أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد • بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود ...

أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد

• بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود الدولة في مناطق الصحوات أن ينحازوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، كي يعيشوا في دار الإسلام تحت حكم الشريعة، وخوفا عليهم من غدر الصحوات، وكان على رأس هؤلاء الشيخ حسان عبود وجنوده، الذي ما إن أتاه الأمر حتى أعد العدة للهجرة إلى دار الإسلام.

في طريق الهجرة منّ الله عليهم بفتح وغنائم حيث هاجم الجيش النصيري قافلة المهاجرين وكاد أن يتمكن من أسر عوائلهم التي أخذوها معهم في حافلات، ولكن الله سلّم، فكرَّ عليهم الإخوة الذين مكنهم الله من التصدي للمرتدين، ثم الهجوم عليهم وقتل كثير من جنودهم واغتنام مدرعتين منهم، ثم اجتياز الطريق الواصل بين أثريا وسلمية الذي يسيطر عليه النظام النصيري عنوة وحربا، والوصول إلى دار الإسلام، ليلحق بهم من تبقى من إخوانهم حيث القوة الأكبر التي كانت تتجهز للهجرة في سبيل الله، بما معها من سلاح وعتاد ومدرعات، لتصل بذلك جميعا إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية وتلحق بجيش الدولة الإسلامية الذي كان يخوض حينها ملاحم ضد الجيش النصيري في عدة ولايات.

شارك الشيخ حسان عبود وإخوانه في معارك ولاية الرقة ضد الجيش النصيري قبل أن يوليه أمير المؤمنين على ولاية حمص، ورغم أنه كان يفضل العمل العسكري إلا أنه قبل الأمر سمعا وطاعة، ومضى أبو مهند (كما كنّاه أمير المؤمنين حفظه الله) إلى ساحة جهاده التي خلد فيها ذكراه بحسن قيادته، وطيب معشره، وبما فتح الله عليه من البلاد.

كانت ولاية حمص تضم مساحات واسعة من بادية الشام، وجبهات طويلة ممتدة مع النظام النصيري، فكان أول ما عمل عليه الشيخ أبو مهند أن بدأ بإعادة ترتيب قواطعها، وتنظيم جيشها، وتكبد في ذلك مشقة كبيرة بسبب ما استجد عليه من أساليب الإدارة والتنظيم المتّبعة في الدولة الإسلامية، وفي نفس الوقت لم يكن ليغفل عن قتال النصيرية، فقاد بفضل الله عدة غزوات ناجحة على الجيش النصيري وذلك قبل أن يقود الغزوة الكبرى في ولاية حمص وهي غزوة فتح تدمر والسخنة.

في هذه الغزوة وقع على الشيخ أبي مهند مزيد من المسؤوليات ففضلا عن قيادته لجنود ولاية حمص في الغزوة، عيّنه إخوانه في هيئة الحرب أميرا عاما للغزوة، التي شاركت فيها أيضا كتائب من ولايات حماة ودمشق بالإضافة إلى كتائب من جيش الخلافة.

وقد منّ الله عز وجل على الشيخ أبي مهند وجنوده بفتح سريع، وأنهوا وجود الجيش النصيري في الجزء الخاص بهم من الغزوة وهي كل من بلدة السخنة وحقل الهيل الغازي وشركة الأرك ومحطة ضخ النفط T3 بالإضافة إلى الحواجز المنتشرة بين تلك النقاط، كما منّ الله تعالى على إخوانهم في بقية القواطع، ليفتح الله على أيديهم مدينة تدمر ويغنموا من مستودعات السلاح القريبة منها كميات هائلة من السلاح.

بعد فتح تدمر تم نقله من ولاية حمص ليصبح المسؤول عن ولايات حمص وحماة ودمشق في هيئة الحرب، ويقود معارك الدولة الإسلامية في هذه الولايات، التي كان من أهمها فتح مدينتي القريتين ومهين، ومعارك بئر القصب والقلمون الشرقي ضد الصحوات، والمعارك على الطريق الرابط بين أثريا وسلمية، ثم قيادة معركة قطع طريق إمداد النظام في مدينة حلب، والتي كتب الله -سبحانه وتعالى- الفتح لعباده، فقطعوا طريق إمداد النظام الوحيد، وأجبروه على الدخول في معركة لم يكن مستعدا لها تكبد فيها مئات القتلى من «قوات النخبة» لديه، وفي هذه المعركة قدر الله أن يصاب الشيخ أبو مهند الشامي بجروح خطيره، أثناء تقدمه في عمق مناطق النظام.

كانت الصفة البارزة التي صبغت شخصية الشيخ أبي مهند الشامي -تقبله الله- بحثه عن الحق واجتهاده في ذلك، وتمسكه به، وجهاده في سبيله بكل ما أوتي من قوة، ومهما عظمت التكاليف وزادت المشقة.

فهو الذي منذ بدأ جهاده للنصيريين كان يبحث عمن يريد إقامة الشريعة الإسلامية فيرتبط به، ويقاتل تحت رايته، وهو ما أوصله في نهاية مطافه إلى بيعة أمير المؤمنين والانضمام إلى الدولة الإسلامية بعدما بان له كذب الأدعياء من قادة الفصائل التي تنتسب للإسلام وتسعى لإقامة الديموقراطية الشركية، وهو الذي عندما عرف الحق الذي وجده في منهج الدولة الإسلامية تمسك به غير آبه بالعروض والإغراءات التي تلقاها من مرتدي الداخل والخارج، تاركا وراءه ما لديه من قوة وعدد وعتاد وضعها كلها في خدمة الدولة الإسلامية، لا ترهبه كثرة أعدائها وتربصهم بها، ثابتا على بيعته لأمير المؤمنين مثبتا إخوانه الذين معه.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو مهند الشامي
الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد
...المزيد

أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد • غزت أمريكا الصليبية أرض العراق، فهب ...

أبو مهند الشامي الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد

• غزت أمريكا الصليبية أرض العراق، فهب لقتالها الآلاف من الشباب، وخاصة من بلاد الشام، وكان ممن نفروا في تلك الفترة حسّان عبد الجليل عبّود، الذي كان يُعرف في بلدته سرمين (في إدلب) بالشجاعة والجرأة والمروءة، سافر إلى العراق، وبقي يقاتل فيها، وخالط المهاجرين فيها وأحبهم وأحبوه، وكان ممن قدر الله أن يلتقي بهم، الشيخ أبو أنس الشامي تقبله الله، فقاتل إلى جانبه، وحضر معه غزوة تحرير سجن أبو غريب، التي كتب الله أن يكشف فيها الصليبيون أماكن المجاهدين فيقصفوهم، ويُقتل كثير منهم، من بينهم الشيخ أبو أنس، إلا أن الله -تعالى- كتب أن ينجي حسان من القتل، وعاد بعد ذلك بمدة إلى الشام.

تابع بعد عودته مساعدة المجاهدين ومناصرتهم، من خلال استقباله المهاجرين وإيوائهم والعمل على إدخالهم إلى العراق، واستمر على هذه الحال حينا من الزمن، حتى انقطع اتصاله بالمجاهدين.

مع خروج المظاهرات في الشام ضد النظام النصيري بدأ حسان عبود يعد نفسه ومن معه من أقاربه وأصحابه لقتال النصيريين، عن طريق جمع ما يمكن من السلاح، والتدرب على تصنيع العبوات، فكانوا من أوائل من رفع السلاح في وجه الجيش النصيري في شمال الشام، ومع اشتداد القتال في الشام مرت المجموعة التي كان يقودها في عدة مراحل ومسميات، آخرها «لواء داود».

وفي نفس الوقت استمر يبحث عن الحق وأهله حيث لم يتمكن في العراق من معرفة منهج المجاهدين كاملا بسبب شدة الوضع هناك وعودته إلى الشام ثم انقطاعه عنهم، وقدر الله أن يقرّب إليه بعض الإخوة الدعاة من المهاجرين، فنصحوه ووجّهوه إلى صحة الاعتقاد وسلامة المنهج، وتزامن ذلك مع إعلان الدولة الإسلامية تمددها إلى الشام، فكان ذلك من أكبر الحوافز التي دعته للارتباط بها والتحالف معها ضد النصيرية.

وبعد مشاركته جيش الدولة الإسلامية في بعض المعارك من بينها غزوة مستودعات الحمراء في ريف حماة، أعلن الشيخ حسان عبود ومن معه البيعة لأمير المؤمنين لينضم بجنوده إلى ولاية إدلب، ويتم تعيينه مسؤولا عسكريا لها، وكان ذلك قبل انطلاق معارك الصحوات ضد الدولة الإسلامية بثلاثة أسابيع تقريبا.

كان الإخوة في ولاية إدلب حينها بضعة مئات معظمهم من المهاجرين وسط غابة من الفصائل التي كانت تتحين الفرصة للانقضاض عليهم، فكان انضمام فصيل «لواء داود» بمقاتليه الذين يبلغ تعدادهم 700 أو أكثر إلى الدولة الإسلامية ومبايعة قائده ومؤسسه حسان عبود لأمير المؤمنين فتحا منّ الله به على المجاهدين، وقد بدأ الشيخ حسّان فور استلامه مهمّة المسؤول العسكري للولاية التخطيط لعمل عسكري كبير على مدينة خان شيخون والحواجز المحيطة بها لتطهيرها من رجس النصيرية، وكان من المقرر أن يشترك فيها جنود الدولة الإسلامية في ولايتي إدلب وحماة، ولكن هذه العملية لم تنطلق بسبب خروج الصحوات وقتالها الدولة الإسلامية في كافة مناطق الشمال، مما اضطر جنودها للانحياز والعمل على تجميع قواتهم كي لا تستفرد بهم الفصائل كما حدث معهم في ريفي حلب الشمالي والغربي، فكانت سراقب وسرمين هما الخيار الأنسب لهم، حيث أمّن الشيخ حسان عبود وإخوانه الحماية لهم وأفشلوا كل محاولات الصحوات وعلى رأسهم صقور الشام للدخول عليهم.

تفرغ الشيخ لفترة من الزمن لتحصين منطقته من الصحوات التي كانت تتربص به، فتمكن من تفكيك العديد من خلايا الصحوات الأمنية في سراقب وسرمين، وتمكن من دعوة بعض الكتائب هناك لبيعة أمير المؤمنين، وبقي في منطقته بانتظار الأوامر له بالتحرك لاستعادة ولاية إدلب من أيدي الصحوات.

بعد إعلان الخلافة، جاء الأمر لكل جنود الدولة في مناطق الصحوات أن ينحازوا إلى أراضي الدولة الإسلامية، كي يعيشوا في دار الإسلام تحت حكم الشريعة، وخوفا عليهم من غدر الصحوات، وكان على رأس هؤلاء الشيخ حسان عبود وجنوده، الذي ما إن أتاه الأمر حتى أعد العدة للهجرة إلى دار الإسلام.

في طريق الهجرة منّ الله عليهم بفتح وغنائم حيث هاجم الجيش النصيري قافلة المهاجرين وكاد أن يتمكن من أسر عوائلهم التي أخذوها معهم في حافلات، ولكن الله سلّم، فكرَّ عليهم الإخوة الذين مكنهم الله من التصدي للمرتدين، ثم الهجوم عليهم وقتل كثير من جنودهم واغتنام مدرعتين منهم، ثم اجتياز الطريق الواصل بين أثريا وسلمية الذي يسيطر عليه النظام النصيري عنوة وحربا، والوصول إلى دار الإسلام، ليلحق بهم من تبقى من إخوانهم حيث القوة الأكبر التي كانت تتجهز للهجرة في سبيل الله، بما معها من سلاح وعتاد ومدرعات، لتصل بذلك جميعا إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية وتلحق بجيش الدولة الإسلامية الذي كان يخوض حينها ملاحم ضد الجيش النصيري في عدة ولايات.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو مهند الشامي
الرجل الذي داس الفصائل بقدمين من حديد
...المزيد

كامب ديفيد في عصر الخلافة • إن انهيار الجيش المصري المرتد في سيناء واقع لا محالة، قريبا بإذن ...

كامب ديفيد في عصر الخلافة

• إن انهيار الجيش المصري المرتد في سيناء واقع لا محالة، قريبا بإذن الله تعالى، وإن أحداث الأسابيع الأخيرة في رفح والعريش والشيخ زويد هي خير دليل على ذلك، فمرتدو الجيش والشرطة باتوا -بفضل الله- عاجزين عن التحرك بحرية خوفا من كمائن المجاهدين وعبواتهم التي تفتك بهم وبمدرعاتهم كل يوم، وجنود الخلافة صاروا ينفّذون عملياتهم الجريئة داخل المدن التي يزعم المرتدون السيطرة عليها دون أن يجرؤوا على الخروج من جحورهم لحماية رفاقهم وعملائهم، ومن لا يطاله لهيب العبوات ورصاص الانغماسيين، تبلغه الصواريخ والقذائف، وما زالت قوة جنود الخلافة في تصاعد، وقوة المرتدين في هبوط وتراجع، ومن يقارن بين حال سيناء قبل انضمام مجاهديها للدولة الإسلامية، وبين حالها اليوم يدرك الفرق، وتستبين له نعمة الله على عباده الموحدين في الاجتماع.

هذه التطورات الحادثة في سيناء لن تقف آثارها على حدود سواحلها فحسب، بل ستمتد لتؤثر على كثير من الظروف في المناطق المجاورة، وعلى رأسها العلاقة بين حكومة الطاغوت في مصر ودولة اليهود في بيت المقدس وأكنافه، والتي تم تحديدها منذ عقود في إطار حدود ما يُعرف بـ«اتفاقية كامب ديفيد»، وستكون هذه الاتفاقية المشؤومة أول الأوثان التي تحطمها دولة الخلافة في هذا الجزء من العالم، وذلك بإجبار كل من الطرفين المصري واليهودي على تجاوز بنودها، والتعدي على حدودها في سبيل وقف الزحف المتصاعد لجنود الخلافة، الذي يهدد الحكومتين الكافرتين على حد سواء.

فحكومة الطاغوت في مصر تحاول منذ وصولها إلى الحكم بعد الانقلاب على حكومة الطاغوت الإخواني المرتد محمد مرسي أن تعيد الأوضاع في سيناء إلى سيطرتها لم تعد قادرة على إخفاء حجم خسائرها على يد جنود الدولة الإسلامية، ولا التغطية على فشل جيشها وأجهزة أمنها المختلفة في تحقيق أي نصر ولو إعلاميا عليهم، ولم تنفعها الإمدادات المتواصلة من الجنود والمدرعات الذين تدفع بهم بشكل متواصل إلى ساحة المعركة في تحقيق أي نجاح على الأرض، في الوقت الذي تهدد حالة الاستنزاف هذه مصير النظام الطاغوتي في مصر كلها في حال إصراره على الدفع بالمزيد من قواته إلى سيناء في ظل الوضع الأمني الهش في مدن مصر كلها، الذي يهدد بانهياره في أيّة لحظة يتراجع فيها حضور الجيش المصري قرب المدن الكبرى، وفي الوقت نفسه فإن الحشد الكبير لقوات الجيش المصري في سيناء هو نسف لاتفاقية «كامب ديفيد» التي حرّمت أيّ تواجد عسكري لجيش الردّة المصري في سيناء بصورة تهدد الوثن المعبود عندهم «أمن إسرائيل».

أما بالنسبة لحكومة اليهود التي تخشى من انهيار الجيش المصري في سيناء وهو أسوأ سيناريو للأحداث يُرعبها، فإنها تسعى الآن بكل طاقتها إلى منع حدوث ذلك الانهيار عن طريق سماحها بخرق الجيش المصري لبنود اتفاقية «كامب ديفيد» التي تخصّ حجم القوات المصرية المسموح تواجدها في سيناء، والمناطق المسموح انتشار الجيش المصري فيها، بل وزادت على ذلك بالتدخل العسكري المباشر إلى جانب الجيش المصري في معاركه مع جنود الخلافة سواء عن طريق التجسس وتحديد مواقع المجاهدين باستخدام الجواسيس والطائرات المسيرة، أو المشاركة بالهجوم المباشر على مواقع المجاهدين بالقصف الجوي أو العمليات البرية.

إن تجاوز اتفاقية «كامب ديفيد» التي باتت -حسب رأيهم- عائقا أمام جهودهم للقضاء على الدولة الإسلامية في ولاية سيناء، لن يمنع -بإذن الله- انهيار الجيش المصري المرتد، وإن صحراء سيناء ستكون -بحول الله- ساحة لملاحم كبرى خلال الفترة القادمة ضد جنود الجيشين اليهودي والمصري، بل وضد التحالف الصليبي الذي سيكون مجبرا على دعم حلفائه والدفاع عنهم، خوفا من سقوط هذه المنطقة الحيوية من العالم بالكامل في يد جنود الخلافة.

إن ما يجري في سيناء اليوم من أحداث وما سينتج عنها في المستقبل القريب لهو دليل واضح على الفشل المحتم لخطة التحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا، فالعالم أكبر من أن تغطي سماءه طائرات الصليب، وأرضه أوسع من أن تضيق بجنود الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
كامب ديفيد في عصر الخلافة
...المزيد

العُلماء الرَّبَّانيوُّنَ • بعضٌ من صفاتهم 1- تقوى الله في السر والعلن، والخشية منه في القول ...

العُلماء الرَّبَّانيوُّنَ

• بعضٌ من صفاتهم

1- تقوى الله في السر والعلن، والخشية منه في القول والعمل، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨]

2- بذل الجهد لاستنباط الأحكام من نصوص الكتاب والسنة، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: ٨٣]

3- تبليغ رسالات الله وتبيانها للناس من غير كتمان شيء منها، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: ١٨٧]

4- الحكم بما أنزل الله تعالى والقضاء بين الناس بالقسط، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} [المائدة: ٤٤]

5- مجاهدة الكفار والمنافقين باللسان والسنان، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: ١٤٦]؛ قيل (الربيون) يعني "الفقهاء والعلماء".

6- الصبر على الأذى في الله، وعدم الوهن والضعف في نصرة الحق، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦]

7- الأمر بالمعروف والتحريض عليه، والنهي عن المنكر والوقوف بوجهه قال تعالى: {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: ٦٣]

• قال الإمام ابن القيم رحمه الله واصفاً حالهم: "هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدى الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب" [إعلام الموقعين]

* إنفوغرافيك النبأ شوال 1441 هـ
...المزيد

خِصَال الشَه‍يد • عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله ﷺ: للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له ...

خِصَال الشَه‍يد

• عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله ﷺ: للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوَّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشَفَّع في سبعين من أقاربه [رواه الترمذي]

1- يُغفر له في أول دفعة
2- يرى مقعده من الجنة
3- يُجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر
4- يُوضع على رأسه تاج الوقار
5- يزوَّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين
6- يُشَفَّع في سبعين من أقاربه

• عن نمران بن عتبة الذماري رحمه الله قال: دخلنا على أم الدّرداء ونحن أيتام، فقالت: أبشروا فإني سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله ﷺ: يُشَفَّع الشهيد في سبعين من أهل بيته [رواه أبو داود]

• عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي ﷺ قال: ما أحد يدُخل الجنة يُحِبُّ أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيدُ، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة [رواه البخاري ومسلم]

• عن راشد بن سعد رحمه الله: عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يُفتَنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة [رواه النسائي]


• إنفوغرافيك النبأ شوال 1437 هـ
...المزيد

ما نسيناكم (2) / سجون هدم جنود الدولة الإسلامية أسوارها - سجون في الشام 1- سجن تدمر حمص 1436 ...

ما نسيناكم (2) / سجون هدم جنود الدولة الإسلامية أسوارها

- سجون في الشام

1- سجن تدمر حمص 1436 هـ
2- سجن البوكمال 1435 هـ
3- سجن في حلب 1435 هـ

- سجون في وسط إفريقية

1- سجن كانجباي الكونغو 1442 هـ

- سجون في ليبيا

1- سجن مقر قيادة سبها في ليبيا 1440 هـ

- سجون شرق آسيا

1- سجن ديبوك جنوب جاكترا بإندونيسيا 1439 ه‍ـ
2- سجن ماراوي بالفلبين 1438 هـ

- سجون في العراق

1- سجن تسفيرات كركوك المركزي 1433 هـ

- سجون في خراسان

1- سجن جلال آباد 1441 هـ
2- سجن (فاخدات) في طاجيكستان 1440 هـ

- سجون في اليمن

1- سجن مبنى البحث الجنائي في عدن 1439 هـ

* ورسالتنا وما نوصي به جميع إخواننا الأسرى والأسيرات هو تذكيرهم بالصّبر والثبات على أمر هذا الدّين، واعلموا رحمكم الله تعالى أنّنا لم ولن ننسكم يوما، ونعمل بكلّ ما أوتينا من قوّة لفكاك أسركم بإذن الله تعالى وإن كلّفنا ذلك الأرواح والأموال، فإنّ إخوانكم في جميع الولايات مستعدون بإذن الله تعالى للموت على أسوار السّجون في سبيل فكاك أسركم، فما تدرون في أيّة ساعة يجعلنا الله تبارك وتعالى عند رؤوسكم مكبّرين، لأسوار سجون الطواغيت مقتحمين.

* الشيخ أبو حمزة القرشي تقبله الله

• إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة ١٤٤٢ هـ
...المزيد

ما نسيناكم / سجون هدم جنود الدولة الإسلامية أسوارها في العراق - سجون في بغداد 1- سجن كروبر ...

ما نسيناكم / سجون هدم جنود الدولة الإسلامية أسوارها في العراق

- سجون في بغداد

1- سجن كروبر 1431 هـ
2- المرة الثانية في 1434 هـ
3- سجن التاجي 1434 هـ
4- سجن أبو غريب 1434 هـ
5- سجن الطوبجي 1435 هـ

- سجون في ديالى

1- سجن المقدادية 1427 هـ
2- سجن مديرية الشرطة في جلولاء 1435 هـ
3- سجن الخالص 1436 هـ

- سجون في الأنبار

1- سجن (الجزيرة والبادية اللواء 27) بين مدينتي (عنه - راوة) 1434 هـ
2- سجن (اللواء 28 الفوسفات) قرب القائم 1434 هـ
3- سجني (اللواء والمركز) في القائم 1434 هـ
4- سجن (تسفيرات الرمادي) في الرمادي 1435 هـ
5- سجن (شرطة هيت) بمدينة هيت 1435 هـ
6- سجن (اللواء الثامن) بالرمادي 1438 هـ
7- سجن (شرطة الرطبة) 1438 هـ

- سجون أخرى

1- سجن بادوش بنينوى المرة الأولى في 1425 هـ
2- المرة الثانية 1435 هـ
3- سجن تسفيرات تكريت في صلاح الدين المرة الأولى 1433 هـ
4- المرة الثانية 1435 هـ
5- سجن مديرية شرطة الفلوجة 1434 هـ
6- سجن مكافحة الإرهاب في مدينة الموصل 1435 هـ


• إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة 1442 هـ
...المزيد

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ: (إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعدُه بالغداة والعشي، إن كان ...

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ: (إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعدُه بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك، حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة).

[متفق عليه]
...المزيد

من مقتضيات إجَابَةِ الدُّعَاءِ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله: ذَكَرَ الرجل يُطيل ...

من مقتضيات إجَابَةِ الدُّعَاءِ

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله: ذَكَرَ الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر، يمدُّ يديه إلى السَّماء: يا رب يا رب ومطعمُه حرام، ومشربه حرامٌ، وملبسه حرام، وغُذِي بالحرام، فأنّى يُستجاب لذلك؟!) [مسلم]

"هذا الكلام أشار فيه ﷺ إلى آداب الدعاء، وإلى الأسباب التي تقتضي إجابته، وإلى ما يمنع من إجابته، فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة:

- أحدهما
إطالة السفر، والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء، كما في حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ: (ثلاثُ دعواتٍ مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوةُ المسافر، ودعوةُ الوالد لولده). ومتى طال السفر، كان أقرب إلى إجابة الدعاء؛ لأنه مظنة حصول انكسار النفس، والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء.

- الثاني
حصولُ التبذُّل في اللِّباس والهيئة بالشعث والاغبرار.

- الثالث
مدُّ يديه إلى السَّماء، وهو من آداب الدُّعاء التي يُرجى بسببها إِجابته.

- الرابع
الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته، وهو مِن أعظم ما يُطلب به إجابةُ الدعاء"

[جامع العلوم والحكم - لابن رجب الحنبلي رحمه الله]


◽ المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 473
الخميس 11 جمادى الآخرة 1446هـ
...المزيد

تدجين وتجنيد! وفي سياق النضج الجاهلي لم يغب عن هؤلاء الوطنيين وهم يشرحون معالم "سوريا المستقبل" ...

تدجين وتجنيد!

وفي سياق النضج الجاهلي لم يغب عن هؤلاء الوطنيين وهم يشرحون معالم "سوريا المستقبل" أن يُظهروا تمايزهم عن الدولة الإسلامية مع أن هذا التمايز لا تخطئه العين، لكنهم حريصون على تذكير المعنيين بأنهم على منهاج النظام الدولي ومواثيقه الجاهلية! وليسوا بحال على منهاج النبوة الذي يكلفهم الكثير.

على النقيض تماما، من سلوك دول الكفر المتلائم مع "الجهاديين المدجنين"؛ تقاطرت نفس هذه الدول الكافرة على إعلان خشيتها وتكرار تحذيراتها من استغلال الدولة الإسلامية للأحداث الجارية، وفي هذا السياق نفسّر سلسلة الغارات الكثيفة التي شنها التحالف الصليبي على مواقع الدولة الإسلامية في "وسط سوريا" قبيل الحدث بأسابيع قليلة، ثم كررها تزامنا مع الحدث رغم بعد "الوسط" عن حدود دويلة يهود.

ولأن التحليلات تصيب وتخطىء، ولأن التقلبات والمتغيرات السياسية لا تهدأ؛ فإن من سياسة (النبأ) ربط المسلمين بالعقائد والمناهج فإنها لا تتبدل بمرور الأيام ولا بتغير الأحداث لأن ميزان الشرع ثابت، خلافا لسياسة الحركات والأحزاب الجاهلية ومناهجها المتغيرة.

في البعد الإيماني للحدث، ظهر تدبير اللطيف الخبير وحكمته البالغة في دفع هؤلاء الشركاء المتشاكسين بعضهم ببعض، ما نتج عنه فكاك أسارى المسلمين بعد سنوات طويلة من التعذيب في سجون "الأقلية" النصيرية، وإن كانت الصورة التي جرى عليها الحال، لم تحقق للمسلمين شفاء وثأرا تاما من أئمة الكفر وجزاري النظام النصيري، لحكمة قدرها الله تعالى، ولعل شفاء صدور المؤمنين والمؤمنات واكتمال فصول ثأرهم يكون على أيدي الأُسد الغضاب الذين يعاقبون المعتدي بأحكام الشريعة لا أحكام الدستور، فلا تأخذهم في الله لومة لائم سلفهم محمد ﷺ وصحبه {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.

في السياق المنهجي، أظهرت الأحداث الأخيرة مجددا تشوّه مفهوم "التحرير" عند العامة والخاصة، فيوم سقطت المناطق في أيدي المليشيات الكردية قالوا تحررت! ويوم سقطت في أيدي النصيرية قالوا تحررت! ويوم سقطت في أيدي الصحوات التركية أو الأمريكية قالوا تحررت! والقاسم المشترك بين هذه الحالات المتباينة هو انحياز الدولة الإسلامية منها بعد أن حكمتها بالشريعة الإسلامية، فهل "التحرر" عند هؤلاء هو التحرر من حكم الإسلام؟!

إن التحرير يعني أن يعلو المكان والإنسان أحكام الشريعة الإسلامية، فتحكم المسلم في أقواله وأفعاله، بل حتى في حبه وبغضه وموالاته ومعاداته، وبالنظر إلى واقع الشام، فلا شك أن التحرير بمفهومه الشرعي ما يزال مفقودا.

وعليه، فمن كان خلافه مع الأسد وعائلته وحاشيته وصورته وتمثاله، فقد انتهت ثورته، ومن كان خلافه مع نظام مرتد يقوم على تعطيل الشريعة والاحتكام للمجالس الانتخابية والدساتير الكفرية وحماية المراقد الوثنية وموالاة الكافرين دولا وأقليات، بحجة "العلاقات الدولية" و"التنسيق الوطني"، فإن المشكلة ما زالت قائمة، بل ستتفاقم، ولذلك سيتواصل الجهاد على ثرى الشام لأن غايته سيادة الشريعة ونبذ الشرك، أما الثورة فتتوقف عند حدود صناديق الاقتراع؛ {وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 473
الخميس 11 جمادى الآخرة 1446هـ

مقال:
تدجين وتجنيد!
...المزيد

تدجين وتجنيد! لم تعد هناك حاجة مُلحة إلى تجنيد ميليشيات جديدة لحرب المجاهدين، فقد وصلت أساليب ...

تدجين وتجنيد!

لم تعد هناك حاجة مُلحة إلى تجنيد ميليشيات جديدة لحرب المجاهدين، فقد وصلت أساليب "مكافحة الإرهاب" إلى مرحلة متقدمة يتم فيها احتواء وتدجين "جهاديين سابقين" للقيام بالمهمة، بما يضمن مصالح النظام الدولي الكفري، ويشبع رغبة المفتونين بالحكم، رأينا ذلك في نسخ عديدة أبرزها "حكومة طالبان" وأحدثها "حكومة الإنقاذ" وكلاهما دخل القصور الرئاسية بموافقة الجهات المعنية.

وكنا طرحنا قبل سنوات أن سبب عدم سقوط النظام النصيري "رسميا" رغم سقوطه "فعليا"، هو "غياب البديل"! لأن البديل كان آنذاك إما الدولة الإسلامية، أو الفوضى العارمة التي تهدد أيضا حدود اليهود، ولذلك حالت الجهود "الأمريكية اليهودية الروسية الإيرانية" مجتمعة دون إسقاطه، لكن يبدو أنه خلال هذه السنوات وعبر "إستراتيجية التدجين"، تم إنضاج البديل على نار هادئة بعد أن صنع من مقره في "إدلب" نسخة مصغرة لشكل "سوريا المستقبل" وصدّر صورة مقبولة دولية لنظام وطني "غليظ" مع الأكثرية المؤمنة "رقيق" مع "الأقلية" الكافرة.

تدجين وترويض هذه الهيئات يتم عبر مسارات طويلة في أقبية مراكز الدراسات والاستخبارات، تمر بعمليات فحص واختبارات عديدة للتأكد من مدى جدية وتفاني هذه الهيئات في محاربة الجهاد وهدم العقيدة!، وتستمر في ذلك السقوط حتى تصل إلى "مرحلة نضج" تمكّنها من استلام التكاليف الحكومية الأمنية أو الإدارية، كما رأينا مؤخرا في سوريا ومن قبل في أفغانستان.

وبناء عليه، توالت تصريحات مسؤولين يهود وأمريكيين وروس وإيرانيين وغيرهم حول "فتح قنوات اتصال" مباشرة وغير مباشرة مع "المعارضة السورية!" بعد تسلّمها الحكم خلفا للنظام النصيري، هذه الاتصالات لم تكن وليدة اللحظة الثورية، فلم يستيقظ قادة هذه الدول على أخبار سقوط المدن والبلدات بسرعة الآليات! ليقولوا يا للهول!، لقد سقط الأسد! علينا أن نتصل بقادة المعارضة الآن! وأن ننسق معهم قبل فوات الأوان! ليس هذا ما حدث، إن ما حدث عملية إبدال مدروسة للنظام النصيري بنظام جديد يحارب الشرع بـ"الشرع!".

أما عن أسباب إذعان الحركات الجهادية إلى هذا المسار الجاهلي، ولماذا تنكث غزلها وتنقلب على أعقابها؟! فالأسباب والتفسيرات كثيرة طويلة طول مسارات الحرب على الجهاد التي ترعاها قوى الكفر، لكن لعل أبرزها: وصول هؤلاء "الجهاديين المدجنين" إلى نتيجة حاسمة أنه لا جدوى من سلوك سبيل الجهاد في إحداث التغيير المنشود، لأنهم سيصطدمون بكل قوى الكفر العالمي وسيدفعون أثمانا كبيرة لم تطقها قلوبهم المريضة ولا نفوسهم المروّضة فيجنحون إلى مداهنة ومسايرة الجاهلية الدولية بدلا من مصادمتها ومفاصلتها، وصارت تلك عندهم حنكة ونضجا بعد أن كانت ردة وخيانة ونكوصا.

ولذلك بعد 13 عاما من "الجهاد الثوري" في الشام، أصبح الولاء والبراء "طائفية" وفُسّرت الثورة بأنها "قتال اضطراري" ضد "أسرة حاكمة" متسلطة رفضت الحوار وتقاسم السلطة! وليست حربا دينية ضد نظام نصيري كافر حتى بدون "صيدانيا" ومشتقاته، ولذلك خلت خطابات "مهووس السُّلطة واللَّقطة" من وصف النظام بــ"النصيري" خشية أن تُحسب عليه! وهو ما لا يقبله رعاة النظام الجديد ولا دستورهم الجاهلي المزمع تفصيله قريبا ليناسب مقاس "سوريا المستقبل" مع قرب أفول حدود "سايكس - بيكو" وبروز حدود "نتنياهو - ترامب".


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 473
الخميس 11 جمادى الآخرة 1446هـ

مقال:
تدجين وتجنيد!
...المزيد

الحمو الموت • الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: روى ...

الحمو الموت

• الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

روى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- حديثا عظيما، وهو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذر تحذيرا شديدا من اختلاط الرجال بالنساء ومن التقارب بين الجنسين، وشدد أكثر على مسألة جلوس الزوجة مع أخ الزوج أو قريبه، فقال: (إياكم والدخول على النساء)، قال رجل: «أفرأيت الحمو؟» قال: (الحمو الموت).

قال النووي في رياض الصالحين: «الحمو قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه».

وقال النووي أيضا: «وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت)، فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن يُنكَر عليه بخلاف الأجنبي، والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج، غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه ويخلو بامرأة أخيه فهذا هو الموت وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه».

ولا ريب أن قريبات الزوجة أيضا فتنة للزوج فتحرم الخلوة بهن وأن يتركن الاحتجاب منه لأن النساء أعظم فتنة على الرجال كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) [متفق عليه].

ولا يصح أن يتذرع الرجل أو المرأة بالحرص أو العفة ونحو ذلك فقد وصف الله الإنسان بأنه ضعيف {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا} فقد يُقال لنا إن فلانا من الأقارب مأمون الجانب معروف بالأدب والعفة، فنقول: ينبغي أن نسلّم ألّا أحد معصوم من الشيطان، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم حتى لو كان هذا الرجل صالحا، فإن للشيطان مداخل وحيلًا كثيرة، ينبغي لمن أراد صيانة نفسه وعرضه أن يتأمل فيها ويتجنب القرب منها.

ولذلك سد الشارع كل الطرق التي قد تساعد في الوصول إلى الحرام؛ فحرّم على المرأة أن تتبرج وأن تخضع في القول للأجانب وأن تتعطر عند خروجها من بيتها وغير ذلك، لأن ذلك مدعاة ومُحسّن ومقرّب إلى المحظور و(من حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم) [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) [رواه الترمذي]، وقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم) [رواه الإمام أحمد].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «كان عمر بن الخطاب يأمر العُزاب ألا يسكنوا بين المتأهلين، وألا يسكن المتأهل بين العزاب، وهكذا فعل المهاجرون لما قدموا المدينة على عهد النبي، صلى الله عليه وسلم» وما هذا إلا خوف الفتنة، وهو المجتمع النقي الطاهر الديّن العفيف، رضي الله عنهم ورحمهم.

فعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من هذا المنكر ويدفعه عنه كما يدفع النار أن تحرقه، وحرقٌ أعظم من حرق، فحرق الجسد أخف من حرق الدين والعرض والمروءة، و(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم]، فانظر أقاربك وجيرانك فحيث وجدت هذا المنكر فامتثل أمر نبيك -صلى الله عليه وسلم- وغيّره. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد والله أعلى وأحكم ولا حول ولا قوة إلا به.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
الحمو الموت
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً