مقتطفات من الكلمة الصوتية وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ للشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري ...

مقتطفات من الكلمة الصوتية وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ للشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)

▪️ نسأل المولى في عليائه أن يتقبل قتلى إخوانِنا المسلمين المستضعفين من الرجال والنساء والولدانِ في فلسطين، وأن يُعظم أجورَهم ويُحسنَ عزاءهم، ويَحقنَ دماءهم ويداويَ جرحاهم، ويرحمَ ضعْفهم، ويجبرَ كسرهم، ويُؤويَ شريدَهم، وأن يتولى أمرهم ويلطفَ بهم، إنه لطيف خبير.

▪️ لقد كشفتِ الحربُ الأخيرةُ على غزة حقيقةَ هذا المحورِ الوهمي، وأن إيران أنشأته خدمةً لمشاريعها، وأن هدفَه الأولَ والأخيرَ أن تنخرطَ الفصائلُ الفلسطينيةُ في حربٍ بالوكالة عن إيرانَ وليس العكس، وهو ما كان، فسلِمت إيرانُ وحزبُها من معركةٍ طاحنة تحمَّلتها غزةُ لوحدِها من دماء أطفالِها ونسائِها، وإنا لله وإنّا إليه راجعون.

▪️ إن موقفَ الدولةِ الإسلاميةِ مما يجري للمسلمين في غزة هو موقفها من سائر ما يصيبُ المسلمين من جراحات كثيرةٍ في سائر بلاد المسلمين، وإن هذا الموقفَ نابعٌ من رابطة الأخوةِ الإيمانيةِ التي تجمعُنا بالمسلمين كافة، والمنبثقةِ عن الكتاب والسنة في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وكما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم)، وهذه الرابطةُ تفرضها عقيدةُ الولاءِ والبراء التي هي أوثقُ عرى الإيمان، وأصلٌ أصيلٌ من عقيدة المسلمين.

▪️ إننا نقولُ ونؤكدُ على أن المعركةَ مع اليهود اليومَ هي في حقيقتِها معركةٌ مع حلفاءِ اليهودِ أكثرَ من اليهودِ أنفسِهم، وتُؤكّدُ ذلك فُصولُ الحربِ الأخيرةِ التي شنُّوها على غزة، وكيف كان تواطؤُ الحكوماتِ العربيةِ المرتدةِ ثقيلا على أهل غزةَ كثِقَلِ القنابلِ والصواريخِ الأمريكية، ولذلك فالحلُ الشرعيُّ يكمن في قتالِ هؤلاء كافة.

▪️ أيها المقاتل الفلسطيني، إنّ مجردَ قتالِ اليهودِ ليس أمارةً على صحةِ الطريقِ ولا سلامةِ المنهج، فلقد قاتلَ من قَبلكَ اليهودَ المقاتلُ الشيوعيُّ والمقاتلُ القوميُّ والمقاتلُ الوطنيُّ؛ كلُ هؤلاء قاتلوا اليهودَ لسنوات وخاضوا معهم جوْلات، فهل أسفرَ قِتالُهم عن إعلاء كلمةِ الله تعالى وتحكيم شريعتِه؟ وهل كانت هذه الغايةُ أصلا مطروحةً ضِمن خُططهم؟ وهل هي مطروحةٌ ضِمن خُطط قادتكم اليوم؟ وها أنتم قد جربتموهم 17 عاما فلم يُحكّموا الشريعةَ ساعةً من نهار.

▪️ ولأن الكلماتِ لا بدَ أن تُقرنَ بالأفعال، وانطلاقا من واجبنا الشرعيِّ في نصرة إخواننا المسلمين أينما كانوا ومنها فِلسطين، وفي ضوءِ إيمانِنا بأن المعركةَ مع اليهودِ وحلفائهِم في كل مكان، فإن الدولة الإسلاميةَ تستنفرُ جنودَها خاصة والمسلمين المتشوقين لنُصرةِ المستضعفين عامة، لاستهدافِ اليهودِ والصليبيينَ وحلفائِهم المجرمين، فوق كل أرضٍ وتحت كلِ سماء.

▪️ فاسمع أيها المقاتلُ فإني لك ناصح أمين، وأنت تتعرضُ للقتلِ في كل حِين، آن الأوانُ لِتُصححَ مسارَك وتقاتلَ اليهودَ بحكمِ السماءِ لا بحكمِ الأرض، في ظلال شريعةِ الله تعالى لا شريعةِ البشر، كما قاتلَ من قبلُ نبيُنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكما قاتلَ أبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليٌّ رضي الله عنهم، اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد.

▪️ وقبل الختامِ نبلغُكم وصيةَ أميرِ المؤمنين حفظه الله فإنه "يقرئُكم السلام، ويُوصيكم بتقوى الله في السر والعلن، والإقبالِ على الله والتقربِ إليه بصالح العمل، وعلى رأسِ ذلك مقارعةُ أعداء الله ومراغمتُهم، فذلك ذِروة الأمرِ وأعلاه، ويحُثكم على نصرةِ المستضعفين من المسلمين في غزّةَ حيثما كنتم، فوق كلِ أرض وتحت كل سماء فإن ملّة الكفر واحدةٌ، وقد رمونا اليومَ عن قوسٍ واحدة، وأصبح ما كانت تُكنُّه صدورُهم من الشرور بعد البغضاءِ باديًا ظاهرًا فلا عذر للمتخلفين بعد كلِ هذه الجرائم الظاهرةِ عن نصرة إخوانهم". انتهى كلامُه حفظه الله تعالى.

• صحيفة النبأ – العدد 424
السنة الخامسة عشرة - الخميس 22 جمادى الآخرة 1445 هـ
...المزيد

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء ...

خطواتٌ عمليَّةٌ لقتال اليهود

ما إنْ تتعرض دويلة اليهود إلى هجوم أو خطر محتمل؛ حتى يسارع حلفاء اليهود إلى تقديم دعمهم الشامل واللامحدود، وهذا ليس جديدًا ولا مستغربًا وإنْ جاء هذه المرة أكثر حِدّة، كما ظهر جليًّا في خطابات القادة الأمريكيين التي طفحت بالتهديد والتحريض "غير المسبوق" على غزة بكل من فيها! وسرعان ما تُرجمت هذه الخطابات "الصليبية-اليهودية" إلى حملة واسعة من القصف الهمجي لتدخل غزة في دوامة "غير مسبوقة" من الألم والمجازر والأشلاء، والله المستعان.

وفي كل مرةٍ تتجدّد فيها المواجهة مع اليهود على الساحة الفلسطينية؛ يتصاعد الحديث حول الخطوات العملية لقتال دويلة اليهود، وسُبل نصرة فلسطين خصوصًا ممَّن هم خارجها، وتتفاعل أطراف كثيرة مع ذلك دون أنْ تقدِّم رؤيةً شرعيّةً شاملةً تصحُّ أنْ تكون مشروعًا أو سبيلًا عمليًّا لتحقيق "الوعد الإلهي" بزوال دويلة يهود.

في حين يبقى المشهد الفلسطيني على حاله؛ في ظلّ استمرار الوهم السائد أنَّ بالإمكان تحقيق ذلك "الوعد الإلهي" عبر القتال تحت راية "المحور الإيراني" المعادي المحارب للمنهج الإلهي!، أو من خلال الانخراط في تحالفاتٍ وطنيةٍ أو قوميةٍ تُهمل بالأساس الغاية الشرعية من القتال، وفي ظلّ الإصرار والافتخار باحترام والتزام "القوانين الدولية" الجاهليّة! وفي ظلّ التأكيد على أنَّ المعركة والعداء مع اليهود ينحصر داخل فلسطين! ولا علاقة لهم بقتال اليهود خارجها.

شرعيًّا وعمليًّا، فإنّ الاقتصار على قتال يهود فلسطين مهما بلغ من نكاية؛ فليس كافيًا لتحقيق القضاء على اليهود، لأنَّ دويلة يهود في تركيبتها منذ البداية قامت بالاعتماد والاستناد على "حبل من الناس"، فاليهود على مرّ التاريخ لم يتمكنوا من النهوض إلا بالاتكاء على أطراف أخرى سخَّروها لخدمتهم بالمكر، فقد أقاموا دولتهم بدايةً اتكاءً على بريطانيا، ثم احتماءً بأمريكا، وأخيرًا بتطويع حكومات الردة.

بل إنَّ المتأمل لخطابات ومواقف القادة الأمريكيين المتباكين على الدم اليهودي من "الجمهوريين أو الديمقراطيين" وهم سيَّان؛ يدرك حجم السيطرة اليهودية على دوائر صنع القرار الأمريكي والأوروبي، وحجم الضغط الذي تمارسه عليهم "جماعات الضغط" اليهودية التي تعيش وتفرِّخ في أحياء أمريكا وأوروبا، وتسيطر على مفاصل الاقتصاد والتجارة والإعلام الغربي، وتتدخل في رسم سياسات هذه الدول وتعقد حبال المكر بما يضمن الحفاظ على المصالح اليهودية.

والحال نفسه عندما يتعلق الأمر بالحكومات والجيوش العربية المرتدة التي تُعدّ هي الأخرى طرفًا مِن حبال المكر اليهودي التي تخنق "الشعوب" لإبقائها بعيدة عن تهديد مصالح اليهود أو مهاجمة دويلتهم، وهو ما يفسّر سبب استماتة اليهود في "تطبيع" علاقاتهم مع هذه الحكومات المرتدة.

وبناءً على هذه المقدّمات والمعطيات الشرعيّة والتاريخيّة والواقعيّة؛ يتضح لنا بجلاء أنَّ السبيل العملي لمواجهة دويلة اليهود تمهيدًا للقضاء عليها؛ لا يتحقق إلا بضرب جميع هذه المكوّنات والتحالفات وجميع المنخرطين فيها، الذين يشكّلون معًا "حصونًا وجُدُرًا وحبالًا" لحماية اليهود وإدامة سطوتهم وسيطرتهم على فلسطين.

وعليه، فهذا تنبيه وتحريض للمسلمين في كل مكان بأنّ أمامهم خطة عمليّة للمشاركة في قتال دويلة يهود وتخليص المسلمين من شرورها، هذه الخطة تتمثل بالسعي الميداني الجاد والسريع لاستهداف "الوجود اليهودي" في كل العالم، أيًّا كان شكل هذا الوجود، وخصوصا "الأحياء اليهودية" في أمريكا وأوروبا والتي تشكّل عصب الاقتصاد اليهودي وبؤر التحكم في دوائر صنع القرار الغربي الصليبي الداعم لدويلة يهود، وبالضرورة استهداف ومهاجمة "السفارات اليهودية والصليبية" في كل مكان.

وبالتوزاي مع ذلك، وجوب استهداف خطوط وجُدر الدفاع المتقدِّمة عن دويلة يهود ممثلةً بالجيوش والحكومات العربية المرتدة وتحديدًا جيوش "دول الطوق" التي تطوّق وتخنق فلسطين، وكذلك استهداف خطوط الدفاع الخلفيَّة كجيوش الدول الخليجية التي تحتضن القواعد الأمريكية الداعمة الحامية لأمن دويلة يهود.. فكل هذه الأطراف من الكفار والمرتدين من العرب والعجم، هم حبال دويلة اليهود التي بانقطاعها يتحقق اقتلاع دويلتهم من جذورها.

هذا هو السبيل الشرعي العملي الواقعي لقتال اليهود وتحقيق وعد الله بزوال دويلتهم، كما إنَّ فيه نصرة عملية حقيقية لأهلنا المسلمين في فلسطين، وهو السبيل الذي سلكته الدولة الإسلامية بقتالها لكل هذه المحاور والحكومات والجيوش الكافرة، وما زالت ماضية في طريقها توشك أنْ تصل لمرادها بإذن الله، في ظلّ التغيُّرات والمنعطفات الحادة التي تشهدها المنطقة والتي لا تخرج عن تدبير الله تعالى ومكره لعباده.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد 413
...المزيد

▫️ في زمن المجزرة في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين ...

▫️ في زمن المجزرة

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

وليس اليهود أو الأمريكان وحدهم المتورطين في مجازر فلسطين، بل هناك أطراف أخرى شاركت قصدا أو تبعا في هذه المجازر وإنْ ظهروا اليوم يتباكون على ضحاياها، فدعاة السوء الذين نذروا حياتهم للدفاع عن الطواغيت وجيوشهم الكافرة الحامية لحدود اليهود؛ هم مشاركون في المجزرة، الحركات والجبهات المرتدة التي حاربت المجاهدين وقطعت الطريق عليهم وأخَّرت مسيرهم، هي جزء من هذه المجزرة، الكتّاب والإعلاميون المنافقون أو ما يطلق عليهم في الوسط الجاهلي "المثقفون والنخب"، والذين تسلطوا على المجاهدين وسلقوهم بألسنة حداد، هؤلاء أيضا مشاركون في المجزرة، هؤلاء وغيرهم متورطون في المجزرة بقدر حربهم وتشويههم للمجاهدين الذين خاضوا غمار الحروب ضد قوى الكفر، فاصطف هؤلاء في صف تحالف الكفر ضد المجاهدين، فاستمرت المجزرة بحق المسلمين.

لا شيء يدفع المجزرة عن أمة الإسلام غير المجزرة، واقرأوا التاريخ أيها "الإسلاميون" لكي تعرفوا كيف كان المسلمون! اقرأوا سير الصحابة والفاتحين، اقرأوا عن بأس الصدّيق يوم حروب الردة، اقرأوا عن مغازي خالد بن الوليد ونكايته بالكافرين، اقرأوا تاريخ الإسلام من مظانه فهو التطبيق العملي لما جاء في الوحيين، اقرأوا وامتثلوا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وقوله سبحانه: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}، اقرأوا تاريخكم بوحييه لتعلموا أن المسلمين دفعوا المجزرة بالمجزرة، وفلّوا الحديد بالحديد، وحقنوا دماء المسلمين بسفك دم الكافرين، فأدموا الروم والفرس وقبلهم المشركين والمرتدين، نصروا الإسلام بالجهاد الذي لا يستحي من النكاية والبأس والغلظة والشدة على الكافرين حتى امتلأت الصحارى بنتن قتلاهم، وكان زهم الموت يملأ الأجواء، هكذا واجه سلفُنا السابقون المجزرة ودفعوها.

وإن المتأمل في حتمية نزول عيسى عليه السلام في نهاية الزمان رافعا الجزية مخيّرا أهل الكتاب بين الإسلام أو السيف؛ يدرك أنّ الغلبة في زمن الملحمة للسيف، وأنه سيُقدّم على سواه من الوسائل التي اتسع لها صدر الإسلام، وسيغدو السيف خير داع إلى الإسلام بشروط الكتاب والسنة، ولذلك جرّدوا أيها المسلمون توحيدكم ثم سيوفكم فلا شيء أنفى للمجزرة من المجزرة، لا شيء أنفى للقتل من القتل، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

▫️ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

▫️ في زمن المجزرة تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه ...

▫️ في زمن المجزرة

تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه المشاعر إلى أفعال أو مواقف على الأرض، بل تبقى حبيسة الصدور أو السطور، بينما تتوالى المجازر والمواجع، وتتوالى معها الصيحات والمدامع ثم تخبو تلك المشاعر تدريجيا، وهكذا حلقة مفرغة من التيه والعجز والقعود في زمن المهاجع والمضاجع.

هذا توصيف الواقع بعيدا عن الإفراط والتفريط، لكن السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: ما هو الحل لدفع هذه المجازر؟ وما الدروس المستفادة منها؟

في زمن المجزرة سقطت كل دعاوى "السلام" وابنته "السلمية"! فالأولى كانت وسيلة العلمانيين، والثانية كانت بدعة "الإسلاميين"، وكما فشل خيار "السلام"، فشلت "السلمية" بكل صورها في دفع أي خطر عن الأمة أو حقن قطرة دم واحدة من دماء المسلمين خلافا للوهم الذي كان يسيطر على أربابها وأتباعها بوصفها حكمة وحنكة ومنقذة، وأينما حلّت السلمية حلّت المذبحة! بل كانت أشد فشلا من خيار "السلام"! ولذلك وجب على الناس هجر "السلمية" وخياراتها، فهي من المجازر الفكرية التي طرأت ولم تعرفها العصور السابقة.

ومن مخلفات السلمية غير الصراخ والعويل؛ التعويل على الحلول "الدبلوماسية" الدولية، وما تغني "الدبلوماسية" في زمن المجزرة؟! وهل "الدبلوماسية" اليوم إلا الوجه الآخر للجيوش والحروب العسكرية؟! وهل تقصف الطائرات وتَحرق الدبابات إلا بإيعاز وتخطيط السياسيين "الدبلوماسيين" الذين يشكلون رأس الحربة في الحروب؟!

في زمن المجزرة على المسلم أنْ يعي بأنّ هذا الكون يسير وفق سنن ونواميس إلهية لا تحابي أحدا، وأنّ السبيل الذي وضعه الله للتغيير ودفع الظلم عن المسلمين، لا يوجد له بديل في كل قواميس السياسة و "الوطنية" و "الثورات" المعاصرة، فالجهاد الذي شرعه الله تعالى لنصرة المسلمين والتمكين لهم؛ لا ينوب عنه نائب بحال، لا "سلمية" ولا "مقاومة" ولا "وطنية"، بل الجهاد الشرعي الأصيل الذي مارسه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وصحابته خلال دورة التاريخ الإسلامي، جهاد ليس لديه سوى الشريعة ضابطا وموجِّها ودافعا، جهاد لا يستجدي "مجلس الأمن" ولا مواثيقه الكفرية، هذا الجهاد المفقود في فلسطين وغيرها هو الحل الوحيد في زمن المجزرة.

في زمن المجزرة على المسلم أنْ يوقن أنه لا يحدث شيء في أرض الله إلا بعلمه ومشيئته سبحانه، فما يصيب المسلم من محن وجراح مقدّر عليه تماما كما يناله من منح وأفراح، وأنّ المؤمن كما يسعد بالقدر خيره ويشكره، عليه أنْ يرضى بالقدر شره ويصبر عليه وتطيب نفسه به، وقد كشفت الحروب والكروب أنّ لدى الناس مشكلة عميقة في باب الإيمان بالقضاء والقدر، وأنّ المؤمنين بذلك -على وجه اليقين والتسليم- قلة مقارنة بمن يوغلون في الاعتراض على الخالق سبحانه!، قولا وفعلا، بالجنان واللسان والأركان وهذا بحد ذاته مجزرة تفوق المجزرة! إذْ الواجب على المسلم أن يستقبل أقدار المولى سبحانه بالصبر والتسليم والرضى، فنحن خلق الله نتقلب في أرضه وملكه، فالأرض أرضه والملك ملكه، والخلق خلقه، ونحن عبيده، وهذه هي العلاقة بين البشر والخالق، عبودية محضة، من رضي فله الرضى ومن سخط فعليه سخطه.

في زمن المجزرة على العبد أنْ يتعظ بكثرة الموت ومشاهده، فيبادر في إحسان ما أساء، وإصلاح ما أفسد، وترميم ما تداعى مِن بناء التوحيد في قلبه وواقعه، فإنَّ آفة الأمة اليوم في عقيدتها، ومن قال غير ذلك فقد غشَّ الأمة وضيّع الأمانة وكتم النصيحة.

في زمن المجزرة ليحذر المرء خطورة متابعة دعاة السوء الذين يحركون الناس بعيدا عن منهاج النبوة؛ يبكونهم تارة ويضحكونهم تارة ويخدرونهم تارات، وفقا لمصالح الطاغوت وسياسات الدول، وليدرك المسلم عمّن يأخذ دينه وكيف يحسم موقفه اتجاه قضايا المسلمين، فإنْ لم يكن الداعي إلى نصرة المستضعفين وقضاياهم هو العقيدة والرابطة الإيمانية؛ فإن هذه النصرة سرعان ما تخبو وتتلاشى بمرور الوقت، وهذا الذي يحدث ويتكرر مع كل قضايا المسلمين، ولذلك تختفي النصرة وتستمر المجزرة.

في زمن المجزرة ينظر المسلم إلى مجازر فلسطين على أنها امتداد لمجازر الكافرين بحق المسلمين في كل مكان، امتداد لمجازر التاريخ القريب والبعيد، امتداد لمجازر العراق والشام واليمن وخراسان، وقبلها مجازر الشيشان والبوسنة والهرسك وغيرها التي ارتكبها أعداء الإسلام نصارى ووثنيين وشيوعيين ومجوس، وإن التفريق بين دماء وقضايا المسلمين تبعا للفوارق والحدود الجاهلية، هو بحد ذاته جزء من المجزرة الفكرية التي ضربت عقيدة المسلمين وكانت أخطر عليهم من المجزرة نفسها، فيا لهوان موت المرء مقارنة بموت توحيده!.

▫️ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
...المزيد

حال المؤمن آخر الزمان! • قال الفضيل: في آخر الزمان يمشي المؤمن فيهم بالتَقيّة، وبئس القوم قوم ...

حال المؤمن آخر الزمان!

• قال الفضيل: في آخر الزمان يمشي المؤمن فيهم بالتَقيّة، وبئس القوم قوم يُمشى فيهم بالتقية.

* والتقية هنا: السكوت عن الحق خوفًا منهم، وليس معناها: قول الباطل.

• وعن ابن حمضة قال: قال لي أبو هريرة: كيف بك إذا كنت في زمان لا ينكر خيارهم المنكر؟ قلت: سبحان الله ما أولئك بخيار قال: بلى، ولكن أحدهم يخاف أن يُشتم عرضُه، وأن يُضرب بَشَرُه.

• ومن ذلك أيضًا ما روي عن أنس أن النبي ﷺ قال: يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته.
رواه ابن عساكر في تاريخه.

• وروي عن ابن مسعود: أن رسول الله ﷺ قال: يا ابن مسعود!
إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد. (۲)

* رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد ضعيف، والنقد: صغار الغنم.

• وروى أبو داود في الزهد عن ابن مسعود أنه قال: يأتي على الناس زمان المؤمن فيه أذل من الأَمَة، أكيسهم الذي يروغ بدينه روغان الثعالب.
وروى معناه سعيد بن منصور في سننه عن عليًّ رضي الله عنه، والمعنى: يهرب به من الهلاك.

• وروى ابن أبي الدنيا في الإشراف (١٦٤) عن مطرف بن عبد الله الشخير قال: كان الناس في الزمان الأول أفضلهم المسارع في الخير، وإن أفضل أهل زمانكم المثبطين.

• وروى أبو نعيم في صفة النفاق عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم اليوم.

• وفي الإبانة الكبرى عن حذيفة قال: يأتي على الناس زمان لو رمیت بسهم يوم الجمعة لم يصب إلا كافرًا أو منافقًا.

• وفي حلية الأولياء عن الثوري قال: يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من تحامق.

• وفي معجم ابن المقرئ عن يوسف بن أسباط قال: يأتي على الناس زمان إذا كان الرجل الصالح فيهم أخرجوه، لأنهم يعملون بغير عمله.

• وقال أبو بكر الخلال في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ص٤٣): أخبرني عمر بن صالح بطرسوس قال: قال لي أبو عبد الله - أحمد بن حنبل -: يا أبا حفص يأتي على الناس زمان المؤمن بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يُشارُ إليه بالأصابع!
...المزيد

وَصفُ الجَنَّةِ 2 • فوا عجبا لها كيف نام طالبها؟! وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها؟! وكيف طاب العيش في ...

وَصفُ الجَنَّةِ 2

• فوا عجبا لها كيف نام طالبها؟! وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها؟! وكيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها؟! وكيف قرّ للمشتاق القرار دون معانقة أبكارها؟! وكيف قرّت دونها أعين المشتاقين؟! وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين؟! وكيف صدفت عنها قلوب أكثر العالمين؟! وبأي شيء تعوضت عنها نفوس المعرضين؟!

- وإنْ سألتَ عن سَعَتِها: فأدنى أهلِها يسير في مُلكِه وسُرُرِه وقصورِه وبَساتينِه مسيرة ألفي عام

- وإنْ سألتَ عن خيامها وقبابِها: فالخيمة الواحدة مِن دُرَّة مُجوَّفة طُولُها ستون مِيلًا من تلك الخيام

- وإنْ سألتَ عن عَلاليها وجواسِقِها: فهي غُرَفٌ مِن فوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّة تجري من تحتِها الأنهار

- وإنْ سألتَ عن ارتفاعِها: فانْظُر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار

- وإنْ سألتَ عن لِباس أهلِها: فهو الحرير والذهب

- وإنْ سألتَ عن فُرُشِها: فبَطائنُها من إستبرَق مفروشة في أعلى الرتَب

- وإنْ سألتَ عن أرائكِها: فهي الأسِرَّة عليها البَشخانات وهي الحجال مُزَرَّرة بأزرار الذهب فما لها من فروج ولا خِلال

- وإنْ سألتَ عن وُجوه أهلِها وحُسْنِهم: فعَلى صورة القمر

- وإنْ سألتَ عن أسنانِهم: فأبناءُ ثلاثة وثلاثين على صورة آدم - عليه السلام - أبي البَشَر

- وإنْ سألتَ عن سَماعِهم: فغِناءُ أزواجِهم من الحُور العِين وأعلى منه سَماعُ أصوات الملائكة والنبيين وأعلى منهما سَماعُ خِطابِ ربِّ العالمين

- وإنْ سألتَ عن حُلِيِّهم وشارتِهم: فأساوِر الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التِّيجان

- وإنْ سألتَ عن غلمانِهم: فوِلْدانٌ مُخلَّدون، كأنهم لؤلؤٌ مكنون

- وإنْ سألتَ عن عرائِسِهم وأزواجِهم: فهُنَّ الكواعب الأتراب اللاتي جَرى في أعضائِهن ماءُ الشباب

- [حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح] لابن القيم - رحمه الله -

• إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد "458" الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

جهادٌ في أوروبا! • لمّا صحّت عقيدة حاملها تفوّقت السكين على كل الاحتياطات الأمنية لنصارى أوروبا ...

جهادٌ في أوروبا!

• لمّا صحّت عقيدة حاملها تفوّقت السكين على كل الاحتياطات الأمنية لنصارى أوروبا الصليبية، وشكّلت تحديا وضغطا حقيقيا فاق الضغط الموهوم لمئات المظاهرات السلمية، فلا شيء يعدل بركة الجهاد قل أو كثر.

وإنّ من الحقائق الثابتة في الكتاب والسنة، أنّ الإسلام دين يُسر لا عُسر، ومن ذلك؛ يُسر تكاليفه الشرعية وأنها في وسع المكلَّف ولا تزيد عن طاقته، فطالما أنّ الشارع الحكيم أمر بأمر فهو باستطاعة المسلم وبمقدوره، وهو عين ما أدركه وطبقه مسلم مجاهد في ألمانيا ممتثلا قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}، فخرج وحده بتوحيده وحدّ سكينه، ففعل ما لم تفعله مئات المظاهرات الهزيلة في شوارع أوروبا الصليبية.

سياسيًّا، تطالب الأحزاب الجاهلية الشعوب بالتحرك للضغط على الحكومات الغربية الصليبية، بصفتها حليفًا وداعمًا لليهود، ومن المفارقات أنّ هذه الأحزاب الجاهلية ودعاتها الذين صدّعوا رؤوسنا بالحديث عن "التواطؤ الغربي" والدعم اللا محدود لليهود؛ هم أول المعترضين والمستنكرين للهجمات التي تستهدف الغرب الصليبي في عقر دياره، فما فائدة عدائهم المزعوم للغرب إنْ كانوا يدينون مهاجمته، وما الفرق بين إدانة قتل اليهود وإدانة قتل الصليبيين؟!

وهؤلاء هم أنفسهم الذين تذكروا - بعد حرب غزة - أنّ الجيوش والحكومات العربية المرتدة حامية حارسة لليهود، وفي المقابل عندما كانت تتعرض نفس هذه الجيوش، لأي هجوم كما في سيناء أو الجزيرة، يكونون أول المستنكرين والمنددين، بل ويتهمون من يقاتل هذه الجيوش الحارسة لليهود، بالعمالة لليهود!! فهل تغيّرت هذه الجيوش أم تغيّرت اليهود؟!

إنّ الجهاد هو دواء هذه الأمة وطريق عزتها، وكأي دواء فلا بد أنْ تصاحبه "أعراض جانبية"، وهي التي يحاول دعاة السوء تضخيمها في أعين الشباب المسلم حتى يصدّوهم عن الجهاد، ويخيِّلوا إليهم أنّ المشكلة في "الأعراض" وليست في أصل الداء وهو تعطيل الجهاد والشريعة.

ولو تأمل العاقل أدرك أنّ فاتورة الجهاد وتبعاته أهون بكثير من فاتورة القعود، بل إنّ الأحزاب والحركات التي أنكرت على المجاهدين ضريبة الجهاد وتحكيم الشريعة، دفعتها اليوم أضعافا مضاعفة لكن بغير جهاد ولا شريعة! فمن الفائز ومن الخاسر؟!

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ

جهادٌ في أوروبا!

• عمليًّا، فإنّ نجاعة استهداف النصارى واليهود في شوارع أوروبا وأمريكا الصليبية لا تخفى على أحد، وقد شرحت خطابات وكتابات الد,و.لة الإسلا,مية ذلك مرارا، وبيّنت أنّ من لم تُتح له الفرصة لقتال اليهود داخل فلسطين فليقاتلهم وحلفاءهم خارج فلسطين.

أمنيًّا، قبل أشهر حذّرت بعض مراكز "مكافحة الإرهاب" الأوروبية من أنْ تؤدي السياسة الأوروبية عموما والألمانية خصوصا "المنحازة جدا لليهود" إلى موجة من "الإرهاب والانتقام" في صفوف المسلمين؛ غير أنّ هذه التحذيرات والاحتياطات لم تحل دون أنْ يترجم جندي من جنود الخلافة حرقته على إخوانه المسلمين إلى عمل حقيقي تسيل فيه د.ماء الصليبيين ثأرا وغضبة لد.ماء المسلمين، إذ لا يدفع الإرهاب إلا الإرهاب.

ولأن الجهاد أجدى الحلول وأنجعها مهما قلّ عدده وعدته، تأمل كيف تحولت السكين - التي لا يخلو منها بيت - إلى مصدر رعب ونكاية دفعت الحكومة الألمانية للمطالبة ب "فرض قيود جديدة على بيع وحيازة السكاكين!" والاقتصار على طول معيّن لنصل السكين "لا يزيد عن ستة سنتيميترات!" أملا في أنْ لا تخترق السكين أحشاء رعاياهم، وكأنهم أيِسوا من منع الهجمات فاكتفوا بتقنينها! ونحن نقول لهم: لن تقتصر المشكلة على السكين، فماذا لو استطاع مسلم تفخيخ "كعكة الميلاد!" فهل أنتم على استعداد لحظرها أيضا، أم تصغير حجمها؟!

من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة الإسلا,مية التي غلبت على رسائلهم ووصاياهم، خلافا لعبيد القومية والوطنية النتنة، فمسلم شامي يعلن من أوروبا أنّ عمليته انتقام للمسلمين في فلسطين والعراق والشام، بل وحتى البوسنة؛ في استدعاء للمجازر التاريخية بحق المسلمين، وفي تأكيد ضمني على أنّ المجاهدين لا ينسون ثأر إخوانهم، وأنه لا يسقط بالتقادم، وبضعة أسرى مسلمين أعاجم داخل سجن في روسيا أبوا المذلة وهبوا لنصرة دينهم، وصرحوا أيضا أنهم يثأرون للمسلمين في فلسطين وللحرائر في الشام.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ




جهادٌ في أوروبا!

• من زاوية أخرى، بدا واضحا في خطابات منفذي الهجمات الأخيرة، لغة الوحدة الإسلا,مية التي غلبت على رسائلهم ووصاياهم، خلافا لعبيد القومية والوطنية النتنة، فمسلم شامي يعلن من أوروبا أنّ عمليته انتقام للمسلمين في فلسطين والعراق والشام، بل وحتى البوسنة؛ في استدعاء للمجازر التاريخية بحق المسلمين، وفي تأكيد ضمني على أنّ المجاهدين لا ينسون ثأر إخوانهم، وأنه لا يسقط بالتقادم، وبضعة أسرى مسلمين أعاجم داخل سجن في روسيا أبوا المذلة وهبوا لنصرة دينهم، وصرحوا أيضا أنهم يثأرون للمسلمين في فلسطين وللحرائر في الشام.

هذه النبرة الوحدوية الصادقة من هؤلاء المجاهدين على اختلاف أعراقهم وألوانهم، هي ثمرة غرس الخلافة المبارك، وتطبيق لمنهاج النبوة الذي قامت عليه، والذي يقرر أنّ المسلمين (تتكافأُ دماؤهُم.. وهم يدٌ على من سواهم)، وأنّ الرابطة الوحيدة التي تجمعهم وتحركهم هي رابطة التوحيد فلا يعلوها رابطة، فتكون هذه الهجمات المباركة من أبناء الد,و.لة الإسلا,مية في بلاد الشرق أو الغرب قد حققت هدفين ثمينين، الأول: هو الانتقام للمسلمين على قدر الوسع، والثاني تعزيز الوحدة الإسلا,مية التي لا تتحقق إلا بإمام ومنهج واحد تحت راية واحدة.

فعليًّا، لم تعد الحاجة مُلِحة لأن تصرّح الد,و.لة الإسلا,مية بمسؤولية جنودها أو خلاياها عن هذا الهجوم أو ذلك، فالعدو قبل الصديق بات يعرف ما إذا كان الهجوم يحمل بصمة مجاهديها أم لا، ويكفي للهجوم أن يتحدث عن نفسه بنكايته وبأسه أو تفرُّده وغربته مع موافقته للشريعة، والعدو يدرك جيدا من يشكّل عليه خطرا حقيقيا ويطارد رعاياه في عقر ديارهم في أوروبا وأمريكا وروسيا وإيران وغيرها مما تبنّيناه أو كتمناه.

شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ممارسة فريضة الجهاد وإرهاب الكافرين والثأر لإخوانه المسلمين، وقد رأينا كيف فعل "السكين" ومن قبله "الفأس" ومن قبله "الدهس" برعايا ألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، وما زلنا ننتظر من أبناء الإسلام أنْ يكرروا ضرباتهم ويعمّقوها ويتقصدوا اليهود وكُنسهم وأحياءهم وحاناتهم بالقتل والحرق شفاء لصدور المؤمنين.

وختامًا وتحريضًا وإلهامًا، نلفت عناية شباب المسلمين الغيارى، بأنّ أكثر عمليات القتل رعبًا وأطولها مدةً في تاريخ أوروبا وأمريكا والتي أرهقت وكالات التحقيق الصليبية، كانت أدواتها سكينا أو مطرقة وربما أقل، وقد استغرق التحقيق فيها سنوات وتعاقب عليها أجيال من المحققين والضباط، فلتكن أنت أيها المسلم هذا الفاعل ولكن في سبيل الله جهادًا وقتالًا وإرهابًا لرعايا النصارى واليهود، وإرهاقًا لدوائرهم الحكومية وأجهزتهم الأمنية خصوصًا في أوروبا وأمريكا، كن أنت أيها المجاهد "رجل المطرقة" الذي يفتك بفرائسه ويهشّم جماجمهم دون أن يترك خلفه أي أثر يدل عليه، ليس حرصا على الحياة ولكن ليتسنى له تكرار العملية مرات ومرات حتى يرتوي من د.مهم، كن أنت ذلك البطل الذي يتمتع بخفة في قطع أوردة فرائسه بسكينه وتسكين حركتهم إلى الأبد بكل هدوء، ولا يُبقي خلفه في مسرح الهجوم سوى الموت والرعب زيادة، كن أنت ذلك البطل القادم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ



جهادٌ في أوروبا!

• شرعًا وواقعًا ويقينًا، لا توجد قوة بشرية في الأرض قادرة على منع المسلم من ممارسة فريضة الجهاد وإرهاب الكافرين والثأر لإخوانه المسلمين، وقد رأينا كيف فعل "السكين" ومن قبله "الفأس" ومن قبله "الدهس" برعايا ألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، وما زلنا ننتظر من أبناء الإسلام أنْ يكرروا ضرباتهم ويعمّقوها ويتقصدوا اليهود وكُنسهم وأحياءهم وحاناتهم بالقتل والحرق شفاء لصدور المؤمنين.

وختامًا وتحريضًا وإلهامًا، نلفت عناية شباب المسلمين الغيارى، بأنّ أكثر عمليات القتل رعبًا وأطولها مدةً في تاريخ أوروبا وأمريكا والتي أرهقت وكالات التحقيق الصليبية، كانت أدواتها سكينا أو مطرقة وربما أقل، وقد استغرق التحقيق فيها سنوات وتعاقب عليها أجيال من المحققين والضباط، فلتكن أنت أيها المسلم هذا الفاعل ولكن في سبيل الله جهادًا وقتالًا وإرهابًا لرعايا النصارى واليهود، وإرهاقًا لدوائرهم الحكومية وأجهزتهم الأمنية خصوصًا في أوروبا وأمريكا، كن أنت أيها المجاهد "رجل المطرقة" الذي يفتك بفرائسه ويهشّم جماجمهم دون أن يترك خلفه أي أثر يدل عليه، ليس حرصا على الحياة ولكن ليتسنى له تكرار العملية مرات ومرات حتى يرتوي من د.مهم، كن أنت ذلك البطل الذي يتمتع بخفة في قطع أوردة فرائسه بسكينه وتسكين حركتهم إلى الأبد بكل هدوء، ولا يُبقي خلفه في مسرح الهجوم سوى الموت والرعب زيادة، كن أنت ذلك البطل القادم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.

• مقتطف من إفتتاحية النبأ العدد "458"
بعنوان: جهادٌ في أوروبا!
الخميس 25 صفر 1446 هـ
...المزيد

مَقَامَاتُ اليَقين • سئل شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رَحمَهُ الله: عن قوله تعالى {حق ...

مَقَامَاتُ اليَقين

• سئل شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رَحمَهُ الله: عن قوله تعالى {حق اليقين} و {عين اليقين} و {علم اليقين} فما معنى كل مقام منها؟ وأي مقام أعلى؟ فأجاب:

للناس في هذه الأسماء مقالات معروفة

▪ علم اليقين
ما علمه بالسماع والخبر والقياس والنظر

▪ عين اليقين
ما شاهده وعاينه بالبصر

▪ حق اليقين
ما باشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتبار

والناس فيما أخبروا به من أمر الآخرة على ثلاث درجات

▪ إحداها:
العلم بذلك؛ لما أخبرتهم الرسل وما قام من الأدلة على وجود ذلك

▪ الثانية: إذا عاينوا ما وعدوا به من الثواب والعقاب والجنة والنار

▪ والثالثة: إذا باشروا ذلك؛ فدخل أهل الجنة الجنة؛ وذاقوا ما كانوا يوعدون، ودخل أهل النار النار وذاقوا ما كانوا يوعدون فَالنَّاسُ فِيمَا يُوجَدُ فِي الْقُلُوبِ وَفِيمَا يُوجَدُ خَارِجَ الْقُلُوبِ عَلَى هَذِهِ الدَّرَجَاتِ الثَّلَاث

- [مجموع الفتاوى] لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-


▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - مَقَامَاتُ اليَقين
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

مقتطفات نفيسة (45) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري حفظه الله تعالى • خلقَ اللهُ ...

مقتطفات نفيسة (45) من كلام الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري حفظه الله تعالى


• خلقَ اللهُ الخلقَ وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين

من أجل غايةٍ واحدةٍ لا تضاهيها غاية، لا تقبل المداهنةَ ولا المساومة، هي عبادتُه وحدَه سبحانه، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}..

ولأجلِ تحقيقِ هذه الغايةِ شرع اللهُ الجهادَ للمؤمنين، وأمرَهم بقتال الكافرين، فقال سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، وبذلك صار التوحيدُ غايةً والجهادُ سبيلاً، وتَبعًا لذلك كان الإسلامُ هو كل الحلِ وليس جزءًا من الحل.

فانقسم الناس في ذلك إلى فرق وحركاتٍ وأحزاب بعضُها أراد توحيدا بغير جهاد، وبعضها أراد قتالا بغير توحيد، وبعضها جعل الإسلامَ جزءًا من الحل وخلطَه بالديمقراطيةِ والوطنية والعلمانية، وبعضهم صار يرى الإسلامَ مُشكلةً لا حلا، يتنصلُ منه ويتهربُ من تبعاته، ويجبن حتى عن رفعِ شِعاراته، وقليلٌ من نجا فسلك مسلك التوحيدِ والجهاد كما سلكه خيرُ الأنبياء محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- وصحابتُه الفاتحون -رضوانُ الله عليهم-.


▫ المصدر: صحيفة النبأ - مقتطفات نفيسة (45)
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

انظر عمّن تأخذ دينك ابتُلي الناس اليوم بكثرة مصادر التلقي خلافا للقرون المفضلة التي نهلت من منهل ...

انظر عمّن تأخذ دينك

ابتُلي الناس اليوم بكثرة مصادر التلقي خلافا للقرون المفضلة التي نهلت من منهل صاف واحد أوحد هو الكتاب والسنة؛ فاتّبعوا سبيل ربهم ولم يتبعوا السبل، فصحّت عقيدتهم وصفَت رايتهم ورُصّت صفوفهم، فعزّوا وسادوا.

أما اليوم فما يحدث هو العكس تماما، فقد تعددت وتبدلت وتكدّرت مصادر التلقي، وزاحم الكتابَ والسنةَ مصادرُ أخرى جاهلية وبدعية، فنطق الرويبضة وأفتى أنصاف العلماء وأصفار الدعاة وتصدّر المشهد الهواة وأرباب الهوى وأصحاب البدع وعبدة الطواغيت، فضلوا وأضلوا فضاعت العقيدة وتفرقت الصفوف وعُطل الولاء والبراء فصار الصديق عدوا والعدو صديقا.

ومما فاقم المشكلة وزاد المنهل كدرا، فقهاء العنكبوتية العاكفون على شبكات التباعد والتفكك الاجتماعي، تلك الفتنة التي ربت مساوئها على محاسنها، وطغت مفاسدها على مصالحها، واقتحمت كل حصن ولطمت كل وجه ولم ينجُ منها إلا من عصمه الله تعالى.

وتزداد خطورة فقهاء العنكبوتية في النوازل والمحن التي تعصف بالأمة، في ظل حيازة كل فرد من أفرادها على "هاتف غبي" يمكنه من الغوص في بحار التيه التي أغرقت الناس وفتنتهم في دينهم!، فيُبحر أحدهم في عباب طوفان العنكبوتية بغير هاد ولا مركب، فلا يعود -إن عاد- إلا جثة هامدة أو في الرمق الأخير، أو على أقل حال مبتلى بما خاضه مما ليس يدركه.

ولذلك أصبح فقهاء العنكبوتية خطرا متحققا على عقائد المسلمين في ظل ما يبثونه من إرجاف وإرجاء وتمييع وترقيع، بفتاوى تقتل الولاء والبراء! وتساوي بين المسلم والمرتد! وتردم الهوة بين السنة والبدعة! فتاوى يسترونها بأقيسة عقلية حزبية لا دليل يستقيم لها؛ فدليلهم غائب، وإنْ حضر فهو في غير محله، وإنْ كان في محله أوردوه بفهم لا يستقيم يخالف فهم السلف.

وقد شدّد السلف في هذا الباب وحذّروا من أخذ الدين عن غير مصادره الأصيلة، فنقل الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قوله: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"، وقال الإمام ابن أبي حاتم: "دينك، دينك، إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا"، ولا شك أن زماننا أولى بهذه النصيحة من زمانهم، وقد فشا بيننا الفوضى المنهجية، والورود على موارد الفتن ودعاة الضلالة ومشايخ الهوى، الذين استطار شرهم وزادوا الناس تشتُّتا وتشعُّبا.

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال، ما هو السبيل لمعرفة الحق من الباطل في هذا الزمان الذي اختلط فيه الصحيح بالسقيم والغث بالسمين؟، قلنا: بداية على المسلم أن يوقن بأن الدين كمل وتم لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وأن النبي محمدا -صلى الله عليه وسلم- لم يفارق الدنيا إلا بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على البيضاء، نقية واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال، وبالتالي فإن المسلم الصادق في طلب الحق، يتضح له الحق برجوعه إلى نصوص الشريعة في الكتاب والسنة، أو برجوعه إلى العالمين العاملين بالشريعة فيوضحون له ما جهل من الحق بفهم السلف.

وإن من صفات العلماء العاملين الذين يؤخذ عنهم: تقديم شرع الله تعالى على ما سواه من الأفكار والآراء، كما قال ابن تيمية -رحمه الله-: "هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم يؤثِرون كلامَ الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدِّمون هدْي محمد على هدي كلِّ أحد". [مجموع الفتاوى]

ومن أخص صفاتهم: خشية الله تعالى لقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد يعلم العالم العلم الصحيح لكنه يمتنع عن الصدع به أو امتثاله هوى وتقديما لمحابّ النفس أو الحزب على محاب الله.

أما دعاة العنكبوتية فمن أبرز مثالبهم: الدعوة إلى أحزابهم لا إلى الله تعالى!، والانتصار لأنفسهم لا للحق! قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فيه الإخلاصُ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله عز وجل!"، وفي قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} قال الإمام الطبري: "يعني إلى الإسلام وشرائعه"، ودعاة الضلالة اليوم يدعون إلى شرائع حركاتهم وأحزابهم وحكوماتهم! وينتصرون لها ويصححون مساراتها ولو خالفت الشريعة من ألف وجه.

وقد دلت السنة النبوية على كثرة شيوع فقهاء الضلالة والبدعة في آخر الزمان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم]

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ


انظر عمّن تأخذ دينك

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال، ما هو السبيل لمعرفة الحق من الباطل في هذا الزمان الذي اختلط فيه الصحيح بالسقيم والغث بالسمين؟، قلنا: بداية على المسلم أن يوقن بأن الدين كمل وتم لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وأن النبي محمدا -صلى الله عليه وسلم- لم يفارق الدنيا إلا بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على البيضاء، نقية واضحة لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال، وبالتالي فإن المسلم الصادق في طلب الحق، يتضح له الحق برجوعه إلى نصوص الشريعة في الكتاب والسنة، أو برجوعه إلى العالمين العاملين بالشريعة فيوضحون له ما جهل من الحق بفهم السلف.

وإن من صفات العلماء العاملين الذين يؤخذ عنهم: تقديم شرع الله تعالى على ما سواه من الأفكار والآراء، كما قال ابن تيمية -رحمه الله-: "هم أهل الكتاب والسنة؛ لأنهم يؤثِرون كلامَ الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدِّمون هدْي محمد على هدي كلِّ أحد". [مجموع الفتاوى]

ومن أخص صفاتهم: خشية الله تعالى لقوله سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فقد يعلم العالم العلم الصحيح لكنه يمتنع عن الصدع به أو امتثاله هوى وتقديما لمحابّ النفس أو الحزب على محاب الله.

أما دعاة العنكبوتية فمن أبرز مثالبهم: الدعوة إلى أحزابهم لا إلى الله تعالى!، والانتصار لأنفسهم لا للحق! قال تعالى: {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فيه الإخلاصُ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله عز وجل!"، وفي قوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} قال الإمام الطبري: "يعني إلى الإسلام وشرائعه"، ودعاة الضلالة اليوم يدعون إلى شرائع حركاتهم وأحزابهم وحكوماتهم! وينتصرون لها ويصححون مساراتها ولو خالفت الشريعة من ألف وجه.

وقد دلت السنة النبوية على كثرة شيوع فقهاء الضلالة والبدعة في آخر الزمان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم]

وقد لبّس الشيطان على كثير من شباب المسلمين في الورود على موارد الفتن والأخذ عن فقهاء البدعة، ممن تصدروا العنكبوتية، بحجة البحث عن الحكمة التي هي ضالة المؤمن، ونسوا أن الحكمة كل الحكمة في إغلاق أبواب الشيطان على النفس وهجر مجالس ومنصات أهل البدع، وقد أوتي هؤلاء من هذا الباب كثيرا، فقلّما غاص أحدهم في أوحال فقهاء الضلالة وواقع مواقعهم، وخرج سالما.

ولعل من أسباب الاختلاف والفرقة اليوم التشريق والتغريب والصعود والهبوط مع فقهاء العنكبوتية ومصادرها المكدرة المحرفة، فكلما توحدت وصفَت مصادر التلقي؛ توحدت الصفوف وصفَت، بينما يؤدي التقلب مع هؤلاء يمنة ويسرة إلى الاضطراب المنهجي الذي يطغى على المشهد اليوم خصوصا في أبواب العقيدة وفي القلب منها الولاء والبراء.

وحري بالمسلم الفطن أن لا يجعل دينه وعقيدته عرضة للتقلب والتبدّل، بكثرة خوضه في مواطن الخصومات والخلافات التي لا تنتهي، فليس من واجب المسلم أن يدلي بدلوه في كل واد، ولا أن يبدي رأيه في كل حدث، فهذا فوق الوسع والطاقة، خصوصا في زمن الإسفاف والسقوط، وأكثر ما يثار من خلافات سببه الورود على كل صاحب هوى وبدعة من فقهاء الضلالة ودعاة الفتن، وقد ورد عن أئمة السلف كلام صريح في التحذير من هذا المسلك، فنقل الشاطبي عن عمر بن عبد العزيز قوله: "من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل".

وفقهاء العنكبوتية ودعاة الفلسفة اليوم يصوّرون للناس أن نصوص الكتاب والسنة عاجزة قاصرة عن مواكبة النوازل والمحن، ما لم تكملها عقول "حكمائهم" الخارقة وأقيستهم التي تخفى عن العالمين! فيشعرون القارئ أنه لم يبلغ مبلغهم في "العلم السري" و "الفقه الباطني" الذي أحرزوه دون غيرهم، وليس أمام القارئ إلا أن يذعن لهذا الفقه الغائب عن السلف والخلف! زعموا، والحقيقة خلاف ذلك، فإن في الكتاب والسنة بفهم السلف، ما يكفي الأمة في عسرها ويسرها ويزيد.

وهذه همسة لكل مرتاب في زمن الفوضى المنهجية والريبة، أيها التائه الحائر المتهوّك المتذبذب بين الحق والباطل، دونك المنهل الأول بغير غبش ولا كدر، كتاب الله وسنة نبيك، فإن عمي عليك شيء فدونك فهم سلف الأمة في القرون المفضلة الذين كانوا أقرب إلى عهد النبي وألصق به وأصدق وأحرص الناس على امتثال أمره واجتناب نهيه، فانظر عمن تأخذ دينك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا.


▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 465
الخميس 14 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس 1 - الإيمان بالديمقراطية دينًا ومنهجا قال الله ...

أهم نواقض الإسلام التي وقعت فيها حركة حماس

1 - الإيمان بالديمقراطية دينًا ومنهجا
قال الله تعالى: ﴿ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ [آل عمران: 85]

2 - التحاكم للتشريعات الطاغوتية الدولية والمحلية التي تناقض شريعة الله سبحانه
قال الله تعالى: ﴿ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ﴾ [ النساء: 60]

3 - المشاركة في كتابة التشريعات الكفرية أو التعديل عليها في البرلمان الشركي
قال الله تعالى: ﴿ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ﴾ [ النحل: 116]

4 - موالاة الطواغيت والمرتدين ومودتهم والتعاون معهم، كحالهم مع طواغيت إيران وغيرهم
قال الله تعالى: ﴿ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ﴾ [النساء 138-139]

5 - التنسيق والاستعانه بالطواغيت وجندهم لقتال الموحدين في ولاية سيناء وغيرها
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
الناقض الثامن: مظاهرة المشركين على المسلمين، والدليل قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ [ المائدة: 51]

6 - جحود وتعطيل الكثير من نصوص الكتاب والسنة بل والإنكار على من طبقها، كضرب الجزية وقتال الكفار
قال الله تعالى: ﴿ وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ﴾ [ العنكبوت: 47]

7 - أسلمة الرافضة وتصحيح دينهم والتقارب معهم
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر".
...المزيد

هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة • في غياب شريعة الله، وسيادة التظالم بين العباد والأمم، لا ...

هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة

• في غياب شريعة الله، وسيادة التظالم بين العباد والأمم، لا بدّ أن تكثر الحروب، وتسود الصراعات، وأن يحاول كلٌ أن يخضع الآخرين لشرعته وقوانينه، وأن ينال منهم ما يرجوه من مصالح حسب طاقته، وبإنكار المشركين للإسلام كطريق وحيد لتحقيق الأمن لكل الناس، بخضوعهم جميعاً لحكم الله وعدله، فإنهم ما برحوا يحاولون الوصول إلى صيغة تضمن تأمين مصالحهم دون تحمل الخسائر الباهظة من وراء الحروب، ومنها (الأمم المتحدة).

كانت الحرب العالمية الأولى مفصلا مهما في التاريخ الحديث بتمثيلها للصراع بين القوى المتجبرة القديمة كفرنسا وبريطانيا وروسيا، وبين القوى الصاعدة التي بدأت تطالب حينها بحصتها من العالم أسوة بمن سبقها في ميدان الهيمنة والاحتلال، وكانت الحرب بين هذه القوى مؤشرا على تغيّر ظروف العالم، حيث لم يعد ممكنا أن تقرر بعض الدول بالنيابة عن كل العالم، وأن تتقاسمه كما تريد، لذلك تقرَّر بعد انتهاء الحرب تأسيس (عصبة الأمم) لتنضمّ إليها كل الدول "المستقلة"، وتعيد تنظيم عملية هيمنة الأمم القوية على الأمم الضعيفة، من خلال إلغاء نمط الاحتلال القديم وإقرار ما أسموه (الانتداب)، الذي يقوم على أساس وضع كل من الأمم الضعيفة تحت وصاية واحدة من الأمم المهيمنة، بدعوى توفير الحماية لها من القوى الطامعة بها، وهكذا تم وضع "بلدان المسلمين" في كل أنحاء العالم تقريبا تحت وصاية الدول الصليبية ذات الشوكة، وكانت الفكرة من إنشاء (عصبة الأمم) أنها ستنقل الصراعات بين الدول الكبرى إلى المجال السياسي بدلاً عن المجال العسكري، وأنها ستؤمّن مصالح الحلفاء المنتصرين في الحرب، الذين كانوا يحتلون أغلب بقاع العالم آنذاك، وهذا ما لم ينجحوا فيه مطلقا، فمجرد أن اصطدمت الرغبات التوسعية لكل من ألمانيا واليابان وإيطاليا، برغبات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، انهارت (عصبة الأمم)، حيث هاجمت اليابان منشوريا، ثم الصين التي كانت عضوا في (العصبة)، وهاجمت إيطاليا أثيوبيا وهي أيضا عضو في (العصبة)، في توسُّع هتلر داخل أوروبا، باحتلال ألمانيا للنمسا ثم تشيكوسلوفاكيا ثم بولندا، وهي كلها دول أعضاء في (العصبة) لتنهار في النهاية بانسحاب اليابان وألمانيا منها، ثم تعجز عن تحقيق هدف إنشائها وهو منع الحرب بين الدول الأعضاء، بدخولهم مجتمعين في الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها أكثر من 40 مليون قتيل منهم بحسب إحصاءاتهم، عدا عن الجرحى والمفقودين والمشردين. لتعود الدول المنتصرة في الحرب مرة أخرى لإنشاء هيئة جديدة لتنظيم هيمنة هذه الدول على العالم والتي أطلق عليها اسم "هيئة الأمم المتحدة".

- الأمم المتحدة في نصف قرن:

باعتبارهما المنتصرين في الحرب، صُمِّمت الهيئة الجديدة لتوافق مصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، أما بريطانيا فقد صارت بحكم التابع للولايات المتحدة، وهي التي ضغطت على الولايات المتحدة لضم فرنسا إلى (مجلس الأمن) لتقوي موقفها في وجه ألمانيا، التي يُخاف من عودتها مرة أخرى إلى ساحة الصراع، فيما تم ضم الصين للوقوف في وجه عودة اليابان إلى أحلامها التوسعية.

وهكذا نشأت الهيئة الجديدة التي وُلدت معاقة بحكم تبعيتها للدول المتغطرسة الكبرى وعدم استقلالها في أي شيء. فأُعيق مسعاها لتشكيل جيش مستقل تفرض من خلاله قراراتها على الدول "المارقة"، وبالتالي لم يعد من سبيل إلى فرض القرارات إلا بالاعتماد على جيوش الدول المتغطرسة تلك، وكذلك كان تمويلها معتمدا على هذه الدول، ومن ناحية أخرى فقد صيغ نظامها ليضمن وجود الدول هذه ضمن "النظام الدولي" بأي شكل كان، وعدم تكرار مأساة خروج اليابان وألمانيا من (عصبة الأمم) عندما عارضت مصالحهم، وبالتالي اضطرار الدول الأخرى إلى محاربتهما لمّا تمادتا في تحقيقها خارج إطار النظام الدولي، أما الدول الضعيفة فيمكن ضبطها بسهولة عبر التهديد أو الفعل إن اضطر الأمر، دون أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب عالمية.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ

مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة


هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة

- الأمم المتحدة في نصف قرن:

• باعتبارهما المنتصرين في الحرب، صُمِّمت الهيئة الجديدة لتوافق مصالح الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، أما بريطانيا فقد صارت بحكم التابع للولايات المتحدة، وهي التي ضغطت على الولايات المتحدة لضم فرنسا إلى (مجلس الأمن) لتقوي موقفها في وجه ألمانيا، التي يُخاف من عودتها مرة أخرى إلى ساحة الصراع، فيما تم ضم الصين للوقوف في وجه عودة اليابان إلى أحلامها التوسعية.

وهكذا نشأت الهيئة الجديدة التي وُلدت معاقة بحكم تبعيتها للدول المتغطرسة الكبرى وعدم استقلالها في أي شيء. فأُعيق مسعاها لتشكيل جيش مستقل تفرض من خلاله قراراتها على الدول "المارقة"، وبالتالي لم يعد من سبيل إلى فرض القرارات إلا بالاعتماد على جيوش الدول المتغطرسة تلك، وكذلك كان تمويلها معتمدا على هذه الدول، ومن ناحية أخرى فقد صيغ نظامها ليضمن وجود الدول هذه ضمن "النظام الدولي" بأي شكل كان، وعدم تكرار مأساة خروج اليابان وألمانيا من (عصبة الأمم) عندما عارضت مصالحهم، وبالتالي اضطرار الدول الأخرى إلى محاربتهما لمّا تمادتا في تحقيقها خارج إطار النظام الدولي، أما الدول الضعيفة فيمكن ضبطها بسهولة عبر التهديد أو الفعل إن اضطر الأمر، دون أن يؤدي ذلك إلى قيام حرب عالمية.

ولكن هذا النظام القديم الذي مرَّ عليه أكثر من نصف قرن لم يراعِ في الحقيقة ظهور القوى الجديدة التي صارت تفوق بعضا من القوى الموجودة في (مجلس الأمن) مثل الهند والبرازيل واليابان وغيرها، أو ربما وُضِع النظام أصلا لتبقى كل الدول الناشئة مرتبطة بواحدة من الدول الكبرى حصرا، وهذا ما تحاول الدول الصاعدة التخلص منه بطريقة أو بأخرى.

أما الوسيلة الموضوعة لضبط الدول الكبرى فهو الحق الذي أعطي للدول الخمس الكبرى دون غيرها والمسمى (الفيتو)، إذ يكفي لكل من هذه الدول أن تلغي أي قرار يعارض مصالحها أو مصالح أصدقائها بمجرد الاعتراض على القرار وبالتالي إيقافه، مهما بلغ عدد المؤيدين له من الدول داخل (مجلس الأمن) أو في (الجمعية العامة) التي أنشئت لتكون بمثابة "برلمان دولي" تتخذ فيه القرارات بالأغلبية، وبهذه الطريقة يضمنون بقاء الدول "الكبرى" ضمن (مجلس الأمن) وعدم لجوئها إلى تحقيق مصالحها بالقوة، رغم أن ذلك يؤدي إلى تعطيل دور (الأمم المتحدة) ومنعها من التدخل في كثير من القضايا "الدولية" الشائكة بسبب (الفيتو) التي تفرضه هذه الدولة أو تلك، فلم تتدخل في الجزائر بسبب فرنسا، ولا في كمبوديا بسبب الصين، ولا في فلسطين بسبب الولايات المتحدة، ونشاهد اليوم عجزها عن اتخاذ أي قرار حاسم ضد النظام النصيري بسبب الاعتراض الروسي.

ولكن الغاية التي من أجلها مُنح "حق الفيتو" لهذه الدول لم يمنعها من التصرف بطريقة فردية، أو بمعاونة حلفائها، إذا لم تحصل على موافقة (مجلس الأمن)، كما في تدخّل الاتحاد السوفيتي في خراسان نصرة لحلفائه من الشيوعيين، وتدخل الولايات المتحدة في غرينادا، وغزوها للعراق، مبررة أفعالها بالحرب على الإرهاب أو غير ذلك من الحجج.

أما التدخل المباشر للأمم المتحدة في الصراعات الدولية، فيجري عادة عن طريق توظيف جيوش الدول الفقيرة، على أن تقوم الدول الغنية بتمويل هذا التدخل، وبامتناعها عن ذلك لسبب أو لآخر، فإنها تعجز عن الدخول في أي عملية لفض الصراعات والنزاعات بين الدول، وكذلك فإن هذا التدخل يكون بحسب توجيهات الدول المتجبرة، حيث نجد أن تدخلها في قبرص للفصل بين اليونان والأتراك، جاء بصيغة قوات "فض اشتباك" و "عزل المناطق" التي يسيطر عليها الطرفان، وكذلك فعلت في "فض الاشتباك" بين جيوش الطواغيت العرب والجيش اليهودي بعد الحروب المختلفة.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ

مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة



هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة

- دولة الخلافة تنقض أصول (الأمم المتحدة):

• إن (الأمم المتحدة) في حقيقتها ليست أكثر من كائن طاغوتي عاجز، لا حاجة للعالم به، أكثر ما يمكنه تقديمه هو تلبية احتياجات الدول المتجبرة التي يسمونها "كبرى" في نصبها وثنا تجبر الأمم كلها على عبادته وطاعته باسم "الشرعية الدولية"، وفي الوقت نفسه فإنها لا تقيم لهذا الوثن أي اعتبار، كما كان قدامى الطواغيت يفرضون على شعوبهم عبادة أوثان وأصنام لا يلتزمون هم بعبادتها، وذلك بمنحهم أنفسهم ألقابا تربطهم بهذه الآلهة المزعومة، كأخ الإله، أو ابن الإله، أو غير ذلك من الأكاذيب التي اخترعها الطواغيت لتأليه أنفسهم.

فهذه الهيئة المعاقة لم تقم -كما رأينا- على أساس الديموقراطية الكفرية التي يراد فرضها على العالم باسم "ميثاق الأمم المتحدة"، بل تقوم على أن الحكم للقوي الذي يعطى له "حق الفيتو" دون سواه فيمنع أي قانون أو قرار يمس مصالحه، أو مصالح حلفائه، كما أن شريعتها الشركية لا تطبَّق إلا على الدول والأمم الصغيرة التي تخرج عن النظام الدولي الجديد الذي صاغه أئمة الكفر، فتلتقي إرادات الدول الطاغوتية الكبرى على اعتبارها "مارقة"، كما حدث مع الطاغوت (صدام حسين) بعد غزوه للكويت.

وفي نفس الوقت ليست الأمم التي تمثل أعضاء "الهيئة الدولية" متحدة أبدا، إنما هي أمم متصارعة متنازعة متحاربة، إلا أنها تجعل ميدان نزاعها خارج أراضيها وأراضي منافساتها عادة، حتى إذا ضاقت الأرض بالمنافسة لم يكن هناك بدٌ من انتقال الصراع إلى داخل أراضيهم، وبالتالي نشوب الحرب المدمرة بينهم، حتى إذا ما أعياها تحصيل رغباتها بطريق الحرب جاءت هيئة الأمم لتصدر قرارا بإنهاء الحرب، حفظا لماء وجه هذه الأمم المتحاربة، فيخرجوا من الحرب، دون أن يلحق بهم عار الهزيمة، وتستدعي جنود الأمم المتحدة ذوي القبعات الزرق ليفصلوا بين قواتهم.

وإن أكبر أمثلة الفشل الذي تمثله هيئة (الأمم المتحدة) اليوم هو عجزها -والفضل لله- عن توحيد أمم الكفر المنتسبة إليها لقتال الدولة الإسلامية التي تكفر بشريعتها الجاهلية، وميثاقها الوضعي، وقراراتها الطاغوتية، بل وتخرق قوانينها بشكل دائم بهجومها المستمر على أعضاء المنظومة من دول الكفر، وتزيل الحدود التي رسمها على الأرض أئمة الكفر، وكسوها بالقداسة من خلال اعتراف هيئتهم بها، وترفض احترام ما يسمونه استقلال الدول، وإصرارها على تقسيم العالم على أساس الكفر والإيمان، لا على أساس اللون والعرق واللسان والقومية، وفوق كل ذلك تطبّق شريعة وحكما يتناقض تماما مع ما تريد (الأمم المتحدة) بمجالسها وهيئاتها المختلفة أن تجعله شريعة للعالم، بل وتعلن الحرب على أي نظامِ حكمٍ بمجرد خضوعه لهذه الشريعة، ولو بموافقته عليها من خلال التوقيع على مواثيق (الأمم المتحدة)، فإن لم تكن (هيئة الأمم) هذه بقادرة على توحيد أعضائها من دول الكفر على هذا العدو الذي يهددهم جميعا هم وهيأتهم، فعلى أي شيء يمكنها توحيدهم؟!

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ

مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة




هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة

- انقسام العالم إلى فسطاطين:

• إن نظام الخلافة يعني تقسيم العالم إلى أمتين ودارين، أمة الإسلام التي هي جماعة المسلمين، وتعيش في دار الإسلام، وأمة الكفر بمللها المختلفة وتعيش في دار الكفر والحرب، ودولة الخلافة تمثل اليوم الإطار الجامع للمسلمين في العالم، كون هذا النظام موضوعًا لتوحيد المسلمين، وإدارة معركتهم مع أمم الكفر المختلفة، فيما يحاول الكفار أن يجعلوا من (الأمم المتحدة) إطارًا يجمعهم ويوحدهم لقتالها، فيما تعجز هي بطبيعتها العرجاء عن القيام بهذه المهمة، نظرا لأن تصميمها منذ الأساس لم يكن لتحقيق هذه الغاية، وإنما لإدارة التنازع والصراع للسيطرة على العالم بين أمم الكفر المختلفة، وباستمرار المعركة بين الفسطاطين، يزداد المسلمون توحدا في إطار الخلافة، وتزداد أمم الكفر والشرك تنازعا وتفرقا في إطار (الأمم المتحدة)، حتى يصلوا إلى المرحلة التي يجدون أنفسهم مضطرين إلى إلحاقها بـ (عصبة الأمم).

فإننا نشاهد اليوم وفي جزء من ساحة المعركة بين الدولة الإسلامية وأمم الكفر، في العراق والشام، أن كل مجموعة من أعضاء مجلس الأمن قد انضمت إلى تحالف ضد الدولة الإسلامية، وهو في حقيقته تابع لأحد القطبين المتصارعين؛ الولايات المتحدة وروسيا، وكلٌ من الحلفين لا علاقة له بالأمم المتحدة، وإنما نشأ بقرارات فردية اتخذتها كل من الدولتين واستجاب لها حلفاؤها، وهذان الحلفان متنازعان فيما بينهما، بل هما متحاربان، بل كل منهما يتهم الآخر بأنه يقوم بإفساد جهوده في هزيمة الدولة الإسلامية، ويتهمه بالعجز، وسوء إدارة الحرب. رغبة منها بالظهور بمظهر القائد لدول العالم في المعركة ضد الدولة الإسلامية، فيما تقف (الأمم المتحدة) منهما موقف المتفرج، وأكثر ما يمكنها تقديمه أن تطالب الدول الأعضاء بمزيد من العمل على حرب الدولة الإسلامية.

وباستمرار الحرب التي تشنها الدولة الإسلامية ضد ملل الكفر كلها سيزداد انخراط هذه الأمم في الحرب ضدها، وسيدفعها الأمر للدخول في أحد الحلفين الموجودين حاليا، وبالتالي زيادة الاستقطاب الدولي، أو تشكيل أحلاف جديدة تقودها الدول الصاعدة التي لا ترغب أن تكون تبعا لأحد القطبين، ما يعني مزيدا من التشتت والابتعاد عن التوحد، في الوقت الذي تزيد الدولة الإسلامية من تجميع المسلمين في صف واحد، لمعركة واحدة ضد الشرك وأممه ودوله وأحلافه وهيئاته.

- الدولة الإسلامية والأحلاف المتصارعة:

إن أمم الكفر المتنازعة لا يمكن لأي منها أن تتحمل تكاليف الحرب على الدولة الإسلامية بمفردها، دون أن تتوقع تراجعا في اقتصادها وقوتها، وإضعافا لها أمام أمم الكفر الأخرى، وفي نفس الوقت لا تريد الأمم المتجبرة منها التي تسمي أنفسها (عظمى) أو (كبرى) أن تكون تبعا لأمم أخرى، لأن هذا الأمر سيفقدها تلك الصفات التي تريد إسباغها على نفسها، وفي الوقت نفسه فإن (الأمم المتحدة) بشكلها الحالي عاجزة عن تشكيل قوة موحدة توزع فيها تكاليف المعركة على أعضائها، بسبب الخلاف الذي سيحصل بين الدول المتجبرة على قيادة هذه القوة، وتشكيك كل منها بنوايا أعدائه في كل ما يطرحه من مشاريع بخصوصها، هذا عدا عن الخلاف عن مدى سلطة هذه القوة على جيوش الدول الأعضاء من حيث توجيه عملياتها ضد الدولة الإسلامية، وحول تمويلها، وما يقع على كل دولة من الدول الأعضاء من أعباء بخصوصها، وبالمحصلة البقاء على حالة الأحلاف المتصارعة، وبالتالي المزيد من الضغط المطبق على الدول للانضمام إلى هذا الحلف أو ذاك، وسيبقى حال فسطاط الكفر على هذا إلى آخر الزمان، حتى تصل جموعهم لقتال المسلمين في (دابق) تحت اثنتي عشر غاية أو راية، لا تحت غاية واحدة وراية واحدة، فيما يكون جيش المسلمين تحت راية واحدة، وإمام واحد.

• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 15
السنة السابعة - الثلاثاء 15 ربيع الآخر 1437 هـ

مقتطف من مقال:
هيئة (الأمم المتحدة) في عصر الخلافة
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً