مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ...

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة

يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ثورتهم، وقد استولى الطاغوت بشار الأسد على الأرض، وعاد ليحكم الناس فيها بعنف أشد مما كان وقت انطلاق المظاهرات ضده قبل 8 سنين، وهم اليوم يوزّعون الاتهامات في مختلف الاتجاهات، علهم يجدون من يُمكِنهم تحميله جرم فشل (الثورة).

ونسمع منهم مرارا قولهم إن هذه الثورة يتيمة، وأنها وُئدت لأنها لم تجد من يدعمها ويحميها، ويقصدون بذلك طبعا الدول الصليبية والطواغيت الحاكمين لبلاد الإسلام، ويزعمون أن أحدا من هؤلاء لو تبنّى ثورتهم لنجحت في إسقاط الطاغوت بشار في فترة قصيرة، ولما تكبّد الناس كل هذا القتل والتشريد والدمار.

وهذه الأقاويل بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فالصليبيون والطواغيت، لم يكونوا بعيدين يوما عن تبني هذه الثورة، والسعي في دعمها، حتى أدى تنازعهم على أبوتها إلى تمزيقها إربا، وأدى إتخامها بالدعم إلى اختناقها بالمال الحرام الذي باع من أجله لقطاؤها كل شيء.

فمنذ الأيام الأولى للمظاهرات والتي كان فيها المتظاهرون يصرخون في الشوارع وهم يقتلون على أيدي النصيرية "مالنا غيرك يا الله"، صدّر بعض الانتهازيين أنفسهم قادة لهؤلاء الشباب، ورفعوا الصوت بالاستجداء وطلب التبني من أيٍ كان، فلا يهمهم النَسب بمقدار ما يهمهم حجم الدعم.

ونظرا لكثرة طالبي التبني، كان ممكنا لكل من يريد التدخل في أبوة الثورة والثوار أن يحصل على مبتغاه، سواء كان من أجهزة المخابرات الدولية، أو العاملة في خدمة الطواغيت، أو صاحب مال أراد أن يستثمره بطريقة جديدة، وبمقدار ما يمنحه كلٌّ من هؤلاء بمقدار ما تعظم أبوته للثورة وثوارها، وصار كل من آباء الثورة يسعى للاستفراد بها، ولمنع شركائه فيها من ذلك، فيوجهها باتجاه يريده، ويحرفها عن الاتجاهات التي يريدها شركاؤه، وصار كل من يثبت أبوته لها من خلال استعراض قدرته على بيع ما وضعه اللقطاء تحت يده من أمرها.

وبلغ مدى الأبوة على الثورة ومجرياتها، أن يتمكن أي شخص معه ما يكفي من الدولارات، أن يصبح من آباء الثورة، بأن يتبنى أحد اللقطاء ويشكل له فصيلا يجمع عليه الأغرار، ويجعل له اسما، ويحدد له هويّة واتجاها، ويعين له الأعداء والأصدقاء، ويخطط له معاركه، ويقرّر له حربه وسلمه، ويأمره بالتقدم أو التراجع، والهدنة أو الانسحاب، فما بالنا بالدول الكبرى، ذات الأرصدة الكبيرة، والنفوذ المديد، والإعلام الفعّال.

وبلغ من ولاء اللقطاء لمن تبنّاهم أن يؤدي نزاع بين طاغوتين في الخليج على إرضاء سيدهم الأمريكي، أن يؤدي إلى تراشق بالبيانات بين الفصائل في الشام، ورسائل تأييد للآباء وتنديد بخصومهم.

وهكذا تحولت بنادق الثوار ذات يوم من صدور النصيرية إلى ظهور من تقدم الصفوف الأولى من المجاهدين، وهكذا ظهرت الحروب والنزاعات بين الفصائل على المناطق، وهكذا عقدت الهدن وتساقطت المدن، وكل ذلك بسبب الآباء الفجرة المتشاكسين، واللقطاء البررة المطيعين.

ولقد رأينا كيف سلّم مرتدو الصحوات مدينة حلب استجابة لأمر الأب التركي، ورأينا كيف كان آخرون ينتظرون أوامر الأب السعودي ليقرر القتال أو الانسحاب من غوطة دمشق وقت اقتحام النصيريين لها، ورأينا ما حصل في درعا من انهيار الجبهات واستسلام التنظيمات بأوامر من طواغيت الأردن والإمارات، ونرى ما يحصل اليوم في سوتشي وأستانا.

إن "الثورة السورية" لم تكن يوما يتيمة كما يزعم أبناؤها، بل مشكلتها الكبرى في كثرة آباءها، وأما الأيتام حقا فهم اللقطاء من مرتدي الصحوات الذين تبرأ منهم آباؤهم بعد استنفاد النفع فيهم، بعد أن مزّقوا الساحة بفصائل وأحزاب وتنظيمات متنازعة، بمنافع متضاربة، وأهواء متخالفة، وولاءات متصارعة، ولم يجتمعوا على شيء أبدا، إلا على ما اجتمع عليه آباؤهم وتشاركوا فيه من الحرب على جنود الدولة الإسلامية تحت إمرة سيدهم الصليبي.

ومثل ما حدث في الشام حدث في كل ساحات الجهاد تقريبا، وبرز في فلسطين وخراسان والعراق بشكل واضح، وسيبقى هذا التخريب للجهاد بما يخدم الطواغيت مستمرا، ما دام يُؤذن للقطاء الثورات أن يخدموا من يتبنّاهم وينفق عليهم، ولن يوقفه إلا نصر من الله تعالى عليهم يقمع فسادهم وينهي خياناتهم، ويقطع أيادي آبائهم من التطاول على جهاد المسلمين، كما فعل المجاهدون في العراق من قبل، والله لا يهدي القوم الخائنين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

ملة الكفر واحدة لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار ...

ملة الكفر واحدة


لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار المسلمين في مصرَ والأردنَ ولبنانَ ودُولِ الخليجِ وغيرِها، وأنهم جزءٌ من الحربِ اليهوديةِ الصليبيةِ على المسلمين، فهم حلفاءُ وأولياءُ لهم في حربهم ضد المسلمين ليس في حربِ غزةَ وحسب، بل على مدارِ سنواتِ حُروبِهم السابقةِ في أفغانستانَ واليمنِ والعراقِ والشامِ وغيرِها، والله تعالى قد بيَّن وحسمَ حُكمَ هؤلاءِ فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فالحكوماتُ والجيوشُ العربيةُ المواليةُ والمتحالفةُ مع اليهود والنصارى هي مِنهم ومثلُهم، وقتالُهم وجهادُهم واجب على المسلمين تماما كقتال اليهود والنصارى.


− الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)
من الكلمة الصوتية: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)
...المزيد

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار ...

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة


في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار المجاهدين في السودان، بوجوب العمل والسعي الحثيث لاستغلال الأحداث لمصلحة الجهاد، عبر الاستقطاب والتجنيد والإعداد والاستعداد بغية إنشاء نواة للجهاد تتصدى للأخطار المحدقة وتؤسس لجهاد طويل المدى، وهذا لا يتأتى إلا بالإخلاص والجهد وضبط العقائد {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.

أيها المسلمون في السودان وكل مكان، إن الحل في العودة إلى الله سبحانه، واتباع أمره جل وعلا وتحقيق الولاء للمؤمنين جميعا والبراء من الكافرين جميعا، وإعلان الجهاد على منهاج النبوة لإقامة حكم الشريعة، ودحر جنود الطاغوت كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 479
المقال الافتتاحي: السودان المنسي!
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثالثة: الفقرة 3 أوقف خصائص جوجل أو ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية

سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثالثة: الفقرة 3


أوقف خصائص جوجل أو ويندوز أو أبل من جهاز المناصرة، مثل التحليل المعلوماتي وتحديد الموقع والمتصفح الذي يأتي معهما، وغيرها حتى لا يسجل نشاطك ...المزيد

شمروا عن ساعد الجد ويا أيها الموحدون الصادقون في أمريكا وروسيا وأوروبا، يا أنصار الخلافة، يا ...

شمروا عن ساعد الجد


ويا أيها الموحدون الصادقون في أمريكا وروسيا وأوروبا، يا أنصار الخلافة، يا من عزَّ عليكم النفير وأنتم اليوم بين ظهراني المشركين شمّروا عن ساعد الجد واصدقوا في سعيكم، واعلموا أن حربنا مع عدونا حرب شاملة، ومصالحه يسيرة سهلة المنال، فأشغلوهم بأنفسهم عن خلافتكم ودار الإسلام، وتذكروا قول نبيكم -صلى الله عليه وسلم-: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا" [رواه مسلم].


− الشيخ أبو الحسن المهاجر (تقبله الله تعالى)
من كلمته الصوتية: فاصبر إن وعد الله حق
...المزيد

التحاكم إلى الطاغوت فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر بالله العظيم، والمتحاكم إليه كافر بالله ...

التحاكم إلى الطاغوت

فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر بالله العظيم، والمتحاكم إليه كافر بالله أيضا، ما لم يكن مكرها. ولا يُعذر المتحاكم إلى الطاغوت بكونه يريد بذلك تحصيل حقه المغتصب أو استرداد مظلمته، أو حل مشكلة مستعصية، وهو وإن لم يؤمن بصحة هذه القوانين الجاهلية، ولا بكونها مساوية لحكم الله فضلا عن أن تكون أفضل منه، وإن كان عارفا بكفر هذا الفعل، كارها له، غير مستحل للوقوع فيه، فهو بفعل التحاكم قد نفى عن نفسه الكفر الواجب بالطاغوت الذي لا يكون المرء مؤمنا إلا به، وبإيمانه بالله وحده، وهو فعل يكفر المرء بمجرد مباشرته كتمزيق المصحف أو لبس الصليب أو سب الله –تعالى- وغير ذلك من المكفرات.


• المصدر:
مقال صحيفة النبأ العدد 74
"أضواء على الهجوم المبارك الذي استهدف تجمع المحاكم الطاغوتية في دمشق"
...المزيد

السودان بين الإسلام والوطنية إن هذه الوحدة الإسلامية التي تجعل المسلم ينتفض لجرح أخيه أينما كان ...

السودان بين الإسلام والوطنية

إن هذه الوحدة الإسلامية التي تجعل المسلم ينتفض لجرح أخيه أينما كان في بورما أو غزة أو السودان؛ لا تتحقق إلا بتحطيم موانعها وكسر الحدود والقيود التي تحول دونها، ومعلوم لدى كل مسلم يعرف دينه وحق الله تعالى عليه، أن الوطنية وحراسها ودعاتها وجيوشها هم حائل ومانع دون وحدة المسلمين ورص صفوفهم واجتماع كلمتهم على الصورة التي صوّرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا)، وكما فصّلها في حديث آخر: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) [متفق عليه].

هذا التصوير النبوي الدقيق للأخوة الإيمانية، وهذا البنيان المحمدي المنشود، لا يمكن تشييده على أرض الواقع إلا بمباشرة أسبابه التي باشرها النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدون من بعده، وجميعها قامت على أصل الأصول وهو التوحيد الذي يهدم كل الوشائج الجاهلية ويبقي وشيجة الإيمان، وهذا الأصل لا يتحقق إلا بأم الوسائل وأوحدها وأحدّها وهو الجهاد ومعه الهجرة في سبيل الله، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في دولة الإسلام الأولى التي قامت بالهجرة والجهاد، وطاب بنيانها واستوى على سوقه بالمؤاخاة التي كانت ثمرة لغلبة التوحيد وقيادته للنفوس وسلطانه وهيمنته التامة عليها، عندها فقط صار المسلمون أمة واحدة تكافأت دماؤهم.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 519
"السودان بين الإسلام والوطنية"
...المزيد

مقتطفات نفيسة (56) من كلام الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني -تقبله الله تعالى- النعمة ...

مقتطفات نفيسة (56) من كلام الشيخ المجاهد أبي محمد العدناني -تقبله الله تعالى-


النعمة الجسيمة

إن من أعظم منن الله عليكم أن أبقاكم إلى هذه الساعة التي عز فيها الناصر وقل الداعم وخان الصاحب وكثر الشاك واللائم، فاشكروا الله على هذه النعمة الجسيمة التي هي في ظاهرها فتنة عظيمة، واحمدوه على هذه المنحة الكريمة التي هي في ظاهرها محنة أليمة، فوالله لو أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وغيرهم من السابقين الأولين -رضي الله عنهم أجمعين- حاضرون في هذا الزمان والمكان لكان من أفضل أعمالهم جهاد هؤلاء القوم المجرمين من المرتدين والروافض والصليبيين وإعادة الخلافة ودولة المسلمين، فلا يفوت هذه المشاهد إلا من سفه نفسه وكان عن الصواب حائدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 520
السنة السابعة عشرة - الخميس 15 جمادى الأولى 1447 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

حديث شريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل أمتي ...

حديث شريف


عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا: يا رسول الله: ومن يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى). [رواه البخاري] ...المزيد

مِن أقوال علماء الملّة قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وأقسم بالعصر، الذي هو زمن سعي ...

مِن أقوال علماء الملّة

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

"وأقسم بالعصر، الذي هو زمن سعي الخاسرين والرابحين، على أن من عداهم فهو من الخاسرين، ولم يكتف منهم بمعرفة الحق والصبر عليه، حتى يوصي بعضهم بعضا به ويرشده إليه ويحضه عليه.

وإذا كان من عدا هؤلاء فهو خاسر، فمعلوم أن المعاصي والذنوب تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي، وتضعف قوته وعزيمته فلا يصبر عليه، بل قد يتوارد على القلب حتى ينعكس إدراكه كما ينعكس سيره، فيدرك الباطل حقا والحق باطلا". [الجواب الكافي]
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 520 الافتتاحية: • فزادهم إيمانا تهديدات الطاغوت ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 520
الافتتاحية:

• فزادهم إيمانا

تهديدات الطاغوت الأمريكي الأهوج بالتدخل العسكري في نيجيريا لوقف نزيف النصارى، لم تخرج عن السياسة العامة التي أعلن عنها في حملاته الانتخابية، متعهدا بحماية نصارى العالم، ناحتا لنفسه صورة "المخلِّص".

وقد برز ذلك "التعهُّد" كبند أساسي في سياسته الخارجية الصليبية تجاه قضايا النصارى في العالم، كما برز ذلك جليا في تصريحات وسلوكيات "وزيري حربه وخارجيته" وغيرهم من قادة "إدارته" التي لا تخفى صليبيتها وحقدها على الإسلام؛ إلا على من يجهل الإسلام أو يجهل الصليبية.

وإلى جانب اليهود المتنفّذين في أمريكا، فقد حصدت الإدارة الأمريكية الحالية أصواتها الانتخابية من أفواه ما يسمى بالنصارى الإنجيليين، وبالتالي فالتهديدات الترامبية ليست خروجا عن المألوف، سواء في شقّها الديني الصليبي أو شقّها السياسي الانتخابي.

هذه السياسة الأمريكية على إطلاقها، تعني أن "إدارة ترامب" الصليبية مستعدة لخوض الحروب في أي مكان، حماية للرعايا النصارى الذين يتعرضون للقتل على أيدي المجاهدين الذين يحملون راية الإسلام في مواجهة الحملة الصليبية العالمية.

وهذا "التعهُّد" يعني أنّ على القوات الأمريكية الانخراط في المزيد من الحروب العسكرية في ساحات أخرى مثل موزمبيق والكونغو وغيرها، حيث يتعرض النصارى لنكاية مستمرة تفوق كمّا ونوعا الهجمات التي يتعرض لها نصارى نيجيريا حاليا، بسبب تركّزهم جغرافيا في مناطق بعيدة عن نشاط المجاهدين خلا بعض الجيوب الشمالية.

وبالتالي، فالتهديدات الترامبية أيًّا كان دافعها الحقيقي، تمثل إقرارا رسميا بنجاح المجاهدين في توريط أمريكا في مستنقع الاستنزاف العالمي، وجرّها إلى حروب في العديد من جبهات القتال التي أشعلها المجاهدون خارج المركز الجهادي المعروف في العراق والشام، وهي بمثابة إعلان رسمي عن "عولمة الإخفاق الأمريكي" في الحرب على الإرهاب، وتمدُّده إلى ساحة إفريقية التي يزدهر فيها الجهاد على منهاج النبوة.

من زاوية أخرى، فإنّ غضب ترامب لإخوانه النصارى سلوك طبيعي من صليبي حاقد بنى ملكه على الاستثمار في النصرانية ديانة وسياسة، وبالتالي فالرجل مدفوع للانتصار لرعايا ديانته المحرّفة، لكن ما هو موقف المسلمين من الانتصار لإخوانهم في إفريقية وغيرها، ألا يمتلك القوم أي دوافع دينية للتحرك نصرة لأبناء دينهم؟!

ثم، هل تأمل المسلمون في شرق الأرض وغربها كيف خبت موجة المذابح والجرائم النصرانية بحق المسلمين الأفارقة، منذ أن علت راية الجهاد في إفريقية وتبدل الحال -بفضل الله تعالى- من ذلة إلى عزة بالجهاد لا بسواه، وصار نصارى إفريقية يشتكون المذبحة بعد أن مارسوها لعقود بحق المسلمين هناك.

في الشأن الداخلي التعبوي، ينبغي للمجاهدين في غرب إفريقية أن لا يُغفلوا هذه التهديدات، وأن يأخذوها على محمل الجد، فلا يحقروا عدوهم، ولا يأمنوا مكره وغدره خصوصا أن عيونه على الساحة الإفريقية منذ سنوات.

والمجاهدون مأمورون شرعا بوجوب أخذ الحيطة والحذر والاحتراس عملا بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}، وقوله: {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}، قال البغوي: "أي راقبوا العدو كي لا يتغفلوكم"، فهذا هو ديدن الكافرين في كل زمان ومكان، مكر وغدر يجابه باليقظة والحذر.

ويدخل في هذا الحذر: إعادة الانتشار والتموضع الجيد لقطعات المجاهدين على الأرض وإيقاف التجمعات الميدانية الكبيرة، والاستعاضة عنها بالمجاميع الصغيرة حركة وسكونا، وإجادة فنون التمويه والتماهي مع البيئة والادّراع بالأرض، وبالضرورة الحذر من الهواتف وما اتصل بها؛ فهي عينٌ بل كلٌّ على المجاهدين... إلى غيرها من أساليب وخطوات الاحتراز والاحتراس التي تندرج تحت الحذر المأمور به شرعا، ويستوي في هذه التوصيات؛ جميع الولايات الإفريقية لأن العدو ينظر إليها بعين واحدة، عين الحرب والعداء.

وها هنا تنبيه للمجاهد المتوقد همة المتوثب نشاطا وعزيمة: أن يدرك بأنّ الحذر لا ينافي الشجاعة، فقد يخلط المجاهد بين الحذر والجبن ويتوهم أن الحذر ضرب من ضروب الجبن وهو ليس كذلك، بل الحذر مأمور به محمود وعاقبته حميدة، والجبن منهي عنه مذموم وعاقبته ذميمة تماما كعاقبة التسرع والتساهل، فانتبه.

أما في البعد الإيماني، فموقف المجاهدين من هذه التهديدات في كل مرحلة وساحة، هو منطوق ومفهوم قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، وقد نزلت هذه الآية في ظرف مشابه، عندما هدَّد كفار قريش النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه وتوعدوهم بالجموع، فكان موقف المؤمنين إزاء ذلك التهديد والوعيد والجمع والتحشيد؛ زيادة الإيمان والتصديق واليقين والتوكل، وقالوا إيمانا واحتسابا: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ قالة نبيهم إبراهيم -عليه السلام- من قبل، كما ورد عن ابن عباس قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل؛ قالها إبراهيم -عليه السلام- حين ألقي في النار، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}". [البخاري].

قال أبو جعفر: "فزادهم ذلك يقينًا إلى يقينهم، وتصديقًا لله ولوعده ووعد رسوله إلى تصديقهم، ولم يثنهم ذلك عن وجههم الذي أمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالسير فيه، ولكن ساروا حتى بلغوا رضوان الله منه، وقالوا ثقة بالله وتوكلا عليه: (حسبنا الله) يعني: يكفينا الله، (ونعم الوكيل) أي: ونعم المولى لمن وليَه وكفَله". أهـ.

فاجتهدوا أيها المجاهدون في استجلاب ولاية الله تعالى وكفالته وكفايته التي لا تُجلب بغير الطاعة والتوبة والإخلاص والصدق معه سبحانه، فهو وحده مولاكم وناصركم، نعم المولى ونعم النصير.

وكونوا يا فرسان الدولة الإسلامية على قدر المرحلة التي تشتد فيها الهجمة العالمية عليكم، من دمشق إلى إفريقية، لا لشيء سوى أنكم صرتم العقبة الكؤود في وجه المؤامرات العالمية التي تستهدف عقيدة الإسلام، بعد أن فرّط فيها المفرّطون وصاروا إلى محافل الردة يتسابقون، فاحتسبوا ما أنتم فيه من الجهد والجهاد والمراغمة، واثبتوا فلن تصلوا إلى مرادكم بغير خوض غمار الصبر واليقين، وقد خاض مخاضتكم هذه السابقون قبلكم حين جمع العدو لهم، فزادهم إيمانا ويقينا وتسليما، وكان لسان حالهم ومقالهم: "حسبنا الله ونعم الوكيل".



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 520
السنة السابعة عشرة - الخميس 15 جمادى الأولى 1447 هـ
...المزيد

تدارك نفسك أيها المفتون فحذار حذارِ أيُّها المسكين، إنَّ الذي أفتى لك بنصرة الصليبيين وقتال ...

تدارك نفسك أيها المفتون


فحذار حذارِ أيُّها المسكين، إنَّ الذي أفتى لك بنصرة الصليبيين وقتال المجاهدين ما هو إلا من الدعاة على أبواب جهنم، سحرة يسحرون أعين الناس ويسترهبونهم يصوّرون أمريكا وحلفاءها وأنصارها بأنَّهم على حق، وأنهم أهل البر والتقى والصلاح والخير وأنَّهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويحاربون الظلم والفساد والشر، أنَّهم يدعون إلى الخير والسلام والمحبة، ويأمرون بالقسط ويحكمون بالعدل، وصوّروا المجاهدين بأنهم أهل الكفر والضلال والفجور وأنَّهم قَتَلَةٌ ظَلَمَةٌ مجرمون مفسدون في الأرض، يدعون إلى الشر والظلم والفحشاء والمنكر والبغي.

فتدارك نفسك أيُّها المفتون، وانظر أسيادك وكبراءك لمن هم يتبعون؛ لأي حزب، لأيّ كتلة، لأيّ حكومة لأي دولة.

تدارك نفسك، فوالله إنَّ أمريكا لراضية عن كل من يفتي أو يشارك بقتال المجاهدين عامةً والدولة الإسلامية خاصة، {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 88].


• الشيخ أبو محمد العدناني -تقبله الله تعالى-
من كلمة صوتية بعنوان: إنا أعظكم بواحدة
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً