إسباغ الوضوء: تعريفه وفضله وحكمه ▪ تعريف الإسباغ: * الإسباغ لغةً: هو ...


إسباغ الوضوء: تعريفه وفضله وحكمه

▪ تعريف الإسباغ:

* الإسباغ لغةً: هو مصدر أَسْبَغَ يُسْبِغُ ، إسباغًا ، فهو مُسبِغ ، والمفعول مُسبَغ .
وأَسبغ وضوءَهُ : وفَّى كلَّ عضوٍ حَقَّهُ في الغَسل .
[ 📚 كذا في "معحم المعاني الجامع" ]

* الإسباغ اصطلاحًا:
- قال ابن قدامة - وهو يتحدث عن الغسل - : "مَعْنَى الْإِسْبَاغِ أَنْ يَعُمَّ جَمِيعَ الْأَعْضَاءِ بِالْمَاءِ بِحَيْثُ يَجْرِي عَلَيْهَا".
[📚 المغني (١٦٤/١)].

- قال صاحب الشرح الكبير : و"هذا مَذْهَبُ الشافعيِّ وأكثَرِ أهلِ العلمِ".
[📚 الشرح الكبير على المقنع (١٤٦/٢)].

- وَعَرَّفَهُ الشَّافِعِيَّةُ بِأَنَّهُ: كَمَال إِتْمَامِ الْوُضُوءِ وَتَوْفِيَتِهِ.
[📚 انظر : الموسوعة الفقهية الكويتية (١٤٢/٣)].
----------------------------------------------------------------------

▪ فضل إسباغ الوضوء

* عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقولُ: "إنَّ أُمَّتي يَأْتُونَ يَومَ القِيامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن أَثَرِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُم أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَل"ْ.
[📚 صحيح مسلم (برقم: ٢٤٦)].

قال غير واحد من أهل العلم: قوله( فمن استطاع ... ) مدرجٌ ، أي : من كلام أبي هريرة رضي الله عنه.

قال النووي - رحمه الله - : "قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ الْغُرَّةُ بَيَاضٌ فِي جَبْهَةِ الْفَرَسِ وَالتَّحْجِيلُ بَيَاضٌ فِي يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا قَالَ الْعُلَمَاءُ سُمِّيَ النُّورُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى مَوَاضِعِ الْوُضُوءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرَّةً وَتَحْجِيلًا تَشْبِيهًا بِغُرَّةِ الْفَرَسِ وَاللَّهُ أَعْلَم"ُ.
[📚 شرح صحيح مسلم للنووي(١٣٥/٣)].

* وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا أدُلُّكُمْ على ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ على المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ".
[📚 صحيح مسلم (برقم: ٢٥١)].


قال النووي: "وَقَوْلُهُ (فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ) أي: الرِّبَاطُ الْمُرَغَّبُ فِيهِ وَأَصْلُ الرِّبَاطِ الحبس على الشئ كَأَنَّهُ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى هَذِهِ الطَّاعَة"ِ.
[📚 شرح صحيح مسلم للنووي(١٤١/٣)].

* وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَخَرَجَتْ خَطاياهُ مِن جَسَدِهِ، حتّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفارِهِ".
[📚 صحيح مسلم(برقم: ٢٤٥].
----------------------------------------------------------------------

▪معنى الإسباغ المراد شرعًا ومعنى إطالة الغرَّة.

سُئل الشيخ ابن باز - رحمه الله- : ما معنى إسباغ الوضوء وإطالة الغرة؟

فأجاب: معنى إسباغ الوضوء إتمامه، وإكماله على كل عضو، بإبلاغ الماء بسيل الماء عليه، فإسباغه في الوجه أي يعمه بالماء ولو مرةً واحدة، فإن عمه ثلاثاً فهو أفضل.
وإسباغ الماء في اليدين أن يعم اليدين بالماء من أطراف الأصابع إلى المرافق مع غسل طرف العضد حتى يدخل المرفق، والواجب مرة فقط، فإن كرر مرتين فهو أفضل، وإن كرر ثلاث فهو أفضل وأكمل، وإن دلك فلا بأس، فالدلك أفضل، ولكن لا يلزم الدلك، يكفي إمرار الماء، والواجب الغسل، والرأس يمسحهما مرةً واحدة، هذا هو الأفضل يمسح رأسه مرةً واحدة مع الأذنين يبدأ بمقدمه إلى قفاه، ثم يعيد يديه إلى مقدمه هذا هو الأفضل، ويدخل أصابعه السبابتين في أذنيه، ويمسح بإبهاميه ظاهر أذنيه، هذا هو السنة، ولا حاجة إلى التكرار. أما القدمان فيغسلهما ثلاثًا ثلاثًا هذا هو الأفضل، كل قدم ثلاثاً يعم الماء، يعم الماء القدم كله، من الكعبين إلى أطراف الأصابع، فإن عمه بالماء فهذا إسباغ، وإن كرر مرتين فهو أفضل، وإن كرر ثلاثًا فهو أكمل وأفضل، ولا يزيد على ثلاث، وإن دلك فهو أفضل وأكمل وليس بواجب.
المقدم: جزاكم الله خيراً، يسأل سماحتكم عن إطالة الغرة جزاكم الله خيراً؟

الشيخ: أما الغرة فمعناها إطالة الغرة بمعنى الاستكمال للوجه.
أما أن يزيد على ذلك فلا، فهو من إدراج أبي هريرة المعروف أنه موقوف على أبي هريرة.
وهكذا التحجيل، السنة أن لا يطيل التحجيل، بل يقتصر على المرافق والكعبين، وقد ثبت عنه ﷺ أنه توضأ فلما غسل يده أشرع في العضد، يعني أدخل المرافق، ولما غسل رجليه أشرع في الساق يعني أدخل الكعبين، هذا هو السنة.
وكان أبو هريرة يطيل في التحجيل إلى الآباط في اليدين وإلى حول الركبتين في الرجلين، وهذا اجتهاد منه ، والسنة خلاف ذلك.
السنة هو ما فعله النبي ﷺ، وقوله في الحديث: "من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فيلفعل"، والصواب أنه مدرج من حديث أبي هريرة، وليس من نفس المرفوع إلى النبي ﷺ؛ لأن الغرة ما يمكن إطالتها، الغرة محدودة من منابت الشعر من فوق، ومن الذقن من أسفل، ومن الأذنين من الجانبين، هذا غسل الوجه، فكونه يغسل شيئاً من الرأس غير مشروع، بل يمسح، وهكذا الرجلان واليدان، السنة أن يغسل المرافق والكعبين، أما إن يغسل العضد كله أو الساق لا، غير مشروع هذا، لم يفعله النبي ﷺ، وفعله هو القدوة -عليه الصلاة والسلام-.
وإنما فعله أبو هريرة اجتهادًا منه ، والصواب أن هذا موقوف عليه.

[ 📚 من برنامج نور على الدرب || السؤال الثاني من الشريط رقم (٢٥٧) ||| من كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (٥/ ١٢٠)].
----------------------------------------------------------------------

▪حكم الإسباغ.

يجب إسباغ الوضوء ؛ لأن معناه إتمام الوضوء وتعميم أعضائه بالماء وهذا واجب .

* قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : "ثم اعلم أيها المسلم: أنه يجب إسباغ الوضوء، وهو إتمامه باستكمال الأعضاء وتعميم كل عضو بالماء، ولا يترك منه شيئا لم يصبه الماء.

فقد رأي النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ترك موضع ظفر على قدمه؛ فقال له: "ارجع؛ فأحسن وضوءك".

وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه رأى رجلاً يصلي وفي بعض قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة، وقال صلى الله عليه وسلم: "ويل للأعقاب من النار" أو تبقى فيهما بقية لا يعمها الماء؛ فيعذبان بالنار بسبب ذلك.

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره: "إنه لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله؛ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ثم يمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين".

* ثم بين الشيخ الفرق بين الاسراف والإسباغ فقال:

"ثم اعلم أيها المسلم: أنه ليس معنى إسباغ الوضوء كثرة صب الماء، بل معناه تعميم العضو بجريان الماء عليه كله، وأما كثرة صب الماء؛ فهذا إسراف منهي عنه، بل قد يكثر صب الماء ولا يتطهر الطهارة الواجبة، وإذا حصل إسباغ الوضوء مع تقليل الماء؛ فهذا هو المشروع.

فقد ثبت في "الصحيحين": أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد.

ونهى صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الماء، فقد مر صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يتوضأ؛ فقال: "ما هذا السرف؟ "، فقال: أفي الوضوء إسراف؟! فقال: "نعم، ولو كنت على نهر جار" رواه أحمد وابن ماجه، وله شواهد، والسرف ضد القصد".
[📚 كتاب الملخص الفقهي للفوزان (١ / ٤٩- ٥٠)].
----------------------------------------------------------------------

نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يعيننا على حسن عبادته.

وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
----------------------------------------------------------------------

✍ أبو الحسن حسين العرموي
...المزيد

فضائل حسن الخلق الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ...

فضائل حسن الخلق

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأراضين، ومالك يوم الدين.
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين وإمامًا للمتقين .

أما بعد: فها نحن نقدم للقراء - بإذن الله - طرفًا من فضائل الخلق الحسن، فنقول مستعينًا بالله:

▪︎تعريف الأخلاق:

"والخُلُقُ - بالضَّمِّ، وبضَمَّتيْنِ -: السَّجيَّةُ، وهُو مَا خُلِقَ عليهِ من الطًّبْع، وَمِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كانَ خُلُقُه القُرآنَ: أَي كانَ مُتَمَسِّكًا بهِ، وبِآدابِهِ وأَوامِرِه ونَواهِيه، وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ من المَكارِم والمَحاسِنِ والألطافِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: الخُلُقُ: المُرُوءةُ، والخُلُقُ: الدِّينُ... وحَقِيقَتُه أَنَّه لصُورَةِ الأنْسانِ الباطِنَةِ، وَهِي نَفْسُه وأوْصافُها، ومعانِيها المُخْتَصَّه بهَا بمَنْزِلَةِ الخَلْقِ لصُورَتهِ الظاهِرَةِ وأَوْصافِها ومَعانِيها، وَلَهُمَا أوصافٌ حَسَنَةٌ وقَبِيحَةٌ.
والثوابُ والعقابُ يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الباطِنَةِ أَكْثَرَ مِمّا يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الظّاهِرَةِ".
[📚 تاج العروس (٢٥٧/٢٥- ٢٥٨)].


وفضائل حسن الخلق عظبمة جزيمة، منها ما يلي:

١- حصرُ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرسالة بالخلق الحسن

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ".
[📚 رواه أحمد (برقم: ٨٩٣٩) وصححه الألباني في صحيح الجامع (برقم: ٢٨٣٣)].

٢- أنه امتثال لأمر الله عز وجل:

قال تعالى: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: ١٩٩] .

٣- أنه طاعة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم:

فلقد قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ "اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُها، وخالِقِ النّاسَ بخُلُقٍ حسَنٍ".
[📚 أخرجه الترمذي (١٩٨٧)، وأحمد (٢١٣٩٢) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٣١٦٠)].

٤- حسن الخلق اقتداء بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم:

فلقد كان عليه الصلاة والسلام أكرم البشرية أخلاقًا، وأزكاهم نفسًا.

عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَعَاهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَلَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا قَالَ: لَبَّيْكَ، فَلِذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}" [القلم: ٤].

والله ـ عز وجل ـ يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:٢١] .

٥- أنه رفعة في الدرجات:

عن أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: "إنَّ العَبْدَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِم بالنَّهار القَائِمِ باللَّيلِ".
[📚 رواه أحمد (برقم: ٢٤٣٥٥)، وأبو داود (برقم: ٤٧٩٨)،
وصححه الألباني في الصحيحة (برقم: ٥٢٢)].

٦- أنه زيادة في الإيمان

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكْمَلُ المؤمنين إيمانًا أَحْسَنُهم خلقًا".
[📚 أخرجه أبو داود (٤٦٨٢)، والترمذي (١١٦٢)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (برقم: ٤٦٨٢)].

٧- أنه أعظم ما يُدخل الجنة:

عن أبي هريرة عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال:
"أكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ الجنةَ تَقْوى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ، وأكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ النارَ الفَمُ والفَرْجُ".
[📚 أخرجه الترمذي (٢٠٠٤ )، وابن ماجه (٤٢٤٦ )، وأحمد (٢/ ٢٩١) باختلافٍ يسيرٍ ، وصححه الألباني في الصحيحة (برقم: ٩٧٧)].

٨- القرب من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا".
[📚 أخرجه الترمذي (برقم: ٢٠١٨) وصححه الألباني في صحيح الجامع (برقم: ٢٢٠١)].

٩- محبة الله عز وجل:

عن أسامة بن شريك - رضي الله عنه - كنا جلوسًا عند النبيِّ كأنما على رؤوسِنا الطيرُ ما يتكلمُ منا متكلمٌ إذ جاءه أناسٌ فقالوا: من أحبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ؟ قال: أحسنُهم خُلقًا.
[📚 أخرجه ابن ماجه (٣٤٣٦)، وأحمد (١٨٤٥٤) باختلاف يسير مطولاً، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (برقم: ٢٦٥٢)].

وإذا أحب الله يومًا عبده ... ألقى عليه محبة في الناس
[📚 بهجة المجالس (٦٦٤/٢)].

١٠- حسن الخلق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة:

وعن أَبي الدرداءِ - رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا مِنْ شَيْءٍ أثْقَلُ في مِيزَانِ العبدِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وَإنَّ الله يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ».
[📚 أخرجه: أبو داود (برقم: ٤٧٩٩)، والترمذي (برقم: ٢٠٠٢) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (برقم: ١٦٢٨)].

و«البَذِيُّ»: هُوَ الَّذِي يتكلَّمُ بِالفُحْشِ ورديء الكلامِ.

١١- زيادة الأعمار وعمارة الديار:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: " إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ ".
[📚 أخرجه أحمد (برقم: ٢٥٢٥٩) وصححه الألباني في الصحيحة (برقم: ٥١٩)].

١٢- حصول الخيرية:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: «مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا» قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا».
[📚 أخرجه البخاري (برقم: ٥٦٨٨)، ومسلم (برقم: ٢٣٢١)].

١٣- الأخلاق الحسنة من خير أعمال العباد:

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: "لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ، وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ غَيْرِهَا؟ "، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا تَجَمَّلَ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهِمَا".
[📚 رواه أبو يعلى في مسنده (برقم: ٣٢٩٨) وصححه الألباني في الصحيحة (برقم: ١٩٣٨)].

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " خُلُقٌ حَسَنٌ ".
[📚 رواه أحمد (برقم: ١٩٤٥٤) وانظر: الصحيحة (تحت حديث: ٥٥١)].

▪︎ وهناك سؤال يطرح نفسه، ألا وهو: عرفنا منزلة الخلق الحسن عند الله، فما هو حسن الخلق؟

والجواب عنه أن نقول: كلُّ ما هو معروف ومُستحسَن في الشرع والعُرف هو حسن الخلق، وكل ما يستقبحه الناس عرفًا وشرعًا هو سوء الخلق.

🔹️وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حُسْنُ الْخُلُقِ أَنْ لَا تَغْضَبَ وَلَا تَحْتَدَّ.

🔸️️وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حُسْنُ الْخُلُقِ أَنْ تَحْتَمِلَ مَا يَكُونُ مِنَ النَّاسِ.

🔸️وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: هُوَ بَسْطُ الْوَجْهِ، وَأَنْ لَا تَغْضَبَ.
وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ.

🔹️وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: حُسْنُ الْخُلُقِ كَظْمُ الْغَيْظِ لِلَّهِ، وَإِظْهَارُ الطَّلَاقَةِ وَالْبِشْرُ إِلَّا لِلْمُبْتَدِعِ وَالْفَاجِرِ، وَالْعَفْوُ عَنِ الزَّالِّينَ إِلَّا تَأْدِيبًا وَإِقَامَةُ الْحَدِّ وَكَفُّ الْأَذَى عَنْ كُلِّ مُسْلِمٍ أَوَمُعَاهَدٍ إِلَّا تَغْيِيرَ مُنْكَرٍ وَأَخْذًا بِمَظْلَمَةٍ لِمَظْلُومٍ مِنْ غَيْرِ تَعَدٍّ.
انظر: جامع العلوم والحكم (٤٥٧/١ - ٤٥٨)].
.
🔸️قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: حُسْنُ الْخُلُقِ اخْتِيَارُ الْفَضَائِلِ وَتَرْكُ الرَّذَائِلِ.
[📚 انظر: كشاف القناع للبهوتي (٣١٠/٦)].

🔹️قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ حَقِيقَةُ حُسْنِ الْخُلُقِ بَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَكَفُّ الْأَذَى وَطَلَاقَةُ الْوَجْهِ.

🔸️قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ هُوَ مُخَالَطَةُ النَّاسِ بِالْجَمِيلِ، وَالْبِشْرِ،
وَالتَّوَدُّدُ لَهُمْ، وَالْإِشْفَاقُ عَلَيْهِمْ، وَاحْتِمَالُهُمْ وَالْحِلْمُ عَنْهُمْ، وَالصَّبْرُ عَلَيْهِمْ فِي الْمَكَارِهِ، وَتَرْكُ الْكِبْرِ وَالِاسْتِطَالَةِ عَلَيْهِمْ، وَمُجَانَبَةُ الْغِلَظِ وَالْغَضَبِ وَالْمُؤَاخَذَةِ.
[ 📚 انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (٧٨/١٥ - ٧٩)].

🔹️وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ: "الْحَسَنُ الْخُلُقِ مَنْ نَفْسُهُ فِي رَاحَةٍ، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي سَلَامَةٍ.
وَالسَّيِّئُ الْخُلُقِ النَّاسُ مِنْهُ فِي بَلَاءٍ، وَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ فِي عَنَاءٍ".
[📚 انظر: أدب الدنيا والدين للماوردي (ص: ٢٤٢)].

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها ألا أنت.

✍ كتبه أبو الحسن الحسين العرموي
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً