مقدمة خطبة عن القرآن الكريم وأثره - قصيرة - مكتوبة الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا وهدًى، ...

مقدمة خطبة عن القرآن الكريم وأثره - قصيرة - مكتوبة

الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا وهدًى، ورحمةً للعباد وسُدًى، فيه شفاء للصدور، وهداية للنفوس، نحمده على وحيه، ونشكره على عطائه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وتمسكوا بحبل القرآن، فإنه النجاة من الفتن، والنور في الظُلمات، والحصن من الشبهات، ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾، فتدبروه وتعلموه، واعملوا به ولا تهجروه، فهو كلام الله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

والمكافأة هي: خطبة عن القرآن الكريم مكتوبة «قصيرة & مشكولة»
...المزيد

مقدمة خطبة عن التوبة مكتوبة ومؤثرة الحمد لله الغفور الرحيم، التواب الحليم، يمهل ولا يهمل، ويفتح ...

مقدمة خطبة عن التوبة مكتوبة ومؤثرة

الحمد لله الغفور الرحيم، التواب الحليم، يمهل ولا يهمل، ويفتح أبواب التوبة لكل من أقبل، نحمده ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فاعلموا –عباد الله– أن باب التوبة مفتوح، وأن الله يحب التوابين، ويفرح بعودة العاصين، وإن زلّت القدم، وضلّ القلب، فارجع إلى ربّك، فهو أرحم بك من أمك، ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ﴾، فالندم توبة، والرجوع نجاة، فلا تؤجلوا الأوبة.

أمام هذه؛ فهي: خطبة عن التوبة الصادقة النصوح وفضائلها «مؤثرة — مكتوبة» عبر موقع المزيد
...المزيد

مقدمة خطبة عن الصبر - قوية ومؤثرة ومقسمة على فقرتين فقط الحمد لله الذي جعل الصبرَ مفتاح الفرج، ...

مقدمة خطبة عن الصبر - قوية ومؤثرة ومقسمة على فقرتين فقط

الحمد لله الذي جعل الصبرَ مفتاح الفرج، وسُلم النجاح، ونورًا في دروب البلاء، وجعل بعد كل عسرٍ يُسرًا، وبعد كل ضيقٍ مخرجًا، نحمده على نعمه الغامرة، ونشكره في السراء والضراء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنها خير زادٍ ليوم التناد، واعلموا أن الصبرَ على الشدائد رفعة، وعلى الطاعات منجاة، وبه تُنال الدرجات، وتُمحى السيئات، ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، فصابروا وصابروا، وتمسكوا بالعروة الوثقى، تسعدوا في الدارين.

وللخطباء الباحثون عن التميز؛ هذه: خطبة عن الصبر على البلاء وعلى أقدار الله – مكتوبة ومؤثرة
...المزيد

مقدمة خطبة عن بر الوالدين قصيرة ومؤثرة الحمد لله الذي جعل برّ الوالدين من أعظم القربات، وقرنه ...

مقدمة خطبة عن بر الوالدين قصيرة ومؤثرة

الحمد لله الذي جعل برّ الوالدين من أعظم القربات، وقرنه بعبادته في أعظم الآيات، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ونشكره شكراً يليق بجلاله وسُبُحاته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: فاتقوا الله –عباد الله– واعلموا أن برّ الوالدين بابٌ عظيم من أبواب الجنان، وسبب للفوز بالرضا والغفران، مَن برّ والديه رُزق برّ أبنائه، ومَن عقّهما ذاق الندامة في دنياه وأخراه، ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، فهل جزينا الإحسان إحساناً؟

ونوصيك أيضًا بالاطلاع على الخطبة كاملة؛ عبر الرابط: خطبة عن بر الوالدين مكتوبة كاملة ومعززة بما يلزم
...المزيد

مقدمة خطبة عن الموت: الحمد لله الحيّ الذي لا يموت، الدائم الباقي الذي لا يفوت، كتب على عباده ...

مقدمة خطبة عن الموت:
الحمد لله الحيّ الذي لا يموت، الدائم الباقي الذي لا يفوت، كتب على عباده الفناء، وأحصى آجالهم في اللوح والسماء، لا يُعجزه هارب، ولا يندُّ عنه غائب، نحمده على نعم تدوم، ونشكره على بلاء يزول، ونستغفره من خطيئةٍ وعصيان، ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد الديان، ونشهد أن محمدًا عبده المصطفى العدنان.

أما بعد: أوصيكم –عباد الله– بتقوى الله، فإنها زاد الراحلين، ونور المؤمنين، واعلموا أن الموتَ حقٌّ لا مهرب منه، يأتي بغتة، ويحل فجأة، ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾، فهل تزودنا للقاء؟ أم غفلنا عن الفناء؟

أمَّا هذه؛ فهي: خطبة عن الموت مكتوبة وكاملة ومختتمة بدعاء مؤثر
...المزيد

اتقوا الله عباد الله، واذكروا هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومذل الجبابرة والسادات، ذِكرًا يورث ...

اتقوا الله عباد الله، واذكروا هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومذل الجبابرة والسادات، ذِكرًا يورث خضوعًا، ويبعث خشوعًا، ويزيدكم زهدًا في الفاني، ورغبة في الباقي.

أين ملوك الأرض وأهل السلطان؟!

أين من شيّدوا القصور، وكنزوا الدنانير والدراهم؟!

صاروا في باطن الأرض، تحت الجنادل والرميم، لا مال ينفع، ولا جاه يدفع، ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾.

فيا من طالت آمالك، وتكاثرت أشغالك، اعمل لدار لا يموت فيها ساكن، ولا يهرم فيها قاطن، دارٌ قصورها من ذهب، ومجالسها قرب الرب، وساكنوها الصالحون من كل عصر وزمن، فكونوا منهم، ولا تكونوا مع الغافلين.

وهنا أيضًا أوصيكم بمطالعة خطبة جمعة عن ذكر الموت والاستعداد له؛ نسأل الله ﷻ أن يرزقنا حسن الخاتمة؛ اللهم آمين.
...المزيد

موقع المزيد Almazeyd.Com - تجربة فريدة في تقديم المحتوى العربي الرقمي - في عصر تتسارع فيه وتيرة ...

موقع المزيد Almazeyd.Com - تجربة فريدة في تقديم المحتوى العربي الرقمي

- في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعدد فيه المصادر الإلكترونية، يبرز موقع Almazeyd.Com كمنصة معرفية ثقافية تهدف لتلبية تطلعات واحتياجات القارئ العربي المعاصر.

  1. حياة وخدمات عامة: تعكس المقالات في هذه الأقسام نمط الحياة المعاصر وتقدم حلولًا ونصائح تساعد الأفراد في تنظيم حياتهم اليومية واستغلالها بشكل أمثل.

  2. الغذاء والصحة: يركز الموقع على أهمية الصحة من خلال تقديم مقالات حول الغذاء والنصائح الصحية، بالإضافة إلى الاستشارات الطبية ودليل شامل للأدوية.

  3. الرياضة: يغطي هذا القسم أبرز الأخبار الرياضية، مع مجموعة من الصور الرياضية التي تجسد لحظات لا تُنسى.

  4. العلوم والتعليم: يسعى هذا القسم لتقديم المعلومات العلمية والموارد التعليمية التي تهم الطلاب والباحثين وكل من يتطلع للتعلم والتطور.

  5. الثقافة والأدب: من قصص ومقالات وآراء متنوعة، يهدف الموقع لإثراء الثقافة العربية وتقديم محتوى أدبي مميز.

  6. الإسلام: هو جزء أساسي من الموقع، يضم فتاوى وأدعية وخطب جمعة، موفرًا محتوى ديني موثوق.

  7. التكنولوجيا والأعمال: في ظل التطور التكنولوجي السريع، يقدم الموقع مقالات حول أحدث التكنولوجيا والابتكارات، بالإضافة إلى موضوعات مالية واقتصادية.

  8. موضوعات متنوعة: تشمل قضايا وتحقيقات وأحداث يومية ومناسبات وشخصيات تاريخية، موفرًا للقارئ العربي نافذة على العالم من منظور عربي.


في الختام، موقع المزيد ليس مجرد موقع، بل هو مرجع ثقافي ومعرفي يعكس التنوع والغنى العربي، مواكبًا لأحدث التطورات وتقديم محتوى ذو قيمة وجودة عالية.
...المزيد

خطبة جمعة مكتوبة بعنوان: المواظبة على الطاعات بعد شهر الصيام والقيام. للتنويه والتذكير بما يجب على ...

خطبة جمعة مكتوبة بعنوان: المواظبة على الطاعات بعد شهر الصيام والقيام. للتنويه والتذكير بما يجب على المسلم أن ينتبه له بعد وداع شهر رمضان المبارك.

الخطبة الأولى


الحمد للهِ القائمِ على كل نفسٍ بما كسبت الرقيبِ على كل جارحةٍ بما اجترحت المطلعِ على ضمائرِ القلوبِ إذا هَجَسَت الذى لا يَعزُبُ عن علمِه مثقالُ ذرةٍ في السمواتِ والأرضِ تحرّكَت أو سكنَت المتفضلِ بقَبولِ طاعاتِ العبادِ وإن صغُرت المتفضلِ بالعفوِ عن من معاصيهم وإن كثرت... فسبحانَ من عمَّت نعمتُه كافةَ العبادِ وشملت ووسعت رحمتُه كلَّ شيءٍ وغَمَرت.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له جلَّت قدرتُه وعظُمت.

وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا محمدا عبدُه ورسولُه ، اللهم صلِّ وسلم وأنعمْ وأكرمْ وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى ءالِه وصحبِه ما تحرَّكت الألسنةُ بذلك ونطَقت.

عبادَ اللهِ : أوصيكم ونفسيْ بتقوى اللهِ العظيم، اتَّقوا الله فإنّ تقواه أفضلُ مكتَسَبٍ، "يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" (ءال عمران: 102).... واعلموا أن اللهَ تعالى يقولُ في القرءانِ الكريم:" وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ " (البقرة:284). فاللهَ اللهَ عبادَ الله.

إخوةَ الإيمانِ والإسلامِ: مرّ الفضيلُ بنُ عياضٍ برجلٍ فقال له: كمْ أتتْ عليك؟ قال: ستونَ سنةً قال: فأنتَ منذُ ستينَ سنةً تسيرُ إلى ربِّكَ توشِكُ أن تبلُغَ فقالَ الرجلُ: يا أبا عليٍّ إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون قال له الفضيلُ: تعلمُ ما تقولُ؟ قالَ الرجلُ قلتُ إنا لله وإنا إليه راجعون قالَ الفضيلُ: تعلمُ ما تفسيرُها؟ قال الرجلُ: فسِّرْهُ لنا يا أبا علي قال: قولُك إنا لله أي أنا لله عبدٌ، وإنا إليه راجعون أي أنا إلى اللهِ راجعٌ، فمن علِم أنه عبدُ اللهِ وأنه إليه راجعٌ فليعلمْ بأنه موقوفٌ ومن علِمَ بأنّه موقوفٌ فليعلَمْ بأنه مسؤولٌ ومن علِمَ أنه مسؤولٌ فليعدَّ للسؤالِ جوابًا فقال الرجلُ فما الحيلةُ؟ قال: يسيرٌ، قال: ما هي؟ قال: تُحسِنُ فيما بقيَ يُغفَرْ لك ما مضَى وما بقي، فإنّك إن أسأْتَ فيما بقيَ أُخذتَ بما مضى وما بقي.... فإياكَ أخي المسلمَ، أن تُسيئَ فيما بقيَ من عمركَ، إياكَ أن تبتِعدَ عن طاعةِ اللهِ تعالى بحجةِ أن رمضان انسلخَ وانتهى، فاللهُ تباركَ وتعالى يقولُ: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر:99) ، أي داومْ على عبادةِ الله تعالى حتى يأتيَكَ الموت، وليسَ حتى ينتهيَ رمضان!! فلا تكنْ ممن يصلي في رمضانَ ويتركُ بعدَه، ولا ممن يصومُ شهرَ رمضانَ فحسب، ويتركُ صيامَ النوافلِ كستة أيامٍ من شوال، ولا ممن يُقبِلُ على قراءةِ القرءانِ قراءةً صحيحةً في رمضانَ ويغْفُلُ عنه بعد رمضانَ، ولا ممن يقبلُ على الصدقةِ في رمضانَ ويتركُها بعده، وكأنهُ يريدُ الراحةَ!! أي راحةٍ هذه؟! فلا راحةَ بالابتعادِ عن طاعةِ الله تعالى.

فيا أخي المسلم ، هي أيامٌ أو ساعاتٌ أو دقائقُ أو أقلُّ تمضي على كلِّ واحدٍ منّا ثمّ ينتهي به الأمرُ إلى القبرِ. تُرى أليسَ الكيّسُ من دانَ نفسَه وعمِلَ لِما بعد الموتِ؟...

بلى واللهِ

أليس الكيّسُ الفطِنُ الذكيُّ هو الذي حاسَبَ نفسَه في هذه الدنيا قبلَ أن يُحاسَبَ في الآخرة ِ؟

بلى واللهِ

فالغفلةُ لا تنفَعُ ، ومتاعُ الدنيا قليلٌ. فكم هي عظيمةٌ فرحةُ العبدِ المؤمنِ الصالحِ بما قام به من الخيراتِ في رمضانَ، فقد قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ". فيفرحُ الصائمُ يومَ القيامةِ عندما يلاقي الجزاءَ والثوابَ من اللهِ تعالى. وهذا للصائمِ الذي صام فقُبِل صيامُه بأن جاءَ بأسبابِ القَبولِ، وليس للجائعِ الذي أخبرَ عنه رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بقولِهِ: "وربَّ صائمٍ حظُّهُ من صيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ".

وقد رُوي عن سيدِنا عليٍّ رضي اللهُ عنه أنه كان ينادي في آخرِ ليلةٍ من شهرِ رمضان: "يا ليتَ شعري من هذا المقبول فنُهنّيهِ ومن هذا المحرومُ فنعزّيهِ، أيها المقبولُ هنيئا لك، أيها المردودُ جبرَ اللهُ مصيبتَك".

نسألُ اللهَ تعالى أن يجعَلَنا من المقبولين.

أخي المسلم: تذكرْ أن العبرةَ بالخواتيمِ، العبرةَ بالحالِ التي تموتُ عليها، فإن كانت حسنةً فزتَ وربحتَ، وإن كانت سيئةً خبتَ وخسرتَ، فهذا عكرمةُ ابنُ أبي جهل قاتلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في غزوة بدرٍ وفي أحد وفي غزوةِ الخندق ويومَ فتحِ مكة، حتى خرج هاربا لما دخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاتحًا لمكة، فلحقت به زوجتُهُ وأعطتهُ الأمانَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فرجعَ فلما دخل على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرحبًا بالرَّاكبِ المُهاجرِ" وكان عكرمةُ بعد ذلك إذا فتح المصحفَ يغشى عليهِ من هيبةِ كلامِ الله تعالى، وكانَ يضعُ المصحفَ على وجهِهِ ويقبِّلهُ ويقول: كلامُ ربي ما أحلاهُ، كلامُ ربّي ما أحلاه. ويومَ معركةِ اليرموكِ يأتي سيدنا عكرمةُ رضي الله عنه، فيخرجُ سيفَهُ من غِمدِهِ، ويكسرُ الغِمدَ أي بيتَ السيف، حتى لا ينتفعَ به أحدٌ من المشركين، ثم يقولُ رضي الله عنهُ: "من يبايعني على الموت؟" فيقولُ له سيدُنا خالدُ بنُ الوليد رضي الله عنه: يا عكرمةُ ارفُقْ بنفسِكَ، فيقولُ له سيدنا عكرمةُ رضي الله عنه: يا خالدُ إليكَ عني أنت كانت لك سابقةٌ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أما أنا فقد كنتُ أُقاتِلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الآنَ أعجِزُ عن قتالِ الروم!! لا والذي نجّاني يومَ بدرٍ، ثم قال: من يبايُعُني على الموت؟ فبايعهُ أربعُمائةِ رجلٍ تقريبا، فقاتلَ قتالَ الأبطالِ حتى استُشهِدَ وقد وجدوا في جسدِه بضعًا وسبعين طعنةً مقبلا غيرَ مدبر، كان يقاتلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ولكنْ خاتمتُه كانت أن ماتَ شهيدا رضي الله عنه فالعبرةُ بالخواتيم، فلا يضحكنّ الشيطانُ عليك ويغريكَ بما فعلت من صلواتٍ وصدَقاتٍ وقراءةِ قرءانٍ في رمضانَ، فيجرُّكَ إلى تركِ ذلك بعد رمضان؛ بل حَافِظْ أخي المسلم عَلَى صَلَاتِك، وَاجْتَهِدْ فِي عِبَادَتِك، وَنَوِّرْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْءانِ تلاوةً صحيحةً قلبكَ وَبيتَكَ، وَأَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِكَ، لترضيَ اللهَ تعالى خالقكَ ، وتفوزَ بالجنةِ في ءاخِرَتِكَ.

نسأل اللهَ تبارك وتعالى أن يتقبلَ صيامنَا وقيامَنا، وسائرَ طاعاتِنا، وأن يُحسِنَ ختامَنا هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم.

وهذه أيضًا خطبة من موقع المزيد.كوم؛ بعنوان: خطبة ماذا بعد رمضان مكتوبة ومؤثرة

الخطبة الثانية


الحمدُ للهِ لهُ النعمةُ وله الفضلُ وله الثناءُ الحَسَنُ والصلاةُ والسلامُ على سيدنَا محمدٍ سيدِ البشرِ.

عبادَ اللهِ اتقوا اللهَ وأطيعوهُ.

أمَّا بعدُ.. عبادَ اللهِ: روى البخاريُّ في صحيحِهِ عَنْ السيدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ". وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلًا ‌أَثْبَتَهُ (أَيْ: وَاظَبَ عَلَيْهِ)، وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ‌"يَا ‌مُصَرِّفَ ‌الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي ‌عَلَى ‌طَاعَتِكَ" فَاسْتَثْمِرُوا يَا عِبَادَ اللَّهِ مَا بَقِيَ مِنْ عمُركُم فِي طَاعَةِ رَبِّكُمْ، فإنما الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا وهذه أيامُ شوالٍ مقبلَةٌ إلينا، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول:" مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"؛ لأن الحسنةَ بعشرِ أمثالِها فرمضانُ ثلاثون يوما، تضاعف إلى ثلاثِمائةِ يوم، وهي عشرةُ أشهرٍ تقريبا، والستةُ من شوالٍ تضاعف إلى ستينَ يوما، وهي شهرانِ؛ فيكونُ كصيامِ السنةِ.

نسألُ اللهَ تعالى أن يثبِّتَنا على طاعتِهِ، إنه على كل شيءٍ قديرٌ وبعبادِه لطيفٌ خبيرٌ.

عِبَادَ اللهِ : إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيْمٍ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ الكَرِيمِ فَقَالَ: "إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلونَ على النبيِّ يا أيُّهَا الذينَ ءامَنُوا صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" لبيكَ اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمينَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ.


  • اللهمّ اغفر للمسلمينَ والمسلماتِ والمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأموات.

  • اللهم اجعلنا من الصابرين القانتين القائمين العابدين.

  • اللهم ارفعِ البلاءَ والأمراضَ عنِ المسلمينَ، وَفَرِّجْ عَنَّا وَقِنَا شَرَّ مَا نَتَخَوَّفُ.

  • اللهم فَرِّجِ الكَرْبَ عَنِ الأَقْصَى يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ، واحفظْ فيه المسلمينَ المرابطين.

  • لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِيْنَ.

  • اللهمّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ، أنتَ الغنيُّ ونَحنُ الفقراءُ.

  • اللهم فرج كروبنا واستر عيوبنا وأذهب همومنا يا رب العالمين.

  • اللهمّ أغِث قلوبَنا بالإيمانِ واليقين.

  • اللهم اجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمينَ.

  • اللهم وَفِّقْ مَلِكَ البلادِ لِمَا فيه خيرُ البلادِ والعبادِ يا ربَّ العالمينَ ارزقْهُ البطانَةَ الصالحةَ التي تأمرُهُ بالمعروفِ وتنهاهُ عنِ المنكرِ.



عبادَ اللهِ:" إنَّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القربى وينهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبغي يعظكُمْ لعلكم تذكرونَ ...
...المزيد

خطبة: نعوذ بالله من حر جهنم إحدى خطب الشيخ خالد محمد القرعاوي -جزاه الله خيرا-. تناول من خلالها ...

خطبة: نعوذ بالله من حر جهنم

إحدى خطب الشيخ خالد محمد القرعاوي -جزاه الله خيرا-. تناول من خلالها تقلب الليل والنهار وما يدعونا ذلك إلى التفكر في آيات الله ﷻ. وما يجدر بالمسلم التفكر فيه وفعله وقوله إذا اشتد الحر.

مقدمة الخطبة


الحمد لله الذي خلق فسوى؛ أظهر عجائبه وعظمته بمخلوقاته، وأمر بالتدبر والنظر في أرضه وسماواته، سبحانه وبحمده نعمه تترى، وفضله لا يحصى، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، أصدق العباد لله شكرا، وأعظمهم لربه ذكرا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وإيمان إلى يوم الدين.

الخطبة الأولى


أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى فهي وصية الله للأولين والآخرين، وهي مستمسك الصالحين، وسبيل النجاة في الدنيا ويوم الدين. معاشر المسلمين: في تقلب الزمان مدكر، وفي التحول من شتاء إلى صيف محرق ما ينبه المتذكرين، وينير عقولهم تفكرا بعظمة الباري وسعة سلطانه، ونفوذ قدرته ومشيئته، وعموم علمه وحلمه،وشمول ملكه وحكمته. القائل في كتابه: ﴿يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾.

وهذا التقلب يسوقنا إلى شكر الله على جميع نعمه، فلقد نبه الله المؤمنين لذلك فقال: ﴿وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا﴾.

فالمساكن والمساجد والمراكب وأماكن العمل في برد معتدل وتكييف لطيف فلله الحمد والمنة. عباد الله: نعيش أيامنا مع واعظ الصيف وخطيبه، فهل أصغت قلوبنا لموعظته؟ووعينا دروسه وحكمه؟فمن منا لم يؤذه حر الصيف؟من منا من لم يسمع بمئات البشر ممن أهلكهم الحر وأفناهم في دول غربية وأوروبية،من منا من لم ير حرائق الغابات التي لم يسيطر عليها البشر؟فأي شيء نتعلمه من ذلك؟هل يكون حظنا متابعة الأخبار المجردة؟ كلا فالمؤمن يتذكر ويتعظ ويعتبر.

رأى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوما في جنازة قد توقوا من حر الشمس إلى الظل، فأبكاه المنظر فأنشد قائلا: من كان حين تصيب الشمس جبهته*أو الغبار يخاف الشين والشعثا. ويألف الظل كي تبقى بشاشته*فسوف يسكن يوما راغما جدثا. تجهزي بجهاز تبلغين به*يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا.

عباد الله: يسال البعض من أين يأتي الحر؟ فقد أجاب عن ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين: من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ، قال: " قالت النار: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي أتنفس، فأذن لها بنفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فما وجدتم من برد، أو زمهرير فمن نفس جهنم، وما وجدتم من حر، أو حرور فمن نفس جهنم".

وقال ﷺ: «إذا كان الحر، فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم». أعرفتم يا رعاكم الله أن مصدره من نار جهنم!أعاذنا الله جميعا منها. إذا حق لنا أن نذكر بأن الصيف موعظة، وأي موعظة! موعظة بأن نستعذ بالله من عذاب جهنم.

وهذا منهج ربنا في كتابه العزيز يذكرنا بنعيم الجنة ويخوفونا من عذاب النار. التي وصفها الله بقوله: ﴿إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا﴿. عباد الله: لقد كان رسول الله ﷺ يستغل أي فرصة لتذكير أصحابه، فإن رأى غيما ذكر بقوم عاد، وإن آنس حرا أو رأى نارا عظيمة ذكر فقال: «ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم» قيل يا رسول الله إن كانت لكافية قال: «فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها». وإن رأى مريضا بالحمى ذكر بفيح جهنم، فقال ﷺ: «الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء». ولما دخل صلى الله عليه وآله وسلم على أم السائب يزورها قال: «ما لك؟ يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين؟» قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: «لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد» الأحاديث رواها الإمام مسلم.

أيها الأخ المسلم: حق عليك أن تسأل نفسك وأنت تتقي حر الدنيا: كيف تتقي حر الآخرة؟ التي قال الله عنها: ﴿ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة﴾. وإذا كان حر الدنيا من فيح جهنم فهو أيضا بسبب دنو الشمس نحو الأرض قليلا! فما بالكم بمشهد وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: «تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل» قال سليم بن عامر: فوالله ما أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين قال: «فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما» وأشار رسول الله ﷺ بيده إلى فيه. رواه مسلم. يا مؤمنون: استعيذوا بالله من عذاب جهنم، فهذه وصية رسول الله لنا. وفقنا الله جميعا للأعمال الصالحة والأقوال الطيبة وأعاذنا برحمته من عذاب النار.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

وهذا مقترح: خطبة: الآيات الكونية في القرآن الكريم

الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: ﴿ تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن﴾ سبحانه وهو اللطيف الخبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله إمام الأنبياء، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وعنا معهم يا أرحم الراحمين. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وطهروا قلوبكم، وأصلحوا أعمالكم، فاليوم مهلة وعمل، وغدا حساب ولا عمل، فاستبقوا الخيرات، وتزودا من الصالحات فهي الباقيات.

إخوة الإيمان: في تقلب الزمان وتحول الحال فرصة للنظر والتفكر والاعتبار كما قال ربنا جل وعلا: ﴿يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾.

العالم اليوم يتحدثون عن الاحتباس الحراري في الأرض، ويتابعون بدقة درجات الحرارة ويتخذون كافة الوسائل والاحتياطات، وينسون أن الأمر كله لله وبيد الله يقلبه كيف يشاء، فعلى العباد أن يعلموا أن الأرض اليوم تعج بالشرك والمعاصي، والشذوذ والسفور، وأن الظلم قد سام العباد، وكثر الهرج والمرج، واستهين بالدماء، واستبيحت الأعراض، فعلى الخلق أن يعودوا إلى الله، وأن يعودوا لمنهج الله القويم، وصراط المستقيم، وليتذكروا قول الله ﷻ: ﴿ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون﴾. وسنة الله على العباد ماضية ولن تجد لسنة الله تبديلا. فقد عذب الله قوم شعيب عليه السلام بعذاب يوم الظلة فقد أرسل الله إليهم سموما من جهنم، فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحر، فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون، فخرجوا من منازلهم هاربين والسموم يطاردهم، فسلط الله عليهم الشمس من فوقهم والرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم!

أيها المؤمنون: أعظم ما يدفع به العذاب وتتقى به النار الاكثار من الحسنات والتخفف من السيئات، فالمؤمنون فالموقنون بوعد الله ووعيده دائما خائفون من عذاب السموم، ذلك لأن الله من عليهم فوقاهم عذاب السموم، ﴿إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم﴾.

عباد الله: أطفئوا حر الصيف بمواساة الفقراء والصدقة عليهم، وتواصوا بالبر والمعروف، وارحموا العمالة الكادحة من حر الظهيرة، فلا تكلفوهم ما لا يطيقون، وارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء. ولا تنسوا أن "سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " في حديث صححه الإمام الألباني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس، أو قال: حتى يحكم بين الناس قال يزيد: فكان أبو الخير لا يخطئه يوم لا يتصدق منه بشيء، ولو كعكة ولو بصلة.

عباد الله: نحن ننعم بحمد الله ببيوت وتكييف وتبريد، وفي بيوت مآس لا يعلمها إلا الله ﷻ أرامل ومطلقات، وعاطلون ومديونون، قد يقطع عنهم التيار وليس لهم بعد إلا أنتم. فهلا تفقدنا الأقارب والجيران والفقراء والمعوزين، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. هذا وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، فقد أمركم الله بذلك فقال: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾.

  • فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارزقنا إتباعه ظاهرا وباطنا، وارزقنا حسن القول والعمل، اللهم جمل بواطننا بالإخلاص والتقوى. وظواهرنا بالطهر والنظافة والنقاء.

  • اللهم اغفر لنا ولوالدينا والمسلمين أجمعين. اللهم أدم علينا الأمن والأمان والإيمان ووفقنا لما تحب يا رحمان، وفق ولاة أمورنا لخدمة دينك واتباع سنة نبيك، ويسر لهم الهدى.

  • اللهم وانصر جنودنا واحفظ بلادنا وحدودنا، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

  • ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.


عباد الله أذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

وهنا أيضًا: خطبة عن صفات المنافقين في القرآن الكريم والسنة النبوية
...المزيد

خطبة عن صفات المنافقين في القرآن الكريم والسنة النبوية نسوق إليكم هنا خطبة جمعة مباركة، يكشف من ...

خطبة عن صفات المنافقين في القرآن الكريم والسنة النبوية

نسوق إليكم هنا خطبة جمعة مباركة، يكشف من خلالها الشيخ محمود بن أحمد الدوسري عن صفات المنافقين التي تناولتها آيات كتاب ربنا عز وجل، وما أوضحته أحاديث نبينا ﷺ.

الخطبة الأولى:


الحمد لله الحليم الغفار، العزيز الجبار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وآله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار.

أما بعد: فقد اشتد خوف الصحابة -رضي الله عنهم- ومن بعدهم من الصالحين من النفاق؛ حتى كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- إذا فرغ من التشهد في الصلاة يتعوذ بالله من النفاق، ويكثر التعوذ منه، فقال له أحدهم: وما لك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟ فقال: "دعنا عنك، دعنا عنك، فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة، فيخلع منه".

وقال ابن أبي مليكة -رحمه الله-: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -ﷺ- كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل" ~ (رواه البخاري).

وقال ابن القيم -رحمه الله-: "تالله لقد ملئت قلوب القوم إيمانا ويقينا، وخوفهم من النفاق شديد، وهمهم لذلك ثقيل، وسواهم كثير منهم لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، وهم يدعون أن إيمانهم كإيمان جبريل وميكائيل".

عباد الله: جاء ذكر المنافقين والمنافقات في القرآن والسنة في مواضع عديدة، تبين صفاتهم، وتحذر المؤمنين منهم، ومن أخلاقهم، حتى أفرد الله ﷻ سورة خاصة بهم، فمن أهم صفاتهم: مرض القلب، قال ﷻ: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) ~ [البقرة: ١٠]، قال ابن القيم -رحمه الله-: "قد نهكت أمراض الشبهات والشهوات قلوبهم فأهلكتها، وغلبت القصود السيئة على إراداتهم ونياتهم فأفسدتها".

ومن صفاتهم: الطمع الشهواني، قال سبحانه: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ~ [الأحزاب: ٣٢]، والمرض هنا: هو شهوة الزنا، قال السعدي -رحمه الله-: "القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات المردية؛ فالكفر والنفاق والشكوك والبدع كلها من مرض الشبهات، والزنا ومحبة الفواحش والمعاصي وفعلها من مرض الشهوات، والمعافى من عوفي من هذين المرضين".

ومن صفاتهم: التكبر والاستكبار، قال الله ﷻ: (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون) ~ [المنافقون: ٥] أي: صدوا وأعرضوا عما قيل لهم استكبارا عن ذلك، واحتقارا لما قيل.

ومن صفاتهم: الاستهزاء بآيات الله، والاستهزاء بالمؤمنين، قال الله ﷻ: (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون) ~ [التوبة: ٦٤]، وقال سبحانه:(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون) ~ [البقرة: ١٤]، قال ابن القيم -رحمه الله-: "لكل منهم وجهان: وجه يلقى به المؤمنين، ووجه ينقلب به إلى إخوانه من الملحدين. وله لسانان: أحدهما يقبله –بظاهره- المسلمون، والآخر يترجم به عن سره المكنون".

ومن صفاتهم: صد الناس عن الإنفاق، قال ﷻ: (هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون) ~ [المنافقون: ٧].

ومن صفاتهم: أنهم سفهاء، ويرمون المؤمنين بالسفه، قال ﷻ: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) ~ [البقرة: ١٣].

ومن صفاتهم: موالاة الكافرين، قال ﷻ: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) ~ [النساء: ١٣٨-١٣٩].

ومن صفاتهم: التربص بالمؤمنين، قال ﷻ: (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين) ~ [النساء: ١٤١]، فهم ينتظرون الحالة التي تصيرون عليها، وتنتهون إليها من خير أو شر، قد أعدوا لكل حالة جوابا بحسب نفاقهم.

ومن صفاتهم: مخادعة الله -وهم المخدوعون- والكسل في العبادات، قال ﷻ: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) ~ [النساء: ١٤٢] يخادعون الله بما أظهروه من الإيمان، وأبطنوه من الكفران؛ ظنوا أنه يروج على الله، والحال أن الله ﷻ خادعهم.

ومن صفاتهم: التذبذب والتردد، قال ﷻ: (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) ~ [النساء: ١٤٣]، فهم متحيرون في دينهم، قال رسول الله -ﷺ-: "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين؛ تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة" ~ (رواه مسلم)، والعائرة: المترددة الحائرة لا تدري لأيهما تتبع.

ومن صفاتهم: التحاكم إلى الطاغوت، قال ﷻ: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به) ~ [النساء: ٦٠]، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن حاكمتهم إلى صريح الوحي وجدتهم عنه نافرين، وإن دعوتهم إلى حكم كتاب الله وسنة رسوله -ﷺ- رأيتهم عنه معرضين".

ومن صفاتهم: الإفساد بين المؤمنين، قال ﷻ: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم) ~ [التوبة: ٤٧].

ومن صفاتهم: الحلف الكاذب، والخوف والجبن والهلع، قال ﷻ: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون) ~ [التوبة: ٥٦-٥٧]، وقال ﷻ: (يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم) ~ ؛ لأنهم جبناء.

ولا يفوتكم أيضًا هنا: خطبة عن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية

الخطبة الثانية:


الحمد لله…

أيها المسلمون: ومن صفات المنافقين: يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله -ﷺ- كانوا إذا خرج النبي -ﷺ- إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله -ﷺ-، فإذا قدم النبي -ﷺ- اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فنزلت:(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب) ~ [آل عمران: ١٨٨](رواه مسلم).

ومن صفاتهم: يعيبون العمل الصالح، قال ﷻ:(الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم) ~ [التوبة: ٧٩]، فإن تصدق أحد بمال جزيل قالوا: "هذا مراء"، وإن تصدق بشيء يسير قالوا: "إن الله لغني عن صدقته".

ومن صفاتهم: الرضا بأسافل المواضع، قال ﷻ: (وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين) ~ [التوبة: ٨٦]، رضوا لأنفسهم بالعار، والقعود في البلد مع النساء.

ومن صفاتهم: الأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) ~ [التوبة: ٦٧].

ومن صفاتهم: كره الجهاد، والتخلف عنه، قال ﷻ: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر) ~ [التوبة: ٨١].

ومن صفاتهم: التخذيل والإرجاف، قال ﷻ: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) ~ [الأحزاب: ١٢].

ومن صفاتهم: تأخير الصلاة عن وقتها، قال رسول الله -ﷺ-: "تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا، لا يذكر الله فيها إلا قليلا" ~ (رواه مسلم)، قال ابن القيم -رحمه الله-: "يؤخرون الصلاة عن وقتها الأول؛ فالصبح عند طلوع الشمس، والعصر عند الغروب، وينقرونها نقر الغراب، إذ هي صلاة الأبدان، لا صلاة القلوب".

ومن صفاتهم: التخلف عن صلاة الجماعة، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "من سره أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن… ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق" ~ (رواه مسلم).

ومن صفاتهم: البذاءة والبيان، قال النبي -ﷺ-: "الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق" ~ (صحيح، رواه الترمذي)، قال الترمذي -رحمه الله-: "والعي: قلة الكلام، والبذاء: هو الفحش في الكلام، والبيان: هو كثرة الكلام؛ مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسعون في الكلام، ويتفصحون فيه، من مدح الناس فيما لا يرضي الله".

ومن أبرز صفات المنافق؛ كما قال النبي -ﷺ-: "إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" ~ (رواه البخاري ومسلم).
...المزيد

خطبة عيد الأضحى المبارك (مكتوبة) والآن مع هذه الجميلة البليغة؛ انها خطبة عيد الأضحى المبارك ...

خطبة عيد الأضحى المبارك (مكتوبة)

والآن مع هذه الجميلة البليغة؛ انها خطبة عيد الأضحى المبارك للشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل، جزاه الله خيرا. نجد فيها الوعظ القوي والإرشاد الحسن. ولكن دعونا أولا نُلقي نظرة على عناصرها.

عناصرها:

  • الفرحة بالعيد والعتق من النيران.

  • الوصية بتقوى الله في يوم العيد.

  • من مظاهر قدرة الله تعالى وعظمته.

  • بعض فضائل إيمان العبد بقدرة الله وحكمته.

  • يقين المؤمن بحسن اختيار الله تعالى له.

  • أفعال الله تعالى في خلقه دائرة بين العدل والرحمة.

  • الوصية والتذكير للمرأة المسلمة.


وبداية؛ نوصيكم بالاطلاع على: خطبة عيد الأضحى قصيرة pdf + مكتوبة.. رائعة

الخطبة الأولى:


الحمد لله الخلاق العليم؛ تفرد بالجلال والكمال، وتنزه عن النظراء والأمثال، حي لا يموت، وباق لا يفوت "إذا قضى الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله".

الحمد لله البر الرحيم، الرزاق الكريم؛ يفيض على عباده فيغمرهم بجوده وإحسانه، خزائنه لا تنفد، وعطاؤه لا ينقطع (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون * وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) ~ [الروم: ٢٥-٢٦]. نحمد ربنا؛ فله الحمد كله، لا نحصي ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه؛ شرح صدورنا للإيمان، وعلمنا السنة والقرآن، وهدانا لشرائع الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ جعل الأضاحي والمناسك من شعائره العظيمة، ورتب عليها أجورا كبيرة، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وأعظم الشعائر في يوم العيد ذبح الأضاحي؛ (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ~ [الحج: ٣٢]، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ "ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما" صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر؛ أعتق بالأمس خلقا كثيرا من النار لا يعلم عددهم أحد سواه؛ فاللهم اجعلنا ووالدينا وأهلنا وذرياتنا وأحبابنا منهم يا رب العالمين.

الله أكبر؛ رفعت إليه بالأمس دعوات كثيرة فأجابها، وهو مجيب الدعوات، اللهم فأجب دعواتنا، واغفر زلاتنا، ووالدينا والمسلمين.

الله أكبر؛ يسير الآن الحجاج في جموع غفيرة إلى الجمرات ليرموها (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) ~ [الحج: ٢٩]، فاللهم اقبل من الحجاج حجهم، ومن المضحين ضحاياهم، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أما بعد: فاتقوا الله ﷻ في هذا اليوم العظيم وأطيعوه؛ فإنه تاج الأيام ورأسها، وهو العيد الأكبر للمسلمين، قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر"، فعظموه كما عظمه الله ﷻ بالتكبير والطاعة، واجتناب المعاصي؛ فإنها تنافي الشكر (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) ~ [الحج: ٣٦].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الناس: حين يرى العبد ما يعج به العالم من مخلوقات، وما يموج فيه من أحداث، وما يقع فيه من تقلبات؛ يتملكه خوف شديد، ويصاب بدهشة كبيرة؛ لما يرى من كثرته وتنوعه وتجدده. وما لا يراه ولا يعلمه أكثر مما يرى ويعلم؛ ليدرك العبد شيئا من عظمة الله ﷻ وقدرته ﷻ، وإحاطته بخلقه (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) ~ [الطلاق: ١٢].

ولله ﷻ في أفعاله حكم باهرة، وحجج بالغة؛ فهو ﷻ الحكيم العليم، لا يخلق شيئا عبثا (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) ~ [المؤمنون: ١١٥]، (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ~ [القيامة: ٣٦]. وكل ما يقع في الكون فهو بأمر الله ﷻ وعلمه وقدرته؛ (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) ~ [الأعراف: ٥٤] (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) ~ [الفرقان: ٢]. وإيمان العبد بذلك يجعله يركن إلى الله ﷻ فيستروح ببرد اليقين، ويؤمن أن كل شيء بتقدير. فيتوجه بقلبه إلى ربه ﷻ ويذر المخلوقين، فلا يرجو منهم نفعا ولا ضرا، ولا يصرف لهم رجاء ولا خوفا؛ لعلمه أن علم الله ﷻ يحيط بهم، وأن أمره ﷻ يصيبهم، فالخلق ليسوا مفزعا مهما عظموا، ولن يكونوا ملجأ مهما كانوا؛ فالمفزع والملجأ إلى الله ﷻ وحده، ولا حول ولا قوة للعباد إلا به؛ (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) ~ [المائدة: ٢٣]، (قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون) ~ [الزمر: ٣٨].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

وربنا -سبحانه وتعالى- لا يقدر أمرا إلا لحكمة، سواء ظهرت للخلق أم خفيت عليهم؛ (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار) ~ [ص: ٢٧]، (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون) ~ [الدخان: ٣٨-٣٩]. وما علم العباد حكمته من خلق الله ﷻ وأفعاله وأقداره ﷻ فهو الذي علمهم إياه، وما طوي عنهم علمه فلن يعلموه مهما أوتوا من العلم، والمصلحة أن لا يتكلفوا علم ما حجب عنهم؛ فإن القدر سر الله ﷻ في خلقه، لم يكشفه لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، فكيف يكشف لآحاد الناس؟
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

وأفعال الله ﷻ صادرة عن مشيئته ﷻ؛ فما شاءه كان، وما لم يشأه لم يكن؛ (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء) ~ [آل عمران: ٢٦]، (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) ~ [آل عمران: ٣٧]، (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) ~ [الأعراف: ١٢٨]، (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) ~ [سبأ: ٣٦].

ومشيئة العباد تحت مشيئته ﷻ؛ (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) ~ [التكوير: ٢٩]، ولا يحتج بالقدر على الكفر والمعاصي؛ فإن الله ﷻ منح العبد إرادة ومشيئة، وجعل له سمعا وبصرا وعقلا يدرك به النفع والضر، والخير والشر، ودله على الصراط المستقيم، وحذره من طريق الجحيم؛ فقامت عليه الحجة، وقطعت عنه المعذرة؛ (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) ~ [الأنعام: ١٤٩]، (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) ~ [النساء: ١٦٥].

وقد يقدم العبد على ما يظنه خيرا معجلا فيكون شرا مؤجلا، وقد يفعل ما يظن فيه نفعا فيكون عليه ضررا، والخيرة خفية، ولو كشف القدر للمؤمن لما حاد عن اختيار الله ﷻ له؛ فإن الله ﷻ يحب المؤمنين، ولا يختار لهم إلا ما هو خير لهم في العاقبة، ولو بدا لهم غير ذلك في أول وهلة، وهذا من حسن الظن بالله ﷻ، وهو ﷻ عند ظن عبده به، فإن ظن به خيرا فله، وإن ظن شرا فله.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

ولا بد أن يوقن المؤمن أن أفعال الله ﷻ وأقداره في خلقه دائرة بين العدل والرحمة؛ فالجنة ونعيمها من آثار رحمته، والنار وعذابها من آثار عدله، وهلاكه للمكذبين عدل، وإنظاره للعاصين رحمة، ولا يدخل أحد الجنة إلا برحمته؛ (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) ~ [النساء: ٤٠]، (ولا يظلم ربك أحدا) ~ [الكهف: ٤٩]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو يؤاخذني الله وابن مريم بما جنت هاتان -يعني الإبهام والتي تليها- لعذبنا ثم لم يظلمنا شيئا" ~ (صححه ابن حبان) ~ ، وقال صلى الله عليه وسلم: "لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة" ~ (رواه الشيخان).

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم…

هنا أيضًا: خطبة عيد الأضحى مكتوبة ومشكولة

الخطبة الثانية:


الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله ﷻ وأطيعوه، وكبروه في هذه الأيام العظيمة؛ فإنها أيام أكل وشرب وذكر لله ﷻ كما في الحديث الصحيح.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المرأة المسلمة: إن الدنيا بكل ما فيها من متاع ليست شيئا يذكر بالنسبة للآخرة؛ (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) ~ [الرعد: ٢٦]، وإن جزاء الله ﷻ للمؤمنات في الآخرة عظيم، وهن في الجنة أفضل من الحور العين؛ (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) ~ [النحل: ٩٧]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "... ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" ~ (رواه البخاري). فهنيئا لكل مؤمنة تمسكت بدينها، وحافظت على حجابها وحيائها، وقامت ببيتها وبعلها وأولادها، ودعت إلى ذلك بنات جنسها؛ فلها أجرها وأجرهن.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: ضحوا تقبل الله أضاحيكم، وكلوا منها وتصدقوا وأهدوا، وافرحوا بالعيد فيما أحل الله ﷻ لكم، وبروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، وأدخلوا البهجة بالعيد في بيوتكم؛ فإنه فسحة الله ﷻ وسعته لعباده المؤمنين. وكبروا الله ﷻ إذ هداكم، واشكروه على ما أعطاكم.

أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

هنا أيضًا: خطبة العيد الكبير «عيد الأضحى – يوم النحر – عيد الحجاج»
وصلوا وسلموا على نبيكم…
...المزيد

خطبة: وليال عشر -مكتوبة- عناصرها: عشر ذي الحجة أفضل الأيام | فضائل يوم عرفة | حال السلف في يوم ...

خطبة: وليال عشر -مكتوبة-

عناصرها: عشر ذي الحجة أفضل الأيام | فضائل يوم عرفة | حال السلف في يوم عرفة.

الخطبة الأولى


الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ~ [آل عمران: ١٠٢]، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ~ [النساء: ١]، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) ~ [الأحزاب: ٧٠-٧١]، أما بعد:

أيها المسلمون: فإن من رحمة الله ﷻ بعباده وتفضله عليهم أن يسر لهم مواسم للتزود من الطاعات والمسارعة إلى جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات؛ وها هي تدخل علينا أعظم أيام الدنيا على الإطلاق؛ حيث أن العمل الصالح فيها أحب الأعمال إلى الواحد الخلاق؛ كما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة، ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء" ~ (أخرجه البخاري) ~ ، وروى جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" ~ (صححه الألباني).

والمتأمل في سبب تفضيل العشر الأول من ذي الحجة؛ اجتماع أمهات العبادات فيها دون غيرها من الأيام والشهور؛ يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

عباد الله: وأيام العشر الفاضلة من ذي الحجة تتفاوت في الفضل والمنزلة نظرا لتفاوت ما شرع فيها من أعمال جليلة وشعائر عظيمة؛ فأفضل أيامها يوم النحر -يوم عيد الأضحى المبارك- ثم يوم عرفة وذلك لما يكون فيهما من أعمال الحج وما حظيا به من الخصائص دون غيرها من الأيام؛ ولعلنا في هذا المقام نتحدث عن يوم عرفة الذي حظي بالمزايا والفضائل وإجابة الله لدعاء عباده وتحقيق ما يطلبونه من المسائل؛ فتعالوا لنعرض على مسامعكم بعضا من خصائص يوم عرفة وفضائله؛ فمن ذلك:

أن الله ﷻ أقسم به، والله ﷻ عظيم لا يقسم إلا بعظيم؛ فيوم عرفة من الأيام العظيمة وهو اليوم المشهود؛ كما في قوله ﷻ: (وشاهد ومشهود) ~ [البروج: ٣]، وقد جاء من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "اليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة" ~ (حسنه الألباني).

وأقسم الله بيوم عرفة في قوله ﷻ: (والشفع والوتر) ~ [الفجر: ٣]؛ قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".

ومن فضائل يوم عرفة: أنه يوم اكتمال الدين وإتمام الله نعمته على المؤمنين؛ قال ﷻ: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ~ [المائدة: ٣]؛ يقول عمر -رضي الله عنه-: "والله إني لأعلم في أي يوم أنزلت وفي أي ساعة أنزلت وأين أنزلت وأين كان رسول الله ﷺ حين أنزلت: أنزلت ورسول الله فينا يخطب ونحن وقوف بعرفة".

ومن فضائله: أن صيامه يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة الآتية؛ كما في حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: "سئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم عرفة؛ فقال: "أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والآتية" ~ (رواه مسلم).

ومن فضائل يوم عرفة: أنه يوم يرجى فيه إجابة الدعاء؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ~ (حسنه الألباني) ~ ؛ فعلى العاقل أن يغتنم هذا اليوم المبارك فيكثر فيه من الدعاء والابتهال ومناجاة الكريم المتعال.

ومن فضائل يوم عرفة ومزاياه: أن هذا اليوم يغيظ الشيطان وذلك حين يرى إقبال العباد على ربهم ويرى رحمات الله تتنزل عليهم ومغفرته لهم؛ وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة" ~ (رواه مالك والبيهقي) ~ ؛ فعلى المسلم أن يتزود من الطاعات والقربات في هذا اليوم المبارك، وأن يفر إلى ربه من المعاصي والسيئات والخطايا والموبقات؛ عل الله أن يكرمه بمرضاته وقربه ويعتق رقبته من النار برحمته وفضله.

كما أن مما حظي به هذا اليوم من الفضائل: أن ربنا ﷻ يعتق في هذا اليوم من رقاب عباده ما لا يعتق في غيره من الأيام، ويباهي بعباده ملائكته؛ كما روت عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله ﷺ قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء" ~ (رواه مسلم) ~ ؛ وفي هذا الحديث إشارة واضحة على فضل يوم عرفة.

فاغتنموا هذه الأيام المباركة تنالوا مرضاة رب العباد، وتزودوا فيها من أعمال البر تسعدون يوم المعاد.

تزود للذي لابد منه *** فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبها قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد، وأنت بغير زاد
بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم.

وهنا: بليغة وقوية.. خطبة عيد الأضحى المبارك مكتوبة

الخطبة الثانية


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

عباد الله: يوم عرفة يوم مبارك فهنيئا لمن عرفه واجتهد فيه؛ كما كان يفعل سلفنا الصالح فكم لهم من المآثر التي لا تنسى؛ وسنعطر المقام بأمثلة يسيرة على اجتهادهم -رحمهم الله ورضي عنهم- في يوم عرفة بالدعاء وعظيم الخوف والرجاء؛ فمن ذلك: ما ذكر عن مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة فقال أحدهما: "اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي". وقال الآخر: "ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم".

وذكر عن الفضيل بن عياض -رحمه الله-؛ أنه نظر إلى بكاء الناس وتسبيحهم عشية عرفة فقال: "أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا -يعني: سدس درهم- أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق".

وذهب عبدالله ابن المبارك إلى سفيان الثوري -رحمهما الله- عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تذرفان فقال له: "من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له".

أيها المسلمون: هكذا كان حال سلفنا الصالح في أيام العشر عامة وفي يوم عرفة ويوم النحر خاصة؛ فاحرصوا على الاجتهاد في الطاعات والقربات وتزود في هذه الأيام الفاضلة من الأعمال التي شرعت فيها بدءا من فريضة الحج لمن تيسر له ذلك في هذا العام، ولا تغفلوا عن يوم عرفة صوموا نهاره وأكثروا فيه من الدعاء والذكر وقراءة القرآن والمحافظة على الفرائض وكف الأذى وأقبلوا على ربكم؛ فمن أقبل عليه أكرمه بقبوله ومرضاته وأعد له يوم لقائه منزلا بجناته.

اللهم وفقنا لاغتنام هذه العشر وارزقنا فيها عظيم الأجر ومغفرة الوزر.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.

وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير؛ كما أمركم بذلك العليم الخبير فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ~ [الأحزاب:٥٦].

  • خطبة للشيخ: عبدالله البرح

  • عبر: ملتقى الخطباء


ولا تفوتك هنا: خطبة عيد الأضحى المبارك 2022 «مكتوبة» مُقسَّمة لعناصر وفقرات
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً