الجهادُ بالدُّعاء [2/2] وعلى العبد أن يعلم أن للدعاء ثمراتٍ عديدة وفضائل كثيرة تعزُّ على الحصر، ...

الجهادُ بالدُّعاء
[2/2]

وعلى العبد أن يعلم أن للدعاء ثمراتٍ عديدة وفضائل كثيرة تعزُّ على الحصر، منها: أنه امتثال لأمر الله عزّ وجلّ القائل: {وادْعُوهُ مُخْلِصِين لهُ الدِّين} [الأعراف: 29]، {وادْعُوهُ خوْفًا وطمعًا} [الأعراف: 56]، {ادْعُوا ربّكُمْ تضرُّعًا وخُفْيةً} [الأعراف: 55]، وأن فيه كمال التوكل والذل والتواضع لله تعالى القائل: {وقال ربُّكُمُ ادْعُونِي أسْتجِبْ لكُمْ إِنّ الّذِين يسْتكْبِرُون عنْ عِبادتِي سيدْخُلُون جهنّم داخِرِين} [غافر: 60]، ومنها: أنه سبب لدفع البلاء قبل نزوله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ولا يرد القدر إلا الدعاء) [حديث حسن رواه ابن ماجه وابن حبّان والحاكم] كما أنه سببٌ لرفع البلاء بعد نزوله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) [حديث حسن رواه الحاكم]، ومنها: أنه سبب لحصول المطلوب في الدعاء، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها) [حديث صحيح رواه أحمد والحاكم]، وهكذا فإن للدعاء شأنٌ عظيم!

ولعل من أهم ثمرات الدعاء أنه سببٌ للثبات والنصر والظفر على العدو، وذلك ثابتٌ في الكتاب والسنّة متواترٌ من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرة صحابته -رضي الله عنهم- ومن آثار السلف الصالح -رحمهم الله- ففي قصة قتال طالوت وجنوده المؤمنين وجالوت وجنوده الكافرين، ماذا فعل المؤمنون آنذاك وماذا كانت العاقبة؟ قال تعالى: {ولمّا برزُوا لِجالُوت وجُنُودِهِ قالُوا ربّنا أفْرِغْ عليْنا صبْرًا وثبِّتْ أقْدامنا وانْصُرْنا على الْقوْمِ الْكافِرِين} [البقرة: 250]، دعاءٌ دعاه الموحدون قبيل وأثناء التحامهم بالمشركين، فاستجاب لهم الله تعالى فوراً، قال سبحانه: {فهزمُوهُمْ بِإِذْنِ اللّهِ} [البقرة: 251].

وفي معركة بدر الكبرى، قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة بدر يصلي، ويكثر في سجوده من الدعاء ويسأل الله النصر [البداية والنهاية]، ولما كان يوم بدر نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيّف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل القبلة ثمّ قال: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد في الأرض)، فما زال يستغيث ربّه ويدعوه، حتى سقط رداؤه عن منكبيه [رواه مسلم].
أما حال الصحابة في بدر فقد وصفهم الله تعالى بأنهم كانوا يستغيثون بالله ويدعونه، فقال سبحانه: {إِذْ تسْتغِيثُون ربّكُمْ فاسْتجاب لكُمْ} [الأنفال: 9]، وبعد هذا الدعاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن الصحابة -رضوان الله عليهم- ماذا كانت النتيجة؟ أمدّهم الله بألفٍ من الملائكة مردفين، وأنزل السكينة عليهم، وثبت أقدامهم، وغشّاهم بأمنة من النعاس، وأنزل عليهم من السماء ماءً طهرهم به، وأذهب عنهم رجز الشيطان، وربط على قلوبهم، وقذف الرعب في قلوب المشركين، فهزموهم بإذن الله.

وفي معركة الأحزاب (الخندق)، عندما حاصر المشركون المدينة حصاراً شديداً، واشتد على المسلمين الجوع والعطش والخوف، وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم وبلغت القلوب الحناجر، ابتهل النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه وألح بالدعاء، وكان من دعائه عند حفر الخندق، قوله صلوات الله وسلامه عليه: (اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزلن سكينة علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا، إن الأعداء قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا) [رواه البخاري]، ومن دعائه في محنة الحصار: (اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم، وانصرنا عليهم) [رواه البخاري ومسلم].

أما المسلمون فقد كانوا يسألون النبي -صلى الله عليه وسلم- بماذا يدعون ربهم، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «قلنا يوم الخندق: يا رسول الله، هل من شيء نقوله؟ فقد بلغت القلوب الحناجر، قال: (نعم، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا)» [رواه أحمد].

فماذا حصل بعد هذه الأدعية المباركة؟! هبت ريح هوجاء في ليلة ظلماء، قلبت قدور المشركين واقتلعت خيامهم وأطفأت نيرانهم ودفنت رحالهم، فما كان منهم إلا أن نادوا بالرحيل، وفي ذلك يقول الله تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا اذْكُرُوا نِعْمة اللّهِ عليْكُمْ إِذْ جاءتْكُمْ جُنُودٌ فأرْسلْنا عليْهِمْ رِيحاً وجُنُوداً لّمْ تروْها وكان اللّهُ بِما تعْملُون بصِيراً} [الأحزاب: 9].

فإلى المسلمين المستضعفين في كل مكان، عليكم بالدعاء، عليكم بالدعاء، عليكم بالدعاء، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وسينجز الله وعده، ويهزم الأحزاب وحده، بحوله وقوته، تحقيقاً لا تعليقا.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إن هي إلا أسماء سمّيتموها [1/2] إن من يرجع إلى تاريخ الوثنية والأوثان، يجد أنهم من سخف عقولهم ...

إن هي إلا أسماء سمّيتموها
[1/2]

إن من يرجع إلى تاريخ الوثنية والأوثان، يجد أنهم من سخف عقولهم كانوا يصنعون أوثانهم بأيديهم ثم يطلقون على ما صنعوه الأسماء المفخّمة، ويعطونها الأوصاف التي لا تجوز لغير الله عز وجل، ليتّخذوها بذلك آلهة من دون الله.

فإذا غاب عنهم الوثن أو فُقد، لتحطّمه أو سرقته أو لصعوبة نقله في الأسفار، لم يجد الوثني غضاضة في أن يصنع لنفسه وثنا جديدا، يطلق عليه نفس الاسم، ويعطيه بذلك نفس الصفات التي سبق له أن أعطاها للوثن الأصلي، بل يروى عن سفهاء الجاهلية أن أحدهم إذا ما نزل منزلا في سفره اختار من حجارة الأرض التي ينزل فيها أربعة أحجار، يجعل ثلاثا منها أثافي للقدر، ويتخذ من الرابع وثنا يعبده، بعد أن يعطيه اسم «إله»، وبالتالي يحوز الحجر الجديد صفات «الإله» بمجرد إكسابه هذا الاسم.

ومما يؤكّد هذه الحقيقة أيضا الروايات المختلفة عن دخول الأوثان إلى جزيرة العرب، التي تُجمع على أنها نُقلت بأعداد قليلة من البلدان المجاورة، ثم انتشرت بكثرة في أنحاء الجزيرة كلها، فالذي انتشر هو أسماء الأوثان المعبودة في بلدان أخرى، اقتبسها مشركو جزيرة العرب عن إخوانهم في العراق والشام وفارس والروم ومصر، بل إن من يدرس تاريخ الحضارات الجاهلية القديمة يجد أن كثيرا من أوثان اليونان والرومان والفرس والهند والصين انتشرت في الأرض بسبب هذا الأمر، إذ يأخذ كل شعب عمَّن يجاوره أسماء أوثانه بعد ذيوع صيتها، ليلقيها على ما في بلده من الحجارة والأشجار، وما يراه فيه من النجوم والكواكب، مع اختلافات بسيطة في اللفظ ترجع لاختلاف اللغات.

هذه الحقيقة في الأساس مرجعها إلى كتاب الله -عز وجل- الذي بين هذا الأمر في خطابه للمشركين: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ} [النجم: 19-23]، كما جاء هذا البيان للمشركين على لسان نبي الله هود -عليه السلام- لقومه لما استنكروا عليه أمره لهم بعبادة الله وحدة وترك ما يعبدون من الأوثان: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ} [الأعراف: 71]، وكرّر يوسف -عليه السلام- المعنى ذاته في دعوته لمن معه في السجن إلى عبادة الله وحده فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39-40].

ولا زلنا نرى اليوم هذه الصورة من الوثنية البدائية لدى الوثنيين في كثير من أصقاع العالم، فها هم الوثنيون المشركون في الصين والهند ما زالوا يصنعون التماثيل بأيديهم ثم يطلقون عليها أسماء بوذا وأشباهه من الطواغيت، وهم في عقولهم القاصرة وأفهامهم الفاسدة يعتقدون أنه بمجرد أن تنحت حجرا بصورة معينة وتطلق عليه اسما معينا فإن روح الطاغوت ستحل في هذا الحجر ويصبح بذلك سامعا لدعائهم، بصيرا بسجودهم له، فرحا باجتماعهم حوله في معبده، ولو نظرنا في حقيقة الأمر فهؤلاء المشركون إنما يعبدون الأسماء التي أطلقوها على تلك الأحجار المنحوتة، التي هي أسماء طواغيتهم الذين ليس لهم وجود في عالم الواقع غير تلك الأسماء.

وفي ظل ما نشاهده في أيامنا هذه من عبودية للتنظيمات والفصائل والأحزاب، فإننا إذا دققنا في واقع تلك التجمعات من البشر نجد أن أتباعها إنما يتّبعون سبيل المشركين في تقديسهم الأسماء التي لم يأمر الله بتقديسها، بل ويعبدون تلك الأسماء بطريقة أو بأخرى، شاءوا الاعتراف بذلك أم أبوا، علموا ذلك أم لم يعلموا، ولا أدلّ على ذلك من تمسّكهم بتلك التنظيمات المنحرفة، تعصّبا لأسمائها المشهورة، واعتقادا من كثير منهم أن بقاء الإسلام مرتبط ببقاء أسماء فصائلهم وتنظيماتهم، وحرصا دائما على مبارزة الخصوم بتاريخها الذي كتبوه بأيديهم ليزيدوا من خلاله من بريق تلك الأسماء.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

نبي الملحمة، صلى الله عليه وسلم.. جهاد حتى الممات [1/2] الجهاد في سبيل الله عبادة لها من ...

نبي الملحمة، صلى الله عليه وسلم.. جهاد حتى الممات
[1/2]

الجهاد في سبيل الله عبادة لها من الإسلام ذروة السنام، ومقامها فيه أرفع مقام، وليست تنقطع حتى قيام الساعة كما أخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قاد المجاهدين وأرسل السرايا وجيّش الجيوش، بعد هجرته إلى المدينة بفترة يسيرة، واستمر في جهاد أعدائه حتى لقي ربه.

فقد وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بعد هجرته من مكة، يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول، على رأس ثلاث عشرة سنة من النبوة كما يذكر أصحاب السير، وانشغل وأصحابه في بناء المسجد وتنظيم أمور المدينة والمؤاخاة وغيرها من الأمور الأساسية في بناء الدولة النبوية، ولم يتأخر -صلى الله عليه وسلم- عن الجهاد، فبعد أشهر من تاريخ مقدمه أرسل أولى سراياه.

ذكر ابن سعد في الطبقات أنَّ «أول لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحمزة بن عبد المطلب بن هاشم، في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم»، وتوجهت هذه السرية لاعتراض عير قريش ولم يحدث بين الفريقين قتال، فسبعة أشهر بعد الهجرة كانت كافية عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليبدأ جهاد الطلب لأعداء الله وشن غاراته عليهم، ثم تجد أنه -صلى الله عليه وسلم- في الفترة الفاصلة بين هذه السرية وغزوة بدر الكبرى في رمضان من السنة الثانية للهجرة (التي تقدر بسنة واحدة فقط)، قد أرسل وشارك بنفسه في سبع سرايا وغزوات؛ أي لا يمر شهران دون أن يرسل سرية أو يخرج في غزوة، بل أقل من ذلك إذا احتسبت المدة التي تقضيها السرية أو الغزوة في الخروج ولقاء العدو والرجوع ثم الخروج بعدها لغزوة أخرى.

وهكذا كانت سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- جهادا غير منقطع طلباً لأعداء الله ورداً لهم عن حياض المسلمين، وكم كان -صلى الله عليه وسلم- يَوَدُّ أن يخرج في كل سرية تغزو في سبيل الله، ولكنَّ شدّة الوضع في المدينة تمنعه.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده، لوددت أني أقتل في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل) [رواه البخاري].

فكم هي عظيمة منزلة الشهادة في سبيل الله حتى يتمناها النبي الذي اصطفاه الله وكرمه وختم به الرسالة! وكم هو عظيم أجر الجهاد في سبيل الله حتى يَوَدُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يتخلف عن سرية تغزو في سبيل الله، ولو عاد المرء إلى السيرة لوجد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خرج بنفسه في إحدى وعشرين غزوة على الصحيح من الأقوال. [انظر: النبي القائد]، «وأما البعوث والسرايا؛ فَعَدَّ ابن إسحاق ستا وثلاثين....» وزاد غيره على ذلك [انظر: النبي القائد]، أي بمجموع سبع وخمسين غزوة وسرية في مدة عشر سنوات، بمعدل خمس إلى ست غزوات وسرايا في السنة.

وحتى بعد عقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصلح مع قريش عام الحديبية في آخر السنة السادسة من الهجرة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يخلد إلى الراحة والاستقرار بعد ست سنوات خاض فيها الصحابة ما خاضوا من الحروب وفقدوا من فقدوا من الأهل والأولاد والأموال، بل خرج إلى خيبر أول سنة سبع من الهجرة.

قال ابن كثير: «وقال موسى بن عقبة: لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية مكث عشرين يوما أو قريبا من ذلك، ثم خرج إلى خيبر وهي التي وعده الله إياها»، فمكّنه الله من فتح حصونها وقتل اليهود وإخراجهم واغتنام ما بأيديهم، ثم في جمادى الأولى من السنة ذاتها، أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل إلى مؤتة من أرض الشام ليؤدب النصارى العرب الذين قتلوا رسوله إليهم؛ حتى لا تضيع هيبة المسلمين ودولتهم، وواجه المسلمون في هذه المعركة مائتي ألف مقاتل من النصارى؛ نصفهم من العرب والنصف الآخر من الروم، وسقط فيها قادة الجيش الثلاثة الذين سماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهداء، وهم جعفر بن أبي طالب ابن عمه وحبيبه، وزيد بن حارثه حِبُّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم جميعاً.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

نبي الملحمة، صلى الله عليه وسلم.. جهاد حتى الممات [2/2] فكم هي عظيمة منزلة الشهادة في سبيل ...

نبي الملحمة، صلى الله عليه وسلم.. جهاد حتى الممات
[2/2]


فكم هي عظيمة منزلة الشهادة في سبيل الله حتى يتمناها النبي الذي اصطفاه الله وكرمه وختم به الرسالة! وكم هو عظيم أجر الجهاد في سبيل الله حتى يودُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يتخلف عن سرية تغزو في سبيل الله، ولو عاد المرء إلى السيرة لوجد أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خرج بنفسه في إحدى وعشرين غزوة على الصحيح من الأقوال. [انظر: النبي القائد]، «وأما البعوث والسرايا؛ فعدّ ابن إسحاق ستا وثلاثين....» وزاد غيره على ذلك [انظر: النبي القائد]، أي بمجموع سبع وخمسين غزوة وسرية في مدة عشر سنوات، بمعدل خمس إلى ست غزوات وسرايا في السنة.

وحتى بعد عقد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصلح مع قريش عام الحديبية في آخر السنة السادسة من الهجرة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يخلد إلى الراحة والاستقرار بعد ست سنوات خاض فيها الصحابة ما خاضوا من الحروب وفقدوا من فقدوا من الأهل والأولاد والأموال، بل خرج إلى خيبر أول سنة سبع من الهجرة.

قال ابن كثير: «وقال موسى بن عقبة: لما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية مكث عشرين يوما أو قريبا من ذلك، ثم خرج إلى خيبر وهي التي وعده الله إياها»، فمكّنه الله من فتح حصونها وقتل اليهود وإخراجهم واغتنام ما بأيديهم، ثم في جمادى الأولى من السنة ذاتها، أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل إلى مؤتة من أرض الشام ليؤدب النصارى العرب الذين قتلوا رسوله إليهم؛ حتى لا تضيع هيبة المسلمين ودولتهم، وواجه المسلمون في هذه المعركة مائتي ألف مقاتل من النصارى؛ نصفهم من العرب والنصف الآخر من الروم، وسقط فيها قادة الجيش الثلاثة الذين سماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهداء، وهم جعفر بن أبي طالب ابن عمه وحبيبه، وزيد بن حارثه حِبُّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة، رضي الله عنهم جميعاً.

ثم منّ الله -عز وجل- بعد ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بفتح مكة ثم حنين ثم غزو الطائف ثم ما كان من تبوك وغيرها من السرايا والبعوث التي بذل فيها الصحابة -رضي الله عنهم- الأنفس والأموال، وفقد فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- الأقارب والأحباب، فلم تكن الانتصارات يوما بلا ثمن.

وتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يُعد سرية أسامة (ابن شهيد مؤتة زيد بن حارثة)، جهزه ليقاتل القوم ذاتهم، وتوفي -صلى الله عليه وسلم- قبل إنفاذ بعث أسامة -رضي الله عنه- فأنفذه الصديق -رضي الله عنه- من بعده.
فيا من تدّعون محبّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أين أنتم من سيرته؟ أوليس فيها أسوة حسنة لكم؟ ما لكم جعلتم أسوة لكم الأئمة المضلّين الذين يجهدون كل الجهد في أن يغيروا معالم هذه العبادة العظيمة، أو يجعلوها من نوافل الطاعات بعد أن يشترطوا لها من الاشتراطات ما لم ينزل الله به من سلطان.

أولئك الضالون الذين أطنبوا وأكثروا من الحديث عن السلام في الإسلام وصغروا من شأن الجهاد في سبيل الله، وأدخلوا فيه ما ليس منه تبريراً لقعودهم عنه، ثم قللوا من شأنه بادعائهم أن الجهاد الأكبر جهاد النفس وما عداه أصغر، ودعوا إلى السلم وأوّلوا قوله تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافّةً ولا تتّبِعُوا خُطُواتِ الشّيْطانِ إِنّهُ لكُمْ عدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208] بالدخول في السلام مع أنّ المراد بها الدخول في شرائع الإسلام كافة دون ترك بعضها، وليس مسالمة الأعداء كما زعموا [انظر: تفسير ابن كثير].
وأين هم من جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- وجهاد أصحابه والتابعين؟ وأين هم من قوله تعالى: {فإِذا انْسلخ الْأشْهُرُ الْحُرُمُ فاقْتُلُوا الْمُشْرِكِين حيْثُ وجدْتُمُوهُمْ وخُذُوهُمْ واحْصُرُوهُمْ واقْعُدُوا لهُمْ كُلّ مرْصدٍ فإِنْ تابُوا وأقامُوا الصّلاة وآتوُا الزّكاة فخلُّوا سبِيلهُمْ إِنّ اللّه غفُورٌ رحِيمٌ}[التوبة: 5]؟ وأين هم من قوله تعالى: {يا أيُّها الّذِين آمنُوا قاتِلُوا الّذِين يلُونكُمْ مِن الْكُفّارِ ولْيجِدُوا فِيكُمْ غِلْظةً واعْلمُوا أنّ اللّه مع الْمُتّقِين} التوبة: 123]؟ أم أنّ هذه الآيات نزلت تخاطب قوما آخرين ولا تعني مدّعي العلم بشيء؟

وأما أنتم يا جند الخلافة فهنيئاً لكم اتباع سنة نبيكم، وسيركم تحت لوائه وائتماركم بأمره في جهاد أعداء الله مهما كثروا ومهما تجهزوا، فأنتم جند الله -عز وجل- وأتباع رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {ولقدْ سبقتْ كلِمتُنا لِعِبادِنا الْمُرْسلِين * إِنّهُمْ لهُمُ الْمنْصُورُون * وإِنّ جُنْدنا لهُمُ الْغالِبُون} [الصافات: 171-173].

حشرنا الله وإياكم تحت لواء النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، وسقانا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وستُسْألين عنْ عُمْرك فيما أفنيْته [2/2] أيتها الأخت المسلمة إن الناس لم يُخلقوا عبثا حتى يفنوا ...

وستُسْألين عنْ عُمْرك فيما أفنيْته
[2/2]

أيتها الأخت المسلمة إن الناس لم يُخلقوا عبثا حتى يفنوا أعمارهم فيما يضرهم في الآخرة ولا ينفعهم، كيف والله تبارك وتعالى يقول: {أفحسبْتُمْ أنّما خلقْناكُمْ عبثًا وأنّكُمْ إليْنا لا تُرْجعُون} [المؤمنون: 115]، بل خُلقوا ليعبدوا الله -عز وجل- وحده ويعمروا هذه الأرض وفق ما أراده الخالق وشاء، إذ يقول الله سبحانه: {وما خلقْتُ الْجنّ والْإنْس إلّا ليعْبُدُون} [الذاريات: 56]، فكيف ستتحقق هذه العبادة للمرأة المسلمة إن هي أهدرت عمرها تلهث وراء الشهوات والملذات، وكانت من اللاهيات الغافلات؟

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [رواه الحاكم].

قال المناوي: «(اغتنم خمسا قبل خمس)، أي افعل خمسة أشياء قبل حصول خمسة أشياء؛ (حياتك قبل موتك)، يعني اغتنم ما تلقى نفعه بعد موتك، فإن من مات انقطع عمله، وفاته أمله، وحق ندمه وتوالى همه، فاقترض منك لك، (وصحتك قبل سقمك)، أي اغتنم العمل حال الصحة، فقد يمنع مانع كمرض فتقدم المعاد بغير زاد، (وفراغك قبل شغلك)، أي اغتنم فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أول منازلها القبر، فاغتنم فرصة الإمكان لعلك تسلم من العذاب والهوان، (وشبابك قبل هرمك)، أي اغتنم الطاعة حال قدرتك قبل هجوم عجز الكبر عليك فتندم على ما فرطت في جنب الله، (وغناك قبل فقرك)، أي اغتنم التصدق بفضول مالك قبل عروض جائحة تفقرك فتصير فقيرا في الدنيا والآخرة، فهذه الخمسة لا يُعرف قدرها إلا بعد زوالها» [فيض القدير].

وهل إضاعة الوقت فيما يضر ولا ينفع من هدي خير معلم وقدوة محمد، صلى الله عليه وسلم؟ أو من هدي أصحابه من بعده أو التابعين؟ حاشاهم حاشاهم أجمعين.

فقد روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء؛ جزءا لله، وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس» [رواه الطبراني]
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلّم أصحابه كيف يستثمرون أوقاتهم، جاء في الحديث: (بادروا بالأعمال سبعا، هل تنظرون إلّا إلى فقر منسٍ، أو غنى مطغٍ، أو مرض مفسد، أو هرم مفند، أو موت مجهز، أو الدجال فشرُّ غائب يُنتظر، أو الساعة؟ فالساعة أدهى وأمر) [رواه الترمذي].

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت فيه شمسه، نقص من أجلي ولم يزدد فيه عملي»، وبعض السلف كان يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة! وقال الحسن البصري، رحمه الله: «لقد أدركت أقواما كانوا أشد حرصا على أوقاتهم من حرصكم على دراهمكم ودنانيركم»!

ولتعلم المسلمة أن الشيطان عدو متربص بالعباد إلا من عصم الله، فما من خير إلا ويسوّفه لهم ليثنيهم عن فعله، وما من شر إلا ويزيّنه ويزكيه ويستعجلهم لاقترافه، وإن ذهب أحد يعُدّ مداخل الشيطان ومكايده لما أحصاها.

وعليه فحريّ بالمسلمة الكيّسة أن تتفطن لحيل الشيطان، فتكثر من الزرع للآخرة حتى لا تندم يوم الحصاد وجني الثمار، فتموت حسرة وكمدا على ما فرطت في جنب الله تعالى.

قال ابن الجوزي: «الكسل عن الفضائل بئس الرفيق، وحب الراحة يورث من الندم ما يربو على كل لذة، فانتبه وأتعب نفسك، واندم على ما مضى من تفريطك، واجتهد في لحاق الكاملين ما دام في الوقت سعة، واسق غصنك ما دامت فيه رطوبة، واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى بها عظة، ذهبت لذة الكسل فيها، وفاتت مراتب الفضائل، وإنما تقصر الهمم في بعض الأوقات، فإذا حثت سارت، وما تقف همة إلا لخساستها، وإلا فمتى علت الهمة فلا تقنع بالدون».

وإن للمسلمة في سير الصحابيات والصالحات من السلف أسوة حسنة، تشحذ الهمم وتنير الدرب، فهن اللاتي لم يخدعهن بريق الدنيا الزائف، وما غرتهن الحياة بمتاعها الفاني، فكان الفلاح في الآخرة مبلغ همهن، وكن خير النساء وخير الزوجات وخير الأمهات، والله حسيبهن.
فهذه هجيمة الوصابية، أم الدرداء الصغرى، اشتهرت بالعلم والعمل والزهد، ترجم لها الذهبي فكان مما قاله عنها: «كانت فقيهة عالمة عابدة واسعة العلم وافرة العقل».

وهذه معاذة بنت عبد الله العدوية وتكنى أم الصهباء البصرية، تلميذة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- وقد روت معظم أحاديثها، وكانت مثلها من المستكثرات من العبادة، قال الذهبي عنها: «بلغني أنها كانت تحيي الليل وتقول عجبت لعين تنام وقد علمت طول الرقاد في القبور».

وغيرهن من الصحابيات والتابعيات اللواتي حافظن على أوقاتهن، وحرصن على أعمارهن، في الصالحات الباقيات، فهن المتبعات في الخير، لا الغافلات المفرطات.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّ اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لماذا يرتعد العالم خوفاً من الدَّولة الإسلامية؟ » لأن كفار العالم لم يتعوّدوا على سماع أحد ...

لماذا يرتعد العالم خوفاً من الدَّولة الإسلامية؟


» لأن كفار العالم لم يتعوّدوا على سماع أحد يخاطبهم بهذه اللهجة منذ عقودٍ مضت عندما خاطب أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي العالم أجمع مُقسماً على الله قائلاً بلسان العزَّة: "فوالله لنثأرن والله لنثأرن ولو بعد حين لنثأرن ولنردَّ الصاع صاعات والمكيال مَكاييل" ثم أكمل قائلا:
"وعمَّا قريبٍ بإذن الله ليأتينَّ يوم يمشي فيه المُسلم في كلِّ مكان سيداً كريماِ مهاباً، مرفوع الرأس محفوظ الكرامة، لا تتجرأ عليه جهةً إلا وتؤدب، ولا تمتدُّ إليه يدُ سوءٍ إلا وتُقطع"


» عندها استفاقت أمريكا على هذا الخطر العظيم فحشَّدت وألَّبت العالم أجمع على هذه الطائفة، عندما سمعوا لهجة الشيخ البغدادي علموا أن هذه الطائفة ليست كغيرها عندما أكمل قائلا: "ألا فليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد، ألا مَن كان غافلاً فلينتبه، ألا مَن كان نائما فليفق، ألا فليعِ من كان مصدوماً مذهولاً، إن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدوّية وأقداماً ثقيلة، كلمةً تُسمع العالم وتفهمه معنى الإرهاب، وأقداماً تدوس وثن القومية وتحطم صنم الديمقراطية وتكشف زيفها، فاسمعي يا أمة الإسلام، اسمعي وعي وقومي انهضي"

عندها فقط أدرك #العم_سام أن لا تفاوض مع هؤلاء القوم
...المزيد

📌 *لࢧاذا يࢪٺعډ العالࢧ خݹڡْاً ࢧݩ الډݹلة الإںںںـلاࢧية؟* لأݩ ڪڡْاࢪ العالࢧ لࢧ يٺعݹډݹا على ںںںـࢧاع ...

📌 *لࢧاذا يࢪٺعډ العالࢧ خݹڡْاً ࢧݩ الډݹلة الإںںںـلاࢧية؟*

لأݩ ڪڡْاࢪ العالࢧ لࢧ يٺعݹډݹا على ںںںـࢧاع أحډ يخاطبهࢧ بهذه اللهجة ࢧݩذ عقݹډٍ ࢧضٺ عݩډࢧا خاطب أࢧيࢪ الࢧؤࢧݩيݩ أبݹ بڪࢪ البغډاډي العالࢧ أجࢧع ࢧقںںںـࢧا على الله قائلا بلںںںـاݩ العزة: "ڡْݹالله لݩثأࢪݩ ݹالله لݩثأࢪݩ ݹلݹ بعډ حيݩ لݩثأࢪݩ ݹلݩࢪډ الصاع صاعاٺ ݹالࢧڪيال ࢧڪاييل" ثࢧ أڪࢧل قائلا:
"ݹعࢧا قࢪيب بإذݩ الله ليأٺيݩ يݹࢧ يࢧشي ڡْيه الࢧںںںـلࢧ ڡْي ڪل ࢧڪاݩ ںںںـيډا ڪࢪيࢧا ࢧهابا، ࢧࢪڡْݹع الࢪأںںںـ ࢧحڡْݹظ الڪࢪاࢧة، لا ٺٺجࢪأ عليه جهة إلا ݹٺؤډب، ݹلا ٺࢧٺډ إليه يډ ںںںـݹء إلا ݹٺقطع"


عݩډها اںںںـٺڡْاقٺ أࢧࢪيڪا على هذا الخطࢪ العظيࢧ ڡْحشډٺ ݹألبٺ العالࢧ أجࢧع على هذه الطائڡْة، عݩډࢧا ںںںـࢧعݹا لهجة الشيخ البغډاډي علࢧݹا أݩ هذه الطائڡْة ليںںںـٺ ڪغيࢪها عݩډࢧا أڪࢧل قائلا: "ألا ڡْليعلࢧ العالࢧ أݩݩا اليݹࢧ ڡْي زࢧاݩ جډيډ، ألا ࢧݩ ڪاݩ غاڡْلا ڡْليݩٺبه، ألا ࢧݩ ڪاݩ ݩائࢧا ڡْليڡْق، ألا ڡْليع ࢧݩ ڪاݩ ࢧصډݹࢧا ࢧذهݹلا، إݩ للࢧںںںـلࢧيݩ اليݹࢧ ڪلࢧة عالية ࢧډݹية ݹأقډاࢧا ثقيلة، ڪلࢧة ٺںںںـࢧع العالࢧ ݹٺڡْهࢧه ࢧعݩى الإࢪهاب، ݹأقډاࢧا ٺډݹںںںـ ݹثݩ القݹࢧية ڪ ݹٺحطࢧ صݩࢧ الډيࢧقࢪاطية ݹٺڪشڡْ زيڡْها، ڡْاںںںـࢧعي يا أࢧة الإںںںـلاࢧ، اںںںـࢧعي ݹعي ݹقݹࢧي اݩهضي"

عݩډها ڡْقط أډࢪڪ # العࢧ_ںںںـاࢧ أݩ لا ٺڡْاݹض ࢧع هؤلاء القݹࢧ
...المزيد

📌 *لࢧاذا يࢪٺعډ العالࢧ خݹڡْاً ࢧݩ الډݹلة الإںںںـلاࢧية؟* لأݩ ڪڡْاࢪ العالࢧ لࢧ يٺعݹډݹا على ںںںـࢧاع ...

📌 *لࢧاذا يࢪٺعډ العالࢧ خݹڡْاً ࢧݩ الډݹلة الإںںںـلاࢧية؟*

لأݩ ڪڡْاࢪ العالࢧ لࢧ يٺعݹډݹا على ںںںـࢧاع أحډ يخاطبهࢧ بهذه اللهجة ࢧݩذ عقݹډٍ ࢧضٺ عݩډࢧا خاطب أࢧيࢪ الࢧؤࢧݩيݩ أبݹ بڪࢪ البغډاډي العالࢧ أجࢧع ࢧقںںںـࢧا على الله قائلا بلںںںـاݩ العزة: "ڡْݹالله لݩثأࢪݩ ݹالله لݩثأࢪݩ ݹلݹ بعډ حيݩ لݩثأࢪݩ ݹلݩࢪډ الصاع صاعاٺ ݹالࢧڪيال ࢧڪاييل" ثࢧ أڪࢧل قائلا:
"ݹعࢧا قࢪيب بإذݩ الله ليأٺيݩ يݹࢧ يࢧشي ڡْيه الࢧںںںـلࢧ ڡْي ڪل ࢧڪاݩ ںںںـيډا ڪࢪيࢧا ࢧهابا، ࢧࢪڡْݹع الࢪأںںںـ ࢧحڡْݹظ الڪࢪاࢧة، لا ٺٺجࢪأ عليه جهة إلا ݹٺؤډب، ݹلا ٺࢧٺډ إليه يډ ںںںـݹء إلا ݹٺقطع"


عݩډها اںںںـٺڡْاقٺ أࢧࢪيڪا على هذا الخطࢪ العظيࢧ ڡْحشډٺ ݹألبٺ العالࢧ أجࢧع على هذه الطائڡْة، عݩډࢧا ںںںـࢧعݹا لهجة الشيخ البغډاډي علࢧݹا أݩ هذه الطائڡْة ليںںںـٺ ڪغيࢪها عݩډࢧا أڪࢧل قائلا: "ألا ڡْليعلࢧ العالࢧ أݩݩا اليݹࢧ ڡْي زࢧاݩ جډيډ، ألا ࢧݩ ڪاݩ غاڡْلا ڡْليݩٺبه، ألا ࢧݩ ڪاݩ ݩائࢧا ڡْليڡْق، ألا ڡْليع ࢧݩ ڪاݩ ࢧصډݹࢧا ࢧذهݹلا، إݩ للࢧںںںـلࢧيݩ اليݹࢧ ڪلࢧة عالية ࢧډݹية ݹأقډاࢧا ثقيلة، ڪلࢧة ٺںںںـࢧع العالࢧ ݹٺڡْهࢧه ࢧعݩى الإࢪهاب، ݹأقډاࢧا ٺډݹںںںـ ݹثݩ القݹࢧية ڪ ݹٺحطࢧ صݩࢧ الډيࢧقࢪاطية ݹٺڪشڡْ زيڡْها، ڡْاںںںـࢧعي يا أࢧة الإںںںـلاࢧ، اںںںـࢧعي ݹعي ݹقݹࢧي اݩهضي"

عݩډها ڡْقط أډࢪڪ # العࢧ_ںںںـاࢧ أݩ لا ٺڡْاݹض ࢧع هؤلاء القݹࢧ
...المزيد

وَسَتُسْأَلِينَ عَنْ عُمْرِكِ فِيمَا أَفنَيْتِهِ [1/2] كم من الوقت يقضيه الناس بين قيل وقال، ...

وَسَتُسْأَلِينَ عَنْ عُمْرِكِ فِيمَا أَفنَيْتِهِ
[1/2]

كم من الوقت يقضيه الناس بين قيل وقال، وكم من الفراغ يمضونه بين سفاسف الأعمال، وكم من العمر يهدرونه بين تفريط وتقصير، وكم من النعم يضيعونها دونما شكر أو تقدير!

ولعل الرجال في هذا الشأن أهون حالا من النساء، إذ إنهم وبحكم القوامة التي ألزمهم الله بها، والتكاليف التي فُرضت عليهم دون النساء، هم بين عمل وجهاد ورباط -هكذا حالهم في دولة الإسلام- أما النساء فيا لطول فراغهن، فراغ ستسأل عنه المرأة كما الرجل، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، قال المباركفوري: «المغبون أي الخاسر في التجارة مأخوذ من الغبن في البيع. والمعنى: لا يعرف قدر هاتين النعمتين كثير من الناس حيث لا يكسبون فيهما من الأعمال كفاية ما يحتاجون إليه في معادهم فيندمون على تضييع أعمارهم عند زوالها ولا ينفعهم الندم» [تحفة الأحوذي].

قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: «ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- للمكلف مثلا بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يعامله، ويلزم الصدق والحذق لئلا يُغبَن، فالصحة والفراغ رأس مال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النفسِ وعدوِ الدين، ليربح خيري الدنيا والآخرة» [فتح الباري]، فلتحذر المسلمة فإن عمرها رأس مالها، وأنَّى لتاجر ضيع رأس ماله أن يفوز ويربح!

فالفراغ إذن نعمة لا يثمنها كثير من النسوة، إذ نجد الواحدة منهن تهدر وقتها في أمور قد تعمر بها دنياها، ولكنها حتما تخرب بها أخراها؛ من جلسة إلى جلسة، ومن حديث إلى حديث، ومن اتصال إلى اتصال، وكل ذلك لا يكاد يخلو من غيبة، أو نميمة، أو إرجاف، أو تناقل إشاعة كاذبة وإذاعتها بين الناس، إلا من رحم ربي وهن قليلات.
وعن أبي برزة الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيمَ أفناه، وعن علمه فيمَ فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه) [رواه الترمذي].

فهلّا تأملتْ المسلمة في عمرها فيما أفنته؟ وهلا حاسبت نفسها الأمارة بالسوء عن وقتها فيما أضاعته؟ والله تعالى يقول: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92-93]، وقال الحسن البصري، رحمه الله: «يعرض على ابن آدم يوم القيامة ساعات عمره، فكل ساعة لم يحدث فيها خيرا تقطعت نفسه عليها حسرات».
هذه ساعات لم يحدِث المرء فيها خيرا تتقطع نفسه عليها حسرات، فكيف بساعات يحدثِ فيها شرا؟ كيف بساعات أسخط فيها ربه وأفرح الشيطان ولم يكُ من المفلحين؟

أيتها الأخت المسلمة إن الناس لم يُخلقوا عبثا حتى يفنوا أعمارهم فيما يضرهم في الآخرة ولا ينفعهم، كيف والله تبارك وتعالى يقول: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، بل خُلقوا ليعبدوا الله -عز وجل- وحده ويعمروا هذه الأرض وفق ما أراده الخالق وشاء، إذ يقول الله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فكيف ستتحقق هذه العبادة للمرأة المسلمة إن هي أهدرت عمرها تلهث وراء الشهوات والملذات، وكانت من اللاهيات الغافلات؟

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل وهو يعِظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [رواه الحاكم].
قال المناوي: «(اغتنم خمسا قبل خمس)، أي افعل خمسة أشياء قبل حصول خمسة أشياء؛ (حياتك قبل موتك)، يعني اغتنم ما تلقى نفعه بعد موتك، فإن من مات انقطع عمله، وفاته أمله، وحق ندمه وتوالى همه، فاقترض منك لك، (وصحتك قبل سقمك)، أي اغتنم العمل حال الصحة، فقد يمنع مانع كمرض فتقدم المعاد بغير زاد، (وفراغك قبل شغلك)، أي اغتنم فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أول منازلها القبر، فاغتنم فرصة الإمكان لعلك تسلم من العذاب والهوان، (وشبابك قبل هرمك)، أي اغتنم الطاعة حال قدرتك قبل هجوم عجز الكبر عليك فتندم على ما فرطت في جنب الله، (وغناك قبل فقرك)، أي اغتنم التصدق بفضول مالك قبل عروض جائحة تفقرك فتصير فقيرا في الدنيا والآخرة، فهذه الخمسة لا يُعرف قدرها إلا بعد زوالها» [فيض القدير].


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 42
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أركَانُ الأخلَاق الفاضلة والسافلة - وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: لا يتصور قيام ساقه إلا ...

أركَانُ الأخلَاق الفاضلة والسافلة

- وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر والعفة والشجاعة والعدل

فالصبر:
يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة والرفق، وعدم الطيش والعجلة.

والعفة:
تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء، والبخل والكذب، والغيبة والنميمة.

والشجاعة:
تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى، الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته.

والعدل:
يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط.

- ومنشأ جميع الأخلاق السافلة، وبناؤها على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب

فالجهل:
يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن والكمال نقصا والنقص كمالا.

والظلم:
يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب.

والشهوة:
تحمله على الحرص والشح والبخل، وعدم العقة والنهمة والجشع، والذل والدناءات كلها.

والغضب:
يحمله على الكبر والحقد والحسد، والعدوان والسفه.

[مدارج السالكين] لابن القيم - رحمه الله -.

◽ المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد 474
الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ
...المزيد

صيدنايا والنفاق العالمي (2) كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس ...

صيدنايا والنفاق العالمي (2)

كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره.

كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات.

أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا".

هذا "الكابوس" لا يطارد أمريكا الصليبية وحدها، بل يطارد أذنابهم المرتدين من الحكومات والميليشيات، ولذلك لا تجد وسائل الإعلام في هذه السجون مادة للاتجار بالمأساة والمعاناة، بل مادة للمزايدة والتشويه والمعاداة ليس للمجاهدين فحسب، بل حتى لنسائهم وأطفالهم، فهؤلاء في عرف القوانين الجاهلية الدولية والثورية "إرهابيون" برتبة أطفال ونساء!! لا تشملهم "الثورة العوراء" ولا "إنسانيتها" الجوفاء.

ولكن ما ضرّهم إن لم يشملهم هذا الغثاء؛ إن شملتهم رحمة المولى سبحانه ولطفه وحسن ثوابه، وقد قضى في كتابه: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}، فلن يُضيع عباده الذين هاجروا وجاهدوا وصبروا وأوذوا في سبيله، وسينتقم بعدله من الصليبيين والمرتدين وكل المتورطين في فصول هذه الجريمة التاريخية، بعذاب من عنده أو بأيدينا، فاللهم دبّر لنا فإننا لا نحسن التدبير.

ومن مظاهر الدجل الإعلامي الذي رافق سقوط الأسد، تبدُّل سلوك الإعلام الموالي للنظام، حيث أقبل "شبيحة الأسد ثوار" يطبلون للثورة بعد أن كانوا قبل أيام ينبحون عليها، حتى غدا الفرق بين "الثوري" و"الشبيح" إسقاط علم ورفع آخر كلاهما من صنع "سايكس بيكو" فيا لهوان الثورة وهوان إعلامها.

من الناحية الشرعية، فإنّ العاملين في وسائل الإعلام النصيرية هم كفار مرتدون محاربون، يستوي في ذلك ذكورهم وإناثهم من المراسلين والمحرِّرين والمصوِّرين و"الممثلين" وكل من له صلة بالمنظومة الإعلامية النصيرية التي عكفت سنوات تناصر الطاغوت وتنافح عنه وتؤيد جرائمه، وإنّ تبديل هؤلاء جلودهم بين ليلة وضحاها من "التشبيح إلى الثورة" يُعد استخفافا بالدماء وإمعانا في الإجرام، وإنّ حكم الإسلام فيهم هو القتل ردَّة جزاء وفاقا لأنهم أولياء وأعوان الطاغوت حكمهم حكمه لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

كما أنّ تصنيفهم إلى إعلاميين "حربيين وغير حربيين" والدعوة إلى محاكمتهم بالقانون هو ضرب من ضروب الجاهلية المتجذّرة، فإنّ القانون هو الذي حماهم وجرأهم على دماء وأعراض المسلمين في عهد "سوريا الأسد، وهو الذي سيكفل حمايتهم في عهد "سوريا الضبع"، وإنّ من عفا عن القتلة والجزارين كسبا لرضى النظام الدولي؛ لن يجرؤ على المساس بمن هم دونهم من الإعلاميين و"الممثلين" الذين رسموا لوحة النظام من قبل! ويرسمون لوحة الثورة من بعد! من خشية النفاق العالي.


◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 474
الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ

المقال الافتتاحي:
صيدنايا والنفاق العالمي
...المزيد

صيدنايا والنفاق العالمي (1) يغلب على السنوات الخدّاعات صبغتان متجذّرتان: صبغة "جاهلية" تصبغ ...

صيدنايا والنفاق العالمي (1)

يغلب على السنوات الخدّاعات صبغتان متجذّرتان: صبغة "جاهلية" تصبغ المعتقدات، وصبغة "دجلية" تصبغ سلوك الأفراد والجماعات، ومن ذلك حالة الدجل والنفاق العالمي التي طغت على وسائل الإعلام في قضية سجن صيدنايا، الذي أدارته "الأقلية" النصيرية العلوية الكافرة لعقود، عذبت وقتلت فيه آلاف المسلمين.

على مسرح الأحداث، وبغير سابق إنذار، صار الإعلاميون يمثلون دور المندهش والمصدوم من مآسي صيدنايا الجاثم على ثرى الشام لأكثر من ثلاثين عاما؛ وكأنّه كان غيبا كُشف حجابه للتو! وكأنّ جرائم النصيرية أمام الشاشات، أقل بشاعة من جرائمهم في أقبية المعتقلات! أو لعلها صدرت عن نظام وردي كان يرمى الناس بالخزامى وبراميل الورود!! إنه دجل ونفاق عابر للحدود.

فهل خفيت على وسائل النفاق العالمي جرائم النشر بالمناشير والقصف بالبراميل والكيماوي وغيرها الكثير، وظهرت فقط جريمة صيدنايا؟! لماذا يحاول الدجالون إقناع الجمهور بأن جرائم صيدنايا كانت "استثناء" وليست سياسة معتمدة لدى سائر الطواغيت؟! لماذا يوهمون الناس أنها كانت "أسرارا تحت أرضية" لم تُكتشف إلا بسقوط الأسد من أعين النظام الدولي؟! وبما إنّ شهية الإعلام مفتوحة هذه الأيام على مآسي الأمة ودموع مراسليه غزيرة؛ فهذا بلاغ إلى جميع وسائل الإعلام المرهفة التي ذرفت دموع النفاق على ضحايا صيدنايا، هل ندلكم على أفرع أخرى لصيدنايا لم تسقط بعد من عين النظام الدولي؟! اذهبوا إلى صيدنايا أفرع لبنان، والأردن، وتركيا، وكلها قريبة؟! ومثلها صيدنايا فرع مصر، وأفرع السعودية والإمارات وبقية دول الخليج، ومثلها أفرع المغرب وتونس وليبيا والجزائر والسودان الجريح.

بل اذهبوا إلى أفرع صيدنايا التي تملأ العراق حيث يتعرض فيها أسرى المسلمين لأبشع صور التعذيب والقتل البطيء على أيدي الرافضة الذين صار "عديم الشرع" حارسا لمعابدهم مؤاخيا لحكومتهم الرافضية "الموقرة! في"سوريا الحرة" تماما كما كان عليه الحال في "سوريا الأسد!" بل هل ندلكم على ما هو أقرب إليكم من ذلك كله، اذهبوا إن استطعتم إلى صيدنايا فرع "إدلب! " الذي يُمسي فيه المجاهد أسيرا، ولا يُصبح إلا داخل السجون العسكرية التركية، بعد الاستعانة بمصباح "عدو الدين" للخدمات الأمنية السحرية!! فإن أبيتم هذا وذاك، فاذهبوا إلى أكبر صيدنايا في سوريا، فرع الهول وغويران حيث الأهوال التي تُرتكب جهارا نهارا في أكبر سجون بشرية علنية يقبع فيها آلاف المجاهدين والمهاجرين الأبرار وعوائلهم الأطهار الذين جاهدوا على ثرى الشام منذ الأيام الأولى للثورة وأسقطوا النظام فعليا لولا تدخل طواغيت الشرق والغرب مع "الثوار!" إنّ في كل بلد طاغوت، ولكل طاغوت صيدنايا ولكنه الدجل الإعلامي والنفاق العالمي، إنها شبكات عالمية للاتجار بمعاناة الناس أو الانقلاب عليها بحسب تقلُّب المزاج الدولي! وأضوائه الخضر والزرق!! وللمفارقة، فإنه بينما تتوجه اليوم وسائل الإعلام إلى صيدنايا للتباكي على أسراه؛ كانت ذاتها تتوجه إلى أسرى غويران والهول، لا لتنقل معاناتهم ولا لتتباكى عليهم، وإنما لتتشفّى بمصابهم وتبتزهم وتساومهم على البث الحي!! وتمارس بحقهم أقذر صور الخِسّة الإعلامية! لعلها تظفر بتراجع أو استجداء تسوِّقه للغثاء، فلا تعود إلا خاسئة ذليلة.

كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره.

كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات.

أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا".


◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 474
الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ

المقال الافتتاحي:
صيدنايا والنفاق العالمي
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً