ذقون مفحوصة ”وأما المشروع الثاني؛ فمشروع دولة محلية وطنية تسمى إسلامية، تهندسُ مشروعها ...

ذقون مفحوصة

”وأما المشروع الثاني؛ فمشروع دولة محلية وطنية تسمى إسلامية، تهندسُ مشروعها المخابرات، ولا ضير أن تكون حكومتها طويلة اللحى قصيرة الثوب، حكومة تسالم اليهود وتحمي الحدود، فتباركها هيئة الأمم، وتحظى بقعد في مجلس الأمن، وإن أهل هذا المشروع ضرب الخوف من أمريكا والغرب قلوبهم، فامتلأت رعباً من طائراتهم ودباباتهم وأسلحة دمارهم، فراحوا يمدون لأمريكا جسور الصداقة، ويطيلون مع الغرب حبال المودة؛ بحجة المصالح والمفاسد، وزَعمِ أنهم أدهى من شياطين أمريكا وأذكى من مخابرات الغرب! حتى غدت خشيتهم منهم كخشية الله أو أشد خشية، وانقطع في قلوبهم الرجاء من الله، وتوجه لحلف النيتو ومجلس الأمن! إن هذا المشروع ظاهرُه "إسلامي" وحقيقته مشروع دولة وطنية، تخضع للطواغيت في الغرب وتتبع لهم في الشرق؛ بهدف لحرف مسار الجهاد وتوجيه ضربة له في الصميم“.

- الشيخ أبو محمد العدناني رحمه الله
مقتبس من كلمة صوتية بعنوان: [لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى]
...المزيد

ضررُ دُعاة جهنّم • لقد كان ضررهم جميعًا على اختلافهم أعظم من ضرر المحاربين أنفسهم على الجهاد ...

ضررُ دُعاة جهنّم

• لقد كان ضررهم جميعًا على اختلافهم أعظم من ضرر المحاربين أنفسهم على الجهاد والمجاهدين، بل حتى ما لبث كثيرٌ منهم أن أصبح رأسًا في الحرب على الجهاد، وسببًا فى انتكاس الكثيرين وتقاعس القاعدين، وتمكن الطواغيت من كثير من الشباب الذي أبدى منهجه متحمسًا للجهاد، فغدا مصيرهم الأسر والتنكيل.

في حين يبقى المنظّرون في صولة وجولة افتراضية بقول دون عمل، بينما يختفي من ينبس ببنت شفة من شباب المسلمين بكلمة الحق، فلا هم خلوهم وشأنهم لينفروا إلى الجهاد، ولا هم تركوهم مستورين بعيدًا عن أعين الطواغيت وجواسيسهم، بل قدموهم على طبق من ذهب لعدوهم يفتنهم في دينهم.

- افتتاحية النبأ "هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ" العدد 468
...المزيد

سدنة الطواغيت • وأما علماء السوء ودعاة وشيوخ الدينار والدولار وهيئة السحرة والمنافقين والعملاء ...

سدنة الطواغيت

• وأما علماء السوء ودعاة وشيوخ الدينار والدولار وهيئة السحرة والمنافقين والعملاء الكبار فقد بان زيف فتاواهم التي يتقيؤونها وكُشفت وبطُلت شُبههم التي يبثونها ولن تغني عن أسيادهم بعد اليوم بإذن الله وسيبوؤون بالفشل، مهما جَدّوا وطردوا عنهم الكسل.

وقد عرف الجميع حقيقتهم فإذا تمكن أسيادهم وأحكموا قبضتهم على أعناق العباد أفتَوا بوجوب طاعتهم وحُرمة مخالفة أمرهم وحرمة الجهاد مهما كفروا وطغوا وبغوا ونشروا من الفساد وإذا تمكن المجاهدون من مدينة وحكموا بما أنزل الله فارت دماءهم وإستشاط غيضهم وعادوا في قيئهم وأفتوا بعدم طاعة المجاهدين ووجوب قتالهم وإخراجهم وإستئصال شأفتهم مهما كلف المسلمين من دماء وخراب ودمار، مع جواز بل استحباب الإستعانة لذلك بالكفار.

فويلٌ لكم علماء السوء يوم الحشر يوم تُبلى السرائر ما لكم من عذر، ويلٌ لكم، حرفتم الكَلم ونبذتم کتاب الله وراء ظهوركم وإشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً، وإنسلختم من آيات الله ودين الله، مثلكم أيها المُرتدون كمثل الكلب ومثل الحمار يحمل أسفارَ إشتريتُم الضلالة بالهُدى والعذاب بالمغفرة، عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين“

- الشيخ أبو محمد العدناني رحمه الله
مقتبس من كلمة صوتية بعنوان [وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ]
...المزيد

دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ وَأَشرَبُ مِن كأسِ المَنِيَّةِ صافِيا وَمَن قالَ ...

دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ

وَأَشرَبُ مِن كأسِ المَنِيَّةِ صافِيا

وَمَن قالَ إِنِّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيِّدٍ

فَسَيفي وَهَذا الرُمحُ عَمّي وَخالِيا

اتَّقوا حب الظُّهور والشُّهرة وطلبها ولو بالخفاء • عن أبي هريرة: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أول مَن ...

اتَّقوا حب الظُّهور والشُّهرة وطلبها ولو بالخفاء

• عن أبي هريرة: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أول مَن يُدعى يوم القيامة رجل جمع القرآن، يقول الله تعالى له: ألم أُعلمك ما أنزلت على رسولي؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: فماذا عَمِلت فيما علَّمْتُك؟ فيقول: يا ربّ، كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار. فيقول الله له: كذبت. وتقول الملائكة: كذبت. ويقول الله له بل أردت أن يُقال: فلان قارئ فقد قيل، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ثم يُدعى صاحب المال، فيقول الله: عبدي، ألم أُنْعِم عليك؟ ألم أُوَسّع عليك؟ فيقول: بلى يا رب. فيقول: فماذا عمِلْتَ فيما آتيتك؟ فيقول: يا ربّ، كنت أصِلُ الرَّحِم، وأتصدق، وأفعل، وأفعل. فيقول الله له كذبت، بل أردت أن يُقال: فلان جواد. فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ويُدعى المقتول، فيقول الله له:عبدي، فيم قُتِلْتَ؟ فيقول: يا ربّ فيك وفي سبيلك. فيقول الله له: كذبت وتقول الملائكة: كذبت. ويقول الله له: بل أردتَ أن يُقال: فلان جريء. فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء». ثم قال رسول الله ﷺ: «أولئك الثلاثةُ أوَّلُ خلق الله تُسَعَّر بهم النارُ يوم القيامة». فحُدِّث معاوية بهذا الحديث فبكى، وقال: صدق الله ورسوله {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إلى قوله: {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: ١٥-١٦]

[كتاب موسوعة التفسير المأثور]
...المزيد

من أقوال علماء الملة • قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "العبد يعرف حقيقة نفسه، وأنها ...

من أقوال علماء الملة

• قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-:
"العبد يعرف حقيقة نفسه، وأنها الظّالمة، وأنّ ما صدر منها من شرّ فقد صدر من أهله ومعدنه؛ إذ الجهل والظّلم منبع الشرّ كلّه، وأنّ كلّ ما فيها من خير وعلم وهدى وإنابة وتقوى فهو من ربها تعالى، هو الذي زكّاها به، وأعطاها إياه، لا منها، فإذا لم يشأ تزكية العبد تركه مع دواعي جهله وظلمه، فهو تعالى الذي يزكّي من يشاء من النّفوس، فتزكو وتأتي بأنواع الخير والبرّ، ويترك تزكية من يشاء منها، فتأتي بأنواع الشرّ والخبث". [مفتاح دار السعادة]


▫ المصدر: صحيفة النبأ - مِن أقوال علماء الملّة
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 471
الخميس 26 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (اللّهمّ أصلح لي ديني ...

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(اللّهمّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي الّتي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي الّتي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كلّ خير، واجعل الموت راحة لي من كلّ شرّ). [رواه مسلم] ...المزيد

أهمية التربية الإيمانية • كما لا نقصد بالتربية الإيمانية المجالس العلمية المجردة، فقد يشتغل ...

أهمية التربية الإيمانية

• كما لا نقصد بالتربية الإيمانية المجالس العلمية المجردة، فقد يشتغل المرء بذلك ولا يلين قلبه، ويصح إيمانه لكنه لا يزداد!، خصوصا إن طغى على هذه المجالس الجدالات التي تُخرج العلم عن غايته، وفي هذا يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يمزج بالرقائق، والنظر في سير السلف الصالحين".

ومن المهم أن يدرك المجاهدون أن التربية الإيمانية لا تخص ساحة دون أخرى أو مرحلة دون أخرى، أو تقتصر على فئة عمرية محددة، كما يظن البعض بأنها تلزم المجاهد في مراحل نفيره الأولى، ثم يُعفى منها في مراحله اللاحقة، بل هي ملازمة للمجاهد في كل مراحله، فهي تسبق الجهاد وتمهد له، كما تصاحبه وترافقه في كل محطاته، وهي -بعد صحة التوحيد- المحرك والوقود لاستمرار المجاهد وثباته.

وعلى مدار سنوات طويلة، كانت قضية التربية الإيمانية موضع خلاف بين "الإسلاميين"، فريق ينظّر لها مشترطا التخلية قبل التحلية، ولا حد لتخليته ولا أفق لتحليته!، فيبقى المرء عندهم طول العمر وأبد الدهر في التخلية، فتصير بذلك التزكية الإيمانية مانعا من موانع الجهاد فالرجل لم يكمل طور التخلية بعد، وأمامه عقود من أطوار التحلية، فتصبح تلك ذريعة لإسقاط فريضة الجهاد عن هذا الكائن الذي أرادوه ملاكا فغدا نقيض ذلك تماما.

وفريق آخر يهمل التربية الإيمانية بالكلية بحجة فضل الجهاد وجوازه مع البر والفاجر، ويقدّمون حالة العسكرة على ما سواها، فتكون المحصلة مقاتلا عسكريا فارغا أجوف، إن تقوّى بطش وتجاوز، وإن ضعف خار وتراجع، وإن ابتُلي فاللهم سلامة من الحور بعد الكور.

وإنما مذهب أهل التوفيق وسط بين مُعطّلة الجهاد بمانع التزكية الملائكية، وبين معطّلة التزكية بمانع العسكرة التي لا تدوم، والمقصود أن تكون التربية والتزكية الإيمانية مستمرة مصاحبة لكل فصول ومحطات الجهاد، قبل النفير وبعد النفير، في المضافات والمعسكرات، في الولايات القائمة والأمنية، ولكل المهام والتخصصات فليس أحد فوق التربية الإيمانية، ولا يسع المجاهد الزهد فيها فإن الزهد فيها زهد في أسباب الثبات بل زهد في الجهاد ذاته فلا يثبت له إلا من ربّى بالإيمان قلبه؛ فتربّت جوارحه وانقاد باطنه وظاهره لربه وتعلق قلبه به.

ولا يعني هذا أننا ننشد مجاهدا ملائكيا لا يخطئ فهذا بعيد شرعا وواقعا، فالمجاهد بشر يصيب ويخطئ ويغفل ويزل لكنه لا يستمرئ الخطأ ولا يتساهله، أواب سرعان ما يعود، كما في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.

إنما ننشد مجاهدا على منهاج النبوة تزكية وسلوكا، سيرة وسريرة، خاشعا قلبه قريبة دمعته توابا أوابا يلوم نفسه وينصب لها موازين الحساب، رحيما في مواطن الرحمة شديدا في مواطن الشدة، وقورا في مواطن الوقار غيورا في مواطن الغيرة ه‍صورا في مواطن الملحمة صبورا في مواطن المحنة، متمترسا في مواطن الثبات، متورعا متريثا في مواطن الشك والريبة، مجاهدا متبتلا في المحاريب إذا خلى بنفسه، متجلدا متصبرا إذا لاح له عدوه، إننا ننشد مجاهدا قلبه في الأرض وروحه تحلق حول العرش كما قال ابن القيم: "فترى الرجلَ روحُه في الرفيق الأعلى وبدنُه عندك، فيكون نائمًا على فراشِه وروحُه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش".

إننا نريد جيلا من المجاهدين يتأهب لفصول قادمة من المعامع والملاحم لا يثبت لها إلا أهل التربية الإيمانية المتجذرة المتجددة، المتقين القانتين المخبتين الذين ربوا قلوبهم على التقوى وصانوا جوارحهم، ترفعوا عن الدنيا والدنايا، وتربعوا على عرش العزم والهمم، يسهرون لياليهم، ويصبّحون عدوهم، يتنافسون على الطاعة ويتسابقون نحو المنايا يطلبون الموت في مظانه وينازلون العدو في مكامنه ويطاردونه في مآمنه، ويباغتونه من حيث لا يحتسب.

إن العلاقة بين محاريب الإخبات ومحاريب الجهاد علاقة وطيدة ومتى انفكت العلاقة أو ضعفت، فاعلم أن هناك خللا في التربية الإيمانية وصدعا في جدارها لا بد من تداركه قبل فوات الأوان، وهي مهمة فردية من حيث أن كل مجاهد أدرى بنفسه ومواطن قوته وضعفه ومواضع إخفاقه وتوفيقه، ومع ذلك فهي مهمة يتقاسمها الجميع ويحتاجها الجميع، فإنا قد لا نؤتى من قبل طائرات عدونا كما نؤتى من ضعف إيماننا، فنحن نقاتل بالإيمان، فإن ضعف ضعفت قوتنا وتسلط علينا عدونا، وإن قوي إيماننا لم تقوَ علينا قوة في الأرض، فهذه دعوة لتشييد وترميم صروح التربية الإيمانية بيننا لنبني للإسلام صروحا من العز لا تنهدم.


▫️ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 471
الخميس 26 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

أهمية التربية الإيمانية • تشتد حاجة المجاهد في هذا العصر الذي يقطر جاهلية، إلى تعزيز تربيته ...

أهمية التربية الإيمانية

• تشتد حاجة المجاهد في هذا العصر الذي يقطر جاهلية، إلى تعزيز تربيته الإيمانية وتجديدها وترميمها وجعلها عملية مستمرة، مع التسليم بفضل بيئة الجهاد على غيرها من البيئات، وفضل الجهاد على غيره من العبادات.

لكن أفضلية الجهاد على سائر العبادات، لا تعفي المجاهد من تحصيل التربية الإيمانية، ولا تعني زهده في الطاعات أو تساهله في الصغائر واللمم... بل العكس تماما فإنّ القائم بفريضة الجهاد في هذا الزمان العصيب أحوج الناس إلى رصيد من التربية الإيمانية تبلّغه مراده وتعينه في طريقه.

إن التربية الإيمانية مهمة للمجاهد في سائر ميادينه وثغوره، صحيح أن ميادين الجهاد هي ميادين تربية تصقل النفس وتربي المؤمن، لكن في واقع الجهاد المعاصر لا يكون المجاهد ملاقيا للعدو على الدوام، ولا يتصور المرء أن بيئة الجهاد هو ميدان الرماية والاشتباك، بل بيئة الجهاد أوسع وأعم، فقد يقضي المجاهد أسابيع وأشهرًا في المضافات بغير صولات ولا جولات، ويكون مجاهدا لا ينفك عن وصف الجهاد وحقيقته ولا ينقطع أجره، أو يكون تكليفه الجهادي في بيئة جاهلية معادية، فهو بحاجة دورية إلى تجديد وتعزيز حالته الإيمانية جنبا إلى جنب مع حالته الأمنية، ولا ينفعه في هذه الظروف إلا تربيته التي ادّخرها لمثل هذه الأيام التي يتفاضل بها المجاهدون في إيمانهم وتقواهم ولذلك قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ} كما قال: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} قال ابن كثير: "لما ذكر اللباس الحسي نبّه مُرشدا إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع والطاعة والتقوى". وإنما أوردنا هذا المثل لنقرب للقارئ المقصود بالتربية الإيمانية، فليست هي عين العبادة أو التلاوة أو الصلاة أو النسك وإنْ كانت بريدها وسبيلا إليها بالجملة؛ وإنما هي أثرها وثمرتها من الخشية والخشوع والوجل والتدبر ودوام المحاسبة وسرعة الإنابة، إنها باب واسع شامل يغلب فيه حركة القلب على حركة الجوارح.

كما لا نقصد بالتربية الإيمانية المجالس العلمية المجردة، فقد يشتغل المرء بذلك ولا يلين قلبه، ويصح إيمانه لكنه لا يزداد!، خصوصا إن طغى على هذه المجالس الجدالات التي تُخرج العلم عن غايته، وفي هذا يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "رأيت الاشتغال بالفقه وسماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب؛ إلا أن يمزج بالرقائق، والنظر في سير السلف الصالحين".

ومن المهم أن يدرك المجاهدون أن التربية الإيمانية لا تخص ساحة دون أخرى أو مرحلة دون أخرى، أو تقتصر على فئة عمرية محددة، كما يظن البعض بأنها تلزم المجاهد في مراحل نفيره الأولى، ثم يُعفى منها في مراحله اللاحقة، بل هي ملازمة للمجاهد في كل مراحله، فهي تسبق الجهاد وتمهد له، كما تصاحبه وترافقه في كل محطاته، وهي -بعد صحة التوحيد- المحرك والوقود لاستمرار المجاهد وثباته.

وعلى مدار سنوات طويلة، كانت قضية التربية الإيمانية موضع خلاف بين "الإسلاميين"، فريق ينظّر لها مشترطا التخلية قبل التحلية، ولا حد لتخليته ولا أفق لتحليته!، فيبقى المرء عندهم طول العمر وأبد الدهر في التخلية، فتصير بذلك التزكية الإيمانية مانعا من موانع الجهاد فالرجل لم يكمل طور التخلية بعد، وأمامه عقود من أطوار التحلية، فتصبح تلك ذريعة لإسقاط فريضة الجهاد عن هذا الكائن الذي أرادوه ملاكا فغدا نقيض ذلك تماما.

وفريق آخر يهمل التربية الإيمانية بالكلية بحجة فضل الجهاد وجوازه مع البر والفاجر، ويقدّمون حالة العسكرة على ما سواها، فتكون المحصلة مقاتلا عسكريا فارغا أجوف، إن تقوّى بطش وتجاوز، وإن ضعف خار وتراجع، وإن ابتُلي فاللهم سلامة من الحور بعد الكور.

وإنما مذهب أهل التوفيق وسط بين مُعطّلة الجهاد بمانع التزكية الملائكية، وبين معطّلة التزكية بمانع العسكرة التي لا تدوم، والمقصود أن تكون التربية والتزكية الإيمانية مستمرة مصاحبة لكل فصول ومحطات الجهاد، قبل النفير وبعد النفير، في المضافات والمعسكرات، في الولايات القائمة والأمنية، ولكل المهام والتخصصات فليس أحد فوق التربية الإيمانية، ولا يسع المجاهد الزهد فيها فإن الزهد فيها زهد في أسباب الثبات بل زهد في الجهاد ذاته فلا يثبت له إلا من ربّى بالإيمان قلبه؛ فتربّت جوارحه وانقاد باطنه وظاهره لربه وتعلق قلبه به.

ولا يعني هذا أننا ننشد مجاهدا ملائكيا لا يخطئ فهذا بعيد شرعا وواقعا، فالمجاهد بشر يصيب ويخطئ ويغفل ويزل لكنه لا يستمرئ الخطأ ولا يتساهله، أواب سرعان ما يعود، كما في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}.


▫️ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 471
الخميس 26 جمادى الأولى 1446 هـ
...المزيد

من مقاصد الجهاد في سبيل الله 2 | لماذا نقاتل؟ 1- طاعة لله واتباعا لأمره قال رسول الله ﷺ: (أمرت ...

من مقاصد الجهاد في سبيل الله 2 | لماذا نقاتل؟

1- طاعة لله واتباعا لأمره
قال رسول الله ﷺ: (أمرت أن أقـاتـل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة) [متفق عليه]

2- التأسي برسول الله ﷺ
قال رسول الله ﷺ (والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغـزو في سبيل الله، فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل) [رواه مسلم]

3- لإقامة دين الله تعالى
قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: ٤١]، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: ٣٩]

4- طلباً للشهادة في سبيل الله
قال ﷺ: (للشهيد عند الله سبع خصال؛ يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفـزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته) [رواه أحمد]

5- النجاة من عذاب الله الذي أعده للقاعدين عن الجهاد
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ۝٣٨ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: ٣٨- ٣٩]، وقال رسول الله ﷺ: (من لم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم]

6- الدفاع عن عرض النبي ﷺ
قال ﷺ: من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله؟) فقام محمد بن مسلمة رضي الله عنه فقال: «يا رسول الله أتحب أن أقتله؟» قال: (نعم)، فانطلق إليه، فتحايل عليه، فقتله [متفق عليه]

7- اجتناب عاقبة المتخلفين عن الجهاد في الدنيا
قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة:٢٤]

8- كشف المنافقين وتمييز المؤمنين
قال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ۝١٤٠ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ۝١٤١ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:١٤٠-١٤٢]، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال:٧٤]

إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى 1442 هـ
...المزيد

من مقاصد الجهاد في سبيل الله 1 • نشر التوحيد وطمس الشرك قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ ...

من مقاصد الجهاد في سبيل الله 1

• نشر التوحيد وطمس الشرك
قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة الأنفال:٣٩]

• قتال المرتدين الممتنعين عن بعض شرائع الله
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم على منه [رواه مسلم]

• إرهاب الكفار والمرتدين والإثخان فيهم
قال تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} [سورة محمد:٤]

• الدفاع عن الدين والنفس والعرض والمال
قال رسول الله ﷺ: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد [رواه الترمذي]

• نصرة المستضعفين وفك الأسارى
قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [سورة النساء:٧٥]

• مدافعة المفسدين وكف الأذى عن المسلمين
قال تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة النساء: ٨٤]

• الحفاظ على جماعة المسلمين
قال رسول الله ﷺ: من بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليعطه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر [رواه مسلم]

• كسب أموال الكفار (الغنائم والفيء)
قال رسول الله ﷺ: جعل رزقي تحت ظل رمحي [رواه أحمد]

إنفوغرافيك النبأ رجب 1440 هـ
...المزيد

خمسٌ أمر الله بهن • قال رسول الله ﷺ: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد ...

خمسٌ أمر الله بهن

• قال رسول الله ﷺ: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم، فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوة الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله [رواه الترمذي وأحمد]

• قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله: (وهذه الخمس المذكورة في الحديث: ألحقها بعضهم بالأركان الإسلامية التي لا يستقيم بناؤه ولا يستقر إلا بها، خلافاً لما كانت عليه الجاهلية، من ترك الجماعة والسمع والطاعة). [الدرر السنية]

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: يجب على المسلمين أن يكونوا يداً واحدة على الكفار، وأن يجتمعوا ويقاتلوا على طاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله، فإن هذا من أعظم أصول الإسلام وقواعد الإيمان التي بعث الله بها رسله وأنزل بها كتبه وأمر عباده بالاجتماع ونهاهم عن التفرق كما قال: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}.[المستدرك على الفتاوى]


إنفوغرافيك النبأ ذو القعدة 1439 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً