاءهم عن المنكرات يكون أولى بسبب زيادة الطاعات والعبادات من صيام وقيام وذكر لله وصدقة وغيرها.

ولا ننسى أيضا أن أهل الباطل يجعلون من هذا الشهر هدفا لهم ليفسدوا على الناس عباداتهم ويصدوهم عن سبيل الله فيه فترى أن المنكرات على القنوات الفضائية من مسلسلات مفسدة ومهرجانات الفاحشة ومحاضرات علماء السوء ودعاة الضلالة تكون أضعاف ما تكون في بقية شهور السنة، لذلك كان الواجب أن نتقصّد نحن هذا الشهر بمنعهم من نشر منكراتهم ومنع المسلمين من إتيان المعاصي في شهر الصوم الذي تضاعف فيه أوزار المعاصي كما تضاعف فيه أجور الطاعات.

- وكيف وجدتم استجابة المسلمين للأمر بتسليم ما يمتلكون من أجهزة الستلايت؟ وما الإجراءات التي ستتخذ بحق من امتنع عن تسليمها وأصرّ على حيازتها؟

الحمد لله وحده، كانت استجابة المسلمين للأمر فوق ما نتوقع، فقد استلمنا في مراكز الحسبة في مختلف الولايات وخلال الأيام الأولى من القرار، عشرات الآلاف من الأجهزة وملحقاتها وبات أمرا مألوفا أن تجد الناس في الشوارع وهم يحملون أجهزتهم ليسلموها إلى مراكز الحسبة.

بل ومما يزيد المؤمن فرحا أن تجد المسلم يتخلص من هذا الجهاز مطمئنا لصحة ما يفعل حيث يقومون بأنفسهم بتحطيم تلك الأجهزة داخل مراكز الحسبة، وينصرفون إلى بيوتهم، مأجورين بإذن الله تعالى.

أما من امتنع عن تسليمه بنفسه طائعا وبلغنا أمره، فإننا سنلزمه بتسليمه مرغما وستكون لنا معهم إجراءات ستتخذ بحقهم لاحقا، والمسلمون مقبلون بأنفسهم بفضل الله على الأمر، ولن نبدأ باتخاذ الإجراءات بحق من يمتنع إلا بعد أن نتأكد من أنه لم يبق أحد ممن يريد تسليم جهازه طوعا، وتأخر لعذر أو مانع، أو لجهل بالقرار، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.

وأريد هنا أن أنوّه إلى الثمرة المباركة للدورات الشرعية لعامة المسلمين التي قام بها الإخوة في ديوان الدعوة والمساجد، فقد كان لها أثر كبير في تعليم المسلمين أمر دينهم وبذلك سَهُلت على من هداه الله الاستجابة لأي أمر شرعي يأتيهم، فقد بتنا نرى المسارعة في استجابة الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك بترغيبهم بطاعة الله، وهذا ما لمسناه جليا في حملتنا على أجهزة الستلايت حيث تخلى عنها الكثير من المسلمين رغم اعتيادهم عليها وتعلقهم بها، ولله الحمد من قبل ومن بعد.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة - هل من كلمة أخيرة، أو رسائل توجهها للمسلمين في هذا الشهر الكريم؟ رسالتنا ...

أمير ديوان الحسبة

- هل من كلمة أخيرة، أو رسائل توجهها للمسلمين في هذا الشهر الكريم؟

رسالتنا الأولى هي للمجاهدين في الثغور، فنقول لهم: جزاكم الله خيرا، وتقبّل منكم أعمالكم، فما من حدّ يقام في هذه الأرض، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، إلا ولهم فيه نصيب من الأجر بإذن الله، كيف لا ولولا فضل الله ثم رباطهم وجهادهم لاستولى عليها الكفار وأحالوها دار كفر وطبّقوا فيها أحكامهم الجاهلية، وأمروا فيها بالمنكر ونهوا عن المعروف!

فالله الله في رباطهم، وليلزم كل منهم ثغره، ولا يؤتينّ المسلمون من قبله، وليتذكر دائما أنه لا يحمي قطعة من الأرض، وبيوتا من إسمنت وطين وحسب، ولكنه في المقام الأول يحمي دين المسلمين ودماءهم وأعراضهم.

وإننا نرى أن المشركين إذا سيطروا على قطعة من الأرض، فأول ما يقومون به هو الإعلان عن نزع الحجاب، وإباحة ارتكاب المعاصي من دخان وموسيقى واختلاط وما شابه، ويجهرون بالكفر والعداء لشريعة ربّ العالمين، وما ذلك إلا دليل على أن حربهم علينا إنما هي من أجل ديننا، وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، الذي لا يمكن أن يتم إلا تحت حكم الإسلام.

وليعلم كل منهم أن رباطه ليوم أو ليلة، هو خير من صيام القاعد وقيامه، فكيف بالمرابط اليوم، وقد جمع بين ثوابي الصيام والقيام، والرباط والجهاد!

ورسالتنا الثانية هي للمسلمين عموما، أحذرهم من معصية القعود عن الجهاد بالنفس والمال والركون إلى الدنيا الفانية، ثم أذكرهم ونفسي بفضل هذا الشهر العظيم، فلا يفوتنهم إلا وقد حصّلوا فيه من الطاعات الخير الكثير، وخاصة في العشر الأواخر منه، والتي فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين إنّ للكلمة في دين الله تعالى شأنا عظيما، فبكلمةٍ يدخل ...

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين


إنّ للكلمة في دين الله تعالى شأنا عظيما، فبكلمةٍ يدخل المرءُ للإسلام، وبكلمةٍ يخرج منه.

فبتلفظ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) ينتقل الكافرُ الأصلي من الكفر إلى التوحيد، وكذا بتلفَّظه بكلمة كفرٍ؛ يخرجُ المسلم من ملة الإسلام، فيرتدُّ عن دين الله.

وهذا الحكم الذي يفجع بعض الأسماع ويُبلغ بعض القلوب الحناجر ليس بدعا من القول، وما هو باجتهاد عالم، ولا بقانون حاكم، لا، بل هو نصّ كلام رب العالمين جلّ جلاله، كلامه في كتابه العظيم ووحيه سبحانه لرسوله الأمين، صلوات الله وسلامه عليه، قال الحقُّ تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [سورة المائدة: 17]، وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [سورة المائدة: 73]، وقال سبحانه: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} [سورة التوبة: 74]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا، يهوي بها سبعين خريفا في النار) [صحيح، رواه الترمذي وغيره]، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوهم إلا حصائدُ ألسنتهم؟!) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصريحة التي تقرر كفر العبد بكلام يقوله، وأكثر الكلام الذي يُخرج العبدَ من الإسلام هو السبُّ والاستهزاء، ونقصد بالسبِّ والاستهزاء: أيَّ مقولة أو كتابة أو فعل - كإشارة بيد أو إخراج لسان أو غمز بعين وغير ذلك - فيه سخرية أو هزل أو تنقّص أو شتم أو طعن أو لَــمْز بالدِّين وشعائره!

- الاستهزاء بالدين من خصائص الكفار:

والاستهزاء بالدِّين وأهله من أخص صفات الكفار في الأمم الغابرة مع أنبيائهم -عليهم الصلاة والسلام- قال تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (*) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الزخرف: 6-7]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (*) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الحجر: 10-11]، وقال تعالى عن قوم نوح، عليه السلام: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [سورة هود: 38]، وقال تعالى عن استهزاء فرعون بموسى، عليه السلام: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [سورة الزخرف: 52]، وكذلك فعل كفار قريش مع نبينا -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله تعالى: {وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا} [سورة الأنبياء: 36].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: «فاستهزؤوا بالرسول صلى الله عليه وسلم لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسُبُّون الأنبياء ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون إذا دعوهم إلى التوحيد، لِـما في أنفسهم من عظيم الشرك، وهكذا تجد مَنْ فيه شَبَهٌ منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد استهزأ بذلك، لِـما عنده من الشرك» [مجموع الفتاوى].

وكما استهزأ الكفار بالأنبياء استهزؤوا بآيات الله، كما قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} [سورة الكهف: 56]، وقال سبحانه: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} [سورة الصافات: 14].

واستهزؤوا بالموحدين المؤمنين أيضاً، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة البقرة: 212]، وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (*) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (*) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} [سورة المطففين: 29-31]، ويقولُ الله -جلّ جلاله- يوم القيامة تبكيتاً للكافرين إذا توسلوا الخروج من النار والرجوع للدنيا بقولهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (*) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (*) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (*) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [سورة المؤمنون: 107-110].



◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
...المزيد

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين - الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين: والسبّ ...

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين

- الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين:

والسبّ والاستهزاء من صفات المنافقين، الذين فضحهم الله تعالى بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [سورة البقرة: 13-14]، وبقوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 64]، وبقوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة التوبة: 79].

قال ابن كثير: «وهذه -أيضا- من صفات المنافقين: ألّا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إنْ جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا: هذا مُرَاءٍ، وإن جاء بشيء يسير قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا» [تفسير القرآن العظيم].

هكذا حال الكافرين والمنافقين كما قصّه القرآن الكريم، أما في عصرنا هذا، فقد صار الاستهزاء والسبّ ظاهرة مشهورة! تفشَّتْ واستُسيغتْ بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، وانتشرتْ وراجتْ في بلاد الكافرين، حتى تنافس عباد الصليب وأحفاد القردة وبني علمان والروافض والملحدون... تنافسوا على الجهر بسبّ الربّ والدِّين والرَّسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، وسبِّ أهل العلم والدِّين وأهل الصلاح والمجاهدين وأهل الأثر والموحدين ...

ولا غرابة أن يتجرّأ هؤلاء الحثالة على حرمات الله، يوم وجدوا لسخريتهم صدى في البلدان المسماة زورا إسلامية، فترى السبّ والاستهزاء في هذه البلاد يجري على ألسنة من ينتسب للإسلام، على ألسنة الشعراء والكتّاب والصحفيين والممثلين والمغنين ومقدمي البرامج والسياسيين، بل حتى على ألسنة كثير من عوام الناس في الشوارع والأسواق إذا تشاجروا وتعاركوا، وأحيانا يجعلون الاستهزاء فاكهة مجالسهم، فيتنادمون ويتبارون بإلقاء (النكات) التي فيها استهزاء صريح، ولا ثمة حسيب ولا رقيب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فإذا أراد من حرّكته الحمية أن ينتصر لدين الله هنالك في تلك البلاد؛ فغاية ما بيده أن ينصح السابّ والمستهزئ، ليَلقى -الناصحُ لا المنصوح!- وبالَ أمره على يد جنود الطاغوت، ولينتهي به الأمر في غياهب السجون! وربما عوقب المستهزئ والسابّ بغرامة مالية زهيدة يسدّدها على التراخي حسب استطاعته، أو بسجن في فندق «خمس نجوم»، يخرج منه في أول يوم بكفالة كفيل، كل هذا الكفر البواح يحصل يوميا في تلك البلدان التي تضحك على الناس بأنها دول «إسلامية» بل ودولة «توحيد» كدُويلة آل سلول، أزال الله ملكها وأنجى المسلمين من طغيانهم.

هذه هي ظاهرة السبّ والاستهزاء بالدّين اليوم في الأرض، كلّ الأرض، عدا دار الإسلام، أرض الخلافة المحروسة، فإنَّ تلك الظاهرة الخبيثة مقموعة ولله الحمد، ففي بقاع الدولة الإسلامية -أعزَّها الله- حيث سلطان الشريعة هو السائد وشرع الله هو الحاكم، فإن السبّ والاستهزاء بالدّين وشعائره ردة وكفر يستتاب من يتلبّس به -إن كان السبّ والاستهزاء من النوع الذي تُقبل التوبة فيه- فإن تاب عُزّر أشد التعزير، وإن لم يتب ويرجع ويرضخ، قُتل كفراً كما تُقتل الكلاب السائبة، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثُه أقاربُه...
فليحذر المسلمون من أي كلام فيه استهزاء بالله تعالى أو بصفة من صفاته أو اسم من أسمائه، أو رسله وأنبيائه، أو ملائكته، أو كتبه، أو بالقدر، أو دين الإسلام، أو شعيرة من شعائره، وليحرص كل مسلم على كلام أهله فلا يرضى لهم إلا ما صلح منه، وليحذّر كل امرئ جليسه إذا ما زلّ لسانه بشيء من المحظور، أو ليبلغ عنه الإمام أو من ينوب عنه ليعاقبوه بما يستحق.

أما في دار الكفر التي يسرح فيها المستهزئون بدين الله، ويزدادون تطاولا على حرمات الله، فما للمسلمين هناك إلا أن يثأروا لدينهم وأن يقيموا حكم الله في هؤلاء الكفار، بأن يقتلوا كلّ من ثبت عليه استهزاء بالدين وطعن فيه وانتقاص منه، كما قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) [سورة التوبة : 12]، ففي ذلك تخويف لأمثالهم أن يعودوا لمثل ذلك أبدا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
...المزيد

{بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا} في الجانب الشرعي، امتنع الدعاة الحداثيون عن الإقرار بأن ما حل ...

{بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}

في الجانب الشرعي، امتنع الدعاة الحداثيون عن الإقرار بأن ما حل بأمريكا هو انتقام إلهي وعذاب أصابها كما أصاب الأمم الكافرة قبلها، بينما حسم "دعاة الإخوان" أمرهم هذه المرة ووصفوه بذلك وربطوا الانتقام الإلهي بجرح غزة، وقد كانوا من قبل يرفضون الربط بين القوارع التي تضرب أمريكا وأوروبا وبين الانتقام الإلهي للمسلمين المكلومين في العراق أو الشام أو خراسان وغيرها، ويمنعون الفرح بها، وكانوا يقولون كما يقول الممتنعون: إنها مجرد كوارث طبيعية لأسباب علمية لا تحتمل العقوبة أو البلاء أو التخويف!، إنها انتقائية فقهية حزبية تطوّع الدين لأجل الحزب! وتتاجر بالآيات كما تتاجر بالجراحات!

وعلى كل فاضطرابات وتقلبات أهواء دعاة الإخوان والإرجاء، لا تقل عن اضطرابات وتقلبات المناخ، لكن بما أنهم أقروا بأنه انتقام إلهي عادل من أمريكا لغزة، ماذا لو نجح المجاهدون بافتعال هذه الحرائق في قادم الأيام؟! هل سيشاركوننا فرحة الانتقام أم سيصير "إرهابا" مخالفا لسماحة الإسلام؟!

الملحدون وأفراخهم من العقلانيين ينسبون هذه القوارع والكوارث دوما إلى التغيّرات المناخية الحادة، ويفسرونها بتفسيرات جافة تخرجها عن قدرة الله وتدبيره، وكأن الطبيعة تتغير بأمر نفسها وتتحرك بتدبيرها لا بأمر خالقها ومدبرها سبحانه.

هذه الاضطرابات ناجمة عن الخلط بين المصائب التي تحل بالمسلم، وبين القوارع التي تضرب الأمم والأقوام، فالأولى لا سبيل للجزم أن ما أصاب فلانا بعينه هو عقوبة له أو ابتلاء، وقد يجتمعان أو يفترقان، وبينهما عموم وخصوص فكل عقوبة ابتلاء، وليس كل ابتلاء عقوبة بدليل أن أكثر الناس بلاء الأنبياء، ولا يتصور أن بلاءهم عقوبة! بخلاف غيرهم من المؤمنين فقد يجتمع فيهم هذا وذاك، وقطعا بخلاف أحوال الكافرين الذين لا يتحقق في حقهم من هذه القوارع إلا العقاب أو التخويف الذي يرفض الحداثيون طرقه ويهمزونه بأنه "ثقافة وعظية تقليدية" لا تناسب المقام وتسيء إلى الإسلام!

وقد دلت النصوص الشرعية على استمرار وقوع القوارع والعقوبات في أمم الكفر إلى يوم القيامة لقوله تعالى: {ولا يزال الّذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريبًا مّن دارهم}، قال ابن كثير: "أي: بسبب تكذيبهم، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا".

والمتأمل لأقوال أئمة التفسير من السلف كابن عباس وعكرمة وقتادة ومجاهد وابن جبير، يجد أنهم جمعوا في تفسيرهم لهذه القوارع بين تعذيب الكافرين بجنود السماء وجنود الأرض!، فالقارعة هي النكبة أو العذاب الذي يرسله الله على الكافرين، أو هي السرايا والغزوات التي تنزل بساحتهم فتعذبهم بأيدي المؤمنين، قلنا: وهذا هو الذي يعززه الواقع اليوم ونظيره قوله تعالى: {ونحن نتربّص بكم أن يصيبكم اللّه بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}، قال ابن كثير: "أي: ننتظر بكم هذا أو هذا، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده أو بأيدينا، بسبي أو بقتل" أ.هـ. وهذا مستمر حتى يأتي وعد الله، بالنصر والفتح في الدنيا، أو الفوز الكبير يوم القيامة ولذلك ختم بقوله: {إنّ اللّه لا يخلف الميعاد}.

وقد ترد شبهة كيف تكون هذه القوارع التي تضرب الكافرين عقابا إلهيا عادلا وفيهم الأطفال ومن ليس منهم، فنقول إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو على أقوام من الكافرين بعينهم بالهلاك الذي لا يفرق بين الصغير والكبير، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أعدل وأرحم بالخلق منكم، بل قد يضرب البلاء قوما كافرين بينهم مسلمون، فيبعثون على نياتهم كما في حديث الخسف، وفيه إشارة إلى وجوب مفارقة الكافرين وعدم تكثير سوادهم، كما بين الإمام النووي في شرحه فقال: "أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها، وفي هذا الحديث من الفقه: التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به، وفيه: أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا". [شرح مسلم]

وإنما نتج الإشكال عند الناس من سيادة فقه الإرجاء الذي يساوي بين المؤمن والكافر عند القوارع والمصائب بحجة "الإنسانية" الجائرة التي صارت مرتكزا لكثير من هذه الفتاوى المائعة المنحرفة التي ينسفها حديث الخسف السابق وفهم السلف لا فهم الخوالف.

وهذه رسالة إلى نصارى أمريكا والعالم ندعوكم فيها إلى الإسلام قبل أن تطبق عليكم جنود الأرض وجنود السماء! فإن الإسلام هو الدين الحق وما سواه باطل لن يقبله الله تعالى!، ولذلك سينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان مخيّرا إياكم بين الإسلام أو القتل، وها نحن نقرع في مسامعكم هذه الدعوة قبل أن يأتيكم الموت من كل مكان {بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}، فهذا وعد الله لنا، والله لا يخلف الميعاد.

◼ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 478
السنة السادسة عشرة - الخميس 16 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
{بعذابٍ مّن عنده أو بأيدينا}
...المزيد

{بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} (ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) هكذا وصف النبي ...

{بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا}

(ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) هكذا وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- نار الدنيا، هذه النار داهمت أمريكا في أبهى مدنها فأحرقتها وأدمت قلوب مترفيها فأبكتهم وشردتهم وأبادت ديارهم حتى وصفوها بـ "أهوال يوم القيامة" و "نهاية العالم" ووقفت "الدولة العظمى" بكل قواتها ومقدراتها عاجزة أمام قدرة الخالق سبحانه التي تجلت في نار الطهي والتخييم، فكيف بهم غدا وهم يحترقون في نار الجحيم!

وبينما اتّحدت الجاهلية المعاصرة بجيوشها وحكوماتها ودعاتها، على وصم التوحيد والجهاد بـ "التطرف الفكري" تحريفا وتشويها، واجتمعوا على حربه ومكافحته، سلط الله عليهم "التطرف المناخي" كما اصطلحوا على تسميته وتفسيره، ولا يظلم ربك أحدا.

على الأرض، امتدت ألسنة اللهب لتطال أبعد من القصور والبنيان، حيث تضررت بشدة "أسواق التأمين والإسكان" الربوية التي عجزت عن تأمين الخسائر التي بلغت عشرات المليارات في تقديرات ليست نهائية.

العجز الأمريكي أمام نار الطهي، بلغ حد الاستعانة بمئات السجناء للمشاركة فيما عجز عنه الطلقاء، واستنفرت فرق الجيش الأمريكي لضبط الأمن الذي ذرّته الرياح في الهواء، باختصار سقطت المنظومة الأمريكية الحكومية الأمنية في مناطق الحريق، وعمّ الرعب والفوضى الأرجاء، هذا مشهد مصغر للعجز الأمريكي أمام قدرة الخالق تعالى، وهو مشهد تقريبي لما قد تشهده الدول الصليبية المتغطرسة في حال داهمتها قوارع أكبر وأوسع، إنها رسالة إلهية مفادها: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ}.

هذا المشهد حيث الفوضى العارمة وفقدان السيطرة هو فرصة عملياتية ملهمة لشن هجمات أو الإعداد لها، حيث تنقدح أفكار لدى المجاهدين المنفردين حول مدى إمكانية التسبب بحريق مشابه؟ الأمر ممكن، كل ما عليك هو الخروج في "رحلة تخييم" إلى إحدى الغابات القريبة من الأحياء السكنية، ثم أضرم النار وانسحب بهدوء.

في الجانب الشرعي، امتنع الدعاة الحداثيون عن الإقرار بأن ما حل بأمريكا هو انتقام إلهي وعذاب أصابها كما أصاب الأمم الكافرة قبلها، بينما حسم "دعاة الإخوان" أمرهم هذه المرة ووصفوه بذلك وربطوا الانتقام الإلهي بجرح غزة، وقد كانوا من قبل يرفضون الربط بين القوارع التي تضرب أمريكا وأوروبا وبين الانتقام الإلهي للمسلمين المكلومين في العراق أو الشام أو خراسان وغيرها، ويمنعون الفرح بها، وكانوا يقولون كما يقول الممتنعون: إنها مجرد كوارث طبيعية لأسباب علمية لا تحتمل العقوبة أو البلاء أو التخويف!، إنها انتقائية فقهية حزبية تُطوّع الدين لأجل الحزب! وتتاجر بالآيات كما تتاجر بالجراحات!

وعلى كل فاضطرابات وتقلبات أهواء دعاة الإخوان والإرجاء، لا تقل عن اضطرابات وتقلبات المناخ، لكن بما أنهم أقروا بأنه انتقام إلهي عادل من أمريكا لغزة، ماذا لو نجح المجاهدون بافتعال هذه الحرائق في قادم الأيام؟! هل سيشاركوننا فرحة الانتقام أم سيصير "إرهابا" مخالفا لسماحة الإسلام؟!

الملحدون وأفراخهم من العقلانيين ينسبون هذه القوارع والكوارث دوما إلى التغيُّرات المناخية الحادة، ويفسرونها بتفسيرات جافة تخرجها عن قدرة الله وتدبيره، وكأن الطبيعة تتغير بأمر نفسها وتتحرك بتدبيرها لا بأمر خالقها ومدبرها سبحانه.

هذه الاضطرابات ناجمة عن الخلط بين المصائب التي تحل بالمسلم، وبين القوارع التي تضرب الأمم والأقوام، فالأولى لا سبيل للجزم أن ما أصاب فلانا بعينه هو عقوبة له أو ابتلاء، وقد يجتمعان أو يفترقان، وبينهما عموم وخصوص فكل عقوبة ابتلاء، وليس كل ابتلاء عقوبة بدليل أن أكثر الناس بلاء الأنبياء، ولا يُتصور أن بلاءهم عقوبة! بخلاف غيرهم من المؤمنين فقد يجتمع فيهم هذا وذاك، وقطعا بخلاف أحوال الكافرين الذين لا يتحقق في حقهم من هذه القوارع إلا العقاب أو التخويف الذي يرفض الحداثيون طرقه ويهمزونه بأنه "ثقافة وعظية تقليدية" لا تناسب المقام وتسيء إلى الإسلام!

وقد دلت النصوص الشرعية على استمرار وقوع القوارع والعقوبات في أمم الكفر إلى يوم القيامة لقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ}، قال ابن كثير: "أي: بسبب تكذيبهم، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا".


◼ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 478
السنة السادسة عشرة - الخميس 16 رجب 1446 هـ

مقتطف من المقال الافتتاحي:
{بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا}
...المزيد

الشَجَاعَة وَالشّجعَان ◾️ مراتب الشجاعة والشجعان • الأول: الْهمام وسمي بذلك لهمته وعزمه ...

الشَجَاعَة وَالشّجعَان

◾️ مراتب الشجاعة والشجعان

• الأول: الْهمام وسمي بذلك لهمته وعزمه وجاء على بناء فعال كشجاع
• الثاني: المقدام وسمي بذلك من الإقدام وهو ضد الإحجام وجاء على أوزان المبالغة كمعطاء ومنحار لكثير العطاء والنحر
• الثالث: الباسل وهو اسم فاعل من بسل يبسل والبسالة الشجاعة والشدة وضدها فشل يفشل فشالة وهي على وزنها فعلا ومصدرا وهي الرذالة
• الرابع: البطل وَجمعه أبطال وفي تسميته قولان: أحدهما لأنه يبطل فعل الأقران فتبطل عند شجاعة الشجعان فيكون بطل بمعنى مفعول في المعنى. الثاني أنه بمعنى فاعل لفظا ومعنى لأنه الذي يبطل شجاعة غيره فيجعلها بمنزلة العدم فهو بطل بمعنى مبطل
• الخامس: الصنديد بكسر الصاد والصنديد الذي لا يقوم له شيء

◾️ ثمرات الشجاعة
ولما كانت الشجاعة خلقا كريما من أخلاق النفس ترتب عليها أربعة أمور وهي مظهرها وثمرتها:

• الإقدام في موضع الإقدام
• والإحجام في موضع الإحجام
• والثبات في موضع الثبات
• والزوال في موضع الزوال

◾️ وضد ذلك مخل بالشجاعة وهو:

• إما جبن
• وإما تهور
• وإما خفة وطيش

◾️ الناس ثلاثة
رجل ونصف رجل ولا شيء

• فالرجل: من اجتمع له أصالة الرأي والشجاعة فهذا الرجل الكامل
• ونصف الرجل: هو من انفرد بأحد الوصفين دون الآخر
• والذي هو لا شيء: من عري من الوصفين جميعا

وإذا اجتمع في الرجل الرأي والشجاعة فهو الذي يصلح لتدبير الجيوش وسياسة أمر الحرب

- [الفروسية] لابن القيم


• المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 478
السنة السادسة عشرة - الخميس 16 رجب 1446 هـ
...المزيد

هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله تتصاعد الهجمة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، وتزداد ...

هذا ما وعدنا الله ورسوله
وصدق الله ورسوله


تتصاعد الهجمة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، وتزداد نار الحرب بين الفريقين حرارة وامتدادا، في صورة متكررة لسنّة الله التي لا تتبدل في الصراع بين الحق والباطل، والذي لا يشكّ المؤمنون إن العاقبة فيه ستكون للمؤمنين بإذن الله.

كيف لا ونحن نشاهدهم يبذلون أقصى طاقتهم اليوم للحصول على أي انتصار يبرّرون فيه استمرار حربهم، ويقنعون به شعوبهم وأنصارهم أنهم في الطريق الصحيح للقضاء على الدولة الإسلامية، فنجدهم يحشدون عشرات الآلاف من مشركي الرافضة في حصار للفلوجة، ويدفعون بكامل قوة عملائهم من ملاحدة الأكراد للهجوم على منبج، ويحشدون كل ما يستطيعون من مرتدي الصحوات في محاولة السيطرة على سرت، ويتحملون الخسائر الكبيرة في حملة الجيش المصري المرتد على ولاية سيناء، ويبذلون الوسع للقضاء على جنود الخلافة في خراسان، ويرسلون الكتائب تلو الكتائب إلى حتفها في غرب إفريقية والفلبين.

إنها مرحلة متطورة من مراحل المعركة بين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر والنفاق، حيث يظن المشركون أنهم بجمعهم أقصى ما لديهم من قوة إنما يسرّعون من عملية القضاء على الدولة الإسلامية، في حين يرى فيها المؤمنون تكرارا لمرحلة الأحزاب التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام معه، والتي كان انكسار المشركين فيها حدثا مفصليا، كان ما بعده يختلف عما قبله، ولخصّها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله: (الآنَ نَغْزُوهُمْ وَلاَ يَغْزُونَنَا).

وفي مرحلة الأحزاب تنكشف السرائر، وتبوح القلوب بمكنوناتها، عندما ينظر أصحابها إلى حجم هجمة المشركين وشراستها، فتجد المنافقين ومن في قلوبهم مرض يخرجون ما في ضمائرهم من شك في وعد الله، وخوف من أعداء الله، حتى يقولوا: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) [سورة الأحزاب : 12]، وتجد المؤمنين يبدون ما في نفوسهم من يقين بصدق ما جاءهم من ربّهم، وثقة في نصره، بل ويزدادون في هذه المرحلة الفاصلة إيمانا بالله، وتسليما بقضائه وقدره، ويتبرؤون من حولهم وقوتهم، كما وصفهم ربهم تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [سورة الأحزاب: 22].

وإن هذا من نعم الله الكبيرة على عباده الموحّدين، أن يبتليهم بعدوهم حتى يُخرِج المنافقين ومرضى القلوب من صفوفهم، وليمحص الله قلوبهم فيُخرِج كل ما فيها من تعلّق بأسباب الدنيا، فيتبرؤوا منها جميعا، إلا حول الله وقوته، عندها فقط ينزل الله النصر لأوليائه بما يشاء، وكما يشاء سبحانه لا معقب لحكمه.

وكما كانت أحزاب قريش قاصمة لظهورهم، خاتمة لأوليائهم من اليهود، فاضحة لإخوانهم من المنافقين، فستكون أحزاب أمريكا بإذن الله قاصمة لآخر حملاتهم الصليبية على أهل الإسلام، خاتمة لأوليائهم من الطواغيت ومرتدي الصحوات ومشركي الرافضة، فاضحة لمن دخل صف المسلمين من المنافقين ومرضى القلوب، فلن يطول بأمريكا وبقية الدول الصليبية الزمن حتى تعلن انسحابها من الحملة بعد أن تعجز عن تحمل تكاليفها المالية والبشرية الكبيرة على شعوبها، ويزيل الموحّدون شرك الصليبيين وشرك أوليائهم من الأرض، عندها يتمنى الذين أظهروا النفاق لو أنهم كانوا شركاء في الفتح، وأصحاب حق في الفيء والغنيمة، ولكن هيهات، هيهات.

إن ما نراه هذه الأيام من استجابة مباركة لتحريض الدولة الإسلامية للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للنكاية في الصليبيين إنما هو من البشائر التي يسوقها الله لعباده الموحدّين، أنه سينصرهم ويؤيّدهم بعباد تفصلهم عنهم آلاف الأميال ولم يمكنهم الله من الالتحاق بولايات الخلافة ومعسكراتها، لكنهم بايعوا إمامها وسمعوا له وأطاعوه بجهاد الصليبيين في عقر دارهم النجسة، وهذا باب واحد من أبواب التأييد الإلهي التي يظهرها لهم، فكم من باب لا زال في خزائن رحمة الله، وكم من جندي من جنوده الذين لا يعلمهم إلا هو لم يلبس لأمة الحرب بعد.

فيا جنود الدولة الإسلامية، أروا الله منكم ما يحبّ في هذا الشهر المبارك، وليكن حرص أحدكم على الموت في سبيل الله كحرصه على الفتك بأعداء الله، وليكن فرحه بتثبيت الله له تحت القصف وفي مواجهة الحشود كفرحه بأن يفتح الله عليه الدنيا بأسرها، فإنما الموت ها هنا شهادة، وإنما الثبات ها هنا خير عبادة، ولن يطول بنا الوقت حتى يرد اللهُ الكافرين بغيظهم لم ينالوا خيرا، ويكفي الله المؤمنين القتال، ويجزي الصادقين بصدقهم، {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

الافتتاحية:
هذا ما وعدنا الله ورسوله
وصدق الله ورسوله
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً