حظ الشيطان من ابن آدم في السراء والضراء ◾ في السراء • نسيان الشكر قال الله تعالى حاكيا عن ...

حظ الشيطان من ابن آدم في السراء والضراء

◾ في السراء

• نسيان الشكر
قال الله تعالى حاكيا عن الشيطان: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف]

• نسبة الفضل لغير الله
قال الله تعالى: {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ} [الزمر] وقال تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي} [فصلت]

• الإسراف والتبذير في النعم
قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء]

• عدم بذل النعمة للمحتاج والبخل بها
قال الله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون] وقال تعالى: {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} [المعارج]

• معصية الله بها
قال الله تعالى: {فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت]

◾ في الضراء

• الانتكاس
قال الله تعالى: {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ} [الحج]

• القنوط من رحمة الله
قال الله تعالى: {وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} [فصلت]

• التطيّر
قال الله تعالى: {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ} [الأعراف]

• عدم التسليم لأقدار الله
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) [مسلم].


• المصدر:
إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 483
السنة السادسة عشرة - الخميس 21 شعبان 1446 هـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

استعدوا لـ: رَمَضَان ▪ الفرح والاستبشار بقدومه كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ...

استعدوا لـ: رَمَضَان

▪ الفرح والاستبشار بقدومه كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته

▪ التوبة النصوح الصادقة لأن المعاصي تحرم التوفيق

▪ التفرغ الذهني من الشواغل فحضور القلب يعين على الطاعة

▪ مطالعة هدي السلف في رمضان فذلك أدعى للهمة وإصابة السنة

▪ معرفة فضل شهر رمضان فمن لاح له الأجر هانت عليه التكاليف

▪ مدارسة أحكام الصيام التي تصح بها عبادة المسلم وتستقيم


• المصدر:
إنفوغرافيك صحيفة النبأ – العدد 483
السنة السادسة عشرة - الخميس 21 شعبان 1446 هـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

غربة أهل الإيمان في آخر الزمان "فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن في آخر الزمان تكثر ...

غربة أهل الإيمان في آخر الزمان

"فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن في آخر الزمان تكثر البدع وتموت السُنن ويغرب الدين وأن الدنيا لا تزداد إلا إدبارا وأنه يصير المعروف منكرا والمنكر معروفا وأنه يقل أهل الحق إلا أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وأنه يعظم ثوابهم ويكثر أجرهم وشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- الدين في آخره بأول ابتدائه في غربته وقلة أهله فقال -عليه السلام -: (بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ) ثم جمع بينهم في أن لهم طوبى فقال: (فطوبى للغرباء) ثم فضل المتأخرين في بعض الأخبار... وذلك والله أعلم لعظم نفعهم وصعوبة الأمر عليهم وكثرة أعدائهم وتألبهم عليهم وقلة أنصارهم وقد جاء في خبر يأتي على الناس زمان يكون المتمسك بدينه كالقابض على الجمر فهذه الصعوبة هي الموجبة لذلك الأجر ثبتنا الله على الإسلام والسُنة وأحيانا عليها وأماتنا عليها وحشرنا عليها.

ومن العجب أن أهل البدع يستدلون على كونهم أهل الحق بكثرتهم وكثرة أموالهم وجاههم وظهورهم ويستدلون على بطلان السُنة بقلة أهلها وغربتهم وضعفهم فيجعلون ما جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- دليل الحق وعلامة السنة دليل الباطل فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقلة أهل الحق في آخر الزمان وغربتهم وظهور أهل البدع وكثرتهم ولكنهم سلكوا سبيل الأمم في استدلالهم على أنبيائهم وأصحاب أنبيائهم بكثرة أموالهم وأولادهم وضعف أهل الحق فقال قوم نوح له: {ما نراك إِلا بشرًا مِثلنا وما نراك اتبعك إِلا الذِين هُم أراذِلُنا بادِي الرأيِ وما نرىٰ لكُم علينا مِن فضلٍ بل نظُنُكُم كاذِبِين} [هود]، وقال قوم صالح فيما أخبر الله عنهم بقوله: {قال الملأُ الذِين استكبرُوا مِن قومِهِ لِلذِين استُضعِفُوا لِمن آمن مِنهُم أتعلمُون أن صالِحًا مُرسلٌ مِن ربِهِ قالُوا إِنا بِما أُرسِل بِهِ مُؤمِنُون * قال الذِين استكبرُوا إِنا بِالذِي آمنتُم بِهِ كافِرُون} [الأعراف]، وقال قوم نبينا -صلى الله عليه وسلم-: {وقالُوا نحنُ أكثرُ أموالًا وأولادًا وما نحنُ بِمُعذبِين} [سبأ]، وقال الله عز وجل: {وكذٰلِك فتنا بعضهُم بِبعضٍ لِيقُولُوا أهٰؤُلاءِ من اللهُ عليهِم مِن بينِنا} [الأنعام]، {وقال الذِين كفرُوا لِلذِين آمنُوا لو كان خيرًا ما سبقُونا إِليهِ} [الأحقاف]، ونسوا قول الله تعالى: {وفرِحُوا بِالحياةِ الدُنيا وما الحياةُ الدُنيا فِي الآخِرةِ إِلا متاعٌ} [الرعد]، وقوله سبحانه: {واصبِر نفسك مع الذِين يدعُون ربهُم بِالغداةِ والعشِيِ يُرِيدُون وجههُ ولا تعدُ عيناك عنهُم تُرِيدُ زِينة الحياةِ الدُنيا ولا تُطِع من أغفلنا قلبهُ عن ذِكرِنا واتبع هواهُ وكان أمرُهُ فُرُطًا} [الكهف]، وقوله سبحانه: {واضرِب لهُم مثلًا رجُلينِ جعلنا لِأحدِهِما جنتينِ مِن أعنابٍ} الآيات كلها.. [الكهف]، وقوله: {لا تمُدن عينيك إِلىٰ ما متعنا بِهِ أزواجًا مِنهُم} [الحجر]، وقال تعالى: {ولولا أن يكُون الناسُ أُمةً واحِدةً لجعلنا لِمن يكفُرُ بِالرحمٰنِ لِبُيُوتِهِم سُقُفًا مِن فِضةٍ} إلى قوله {وإِن كُلُ ذٰلِك لما متاعُ الحياةِ الدُنيا والآخِرةُ عِند ربِك لِلمُتقِين} [الزخرف]، وقد كان قيصر ملك الروم وهو كافر أهدى منهم فإنه حين بلغه كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل عنه أبا سفيان فقال: "يتبعه ضعفاء الناس أو أقوياؤهم؟" فقال: "بل ضعفاؤهم"، فكان هذا مما استدل به على أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "إنهم أتباع الرسل في كل عصر وزمان"، وفي الآثار أن موسى -عليه السلام- لما كلمه ربه تعالى قال له: (يا موسى لا يغرنكما زينة فرعون ولا ما متع به فإنني لو شئت أن أزينكما بزينة يعلم فرعون أن مقدرته تعجز عن أقل ما أوتيتما لفعلت ولكنني أضن بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديما ما خرت لهم إني لأذودهم عن الدنيا كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة وإني لأجنبهم سلوتها ونعيمها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وما ذلك لهوانهم علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من الآخرة سالما موفرا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى)، وقد روي عن عمر -رضي الله عنه- أنه دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- بمشربة له فرفع رأسه في البيت فلم ير فيه إلا أهبة ثلاثة والنبي -صلى الله عليه وسلم- متكئ على رمال حصير وما بينه وبينه شيء قد أثر في جنبه فقلت: "يا رسول الله وأنت على هذه الحال وفارس والروم وهم لا يعبدون الله لهم الدنيا!"، فجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- محمرا وجهه ثم قال: (أفي شك أنت يا ابن الخطاب أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) هذا معنى الخبر، ثبتنا الله وإياكم على الإسلام والسنة وجنبنا الكفر والبدعة وحبب إلينا الإيمان".

[المناظرة في القرآن]
لابن قدامة المقدسي -رحمه الله-

• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 483
السنة السادسة عشرة - الخميس 21 شعبان 1446 هـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 483 الافتتاحية: فكيف بهم غدا؟! يوما بعد يوم يعاين الثابتون على الحق قلة ...

صحيفة النبأ العدد 483
الافتتاحية:
فكيف بهم غدا؟!

يوما بعد يوم يعاين الثابتون على الحق قلة النصير، ويدركون أن ضريبة ثباتهم تكالب أهل الباطل عليهم، وأن حب العاجلة الفانية غاية شانئيهم ومناوئيهم؛ الذين صاروا يمتدحون الضلال بذريعة "حفظ الأرواح" ولو عاشت في سبيل الوثن! ويذمون سبيل الرشاد ويصفون سالكيه بالفشل ولو قُتلوا في سبيل الله تعالى.

وحقيقة الأمر أنّ تطاوُل العهد قد أتى على قلوب الناس؛ فغيّروا وبدّلوا، فاستصعبوا القراع وشدته! واستسهلوا الاقتراع وسلميّته، فصرت ترى المنتكسين يلمّعون سياساتهم الجاهلية بأنها حققت أهدافها دون إراقة الدماء!، بينما الثابتون على الحق "أضاعوا الثمرة.. بتضحيات فادحة!" زعموا.

فكيف بهم وبزمان قد مضى فيه من التضحيات قصص مسطرة في الكتاب والسنة المعطرة، فتراها تزدحم بمراثي الشهداء من المؤمنين والمؤمنات وتروي المحن والأزمات وتذكر الانحيازات وتحكي الانتصارات، فإنْ كانت "ثمرتهم" وصول الحُكم بمفارقة الدين!، وإن كان مهر الشريعة التضحيات و "فداحتها" بقوافل الشهداء وأنهار الدماء؛ فكيف بهم غدا مع الفتن والملاحم العظام وقد بان أطرافها اليوم؟

كيف هم اليوم مع الروم وعداوتهم، وكيف هم مع حماية بني جلدتهم؟ وكيف بهم غدا إذا نزل الروم بالأعماق وطلبوا قتال فئة من المسلمين، ثم كيف بهم إذا سارت الجموع تفتح القسطنطينية كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة: (لا تقوم السّاعة حتّى ينزل الرّوم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا قالت الرّوم: خلّوا بيننا وبين الّذين سبوا منّا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا واللّه، لا نخلّي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب اللّه عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم أفضل الشّهداء عند اللّه، ويفتتح الثّلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينيّة) [مسلم].

وكيف بهم غدا مع غربة الدين واندثار العلم، فخرج الدجال وقد استتبت له الأمور ودانت له شياطين الإنس والجن، وجاء فأطعم الناس وقد جاعوا وسقاهم وقد قنطوا، والمسلمون مشردون يفرون بدينهم للقفار والجبال، كما روى الإمام أحمد بسند صحيح عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ويبعث اللّه معه شياطين تكلّم النّاس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السّماء فتمطر، فيما يرى النّاس، ويقتل نفسا، ثمّ يحييها، فيما يرى النّاس، لا يسلّط على غيرها من النّاس، ويقول: أيّها النّاس، هل يفعل مثل هذا إلّا الرّبّ؟ قال: فيفرّ المسلمون إلى جبل الدّخان بالشّام، فيأتيهم فيحاصرهم، فيشتدّ حصارهم، ويجهدهم جهدا شديدا).

وكيف هم اليوم مع قول الحق أمام الطواغيت، وكيف تمكر الدجاجلة بالمؤمنين فتطلق عليهم نيران الدنيا فيصيرون إلى الجنة بإذن الله، فكيف بهم غدا مع خبر مواجهة أحد الثابتين للدجال: (فإذا رآه المؤمن قال: يا أيّها النّاس، هذا الدّجّال الّذي ذكر رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال: فيأمر الدّجّال به فيشبّح، فيقول: خذوه، وشجّوه. فيوسع ظهره وبطنه ضربا، قال: فيقول: أوما تؤمن بي؟ قال: فيقول: أنت المسيح الكذّاب. قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتّى يفرّق بين رجليه، قال: ثمّ يمشي الدّجّال بين القطعتين، ثمّ يقول له: قم. فيستوي قائما، قال: ثمّ يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلّا بصيرة. قال: ثمّ يقول: يا أيّها النّاس، إنّه لا يفعل بعدي بأحد من النّاس. قال: فيأخذه الدّجّال ليذبحه، فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا، فلا يستطيع إليه سبيلا، قال: فيأخذ بيديه ورجليه، فيقذف به، فيحسب النّاس أنّما قذفه إلى النّار، وإنّما ألقي في الجنّة) [مسلم] وغير ذلك من مشاهد آخر الزمان، الذي تدنو إرهاصاته.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 483
السنة السادسة عشرة - الخميس 21 شعبان 1446 هـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

اعتراف طالبان بصحة منهج الدولة الإسلامية والناظر لاحمرار وانتفاخ أوداج الإمارة الشيطانية وهي ...

اعتراف طالبان بصحة منهج الدولة الإسلامية

والناظر لاحمرار وانتفاخ أوداج الإمارة الشيطانية وهي ترقّع حربها على التوحيد، يلحظ كيف خصّت بخطابها الدولة الإسلامية -التي تسمّيها بمسميات قاموس البنتاغون للمصطلحات الإعلامية- مع أنّ أطرافا كثيرة أخرى انبرت للرد على طالبان، بل إنّ الدولة الإسلامية لم تتطرق للأمر في إعلامها الرسمي قبل هذه اللحظة، ومع ذلك لم يثر حفيظة طالبان غير الدولة الإسلامية التي بمحاربتها؛ نالت الإمارة الوطنية -ومثلها الإدارة السورية- أوراق الاعتماد الدولية.

نعم، فما اعترف به خطاب "الإمارة" ونَطقه رغمًا عنها، أنّ الدولة الإسلامية رأس حربة في نصرة التوحيد، وهي المتن والحاشية والميمنة والميسرة والطليعة في الدفاع عنه، وتحت ظلاله وعلى عتباته جادت بخيرة أمرائها وجيوش أبنائها البررة الذين أمهروا التوحيد دماءهم وأفنوا لأجله زهرة شبابهم في السجون التي تتنافس وتتسابق "الإمارة والإدارة" لحراستها خدمة وتقرّبا لقيصر وأتاتورك!

• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ 482 (في الأصل لا الحاشية)
• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وضوح حرب طالبان وأخواتها للتوحيد إنّ شواهد حرب طالبان وأخواتها على التوحيد مستفيضة عملية في ...

وضوح حرب طالبان وأخواتها للتوحيد

إنّ شواهد حرب طالبان وأخواتها على التوحيد مستفيضة عملية في الميدان ولا يزيدها منع كتاب أو كتابين أو حذف سطر أو اثنين، ولا يغفره التمسّح بتضحيات الأفغانيين، بل من الخيانة لها أنْ تُمنح ثمرتها لحكومة ديمقراطية تحتكم لنفس الدساتير التي ينافح عنها طواغيت الحكم الجاهلي؛ {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.

• افتتاحية النبأ "في الأصل لا الحاشية!" 482
• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

10 أسباب تعين على الثبات • الثبات على الدين من أعظم النعم التي يمنّ الله بها على عبده، وهو مطلب ...

10 أسباب تعين على الثبات

• الثبات على الدين من أعظم النعم التي يمنّ الله بها على عبده، وهو مطلب كل مسلم صادق.
هذه بعض الأسباب التي تعين على الثبات على الدين:

1- الإخلاص لله تعالى
أن يكون الدافع وراء كل عمل هو رضا الله وحده، لا رياء ولا سمعة. فالإخلاص يثبت القلب ويقوي الإيمان، ويجعل العبد متصلًا بالله في كل أحواله.

2- العلم الشرعي
تعلم أمور الدين من مصادرها الصحيحة (القرآن والسنة بفهم السلف الصالح). فالعلم يزيل الشبهات ويقوي اليقين، ويجعل العبد على بصيرة في دينه. والحرص على حضور مجالس العلم وسؤال أهل الذكر.

3- العمل الصالح
المداومة على أداء الفرائض والاجتهاد في النوافل. العمل الصالح يزكي النفس ويقوي الإيمان، ويجعل العبد قريباً من ربه. الحرص على فعل الخيرات والإحسان إلى الناس.

4- الدعاء والتضرع إلى الله
سؤال الله الثبات على الدين والهداية إلى الصراط المستقيم. والدعاء سلاح المؤمن، وهو من أعظم أسباب التوفيق والثبات. والإلحاح في الدعاء واليقين بالإجابة.

5- الصحبة الصالحة
مصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة ويذكرون بالله. فالصحبة الصالحة تحفز على الخير وتعين على الثبات، وتجنب الوقوع في المعاصي. والبعد عن صحبة الأشرار الذين يزينون المعاصي ويثبطون عن الطاعة.

6- تدبر القرآن الكريم
قراءة القرآن بتدبر وتفهم لمعانيه. فالقرآن هو حبل الله المتين، وهو نور وهدى، وفيه شفاء للصدور. وتدبر القرآن يثبت القلب ويقوي الإيمان، ويزيد العبد خشية لله.

7- ذكر الله تعالى
المداومة على ذكر الله في كل وقت وحين (تسبيح، تحميد، تهليل، تكبير). ذكر الله يطرد الشيطان ويجلب الطمأنينة، ويقوي الصلة بالله. الاستغفار والتوبة من الذنوب.

8- محاسبة النفس
محاسبة النفس على التقصير في الطاعة والوقوع في المعصية. تجديد التوبة والإنابة إلى الله. الاستعداد للموت واليوم الآخر.

9- الصبر والثبات
الصبر على الابتلاءات والمصائب، واليقين بأن الله مع الصابرين. الثبات على الحق وعدم التنازل عنه، مهما كانت الظروف. الاستعانة بالله في كل الأمور.

10- التوكل على الله
الاعتماد على الله في كل الأمور، واليقين بأن الأمر كله بيده. التوكل على الله يريح القلب ويجلب الطمأنينة، ويقوي الثقة بالله.
...المزيد

سرابٌ بقيعة إصدار مرئي: يُسلّط الضوء على التاريخ الجهادي لواحدة من أقدم الجماعات المُبايعة ...

سرابٌ بقيعة

إصدار مرئي:
يُسلّط الضوء على التاريخ الجهادي لواحدة من أقدم الجماعات المُبايعة للدولة الإسلامية في خراسان...
كسر صنم شيوخ الترقيع وفضحُ مكائدهم لحرفِ الجهاد عن منهاج النبوة


• لمشاهدة الإصدار، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

فإني مكاثر بكم الأمم ولطالما كان طلب الولد من سنة الأنبياء والرسل؛ فهذا نبي الله زكريا -على ...

فإني مكاثر بكم الأمم

ولطالما كان طلب الولد من سنة الأنبياء والرسل؛ فهذا نبي الله زكريا -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- يدعو ربه وفي أكثر من موضع في القرآن الكريم، لا أن يهبه ملكا أو سلطانا، ولا ذهبا أو فضة، وإنما ذرية طيبة، فقام يصلي ويدعو ربه سرا ويقول: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 4-6]، وقال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38]، وقال أيضا: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89].

وتلك زوجة نبي الله عمران قد سألت الله الولد فوهبها مريم وجعلها آية للعالمين، ووهب مريم عيسى وجعله نبيا ورسولا من أولي العزم، عليهم السلام جميعا.

وإنه وبازدياد أعداد المسلمين، يرتدع الكفر ويعلو الدين، وقد فهم الكفرة هذه المعادلة التي غابت عن أذهان غافلة، فنجد أن من أولوياتهم في كل حرب يشنونها على الإسلام وأهله استهداف النساء والأطفال، للقضاء على الأرض وزرعها، فما سميّت النساء حرثا إلا لكونهن منشأ النسل وأرضه الخصبة، وتلك سياسة عدو حاقد همه اجتثاث «لا إله إلا الله» من الأرض، وهيهات له هيهات، فأمة محمد أمة ولود لا تعقم، وهي كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

غير أن بعض النساء قد لا يعين سياسة العدو في حربه على الموحدين، ولا يقدرن أنه ومع ولادة كل مولود مسلم تُزرع شوكة في حلق الكفر، ويُغرز خنجر في خاصرة الشرك، وأنه وبزيادة عدد المسلمين يُغص الفجار وتنكَّس رايات الكفار وتعلو أصوات الأبرار، وما سياسة تحديد النسل إلا وباء قد دخل على أمتنا الولود من حيث أراد أعداؤها، حتى يقل عدد المسلمين وتضعف شوكتهم.
ولقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بتكثير سواد المسلمين، كما جاء عن معقل بن يسار، قال: «جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال: (لا)، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) [رواه أبو داود وابن حبّان].

كما ويدعو النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنس بن مالك -رضي الله عنه- بوفرة الولد والبركة فيه فيقول: (اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته) [متفق عليه].

وروى أحمد في مسنده عن أنس أنه قال: «حدثتني ابنتي أنه دفن من صلبي عشرون ومائة ونيف، وإني لمن أكثر الأنصار مالا».
وقد دخل الأحنف بن قيس على معاوية -رضي الله عنه- ويزيد بين يديه وهو ينظر إليه إعجابا، فقال: «يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟» فقال: «يا أمير المؤمنين، هم عماد ظهورنا، وثمر قلوبنا، وقرة أعيننا، بهم نصول على أعدائنا، وهم الخلف منا لمن بعدنا، فكن لهم أرضا ذليلة، وسماء ظليلة، إن سألوك فأعطهم، وإن استعتبوك فأعتبهم، لا تمنعهم رفدك فيملوا قربك، ويكرهوا حياتك، ويستبطئوا وفاتك. فقال: لله درك يا أبا بحر! هم كما وصفت».
كما لا يفوتنا ونحن في هذا المقام أن نحذّر الأخت المسلمة من سياسة خبيثة أخرى جاء بها أعداء الإسلام، ألا وهي تأجيل الزواج حتى سن متأخرة، وهذا من مكر الكافرين الذين سعوا وما زالوا إلى صرف المسلمات عن حقيقة دورهن في الحياة، وأنهن خلقن لتوحيد الله -عز وجل- وإفراده بالعبادة دون سواه، ثم لخدمة الدين بما يسره الله لهن، ومنها الزواج والإنجاب والتربية.

ولو علمت المسلمة ما في التبكير بالزواج مع استحضار نية تكثير السواد وإنجاب الولد الصالح الذي يبرها ويدعو لها ولوالده حتى بعد موتهما كما في الحديث الذي يرويه أبو هريرة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم].

وجاء في الحديث أيضا، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الله -عز وجل- ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك) [رواه أحمد وابن ماجه].
وقد بوّب البخاري في صحيحه: «باب من طلب الولد للجهاد»، جاء فيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال سليمان بن داود، عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة، أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله؛ فقال له صاحبه: إن شاء الله؛ فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون)، لو علمت المسلمة ما في كل ذلك من نصرة للدين، وإغاظة للكافرين، لاستقبلت من هذا الأمر ما استدبرت، ولعلها تكون بذلك من الذين {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} [التوبة: 120].

ولتتأمل المسلمة في قول عمر، رضي الله عنه: «والله إني لأكره نفسي على الجماع؛ رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح الله» [رواه البيهقي في الكبرى].

بل إن تزويج البنات فيما يعرف بـ «السن المبكر « يُعد جريمة يُعاقِب عليها القانون الطاغوتي في بعض الدول المسماة زورا إسلامية، وأما في الإسلام الحق، فلا حلال إلا ما أحله الله تعالى، ولا حرام إلا ما حرمه الله تعالى، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «تزوجني النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج، فوعكت فتمرق شعري، فوفى جميمة فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحى، فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين».

ومتى ما علمت الأخت المسلمة ذلك، اتخذت دعاوى السوء ظهريا، وعكفت على تكثير الأشبال وإعدادهم، فجعلت من بيتها عرينا لهم، ترضعهم من ملة إبراهيم لبنا سائغا، وتلقنهم التوحيد زلالا صافيا، تعركهم بالولاء عركا، وتخبزهم بالبراء خبزا، ثم تفتح لهم باب العرين، والقلوب قد أشربت: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

البيعة على الموت وحرمة نقضها إن الصبر حين البأس والثبات إذا حمي الوطيس من أفضل الأعمال عند الله، ...

البيعة على الموت وحرمة نقضها

إن الصبر حين البأس والثبات إذا حمي الوطيس من أفضل الأعمال عند الله، وهو صفة من صفات المتقين الذين مدحهم الله في كتابه الكريم بقوله: {وَاْلصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177]، كما جعل رسوله -صلى الله عليه وسلم- هذه الصفات من سمات أفضل الشهداء، فأجاب -عليه الصلاة والسلام- على من سأله: «أي الشهداء أفضل؟» بأنهم: (الذين إن يُلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يُقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه) [رواه أحمد].

ونظرا لخطورة الانهزام أمام العدو وتولية الدبر فزعا من الموت، لما فيه من خلخلة صف المسلمين، وتسبب في هزيمتهم أمام عدوهم، فقد حذّر الله تعالى عباده المؤمنين من هذه المعصية التي يترتب عليها غضب الله تعالى على فاعلها ودخوله نار جهنم، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15-16]، ولذلك أيضا كان التولي يوم الزحف من أكبر الكبائر كما قال، صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) [رواه البخاري ومسلم].

ولأن المسلمين كالبنيان الذي يقوّي بعضه بعضا، فقد كان من فعل الصحابة -رضوان الله عليهم- أن يتبايعوا على الصبر عند اللقاء، والثبات في المعركة حتى يُقتلوا أو يفتح الله لهم، والأدلة على ذلك كثيرة من كتاب الله، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وفعل الصحابة، رضوان الله عليهم.

أولاً: البيعة تعني العهد على الطاعة في المعروف
إن الوفاء بالعهد واجب، سواء كان عهدا لله أو لأحد من الناس، كما قال سبحانه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: 40]، وقال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [النحل: 91]، وقال في مدح المؤمنين: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} [البقرة: 177]، وقال: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]، والوفاء بالعهد إنما يكون فيما يجوز للمسلم دون ما يحرم عليه.

قال أبو العباس بن تيمية، رحمه الله: «وليس لبني آدم أن يتعاهدوا ولا يتعاقدوا ولا يتحالفوا ولا يتشارطوا على خلاف ما أمر الله به ورسوله».
ومن ذلك التعاهد على الثبات في القتال، فإن كان القتال في طاعة الله، كقتال المسلم للكفرة والخوارج والبغاة، فيجب عليه الوفاء بالعهد، وإن كان القتال محرما، كخروج المبتدعة والبغاة على جماعة المسلمين، فلا تجوز المشاركة فيه أصلا فضلا عن التعاهد عليه، بل الواجب نكث العهد تقربا إلى الله.

ثانياً: في شرعية المبايعة على الموت في القتال المشروع

في هذا النوع من البيعات، قال الله، عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 10].

قال الطبري، رحمه الله: «يقول تعالى ذكره، لنبيه محمد، صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} بالحديبية من أصحابك على أن لا يفروا عند لقاء العدو، ولا يولوهم الأدبار، {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} يقول: إنما يبايعون ببيعتهم إياك الله، لأن الله ضمن لهم الجنة بوفائهم له بذلك».
وقال ابن كثير، رحمه الله: «وهذه البيعة هي بيعة الرضوان، وكانت تحت شجرة سمر بالحديبية، وكان الصحابة الذين بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ قيل: ألف وثلاثمائة. وقيل: أربعمائة. وقيل: وخمسمائة. والأوسط أصح».
وهذا المعنى، وهو البيعة على الموت أو الحرب أو أن لا يفروا، محفوظ في كتب الصحاح والسنن والمسانيد، بل بوّب له الأئمة مثل البخاري، فقد قال في صحيحه: «باب البيعة في الحرب أن لا يفروا، وقال بعضهم: على الموت لقول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}»، ثم أورد الأحاديث الواردة في الباب، وكذلك فعل النووي في تبويبه على صحيح مسلم، قال: «باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة»، وكذا صنع النسائي في السنن الكبرى، حيث بوّب: «البيعة على أن لا نفر»، وبوّب: «البيعة على الموت».

وقد وردت شروط بيعة الرضوان بروايات عديدة عن الصحابة، ومن ذلك ما قاله النووي، في شرح صحيح مسلم:
«في رواية جابر ورواية معقل بن يسار: بايعناه يوم الحديبية على ألا نفر، ولم نبايعه على الموت؛ وفي رواية سلمة: أنهم بايعوه يومئذ على الموت؛ وهو معنى رواية عبد الله بن زيد بن عاصم، وفي رواية مجاشع بن مسعود: البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد؛ وفي حديث ابن عمر وعبادة: بايعنا على السمع والطاعة، وألا ننازع الأمر أهله؛ وفي رواية عن ابن عمر في غير صحيح مسلم: البيعة على الصبر؛ قال العلماء: هذه الرواية تجمع المعاني كلها، وتبين مقصود كل الروايات، فالبيعة على ألا نفر معناه: الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل، وهو معنى البيعة على الموت، أي: نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت، لا أن الموت مقصود في نفسه، وكذا البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه. والله أعلم» انتهى كلام النووي.

وقال ابن حجر: «لا تنافي بين قولهم: بايعوه على الموت، وعلى عدم الفرار، لأن المراد بالمبايعة على الموت ألا يفروا ولو ماتوا، وليس المراد أن يقع الموت ولا بد، وهو الذي أنكره نافع، وعدل إلى قوله: بل بايعهم على الصبر، أي: على الثبات وعدم الفرار سواء أفضى بهم إلى ذلك إلى الموت أم لا».
قال ابن القيم: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بايع أصحابه في الحرب ألا يفروا، وربما بايعهم على الموت...»

قال الرافعي: «وأنه يستحب إذا بعث الإمام سرية أن يؤمر عليهم أميرا، ويأمرهم بطاعته، ويوصيه بهم، وأن يأخذ البيعة على الجند حتى لا يفروا» [الشرح الكبير].

وقد عمل على ذلك الصحابة، ومن أشهر ما روي في ذلك ما حدث في اليرموك، حيث قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ: «من يبايع على الموت؟» فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربع مائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعا جراحا، وقتلوا إلا من برئ، منهم ضرار بن الأزور. [تاريخ الطبري وغيره]، وقال ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة»: «وكان -أي عكرمة- أميرا على بعض الكراديس، وذلك سنة خمس عشرة في خلافة عمر»، وهذا حصل في محضر من الصحابة ولم يُنكر.

ثالثاً: في وجوب الوفاء بهذه البيعة، وحرمة نقضها

قال ابن الجوزي: «ونقض العهد: الإعراض عن المقام على أحكامه»، وهو محرّم، قال الله، عز وجل: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: 10]، وقال: {وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91]، وقال، صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) [رواه البخاري ومسلم]، وقال، صلى الله عليه وسلم: (المسلمون عند شروطهم) [رواه البخاري].

قال أبو العباس بن تيمية: «وكل من شرط شرطا ثم نقضه فقد غدر، فقد جاء الكتاب والسنة بالأمر بالوفاء بالعهود والشروط والمواثيق والعقود وبأداء الأمانة ورعاية ذلك والنهي عن الغدر ونقض العهود والخيانة والتشديد على من يفعل ذلك».
وقد جاء التحذير من الغدر كما في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استه بقدر غدرته، فيقال هذه غدرة فلان).

فعلى هذا فإن مثل هذه البيعة إذا تمت وبايع عليها الإنسان فلا يجوز له نكثها ويعظم الجرم فيها في وقت الشدة على المجاهدين والتحام الصفوف وقرب العدو ومناجزته.

فليحرص كل مسلم على أن يفي بعهده إلى الله بالثبات، وأن يوفي أمراءه وإخوانه ما بايعهم عليه من الصبر عند اللقاء، وأن لا يغدر بهم حتى يفتح الله عليه أو يموت دون ذلك كما عاهد الله، وعاهد إخوانه، وليذكر قوله تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ * فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ * وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها (٢/٢) ولما أمر الله تعالى بأداء الأمانات نهى عن ضد ذلك وهو ...

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها
(٢/٢)

ولما أمر الله تعالى بأداء الأمانات نهى عن ضد ذلك وهو الخيانة، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 27-28].
فأمر تعالى عباده المؤمنين أن يؤدوا ما ائتمنهم الله عليه من أوامره ونواهيه، فمن أدى الأمانة استحق من الله الثواب الجزيل، ومن لم يؤدها -بل خانها- استحق العقاب الوبيل، وصار خائناً لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم- ولأمانته، منقصاً لنفسه بكونها اتصفت بأخس الصفات، وهي الخيانة، مفوتاً لها أكمل الصفات وأتمها، وهي الأمانة.

ولما كان العبد ممتحناً بأمواله وأولاده، فربما حملته محبة ذلك على تقديم هوى نفسه على أداء أمانته، أخبر تعالى أن الأموال والأولاد فتنة يبتلي الله بهما عباده، وأنها عارية ستؤدى لمن أعطاها، وترد لمن استودعها، {وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، والمعنى: فإن كان لكم عقل ورأي، فآثروا فضله العظيم على اللذة الصغيرة الفانية المضمحلة، فالعاقل يوازن بين الأشياء، ويؤثر أولاها بالإيثار، وأحقها بالتقديم.

من أعظم الأمانات ما ذكره الله تعالى في الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}، أمانة حكم الناس بشريعة الله وعدم اتباع أهوائهم، والحذر من أن يفتنوا من يحكمهم عن بعض شريعة الله بالترغيب أو الترهيب أو تلبيس الحق بالباطل، والقيام بأمانة الحكم بما أنزل الله هو عمل الأنبياء والربانيين والخلفاء الراشدين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون)؛ قالوا: «فما تأمرنا؟» قال: (فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم) [متفق عليه].

ويحمل أهل العلم أمانة عظيمة، وهي أن يبينوا الحق للناس ولا يكتموه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]، وإذا قام أولو الأمر من الأمراء والعلماء بحقوق الأمانة الملقاة على عاتقهم، لزمت الرعية طاعتهم في طاعة الله، ومعاونتهم على تحكيم شريعة الله، والنصيحة لهم، وأن يعلم كل مؤمن في الدولة الإسلامية الأمانة التي على عاتقه، فيتقي الله فيما استرعاه إياه، كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته) [متفق عليه].

وما توفيقنا إلا بالله، عليه توكلنا وإليه ننيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52
الخميس 26 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها (١/٢) الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، ...

أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها
(١/٢)


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد..

فقد قال الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا} [النساء: 58].

ورد في سورة النساء الأمر بالإحسان والعدل في النساء واليتامى في الإرث وغيره، وغير ذلك من الدماء والأموال والأقوال والأفعال، وذكر الله تعالى خيانة أهل الكتاب وما أحل بهم لذلك من العقاب، وذكر أنه آتى هذه الأمة الملك والحكم، وآتاهم الحكمة بعد جهلهم وضعفهم، قال تعالى: {إن الله يأمركم}، أي أيتها الأمة، {أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}، أي من غير خيانة ما، كما فعل أهل الكتاب في كتمان ما عندهم والإخبار بغيره، والأمانة: كل ما وجب لغيرك عليك.

ولما أمر بما يجب على الإنسان في نفسه، أمر بما يجب عليه في معاملة غيره، فقال سبحانه: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، أي السواء، بأن تأمروا من وجب عليه حق بأدائه إلى من هو له، فإن ذلك من أعظم الصالحات الموجبة لحسن المقيل في الظل الظليل، أخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل...) الحديث.

ولما أخبرهم بأمره رغبهم فيه بقوله: {إن الله نعما يعظكم به}، أي: لا أحسن ولا أفضل مما أمركم الله وذكركم ونصحكم به، ثم نبههم تعالى ليبقوا منتبهين متيقظين وهم يحفظون الأمانات ويؤدونها إلى أهلها مع استشعارهم رقابة الله عليهم، قال تعالى: {إن الله كان}، أي ولم يزل ولا يزال، {سميعًا}، أي بالغ السمع لكل ما يقوله الناس، {بصيرًا}، أي بالغ البصر إلى أعمالهم، مع علمه بما في قلوبهم من إخلاص وصدق أو ما ينافيهما، وفي هذا وعد عظيم للمطيع، ووعيد شديد للعاصي، وإلى ذلك الإشارة بالحديث المرفوع: (اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)،
رجح ابن جرير -رحمه الله- أن المعني بهذه الآية ولاة أمور المسلمين، وأخرج عن زيد بن أسلم -رحمه الله- أنه قال: «نزلت هذه الآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} في ولاة الأمر»، وأخرج عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: «حقٌ على الإمام أن يحكم بما أنزل الله، وأن يؤدي الأمانة، وإذا فعل ذلك، فحق على الناس أن يسمعوا، وأن يطيعوا، وأن يجيبوا إذا دعوا».
وأخرج عن مكحول -رحمه الله- في قول الله: {وأولي الأمر منكم}، قال: «هم أهل الآية التي قبلها: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، الآية».
ورجح ابن كثير -رحمه الله- أن الآية تعم «جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله -عز وجل- على عباده، من الصلوات والزكوات والكفارات والنذور والصيام وغير ذلك مما هو مؤتمن عليه لا يطلع عليه العباد، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض، كالودائع وغير ذلك مما يأتمنون به بعضهم على بعض من غير اطلاع بينة على ذلك؛ فأمر الله -عز وجل- بأدائها، فمن لم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها، حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء)». وقال، رحمه الله: «وفي حديث الحسن، عن سمرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)؛ [رواه الإمام أحمد وأهل السنن]».

والقول الثاني أعم وأشمل من الأول، فهي تتناول كل مؤتمن على أمانة، وأول الأمانات أمانة التكاليف، وهي كل ما أمر الله به عباده من فعل أو ترك، وهي الأمانة المذكورة في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولًا} [الأحزاب: 72]، فالسموات والأرض والجبال لم يقبلن حمل أمانة التكاليف خوفاً من ألا يقمن بحقها، فيعصين الله تعالى فيعاقبهن، وآثرن أن يبقين طائعات مسخرات لا خيار لهن، ثم عرضت الأمانة على آدم -عليه السلام- على أنه وذريته إن قاموا بحقها أثيبوا، وإن لم يقوموا بحقها عوقبوا، فقبلها آدم -عليه السلام- ثم بين تعالى أن الدافع إلى التفريط في جنب الله سببان: هما الظلم والجهل، قال ابن جرير، رحمه الله: «معناه: إن الله عرض طاعته وفرائضه على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت أثيبت وجوزيت، وإن ضيعت عوقبت، فأبت حملها شفقا منها أن لا تقوم بالواجب عليها، وحملها آدم {إنه كان ظلومًا} لنفسه {جهولًا} بالذي فيه الحظ له»؛ ثم أخرج عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها}، قال: «الأمانة: الفرائض التي افترضها الله على عباده».

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 52

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً