(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ودعاة التقارب بين الأديان على مدار الساعة ويضعونها بديلا لرابطة الإسلام، فالناس في "الإنسانية" سواء وأولياء بغض النظر عن دينهم كفارا كانوا أو مسلمين! عبادا لله أو للطاغوت! والله تعالى يقول: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ }؛ فلا ولاية ولا محبة ولا نصرة إلا للمسلم، والبغض والعداوة للكافر ولا اعتبار لإنسانيته عند انتقاض أو انعدام توحيده.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت الوطن والوطنية، فغدا الوطن هو الغاية ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت الوطن والوطنية، فغدا الوطن هو الغاية العظمى، يقاتلون في سبيله ويتسابقون لتحريره من حكم طاغوت إلى حكم آخر. وصارت الوطنية تجبُّ عن صاحبها كل كفر! فمن قاتل للوطن عدّوه شهيدا مجيدا حتى لو كان شيوعيا أو رافضيا شيعيا بل ولو كان نصرانيا يعتقد التثليث لا التوحيد! والله تعالى يقول: { الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ }.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ }.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في كل حين، ويؤيدونها على الحق والباطل، ويضمرون لها من صفات العصمة والتقديس ما يضاهي عصمة الأنبياء وقداسة الشريعة، ولذلك تجاوزوا بها حد الطاعة والاتباع فغدت طاغوتا معبودا من دون الله، حجبهم عن اتباع الحق والفيء إليه حتى انتهى بهم المطاف جنودا وبيادق في محاور وأحلاف الرافضة والنصارى الكا،فرين.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) وجريا على القواعد التي قعّدها علماء الملة استقاء من نصوص الكتاب ...

(وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)

وجريا على القواعد التي قعّدها علماء الملة استقاء من نصوص الكتاب والسنة، فإن صور الطواغيت أكثر من أن تُحصى أو تحصر في مقال، فقد يكون الطاغوت حاكما أو عالما أو رويبضة مشهورا أو ساحرا مغمورا... أو كما قال الطبري في عبارته الجامعة: "إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء". ولئن كان رأس الطواغيت بالأمس الشيطان وأبرز صوره الأوثان، فإن رأس الطاغوت في عصرنا هو هو، غير أن أبرز صوره الإنسان وما انبثق عنه من أفكار ومذاهب تنافي وتناقض الإيمان.

• اقتباس
من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 457
...المزيد

تَنكيس الوَسيلة وَالغَايَة لقد قرأنا كتاب الله فوجدنا فيه أنّ العبد مأمور باتخاذ ما آتاه الله في ...

تَنكيس الوَسيلة وَالغَايَة

لقد قرأنا كتاب الله فوجدنا فيه أنّ العبد مأمور باتخاذ ما آتاه الله في الدنيا وسيلة للنجاة في الآخرة، كما قال سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}، إلا أن المتاجرين بالد.ين قلبوا الآية ونكّسوا الغاية فابتغوا الدنيا بالتدين الكاذب وباعوا الباقية بالفانية، دون أن يُبقوا لهم نصيبا في الآخرة فكانوا بذلك أخسر خاسرين، فأنت أيها العبد إذن بين تجارتين تجارة نصرة للدين، وأخرى طلبا للدنيا!، والمغبون المحروم من حُرم الهداية فقدّم دنياه على دينه، والسعيد من أحسن الاختيار ففاز بتجارة لن تبور.

- مؤسسة صرح الخلافة صفر 1446 هـ
- افتتاحية النبأ "ويشترون به ثمنا قليلا" 447
...المزيد

سكينة المجاهد الصادق • ومن عجائب الجهاد في سبيل الله، أنه ما إن يمتثل العبد أمر ربه ويرغم نفسه ...

سكينة المجاهد الصادق

• ومن عجائب الجهاد في سبيل الله، أنه ما إن يمتثل العبد أمر ربه ويرغم نفسه على القتال في سبيله، حتى تتنزل عليه السكينة ويذهب عنه الخوف رغم وجود أسبابه، بل ربما تكون أشد، وتدبر قوله تعالى عن المسلمين في أحد، وهم بين يدي القتل والقتال: { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ..}، وروى البخاري في صحيحه عن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال: "كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه، يسقط فآخذه"، وهذا الحال ما يزال المجاهدون في سبيل الله يعيشونه في معاركهم مع أعدائهم حتى اليوم، وهذا من فضل الله عليهم وتثبيته لهم، فتأمل كيف يظفر المجاهد بالأمن والنجاة في موطن الخوف والهلاك، في حين يغشى الناس الخوف والهلاك حيث ظنوا أنه المنجى والخلاص، والجزاء من جنس العمل.

• افتتاحية النبأ "بين الخوف والحذر" 449
...المزيد

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) • كانت بيعة العقبة من أهم العتبات التي عبر بها الرسول عليه ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

• كانت بيعة العقبة من أهم العتبات التي عبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مرحلة تكوين الدّولة الإںںںلاميّة بهجرته بعدها من دار الاستضعاف (مكة) إلى دار النصرة ثم التمكين (يثرب)، حيث كان عليه الصلاة والسلام يبحث عن هذه النصرة فيدور في المواسم يقول: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي) [صحيح ابن حبّان]، ولكن تلك القبائل كانت تخشى على نفسها ما خشيته قريش من قبولها دعوة هذا النبي عليه الصلاة والسلام (وَقَالُوا إِنْ نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)، ولم يكن عند هذا النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من المستضعفين في مكّة من المكاسب المتوقّعة ما يغري القبائل لأن تحتمل في سبيل نصرته الخسائر المؤكّدة من عداوة العرب والعجم لها، هذه الخسائر أدركها أصغر نقباء يثرب وهو أسعد بن زرارة رضي الله عنه، فبيّن لهم نتيجة قرارهم في خروج النبي عليه الصلاة والسلام إليهم أن (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف)، فاستبانت لمن يريد أن يسلك هذا الطريق مكارهه، فلما أرادوا أن يعرفوا ثمرات هذا الطريق الشاق إن هم سلكوه، لم يزد عليه الصلاة والسلام على أن وعدهم بالجنة، فكان عقد البيعة بينهم (تؤووني وتمنعوني قالوا: نعم، فما لنا؟ قال: الجنة)، وبالأسلوب ذاته حذّر أسعد بن زرارة قومه بعد أن بين لهم حقيقة النصرة (فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبناً فبيّنوا ذلك، فهو أعذر لكم، فقالوا: أمط عنا، فوالله لا ندع هذه البيعة أبداً فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة).

فعلى هذه الصفقة الواضحة التي لا غشّ فيها ولا غبن ولا تدليس قامت الدولة الإسلاميّة الأولى، على أن يقدّم المسلمون كل ما لديهم لنصرة دينهم، ولا يطلبوا مقابل ذلك غير الجنّة، مهما كان حجم التضحيات والنفقات التي سيقدمونها.

إن قصّة هذه البيعة يجب أن تكون من أهم المنارات للسائر في طريق العبوديّة لله، حتى يتّضح له المقصد، وتستبين له الرؤية، ويستقيم لديه المنهج، فيمشي سويّاً على الصراط المستقيم الذي يؤدّي به إلى الغاية الوحيدة له من كل أعماله في الدنيا وهي الجنّة، ولا يلتفت إلى السبل التي على رأس كلٍّ منها شيطانٌ يدعوه إلى النار.

فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، ومعرفة السبيل إليها وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، هما الضمانة للمسافر في طريق العبوديّة لله ألّا ينحرف في الطريق فينتقل من تيه إلى تيه، وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً، وبمقدار التزام العبد بذلك يسهل عليه تجاوز العقبات التي في طريقه (حُفّت الجنّة بالمكاره)، وتجنّب أسباب الانحراف عن هذا الطريق المتمثّلة بالشهوات والشبهات، فمن حصر همّه ببلوغ المراد، اجتهد في البحث عن الطريق الذي يبلغه به، ولم يلتفت لبنيّات الطريق.

ويستوي للعابد في ذلك كلّ عمل، من إماطة الأذى عن الطريق حتّى إقامة (لا إله إلا الله)، إذ كلّها درجات يسمو بها في طريق بلوغه الجنّة، وعلى هذا الأساس أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام.

فبعد سنوات من العمل في مكّة الذي تركّز على توحيد الله وترسيخه في النفوس، وإعلان البراء من المشركين وفعالهم التي أخرجتهم عن التوحيد، حان الوقت لإقامة دار الإسلام التي سيكون فيها الدين كلّه لله عزّ وجلّ، ولما كانت إقامة هذه الدار ستزيد من حدّة عداء المشركين لهذا الدين ومن رغبتهم في استئصاله، كان من الضروري الانتقال بالمؤمنين من مرحلة إقامة هذا الدين في أنفسهم إلى الاستعداد للدفاع عنه بأنفسهم وأموالهم.

• | مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) • ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

• ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد الأنصار إليه، فإن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة إليه قام على أصول صلبة، أدّت وبلا شك إلى حصر العاملين في فئة قليلة وعزوف الكثيرين عنها ربّما مع قناعتهم بصحّة الطريق وجدارة القائد بالاتّباع، وكان من أهم هذه الأصول:

- وضوح الهدف: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي).

- وضوح المهمّة التي يجب على الأنصار أداؤها: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون عنه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم).

- توضيح الصعوبات والعقبات التي ستعترض الأنصار في سبيل قيامهم بالمهمّة: بإقراره قول صاحبهم: (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف).

- توضيح الغاية الوحيدة والمقابل الوحيد الذي سيحصل عليه الأنصار لقاء قيامهم بالمهمّة: (قالوا: نعم فما لنا؟ قال: الجنة).

وبخلاف هذا المنهج في حشد الأنصار تعمل الجماعات المنحرفة في سعيها المزعوم لإقامة الدّولة الإسلاميّة والخلافة الإسلاميّة.

- فعوضاً عن توضيح هدفها الحقيقي ساد الخداع والتقيّة بدعوى الاقتراب من هموم الناس، وذلك بإخفاء هذه الجماعات لحقيقة مشاريعها وأهدافها عن الجماهير والحشود التي اجتمعت فيها وكلٌّ يأمل من نصرته لهذه الجماعة ما يشتهيه، فمنهم من يرى في هذه الجماعات وسيلة للخلاص من مستبدٍّ ظالم، ومنهم من يرى فيها أملاً في توحيد المسلمين وجمعهم بعد فرقة، ومنهم من يرى فيها بديلاً أفضل من زمر الفساد التي تحكم البلاد بالاستناد إلى الطواغيت، ومنهم من يأمل منها أن تقيم الشريعة الإسلاميّة، و(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ)، وقيادات الجماعات تزداد فرحاً باتساع "حاضنتها الشعبيّة" أو حتى "قاعدتها الانتخابيّة"، ولا تلتفت في الغالب إلى مصير هؤلاء النّاس في الآخرة، وإلامَ هم صائرون بعد موتهم، وكأن تأييد الجماعة أو الحزب صار في دين هؤلاء من مفاتيح الجنّة، فيحجز "المناصر" أو "المؤيد" مقعده فيها بمجرد انتسابه إليها.

- وعوضاً عن توضيح حقيقة الطريق لتنفيذ المهمّة، والصعوبات والعقبات التي يجب على الأنصار أن يستعدّوا لها، ساد الكذب على الأتباع والأنصار بإخفاء حقيقة ما سيلاقونه من مشاق وما يجب عليهم من صبر وجهاد في سبيل تجاوزها والتغلّب عليها، إذ لو علم الذين شاركوا بما تسمّى "ثورات الربيع العربي" بنتيجة هذه الثورات وما ستؤدّي إليه من حروب ومآسٍ لهم ولأهلهم وبلدانهم على أيادي الطغاة لأحجم معظمهم -وبلا شك- عن سلوك هذا الطريق، ولفضّل الكثير منهم أن يعيش تحت حكم الطاغوت على أن يتحمل نتيجة الخروج عليه، ولو علم معظم الذين انتخبوا "جبهة الإنقاذ" ما سيلاقونه من طواغيت الجزائر بسبب إسقاطهم في الانتخابات لما شاركوا فيها، هذا إن لم ينتخبوا الطواغيت ويسقطوا "جبهة الإنقاذ".

وعلى هذا الأساس تنتشر أكثر الانحرافات في صفوف "الجماعات الجهاديّة" التي انحرفت عن طريق الجهاد في سبيل إقامة الدّولة الإسلاميّة، لمّا طال عليهم الأمد، وكثرت فيهم الجراح، تفرّقوا بين منحرفٍ عن غاية ما خرج في سبيله، وقاعدٍ رَكَنَ إلى الدنيا وزينتها، بل وحتى منقلبٍ على عقبيه صار من أنصار الطاغوت، وقليلٌ من يثبت على هذا الطريق.

- وعوضاً عن دعوة الأنصار إلى الإخلاص في العمل وأن تكون غايتهم الوحيدة منه إرضاء الله تعالى، والمقابل الوحيد الذي يأملونه هو الجنّة، تنهال الوعود على الجماهير بما سيلقونه في دولة السمن والعسل التي ستقيمها هذه الجماعات إذا وصلت للحكم، وتنثر على رؤوسهم أحلام السيادة العالميّة السريعة والاكتساح الحتمي للدول والقارات، هذا فضلاً عن تحفيز الطموحات الشخصية والآمال الدنيوية للأنصار بما سيحصلون عليه إذا انتصرت الجماعة التي نصروها وأيّدوها، حتّى إذا وصلت الجماعة للحكم وبدأت الضغوطات، وارتفعت الأسعار، أو انقطعت الكهرباء، أو تأخرت الرواتب، رأيت أنصار الأمس معارضين لهذه الحكومة التي لم تزد عليهم في شؤون معاشهم شيئاً إن لم تنقص منه، ولكم في "حكومة الإخوان" التي أُسقطت في مصر خير مثال.

إن الداعي إلى الله تعالى يجب أن يبيّن للناس حقيقة هذا الدين، فيؤمنوا به على بصيرة، ويبيّن لهم ما عليهم من واجبات إن آمنوا، فيعملوا بها، ويبين لهم ما سيلقونه من مشقّة في سبيل إقامة هذا الدين، وتبليغه للناس، ويوصيهم بالصبر على ذلك كلّه، فإن فعلوا ذلك كانوا من الفائزين بالجنّة، وإلا كانوا في جملة الخاسرين من بني آدم، كما قال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)).


• | مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3) • فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله ...

الجهاد على بصيرة - إلّا ليعبدون (3)

• فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، ومعرفة السبيل إليها وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، هما الضمانة للمسافر في طريق العبوديّة لله ألّا ينحرف في الطريق فينتقل من تيه إلى تيه، وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً، وبمقدار التزام العبد بذلك يسهل عليه تجاوز العقبات التي في طريقه (حُفّت الجنّة بالمكاره)، وتجنّب أسباب الانحراف عن هذا الطريق المتمثّلة بالشهوات والشبهات، فمن حصر همّه ببلوغ المراد، اجتهد في البحث عن الطريق الذي يبلغه به، ولم يلتفت لبنيّات الطريق.

ويستوي للعابد في ذلك كلّ عمل، من إماطة الأذى عن الطريق حتّى إقامة (لا إله إلا الله)، إذ كلّها درجات يسمو بها في طريق بلوغه الجنّة، وعلى هذا الأساس أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام.

فبعد سنوات من العمل في مكّة الذي تركّز على توحيد الله وترسيخه في النفوس، وإعلان البراء من المشركين وفعالهم التي أخرجتهم عن التوحيد، حان الوقت لإقامة دار الإسلام التي سيكون فيها الدين كلّه لله عزّ وجلّ، ولما كانت إقامة هذه الدار ستزيد من حدّة عداء المشركين لهذا الدين ومن رغبتهم في استئصاله، كان من الضروري الانتقال بالمؤمنين من مرحلة إقامة هذا الدين في أنفسهم إلى الاستعداد للدفاع عنه بأنفسهم وأموالهم.

ورغم أهميّة هذا العمل وضرورة إنجاحه والحاجة إلى حشد الأنصار إليه، فإن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة إليه قام على أصول صلبة، أدّت وبلا شك إلى حصر العاملين في فئة قليلة وعزوف الكثيرين عنها ربّما مع قناعتهم بصحّة الطريق وجدارة القائد بالاتّباع، وكان من أهم هذه الأصول:

- وضوح الهدف: (من يؤويني وينصرني حتى أبلّغ رسالات ربي).

- وضوح المهمّة التي يجب على الأنصار أداؤها: (تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم لومة لائم، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم، وتمنعوني مما تمنعون عنه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم).

- توضيح الصعوبات والعقبات التي ستعترض الأنصار في سبيل قيامهم بالمهمّة: بإقراره قول صاحبهم: (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن يعضّكم السيف).

- توضيح الغاية الوحيدة والمقابل الوحيد الذي سيحصل عليه الأنصار لقاء قيامهم بالمهمّة: (قالوا: نعم فما لنا؟ قال: الجنة).

وبخلاف هذا المنهج في حشد الأنصار تعمل الجماعات المنحرفة في سعيها المزعوم لإقامة الدّولة الإسلاميّة والخلافة الإسلاميّة.

• | مقتطف من افتتاحية النبأ العدد (1)
السنة السابعة - السبت 3 محرم 1437 هـ
...المزيد

لتكون كلمة الله هي العليا - إلّا ليعبدون (4) لا توجد أمّة من الأمم إلا ولديها من الأبطال ...

لتكون كلمة الله هي العليا - إلّا ليعبدون (4)

لا توجد أمّة من الأمم إلا ولديها من الأبطال المقاتلين، والشجعان المحاربين، الكثيرون ممّن تفتخر بهم، وترفع من شأنهم، فالتدافع بين الناس سنّة من سنن الله عزّ وجل، فحق يدفع الباطل، وباطل يدفع باطل، ولكلّ حقٍ أو باطلٍ أمّة من الأمم تداعي به، وتحرص على الوصول إليه، وكلا الطرفين (الطالب والمانع) يفتخر بمدافعته لخصمه وقتاله له ونكايته فيه، وبمقدار ما استطاع أن يستلبه منه، بل ويفتخر بحجم ما قدّمه من تضحيات في سبيل هزيمة خصمه، وهنا يبرز غالباً الأبطال الحقيقيّون وأحياناً الأدعياء المزيّفون، بمقدار ما قدّموه من تضحيات، أو حقّقوه من منجزات، أو بمقدار ما تم اختلاقه من ذلك. وبهذا تشترك كلّ الأمم، لا فرق في ذلك بين عربي وأعجمي، أو أبيض وأسود، فأبطال ملاحم اليونان، لا يختلفون عن فرسان العرب في الجاهليّة، ولا شجعان قرطاجة أو روميّة، فالحرب هي الحرب، والنفس الإنسانيّة هي النفس الإنسانيّة، والعصبيّة هي العصبيّة، والفرق في التقييم نسبي طبعاً بين كلا الطرفين، فالمجرمون الںںںافكون للدماء المدمّرون للعمران، في عرف كل شعوب قارة آسيا تقريباً، من أمثال (جنكيز خان) و أحفاده (هولاكو) و(تيمورلنك)، هم أبطال قوميّون تصنع لهم التماثيل والنصب التذكاريّة، في الدّول ذات التعصّب للقوميّة التركيّة وعلى رأسها مسقط رأسهم (دولة منغوليا).

وقد أخرج الإسلام القتال من هذه المفاهيم العصبية القوميّة أو الكسبيّة الدنيويّة، ليجعله عبادة من العبادات، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، يشترط لصحّته ما يشترط في أي عبادة أخرى من إخلاص واتّباع، قال الله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ) كما قال: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )، معطياً على القتال في سبيل الله ما يعطى على كل العبادات الأخرى من الجزاء، وهو الجنّة، رغم فضله عليها، فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: (قلت يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله) [متفق عليه]، كما قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )، وقد حصر الإسلام القتال الشرعي في نطاق ضيّق ليمنع كلّ أسباب القتال الدنيويّة من الدخول في إطاره، كما في الحديث (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذِكْر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟) [البخاري]، وفي رواية أخرى (فقال: يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإِن أحدنا يقاتل غضبا، ويقاتل حميّة) [البخاري]، وفي أخرى (يقاتل شجاعة، ويقاتل حميّة، ويقاتل رياء) [مسلم]، واتفقت كل الروايات على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ على السائل: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) [أخرجه البخاري]، وبهذا المعنى أجاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سأل من الصحابة عن حقيقة الشهادة (فقال عمر: الله أعلم، أنّ من الناس ناساً يقاتلون وأنّ همّهم القتال فلا يستطيعون إلّا إيّاه، وأن من الناس ناساً يقاتلون رياءً وسمعةً، وأنّ من الناس ناساً يقاتلون ابتغاء وجه الله، فأولئك الشهداء، و كلّ امرئٍ منهم يبعث على الذي يموت عليه) [قال الذهبي: على شرط البخاري].

فهذا هو القتال الشرعي الوحيد، وغيره قتال أهل الجاهلية مهما تنوّعت غاياته، كطلب الغنيمة، والحميّة الجاهليّة (في سبيل رفعة قومه)، ولغضب نفسه، ولحبّه الذِكر (الشهرة)، وليرى مكانه أو للرياء (كي ترتفع مكانة المقاتل في قومه)، أو للشجاعة (كأن يكون حبّ القتال طبيعة في الفرد)، وغير ذلك، فغايات العباد تتنوّع، ولكن الله عزّ وجل لا يقبل إلا ما خلص له، وهو أن يكون القتال لتكون كلمة الله هي العليا.

• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (2)
السنة السابعة - السبت 10 محرم 1437 هـ
...المزيد

لتكون كلمة الله هي العليا - إلّا ليعبدون (4) فالجهاد لمّا كان من أشقّ العبادات على النفس ومن ...

لتكون كلمة الله هي العليا - إلّا ليعبدون (4)

فالجهاد لمّا كان من أشقّ العبادات على النفس ومن أكثرها تعريضاً للنفس للهلكة، كان من الواجب توضيح أهدافه وغاياته للعاملين به، وعدم تركهم لأهواء أنفسهم، فيهلكونها في غير طاعة الله، فيخسرون الدنيا والآخرة، لا كما تفعل الجماعات والفصائل المنحرفة، التي تنتهج بتحريضها واستنفارها للناس جمع أكبر قدر ممكن من الناس ليخدموا الأهداف التي تسعى قيادات تلك الفصائل لتحقيقها، دون تعليم هؤلاء الجنود حقيقة ما يجب عليهم أن يجاهدوا من أجله ويموتوا في سبيله، وذلك خشية أن ينفضّ عنهم أهل الباطل إذا علموا أن القتال هو في سبيل إعلاء كلمة الله، أو ينفض عنهم أهل الحق إذا اكتشفوا أن القتال هو لإعلاء كلمة الفصيل أو الزعيم أو المرشد أو لإقامة نظام جاهلي جديد مكان الجاهليّة التي سيعملون على هدمها، أو نصرةً لأهل الباطل على أهل الحق، وتبقى هذه الجماعات تنقل جنودها وأنصارها من تيه إلى تيه، فلا يعلمون من غاية قتالهم إلا عموميّات يمكن للقيادات أن توظّفها في اتّجاهات شتّى، كأن تعلن قيادة الفصيل أن القتال هو في سبيل (إقامة دولة الحريّة والعدالة)، أو في سبيل (العدالة والتنمية) وما شابه، فإذا التفتوا إلى أنصارهم أو حلفائهم من العلمانيين قالوا: "نريد الدّولة الديموقراطية التي تحقّق الحريّة لكل أفراد الوطن ويتساوى فيها الناس أمام القانون"، وإذا التفتوا إلى من انخدع بشعاراتهم "الإسلاميّة" قالوا: "المقصود بالحرية والعدالة، هو الدّولة الإسلاميّة لأنها تعطي الحرية للمسلمين، وتحقق لهم العدالة بالشريعة".

وعوضاً عن التصريح بحقيقة المعركة ضد الطواغيت وأنّها جهاد في سبيل الله، انتشرت مصطلحات غريبة في وصف هذا القتال، ففي العراق وفلسطين وغيرها أشاعت الفصائل المقاتلة مصطلح "مقاومة الاحتلال" كبديل للجهاد في سبيل الله، مبرّرين ذلك بالرغبة في كسب تعاطف الناس من "غير المسلمين" وهم يريدون بذلك الكفّار والمرتدّين، وزادوا على مصيبة اصطلاحاتهم تبريرهم لقتال الصليبيّين بأن "مقاومة المحتل تقرّها كل الأديان السماويّة، والقوانين الوضعية"، وبذلك جعلوا من أديان أهل الكتاب المنحرفة التي وضعها لهم الأحبار والرهبان أدياناً مصدرها السماء، وأعطوا للقوانين الوضعية الطاغ⇐وتية شرعيّة الحكم على صحة الأفعال، وشابههم في ذلك أهل "الربيع العربي" بإطلاقهم مصطلح "الثورة على الاستبداد" عوضاً عن وصف الخروج على الطاغوت المبدّل لشرع الله بأنه جهاد في سبيل الله، مبرّرين ذلك بعدم استفزاز الغرب الصليبي الذي يطلبون نصرته والذي ترعبه كلمة الجهاد، وبالتالي ممكن أن يقف في صف النظام إذا سمّينا هذا الخروج على الحاكم الكافر بأنه جهاد في سبيل الله.

وفي نفس الوقت تجد الصنفين، قبلوا في صفوفهم كل من طلب ذلك، وإذا قتل أو مات أطلقوا عليه أوصاف الشهداء، مهما كانت عقيدته أو كان دينه، وكأنّهم لا يعرفون أنّه لا ينفع مع الكفر عمل صالح، وأن من خرج لأي غاية سوى أن تكون كلمة الله هي العليا، فلا يكون مجاهداً في سبيل الله، وإن مات أو قُتل، فهو قتيل في سبيل ما خرج لأجله، ولا يسمّى شهيداً.

أمّا النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يكن ليخدع الناس أملاً في اكتساب مقاتلين جدد في صفّه، مهما بلغت الفائدة التي يعرض هؤلاء تقديمها، ومهما كانت الحاجة للاستفادة منهم، وحاشاه أن يفعل شيئا من ذلك، وذلك لعدم انتفاعهم بهذا القتال إن لم يكن شرعيّاً من جهة، ولعدم رغبته أن يكون لغير المسلم منّة أو فضل على هذا الدين، (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رأوه، فلما أدركه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله ورسوله. قال: لا، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك) [مسلم]، وظل يُرجع هذا الرجل الذي جاء يقات⇐ل طلباً للغنيمة رغم شجاعته، حتى أعلن إسلامه فقبل انضمامه للجيش.

وهذا هو المنهج الإسلامي في حشد الأنصار واستنفار المسلمين للجهاد، أن يكون الحرص على إخراجهم من النار وإدخالهم إلى الجنة مقدّماً على الحرص على الاستكثار من الجند والمقاتلين، وإن في المنهج المتبع اليوم في انتساب المجاهدين إلى جيش الخلافة لسنّة حسنة، باستقبالهم أولاً في دورات شرعية تعلمهم التوحيد، وأساسيات فقه العبادات وفقه الجهاد وسوى ذلك مما يحتاجه المجاهد من أمر دينه قبل أن يلج ساحات الجهاد، فينتفع بإذن الله من جهاده إن أخلص النية لله، وتنتفع بجهاده الأمة طالما خرج مجاهداً لتكون كلمة الله هي العليا.

• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ - العدد (2)
السنة السابعة - السبت 10 محرم 1437 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً