تقرير: أحرقوا أراضي المرتدين وتورّعوا عن أملاك المسلمين بالتفاصيل.. جنود الخلافة يحصون نتاج ...

تقرير:
أحرقوا أراضي المرتدين وتورّعوا عن أملاك المسلمين


بالتفاصيل.. جنود الخلافة يحصون نتاج حصادهم للأسبوع الثاني على التوالي في العراق والشام
فرح المرتدون وأعوانهم بانحسار بقعة الأراضي التي كانت تحت سلطان الخلافة بضربات التحالف الصليبي العالمي التي استمرت لأكثر من 5 أعوام، مارس خلالها الصليبيون أبشع المجازر بحق المسلمين وأطفالهم ونسائهم، غير آبهين بتدمير المدن بالكامل وحرقها بما فيها، ونسوا أو تناسوا أنه سيأتي اليوم الذي تثأر فيه الدولة الإسلامية للمسلمين وترد الصاع صاعات والمكيال مكاييل، سواء من الصليبيين أو أذنابهم المرتدين.

واليوم بدأت -بفضل الله تعالى- هجمات المجاهدين تشتد وتتزايد وتتنوع بين ضرب حواجز المرتدين واستهداف مقراتهم، إلى تفجير العبوات الناسفة على آلياتهم، إلى أسرهم واغتيالهم داخل منازلهم وفي جلسات سمرهم، إلى استهداف أرتالهم والقوات الصليبية بالعمليات الاستشهادية، وليس آخرها حرق مزارعهم وممتلكاتهم، وما زال بفضل الله باب الجهاد واسعا أمام المجاهدين لتحقيق النكاية والتشريد في الصليبيين والمرتدين، وإلحاق الخسارة بأموالهم وممتلكاتهم.


- المجاهدون لا يستهدفون المسلمين

ويعلم المرتدون كما يعلم غيرهم، أن الدولة الإسلامية لا تستهدف -سواء بالقتل أو بالإضرار- إلا من ارتدّ أو انضوى تحت أحد ألوية الردة وقاتل المجاهدين، أو كان عونا للصليبيين عليهم، وأنها لا تتقصد أرواح المسلمين وأملاكهم.

وما ينشره إعلام الدولة الإسلامية من تفاصيل العمليات التي ينفذها المجاهدون، والدقة في ذكر أسماء المستهدفين سواء بالقتل أو الأسر أو الإضرار أو الحرق إلا دليلا على ذلك.

في المقابل، يحاول إعلام الدول الصليبية و الحكومات المرتدة ومؤسساتها الاستخباراتية المتسترة تحت مسميات بحثية وثقافية وطابورها الخامس المؤلف من مئات آلاف الحسابات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، جاهدة ليل نهار وفي كل لحظة وحين، رمي جنود الخلافة بتهم عديدة هم منها براء، يعلم ذلك كل من عاش في ظل الخلافة على مدار السنوات الخمس الماضية أو واكب إعلامها المرئي أو المقروء أو كلمات مشايخها.


- نصيب ولاية العراق من الحصاد

وفي الإطار، و-بفضل الله تعالى- أضرم جنود الخلافة الجمعة (19/ رمضان) النار في مزارع عدة لعناصر من الحشد العشائري المرتد بمنطقة (خضيرة) في جزيرة الشرقاط بدجلة، وفي دجلة أيضا أحرقوا أكثر من ٥٠ (دونما) من المحاصيل الزراعية التابعة للحشد المرتد قرب قرية (البعيران) التابعة لقضاء (الحضر)، ولله الحمد.
وفي حديثة أحرق جنود الخلافة مزرعة المدعو (مندول الجغيفي) مسؤول حشد صحوات (الجغايفة) المرتدين الخميس ( 18/ رمضان).

بينما أضرموا النار الأحد (21/ رمضان) في أكثر من 12 ألف (دونم) من المحاصيل الزراعية للحشد العشائري قرب (تلول ذياب) وقرية (الطارقية) في ناحية العباسي بكركوك.


- والتفخيخ زيادة!

وكان جنود الخلافة قد فخخوا عددا من الطرقات المؤدية إلى تلك الأراضي واستهدفوا المرتدين أثناء هرعهم لإخماد النيران التي اشتعلت في أراضيهم، ما أدى إلى سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح، إضافة إلى إعطاب عدد من آلياتهم.

وفي منطقة الرضوانية بالجنوب، أشعل المجاهدون الخميس (18/ رمضان) النار بمزرعة أحد عناصر الأمن الوطني المرتد المدعو (شاكر الكركز).

إضافة لذلك، أحرق جنود الخلافة الثلاثاء (16/ رمضان) محاصيل زراعية، وفجّروا برجا لنقل الطاقة الكهربائية ومولدا كهربائيا تابعا لعناصر في الحشد العشائري المرتد في قريه (عين ليلى) التابعة لناحية (دلي عباس)، كما فجّروا عبوة ناسفة على جرار زراعي عند قدومه لإخماد النيران التي نشبت في زروعهم ما أدى لإعطابه، ولله الحمد.

وفي ديالى وبفضل الله تعالى، أحرق جنود الخلافة الجمعة (19/ رمضان) بيت المرتد (نوري شدهان) مع بستانه ومعدات زراعية تابعة له في قرية (المخيسة) بمنطقة الوقف.

إضافة إلى إحراق محاصيل زراعية تابعة للمرتد المدعو (غسان المرواح) آمر فوج برتبة مقدم وذلك في قرية (التحويلة) بقضاء الخالص شمال ديالى.


- وللشام نصيب

وأحرق المجاهدون الخميس (18/ رمضان) محصولاً زراعياً من القمح يعود للمرتد المدعو (عيادة الحج علي) مسؤول المجلس المدني الجنوبي في الحسكة، في منطقه قريبة من (جبل كوكب).

إضافة إلى إضرامهم النار الجمعة (19/ رمضان) بمحصول زراعي من القمح يعود لأحد مرتدي الـPKK المدعو (أحمد المشهداني) وهو أحد عناصر مجموعة المرتد (أبو دهام) في بلدة مركدة.
وفي اليوم ذاته، أشعل جنود الخلافة في الشام عشرات الدونمات من الشعير تعود ملكيتها لعنصر من الـ PKK المرتدين يدعى (عهد الفاروق المشهداني) في قرية (الزرقة) الواقعة في (تل البشائر) في الحسكة.

ويسر الله للمجاهدين في يوم الأحد (21/ رمضان) إحراق 5000 دونم من القمح تعود ملكيتها لبعض المرتدين من الموالين للـ pkk في قريتي (زين المبرج) و(أما مدفع) غرب مدينة الشدادي، قاموا بقتل بعض المجاهدين ومثلوا بجثثهم.

إضافة إلى إحراقهم الثلاثاء (23/ رمضان) محصولاً زراعياً لأحد عناصر الـ PKK في قرية (الدردارة) التابعة لمنطقة (تل حميس).

كما تم بفضل الله تعالى الأربعاء (24/ رمضان) حرق عشرات الهكتارات تعود ملكيتها للمرتد (فواز الأفنس) بالقرب من جبل كوكب شرق مدينة الحسكة وهو أحد أعضاء لجنة المصالحة.

ولا زال موسم الحصاد يتصاعد يوما بعد يوم على حساب أرواح وممتلكات المرتدين في العراق والشام، ولن يتوقف حتى يتوقف شرهم وينتهي شركهم بإذن الله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 184
الخميس 25 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

بارك الله في قليلنا ومحق كثير المشركين مضت سنة الله سبحانه وتعالى أن يتصارع الحق والباطل، ...

بارك الله في قليلنا ومحق كثير المشركين


مضت سنة الله سبحانه وتعالى أن يتصارع الحق والباطل، ويتقاتل رجالهما، لكي لا يسود في الأرض الكفر والفساد، كما قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، وكما قال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وغالبا ما يجد المؤمنون في زماننا أنفسهم قلة ضعافا أمام أعداء كثر متجبرين، فلا يتخذون من قوة عدوهم مبررا لتعطيل شعيرة الجهاد، كما فعل كثير من أهل الضلال المتَّبعين لأسلافهم الذين قالوا لنبيهم: {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} [المائدة: 22]، ولا أوجبوا القعود بانتظار أن يقاتل الله أعداءه بنفسه كما قال الظالمون: {إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، بل أخذوا بالعزيمة وقاتلوا بما أعانهم الله به من سلاح ورجال وشعارهم قول أسلافهم الصالحين: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].

فالقليل المبارك يكثّره الله تعالى بفضله، والكثير الفاسد يمحقه الله تعالى بقدرته، وما على المؤمنين إلا أن يعملوا على تكثير ما عندهم وتقليل ما عند عدوهم، والصبر على فعل ذلك، ليكون النصر حليفهم -بإذن الله- طال الزمان أم قصر.

وإن أفضل وسيلة لتحقيق هذا كله هي الجهاد في سبيل الله تعالى، ففي كل معركة يكتب الله تعالى فيها النصر والفتح للمؤمنين، يزدادون عددا بانضمام المزيد من المجاهدين إليهم، كما قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 1-2]، ويزدادون مالا وسلاحا وعتادا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) [رواه أحمد]، ويزدادون ثقة بأنفسهم وهيبة في قلوب أعدائهم، وفي الوقت نفسه ينقص أعداؤهم بقتلهم وأسرهم وانفضاض الناس عنهم، وخسارتهم للأموال والمناطق باستمرار، حتى تتوازن قوة الطرفين، فيُمكن للمؤمنين ويظهرون على عدوهم.

ومن ينظر في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، يجد أن سراياه الأُول -بعد أن أذن الله له بالجهاد- كانت بأعداد قليلة من الصحابة، حتى بلغت بضع مئات في غزوة بدر، فلما كتب الله تعالى فيها الفتح كان جيشه في أحد أضعاف ما كان عليه، وهكذا استمرت قوة الجيش تزداد وقوة المشركين في مكة تنقص، حتى كان الفتح الأخير بلا قتال تقريبا، إذ استنفدت قريش كل أسباب قوتها في الصراع الذي دام عقدا من السنين، في القتال والحرب الاقتصادية، والنزيف المستمر للرجال الخارجين من فساط الشرك إلى فسطاط الإيمان.

وأما القعود عن الجهاد وتعطيل هذه الشعيرة المباركة بدعاوى الإعداد الكاذبة وانتظار الفرص وما شابه من الأعذار، فإنه وإن كان لا يقدم في أقدار الله على القاعدين شيئا، فهو يؤخر النصر لأمة الإسلام على أمم الشرك، ويزيد في تيه القاعدين وضلالهم عن المنهج القويم لتحقيق التمكين في الأرض، عقوبة من الله لهم كما عاقب أسلافهم الأولين الذين قال تعالى فيهم: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26].

وما أظهره الله تعالى على أيدي جنود الدولة الإسلامية من النصر والتمكين في بضع سنين لهو حجة على الناس في هذا الزمان، ليتمسكوا بطريق الجهاد في سبيل الله، وينهضوا كلما كبت جيادهم ليتابعوا جهادهم، ويطلبوا النصر من الله تعالى بطاعتهم له فيما أمر من جهاد المشركين، وترك ما نهى عنه وزجر من القعود وترك النفير، ليبارك الله سبحانه في قليلهم، ويمحق كثير عدوهم، أو يجعله في أيديهم بعد حين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 184
الخميس 25 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

مقال: إنما الحياة الدنيا لعب ولهو (4) (زُيّن للذين كفروا الحياة الدنيا) إن الغرور بهذه ...

مقال: إنما الحياة الدنيا لعب ولهو (4)

(زُيّن للذين كفروا الحياة الدنيا)

إن الغرور بهذه الحياة الدنيا والتمسك بها والطمأنينة إليها، والإعراض عن الآخرة وعدم العمل لها هو دأب الكفار والمنافقين، فإن الله -سبحانه وتعالى- زيّن لهم الحياة الدنيا فاغتروا بها وعملوا لأجلها، وارتكبوا الكفر والمحرمات استحبابا لها، قال تعالى مبيّنا ذلك، {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. [البقرة: 212].

قال ابن كثير رحمه الله: "ثم أخبر تعالى عن تزيينه الحياة الدنيا للكافرين الذين رضوا بها واطمأنوا إليها، وجمعوا الأموال ومنعوها عن مصارفها التي أمروا بها مما يرضي الله عنهم، وسخروا من الذين آمنوا الذين أعرضوا عنها، وأنفقوا ما حصل لهم منها في طاعة ربهم، وبذلوا ابتغاء وجه الله؛ فلهذا فازوا بالمقام الأسعد والحظ الأوفر يوم معادهم، فكانوا فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم، ومسيرهم ومأواهم، فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين، وخلد أولئك في الدركات في أسفل السافلين". [التفسير].

وأخبر الله عن أقوام وقعوا في الكفر طلبا لها وحبا فيها ورضا بها، قال تعالى:{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. [النحل: 106 – 109].

قال الإمام الطبري رحمه الله: "حل بهؤلاء المشركين غضب الله، ووجب لهم العذاب العظيم، من أجل أنهم اختاروا زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة". [التفسير].

وقال ابن تيمية رحمه الله: "والله سبحانه وتعالى جعل استحباب الدنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخسران". [مجموع الفتاوى].

ولهذا أُعجِبَ الكفار بها مع أن حقيقتها خلاف ما زيّن لهم منها، قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}. [الحديد: 20].

قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله:{أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} أي يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث; وكما يعجب الزراع ذلك كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار، فإنهم أحرص شيء عليها، وأميل الناس إليها". [التفسير].

ولذا كانت الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، ففي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وجنَّةُ الكَافِرِ).

قال النووي رحمه الله: "معناه أن كل مؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من النقصان، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد". [شرح مسلم].

وقال ابن القيم رحمه الله: "الدنيا سجن المؤمن" فيه تفسيران صحيحان:

أحدهما: أن المؤمن قيّده إيمانه عن المحظورات، والكافر مطلق التصرف.

الثاني: أن ذلك باعتبار العواقب، فالمؤمن لو كان أنعم الناس فذلك بالإضافة إلى مآله في الجنة كالسجن، والكافر عكسه، فإنه لو كان أشد الناس بؤسا فذلك بالنسبة إلى النار جنته". [بدائع الفوائد].

أيها المؤمنون، لقد طغى حب الدنيا على قلوب كثير من الناس، فأفنوا في ملذاتها أعمارهم، وضيعوا طلبا لزخرفها أوقاتهم، فصرفوا لها هِمَمهم، وحركوا لأجلها همتهم، وآثروها على نعيم الآخرة، وقدموها على الحياة الباقية، فوقعوا في الخسارة الأكيدة، واستحقوا دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهم بالهلاك والتعاسة!

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَعِسَ عَبْدُ الدينار، تَعِسَ عَبْدُ الدرهم، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيصَة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انتَقَشَ، طُوبَى لعبد آخذ بعِنَانِ فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مُغْبَرَّةً قدماه، إن كان في الحِرَاسَةِ كان في الحِرَاسَةِ، وإن كان في السَّاقَةِ كان في السَّاقَةِ، إن استأذن لم يُؤْذَنْ له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ).

ومعنى (تعس) أي سقط والمراد هنا الدعاء عليه بالتعاسة والهلاك، و(عبد الدينار) أي طالبه الحريص على جمعه القائم على حفظه، فكأنه لذلك خادمه وعبده، و(الخميصة) كساء من صوف أو خز ونحوهما، مربع له أعلام، و(انتكس) انقلب على رأسه وهو دعاء عليه بالخيبة والخسران، و(شيك) أصابته شوكة، و(فلا انتقش) فلا قدر على إخراجها بالمنقاش ولا خرجت، والمراد إذا أصيب بأقل أذى فلا وجد معينا على الخلاص منه، و(طوبى) من الطيب أي الدعاء للمجاهد بالحياة الطيبة والجزاء الطيب وهو الجنة.

وانظر أخي المجاهد إلى دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن جاهد ورابط في سبيل الله، ودعاءه على من حرص على الدنيا ونسي مولاه.
قال ابن القيم رحمه الله: "فسمى هؤلاء الذين إن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا، عبيدا لهذه الأشياء، لانتهاء محبتهم ورضاهم ورغبتهم إليها، فإذا شغف الإنسان بمحبة صورة لغير الله، بحيث يُرضيه وصوله إليها وظفره بها، ويُسخطه فوات ذلك، كان فيه من التعبد لها بقدر ذلك". [إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان].

فيا حسرة من باع الآخرة بدنيا فانية! و يا ندامته وخزيه يوم القيامة، وقد صوّر الله -سبحانه وتعالى- لنا حال الكفار يوم القيامة وهم يعرضون على النار، فقال سبحانه: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا}. [الأحقاف:20].

قال القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى:{وَيَوْمَ يُعْرَضُ} أي ذكرهم يا محمد يوم يعرض {الذين كفروا على النار}، أي يكشف الغطاء فيقربون من النار وينظرون إليها..، فيقال لهم {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} أَيْ تَمَتَّعْتُمْ بِالطَّيِّبَاتِ فِي الدُّنْيَا وَاتَّبَعْتُمُ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ، يَعْنِي الْمَعَاصِيَ، {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} أَيْ عَذَابَ الْخِزْيِ وَالْفَضِيحَة". [التفسير].

قال ابن القيم رحمه الله: "وقد توعد سبحانه أعظم الوعيد لمن رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها، وغفل عن آياته ولم يرج لقاءه، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}" [الفوائد].

فشمّر أيها الموحد في طلب المعالي، فلن تنال راحة الآخرة والسعادة الأبديّة إلا بالتعب والنصب في هذه الحياة الفانية الدنيّة.

قال ابن القيم رحمه الله:" وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من رافق الراحة فارق الراحة". [مدارج السالكين].

وقال ابن مفلح رحمه الله: "واعلم أن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والعكس بالعكس". [الآداب الشرعية].

والحمد لله رب العالمين


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 183
الخميس 18 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

موقع المجاهدين من الصراع الأمريكي الإيراني مرة أخرى تعلو أصوات طواغيت أمريكا تهديدا ووعيدا ...

موقع المجاهدين من الصراع الأمريكي الإيراني


مرة أخرى تعلو أصوات طواغيت أمريكا تهديدا ووعيدا للحكومة الرافضية في إيران، ويستمر الجيش الأمريكي في حشد البوارج والطائرات في مياه الخليج، في الوقت الذي تتوسع فيه قائمة السلع المحظور تجارتها مع إيران، ويُضيّق أكثر على حركة الأموال من داخل إيران وإليها، ضمن حزمة إجراءات للضغط على الطاغوت خامنئي للرضوخ للمطالب الأمريكية.

أعلن الطاغوت ترامب منذ ترشحه لمنصب رئاسة الولايات المتحدة أن أحد أهم مشاريعه المستقبلية سيكون استعادة الوجود الأمريكي الكبير والمؤثر في المنطقة الغنية بالنفط والذي تراجع كثيرا بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق إثر الحرب المنهكة مع المجاهدين، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم بغير مزاحمة إيران في الفراغ الذي ملأته من خلال حرسها الثوري والعصابات الرافضية المرتبطة بها.
وكذلك فإن التمدد الإيراني في الشام وهيمنتها على جزء واسع من اليمن، وتوسعها في مجال التسلح بالصواريخ بعيدة المدى وتطويرها من حيث المدى والدقة، أزعج ذلك بشدة دويلة يهود وطواغيت الجزيرة، إلى درجة دفعت أمريكا لتكثيف جهودها للضغط على إيران للحد من توسيع نفوذها في المنطقة، وتطمين حلفاء أمريكا فيها بشكل ما، مع استفادة أمريكا من ذلك في زيادة تواجدها وتقوية نفوذها وزيادة الجباية على دول الخليج والتي ستبادر -إثر هذا التخوف- إلى بذل المزيد.

وكذلك فإن النفط الإيراني الكثير يغري طاغوت أمريكا لطلب حصة منه تأخذها شركات النفط الأمريكية المحرومة من العمل في إيران منذ عقود، وخاصة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها أمريكا، والتي لا يمكن للجبايات من طواغيت الخليج أن تغطي سوى قسما محدودا منها، وبهذا يمكن أن تكون التحركات الأمريكية الأخيرة في كل من إيران وفنزويلا جزءا من عملية ابتزاز عالمية لمضاعفة واردات الخزينة الأمريكية، مثلما تتم عملية ضغط أخرى لتقليل النفقات الحكومية والضغوط على الشركات، بالحد من تمويل هيئة "الأمم المتحدة" وحلف "الناتو" والانسحاب من اتفاقية المناخ التي وقَّعها سلفه أوباما، والصراع التجاري مع الصين.

إن النزاع بين المشركين في إيران والولايات المتحدة قديم، وقد استفادت إيران فيه من صراع المجاهدين مع أمريكا لصالحها، خاصة مع إصرار أمراء القاعدة على نظرية "العدو الأوحد" التي حصروا من خلالها القتال مع أمريكا والأنظمة القريبة منها، وقدرتها على ابتزازهم من خلال ما في حوزتها من أفراد وعوائل القاعدة الذين أسرتهم بعد الغزو الأمريكي لخراسان، وهذا الأمر وظفته في توسيع هيمنتها في العراق وأفغانستان، بحيث يقع عبء قتال أمريكا وإخراجها من البلاد على أهل السنة في حين يتولى الروافض المشركون الحكم في الأراضي التي ينسحب منها الجيش الأمريكي، في ظل الإنهاك الشديد الذي يكون قد أصاب المجاهدين من الحرب الطاحنة مع أمريكا.

وقد هدى الله عزّ وجلّ المجاهدين في العراق مبكرا لاكتشاف هذا المخطط الخبيث، فبدأوا منذ الأيام الأولى لجهادهم باستهداف كل ما أمكن من مرتكزات قوة إيران في العراق وعلى رأسها العصابات الرافضية التابعة لها، وجعلوا ذلك من أهم أهدافهم، وصمّوا آذانهم عن كل التوصيات والاعتراضات القادمة من أمراء القاعدة وعلماء السوء المقربين منها، تطالبهم بوقف قتال الرافضة بحجة التفرغ لقتال الصليبيين، والتي كانت في الحقيقة أملا من بعضهم لاستنقاذ نظريتهم الفاشلة، واستجابة لضغوط إيران عليهم من خلال الأسرى، أو ربما لضغوط أوليائهم من الطالبان الذين بدأوا بتحسين علاقاتهم مع إيران.

وربما يصعب علينا اليوم تصور تطور النزاع بين المشركين في أمريكا وإيران إلى حرب مدمرة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها أعجز من أن يفكروا بحرب تقليدية مدمرة، ولدى إيران الكثير من أوراق المساومة يمكنها التخلي عنها في المفاوضات لتجنب تطور الأمور إلى منحى مدمّر، فالأمور كلها تتجه نحو تحسين كل طرف لوضعه التفاوضي، لا إلى رفع كل منهم لجاهزيته القتالية.

وقد ولّى الزمان الذي ينظر فيه المجاهدون إلى أطراف الصراع بين مشركي الأرض ليجدوا لأنفسهم مكانا مع طرف منهم، سواء علموا ذلك أم خفي عليهم، بحجة أن الطرف الآخر أشد عداوة للإسلام وأهله، فيبذلون أرواحهم في قتال عدوهم ثم تكون ثمرة جهادهم في يد غيرهم! كما حدث سابقا في العديد من الجبهات كالبوسنة وأفغانستان وغيرها.

وكما أن هجمات مجاهدي الدولة الإسلامية ضد أمريكا وحلفائها لن تتوقف بإذن الله حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فإن هجماتنا ضد الروافض في كل مكان وعلى رأسهم طواغيت إيران وأتباعهم لن تتوقف بإذن الله حتى نزيل ملكهم، ونردهم عن شركهم بالله العظيم، ونسأل الله أن يجعل في تسليط بعض المشركين على بعض نصرا لعباده المؤمنين، وإذلالا لأمم الكفر أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 183
الخميس 18 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (4) - الانسحاب ولا تقل خطة الانسحاب في أهميتها عن ...

إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (4)


- الانسحاب

ولا تقل خطة الانسحاب في أهميتها عن خطة الهجوم والاقتحام، بل قد تكون أكثر أهمية في بعض الأحيان، لكونها جزءا مهما من مراحل العملية ككل، إذ ليست غايتها الإمساك بالأرض والدفاع عنها، وخاصة أن المجاهدين يكونون في مرحلة الاقتحام منظّمين نشطين أصّحاء خفاف الأحمال، لكنهم وقت الانسحاب قد يضطرون لتنفيذه بتنظيم أقل، كما أنهم يكونون متعبين من العمل لساعات، وقد يكون بينهم جرحى ومصابون، ويكون حملهم ثقيلا بما معهم من أسرى وغنائم منّ -اللهُ تعالى- بها عليهم في غزوتهم.

ولهذا فإن من مهام الأمير عند إعطاءه الموافقة على خطة الهجوم أن ينظر في مناسبتها لخطة الانسحاب، وكما أنه من الضروري توفير المعلومات والأدلاء للمجاهدين خلال الاقتحام، فمن الضروري أيضا إرشادهم إلى طرق الانسحاب وتوقيته، وكيفية إعطاءهم الأمر به، والنطاق الذي يصيرون بدخوله خارج منطقة العمليات الخطرة التي يُتوقع أن يغطيها العدو خلال تعقبه إيّاهم.

وكما أن خطة الهجوم عندما تقر فإن المجاهدين يتوقعون إمكانية حدوث تغييرات عليها، بسبب أحداث طارئة تعرض لهم، أو أخطاء تحدث أثناء التنفيذ، أو مفاجآت سببها نقص المعلومات الاستخبارية أو قدمها، أو تغييرات في وضع العدو قللت من فائدتها، فإنهم يجب أن يضعوا في حسبانهم وجود احتمال كبير لحدوث عوائق تمنع تطبيق خطة الانسحاب كما وضعت، فيضطر الأمراء للاجتهاد بحسب المتاح من المعلومات والإمكانات لتحقيق أفضل ما يمكن من ظروف، وتطبيق أفضل ما يتوفر بأيدهم من إجراءات لتأمين الانسحاب بشكل مناسب.


- ترتيب الانسحاب

وتتأثر خطة الانسحاب بعوامل عديدة، منها خطة الهجوم نفسها، فقد توضع هذه الخطة على أساسها بأثر رجعي، أي تنسحب كل مجموعة من المكان الذي اقتحمت منه، سالكة نفس الطريق، متّبعة الترتيب نفسه، بأن تكون أولى المجموعات اقتحاما أولاها انسحابا، أو الترتيب بحسب درجة التوغل، بأن تكون أكثر المجموعات توغلا في المنطقة أولاها خروجا منها، بحيث تبقى المجموعة المسيطرة على المخارج ممسكة بها حتى التأكد من تأمين خروج كل المجموعات التي ستسلك هذا الطريق.

وكذلك فإن ترتيب الانسحاب يتعلق بطبيعة المجاهدين وحمولتهم، فيبدأ سحب المجموعات التي تسعف الجرحى، والمجموعات التي يقع على عاتقها سحب الأسرى والغنائم، والمجموعات الأشد تعبا من المعارك، وينتهي بالمجموعات النشطة في القتال القليلة الأحمال ذات القدرة الأكبر على الانحياز والانتقال.

وهذه الأمور كلها تخضع لترتيبات الغزوة وأهدافها ونتائجها، حيث قد يحصل طارئ يدفع المجاهدين إلى تغيير الترتيبات الموضوعة، ولكن على العموم، يبقى وجود ترتيب يمكن تعديله، خير من عدم وجود ترتيب على الإطلاق، الأمر الذي قد تنجم عنه فوضى في الانسحاب، تكون سببا في تقليل مكاسب المجاهدين من الغزوة، أو تحقيق مكاسب للعدو، يمكنه من خلالها التبجح أمام أنصاره بمزاعم كاذبة عن إفشال الغزوة وتحقيق نكاية في المجاهدين المهاجمين.


- تأمين المخارج

وكما تكلمنا سابقا في مسألة الإمساك بالمداخل لتأمين الاقتحام، فإنه من الضروري تأمين المخارج حتى انتهاء الهجوم وخروج آخر المجاهدين من المنطقة، أو لمنع العدو من الدخول إليها حتى إتمام انسحاب الإخوة منها.

وبناءا على خطة الانسحاب الموضوعة سلفا، يحدد أمير الغزوة، المخارج التي سيتمسك بها بأي وسيلة وحتى آخر لحظة، والأخرى التي يكفي فيها المشاغلة، أو التي لا يؤثر فقدانها على سير العمل لكون الطرق المؤدية إليها من الخارج مؤمنة بمفارز قطع الطريق مثلا.


- المآوي الآمنة

ومن المفيد في حال وجود أنصار للمجاهدين في المنطقة، تأمين مآوي آمنة ضمن المنطقة يأوي إليها المجاهدون الذين لم يتمكنوا من الانسحاب لسبب ما، أو إيواء الجرحى الذين كان من الصعب إخلاؤهم، وذلك ليبقوا فيها حتى يمكن إخراجهم من المنطقة بطريقة آمنة.


- المشاغلة

والأفضل أن يكون الانسحاب تحت غطاء عمليات مشاغلة، داخل منطقة الهجوم أو على أطرافها، بحيث تكمل بعض المفارز عملية الاشتباك وتوحي للعدو برغبتها مهاجمة مناطق جديدة، في الوقت الذي يكون المجاهدون المنفذون للهجوم قد بدأوا إخلاء المنطقة بشكل تدريجي لا يحقق توقف مفاجئ للاشتباكات، ثم تنسحب مفارز المشاغلة بطريقة مناسبة بعد تلقيها الأمر بذلك حين إتمام عملية الانسحاب الآمنة.


- تجنب الأعداء على الطريق

وكذلك فإن الخطة تتأثر بمدى قوة العدو وسرعة استجابته للهجوم وطبيعة هذه الاستجابة، فإن كان متوقعا أن تلجأ تعزيزات العدو إلى محاولة تطويق المنطقة لحصار المجاهدين داخلها، فمن الأفضل أن تكون هناك قوة احتياط في خارج المنطقة مستعدة لكسر الطوق عنهم، أو أن يكون خروج المجاهدين من المنطقة بشكل مجموعات قوية قادرة -بإذن الله تعالى- على كسر الطوق والخروج منه عنوة.

وإن كان متوقعا أن ينصب كمائن على الطرقات فيفضل أن تتقدم المجاهدين قوة استطلاع لاستكشاف الطريق، وأن تكون القوات المنسحبة على شكل مجموعات قوية مرتبة بشكل يجعلها قادرة على ضرب الكمائن.

وإن كان متوقعا تدخل الطيران، فالأفضل ألا ينسحب الإخوة على شكل أرتال وإنما بشكل متناثر يمنع من تحديد وجهتهم لتعقبهم وضرب أرتالهم، وكذلك التمويه على الطيران بإخفاء المظاهر المسلحة على الآليات قدر الإمكان.

أما إن كان العدو ضعيفا مشتتا، والهجوم في منطقة نائية عن قواته الرئيسة، فحينها يكون المجاهدون في سعة من أمرهم من حيث توقيت الانسحاب، وكيفيته، وهذه الأمور كلها تخضع لتقديرات المجاهدين قبل الهجوم وأثناءه.


- خاتمة

إن ما طرحناه في هذه السلسلة هو عبارة عن أفكار مستقاة من تجارب المجاهدين المختلفة، وليس نموذجا موحدا للعمل، يُطبق بكامله، فالغاية من طرح هذه الأفكار هي التنبيه على هذا الأسلوب المهم من أساليب القتال ضد الكفار والمرتدين، وإعطاء نبذة عن أهم جوانبه، لنترك لأمراء المجاهدين في كل ساحة النظر فيما يناسبهم، ويبنوا على هذه الأصول خططا مبدعة تفاجئ الأعداء بشكل مستمر، وتمنعهم من توقع نمط محدد لهجمات المجاهدين يجعلون لها خططا مضادة يطورونها باستمرار.

ومما ينبغي التأكيد عليه هنا، أهمية القيادة والسمع والطاعة، فهذه العمليات نظرا لسرعتها الكبيرة تحتاج إلى ضبط عالي من قبل القيادة الموحدة لمجموعات المجاهدين المختلفة، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا بتوفير منظومة "السمع المتواصل" عن طريق الاتصالات الفعالة بين الأمراء والجنود، وتحقُّق الطاعة من قبل المجاهدين عموما لقيادة الغزوة، من لحظة انطلاقهم من معاقلهم وحتى عودتهم إلى المناطق الآمنة، وإعلان الأمير انتهاء الغزوة.

فأي معصية أو تلكؤ غير مبرر في تنفيذ الأوامر من المجاهدين في إحدى المجموعات قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه من تخريب عمل مجموعات أخرى، أو تعريضها للخطر، أو حتى إفشال الغزوة كلها، ومنع المجاهدين من قطف ثمرتها التي بذلوا من أجلها الكثير من العرق والمال والدم.

وبالإعداد الجيد، والتنفيذ المناسب للغزوة، تتحقق أهدافها بإذن الله تعالى، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 182
الخميس 11 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

يقاتلون أهل الإسلام ويظاهرون أهل الأوثان رغم كل ما جرى من أحداث خلال هذه السنين، لازال بعض ...

يقاتلون أهل الإسلام ويظاهرون أهل الأوثان


رغم كل ما جرى من أحداث خلال هذه السنين، لازال بعض النّاس جاهلا بحقيقة العداوة بين الدّولة الإسلاميّة وتنظيم القاعدة، ولا زال بعض الجهلة يصدّقون أكاذيب علماء السوء بأنّ الدّولة الإسلاميّة تقتل أهل الإسلام وتدع أهل الأوثان، والتي اخترعوها ليلصقوا بها وصف الخارجيّة ظلما وعدوانا، ويستبيحوا بذلك قتالها ودماء جنودها.

فهذه العداوة ليست مبنيّة فقط على مخالفات في السياسة الشرعيّة اقترفها قادة القاعدة وفروعها، ولا تقتصر على ضلالات في مسائل العقيدة، أودت بهم إلى الحكم بإسلام من فعل الشرك الصريح ممن يدعون الأموات والمشرعين من دون الله والحاكمين بغير ما أنزل الله العظيم، وما بني على ذلك كلّه من معاداة لمن كفّر هؤلاء المشركين ووصفهم بالغلو والخارجيّة، فأتباع تنظيم القاعدة بمختلف فروعه غارقون أيضا في موالاة صريحة لطوائف من المرتدّين، ومظاهرة لهم على المسلمين من جنود الدّولة الإسلاميّة.

إذ نراهم اليوم في كل مكان يقتلون من قدروا عليه من جنود الدّولة الإسلاميّة، ويعاملونهم معاملة المرتدّين في قتل جرحاهم واستباحة أموالهم بالسلب والإتلاف، وإلقاء جثثهم في البراري والطرقات، في الوقت الذي يحيا من يقرّون بكفرهم من المرتدّين بمختلف طوائفهم بين ظهرانيهم معزّزين مكرّمين، بل يوالونهم ويظاهرونهم على المسلمين.

وقد رأينا هذا واضحا جليا بداية الأمر لدى فرعهم في الشّام الذي كان يقوده المرتدّ الجولاني وبعض إخوانه المرتدّين من قيادات القاعدة القادمين من خراسان، حيث تحالفوا مع مرتدّي المجالس العسكريّة وأتباع هيئة الأركان من الفصائل الّتي يقرّون هم بكفرهم، ليقاتلوا معهم الدّولة الإسلاميّة في المنطقة الشرقيّة من الشّام، وكذلك فعلوا في ريف حلب الشمالي، فقاتلوا أهل الإسلام وظاهروا أهل الأوثان.

ثم رأينا أتباع القاعدة في ليبيا الذين يشرف عليهم قادة القاعدة في المغرب، وهم يقاتلون جنود الخلافة مظاهرين للمرتدّين، معلنين موالاتهم لحكومة الردّة في طرابلس، فقاتلوا أهل الإسلام وظاهروا أهل الأوثان.

ورأينا ونرى باستمرار مقاتلة فرعهم في اليمن لإخواننا المجاهدين في قيفة وغيرها من البقاع، ذراعا بذراع مع المنتمين إلى اللجان الشعبيّة (التابعة لحكومة الردّة في عدن)، بل واتخاذ قادة هذه اللجان المرتدّة أولياء لهم، يولّونهم قيادة الحرب على أهل الإسلام، وذلك بعد أن أسلموا المدن للمشركين ليحكموها بالكفر إعراضا عن قتالهم، فقاتلوا أهل الإسلام وظاهروا أهل الأوثان.

كما ورأينا إخوانهم الطالبان في خراسان الذين دخلت كل فروع القاعدة تحت رايتهم وهم يقاتلون الموحّدين في زابل وغيرها من المناطق نصرة للروافض الذين نال منهم المجاهدون، وذلك بعد أن أعلنوا ولاءهم لهم ولغيرهم من طوائف المشركين في خراسان باسم الوطنية، ووادعوا الطواغيت والمرتدين خارجها باسم السلم الدولي، فقاتلوا أهل الإسلام وظاهروا أهل الأوثان.

وما بقي من فروعهم وجنودهم، فهم موالون لهذه التنظيمات المرتدّة في الشّام واليمن وخراسان والصومال وأتباعهم في ليبيا وغيرها، يلقون إليهم بالمودّة، ويرون أنفسهم وإيّاهم طائفة واحدة، يوالون فيها ويعادون فيها، وينتصرون لها في كلّ خصومة وصراع، مع قتالهم لجنود الخلافة ومحاولة منعهم من السيطرة على الأرض لتطبيق شرع الله تعالى بعد أن ضيّعوها وسلّموها طوعا للمرتدّين.

فصدق عليهم جميعا بذلك أكثر مما افتروا به على جنود الدّولة الإسلاميّة، إذ أنهم لم يكتفوا بقتال أهل الإسلام وموادعة أهل الأوثان، بل زادوا على ذلك بموالاتهم في الدين ومظاهرتهم على المسلمين.

وأما الدّولة الإسلاميّة -أيّدها الله العظيم بنصره- فإنّها تقتل من أهل الإسلام من أباح الله تعالى دمه، من مستوجب للحد، أو مفسد في الأرض، أو خارج على جماعة المسلمين يريد شقّها بعد أن جمعها الله على رجل واحد، وهي لم تَدع قتال أهل الأوثان يوما، بل بات من المعلوم لكل البشر مسلمهم وكافرهم أنها -بحمد الله - تقاتل الكفّار والمشركين كافّة، كما يقاتلونها كافّة، وما تكوين ملل الكفر المختلفة لأكبر حلف في التاريخ لقتالها بالدليل الوحيد على ذلك.

وهكذا فإن قتلها لبعض أهل الإسلام ديانةً، هو إنفاذ لحكم الله تعالى فيهم، كما أن قتالها لأمم الشرك أجمعين هو طاعة لأمر الله تعالى بقتالهم، وأما مرتدّوا القاعدة وإخوانهم، فإنهم يقاتلون أهل الإسلام -من جنود الدّولة الإسلاميّة وأنصارها-بغيا وعدوانا، ويوادعون أهل الشرك من أتباع دين الديمقراطيّة ومرتدّي الصحوات ظلما وضلالا حتّى باتوا في خندق واحد.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 182
الخميس 11 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (3) - التنفيذ وأما عن تنفيذ هذا الأسلوب من الهجمات ...

إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (3)


- التنفيذ

وأما عن تنفيذ هذا الأسلوب من الهجمات الخاطفة، فإنه مما لا يمكن حصره بمخطط واحد أو أكثر، لأن ذلك يتبع لطبيعة المنطقة المستهدفة، وحال قوات العدو، وحال المجاهدين من حيث الإمكانيات المختلفة، ولكن يمكننا أن نقدم هنا بعض النصائح العامة التي يمكن للإخوة الاستفادة منها في تنفيذ عملياتهم بهذا الأسلوب بطريقة ناجحة بإذن الله تعالى.


- لا يكلف الله نفسا إلا وسعها

فأول النصائح بعد التوكل على الله تعالى وإحسان الظن به، ألا يكلف المجاهدون أنفسهم فوق طاقتهم، بمهاجمة أهداف تفوق قدرتهم على كسر العدو فيها، وأن لا يعتبروا هذا النوع من المعارك مصيريا أو حاسما في تقرير مجرى الحرب مع أعدائهم، بل هي كرّة لا بدّ وأن تتبعها فرّة، هدفها التحضير لكرّة أخرى، وهكذا..


- الاستخبارات

المعلومات من أهم الموارد التي يجب تأمينها قبل كل عمل للمجاهدين، وخاصة في الأعمال التي تتطلب سرعة وفعالية عالية، بحيث لا يضيعون وقتهم أثناء الاشتباك في البحث عن المواقع، وتحديد الأهداف، وتغييرها مع كل معلومة جديدة تصلهم من صديق أو يستحصلوها من عدو، ولذلك فإن من المهم جدا أن يحرص المجاهدون على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة الموثوقة، وتصنيفها وتحليلها بشكل جيد، واستخلاص ما يلزم منها ليكون أساسا لخطة الهجوم والسيطرة والانسحاب على حد سواء.

ومصادر المعلومات كثيرة، منها الاستطلاع المباشر من قبل مفارز الرصد، ومنها الاعتماد على معلومات المجاهدين العارفين بالمنطقة، أو الأنصار من سكانها، ومنها ما يتحصل من أسرى العدو الذين يتم أسرهم قبل الهجوم لهذا الغرض.

ولا يقتصر دور استخبارات المجاهدين على جمع المعلومات ولكن على فرزها لعزل ما لا يفيد منها وعدم إشغال الإخوة بها، وكذلك تدقيقها لتجنيب المخططين البناء على معلومات كاذبة أو مضللة.

وبعد تحديد أمراء المجاهدين للأهداف التي سوف تضرب خلال الهجوم، يعمل الإخوة في الاستخبارات على تجهيز قوائم بالأهداف التي ستهاجم، والأشخاص الذين سيتم أسرهم أو تصفيتهم، ووضع الخطط للتعامل مع كل هدف منها بناء على المعلومات المتوفرة عنه، والتي تحدد أهميته وجوانب القوة والضعف في دفاعاته.

ثم فرز الأدلاء العارفين الثقات لإيصال كل مجموعة من مجموعات المجاهدين إلى هدفها بسرعة ودقة، ثم إخراجهم من المنطقة بعد إتمام الهجوم وصدور الأمر من الأمير بالانسحاب نحو المناطق الآمنة.


- قطع الطرقات

وذلك بنصب الكمائن ونشر العبوات الناسفة على الطرقات التي يتوقع أن تأتي منها المؤازرات للعدو، وبتأمين هذه الطرق، يكون المجاهدون المقتحمون للمنطقة في أمان -بإذن الله- من المفاجآت، ويمكنهم تنفيذ قدر أكبر من أهدافهم ضمن الوقت المخصص للهجوم.

وكذلك فإن قطع الطريق يعد وسيلة لتكبيد قوات العدو القادمة للنجدة أو الهاربة من الاشتباك، خسائر كبيرة قد تفوق أحيانا خسائر الاشتباك المباشر معها أثناء الاقتحام.


- السيطرة على المداخل والمخارج

وذلك من أجل تسهيل دخول المجاهدين للمنطقة في حال كان الهجوم من خارجها، ثم منع هروب المرتدين منها إذا لزم، ومنع دخول المؤازرات إليها في حال قدومها، وكذلك ضمان طريق انسحاب المجاهدين من المنطقة بعد إتمام العملية.

ولا يشترط السيطرة عليها في حال كان الهجوم قائما على التسلل، وكان طريق الانسحاب للإخوة مضمونا بقوة تمسك الطريق وتدافع عنه لحين تأمين الانسحاب.

وقد يُكتفى بالسيطرة على بعضها فقط، لتسهيل الاقتحام والانسحاب، مع ترك المجال أمام قوات العدو للهروب من المنطقة، تجنبا لحصرها ودفعها للقتال باستماتة.


- السيطرة أو تحييد مراكز القوة والتحكم

ونقصد بها المقرات القيادية للعدو في المنطقة، والتي تتحكم بقواته الموجودة فيها، والتي يؤدي ضربها إلى تشتت قوة العدو وصعوبة التنسيق بينها، وكذلك المقرات التي تضم قوات العدو القادرة على التحرك ضد المجاهدين، من ثكنات عسكرية، ومراكز أمنية، ومخافر شرطة وغيرها، وكذلك المقرات التي تحوي وسائل قوة العدو، من مستودعات السلاح والعتاد، ومرائب الآليات والمدرعات، وكذلك ما يمكّن العدو من إدارة المعركة وإدامتها، من مراكز وأبراج للاتصالات، ومراكز علاج الجرحى وغيرها.

وبإنهاء هذه المهمة، بالسيطرة على تلك المقرات، أو حصارها، أو نسفها، يكون ما تبقى من قوات العدو في المنطقة عبارة عن أفراد مشتتين يسهل -بإذن الله تعالى- التعامل معهم، واصطيادهم من منازلهم، بحيث يصبح أفضلهم حالا من يستطيع الهرب، خاصة إذا يئسوا من احتمال وصول قوات مؤازرة إليهم لإنقاذهم.


- ضرب الأهداف المحددة مسبقا

وهذا هو هدف الغزوة المباشر الذي من خلاله تتحقق كل الأهداف، وبقدر ما تكون الأهداف معلومة بشكل مسبق للمجاهدين اعتمادا على المعلومات الاستخبارية، بقدر ما يكون الوصول إليها سريعا، ويكون التعامل معها فعالا.

بحيث يقسم أمير الغزوة جنوده إلى مفارز تتوجه كل منها بصحبة دليلها إلى هدفها المعلوم، لتتعامل معه وفق الخطة المرسومة سلفا، بالوسائل المعدة بما يتناسب مع طبيعته والطريقة المحددة للتعامل معه.

وقد يعمد الأمير إلى تقسيم المنطقة إلى قطاعات، بحيث تتعامل كل مجموعة من المجاهدين مع قطاعها الخاص، من حيث السيطرة ومعالجة الأهداف، ولهذا التقسيم فائدة في الحد من أخطاء عدم التعارف بين المجاهدين، وخاصة إن كانوا متنكرين بزي أعدائهم، والتي قد ينجم عنها اشتباكات غير مقصودة بينهم.


- ضرب الأهداف العارضة

ومن الممكن أن تظهر خلال الهجوم أهداف جديدة، إما لم تكن معلومة لدى الاستخبارات، أو أن المعلومات عنها توفرت خلال الغزوة، كاصطدام المجاهدين فجأة مع قوة للعدو، أو المفاجأة بمقاومة كبيرة له في أحد المواقع، أو عثورهم على مصدر مهم للمعلومات (من الأسرى أو قوائم للعملاء في دوائر أمن العدو، أو عناوين مخازن للسلاح أو الأموال ...).

وحينها، وكي لا يضطر المجاهدون للمفاضلة بين إكمال خطتهم الأصلية، أو تغييرها للتعامل مع الأهداف الجديدة الطارئة، فإنه من الأفضل أن يترك الأمير -إن أمكن- خلال تخطيطه للغزوة عدة مفارز تحت إمرته للتعامل مع هذه الأهداف، بشكل يرفع عن المفارز -العاملة على الأهداف الأصلية- عبء التعامل معها، وفي الوقت نفسه تكون هذه المفارز بمثابة قوة طوارئ عامة تعمل على مؤازرة أي مفرزة تحتاج للمؤازرة حتى انتهاء الهجوم.


- سحب الغنائم والتخريب

ولهذا الأمر أهمية من جانبين، الأول حاجة المجاهدين إليه للتموّن والتسليح والتذخير، فمستودعات العدو هي المصدر الأول لتموين المجاهدين، والثاني ضرورة حرمان العدو من إمكاناته، فما لا يمكن للمجاهدين سحبه إلى المناطق الآمنة من أموال الفيء والغنيمة، فإنهم يعمدون إلى إتلافه، من مقرّات وآليات ومعدات وأسلحة وذخائر وأجهزة إلكترونية، وذلك لكونها من مصادر قوة العدو، وينبغي تجنب ما يمس حياة عامة المسلمين ولا يشكل مصدر قوة للعدو قدر الإمكان.


- نصب الفخاخ

ولكون العدو سيعود إلى المنطقة بعد انحياز المجاهدين عنها، فمن المفيد نصب الفخاخ والشراك الخداعية له، والتي يمكن من خلالها اصطياد عدد آخر من جنوده، وإيقاع خسائر إضافية في صفوفه، وأفضل هذه الفخاخ -بحسب المتوفر حاليا- هو العبوات الناسفة المخفية بإحكام في كل ما يمكن أن تلمسه أيادي العدو بعد وصولهم إلى المنطقة، من آليات وأسلحة، وفي داخل المقرات وغيرها.

مع الأخذ بالاعتبار الاحتياط في حال غلب على ظن المجاهدين أن المسلمين من أهل المنطقة قد يدخلون إلى الأماكن المعرضة للتفخيخ، لأخذ ما تركه المجاهدون من أموال المشركين والمرتدين، وذلك من خلال تحذيرهم، أو منعهم من دخول المناطق الخطرة بالطرق المناسبة.

وسنكمل في المقال القادم بإذن الله تعالى في مسألة إنهاء السيطرة المؤقتة والانسحاب الناجح للمجاهدين بعد تحقيق الأهداف المطلوبة منها، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

اقتحام مقر القيادة العسكرية لمنطقة (سبها) وتحرير 200 من الأسرى بفضل الله • ولاية ليبيا - ...

اقتحام مقر القيادة العسكرية لمنطقة (سبها)
وتحرير 200 من الأسرى بفضل الله

• ولاية ليبيا - فزان

اقتحم جنود الدولة الإسلامية يوم السبت (29/ شعبان) مقر قيادة المنطقة العسكرية التابعة لمليشيات المرتد (حفتر) في (سبها)، وسيطروا عليها -بفضل الله تعالى- لساعات، قبل أن ينحازوا إلى مواقعهم، بعد إحراق المقر وآليات المرتدين بداخله، وإطلاق سراح قرابة 200 من الأسرى كانوا معتقلين في سجون المرتدين، واغتنام كميات من الأسلحة والذخائر والأليات منّ بها الله تعالى على عباده الموحدين.

وأحدث هذا الهجوم المبارك ضجة كبيرة في الداخل الليبي وخارجه، لكونه يمثل من جهة ضربة قوية لمليشيات المرتد (حفتر) الذي يكاد يسيطر على كافة المناطق في ليبيا بعد دخول قواته إلى محيط طرابلس لإسقاط حكومة (الوفاق) المرتدة، وطرد الكتائب المرتدة التابعة لها، ومن جهة أخرى يجدّد مخاوف المرتدين والصليبيين من استعادة مجاهدي الدولة الإسلامية نشاطهم في ليبيا، بعد ما أصابهم من محنة في (سرت) و(درنة) وغيرها من المناطق.

وللوقوف على مجريات الغزوة ونتائجها، تواصلت (النبأ) مع الأمير العسكري لجنود الخلافة في (فزان)، والذي أجابنا مشكورا عن تساؤلاتنا.

بدأ الأخ حديثه حول الغزوة بتوضيح حقيقة الأوضاع في مدينة (سبها) التي استهدفت الغزوة مركز الثقل العسكري للطاغوت (حفتر) فيها، فقال: "مدينة (سبها) هي أكبر مدينة في الجنوب الليبي وهي بمثابة العاصمة للمنطقة عموما، فمن يسيطر عليها يعتبر حاكما لهذه المنطقة، وكذلك فإن أغلب سكان الجنوب يرتبطون بها في أمورهم الخدمية والمعاشية، فهي السوق المركزية التي يتحصلون منها على احتياجاتهم الأساسية.

ومن الناحية العسكرية فهي مركز الثقل العسكري في الجنوب منذ قديم الزمان، ولم يتغير الحال أيام الطاغوت القذافي أو في أيام فصائل الصحوات التي جاءت بعده، حيث تمركزت فيها ثكنات الجنود ومقرات القيادة ومستودعات السلاح والذخيرة، ومراكز التحكم والاتصالات.

وقد بقي الصراع على المدينة ومنطقة الجنوب مستمرا منذ سقوط حكم الطاغوت القذافي، وحتى يومنا هذا، ساعدت فيه الانقسامات بين الأهالي بخصوص الموقف من الطاغوت القذافي والثائرين عليه، والصراعات القبلية والموقف من الطاغوت (حفتر) وخصومه في حكومة (الوفاق) المرتدة، وتدخلات الدول كقطر والإمارات والجزائر ومن ورائهم الدول الصليبية ودعمهم للأطراف المختلفة".

وعن كيفية انتقال السيطرة على المدينة من يد فصائل الصحوات المرتبطة بحكومة (الوفاق) المرتدة إلى يد (حفتر)، بيّن الأخ -حفظه الله- أن هذا لم يحدث بفعل اجتياح عسكري وإنما عن طريق مؤامرات سياسية، كان ثمرتها نقل أكبر كتائب الصحوات في المدينة ولاءها من جهة حكومة (الوفاق) المرتدة إلى جهة (حفتر) وجيشه المرتد، وأما الكتائب المرتدة التي بقيت على ولاءها لحكومة (الوفاق) فقد انسحبت من المدينة باتجاه المنطقة الغربية على الغالب.

وكشف الأمير العسكري بأن القاعدة العسكرية التي هاجمها جنود الدولة الإسلامية صباح السبت الماضي، إنما تعود لإحدى تلك الكتائب التي انقلبت إلى صف المرتد (حفتر)، وهي الكتيبة 160 المعروفة باسم كتيبة (جبريل البابا) التي تعتبر بالإضافة لكتيبة (مسعود جدي) من أكبر الكتائب في المنطقة، حيث اتخذ جيش (حفتر) المرتد من القاعدة العسكرية مقرا لقيادة عملياته في منطقة (سبها) والجزء الأكبر من الجنوب الليبي، كما جعل أحد مبانيها سجنا كبيرا يسجن فيه كل المعارضين للطاغوت (حفتر) مهما اختلفت توجهاتهم، وأكثرهم من عامة المسلمين الذين لا شأن لهم بالصراعات بين المرتدين على المدينة.


- أحداث الغزوة المباركة

يقع مقر قيادة منطقة (سبها) العسكرية لمليشيات المرتد (حفتر) والمعروف بمعسكر كتيبة (جبريل البابا) قرب المدخل الشرقي لمدينة (سبها) وعلى مقربة من مطار المدينة حيث يشكل جزءا من حاميته، ويشغل مساحة كبيرة من الأرض، ويضم عددا كبيرا من المباني والمستودعات والورش المخصصة لصيانة الآليات العسكرية.

وبحسب الاستطلاع الأولي للمجاهدين قبل الغزوة، فإن عدد عناصر المقر من المقاتلين أكثر من 150 مرتدا، تبيّن بعد التحقيق مع أحد الأسرى أن نصفهم جرى نقلهم ليتم زجّهم في المعارك مع مرتدي حكومة (الوفاق) في محيط طرابلس.

وكشف لنا الأمير العسكري بأن المجاهدين قرروا تنفيذ الغزوة بعد الرصد والاستطلاع الكافييْن، وإعداد ما مكّنهم الله منه من العدد والعدة، واختاروا الاستعجال في تنفيذها لأسباب عديدة، منها انشغال المرتدين بالحرب في طرابلس، وعزم المجاهدين على إطلاق سراح الأسرى في سجن المقر، ليقضوا شهر رمضان بين أهاليهم، وهو ما يسرّ الله تحقيقه.

وعن مجريات الغزوة، شرح لنا الأخ ما أمكن الإعلان عنه من أحداثها قائلا:" جرى تقسيم المجاهدين إلى 3 مجموعات، الأولى انغماسية تتولى مهمة السيطرة على التلة المشرفة على المقر، والتي تؤمّن السيطرة النارية عليها لارتفاعها، ومن جهة أخرى يمكن من خلالها الإشراف على الطريق العام الذي يمر من أمام الكتيبة، وبالتالي التصدي لأي قوة إسناد تأتي لنجدة المرتدين هناك.

وأما المجموعة الثانية فألقيَ على عاتقها عبء اقتحام الكتيبة، ثم السيطرة على مقر القيادة والسجن، بعد قتل ما أمكن من المرتدين ومطاردة من يهرب منهم، ثم تدمير ما أمكن من المباني، وإتلاف كل ما يصعب نقله من الأسلحة والمعدات والآليات.

في حين قُسمت المجموعة الثالثة إلى سرايا صغيرة تنتشر في المزارع المحيطة بالكتيبة لتقوم بدور الإسناد لمجموعتي الاقتحام عند اللزوم، وقد يسّر الله تعالى لكل المجموعات تنفيذ مهامهم، وكان ذلك سببا أساسيا في نجاح الغزوة بفضل الله تعالى".

وأضاف -حفظه الله- بأن الهجوم بدأ قبيل الفجر، حيث تمكنت مجموعة الانغماسيين -بفضل الله تعالى- من السيطرة على التلة، التي كانت تتمركز عليها دبابة ورشاش ثقيل منصوب على عربة رباعية الدفع، في الوقت الذي تمكنت مجموعة الاقتحام من إحداث فتحة في السور الخلفي باستخدام العبوات الناسفة، ومنها دخل المجاهدون إلى الكتيبة وبدأوا بالاشتباك مع المرتدين، حيث قتل عدد منهم وهرب الغالبية، ليكمل الإخوة عملية التمشيط للمباني وصولا إلى السيطرة على كامل المقر، بحمد الله تعالى.


- تدمير المعسكر وتحرير 200 أسير

وعن نتائج الغزوة، قال -الأمير العسكري- بأن جنود الدولة الإسلامية بعد سيطرتهم على الكتيبة، بادروا بكسر أبواب السجن وإخراج الأسرى، في حين تولت مجموعات أخرى جمع ما يمكن نقله من الغنائم، وتدمير ما تبقى من الأليات والمدرعات، وإحراق المباني، لمنع المرتدين من الاستفادة منها بعد انحياز المجاهدين، وبعد الانتهاء من ذلك كله انحاز المجاهدون إلى مواقعهم، بالآليات التي اغتنموها من المرتدين، بعد ما منّ الله تعالى عليهم بتحقيق كل أهداف الغزوة التي استغرقت أقل من 3 ساعات.

وبلغت خسائر المرتدين 16 قتيلا بينهم حراس السجن والجلادون فيه، وتدمير 10 آليات رباعية الدفع، و4 دبابات و مدرعة BMP أحرقها المجاهدون مع بقية مرافق المعسكر من مقرات ومستودعات وورش، وكذلك أسير واحد من المرتدين نحَره جنود الخلافة فيما بعد.

كما اغتنم جنود الدولة الإسلامية كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات والآليات، ومنّ الله عليهم بإدخال السرور على المسلمين في المنطقة بتحرير أبنائهم من الأسر في بداية شهر رمضان المبارك، وهم قرابة 200 أسير، فلله الحمد من قبل ومن بعد.

وفي ختام حواره الماتع معنا، وجّه الأمير العسكري لجنود الخلافة في فزان، رسالة إلى المسلمين حرّضهم فيها على نصرة إخوانهم جنود الدولة الإسلامية، وحذرهم من خطورة موالاة المرتدين من مليشيات المرتد (حفتر) أو حكومة (الوفاق) المرتدة، كما دعاهم إلى الابتعاد عن مقرات المرتدين العسكرية والأمنية والقيادية، لكونها أهدافا دائمة للمجاهدين يستهدفونها بما أمكنهم من وسائل الفتك والتدمير.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ تتعلق قلوب مرتدي الصحوات ...

أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ


تتعلق قلوب مرتدي الصحوات في ليبيا والشام اليوم بكلمة من الطاغوت الأمريكي ترامب يظهر فيها عدم رضاه على هجوم أعدائهم عليهم، وتهديدهم لسلطانهم الموهوم على الأرض التي يحكمونها بغير شريعة الله رب العالمين.

وقد ظن أولئك المرتدون أنهم بطاعتهم أوامر من فوقهم من الصليبيين، من امتناع عن شريعة رب العالمين، ومظاهرة للمشركين على المسلمين، واتباعهم أهواء من تحتهم من الناس، ستسلم لهم دنياهم، التي بها باعوا دينهم وأخراهم، وما علموا أن من اتكل على غير الله تعالى وُكل إليه، ومن أرضى غيره سبحانه بسخطه سخط عليه وأسخط عليه من سواه.

فاليوم يهاجم المرتد (حفتر) -المدعوم من روسيا وطواغيت الجزيرة ومصر- طرابلس يريد إخراج حكومة (الوفاق) المرتدة منها، في الوقت الذي يستنجد فيه مرتدو الصحوات في مصراتة وطرابلس بالصليبيين لينقذوهم، وهم يذكّرونهم بما فعلوه سابقا من قتال للدولة الإسلامية وتدمير لمدينة (سرت) وقتل أهلها طاعة للأوامر الصليبية بذلك، يتزامن ذلك مع هجوم الجيش النصيري على إدلب مدعوما بحلفائه من الروس والروافض ليُنهي وجود مرتدي الصحوات فيها.

وينسى المرتدون الذين اتخذوا الصليبيين والطواغيت و"الحاضنة الشعبية" أربابا من دون الله تعالى، يطيعونهم في معصيته، ويرضونهم بسخطه، ويتوكلون عليهم من دونه، أن أولئك الأرباب متنافسون متشاكسون، وأن ما يُرضي أحدهم لا يُرضي بالضرورة غيره، بل ربما يغضبه، وما تراه دولة صليبية أو طاغوت من الطواغيت في مصلحته، قد تراه دولة أخرى أو طاغوت آخر تهديدا له، وهكذا فإنه لا يمكن لمرتدي الصحوات مهما فعلوا أن يُرضوا عنهم جميع الدول الكافرة في الوقت نفسه، وهم إن أمِنوا جانب طرف ما بما قدموه له من الطاعة والاتباع، فإنهم لا يأمنون جانب غيره، ممن قد يرى مجرد طاعتهم لغيره خروجا على طاعته وعمالة لسواه، يقتضي منه الغيرة والغضب.

فسياسة أمريكا ومعها الدول الأوربية تقوم على الرضا ببعض الكفر دون بعض إن لم يمكن الحصول على الكفر كله، فيرضون بذلك عن الحكومات الكفرية التي أنشأها مرتدو الصحوات، قانعين بما تحصلوا عليه من امتناع عن بعض الدين دون بعض، وهذا ما يجعل طواغيت المنطقة وحلفاؤهم يرون أن مجرد الرضا الأمريكي عن هذه الفصائل هو تهديد لهم يستعجلون التخلص منه مخافة أن تقوى شوكتهم ويصبحوا مؤهلين لاستبدالهم بهم إن أصبحوا أكثر فائدة للصليبيين في الحرب على الدين ومقاتلة المسلمين.

وهكذا يجد المرتدون أنفسهم اليوم مدعوين للدخول في الطاعة الكاملة التي يريدها منهم في ليبيا (حفتر) ومَن وراءه مِن الطواغيت، وفي الشام (بشار) ومِن وراءه حلفاؤه، أو التعرض للحرب التي فروا منها إلى معصية الله سبحانه، وقد تخلى عنهم من أطاعوهم وتوكلوا عليهم من دون الله تعالى.

وقد وصف الله حالة هؤلاء المرتدين والفارق بينهم وبين الموحّدين له سبحانه بالعبادة والطاعة، في قوله: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 29].
فمن يأبى توحيد رب العالمين بالعبادة والطاعة، ويتخذ معه الشركاء الذي يطيعهم في معصيته ويرضيهم بسخطه، فإنه يعجز عن إرضاء جميع الأرباب المشتركين في طاعته، في الوقت الذي يكتفي الموحد لله بطاعته عن طاعة غيره، ويستغني بالتوكل على الله العظيم عن التوكل على المخلوقين.

فالموحد هو الآمن المطمئن في الدنيا والآخرة، بطاعته لله وتوكله عليه، والمشرك هو الخائف المخذول في الدنيا والآخرة، بعجزه عن تحقيق الطاعة لكل الطواغيت، وخذلانهم له، كما قال ذو الجلال والإكرام على لسان نبيه الكريم يوسف عليه السلام: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 39 - 40].

وإن جنود الدولة الإسلامية -أعزها الله تعالى- لما وحّدوا الله سبحانه بطاعته، وكفروا بكل الأرباب من دونه، وقاهم من التعلق بهم والاتكال على غيره، نحسبهم كذلك، وهكذا التوحيد بعضه يكمل بعض، كما أن كفر مرتدي الصحوات بعضه يؤدي إلى بعض، ومن توكل على الله فهو حسبه، ومن توكل على أمريكا وغيرها من الطواغيت وُكل إليهم، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 181
الخميس 4 رمضان 1440 ه‍ـ
...المزيد

من دمشق إلى إفريقية وكونوا يا فرسان الدولة الإسلامية على قدر المرحلة التي تشتد فيها الهجمة ...

من دمشق إلى إفريقية


وكونوا يا فرسان الدولة الإسلامية على قدر المرحلة التي تشتد فيها الهجمة العالمية عليكم، من دمشق إلى إفريقية، لا لشيء سوى أنكم صرتم العقبة الكؤود في وجه المؤامرات العالمية التي تستهدف عقيدة الإسلام، بعد أن فرّط فيها المفرّطون وصاروا إلى محافل الردة يتسابقون، فاحتسبوا ما أنتم فيه من الجهد والجهاد والمراغمة، واثبتوا فلن تصلوا إلى مرادكم بغير خوض غمار الصبر واليقين، وقد خاض مخاضتكم هذه السابقون قبلكم حين جمع العدو لهم، فزادهم إيمانا ويقينا وتسليما، وكان لسان حالهم ومقالهم: "حسبنا الله ونعم الوكيل".



• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 520
"فزادهم إيمانا"
...المزيد

الإسلام يوحّد.. والوطنية تفرّق بالتوحيد والوحدة الإيمانية لا بالوطنية، اجتمع المسلم الحبشي ...

الإسلام يوحّد.. والوطنية تفرّق


بالتوحيد والوحدة الإيمانية لا بالوطنية، اجتمع المسلم الحبشي والرومي والفارسي والعربي في معسكر واحد تقاسموا فيه الآمال والآلام، حتى خلّد التاريخ ذكرهم معا في نفس أسفار البطولة عربا وعجما، بعد أن يمّموا بوجوههم صوب الإسلام وحطّموا بمعاوله كل الروابط -بل الفواصل- الوطنية والقومية الجاهلية، وشيّدوا على أنقاضها بنيان المسلم الذي يشد بعضه بعضا، بذلك وحسب صار المسلمون جسدا واحدا إذا اشتكى منه العضو السوداني تداعى له سائر الجسد المسلم بالسهر والحمى.

وتبعا لهذه الأصول الإسلامية، فالواجب على المسلمين -ونخص منهم شباب الإسلام في مصر وليبيا- أن يسعوا للنهوض والتحرر من رق الأوطان، والتحرك الجاد لنصرة إخوانهم في السودان، واستغلال تلك البيئة المضطربة المفتوحة للتمهيد لجهاد يدوم طويلا، يقول قليلا ويفعل كثيرا، يُقْدم ولا يحجم، فالسودان ساحة مهيأة لو اشتعلت فإنّ لها تأثيرا كبيرا على المنطقة برمتها، وفي اشتعالها دفع لصيال جيوش الردة المتصارعة على أرضها، حتى أهلكت الحرث والنسل وقتلت النساء والشيوخ والولدان.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 519
"السودان بين الإسلام والوطنية"
...المزيد

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا • خبر: مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ...

قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا


• خبر:
مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية السوري أنس خطاب.


"وهكذا يتأرجح أهل الضلال بين ادعاء "الشرف" والبراءة منه، مثلما يتأرجحون بين ادعاءات "السعي لتحكيم الشريعة" وإعلانات "السعي لإقامة دولة مدنية"، وبين ادعاء "الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا" وإعلان "المقاومة بما يتوافق مع القوانين الدولية"، فقيمة الأمور كلها لديهم بما يعود عليهم من نفع دنيوي، لا بما يوافق الميزان الشرعي، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ العدد 212
"موسم الهروب من قوائم الشرف"
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً