صحيفة النبأ العدد 51 حوار: أمير ديوان القضاء مرتدو الصحوات طوائف ممتنعة عن أحكام ...

صحيفة النبأ العدد 51
حوار:
أمير ديوان القضاء
مرتدو الصحوات طوائف ممتنعة عن أحكام الشريعة

(٢/٥)
• خلال القرن الماضي ظهرت كثير من التنظيمات والحركات التي تزعم سعيها لتحكيم الشريعة في الأرض، ورغم ذلك لم تنجح أيّ منها في ذلك، ولم تحكّم شريعة الله كاملة إلا في ظل الدولة الإسلامية التي نعيش فيها اليوم، وبعض الناس لا يعلم الأسباب وراء فشل تلك الطوائف في الوصول إلى تحكيم الشريعة، فنرجو شرحها لهم.

لبحث موضوع هذه الطوائف باختصار، يجب أن نعرف أصلا هامّا في دين الله، وهو أن الوسيلة لا تبرّرها صحّة الغاية، بل نقول إن الضلال في الوسائل قد يفضي إلى الشرك كما أن الضلال في الغايات قد يفضي إليه أيضا، فأكثر المشركين إنما أوقعهم في الشرك اتخاذهم وسائل شركية للوصول إلى غاية صحيحة وهي التقرب إلى الله، بأن دعوا غير الله تعالى ليقربهم إليه بزعمهم، كما وصفهم الله تعالى بقوله: {ألا للّه الدّين الخالص والّذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى} [الزمر: 3]، وهكذا فعل كثير من التنظيمات والحركات المرتدة المنتسبة إلى الإسلام، فقد نادت بتحكيم الشريعة وهي غاية صحيحة نبيلة، ولكن استزلّهم الشيطان فاتخذوا للوصول إلى تلك الغاية وسيلة شركية وهي الديموقراطية، فشاركوا فيها، أو طالبوا بها، فصاروا بذلك مشركين بالله العظيم، لأن التصريح بالموافقة على الديموقراطية، أو العمل بها فعل مكفّر يصير به العبد مرتدا، حتى لو لم يستحلّه، لأن الديموقراطية مناقضة للتوحيد لما تتضمنه من أقوال والتزامات وأفعال كفرية كثيرة.

ويزداد هذا الحكم عليهم وضوحا إذا علمنا أنهم يطالبون بالديموقراطية وينادون بها إرضاء للمشركين في الدول الصليبية وطاعة لهم في شركهم، وقد قال الله تعالى: {وإنّ الشّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون} [الأنعام: 121].

فهؤلاء المشركون لا يمكن أن يقيموا الدين أو يحكّموا شريعة الله في الأرض، ولو حكموا أجزاء منها، وهو ما يسعون إليه من خلال الديموقراطية، بل وجدنا منهم من صارت الوسيلة عنده هي الغاية بعد وصوله إلى الحكم، فما عادوا يستحون من التصريح بالحفاظ على الديموقراطية والعلمانية والقوانين الوضعية، بعد أن كانوا يزعمون أن الديموقراطية وسيلتهم إلى تحكيم الشريعة والقضاء على العلمانية.

• ليست كل الطوائف المقصودة في السؤال ممن شاركوا في الديموقراطية أو نادوا بها، فمنهم من يعلن تكفير الديموقراطية وإن كان -لما حمله من عقائد غلاة الجهمية- لا يكفّر فاعلها، فنرجو أن توضّح للقارئ لم عجزت هذه الطوائف عن تحكيم الشريعة.

ذكرنا أن السبب الأهم وراء دخول تلك التنظيمات والحركات في شرك الديموقراطيين إنما هو طاعتهم للمشركين في الدول الصليبية، والسعي لاسترضائهم، لأنهم يظنون أنه لا يمكن أن يصلوا إلى الحكم بغير رضاهم، فصاروا يوالون المشركين طلبا لرضاهم ولمساعدتهم في الوصول إلى الحكم، فهذا الضلال في جانب الولاء والبراء أدى بهم إلى الشرك في الحاكمية.

وعلى الجانب الآخر نجد النموذج الآخر من التنظيمات والحركات التي عنيتها بكلامك، يعلنون رفضهم للديموقراطية، وقد لا يرجون دعما وتأييدا من الدول الصليبية لهم، ولكنهم يخافون من غضب الصليبيين عليهم إن هم حكّموا الشريعة في المناطق التي يسيطرون عليها، وفي الوقت نفسه يرجون تأييد الشعوب وبقية الأحزاب والفصائل لهم، كي يتّقوا بهم ضرر الدول الصليبية إن هي عزمت على إيذائهم، ويخشون من وقوفهم في صف الصليبيين ضدهم وخروجهم عليهم في شكل صحوات أو ما شابهها، ولذلك يعطلون تحكيم الشريعة في مناطقهم بانتظار أن ترضى عن الشريعة تلك الأحزاب والفصائل، ولسان حال هذه الطوائف المدّعية للشريعة أن هذه الأحزاب والفصائل غير راضية عن تحكيم شريعة الله، مما يستوجب جهادها لا إرضاءها.

وفي الحالتين، أي عدم تحكيمهم للشريعة خشية غضب الصليبيين، أو خشية إغضاب الفصائل والأحزاب والهمج الرعاع أتباع كل ناعق من عوام الناس، فقد وقعوا في عين ما وقع فيه اليهود من قبل بحكمهم بغير ما أنزل الله خشية الناس، كما قال الله تعالى: {إنّا أنزلنا التّوراة فيها هدًى ونورٌ يحكم بها النّبيّون الّذين أسلموا للّذين هادوا والرّبّانيّون والأحبار بما استحفظوا من كتاب اللّه وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا النّاس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا ومن لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44].

فهؤلاء أيضا لا يمكنهم أن يحكّموا الشريعة يوما، لأنهم ينتظرون إذن عوام الشعوب وعموم الفصائل والأحزاب لهم، وهذا ما لن يكون لأن كلا من أولئك يسيّره هواه، ويرجو الدنيا وهو غافل عن الآخرة، ولا يقبل أن يتحمّل تبعات تحكيم الشريعة من إغضاب للمشركين وحربهم لإزالة حكم الشريعة.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 51
الخميس 19 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 51 حوار: أمير ديوان القضاء مرتدو الصحوات طوائف ممتنعة عن أحكام ...

صحيفة النبأ العدد 51
حوار:
أمير ديوان القضاء
مرتدو الصحوات طوائف ممتنعة عن أحكام الشريعة

(١/٥)
• نرجو أن تشرح العلاقة بين إقامة الدولة الإسلامية وتحكيم الشريعة وتطبيق الحدود.

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد...

إن تحكيم شريعة الله في الأرض شرط من شروط إسلامية الدولة، فإذا أطلق مسمّى «الدولة الإسلامية» فإنه يتضمن أن هذه الدولة تحكم بشريعة الإسلام، وعندما نتكلم عن الشريعة في هذا المجال فإننا نقصد أحكام الشريعة كاملة، فهي بهذا المفهوم تتجاوز مجرد إقامة الحدود، وإن كان هذا الأمر -وهو إقامة الحدود- قد صار اليوم دليلا وشعارا على تحكيم الشريعة.

ولا شك أن هناك ارتباطا وثيقا بين المفهومين، وأقصد بذلك تحكيم الشريعة وإقامة الحدود، ولنا على ذلك دليل من كلام الله -عز وجل- حيث ورد هذا الارتباط كسبب لنزول قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، إذ نزلت هذه الآية في اليهود الذين بدّلوا حدّاً من حدود الله، وهو حد الزاني المحصن، من الرجم كما أمرهم الله في التوراة، إلى الجلد والتحميم كما أمرهم أحبارهم لخشيتهم من الناس واسترضاء لهم، فجاء بيان رب العزة -جل وعلا- أن من غيّر حدا من حدود الله واستبدل به عقوبة أخرى، فإنه قد حكم بغير ما أنزل الله، وصار من الكافرين.

وكذلك لدينا دليل حسي مشهود على هذا الارتباط من أحكام المشركين الوضعية، فالدول الصليبية -مثلا- رغم أنها تحكم بالأهواء وآراء الرجال، فإن أحكامهم تتشابه مع بعض أحكام الشريعة أحيانا، على سبيل المصادفة، أو على سبيل ما بقي لديهم من شرائع كتبهم، أو مما أعجبهم من أحكام الشريعة ووجدوا أن من المنفعة لهم الأخذ بها، ولكننا نجد في المقابل أنهم يشنون حربا شعواء على تطبيق الحدود الشرعية كما أنزلها الله، ويعدونها مناقضة لـ «حقوق الإنسان» كما وضعوها هم، وبالتالي استجاب لذلك كثير من أوليائهم، فصاروا عندما يذكرون تحكيم الشريعة يصرحون بأنهم سيستندون في قوانينهم الوضعية على «مبادئ الشريعة الإسلامية»، ويقصدون بذلك أنهم يأخذون من أحكام الإسلام ما يقر به المشركون أو ما يقر به كل البشر تقريبا، من وجوب العدل، وحفظ النفس والمال، وما شابه، فلا يطبقون من أحكام الإسلام إلا ما يأذن به المشركون وعلى رأسهم الدول الصليبية، ويستثنون بالتالي إقامة الحدود الشرعية، وخاصة حدود السرقة والزنا، لما فيها من تناقض مع مواثيق المنظمات الكفرية الدولية، كالأمم المتحدة وغيرها.

• كثير من الدول الطاغوتية الموالية للصليبيين تصر على وصف نفسها بأنها «إسلامية» رغم أنها تحكم بغير ما أنزل الله، فنرجو أن تشرح الغاية من وراء هذه الدعوى الكاذبة.

تسمية الدول التي لا تحكم بالشريعة بـ»دول إسلامية» هو من قبيل تسمية الأشياء بغير اسمها، لتحريف حكمها، كما بيّن عليه الصلاة والسلام: (إن أناسا من أمتي يشربون الخمر، يسمونها بغير اسمها) [رواه أحمد والنسائي]، وهذه من ألاعيب الشيطان أنه يزيّن القبيح بتغيير اسمه، كما فعل مع الشجرة التي نُهي آدم -عليه السلام- عن الأكل منها، فسمّاها بشجرة الخلد لكي يزين لآدم معصية الله بالأكل منها، وهكذا يفعل علماء السوء اليوم بتسمية هذه الدول الطاغوتية الكافرة بالدول «الإسلامية» ليزينوها في أعين الناس وليدعوا الناس إلى اتباعها في الكفر.

وكما أن الفرد لا ينفعه ادعاء الإسلام مع ارتكابه النواقض، فكذا لا ينفع الدول ادعاء الإسلام مع ارتكابها ناقض الحكم بغير ما أنزل الله، بل تسمّى دولا مرتدة، كما يسمى الفرد مرتدا إذا ارتكب ناقضا، وكفره أعظم من كفر الكافر الأصلي.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 51
الخميس 19 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

مرحلة جديدة من الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية جنود الصليب على الأرض في بادية الشام • ...

مرحلة جديدة من الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية
جنود الصليب على الأرض في بادية الشام

• النبأ – ولاية دمشق - خاص

مع بداية الصراع في الشام استشعر طواغيت الأردن ومن خلفهم أمريكا الصليبية الخطر المتنامي للمجاهدين على حدودهم المصطنعة.

الانسحابات السريعة لحرس الحدود النصيري جعلت الأردن في مواجهة مباشرة مع الخطر القادم من الحماد الشامي، هذا الخطر استدعى إنشاء بديل لتلك المخافر التي كان ينشرها النصيرية، ليقع الخيار بدايةً على مجموعة محدودة من العملاء الأشد فسادا والأكثر ردة من أمثال (ضبع الضمير) و(أبي ممدوح سمونة)، اللذين كانا مع الهالك (بكور السليم)، ليكونوا النواة الأولى لاستقطاب مجموعات الردة في القلمون الشرقي والحماد الشامي.

السياسة التي عملت دول التحالف الصليبي عليها كانت عبر مراحل تتطور تباعا، اعتمادا على مقدار ما تظهره الصحوات من الولاء للصليب، حيث اقتصر الدعم الصليبي بدايةً على القليل من السلاح وبعض المبالغ المالية للقادة (بكور والضبع وسمونة)، ليتطور في المرحلة اللاحقة إلى دورات تدريبية تقام داخل الأردن في القواعد الصليبية، ودعم كبير بالسلاح، ثم زيادة أعداد الملتحقين بالدورات، ولكن ما لم يكن يتوقعه عُبّاد الصليب أن يتوب بعض العناصر الذين تم تدريبهم وإنفاق الأموال على تسليحهم، ويسلموا أنفسهم للدولة الإسلامية.

مرحلة جدية بسياسة جديدة (الفحص)

اعتمدت دول الصليب في هذه المرحلة على فحص الصحوات عبر إنشاء معسكرات قرب الحدود وفحصهم للتأكد من جهوزيتهم لقتال الدولة الإسلامية، ثم إدخال من ينجح في الفحص إلى الأردن، حيث سيحصل المفحوصون خلال تلك الدورات على مختلف التجهيزات الأمريكية، من مناظير الليلة، وأسلحة ثقيلة، وصواريخ تاو المضادة للدروع، وراجمات الصواريخ، وغيرها.

ولكن رغم ذلك الدعم الكبير بأحدث الأسلحة لم يستطع المفحوصون وقف تقدم الدولة الإسلامية نحو هدفها في طرق أسوار دمشق، واقتصر دور المرتدين في الغالب على الظهور في منطقة الحماد الشامي، وتصوير معارك وهمية يعلنون فيها الاشتباك مع جنود الخلافة، كما حصل في مناطق (سيس ومكحول ومطوطة وظاظا) وغيرها، لتكون الضربة الكبرى للخطط الصليبية في معركة البوكمال، التي طبّل لها الصحوات كثيرا، ولكنهم فشلوا فيها، وتلقوا ضربة قاصمة لظهورهم، قبل أن يحققوا أي شيء، وشاهد أسيادهم الأمريكيون السلاح الذي سلموه للمفحوصين وهو بيد المجاهدين وقد غنموه عنوة من المفحوصين.

صبر التحالف الصليبي بدأ ينفد

لم تستطع دول التحالف الصليبي البقاء متفرجة وهي تشاهد أذنابها يتجرعون الهزيمة تلو الأخرى، والدولة الإسلامية تتقدم في القلمون الشرقي وتدق رقاب الصحوات، فبعد أن سيّرت عدة أرتال من الصحوات لمحاولة الوصول إلى القلمون الشرقي وإمداد المفحوصين هناك دون جدوى، جاء القرار بالتدخل المباشر لمؤازرة مرتدي الصحوات مباشرة من قبل الجيش الأمريكي وجنود الطاغوت في الأردن، وذلك تحت تغطية من طيران التحالف الصليبي.

اختار التحالف الصليبي قرية العليانية وهي مكان بعيد عن الجبهات، وخالٍ تقريبا من التواجد العسكري للدولة الإسلامية، إلا من بعض المكلّفين بأعمال غير عسكرية، ومفرزة صغيرة ترابط على مقربة من القرية.

مصدر إعلامي من ولاية دمشق كشف لـ (النبأ) بعض أحداث العملية التي بدأت بتمهيد كثيف من الطيران الصليبي على بيوت القرية، تلاه اقتراب طائرات أباتشي من المنزل لتقوم بتمشيطه بالرشاشات دون إصابات للإخوة الموجودين في داخله، لتهبط 3 طائرات إنزال بحماية من طائرات الأباتشي ويحاول الجنود اقتحام المنزل الذي يتحصن فيه الإخوة، الذين أبوا إلا أن ينكلوا بأعداء الله، في الوقت الذي كانت فيه قوات مرتدي الصحوات تتقدم للإحاطة بالقرية برا.

حيث قدمت أرتال من الصحوات من الحماد الشامي إلى أطراف العليانية بالتزامن مع الإنزال الصليبي وقامت باستهداف القرية براجمات الصواريخ والأسلحة الرشاشة ثم انهزموا مدبرين مع انتشار جنود الخلافة في محيط القرية.

بعد 4 ساعات من الاشتباكات قُتل الإخوة الثلاثة المتحصنون في المنزل، وانسحبت طائرات الإنزال بعد تراجع مرتدي الصحوات عن أطراف القرية.

المصدر أوضح لـ (النبأ) أن الجنود الذين أنزلتهم الطائرات داخل القرية هم في الغالب قوة مشتركة من الجنود الأمريكيين وجنود طاغوت الأردن، فمن عادتهم تنفيذ عمليات مشتركة بهذه الطريقة، كما نقل لنا شهادات شهود عيان وصلوا إلى مكان الاشتباك بعد انسحاب القوة المهاجمة عن قرائن تشير إلى اشتباكات عنيفة جرت في المكان، كما أكد الشهود أيضا رؤيتهم آثار دماء خارج المنزل، مما يرجح وقوع قتلى أو إصابات في صفوف المشركين، ويقدم تفسيرا آخر لانسحاب القوة المهاجمة من الموقع.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 51
الخميس 19 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 482 المقال الافتتاحي: *في الأصل لا الحاشية!* (٢/٢) ومن جملة إخفݳقݳت ݳلإمݳرة ...

صحيفة النبأ العدد 482
المقال الافتتاحي:
*في الأصل لا الحاشية!*

(٢/٢)
ومن جملة إخفݳقݳت ݳلإمݳرة في ترقيع حربهݳ على ݳلتوحيد، أنهݳ جمعته في سيݳق وݳحد مع ݳعترݳضهݳ على إعلݳن "ݳلمحكمة ݳلجنݳئية" فرض عقوبݳت بحق بعض قݳدتهݳ، وݳستجدݳئهݳ رفع "ݳلقيود ݳلسيݳسية ݳلمفروضة على حكومتهݳ"، فهل هذݳ خطݳبُ كݳفرٍ بݳلمحكمة ݳلدولية أم خݳضع لهݳ معتدٍّ بهݳ متأثرٍ بتقييمݳتهݳ؟! إنّ هذݳ نموذج وݳحد فقط لرسوب طݳلبݳن في ݳختبݳر ݳلتوحيد ݳلعملي بعيدݳ عن خدعة "ݳلحوݳشي وݳلزيݳدݳت" فمشكلتهݳ مع "ݳلأصل" لݳ ݳلحݳشية!

وإنّ ݳلتلويح ݳلصليبي بفرض عقوبݳت على بعض قݳدة طݳلبݳن رغم كل قرݳبين ݳلطݳعة ݳلتي ذبحوهݳ على ݳلنُّصب ݳلأمريكية، هو أمر متوقع في سيݳق ݳلݳبتزݳز وݳلضغط ݳلمتوݳصل، ضمن سيݳسة صليبية معروفة في "تعميد" ݳلنݳكثين وݳمتحݳن ردتهم وتعميق هوّة ݳنحرݳفهم، وسيتعمّق هذݳ ݳلݳبتزݳز ويمتد ليطݳل كل "ݳلحكومݳت ݳلجهݳدية" ݳلمرتدة مصدݳقݳ لقوله تعݳلى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، وإنّ مݳ يجهله هؤلݳء أنّ مسك ݳلعصݳ من ݳلمنتصف بين ݳلإسلݳم وݳلكفر كفر بعينه، وأنّ ݳلتمݳيز لن يترك للرمݳديين موضع قدم، وأنّ ݳلقݳدم أسود أو أبيض شݳء ݳلمتلونون أم أبوݳ، إنه دين ݳلله تعݳلى وشرعه وتوحيده ݳلذي لݳ يقبل ݳلقسمة على ݳثنين فمݳ هو حق لله تعݳلى لن يكون حقݳ لغيره سبحݳنه.

وإنّ من جملة إخفݳقݳت ݳلميليشيݳ في معركة ݳلترقيع قولهݳ إنه "لو كݳن لديهݳ مشكلة مع مفهوم توحيد ݳلله بݳلعبݳدة، لمݳ ݳكتظت مكݳتب أفغݳنستݳن بكتب ݳلعقيدة ݳلإسلݳمية!" وهل فرغت مكݳتب آل سلول من كتب ݳلعقيدة ݳلإسلݳمية ومتونهݳ ݳلأصلية وهم أعدى أعدݳئهݳ وأئمة ݳلكفر في حربهݳ وتحريفهݳ! {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}.

إنّ ݳلعقݳئد لݳ تحفظ في متون ݳلكتب وبطونهݳ، إنمݳ تصونهݳ ݳلدمݳء -وتصون ݳلدمݳء- في ميݳدين ݳلقتݳل وݳلمرݳغمة، وترسم خݳرطة ݳلطريق في ݳلحكم وݳلعلݳقݳت وݳلولݳءݳت، يحتكم إليهݳ ݳلمسلمون دومݳ وأبدݳ دون غيرهݳ ولݳ يعدلون أو يخلطون بهݳ سوݳهݳ، ولݳ يستبدلونهݳ بݳلشورى ݳلأمريكية نعني "ݳلديمقرݳطية".

إنّ شوݳهد حرب طݳلبݳن وأخوݳتهݳ على ݳلتوحيد مستفيضة عملية في ݳلميدݳن ولݳ يزيدهݳ منع كتݳب أو كتݳبين أو حذف سطر أو ݳثنين، ولݳ يغفره ݳلتمسّح بتضحيݳت ݳلأفغݳنيين، بل من ݳلخيݳنة لهݳ أنْ تُمنح ثمرتهݳ لحكومة ديمقرݳطية تحتكم لنفس ݳلدسݳتير ݳلتي ينݳفح عنهݳ طوݳغيت ݳلحكم ݳلجݳهلي؛ {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.


• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 482
السنة السادسة عشرة - الخميس 14 شعبان 1446 هـ

*ݪقࢪݴءة ݴݪࢧقال ڪݴࢧݪا، توݴصݪ ࢧعنݴ تيݪيجࢪݴࢧ:*
🆆🅼🅲111🅰🅽🅽
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 51 الإفتتاحية: وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا استعجل مشركو أمريكا ...

صحيفة النبأ العدد 51
الإفتتاحية:
وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا


استعجل مشركو أمريكا عملاءهم المرتدين لبدء الهجوم على الموصل، وهم يعلمون يقينا أنهم غير مؤهلين لخوضها، ولكنها ضرورات الحملة الانتخابية الرئاسية في أمريكا، والمشاكل الاقتصادية المتفجرة في وجه الحكومات المرتدة في بغداد وأربيل، والنزاعات المتجدّدة بين الأحزاب والميليشيات المشكّلة لتلك الحكومات.

إن الصليبيين والمرتدين يقامرون اليوم في معركة الموصل بكل ما لديهم من إمكانيات، إذ دفع مرتدو الروافض والبيشمركة بكل ما استطاعوا جمعه من جنود وحديد في هذه المعركة، وهم يعلمون يقينا أن فشلهم في حسم المعركة بوقت قصير سيعني دخولهم في دوامة استنزافٍ مُتلِفة للرجال والأموال، باتوا عاجزين عن تحمّل تكاليفها بعد 30 شهرا من الحرب المُهلِكة لهم، مع جنود الخلافة، كما يعلمون أن كسر حملتهم على الموصل -وهو ما سيكون بإذن الله- سيعني بالنسبة لهم كارثة هي أكبر عليهم من الكارثة التي حلّت بهم عندما اقتحم المدينة ثلاثمائة أو يزيدون من مجاهدي الصحراء الشعث الغبر، ففتح الله لهم، وزعزعوا بنيان جيش الرافضة بأيديهم، فانهار ذلك الجيش الكبير ولم تتوقف تداعيات انهياره على الموصل، بل اندفعت الموجة لتلطم أسوار بغداد وأربيل وتهزّها هزّا، وكاد أن يأتي على بنيان المرتدين من القواعد لولا نجدة الصليبيين لهم بالطائرات، ومدد روافض إيران لهم بالسلاح والرجال.

وإن الموحّدين في الموصل يعلمون يقينا أنهم في معركة الأحزاب هذه أمام إحدى الحسنيين، إما شهادة ينالون بها فوزا عظيما في الآخرة، وإما فتحا قريبا ينزّله الله على الصابرين منهم، يشفي به صدور قوم مؤمنين، ويعلمون يقينا أن ابتلاء المؤمنين بالبأساء والضراء والزلزلة قبل أن يتنزّل نصر الله عليهم، سنّة ربانية ستصيبهم كما أصابت الموحّدين في كل زمان ومكان، قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، وقد جرّبوا هم ذلك في السنوات العجاف القاسيات عليهم قبل أن يأذن الله لهم بالفتح، فمن كان منهم في المدينة فخائف يترقّب لا يدري متى يتخطّفه المرتدون، ومن كان في الصحراء ففي فقر في الحال، وشدّة في العيش، تلفحهم شمس الصيف، وتصفعهم ريح الشتاء، فصبروا على الابتلاء، وثبتوا أمام الفتن والمغريات، وتابعوا جهادهم، فلم تلن لهم قناة، ولم يُغمد لهم سيف، فأعقبهم الله بذلك فتحا مبينا، فهَزَم على أيديهم الجيوش الجرارة، وأورثهم ديارهم وأموالهم وأسلحتهم، ومنحهم أكتافهم، يذبحونهم ذبح النعاج، ويسوقونهم إلى حتوفهم سوق الغنم، فشفى صدورهم منهم، وأذهب غيظ قلوبهم، والله عزيز ذو انتقام.

إن معركة الموصل هذه قد لا تكون معركة يوم ويومين أو شهر وشهرين، إلا أن يأذن الله بهزيمتهم وكسر قرنهم فيما هو أقل من ذلك، وما ذلك على الله بعزيز، وإن الحرب لا يصلحها إلا الرجل المِكِّيث، وإن استطالة أمد المعركة هو في غير صالح الصليبيين والمرتدين، لأن كل يوم عليهم يكلفهم عشرات الملايين من الدولارات، والعشرات، بل المئات من القتلى والمعوَّقين والمفقودين، والمزيد المزيد من الضغوط عليهم من جنودهم وأنصارهم وحلفائهم، هذا عدا عن المشكلات الكبرى التي تخلخل بنيان بلدانهم وحكوماتهم ويؤجّلون حلّها إلى ما بعد «معركة الموصل»، كل هذا سيدفعهم دفعا إلى التهوّر في الهجوم استعجالا لحسم المعركة وتكبُّد كثيرٍ من الخسائر في سبيل ذلك، ثم الزج بالمزيد والمزيد من الأموال والرجال في هذه المعركة التي ستمتص -بإذن الله- كل إمكانياتهم المتبقية، حتى ينهاروا تماما وتجف الدماء في عروق حكوماتهم المريضة الهزيلة، فلا يبقى أمامهم إلّا سحب ما تبقى من قواتهم إلى عواصمهم لحفظ رؤوس أموالهم، وهو ما لن يكون لهم، بإذن الله.

إن كل مجاهد في سبيل الله من جنود الدولة الإسلامية في الموصل وما حولها، وكل مسلم من رعايا أمير المؤمنين في تلك الديار، ينبغي أن يضع في حسابه أن معركة الموصل بين الدولة الإسلامية والمرتدين والصليبيين حولها قد تطول.

كما ينبغي أن يضع كل مجاهد من جنود الدولة الإسلامية في الأرض كلها في حسابه أن كل رصاصة يضعها في جبهة كافر، وكل عبوة يمزّق بها آلية لمرتد، وكل صاروخ أو قذيفة يسقطها على مقر لمشرك، وكل سكين يغرسها في صدر صليبي، أو يحزّ بها عنق أحد من أوليائهم إنما هي مساندة لإخوانه في الموصل، وتخذيل عنهم، ونصرة لهم، ومشاركة في انتصارهم على الصليبيين والمرتدين، والله ولي المتقين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 51
الخميس 19 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

السلطان محمود الغزنوي محطم الأوثان وناصر السنة (١/٢) إن كسر الأوثان وتحريقها صورة من صور الكفر ...

السلطان محمود الغزنوي محطم الأوثان وناصر السنة

(١/٢)
إن كسر الأوثان وتحريقها صورة من صور الكفر بالطاغوت حرص عليها الأنبياء من لدن خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- وتبعه على ذلك كليم الله موسى -عليه السلام- في تحريقه لعجل بني إسرائيل المعبود، وكذلك خاتم النبيين محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي حطّم أصنام العرب في مكة، وحرّق وهدّم اللات والعُزّة ومناة وهبل وغيرها من الأوثان، وعلى ذلك سار الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم إلى يومنا هذا.
وإننا نجد في قصص السابقين مَن اتبع الأنبياء -عليهم السلام- جاعلا تحطيم أصنام المشركين أعظم هدف له في الحياة، فيسعى إليه، ويقاتل فيه، ويقطع للوصول إليه المفاوز، ويجتاز إليه المهالك، ومنهم الغازي محمود بن سبكتكين -رحمه الله- الذي لقبه الناس بمحطّم الأصنام لكثرة ما حطم منها، ولعظم الأصنام التي حطمها، وإن كانت هذه واحدة من مآثر كثيرة أخرى كنصرته للسنة وقمعه للبدعة وحرصه على وحدة صف المسلمين ببيعته للخليفة العباسي، وطاعته له.

ولد السلطان محمود بن سبكتكين في المحرم من سنة (360 هـ) في مدينة غزنة من أرض خراسان، وقد استقر له الحكم بعد وفاة أبيه سنة (387 هـ)، ثم تفرّغ بعدها لجهاد المشركين في الهند وتحطيم أصنامهم، ونشر الإسلام في بلادهم.

ففي سنة (396 هـ) سار السلطان محمود الغزنوي إلى قلعة (كواكير) وكان بها ستمائة صنم للوثنيين، فافتتحها وأحرق الأصنام فيها [انظر: الكامل لابن الأثير].

وفي سنة (398 هـ) عاد الغزنوي مجددا ليغزو بلاد الهند، قال ابن الأثير: «فانتهى إلى شاطئ نهر هندمند، فلاقاه هناك إبرهمن بال بن إندبال في جيوش الهند، فاقتتلوا مليا من النهار وكادت الهند تظفر بالمسلمين، ثم إن الله تعالى نصره عليهم، فظفر بهم المسلمون فانهزموا على أعقابهم، وأخذهم المسلمون بالسيف، وتبع يمين الدولة أثر إبرهمن بال، حتى بلغ قلعة بهيم نغر، وهي على جبل عال كان الهند قد جعلوه خزانة لصنمهم الأعظم... فلما رأى الهنود كثرة جمعه، وحرصهم على القتال، وزحفهم إليهم مرة بعد أخرى، خافوا وجبنوا، وطلبوا الأمان، وفتحوا باب الحصن، وملك المسلمون القلعة، وصعد يمين الدولة إليها في خواص أصحابه وثقاته، فأخذ منها من الجواهر ما لا يُحدّ، ومن الدراهم تسعين ألف ألف درهم شاهية»، فأذل الله المشركين وطواغيتهم، وكُسرت الأوثان والأصنام، وغنم المسلمون ما كان يُنذر لصنم الهند الأعظم من المعادن والجواهر.
وكذلك فعل السلطان الغزنوي سنة (400 هـ) إذ سار في بلاد الهند مستبيحا لها منكسا وهادما للأصنام فيها، وفي سنة (405هـ) سار السلطان لغزو (تانيشر) كما سماها ابن الأثير أو (تهانسير) كما تسمى اليوم، قال ابن الأثير: «فلما قاربوا مقصدهم لقوا نهرا شديد الجرية، صعب المخاضة، وقد وقف صاحب تلك البلاد على طرفه، يمنع من عبوره، ومعه عساكره وفيَلته التي كان يدل بها. فأمر يمين الدولة شجعان عسكره بعبور النهر، وإشغال الكافر بالقتال ليتمكن باقي العسكر من العبور، ففعلوا ذلك، وقاتلوا الهنود، وشغلوهم عن حفظ النهر، حتى عبر سائر العسكر في المخاضات، وقاتلوهم من جميع جهاتهم إلى آخر النهار، فانهزم الهند، وظفر المسلمون، وغنموا ما معهم من أموال وفيلة».

وقد ذكر بعض المؤرّخين أن ملكا من ملوك الهند عرض على السلطان الكفّ عن هدم أوثانهم ومعابدهم، قائلا: «أعلم أن ذلك شيء تتقربون به إلى ربكم، ولكن أما كفاكم ما تقربتم به من هدم الأصنام والمعابد، لا سيما في قلعة نكركرت؟» ووعده ببذل الأموال الكثيرة له، فأبى السلطان ذلك ورفض ما عنده وبيّن أن قتالهم هو لإعلاء كلمة الله ولنيل رضوانه، لا من أجل الدنيا الفانية، ثم أسرع السلطان إلى المعبد ليُحطّم أصنامهم، إلا صنما واحدا، أخذه معه ليُداس في بلده.

وفي سنة (407 هـ) كان من جملة فتوحات السلطان وصوله إلى معبد من أحصن الأبنية، قال ابن الأثير: «ولهم به من الأصنام كثير، منها خمسة أصنام من الذهب الأحمر المرصع بالجواهر، وكان فيها من الذهب ستمائة ألف وتسعون ألفا وثلاثمائة مثقال، وكان بها من الأصنام المصوغة من النقرة نحو مائتي صنم، فأخذ يمين الدولة ذلك جميعه، وأحرق الباقي، وسار نحو قنوج... وأخذ قلاعها وأعمالها، وهي سبع على الماء المذكور، وفيها قريب من عشرة آلاف بيت صنم، يذكرون أنها عملت من مائتي ألف سنة إلى ثلاثمائة ألف كذبا منهم وزورا، ولما فتحها أباحها عسكره».


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (١/٢) سيدات بيت النبوة، زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا ...

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

(١/٢)
سيدات بيت النبوة، زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- أتقى النساء وأنقاهن وأعفهن وأطهرهن وأورعهن، يخاطبهن الله -عز وجل- من فوق سبع سماوات، فتأتي الوصايا والآداب الربانية واضحة صريحة، لا تحتاج تفسيرا ولا تأويلا لمن فتح الله على بصيرته، ومن تلك الوصايا والآداب وصية جاءت بصيغة الأمر، ألا وهو: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}، وفي قراءات أخرى: {وقِرْنَ} بكسر القاف، وقال بعض أهل التفسير بأن معنى القراءتين واحد وكلاهما يعني القرار والاستقرار والمكوث في البيت، وإذا كان الآمر هو الله -تبارك وتعالى- فلا يملك المؤمنون والمؤمنات من أمرهم سوى أن يقولوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}، فلماذا لا تقر معظم نساء اليوم في بيوتهن كما أُمرت بذلك خير النساء؟ ويكثرن الخروج من البيت لغير حاجة ولا ضرورة؟
إنه ضعف الوازع الديني في تلقي مثل هذه الأوامر، والالتزام بها في مواجهة لذة الخروج إلى الدنيا الخضراء زعموا.

وقد يقول قائل أو قائلة إن الخطاب بأمر القرار خاص بنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا تدخل فيه غيرهن من النساء، فيجيبهم القرطبي في تفسيره لقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} بقوله: «معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة».

وقال ابن كثير، رحمه الله: «هذه آداب أمَر الله تعالى بها نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ونساء الأمة تبع لهن في ذلك».

بل إنه إذا كانت هذه وصية الله -عز وجل- لنساء النبي خير النساء وأسلمهن قلوبا، وأحفظهن لمحارم الله، فكيف بمن هن دونهن من النساء؟
وإنا لا نتألى على الله تعالى، ولا نحرم ما أباحه -والعياذ بالله- والله لطيف بعباده رحيم بهم، فهو لم يحرم الخروج على المرأة من بيتها مطلقا، وإنما جعل مكوثها في بيتها هو الأصل، وأما خروجها منه فيكون بقدر الحاجة، وهذه الحاجة تقدرها المرأة نفسها والله -عز وجل- {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
والسنة زاخرة بالأحاديث الدالة على إباحة خروج المرأة، كخروجها طلبا للفُتيا، وخروجها في الغزو تسقي الماء وتداوي الجرحى، وكذلك خروجها لزيارة صويحبات لها، أمّا أن يصبح هذا الخروج دأبا وعادة، فهذا ما ينافي الشرع ويشذ عن الأصل الذي هو القرار في البيت.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (٢/٢) ولتتأمل الأخت المسلمة حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه ...

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

(٢/٢)
ولتتأمل الأخت المسلمة حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه أبو داود وغيره، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن)، هذا المسجد بيت الله وأحب البقاع إليه سبحانه، وهذه الصلاة عمود الدين، ومع ذلك لا يلزم الشارع المرأة بصلاة الجماعة التي أوجبها في حق الرجل، وإنما يجعل من صلاتها في بيتها –بل، وفي حجرتها- خير ا لها من خروجها لتشهد الجماعة في المسجد، وما ذاك إلا زيادة في صيانة المرأة وحجبها عن الأنظار ما استطيع إلى ذلك سبيلا.

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (المرأة عورة، فإذا خرجت، استشرفها الشيطان) [رواه الترمذي].

ولا تحسبن المسلمة الملتزمة بالحجاب الشرعي أن خمارها ينأى بها عن هذا الحديث، وأن المرأة تكون فقط عورة إذا كانت سافرة أو متبرجة، بل هي عورة متى ما خرجت من بيتها، وإن كان لا يبدو منها شيء، ورحم الله التابعي الجليل سفيان الثوري إذ يقول: «ليس للمرأة خير من بيتها وإن كانت عجوزا»! [الطحاوي: مختصر اختلاف العلماء].

فمجرد خروجها من بيتها قد تكون فيه فتنة عليها أو على الرجال الذين يرونها، خاصة إن تكلمت معهم، لذلك قال الله تعالى لنساء النبي، صلى الله عليه وسلم: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، والخضوع بالقول يعني التكسر عند الكلام وترقيق الصوت، فتكون نتيجة ذلك: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}، فيطمع الذي في قلبه مرض في قرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام -رضي الله عنهم- خير القرون على الإطلاق، فكيف بزماننا هذا؟ زمان الفتن والموبقات. عن يحيى بن سعيد، «عن عمرة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لو أدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء، لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل. قلت لعمرة: أَوَمُنعن؟ قالت: نعم» [متفق عليه]؛ سبحان الله! هذا ما توصلت إليه عائشة الفقيهة المحدّثة مما رأته من المُحْدَثات والتجاوزات من بعض نساء عصرها، فماذا لو أدركت الصدّيقة زماننا هذا، بل ماذا لو يرى نبينا -صلوات ربنا وسلامه عليه- ما عليه نساء اليوم، إلا من عصم الله؟!

وحريّ ببعض الحائمين حول حمى الشبهات ومراتعها أن يضعوا حديث أم المؤمنين السالف ذكره نصب أعينهم وهم يفتون في بعض أحكام النساء، حتى أصبحت المرأة تخرج دون ضابط، ولو أن تخرج في اليوم الواحد مرات ومرات فلها ذلك، بل وإن كانت معتدة عدة وفاة، فلا ضير في خروجها في غير حاجة ولا مصلحة ولا ضرورة، والله المستعان.

وقد سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن خروج النساء في العيدين فأجاب: «لا يعجبني ذلك»، وقال ابن المبارك، رحمه الله: «أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين»، وقال أبو حنيفة: «كان النساء يرخص لهن في الخروج إلى العيد، فأما اليوم فإنني أكرهه».

فإذا كان هؤلاء الفقهاء قد كرهوا خروج المرأة لأداء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام درءاً لمفاسد قدّروها حينها، فكيف بخروجها المتكرر في أيامنا هذه حتى أصبحت خرّاجة ولّاجة؟

ومن اللطائف القرآنية في قول الله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}، أن الله تعالى قد وصف الحور في الجنة بالقصور، قال القرطبي: «{مَقْصُورَاتٌ} محبوسات مستورات، {فِي الْخِيَامِ} في الحجال، لسن بالطوافات في الطرق، قاله ابن عباس»، هذا والجنة فيها الكمال فلا فتن ولا زيغ ولا ضلال، ومع ذلك تحبس الحور على أزواجهن، فلا يراهن غيرهم كما هو قول جمهور المفسرين.
ثم إن على الإخوة الرجال أن يتذكروا أن زوجاتهم من رعيتهم التي سيُسألون عنها، فلا يترك الزوج لزوجته أمر خروجها على غاربه، وله أن يمنعها إن أكثرت من الخروج، ورضي الله عن عمر الذي كاد يمنع زوجه من الخروج إلى المسجد من غيرته لولا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدم منعهن؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: «كانت امرأةٌ لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في جماعة في المسجد، فقيل لها: لِمَ تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: فما يمنعه أن ينهاني؟ قالوا: يمنعه قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)» [رواه البخاري].

فلا بأس بالتزاور بين المسلمات، ولا بأس بالتزاور لصلة الأرحام، ولا بأس بالذهاب إلى السوق ولكن دون إفراط، فيكون الخروج طارئا على الأصل الذي هو القرار، والمؤمنة في خدرها أقرب ما تكون من ربها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إلى ملحمة دابق الكبرى (٣/٣) هذه هي أحداث ملحمة دابق الكبرى، جهاد واجتهاد، قتل وقتال، ألم وأمل، ...

إلى ملحمة دابق الكبرى

(٣/٣)
هذه هي أحداث ملحمة دابق الكبرى، جهاد واجتهاد، قتل وقتال، ألم وأمل، وليس على الموحّد المجاهد سوى الصبر واليقين في رباطه وقتاله حتى يفرّق الله كلمة أعدائه ويشتّت بين قلوبهم ويخالف بين وجوههم ويلقي بأسهم بينهم، فيضرب بعضهم رقاب بعض، و{عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا}، وما هذه الأحداث العظام في الشمال الشامي -في دابق وما حولها- إلا من إرهاصات الملاحم المقبلة -إن شاء الله- التي ستُرغم الصليبيين -عاجلا أو آجلا- على القبول بشروط جماعة المسلمين، وبعدها وما يتبعها من نصر، يغدر الصليبيون، فتكون ملحمة دابق الكبرى.

واليوم تتجدّد الخلافات القديمة في صفوف أعداء الله، فصليبيو الغرب يخالفون صليبيي الشرق، واختلف أولياؤهم المرتدون، فالأتراك يخالفون الأكراد، وصحوات تركيا تخالف صحوات الأردن، والرافضة يخالفون أكراد العراق، وأكراد الغرب يخالفون أكراد الشرق، والنصيرية يخالفون أكراد الشام، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} [الحشر: 14].

وهذا الكر والفر في دابق وما حولها -»معركة دابق الصغرى»- ستنتهي بملحمة دابق الكبرى، لا محالة، بعد أن يأتي تأويل ما وعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- واقعا، من صلح بين المسلمين والروم ثم غدر الروم بهم، وبعده فتح القسطنطينية (ثم رومية).

عن أبي هريرة، رضي الله عنه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سمعتم بمدينةٍ جانبٌ منها في البر وجانب منها في البحر؟) قالوا: نعم، يا رسول الله؛ قال: (لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق [وقال بعضهم: المعروف المحفوظ: (من بني إسماعيل)]، فإذا جاءوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر! فيسقط أحد جانبيها -قال ثور: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر- ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر! فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله، والله أكبر! فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدجال قد خرج! فيتركون كل شيء ويرجعون)» [رواه مسلم].

جعله الله على أيدي مجاهدي الخلافة، وكما قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، تقبله الله: «نجاهد هنا وعيوننا على القدس، ونقاتل هنا وأمدنا روما، حسن ظن بالله، أن يجعلنا مفاتيح البشارات النبوية والأقدار الإلهية» [رياح النصر]، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إلى ملحمة دابق الكبرى (٢/٣) وعن يسير بن جابر أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إن الساعة لا ...

إلى ملحمة دابق الكبرى

(٢/٣)
وعن يسير بن جابر أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة؛ ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهم أهل الإسلام؛ قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌ غيرُ غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌ غيرُ غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كلٌ غيرُ غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع، نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة عليهم، فيَقتلون مقتلة -إما قال لا يُرى مثلها، وإما قال لم يُرَ مثلها- حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتا، فيتعاد بنو الأب، كانوا مائة، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك، فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم! فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ) أو (من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ)» [رواه مسلم].

وعن عوف بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوْتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا) [رواه البخاري].

وروى أبو داود عن ذي مخمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ستصالحون الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدواً من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة) [رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه الذهبي].
ولفظه عند ابن حبّان: (تصالحون الروم صلحا آمنا، حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم، فتنصرون وتغنمون وتنصرفون، حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تلول، فيقول قائل من الروم: غلب الصليب! ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب! فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد، فيدقه، وتثور الروم إلى كاسر صليبهم، فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فتقول الروم لصاحب الروم: كفيناك العرب! فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا).

فمما يقع قبل ملحمة دابق الكبرى من الأحداث: صلح بين الموحّدين المجاهدين وبين نصارى الروم لتتفرغ كل أمة منهما لقتال عدو آخر، وبعد نصر المجاهدين على العدو خلفهم، تنزل الطائفتان بدابق وما حولها من مروج ذي تلول، ثم يرفع رومي صليبه ويدعو بدعوى النصرانية، فيدق صليبه موحّد غار للواحد الأحد، فتغدر الروم وتجمع لملحمة، ويأتون بالآلاف.

‏ ومنها: أن طائفة من المجاهدين تسبي طائفة من الروم، ثم لا يخذل المجاهدون إخوانهم السابين أو -كما في رواية- من دخل في دين الإسلام من سبي الروم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إلى ملحمة دابق الكبرى (١/٣) لما ابتُلي المؤمنون بمرضى القلوب والمرجفين في المدينة، وزاغت ...

إلى ملحمة دابق الكبرى

(١/٣)
لما ابتُلي المؤمنون بمرضى القلوب والمرجفين في المدينة، وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر يوم الأحزاب، وظُنّت بالله الظنون المختلفة، كما أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن الحسن البصري -رحمه الله- في تأويل قوله سبحانه: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [الأحزاب: 10]، قال: «ظنون مختلفة: ظن المنافقون أن محمدا وأصحابه يُستأصلون، وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله حق أنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون»، ثم قال {الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب: 12]، كما أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن قتادة -رحمه الله- في تأويلها، قال: «قال ذلك أُناس من المنافقين: قد كان محمد يعدنا فتح فارس والروم وقد حُصرنا هاهنا، حتى ما يستطيع أحدنا أن يبرز لحاجته، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا»...
حينها -في شدّة البأس والضر- علم المؤمنون أن نصر الله قريب، كما أخرج الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تأويل قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22]، قال: «ذلك أن الله قال لهم في سورة البقرة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، فلمّا مسّهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق، تأوّل المؤمنون ذلك، ولم يزدهم ذلك إلا إيمانا وتسليما».

فالمؤمنون يتذكرون آيات الله -جل وعلا- وأحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خنادقهم، ويتأوّلون ما فيها من الأخبار والعلامات على بلاياهم، لا تُبعدهم الزلازل والشدائد عن تدبّر آيات الله والحكمة، بل تزيدهم في جهادهم واجتهادهم صبرا على البلاء، وتسليما للقضاء، وتصديقا بتحقيق ما وعدهم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بينما يرتاب المنافقون ومرضى القلوب فيستهزئون بوعد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ويطعنون فيه، ويغتر الكفرة والطواغيت بجبروتهم وكبريائهم، ظانين {بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}، أن العزيز الحكيم -سبحانه وتعالى- سيخذل دينه وأولياءه، بل ويظهر أعداءه وكلمتهم، حتى يكون الدين كله لغيره أبدا، تعالى الله عن ظن الجاهلين علوا كبيرا، وإنما يستدرجهم الله من حيث لا يعلمون، فيجتهدون في تحقيق مكر الله بهم، والعاقبة الآجلة {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].
ومن ذلك أن عُبّاد الصليب وأولياءهم (الأتراك والصحوات) حشدوا في ريف حلب الشمالي معلنين دابق هدفهم الأكبر، زاعمين أن تدنيسها بأقدامهم النجسة وراياتهم الرجسة سيكون انتصارا معنويا عظيما على الدولة الإسلامية، ظانين أن جنودها لا يميّزون بين «معركة دابق الصغرى» وملحمة دابق الكبرى، وعليه، إذا انحازت عن دابق - ثبت الله جنود الخلافة فيها- لم تكن حاملة راية العقاب المنتصرة في الملاحم، ليتركها جندها بعد الانحياز زمرا زمرا.

ولم يعلم عُبّاد الصليب وأولياؤهم المرتدون -وأنّى لهم ذلك- أن ملحمة دابق الكبرى تسبقها أحداث عظام من علامات الساعة الصغرى يعلمها المؤمنون المرابطون في خنادقهم، وهي ما أخبر بها الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا منا [وفي رواية: سَبَوا منا] نقاتلهم؛ فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا؛ فيقاتلونهم، فينهزم ثلث، لا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم! فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم -صلى الله عليه وسلم- فأمّهم، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته) [رواه مسلم].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

رسالة في النفاق للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب مختصرة من رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما ...

رسالة في النفاق
للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب
مختصرة من رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله

اعلم -رحمك الله- أن الله تعالى منذ بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- وأعزّه بالهجرة والنصر، صار الناس ثلاثة أقسام: قسم مؤمنون، وهم الذين آمنوا به ظاهرا وباطنا، وقسم كفار: وهم الذين أظهروا الكفر به، وقسم منافقون: وهم الذين آمنوا به ظاهرا لا باطنا، ولهذا افتتح الله سورة البقرة بأربع آيات في صفة المؤمنين، وآيتين في صفة الكافرين، وثلاث عشرة في صفة المنافقين.
وكل واحد من الإيمان والكفر والنفاق له دعائم وشُعب كما دل عليه الكتاب والسنة، وكما فسّره علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الحديث المأثور عنه، فمن النفاق ما هو نفاق أكبر ويكون صاحبه في الدرك الأسفل من النار، كنفاق عبد الله بن أُبيّ وغيره، مثل أن يُظهِر تكذيب الرسول، أو جحود بعض ما جاء به، أو بغضه، أو عدم اعتقاد وجوب اتباعه، أو المَسَرَّة بانخفاض دينه، أو المَسَاءة بظهور دينه، ونحو ذلك مما لا يكون صاحبه إلا عدوا لله ورسوله، وهذا القدر موجود في زمن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وما زال بعده أكثر من عهده لكون موجبات الإيمان على عهده أقوى، فإذا كانت مع قوتها والنفاق موجود، فوجوده فيما دون ذلك أولى به، وهذا ضرب النفاق الأكبر، والعياذ بالله.

وأما النفاق الأصغر، فهو نفاق الأعمال ونحوها، مثل أن يكذب إذا حدَّث، ويُخلف إذا وعد، أو يخون إذا ائتُمِن، للحديث المشهور عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتُمِنَ خان، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم) [رواه مسلم].

ومن هذا الباب: الإعراض عن الجهاد، فإنه من خصال المنافقين لقوله، صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يَغْزُ، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].

وقد أنزل الله سورة براءة التي تُسَمَّى الفاضحة لأنها فضحت المنافقين كما قاله ابن عباس -رضي الله عنه- قال: «هي الفاضحة، ما زالت تنزل {وَمِنْهُم} {وَمِنْهُم} حتى ظنوا أن لا يبقى أحد إلا ذُكِرَ فيها»، وعن المقداد بن الأسود قال: «هي سورة البَحُوث، لأنها بحثَتْ عن سرائر المنافقين»، وقال قتادة: «هي المثيرة، لأنها أثارت مخازي المنافقين».

وهذه السورة نزلت في آخر مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غزوة تبوك، وقد أعز الله الإسلام وأظهره، فكشف فيها عن أحوال المنافقين، ووصفهم فيها بالجبن والبخل، فأما الجبن، فهو ترك الجهاد، وأما البخل، فهو عن النفقة في سبيل الله.

وقال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران: 180]، وقال: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 16].

فأما وصفهم فيها بالجبن والفزع، فقد قال تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً} يلجؤون إليه مثل المعاقل والحصون، {أَوْ مَغَارَاتٍ} يغورون فيها كما يغور الماء، {أَوْ مُدَّخَلاً} وهو الذي يُتكلف الدخول إليه ولو بكُلْفَة ومشقة، {لَوَلَّوْا إِلَيْهِ} عن الجهاد، {وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة: 56-57]، أي: يسرعون إسراعا لا يردهم شيء، كالفرس الجَمُوح الذي إذا حمل لم يرده اللجام.

وقد قال تعالى: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]، فحصر المؤمنين فيمن آمن وجاهد، وقال تعالى: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة: 44-45]، فهذا إخبار من الله أن المؤمن لا يستأذن في ترك الجهاد، وإنما يستأذن الذين لا يؤمنون بالله، فكيف بالتارك من غير استئذان؟
وقال في وصفهم بالشح: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة: 54]، فإذا كان هذا ذَمُّ الله -تبارك وتعالى- لمن أنفق وهو كاره، فكيف بمن ترك النفقة رأسا؟

وقد أخبر أن المنافقين لما قربوا من المدينة، تارة يقولون للمؤمنين: «هذا الذي جرى علينا بشؤمكم، فأنتم الذين دعوتم الناس إلى هذا الدين، وقاتلتم عليه وخالفتموهم!» وتارة يقولون: «أنتم الذين أشرتم علينا بالمقام هنا، وإلا لو كنا قد سافرنا، ما أصابنا هذا!» وتارة يقولون: «أنتم مع قلتكم وضعفكم تريدون أن تكسروا العدو، وقد غركم دينكم!» وتارة يقولون: «أنتم مجانين، لا عقل لكم، تريدون أن تهلكوا أنفسكم وتهلكوا الناس معكم!»
وتارة يقولون أنواعا من الكلام المؤذي، فأخبر الله عنهم بقوله، عز وجل: {يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً} [الأحزاب: 20]، فوصفهم -تبارك وتعالى- بثلاثة أوصاف؛ الأول: أنهم -لخوفهم- يحسبون الأحزاب لم ينصرفوا عن البلد، وهذا حال الجبان الذي في قلبه مرض، فإن قلبه يبادر إلى تصديق الخبر المخوف وتكذيب خبر الأمن. الوصف الثاني: أن الأحزاب إذا جاؤوا تَمَنَّوْا أن لا يكونوا بينكم، بل في البادية بين الأعراب يسألون عن أنبائكم: «أيش خبر المدينة؟ وأيش خبر الناس؟» الوصف الثالث: أن الأحزاب إذا أتوا، وهم فيكم لم يقاتلوا إلا قليلا، وهذه الصفات الثلاث منطبقة على كثير من الناس.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 50
الخميس 12 محرم 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً