مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 4/5 • فقاتلوا أئمة الكفر وكذلك ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

4/5
• فقاتلوا أئمة الكفر

وكذلك الأمر بالنسبة للرهبان الذين ورد الأمر -في الأصل- بالكف عنهم، لقول أبي بكر -رضي الله عنه- ليزيد بن أبي سفيان: (إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له) [رواه مالك]، فإن الحكم عليهم بالقتل يختلف بحسب موقفهم من قومهم، فمن كان منهم مفارقا لقومه، معتزلا في صومعته، لا يخالطهم في مسكن، ولا ينفعهم برأي، فإنه يُترك ما دام على ذلك.

وأما من كان مخالطا لهم، أو داعيا إلى دينهم الباطل، أو ناصحا لهم ومشيرا عليهم، فإن حكمه لا يختلف عن حكم بقية المقاتلة منهم، بل هو أكثر كفرا وحرابة منهم، وعلى هذا فرَّق الفقهاء بين الرهبان المنقطعين في الصوامع والفلوات، والقسيسين القائمين على الكنائس، فإن الآخِرين يُقتَلون ويسترَقُّون بخلاف الأولين، مع انتفاء عصمة الدم عن أولئك الرهبان، لبقائهم على الشرك والكفر بالله العظيم.

ولهذا فإنه يُتقرب إلى الله باستهداف القسيسين والرهبان وغيرهم (من يقوم على كنائس النصارى المحاربين، ومنهم نصارى مصر) في أنفسهم؛ بالإيذاء والقتل، بل إن هؤلاء هم أئمة الكفر، وهم الطواغيت المعبودون من دون الله الذين قال تعالى فيهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]، وفي قتلهم أعظم الأجر والمثوبة، بإذن الله.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "الرهبان الذين تنازع العلماء في قتلهم وأخذ الجزية منهم هم المذكورون في الحديث المأثور عن خليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال في وصيتة ليزيد بن أبي سفيان لما بعثه أميرا على فتح الشام فقال له في وصيته: "وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون أقواما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف، وذلك بأن الله يقول: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12]"، ...وأما الراهب الذي يعاون أهل دينه بيده ولسانه مثل أن يكون له رأي يرجعون إليه في القتال أو نوع من التحضيض فهذا يُقتل باتفاق العلماء إذا قُدر عليه وتُؤخذ منه الجزية وإن كان حبيسا منفردا في متعبده.

...فهل يقول عالم إن أئمة الكفر الذين يصدون عوامهم عن سبيل الله ويأكلون أموال الناس بالباطل ويرضون بأن يُتخذوا أربابا من دون الله لا يُقاتَلون ولا تؤخذ منهم الجزية مع كونها تؤخذ من العامة الذين هم أقل منهم ضررا في الدين وأقل أموالا؟ لا يقوله من يدري ما يقول، وإنما وقعت الشبهة لما في لفظ الراهب من الإجمال والاشتراك" انتهى كلامه. [مجموع الفتاوى].

• حتى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوثاق..

إذا علمنا إباحة دم النصارى المحاربين، علمنا أن سبيهم واسترقاقهم مباح أيضا، وكذلك أسرهم وفداؤهم بالأسرى أو بالمال بعد الإثخان فيهم، لقوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4].

فللمسلمين في مصر وغيرها من ديار الكفر أن يأسروا من النصارى، بعد الإثخان فيهم، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونسائهم، ويفادوهم بإخوانهم وأخواتهم من المأسورين عند الطواغيت، فإن نفوس النصارى عندهم غالية نفيسة، ومن ورائهم الدول الصليبية تطالب بهم وتدافع عنهم، وكذلك لهم أن يفدوهم بالمال، والفداء بالأسرى أفضل، ولهم أيضا أن يمنّوا عليهم بإطلاق سراحهم إن رأوا في ذلك مصلحة للمسلمين.


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 3/5 • نصارى مصر حربيون إن النصارى ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

3/5
• نصارى مصر حربيون

إن النصارى المقيمين في مصر اليوم هم كفار حربيون، والحربي هو غير الذمي والمستأمن، سواء كان مقاتلا أم غير مقاتل، أو ممن يطعن في دين الإسلام أو لا يطعن، أو من يعتدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم أو لا يفعل ذلك، فكيف بنصارى مصر وهم واقعون في ذلك العداء كله.

فنصارى مصر يمتلكون السلاح الذي يعدونه لقتال المسلمين، بل هم مباشرون لهذا القتال من خلال اعتدائهم المستمر على من يسلم من النصارى، وخطفهم، وقتلهم، وفتنتهم عن دينهم حتى يعودوا إلى الشرك، ومن خلال انتماء الكثيرين منهم إلى جيش الطاغوت، وأجهزة أمنه ومخابراته، وشرطته، التي تحارب المسلمين، وتحرس شريعة الطاغوت، وهم من أخلص مؤيدي الطاغوت السيسي في مصر، وأقرب حلفائه إليه، وأوفى شركائه في حربه على الإسلام والمسلمين، وكذلك هم وقساوستهم ورهبانهم من أكثر من يطعن في دين الإسلام، وفي القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، فهم من أئمة الكفر الذين أمر الله -سبحانه- بقتالهم، وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].

• هم منهم..

ومع استباحة دماء النصارى المحاربين عموما، ومنهم نصارى مصر، فإن الاستهداف يكون للمقاتِلة منهم، وهم من يقدر على حمل السلاح وإن لم يحمله على الحقيقة ولمن يعين المقاتلة بالرأي والمشورة، أما من لا يحمل السلاح عادة كالنساء والأطفال والشيوخ والعجائز فإنهم يُسترقُّون ولا يُقتلون في الأصل، مع الحكم بعدم حرمة دمائهم لأنهم باقون على شركهم، والأطفال تبع لآبائهم، ومن حمل السلاح منهم ولو كان طفلا أو امرأة فإنه يُقتل، ومن شارك بالرأي والمشورة ولو من الشيوخ والعجائز فإنه يقتل، لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته على قتل دريد بن الصمة بعد حنين، وكان شيخا هرما، لا يقدر على قتال، ولكنه كان ذا رأي ومشورة في قومه، والقصة في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة.

ومن يُقتل من نساء النصارى المحاربين غير المقاتلات، وأطفالهم، فتبعا لا قصدا، فإن دماءهم هدر كدماء المقاتلة، لأن دماءهم غير معصومة بالإسلام أو العهد وبهذا بوَّب البخاري، رحمه الله تعالى [باب أهل الدار يُبيَّتون، فيصاب الولدان والذراري]، وروى حديث الصعب بن جَثَّامة قال: "سُئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الذراري من المشركين يُبيَّتون، فيصيبون من نسائهم وذراريهم، فقال: (هم منهم)" [متفق عليه].

فقتل هؤلاء النساء والذراري يكون تبعا لا قصدا في الإغارة، كأن يُقتلوا في بيات المجاهدين بحيث يصعب عليهم تمييز المقاتلين من غيرهم، أو يُقتلوا برميهم بالسلاح الذي يعم ضرره كالقصف بالمدفعية والصواريخ، أو تفجير الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في أماكن تواجد مقاتلتهم، وهم مخالطون لهم، والدليل على جواز رميهم بهذه الأسلحة فعل النبي صلى الله عليه وسلم، بنصبه المنجنيق على أهل الطائف مع وجود من لا يُقصدون بالقتل داخل الحصون واختلاطهم بالمقاتلة بحيث لا يمكن التمييز بينهم، وكذلك فعل عمرو بن العاص لما نصب المنجنيق على أهل الإسكندرية. قال الإمام البغوي -رحمه الله- في باب البيات: "وفيه دليل على جواز البيات، وقتل أهل الشرك على الغَرَّة والغفلة، وإن كان فيه إصابة ذراريهم ونسائهم، وأن النهي عن قتل نسائهم وصبيانهم في حال التميز والتفرُّد، وكذلك إذا كانوا في حصن، جاز نصب المنجنيق عليهم، والرمي إليهم بالنار، وتغريقهم، فقد نصب النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل الطائف منجنيقا أو عرّادة، وشن الغارة على بني المصطلق غارِّين، وأمر بالبيات والتحريق" [شرح السنة].


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 2/5 • لا عصمة لدماءهم إلا بإيمان أو ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر

2/5
• لا عصمة لدماءهم إلا بإيمان أو أمان

والنصارى في مصر وغيرها من بلاد المسلمين هم ممن أجاز الله -تعالى- أن يعصموا دماءهم بدخولهم في ذمة المسلمين، وأدائهم الجزية وهم صاغرون، لقوله سبحانه: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].

فإن فعلوا ذلك صاروا معصومي الدماء والأموال والأعراض، إلا بحق الإسلام، والنصوص في تعظيم حرمة دماء المعاهَدين والذميين والمستأمنين كثيرة مشهورة، منها قوله، صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) [رواه البخاري]، وفي رواية أحمد وغيره: (من قتل قتيلا من أهل الذمة...)، وقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: (وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يُوفَى لهم بعهدهم، وأن يُقاتَل من ورائهم، ولا يُكلّفوا إلا طاقتهم) [رواه البخاري].
وعلى هذا مضت فيهم سنة أولياء الله من أهل القرون المفضلة، فأمّنوا من دخل في ذمتهم، طالما بقي على شروط المسلمين، ووفى بعقده معهم، فمن نكث عهده منهم فلا عهد له ولا ذمة، سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اليهود، وكان قد اشترط عليهم "أن لا يكتموا ولا يُغيِّبوا شيئا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة" [رواه ابن حبان]، فلما تبيَّن له أنهم كتموا عنه قسما من المال، وهو مال لحيي بن أخطب، (قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابني أبي حقيق، وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوه) [رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه].

وأمان المسلم للمشرك ملزم للمسلمين أن يكفوا أيديهم عنه كما في الحديث المتفق عليه أن علياً -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ذِمَّة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقبل منه عدل ولا صرف)، وكذلك ما جاء عن علي -رضي الله عنه- عن النبي، صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يُقتَل مؤمنٌ بكافر، ولا ذو عهد في عهده) [رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي].

• نصارى مصر حربيون

إن النصارى المقيمين في مصر اليوم هم كفار حربيون، والحربي هو غير الذمي والمستأمن، سواء كان مقاتلا أم غير مقاتل، أو ممن يطعن في دين الإسلام أو لا يطعن، أو من يعتدي على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم أو لا يفعل ذلك، فكيف بنصارى مصر وهم واقعون في ذلك العداء كله.

فنصارى مصر يمتلكون السلاح الذي يعدونه لقتال المسلمين، بل هم مباشرون لهذا القتال من خلال اعتدائهم المستمر على من يسلم من النصارى، وخطفهم، وقتلهم، وفتنتهم عن دينهم حتى يعودوا إلى الشرك، ومن خلال انتماء الكثيرين منهم إلى جيش الطاغوت، وأجهزة أمنه ومخابراته، وشرطته، التي تحارب المسلمين، وتحرس شريعة الطاغوت، وهم من أخلص مؤيدي الطاغوت السيسي في مصر، وأقرب حلفائه إليه، وأوفى شركائه في حربه على الإسلام والمسلمين، وكذلك هم وقساوستهم ورهبانهم من أكثر من يطعن في دين الإسلام، وفي القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، فهم من أئمة الكفر الذين أمر الله -سبحانه- بقتالهم، وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقال: إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر 1/5 في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون في ...

مقال:
إضاءات على عمليات استهداف النصارى المحاربين في مصر
1/5
في الوقت الذي يُقتل فيه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، رجالا ونساء، كهولا وأطفالا، وتُسلَّط عليهم كلُّ أنواع الأسلحة المدمِّرة التي يصبها المشركون والمرتدون على قراهم وبلداتهم صبا، ينشغل علماء السوء ودعاة الضلالة، وطواغيت الأحزاب الديموقراطية بالبكاء على كل مشرك تناله يد المجاهدين، والتبرؤ من كل هجوم على أوليائهم من الصليبيين، زاعمين أن هذه الأفعال لا يُحِلها الإسلام، متهمين من يقوم بها بتشويه صورة هذا الدين، بل وتمتد ألسنتهم الآثمة وأقلامهم النجسة لتعطي لأولئك الكفار الحربيين عصمة في دمائهم وأموالهم، وتطعن في الموحدين الأخيار الذين أقاموا في المشركين حكم رب العالمين، وجددوا بأفعالهم المباركة لا بأقوالهم فحسب أحكاما شرعية سعى الطواغيت وأولياؤهم إلى محوها أو استبدالها.

وكان من هذه الأعمال المباركة، الهجمات المتلاحقة التي شنّها جنود الدولة الإسلامية في مصر وسيناء على النصارى المحاربين في تلك البلاد، فاستهدفوهم بالقتل والاغتيال، وتقصَّدوا كنائسهم بالتحريق والتفجير، فأعظموا فيهم النكاية، وأبلغوا فيهم الجراح، وكان آخر الهجمات المباركة عليهم، التفجيران المتزامنان على اثنتين من أكبر كنائسهم في شمال مصر وجنوبها، في الإسكندرية وطنطا، يوم عيدهم، صبيحة الأحد الثاني عشر من شهر رجب من العام الهجري 1438، حيث قُتل وجُرح من النصارى المشركين وأوليائهم من جنود الطاغوت المرتدين أكثر من 200، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

وسنحاول في هذه المقالة المختصرة إلقاء الضوء على حال النصارى في مصر، وحكم الإسلام في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وكنائسهم، ليحيى من حيّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل.

• فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم..

إن الأصل في دماء المشركين الإباحة لقوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5]، فالشرك بالله مُبيح للقتل، والإيمان به عاصم منه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم منِّي ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله) [متفق عليه].

ولا يعصم المشركون دماءهم إلا بذمة، أو عهد، أو أمان، فتكون عصمتها بذلك حكما طارئا، فمتى ما زال عنهم ذلك الحكم، بنقضهم العقد أو العهد، أو انتهاء أمد العهد أو الأمان، عادت دماؤهم إلى أصل حكمها بالإباحة، ولا خلاف في ذلك بين المسلمين.


• لا عصمة لدماءهم إلا بإيمان أو أمان

والنصارى في مصر وغيرها من بلاد المسلمين هم ممن أجاز الله -تعالى- أن يعصموا دماءهم بدخولهم في ذمة المسلمين، وأدائهم الجزية وهم صاغرون، لقوله سبحانه: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29].

فإن فعلوا ذلك صاروا معصومي الدماء والأموال والأعراض، إلا بحق الإسلام، والنصوص في تعظيم حرمة دماء المعاهَدين والذميين والمستأمنين كثيرة مشهورة، منها قوله، صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) [رواه البخاري]، وفي رواية أحمد وغيره: (من قتل قتيلا من أهل الذمة...)، وقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: (وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يُوفَى لهم بعهدهم، وأن يُقاتَل من ورائهم، ولا يُكلّفوا إلا طاقتهم) [رواه البخاري].

وعلى هذا مضت فيهم سنة أولياء الله من أهل القرون المفضلة، فأمّنوا من دخل في ذمتهم، طالما بقي على شروط المسلمين، ووفى بعقده معهم، فمن نكث عهده منهم فلا عهد له ولا ذمة، سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اليهود، وكان قد اشترط عليهم "أن لا يكتموا ولا يُغيِّبوا شيئا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عصمة" [رواه ابن حبان]، فلما تبيَّن له أنهم كتموا عنه قسما من المال، وهو مال لحيي بن أخطب، (قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابني أبي حقيق، وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوه) [رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي في سننه].


- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً، اطلبه عن طريق تواصلنا، تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 77 الافتتاحية: قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 77
الافتتاحية:

قاعدة الظواهري بين الرضا بالديموقراطية والقتال في سبيلها


إن للانحطاط دركات، كما للعلو والرفعة درجات، فأما أهل الأهواء والشهوات فهم يستسهلون الدركات، ويفرحون بكثرة من يهبط معهم فيها، ويرضيهم موقعهم منها مهما كان سحيقا، وهم يرون غيرهم قد هوى أكثر منهم، وانحط إلى دركات أبعد منهم.

أما أهل النور والهدى، وأتباع أولي العزم من الرسل، فهم يمضون صعودا إلى ذرى المعالي، مهما كانت الصعوبات والمشاق، لا توحشهم قلة السالكين، ولا تخذّلهم كثرة المنتكسين والمتراجعين، وهم على أمرهم هذا حتى يصطفي الله منهم الشهداء، ويمكنهم في الأرض ليقيموا دينه فيها.

ومن تابع مسيرة الدولة الإسلامية منذ قيامها قبل عقد من الزمن، ومسيرة أعدائها من الفصائل المنتسبة للإسلام زورا، يدرك أنها ما زالت -بفضل الله- في علو وسمو، بدينها وعقيدتها، وما زال جنودها في جهاد وصبر الموقنين بلقاء الله عز وجل، ويدرك أن أعداءها ما زالوا في انحطاط وتنازلات في دينهم وعقيدتهم، حتى وصل بهم الأمر إلى المجاهرة بالكفر بعد الاستخفاء به، وإلى إعلان دخولهم في فسطاط الكافرين بعد زعمهم العداوة له، فصدق في الدولة الإسلامية وأعدائها قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179].

وإن كان الجهاد في العراق قد فضح الله فيه الإخوان المرتدين وإخوانهم من السرورية، وأظهر نهايتهم المخزية وهم جنود مجندة لدى الصليبيين والروافض، فقد كانت الشام وغيرها من بلدان الثورات -بفضل الله- المكان الذي فضح الله فيه تنظيم القاعدة وعقيدته الضالة، وقادته الفاسدين المفسدين، وعلماء السوء المرقِّعين لهم، المنقلبين على أعقابهم.

لقد ظن الظواهري ومن معه من أرباب الضلالة أن المظاهرات التي خرجت في بعض البلدان ستكون الباب لتمكينهم في الأرض، وحلموا بأن يترقبهم الناس ليسلِّموا لهم الحكم، ويعطوهم البيعة، فيقيموا الدول التي رسموها في مناماتهم، كما أقام الطاغوت الخميني دولته إثر سقوط شاه إيران المرتد، فباركوا تلك الثورات، وأيدوا منهجها السلمي البدعي، بعد سنين طويلة من التنظيرات والخطب عن عدم جدوى هذه الخيارات.

ثم كانت الطامة الكبرى عندما أبدوا تأييدهم الضمني للحكومات الديموقراطية المرتدة التي نشأت على أنقاض حكم الطواغيت المستبدين في تونس ومصر وليبيا، التي أسموها في خطابهم "حكومات ما بعد الثورات" ليخفوا حقيقتها، ويدلِّسوا في بيان حكمها، وذلك بإعلانهم الصريح عدم العداء لها، والسكوت عن ردتها، ما دامت تحظى برضى الدهماء والغوغاء، وذلك بحجة عدم الاصطدام بهؤلاء، والتفرغ لمعركتهم الباردة مع أمريكا الصليبية وحلفائها.

وكان في عدم قتال هذه الحكومات الطاغوتية، أو مناصبتها العداء، بل والدخول تحت وصايتها، والقتال تحت رايتها -كما حدث في ليبيا- إعلان واضح للناس بأنهم يقبلون قتال الطواغيت المستبدين في بعض الأحيان، وينهون عنه في أحيان أخرى كما ورد في وثيقة العار التي كتبها الظواهري، ولكن هذا القتال يتوقف بمجرد تطبيق الديموقراطية والسماح لأوليائهم من الإخوان المرتدين بالمشاركة فيها، بل ويستعدون لمناصرة هؤلاء الطواغيت الجدد، وقتال أعدائهم إن لزم، كما فعلوا في مصر بعد سقوط حكم الطاغوت مرسي.

واليوم نجدهم في الشام يباركون للطاغوت أردوغان فوزه في إقرار التعديلات التي اقترحها على الدستور التركي الجاهلي، ويكادون يَعدُّون هذا الاستفتاء الكفري نصرا للإسلام، وفتحا من الله تعالى، ولا يستحون من إعلان أن سبب فرحهم بالأمر هو لمجرد "فرح الشعب التركي" الذي عمَّموا عليه وصف الإسلام، ونسوا أن الفرح بالكفر كفر، وأن المسلم لا يفرح بإقرار دستور كفري يعطي حق التشريع لغير الله، ويُلزَم بالتحاكم إلى غير ما أنزل الله، فمن فرح به ليس بمسلم، كما نسوا أيضا أن "الشعب التركي" لم يفرح عشرات الملايين فيه بالتعديلات الدستورية، وأصروا على الدستور الكفري القديم، ونسوا أن يبينوا للناس حكم هؤلاء الذين لم يفرحوا بالتعديلات في نظرهم.

وإن كانت المرحلة السابقة قد كشفت مداهنة تنظيم القاعدة لطواغيت الديموقراطية، بل وموالاتهم، فإن المراحل القادمة ستكشف لنا -بإذن الله- عن مشاركته في الديموقراطية الكفرية فعليا، وإرسالهم المرشحين إلى البرلمانات، ليزاحموا العلمانيين على كفر القوانين، واحترام الدساتير، ولن يطول صبرهم على ترك ساحة الكفر هذه للإخوان المرتدين، وإن من سار على الدرب وصل.



- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 77
الخميس 23 رجب 1438 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 76 - مقال: أفي كلّ مرة لا تعقلون؟! قبل سنوات، ومع بداية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ
العدد 76 - مقال:
أفي كلّ مرة لا تعقلون؟!

قبل سنوات، ومع بداية الحرب بين "ثوار" ليبيا وطاغوتها القذافي، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة بنغازي لتشكر الدول الصليبية على قصفها لجيش الطاغوت معمّر، وتقديمها الدعم الكبير لـ "الثوار" الذين كانوا يقاتلون بغطاء من الطائرات الصليبية، وفي تلك المظاهرات رُفعت أعلام أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وغيرها من الدول الصليبية، في ظاهرة تنكرها العيون التي اعتادت أن ترى مرارا تلك الأعلام تأكلها النيران، وتدوسها الأقدام.

إن ذلك المشهد لم يكن -كما يبدو- حدثا معزولا، بل هو صورة من ظاهرة تتكرر باستمرار، وها نحن اليوم نرى المشهد يعاد في الشام بعد الضربة الأمريكية على أحد مطارات النظام النصيري في البادية، التي لا يُعلم يقينا بعد، حجم الضرر الذي أحدثته في ذلك المطار.

ورأينا كيف تحول ترامب ما بين غمضة عين والتفاتتها من عميل لبوتين، ونصير لليهود، إلى بطل في عيون المغفلين، وقلوب السذَّج الجاهلين، وباتت تصريحات ترامب أنسا للبطّالين، ومحط آمال الواهمين، وتحولت أمريكا -في أنظارهم- من دولة مجرمة تحرص على بقاء الطاغوت بشار على كرسيه، إلى دولة راعية للسلام ناصرة للمستضعفين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

إن هؤلاء الظالمين يتناسون أن أمريكا الصليبية قتلت من المسلمين أضعاف أضعاف ما قتل الطاغية بشار الأسد وجيشه المرتد، وما تزال طائراتها تحوم فوق مدن أهل الإسلام في العراق، والشام، وخراسان، واليمن، والصومال، وليبيا، وبلدان الصحراء الكبرى، ولا يمر يوم إلا وترتكب مذبحة جديدة، بقصف قرية، أو تدمير حي، في مختلف بلاد المسلمين.

ويتناسون أيضا أنه وفي الوقت الذي نزلت فيه صواريخ الأخرق ترامب على مطار الشعيرات، كانت قذائف طائراته تهطل على المسلمين في مدن الرقة والطبقة والموصل، دون أن يجرؤ أي منهم على استنكار الأمر أو مجرد الإشارة إليه، لكي لا يفسد ذلك عليهم الأجواء الاحتفالية ببطلهم المخلّص الجديد.

ويتناسى هؤلاء قرنا كاملا صدَّقوا فيه وعود الأمريكيين عدة مرات، ووقعوا خلاله في مصائد الصليبيين مرات أكثر، بدءا بـ "مبادئ ولسون" و"وعود مكماهون"، وليس انتهاء بـ "عاصفة بوش" و"عقيدة أوباما"، ثم لم تكن خاتمتهم في كل مرة يسلمون فيها قياد أنفسهم لهؤلاء المشركين، ويسيرون في خدمة مشاريعهم الغادرة إلا أن يجدوا أنفسهم قد خرجوا منها صفر اليدين، وقد استعبدهم الصليبيون بعد أن زعموا أنهم جاؤوا لتحريرهم، أو أسلموهم لأعدائهم بعد أن وعدوهم بالعز والتمكين.

بل إن المصيبة الأكبر عليهم هي إيمانهم بوعود المشركين، وتوكلهم عليها، واستعدادهم الدائم لتقديم كلِّ ما يطلبه الصليبيون منهم في سبيل الحصول على نصرهم وتأييدهم، وتشكيكهم في وعد الله بالنصر لمن أطاعه، كما قال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 40 - 41]، ورفضهم القولي والفعلي لطاعة الله فيما أمر استجلابا لنصره، وطلبا لتأييده، بل وعداؤهم لمن يتوكل على الله وحده، ويعبده فلا يشرك به أحدا من خلقه، واتهامهم لمن أطاع الله بإقامة الدين وتحكيم شريعة رب العالمين بتأخير النصر عنهم، وجلب البلاء وتكالب الأعداء عليهم.

إنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها الطائرات الأمريكية الصليبية جيش طاغوت من الطواغيت، فقد فعلت ذلك مرارا خلال العقود الثلاث الماضية على الأقل، فدَمَّرت جيش طاغوت البعث صدام بزعم حماية جزيرة العرب من احتلاله لها، وقصفت جيش صربيا الصليبي بزعم حماية أهل كوسوفو من بطش النصارى الأرثوذكس، ثم أنهت حكم طاغوتي العراق وليبيا بزعم تقديم الحرية لأهل هذه البلدان، وفي كل مرة يتبين أن الهدف كان يتعلق بالسيطرة على موارد البلاد، وإخضاع العباد، ولن يخرج هجوم الأخرق ترامب ضد الطاغية بشار عن هذا الإطار.

كما أنها ليست المرة الأولى التي ينخدع فيها أهل الضلال بوعود الصليبيين وشعاراتهم ولن تكون الأخيرة، ولكنَّ أكثر الناس لا يؤمنون.



- المصدر: صحيفة النبأ - العدد 76
الخميس 16 رجب 1438 ه‍ـ
...المزيد

قنبلة نووية وزلزال اقتصادي إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان ...

قنبلة نووية وزلزال اقتصادي

إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون بيوتهم بأيديهم.

وبعيدا عن الغوص في تعقيدات الاقتصاد، تنطوي الخطوة الترامبية على مخاوف حقيقية من حدوث "ركود عالمي" غير مسبوق يضرب الاقتصاد العالمي، إلى حد دفع "خبراء الاقتصاد" الدوليين إلى التحذير من خطورة الخطوة واصفين إيّاها بـ "القنبلة النووية! والزلزال الاقتصادي!"

الزلزال الاقتصادي بالفعل بدأ يضرب الأسواق العالمية الربوية التي تقتات عليها الحكومات الكافرة التي تساق راغمة إلى مستقبلها الأسود المليء بالحروب والتصدعات السياسية والاقتصادية.

وإلى جانب التبعات الاقتصادية والسياسية، فإنّ للأزمة تبعات اجتماعية وخيمة على شعوب هذه الدول الصليبية، فارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر كل ذلك سيؤدي حتما إلى تفشي جرائم القتل والسرقة وتجارة المخدرات والبشر، وستنشأ أجيال أمريكية أوروبية تمتهن الجريمة! وتقتل لكي تأكل! إننا نتحدث عن تفكك اجتماعي يفوق حد السيطرة والعلاج.

ولكي نقرّب الصورة أكثر، نستذكر ما حلّ بهذه الشعوب الصليبية إبّان "أزمة كورونا" وكيف ظهرت على حقيقتها الهمجية البهيمية في السرقة والنهب والاعتداء بحثا عن الطعام والمال، كان ذلك عينة صغيرة من التفكك الاجتماعي الناجم عن الأزمة الاقتصادية بفعل "الفيروس الصيني!"، بينما التفكك المتوقع حدوثه بفعل "الكساد الأمريكي" سيفوق كل الحدود.


افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على ...

كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم

إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على أمريكا أو أوروبا، بل سيطال جميع الأنظمة والحكومات الطفيلية التي ربطت مصيرها بأمريكا وحلفها ودولارها، بل ستكون أزمتها أكبر من أزمة دولة الدولار نفسها! وستغدو عملة الدولار التي استخدمتها أمريكا في إخضاع وابتزاز الشركاء والأعداء، ستغدو أيقونة الأزمة الاقتصادية، وستنقلب لعنة ووبالا على عبادها البائعين أنفسهم بها.

لكن هذا لا يعني أن يتّكل المسلمون على ذلك، فليس بالضرورة أن يسقط هذا النظام الجاهلي غدا أو بعد غد، فقد تطول أو تقصر مدة بقائه وتربُّعه على عرش الحرب على الإسلام، وقد يسقط وينشأ بعده نظام أكثر حرابة.

وإنما المطلوب من المسلمين شرعا وواقعا، أن يعززوا نظام اقتصادهم بالصدقات كي لا يكون المال دولة بين الأغنياء منهم، والمطلوب الاعتماد على الذهب قدر المستطاع، وهجر البنوك الربوية ومعاملاتها التي تفشّت في المجتمعات الجاهلية، كما عليهم وجوبًا مناصرة المجاهدين ومؤازرتهم والالتحاق بهم، لأنهم الطائفة التي سيجري الله على أيديها أقداره بهزيمة الكافرين وتدمير عروشهم.

افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

السبيل إلى ضبط النية أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا ...

السبيل إلى ضبط النية

أما السبيل إلى ضبط النية وتجريدها، فلقد أكثر علماء الملة في بيانه وتوسعوا فيه بما يضيق المقام هنا لبسطه، غير أننا نوجز بعضه في أمرين،
الأول: أن النية لخفائها ودقة أمرها يكون ضبطها بتعاهدها ومتابعتها بين الفينة والأخرى وتكرار ذلك وطرقه مرارا وتكرارا، فذلك من أجود ما يحسنها ويطهرها من العوالق التي تعلق بها فتخدشها أو تبطلها، وهو مما ينبغي للمجاهد إدراكه والمواظبة عليه وإنزاله منزلته واستشعار قدره،

والثاني: مجاهدة النفس في ذلك، إذ إنه لا يتأنى ولا يستقيم إلا بالمجاهدة ودوامها كما كان يفعل السلف رحمهم الله، يجتهدون في ضبط نياتهم سائر أعمارهم، لأنهم أيقنوا أن العبرة بالقبول كما رُوي عنهم: "كونوا لقبول العمل أشدّ هما منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}". فمن استصحب هذه المعاني وجلت نفسه وجدّت في تصحيح النية، وطلب الإخلاص وتحصيله ومجانبة القوادح فيه من الرياء كثيره ويسيره وغيره.
...المزيد

جهادنا دعوة فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق ...

جهادنا دعوة


فيا أيها المسلم الحريص على الدعوة إلى الله، إياك وتضييع طريق الجهاد، فهو طريق نبيِّك صلى الله عليه وسلم، وطريق أصحابه، قال تعالى: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123].

كما روى ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) [رواه البخاري]، فجهادنا دعوة إلى الله عزوجل، وهو قبل ذلك امتثال لأمر الله عزوجل بالقتال، حتى يحكم الله بيننا وبين القوم الكافرين.

صحيفة النبأ العدد (133) - رمضان 1439
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

على شفا جُرف هارٍ لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، ...

على شفا جُرف هارٍ


لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، كلما وضعوا خطة لعلاجه، انتكست حالته مجددا فعادوا من حيث بدأوا، فهم في الحقيقة من أزمة إلى أخرى، لأن الأساس الذي بنوا عليه اقتصادهم؛ أساس متصدع متداع يتضمن كل أسباب السقوط والانهيار، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}.

ختاما، زعم الأهوج "ترامب" مرارا أنه انتصر في محاربة الجهاد، وبينما هو الآن منهمك في محاربة السيارات الألمانية والبضائع الصينية! ومقبل على المزيد من هذه المعارك التجارية؛ يبقى الجهاد المستفيد الأكبر من هذه المعارك التي اندلعت بين هذه الدول الكافرة، لأن جميعها عدو للجهاد الذي هو قدر الطائفة المنصورة إلى يوم الدين.


افتتاحية صحيفة النبأ "معركة الجمارك الأمريكية" 491
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

معركة الجمارك الأمريكية بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على ...

معركة الجمارك الأمريكية

بعد معركة "البيت البيضاوي" التي فتح فيها الطاغوت الأمريكي النار على أوروبا، ها هو يلقي في "حديقة الورود" قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي بأسره! مستهدفًا حلفاءه قبل أعدائه! عبر فرض تعريفات جمركية خيالية، يريد من خلالها "إنقاذ" الاقتصاد الأمريكي من الغرق، مكرِّرًا بذلك سياسات أسلافه التي زادتهم رهقًا وغرقًا.

فما فعله "ترامب" ليس جديدا على عالم السياسات الأمريكية الفاشلة في علاج أزماتهم المزمنة، فقد سبقه وشابهه قانون "سموت هاولي" للتعريفات الجمركية الذي فرضه الطاغوت "هربرت هوفر" قبل نحو قرن لنفس الأسباب التي يتعلل بها "ترامب" اليوم، إلا أن ردود الفعل المضادة على تلك التعريفات، أحدثت العكس وزادت المركب الأمريكي غرقا، وهو ما يتكرر اليوم.

يبرر "ترامب" خطوته المتشنجة بأنها تهدف إلى تجاوز "العجز التجاري" الأمريكي وإحداث "توازن" مع الدول المنافسة، خصوصا الصين والاتحاد الأوروبي، عبر تطبيق سياسة "العين بالعين" أي المعاملة بالمثل.

المعاملة بالمثل ستدفع الدول المتضررة إلى تطبيق نفس السياسة مع أمريكا، وبالفعل، فالرد الصيني والأوروبي لم يتأخر وجاء قويا وموازيا، وهو ما يهيئ الفرصة لاندلاع مزيد من المعارك الاقتصادية المتبادلة بين أعداء الإسلام، وتعمُّقها وانتقالها إلى ميادين جديدة خارج الميدان الاقتصادي.

إن ما حدث هو بمثابة فرض "حواجز وقيود" على حرية التجارة التي كان الصليبيون يتفاخرون بها، وينظرون إليها رمزا لقوتهم ووحدتهم؛ بينما هم اليوم يفضّون وحدتهم بأموالهم، ويهدمون بيوتهم بأيديهم.


افتتاحية صحيفة النبأ العدد 491 - معركة الجمارك الأمريكية
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً