ن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون منذ 2018-03-20 أهل الطاعة الذين كانوا مصدر استهزاء في الدنيا ...

ن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون منذ 2018-03-20 أهل الطاعة الذين كانوا مصدر استهزاء في الدنيا صاروا ملوكاً على أرائكهم في الآخرة في شغل دائم بأسباب السعادة و الرفاهية التي لا توصف، لهم فيها من الثمار ما تمنوا و من الأطعمة و الأشربة و الأنكحة ما لا يتخيله عقل. {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}: انتهت ساعات العمل، وحان وقت الجزاء الموفور، صبروا ساعات على فتن الحياة و تمسكوا بحبل الله في السراء والضراء، فجزاهم بما صبروا نعيماً مقيماً لا يفنى، وسعادة أبدية لا تزول، منعمين هم وأزواجهم من الحور وفوقهم نساء الدنيا الصالحات اللاتي أعاد الله إنشاءهن في أفضل الصور. أهل الطاعة الذين كانوا مصدر استهزاء في الدنيا صاروا ملوكاً على أرائكهم في الآخرة في شغل دائم بأسباب السعادة و الرفاهية التي لا توصف، لهم فيها من الثمار ما تمنوا و من الأطعمة و الأشربة و الأنكحة ما لا يتخيله عقل، فوق كل هذا هم في سلام دائم بأمر ربهم الرحيم الرحمن سبحانه. قال تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس 55 – 58]. قال السعدي في تفسيره: لما ذكر تعالى أن كل أحد لا يجازى إلا ما عمله، ذكر جزاء الفريقين، فبدأ بجزاء أهل الجنة، وأخبر أنهم في ذلك اليوم {فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} أي: في شغل مفكه للنفس، مُلِذِّ لها، من كل ما تهواه النفوس، وتلذه العيون، ويتمناه المتمنون. ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات، كما قال: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ} من الحور العين، اللاتي قد جمعن حسن الوجوه والأبدان وحسن الأخلاق. {فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ} أي: على السرر المزينة باللباس المزخرف الحسن. {مُتَّكِئُونَ} عليها، اتكاء على كمال الراحة والطمأنينة واللذة. {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ} كثيرة، من جميع أنواع الثمار اللذيذة، من عنب وتين ورمان، وغيرها، {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} أي: يطلبون، فمهما طلبوه وتمنوه أدركوه. ولهم أيضا {سَلَامٌ} حاصل لهم {مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ففي هذا كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم، وأكده بقوله: {قَوْلًا} وإذا سلم عليهم الرب الرحيم، حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوجوه، وحصلت لهم التحية، التي لا تحية أعلى منها، ولا نعيم مثلها، فما ظنك بتحية ملك الملوك، الرب العظيم، الرءوف الرحيم، لأهل دار كرامته، الذي أحل عليهم رضوانه، فلا يسخط عليهم أبدا، فلولا أن اللّه تعالى قدر أن لا يموتوا، أو تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرور، لحصل ذلك. فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم، وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم. ...المزيد

وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ: كما كانوا فريقين في الدنيا يأمرهم الملك سبحانه ...

وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ: كما كانوا فريقين في الدنيا يأمرهم الملك سبحانه بالابتعاد عن المؤمنين في الآخرة ليكونوا فريقين كسابق عهدهم , و الاختلاف الجوهري في هذا المشهد الجليل أنه يوم الجزاء ففريق الإيمان إلى الجنة و فريق الإجرام إلى النار. حذرهم سبحانه من عبادة الشيطان المتمثلة في اتباعه و قبول أداته الفاتنة – الدنيا- و بيع الآخرة بسبب الهوى و طاعة إبليس , اتخذوه ولياً وهو لهم عدو مبين فاستحقوا أن يكونوا في حزبه في نار السعير. أمروا بعبادة الله وحده وطاعة أمره واتباع رسالاته فأبوا وعاندوا واختاروا الهوى والشيطان , أجيال خلف أجيال تتواصى بالإجرام والعناد والاستكبار والجاهلية في الدنيا وتشيع بعضها إلى جهنم في الآخرة , يوم يختم الله على الأفواه فلا كذب ولا اختلاق للأعذار وتنطق الجوارح بما فعلت وأجرمت. قال تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ * هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ} [يس 59 – 67].. قال السعدي في تفسيره: لما ذكر تعالى جزاء المتقين، ذكر جزاء المجرمين {و} أنهم يقال لهم يوم القيامة {امْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} أي: تميزوا عن المؤمنين، وكونوا على حدة، ليوبخهم ويقرعهم على رءوس الأشهاد قبل أن يدخلهم النار، فيقول لهم: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ} أي: آمركم وأوصيكم، على ألسنة رسلي، وأقول لكم: {يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} أي: لا تطيعوه؟ وهذا التوبيخ، يدخل فيه التوبيخ عن جميع أنواع الكفر والمعاصي، لأنها كلها طاعة للشيطان وعبادة له، {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} فحذرتكم منه غاية التحذير، وأنذرتكم عن طاعته، وأخبرتكم بما يدعوكم إليه، {و} أمرتكم {أَنِ اعْبُدُونِي} بامتثال أوامري وترك زواجري، {هَذَا} أي: عبادتي وطاعتي، ومعصية الشيطان {صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} فعلوم الصراط المستقيم وأعماله ترجع إلى هذين الأمرين، أي: فلم تحفظوا عهدي، ولم تعملوا بوصيتي، فواليتم عدوكم، فـ {أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} أي: خلقا كثيرا. {أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} أي: فلا كان لكم عقل يأمركم بموالاة ربكم ووليكم الحق، ويزجركم عن اتخاذ أعدى الأعداء لكم وليا، فلو كان لكم عقل صحيح لما فعلتم ذلك، فإذا أطعتم الشيطان، وعاديتم الرحمن، وكذبتم بلقائه، ووردتم القيامة دار الجزاء، وحق عليكم القول بالعذاب فـ {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} وتكذبون بها، فانظروا إليها عيانا، فهناك تنزعج منهم القلوب، وتزوغ الأبصار، ويحصل الفزع الأكبر. ثم يكمل ذلك، بأن يؤمر بهم إلى النار، ويقال لهم: {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} أي: ادخلوها على وجه تصلاكم، ويحيط بكم حرها، ويبلغ منكم كل مبلغ، بسبب كفركم بآيات اللّه، وتكذيبكم لرسل اللّه. قال الله تعالى في بيان وصفهم الفظيع في دار الشقاء: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} بأن نجعلهم خرسا فلا يتكلمون، فلا يقدرون على إنكار ما عملوه من الكفر والتكذيب. {وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} أي: تشهد عليهم أعضاؤهم بما عملوه، وينطقها الذي أنطق كل شيء. {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ} بأن نُذْهِبَ أبصارهم، كما طمسنا على نطقهم. {فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ} أي: فبادروا إليه، لأنه الطريق إلى الوصول إلى الجنة، {فَأَنَّى يُبْصِرُونَ} وقد طمست أبصارهم. {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} أي: لأذهبنا حركتهم {فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا} إلى الأمام {وَلَا يَرْجِعُونَ} إلى ورائهم ليبعدوا عن النار. والمعنى: أن هؤلاء الكفار، حقت عليهم كلمة العذاب، ولم يكن بُدٌّ من عقابهم. وفي ذلك الموطن، ما ثَمَّ إلا النار قد برزت، وليس لأحد نجاة إلا بالعبور على الصراط، وهذا لا يستطيعه إلا أهل الإيمان، الذين يمشون في نورهم، وأما هؤلاء، فليس لهم عند اللّه عهد في النجاة من النار؛ فإن شاء طمس أعينهم وأبقى حركتهم، فلم يهتدوا إلى الصراط لو استبقوا إليه وبادروه، وإن شاء أذهب حراكهم فلم يستطيعوا التقدم ولا التأخر. المقصود: أنهم لا يعبرونه، فلا تحصل لهم النجاة. أبو الهيثم محمد درويش متابعة 5 0121

رابط المادة: http://iswy.co/e268hq
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً