من قصص الثبات في حياة الصحابيات [2/2] وأما أسماء، فبنت الصديق، رضي الله عنها وعن أبيها، تلك ...

من قصص الثبات في حياة الصحابيات
[2/2]

وأما أسماء، فبنت الصديق، رضي الله عنها وعن أبيها، تلك التي ضربت في الثبات والجهاد أروع الأمثلة، أسماء التي يخرج أبوها مهاجرا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، فيأخذ كل ماله ولا يترك لهم شيئا، فلا تتذمر ولا تتبرم، بل تحتال على جدها ولا تفضح أباها، فعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن أباه، حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر، قالت: «لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرج معه أبو بكر، احتمل أبو بكر ماله كله معه: خمسة آلاف درهم، أو ستة آلاف درهم»، قالت: «وانطلق بها معه»، قالت: «فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه»، قالت: «قلت: كلا يا أبه، إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا»، قالت: «فأخذت أحجارا، فوضعتها في كوة البيت، كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبه، ضع يدك على هذا المال»، قالت: «فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن كان قد ترك لكم هذا، فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ»، قالت: «ولا والله ما ترك لنا شيئا، ولكني قد أردت أن أسكّن الشيخ بذلك» [رواه أحمد وغيره].

ولم تسلم ذات النطاقين من بطش الطاغوت أبي جهل إذ تقول: «لما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر، أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل، فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليه»، فقالوا: «أين أبوك يا بنت أبي بكر؟» قالت: «قلت: لا أدري والله أين أبي»، قالت: «فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة خر منها قرطي»، قالت: «ثم انصرفوا» [حلية الأولياء].

هكذا حال المسلمة المؤمنة بربها، الظانة به ظن الخير، المستعذِبة العذابَ في سبيل دينها، وإنه لما خرج قوم على خليفة المسلمين عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- وحاصره الحَجّاج الثقفي في مكة، كانت أسماء تلك الأم التي ثبتت ابنها وحرضته على الموت في سبيل الله تعالى، يقول ابن كثير: «ودخل عبد الله بن الزبير على أمه فشكا إليها خذلان الناس له، وخروجهم إلى الحَجّاج حتى أولاده وأهله، وأنه لم يبق معه إلا اليسير، ولم يبق لهم صبر ساعة، والقوم يعطونني ما شئت من الدنيا، فما رأيك؟ فقالت: يا بني، أنت أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق فاصبر عليه، فقد قُتل عليه أصحابك، ولا تمكّن من رقبتك، يلعب بها غلمان بني أمية، وإن كنتَ إنما أردتَ الدنيا فلبئس العبد أنت؛ أهلكتَ نفسك وأهلكتَ من قُتل معك، وإن كنتَ على حق فما وهن الدين، وإلى كم خلودكم في الدنيا؟ القتل أحسن [...] ثم جعلت تذكّره بأبيه الزبير، وجدّه أبي بكر الصديق، وجدّته صفية بنت عبد المطلب، وخالته عائشة زوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وترجيه القدوم عليهم إذا هو قتل شهيدا، ثم خرج من عندها، فكان ذلك آخر عهده بها، رضي الله عنهما وعن أبيه وأبيها» [البداية والنهاية].

وأما الخنساء بنت عمرو، فحالها ليس ببعيد عن حال أسماء، فعن أبي وجزة، عن أبيه، قال: «حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة» [الاستيعاب].

فكان للخنساء ما أرادت، وخرج أبناؤها الأربعة يبتغون الموت مظانه فقتلوا جميعهم في يوم واحد، ولما بلغها خبرهم ما زادت على أن قالت: «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».

فلله در نساء كهؤلاء، ما قعدن يبكين وينتحبن في ساعات الشدة والبلاء، بل حملن على أعتاقهن هم الدين والأمة، فهذه تثبت زوجا، وتلك تحرض ابنا...
وبمثل هؤلاء تقتدي المسلمة، وإذا اشتدت الأزمات وضاقت الحلقات، تسلت بذكر ثباتهن، واستعطرت بطيب سيرهن.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

عيد الأضحى شعيرة يجب تعظيمها [2/2] ومن عبادات هذا العيد أيضا، التكبير عقب الصلوات وفي الطريق ...

عيد الأضحى شعيرة يجب تعظيمها
[2/2]

ومن عبادات هذا العيد أيضا، التكبير عقب الصلوات وفي الطريق إلى صلاة العيد، ورفع الصوت بذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «أصحّ الأقوال في التكبير، الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبَّر من فجر يوم عرفة، إلى آخر أيام التشريق، عقب كل صلاة، ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة» [مجموع الفتاوى].

ومن هذه العبادات أداء صلاة العيد مع الجماعة، ومن سننها تأخيرها يوم الفطر، ليتمكّن المسلمون من أداء زكاة فطرهم، بينما يُسنّ تبكيرها يوم النحر ليتمكّن المسلمون من ذبح أضاحيهم، وكذلك فإنه يسنّ أن يَطعم المسلم قبل الصلاة يوم فطره، ولا يَطعم قبل الصلاة يوم نحره حتى يأكل من ذبيحته بعد الصلاة.

ومن صور تعظيم هذه الأيام أن يترك المرء ما يندب فعله في أيام أخرى من السنة، وهو صيام التطوّع، لأنها أيام أكل وشرب كما وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) [رواه مسلم].

ومن صور تعظيم هذا اليوم اجتناب المعاصي والآثام فيه، كالنياحة على الموتى، والتبرّج وحلق اللحى بدعوى التزيّن، واختلاط الرجال بالنساء من غير المحارم والمصافحة بينهم بدعوى تهنئة العيد، والإسراف في المأكل والمشرب والملبس، وشرب الدخان، والدخول إلى أماكن الفسق والمجون، وسماع الأغاني و مشاهدة المسلسلات والأفلام والمسرحيات والبرامج التي فيها ما حرّم الله بدعوى الفرح بالعيد، وقطع الرحم والتهاجر بين المسلمين، وغير ذلك من المعاصي التي يفعلها بعض الناس في هذه الأيام عوضا عن هجر المنكرات فيها تعظيما لشأنها.

وإننا نحمد الله تعالى أن أعاد علينا هذا العيد ونحن في ظل دولة الخلافة، وفي دار الإسلام، حيث يكون الدين كله لله تعالى وحده لا شريك له، وحيث تحكّم شريعته، وتقام حدوده، ويؤمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعزّ فيها المسلمون، ويخنس المنافقون.

ولكن ما زال في الحلق غصّة من بقاء بيت الله الحرام وما جاوره من الأرض أسيرا بيد المرتدين من طواغيت آل سعود، الذين يمنعون الموحّدين منه كما كان مشركو قريش يفعلون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، فيحرمونهم بذلك من أداء فريضة الحج التي افترضها الله على من استطاع إليه سبيلا من المسلمين، وفي الوقت ذاته يفتح أولئك الطواغيت الباب مشرعا أمام إخوانهم المشركين من الرافضة والقبوريين والطواغيت والإخوان المرتدين ليدخلوا المسجد الحرام، وقد أمر الله سبحانه بمنعهم من دخوله بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28]، وتمتد أياديهم النجسة أيضا إلى مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليقيموا مجالسهم الشركية في جواره.

فإن كنا حبسَنا وإخواننا العذر عن أداء ما افترضه الله علينا هذا العام من حج بيته الحرام، فإننا واثقون من فتح الله القريب لنا، كما فتح على نبيه -صلى الله عليه وسلم- من قبل، بعد أن صدقه وعده، {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27].

ولنطهرنّ مكّة -بإذن الله- من أوثان الطواغيت المتمثلة بمحاكمهم الوضعية الشركية، كما طهرها نبينا -صلى الله عليه وسلم- من أوثان قريش وأصنامهم، وكما طهرها تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب من أوثان الصوفيّة والروافض، وما ذلك على الله بعزيز.

• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

من قصص الثبات في حياة الصحابيات [1/2] الجنة... سلعة الله الغالية، خير المقام ومنتهى المرام، ...

من قصص الثبات في حياة الصحابيات
[1/2]

الجنة... سلعة الله الغالية، خير المقام ومنتهى المرام، إليها يتسابق المؤمنون، ويتنافس في نيلها المتنافسون، تحار في كنهها العقول، ويعجز عن وصفها فحل قؤول، غير أنها قد حُفّت بالأشواك لا بالورود، ودماء المشترين وأشلاؤهم على ذلك شهود، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، «بالله ما هزلت فيستامها المفلسون، ولا كسدت فيبيعها بالنسيئة المعسرون، لقد أقيمت للعرض في سوق من يريد، فلم يرض ربها لها بثمن دون بذل النفوس، فتأخر البطّالون، وقام المحبّون ينتظرون أيُّهم يصلح أن يكون نفسه الثمن» [زاد المعاد].

يقول الله -عز وجل- في كتابه العزيز قولا عظيما، طوبى لمن قرأه أو سمعه فتأمله وتدبره: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 140-142]، إنه التدبير الرباني المحكم؛ قرح بقرح، ودولة بدولة، والمؤمنون منهم شهداء، والذين آمنوا يُبتلون ليتمايزوا، ويعلو الطيّب على الخبيث، وأما الجنة فثواب من نجح في الاختبار، وصبر عند البلاء، وثبت ساعة الشدة، ولم يفزع أو يسخط، ولم يكن لسان حاله: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}، وهيهات لمثل هذا أن ينعم بجنان ربه هيهات.

ولا تظنَّنَّ المسلمة الموحدة أنها بمنأى عن دوائر التمحيص والابتلاء، بل إنها في ذلك والرجل سواء بسواء، وأكثر من ذلك؛ قد يكون لها عظيم الدور في تثبيت الزوج والأبناء.

فهذه خديجة وأسماء، وتلك سمية وخنساء وغيرهن كثيرات ممن لا يسع المقام لذكر مناقبهن؛ أما خديجة فأم المؤمنين صاحبة أول قلب يخفق إيمانا بالرسالة المحمدية، خديجة التي كانت ممن ثبّت الله هذا الدين بتثبيتها زوجها سيد المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم.

أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- وبعد نزول الوحي عليه لأول مرة في غار حراء وفزعه منه، أتى خديجة زوجه فأخبرها الخبر ثم قال: (لقد خشيتُ على نفسي)، قالت له خديجة: «كلا أبشر، فوالله، لا يخزيك الله أبدا، والله، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق...» إن أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- وهي تسمع ذاك الخبر العجاب من زوجها، لم تجزع ولم تهلع، ولم تمسك بتلابيب بعلها خوفا من قادم الأيام، ولم تثبّط فؤاده بل ثبّتته، حتى قال العلماء عن كلامها كما نقل النووي فقال: «قال العلماء... وفيه [أي كلام خديجة، رضي الله عنها] أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة -رضي الله عنها- وجزالة رأيها، وقوة نفسها، وثبات قلبها، وعظم فقهها، والله أعلم» [شرح صحيح مسلم].
وتمضي الأيام وينتشر أمر الدعوة ويبطش طواغيت قريش بالموحدين، ويحاصرونهم في شعب أبي طالب ويمنعون عنهم القوت والماء، وأم المؤمنين ثابتة مع زوجها، صابرة محتسبة، يصيبها ما يصيب القوم من جوع وظمأ، وهي من هي، سليلة الحسب والنسب، صاحبة المال والجاه، حتى حوصرت معهم في شعب أبي طالب لعامين، وضرها ما لاقت من جوع وتعب، فماتت وهي صابرة محتسبة، ثابتة على دينها، راض عنها زوجها، عليه الصلاة والسلام، فرضي الله عنها وأرضاها.

أما سمية فهي سمية بنت خياط، أم عمار بن ياسر، وكانت سابع سبعة في الإسلام، وأول شهيدة تسقي بدمائها شجرة التوحيد، نعم يا مسلمة؛ إن أول دماء سالت في سبيل لا إله إلا الله كانت دماء امرأة، فقد كانت سمية وزوجها وابناها من موالي بني مخزوم، ولما أسلموا لقوا صنوفا وألوانا من العذاب، فعن جابر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرّ بعمار وأهله وهم يعذبون، فقال: (أبشروا آل عمار، وآل ياسر، فإن موعدكم الجنة) [رواه الضياء والحاكم].

إن سمية لم تعذب إلا في الله، كي تعود عن دينها، وتترك سبيل محمد، صلى الله عليه وسلم، هذا الرجل الذي لم يأتهم بمال ولا ذهب ولا فضة، وإنما بدين «جديد» لم يكن عليه الآباء من قبل، بكلمة يشهدونها ويعملون بها فتكون لهم الجنة، ورغم التعذيب الشديد، إلا أن سمية تلك المرأة الضعيفة المستضعفة ثبتت ولم تتزحزح عن دينها، ولم تتراجع عما باتت تعتقده وتدين الله تعالى به، قال ابن إسحاق في «السيرة»: «حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها آل بني المغيرة على الإسلام، وهي تأبى غيره حتى قتلوها»، فكانت خاتمتها الشهادة بعد صبرها وثباتها إذ طعنها عدو الله أبو جهل بحربة فقتلها.


• المصدر: صحيفة النبأ - العدد 46
الثلاثاء 4 ذو الحجة 1437 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ – العدد 480 المقال الافتتاحي: يَعِدُهم وَيُمَنّيهِم باتت تصريحات الطاغوت ...

صحيفة النبأ – العدد 480
المقال الافتتاحي:

يَعِدُهم وَيُمَنّيهِم

باتت تصريحات الطاغوت النيجيري حول نيتهم إنفاق "ثلثي ميزانيتهم" على "حرب الإرهاب"، مدعاة للسخرية بين الناس، كما وصفوا تعداده "القضاء على الإرهاب" ضمن "إنجازات" العام الفائت بـ "الهراء" وتساءلوا مستغربين كيف تُصرف هذه الميزانيات الضخمة في محاربة ما زعموا القضاء عليه مرات عديدة!، بل وما زالت حملاتهم المتعثرة تدفع ثمنا باهظا في غابات ألغارنو وغيرها من أدغال غرب إفريقية.

إقليميا، وصلت نوبة اضطراب الطاغوت النيجيري إلى أسوأ مراحلها، إذ أصبح عامِهًا مترددا بين الدول في تسوّل ومسكنة يستجدي هذه ويسترضي تيك، كالشاة العائرة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع، فاستجدى فرنسا الصليبية التي رحلت عن دويلات إفريقية بعد فشلها في تأهيل الجيوش المحلية لمكافحة الجهاد رغم سرقتها لثرواتهم، كما حاول استرضاء دويلة النيجر بعد انسحابها من التحالف الإفريقي المتفكّك الذي فشل هو الآخر في مهمته ضد المجاهدين، دويلة النيجر التي أنهكتها ضربات جنود الخلافة التي تطالها من كل الجهات حتى باتت محصورة بالمعنى الحقيقي بين فكي الأسد.

لقد حار الطاغوت المخمور وارتبك وهو يرى جيشه الموصوف بأقوى الجيوش الإفريقية؛ تنهار معنوياته، وتتهاوى "معسكراته الكبرى" التي لاذوا بها وأسندوا ظهورهم إليها، وكيف أصبحت -بفضل الله وحده- في مُتناول الثلة المؤمنة التي تستمد عزتها وتقتبس قوتها من لدن القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء، وهذا سر ثباتهم وإصرارهم {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي أنشأتها حكومة نيجيريا بمثابة مواقع ترسانة عسكرية كبيرة، جرى تصميمها بشكل دائري وليس لها سوى منفذ واحد، وتحوي ألف جندي أو يزيدون، وعشرات الآليات والمدرعات المحمّلة بمختلف أنواع الرشاشات الثقيلة، ناهيك عن الأسلحة الثقيلة المنصوبة على الأرض موزّعة على أطراف المعسكر من كل الجهات، محاطة بالخنادق والمتاريس والتلال، والمسافة التي يبعد الواحد منها عن الآخر تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات، وأقصاها عشرة كيلومترات لضمان الإمداد، وبينها دوريات دائمة واستطلاع مكثف من الطائرات المسيرة.

وكان الهدف من إنشاء هذه المعسكرات على تخوم مناطق المجاهدين وطرق تنقلهم؛ هو إطباق الحصار عليهم، لإعاقة تحركاتهم وقطع خطوط إمدادهم أثناء الحملات التي يشنها المرتدون عليهم، ومن أجل تسهيل حشد جيوشهم وتحريك أرتالهم انطلاقا من تلك المعسكرات على حساب دفاعات المجاهدين الأمامية.

ولم يكن مخطط حصار مناطق المجاهدين بهذه المعسكرات وليد اللحظة، إلا أنهم قاموا بتطويره في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وقد منّاهم الشيطان منذ خمسة أعوام مضت بأنهم لا محالة ناجحون في القضاء على الدولة الإسلامية في غرب إفريقية بهذه الطريقة، لكن الحقيقة الواقعية باتت عكس ذلك، واتضح للجميع أن وعودهم كسراب بقيعة لا حقيقة لها، إذ إن الله يخيب آمالهم ويذهب مسعاهم أدراج الرياح في كل مرة، كما قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}، قال ابن كثير: "وهذا إخبار عن الواقع؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك". وبات المجاهدون يخرجون عقب كل حملة أصلب عودا وأقوى إرادة وأخلص يقينا وإيمانا وأسلم لرب العالمين.

لقد أخذ المرتدون كل احتياطاتهم وحسبوا كل الحسابات حتى اعتقدوا أن "المعسكرات الكبرى" حلقات من حديد ودوائر مغلقة لا تُخترق، وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد اغترارا بالنفس وزُهوًّا بالقوة، لكنهم تناسوا أو ربما جهلوا احتمالا واحدا لم يحسبوا حسابه ومنه يؤتون، وهو أنهم قوم مجرمون وأن بأس الله تعالى لا يرد عن القوم المجرمين، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وهدى جنود الخلافة لوضع خطة مهاجمة هذه المعسكرات بطريقة لم يتوقعوها، فلقد كانوا يتوقعون أن يهاجم المجاهدون هذه المعسكرات بأرتال الآليات، مما يتيح للعدو استهدافها جوًّا وبرّا قبل وصولها للهدف، لكن المجاهدون اتبعوا تكتيكات أخرى من خلال مباغتة تمركزات العدو عبر دوريات مشاة بحيث لا يرونهم إلا فوق رؤوسهم، فلا يبقى لهم خيار إلا أن يفروا ويتركوا مواقعهم كما حدث مؤخرا في معسكر "سابون غاري" ومن قبله "كاريتو" و "كوكاوا" وغيرها.

ولقد ظهر جليا فشل استراتيجية "المعسكرات الكبرى" في نتائج حملات الجيش النيجيري التي يشنها منذ سنوات في "غابات ألغارنو" والتي تحولت بفضل الله تعالى إلى دورة موسمية لاستنزاف القوات النيجيرية عسكريا وبشريا وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، مما زاد من تفاقم النكسات العسكرية للقوات في مناطق شمال شرق نيجيريا، وفاقم الأزمات الداخلية في الحكومة وقادتها.


- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ – العدد 480 المقال الافتتاحي: على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي ...

صحيفة النبأ – العدد 480
المقال الافتتاحي:

على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي أنشأتها حكومة نيجيريا بمثابة مواقع ترسانة عسكرية كبيرة، جرى تصميمها بشكل دائري وليس لها سوى منفذ واحد، وتحوي ألف جندي أو يزيدون، وعشرات الآليات والمدرعات المحمّلة بمختلف أنواع الرشاشات الثقيلة، ناهيك عن الأسلحة الثقيلة المنصوبة على الأرض موزّعة على أطراف المعسكر من كل الجهات، محاطة بالخنادق والمتاريس والتلال، والمسافة التي يبعد الواحد منها عن الآخر تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات، وأقصاها عشرة كيلومترات لضمان الإمداد، وبينها دوريات دائمة واستطلاع مكثف من الطائرات المسيرة.

وكان الهدف من إنشاء هذه المعسكرات على تخوم مناطق المجاهدين وطرق تنقلهم؛ هو إطباق الحصار عليهم، لإعاقة تحركاتهم وقطع خطوط إمدادهم أثناء الحملات التي يشنها المرتدون عليهم، ومن أجل تسهيل حشد جيوشهم وتحريك أرتالهم انطلاقا من تلك المعسكرات على حساب دفاعات المجاهدين الأمامية.

ولم يكن مخطط حصار مناطق المجاهدين بهذه المعسكرات وليد اللحظة، إلا أنهم قاموا بتطويره في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وقد منّاهم الشيطان منذ خمسة أعوام مضت بأنهم لا محالة ناجحون في القضاء على الدولة الإسلامية في غرب إفريقية بهذه الطريقة، لكن الحقيقة الواقعية باتت عكس ذلك، واتضح للجميع أن وعودهم كسراب بقيعة لا حقيقة لها، إذ إن الله يخيب آمالهم ويذهب مسعاهم أدراج الرياح في كل مرة، كما قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}، قال ابن كثير: "وهذا إخبار عن الواقع؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك". وبات المجاهدون يخرجون عقب كل حملة أصلب عودا وأقوى إرادة وأخلص يقينا وإيمانا وأسلم لرب العالمين.

لقد أخذ المرتدون كل احتياطاتهم وحسبوا كل الحسابات حتى اعتقدوا أن "المعسكرات الكبرى" حلقات من حديد ودوائر مغلقة لا تُخترق، وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد اغترارا بالنفس وزُهوًّا بالقوة، لكنهم تناسوا أو ربما جهلوا احتمالا واحدا لم يحسبوا حسابه ومنه يؤتون، وهو أنهم قوم مجرمون وأن بأس الله تعالى لا يرد عن القوم المجرمين، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وهدى جنود الخلافة لوضع خطة مهاجمة هذه المعسكرات بطريقة لم يتوقعوها، فلقد كانوا يتوقعون أن يهاجم المجاهدون هذه المعسكرات بأرتال الآليات، مما يتيح للعدو استهدافها جوًّا وبرّا قبل وصولها للهدف، لكن المجاهدون اتبعوا تكتيكات أخرى من خلال مباغتة تمركزات العدو عبر دوريات مشاة بحيث لا يرونهم إلا فوق رؤوسهم، فلا يبقى لهم خيار إلا أن يفروا ويتركوا مواقعهم كما حدث مؤخرا في معسكر "سابون غاري" ومن قبله "كاريتو" و "كوكاوا" وغيرها.

ولقد ظهر جليا فشل استراتيجية "المعسكرات الكبرى" في نتائج حملات الجيش النيجيري التي يشنها منذ سنوات في "غابات ألغارنو" والتي تحولت بفضل الله تعالى إلى دورة موسمية لاستنزاف القوات النيجيرية عسكريا وبشريا وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، مما زاد من تفاقم النكسات العسكرية للقوات في مناطق شمال شرق نيجيريا، وفاقم الأزمات الداخلية في الحكومة وقادتها.

على الصعيد الدولي، دفع هذا الإخفاق المتكرر التحالف الصليبي لمحاولة التغطية على فشله والتكتم على فضيحته بالاكتفاء بالدعم السري لهذه الحملات الفاشلة حتى لا تُنسب له نتائج فشلها!، وصار التحالف الإفريقي أكثر التحالفات العسكرية تشتتا وتمزقا، كما اتضح للحكومات الإفريقية أن الدول الصليبية عاجزة عن حماية أمنها فضلا عن أن تحمي حلفاءها وأذنابها في إفريقية، وقد عصفت بهم أعاصير الأزمات وجعل الله بتدبيره بأسهم بينهم و "فاقد الشيء لا يعطيه".

وأخيرا وليس آخرا، فإن المجاهدين لا يتطلعون إلى اقتلاع المعسكرات التي اتخذها المرتدون حصونا لمدنهم فحسب، بل يتطلعون لما هو أبعد من ذلك، إنهم عازمون على انتزاع المدن ذاتها من بين براثنهم بعون الله، وليبخعن نفسه أسفا ويموتن كمدا من بقي منهم حيّا عندما ينجز الله لعباده وعده، قال تعالى: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.

وإيماننا بالذي رفع السماء بلا عمد، أنه لو أحاط الصليبيون بالمؤمنين بمعسكراتهم إحاطة الهالة بالقمر والسوار بالمعصم وجعلوا فوقهم أسراب الطائرات عدد الطيور لأنفذ الله أمره، وأنجز وعده، ونصر عباده، وهزم الأحزاب وحده، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

*معࢪڪة ݴࢦݼمݴﻋة ݹݴࢦڡْصݴئࢦ (2)* *العاقبة للمتقين* 4- *ډحْوࢦ ݴࢦأمࢪيڪيّين في مفݴوضݴٺ مع ݴࢦڡْصݴئࢦ ...

*معࢪڪة ݴࢦݼمݴﻋة ݹݴࢦڡْصݴئࢦ (2)*

*العاقبة للمتقين*

4- *ډحْوࢦ ݴࢦأمࢪيڪيّين في مفݴوضݴٺ مع ݴࢦڡْصݴئࢦ حيث ݴࢥٺنع ࢥݴډة ݴࢦأحࢪْݴب ݹݴࢦڡْصݴئࢦ بعډهݴ أنّ ݴࢦأمࢪيڪيّين ࢥݴب ࢥوںںںـين أو أډنى من ݴࢦحْࢪوݼ من ݴࢦعࢪݴࢥ، وأنّهم إن ډحْࢦوݴ في ݴࢦمݾࢪوع ݴࢦأمࢪيڪي فںںںـيكون ࢦهم ډوࢪ ڪبيࢪ في ݴࢦمࢪحࢦة ݴࢦࢦݴحࢥة، فأطࢦࢥ ࢥݴډة ݴࢦڡْصݴئࢦ ݾعݴࢪ (ݴﺣْطࢪ ݴࢦݴحٺࢦݴࢦين) ࢦࢦإݾݴࢪة إࢦى ݴࢦإيࢪݴنيّين، بݴعٺبݴࢪ أن ݴحٺࢦݴࢦهم ࢦࢦعࢪݴࢥ أݾډ حْطࢪݴً من ݴࢦݴحٺࢦݴࢦ ݴࢦأمࢪيڪي، ࢦيبࢪّࢪوݴ بذࢦك ٺعݴونهم مع ݴࢦأمࢪيڪيّين، ذࢦك ݴࢦٺعݴون ݴࢦذي أعࢦنوه صْډ إيࢪݴن ڪݴن موݼّهݴً في ݴࢦحࢥيࢥية صْډ ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة حيث ڪݴنٺ ݴࢦڡْصݴئࢦ ذݴٺهݴ ٺهݴݼم من يحݴࢪب أډوݴٺ ݴࢦمݾࢪوع ݴࢦإيࢪݴني في ݴࢦعࢪݴࢥ وهم ݴࢦࢪݴڡْصْة ݹݼيݾهم ݹݾࢪطٺهم ٺحٺ مزݴعم "حࢪمة ݴࢦډ۾ ݴࢦعࢪݴࢥي" و "ݴࢦمࢥݴومة ݴࢦݾࢪيفة".*

5- *بݴنطࢦݴࢥ ݴࢦحࢪٮ۪ ݴࢦݾݴمࢦة صْډ ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة، وݼډٺ ݴࢦڡْصݴئࢦ ݴنّهݴ وࢥعٺ في ݴࢦڡْحْ ݴࢦذي نصب ࢦهݴ من ࢥبࢦ أمࢪيڪݴ وحࢦفݴئهݴ من ࢪݴڡْصْة ݴࢦعࢪݴࢥ وإيࢪݴن ݹطݹݴﻋْﯾٺ ݴࢦأࢪډن وݼزيࢪة ݴࢦعࢪب، فݴࢦمݾࢪوع بمࢪݴحࢦه ݴࢦمٺعډډة يهډف إࢦى ٺصفية هذه ݴࢦڡْصݴئࢦ ݴࢦصݴࢦح ݴࢦصحݹݴٺ ݴࢦعݾݴئࢪية في ݴࢦوࢥٺ ذݴٺه ݴࢦذي ٺݼࢪي فيه ݴࢦحࢪٮ۪ ࢦࢦࢥصْݴء عࢦى ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة، ومع بډء هذه ݴࢦحࢪٮ۪، وݼډٺ ݴࢦڡْصݴئࢦ نفںںںـهݴ صْحيّة ݴںںںـٺںْࢪْݴڡْ من ݼهٺين، ݴࢦأوࢦى حْںںںـݴئࢪهݴ ݴࢦبݾࢪيّة وݴࢦمݴډيّة في ݴࢦࢥٺݴࢦ صْډ ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة ݴࢦٺي ٺمڪنٺ من ݴࢦںْڪݴية فيهݴ ࢪغم ݴࢦݼࢪݴحݴٺ ݴࢦڪبيࢪة ݴࢦٺي أصݴبٺهݴ، وݴࢦثݴنية من ٺںںںـࢪب مࢥݴٺࢦيهݴ إࢦى صفوف ݴࢦصحݹݴٺ، حيث ݴࢦډعم ݴࢦمݴࢦي ݴࢦأڪبࢪ وݴࢦوعوډ ݴࢦأمࢪيڪية بݴࢦعفو عنهم، وݴࢦآمݴࢦ بضمّهم إࢦى ݴࢦݼيݾ ݴࢦعࢪݴࢥي، وغيࢪ ذࢦك من ݴࢦأںںںـبݴب.*

*وفي ݴࢦنهݴية، ٺمڪّن ݴﻋډݴء ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة من ٺوݼيه صْࢪبݴٺ موݼعة ࢦهݴ بعډمݴ وݼډ ݼںْݹډهݴ ݹݴمࢪݴئهݴ أنفںںںـهم صْحية ࢦڪمݴئن ݴࢦصحݹݴٺ وإنزݴࢦݴٺ ݴࢦأمࢪيڪيّين وٺࢪبّص ݴࢦڡْصݴئࢦ، فݴضطࢪوݴ ࢦࢦݴنحيݴز من منݴطࢥ ٺمڪينهم، بعډمݴ ضݴࢥٺ بهم ݴࢦأࢪض بمݴ ࢪحبٺ وﺣْںںںـࢪݹݴ ݴࢦآࢦݴف من ݴࢦمݼݴهډﯾںْ ممّن نڪࢦوݴ بأمࢪيڪݴ ݹݴࢦࢪݹݴڡْصْ وحࢦفݴئهم ࢦںںںـنوݴٺ.*

*وهكذݴ وݼډ ݴࢦأمࢪيڪيّون أنفںںںـهم ࢦࢦمࢪّة ݴࢦأوࢦى ࢥݴډࢪين عࢦى ݴࢦٺفڪيࢪ بݴࢦݴنںںںـحݴب بںںںـࢦݴم من ݴࢦعࢪݴࢥ بعډ أن يںںںـࢦموه ࢦࢦࢪݹݴڡْصْ، حيث ݴںںںـٺطݴعوݴ بصْࢪبة وݴحډة إصْعݴف ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة وٺفڪيك معظم ݴࢦڡْصݴئࢦ ݴࢦٺي ݼࢪّٺ عࢦى نفںںںـهݴ ݴࢦډمݴࢪ بݴنحࢪݴف ࢥݴډٺهݴ وغبݴئهم وحࢪصهم عࢦى ݴࢦݴمݴࢪة من حيث ظنّوݴ أنهم يزيډون من ࢥوّٺهم ونفوذهم.*

*فبݴٺ ݴࢦعࢪݴࢥ بيډ ݴࢦࢪݹݴڡْصْ، وݴںںںـٺطݴع ݴࢦمࢪٺډّݹںْ من ࢥݴډة ݴࢦصحݹݴٺ أن يݼنوݴ ࢦأنفںںںـهم بعض ݴࢦمڪݴںںںـب، ࢥبࢦ أن ينࢥࢦب عࢦيهم ݴࢦࢪݹݴڡْصْ بحْࢪوݼ أمࢪيڪݴ ݴࢦٺي ڪݴنٺ ٺحميهم، ويمزّࢥوݴ صفوفهم ںںںـݼںْݴً ݹٺࢥٺيࢦݴً وٺݾࢪيډݴً.*

*أمݴ ࢥݴډة ݴࢦڡْصݴئࢦ، فبعډ مݴ ݼࢪّوه عࢦى ݴࢦݴمّة، وعࢦى ڡْصݴئࢦهم، وعࢦى أنفںںںـهم من ݴࢦثبوࢪ، طفࢥوݴ يٺبࢪؤون من فعݴࢦ بعضهم ݴࢦبعض، ويٺࢥݴذفون ݴࢦٺهم، ࢥبࢦ أن ٺںںںـٺࢥࢪ ݴࢦأموࢪ ࢦݴݼئين يںںںـٺوطنون ݴࢦفنݴډࢥ في ݴࢦݾݴم وٺࢪڪيݴ وݼزيࢪة ݴࢦعࢪب، يٺںںںـوࢦون ݴࢦظهوࢪ في ݾݴݾݴٺ ݴࢦفضݴئيّݴٺ، ويعࢪضون حْډمݴٺهم في أي مݾࢪوع حْيݴني ݼډيډ في ݴࢦعࢪݴࢥ.*

*وأبࢥى الله ݴࢦډݹࢦة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة ࢪﻋْم ݴنحيݴزهݴ إࢦى ݴࢦبوݴډي، وٺعࢪضهݴ ࢦࢦبأںںںـݴء وݴࢦضࢪݴء وݴࢦزࢦزࢦة وصبࢪ ݼںْݹډهݴ عࢦى ݴࢦحْوف وݴࢦݼوع وݴࢦنࢥص في ݴࢦأموݴࢦ وݴࢦثمࢪݴٺ ࢦيںںںـٺعمࢦهم في ںںںـݴحݴٺ أحْࢪى من أࢪضه ٺطࢦب فيهݴ مࢪضݴٺه، ويںںںـعى فيهݴ ݴࢦمݼݴهډݹںْ ࢦإࢥݴمة ډﯾںْه وٺحڪيم ݾࢪﻋـه، بعډ أن عࢪفوݴ أهمية ݴࢦݼمݴعة ࢦࢦݴمة ومصيبٺهݴ في ݴࢦٺفࢪࢥ ݹݴࢦڡْصݴئࢦ*

*صحـﯾڡْة ݴࢦںْٮ۪ݴ - ݴࢦعډډ ݴࢦثݴࢦث /محࢪم 1437*
...المزيد

فتح القدس تحررت القدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وفي عهد القائد المسلم صلاح الدين، ومن ...

فتح القدس

تحررت القدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وفي عهد القائد المسلم صلاح الدين، ومن المفارقات أن الفاتح الأول للقدس قُتل على يد مجوسي يحتفي به الرافضة إلى اليوم ويمجّدونه ويحيون ذكراه! والفاتح الثاني لم يفتح القدس إلا بعد أن أعمل سيفه في ضرب رقاب الرافضة الفاطميين قادة وأتباعا، ووحّد صفوف المسلمين، وبينما يريد خونة أهل السنة اليوم أن يحرروا القدس بالتوحّد مع الرافضة وموالاتهم.

وفي المقابل، فإنّ من يريد تحرير بيت المقدس فليبحث عن سيف القدس في ميراث النبوة وميراث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فمن أخذ هذا السيف بحقّه فحريٌّ أن يفتح الله على يديه، أما من يبحث عن سيف القدس في ميراث الخميني ومحوره الرافضي فلن يظفر بغير خنجر أبي لؤلؤة المجوسي!.

افتتاحية النبأ (حزب الله أم حزب الشيطان؟) العدد 386
...المزيد

لا تغفلوا عن شَعبَان عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر ...

لا تغفلوا عن شَعبَان

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان" [متفق عليه]

• تعظيما لرمضان

قال ابن القيم: "في صومه أكثر من غيره ثلاث معان: منها أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيما لحقها ومنها: أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب النبي أن يُرفع عمله وهو صائم" [تهذيب السنن]

• تهيئة لرمضان

قال ابن رجب: "قيل في صوم شعبان: أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط" [لطائف المعارف]

• شهر القراء

قال ابن رجب: "لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن... قال سلمة بن كهيل: كان يُقال: شهر شعبان شهر القُرّاء" [لطائف المعارف]

• جبر الفريضة

قال ابن رجب: "أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده" [لطائف المعارف]



- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480
السنة السادسة عشرة - الخميس 30 رجب 1446 هـ
إنفوغرافيك العدد
...المزيد

صحيفة النبأ - العدد 40 إن تنصروا الله ينصركم ما من موقف من مواقف التوكل على الله يمر به ...

صحيفة النبأ - العدد 40
إن تنصروا الله ينصركم

ما من موقف من مواقف التوكل على الله يمر به المؤمنون إلا ويعقبه تأييد ونصر من الله يثير إعجاب المتوكلين قبل غيرهم، وما من موقف من مواقف العُجب والاتكال على الأسباب المادية إلا وتعقبه هزيمة وانكسار للمؤمنين على أيدي أعدائهم، فالقضية في الحالتين تعتمد على نصر وتأييد من الله لا على كثرة أو قلة، وإن كانت القلة والضعف من موجبات زيادة التوكل على الله والالتجاء إليه، مما يستجلب به النصر.

وإن للمسلمين في كل زمان ومكان مثالين ذكرهما القرآن الكريم، وهما حال المسلمين في غزوتي بدر وحنين، فعن الأولى قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]، وعن الثانية قال سبحانه: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} [التوبة: 25]، ففي بدر نَصَر الله عباده المستضعفين رغم قلتهم وضعفهم، وفي حنين كادوا أن يُهزموا وولى كثير منهم الأدبار، رغم كثرتهم وقوتهم، ورغم وجود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينهم، وذلك ليعلمهم الله -عز وجل- أن لا يتوكلوا على ما أعطاهم من أسباب القوة التي لم تغن من قبل عن أعدائهم شيئا، فهُزموا على أيدي القلة المؤمنة في بدر وسواها.

وإننا وجدنا في زمننا هذا كثيرا من المشاهد المشابهة لحال المسلمين في بدر وحنين، فكم من غزوة خاضها الموحدون وهم قلة ضعفاء ففتح الله عليهم، وكم من غزوة دخلوها بكثرة عدد وعدة، فعادوا منها مكسورين مثقلين بالجراح والهموم.

ولنا في غزوة فتح مدينة الموصل مثال حي، إذ فتحها الله على أيدي عدد قليل من الموحدين لا يكفي لفتح حي من أحيائها بالحسابات العسكرية البحتة، فكان مقابل كل فرد من المجاهدين مائة أو يزيدون من جنود الطاغوت، مدججين بالسلاح والدروع، ولكن هزمهم الله ففروا تاركين وراءهم الأرض والمقرات والسلاح والمال، بل وتبعهم جنود الدولة الإسلامية يطاردونهم في المناطق الأخرى حتى فتح الله على أيديهم مساحات عظيمة واسعة لم يحكموا مثلها من قبل.

ولنا في صمود المجاهدين في الفلوجة مثال آخر، إذ ثبّتهم الله -عز وجل- في المدينة المحاصرة تسعة أشهر أو يزيد، والمشركون يحيطون بهم من كل جانب، يمنعون عنهم الطعام والسلاح والدواء، وهم راسخون في مواضعهم رسوخ الجبال، يغيرون على ثكنات أعدائهم فينكّلون فيهم ويغنمون منهم، والمشركون خائفون من الدخول عليهم، عاجزون عن مهاجمتهم إلا بإطلاق القذائف من بعيد، ولم يدخلوا المدينة إلا بعد أن حشدوا لها عشرات الألوف من مقاتليهم، فلم ترهب المجاهدين تلك الجموع، واستمروا في الدفاع عن بيضتهم فلا يتركون بستانا ولا شارعا إلا بعد أن تسيل دماء الروافض فيه أنهارا، واستمروا على ذلك لأسابيع والمشركون يتمنون الأماني أن يخرجوا فيتوقف استنزافهم، فلم يحققوا لهم تلك الأمنية حتى أنهوا ما بأيديهم من عتاد وذخيرة، أنفقوها فَلْقاً لهام الأعداء وتمزيقاً لصدورهم.

واليوم يكرر هذا الأمر أسود التوحيد في سرت ومنبج، فرغم إحاطة جموع المرتدين بهم، وشدة القصف الذي ينالهم، لم يعطوا الدنية في دينهم، ولم يسمع أحد منهم رغبة في انسحاب أو تراجع، بل هم عازمون على أن لا تُحكم الأرض التي بأيديهم بغير شرع الله، أو يهلكوا دون ذلك، أما أعداؤهم فقد أضناهم الحصار، وكثرت في صفوفهم الجراحات والهلاك، فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، وكلٌّ يتّهم شريكه وحليفه أنه أورده بدفعه لحصار الموحّدين موارد الهلاك.

لقد أظهر الله بما فتحه على أيدي جنود الخلافة وبما ثبّتهم في مواطن كثيرة آيات جليّات من نصره لعباده مهما كان عدوهم من القوة والمنعة، ومهما كانوا من الضعف والقلة، فكرّروا بذلك قصص أجدادهم من الصحابة والتابعين الذين أذلّ الله على أيديهم طواغيت العرب والعجم، وفتح عليهم بلاداً لم يطؤوها من قبل في سنوات قليلة، وأدخل بنصرهم وفتوحاتهم الناس في دين الله أفواجا، وأسقط تحت أقدامهم عرشي كسرى وقيصر، وكل ذلك عندما تتشابه القلوب، وتتشابه الغايات، فلم يقتصر نصر الله على قرن من المسلمين دون قرن، ولا على جيل من الموحدين دون جيل، بل هو لكل الذين آمنوا في كل زمان ومكان، بشرط أن ينصروا الله بقلوبهم وأقوالهم وأفعالهم، كما وعد سبحانه {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ
...المزيد

أعظم الكرامة للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله أخي المجاهد: يفرح المؤمن ...

أعظم الكرامة
للشيخ المجاهد (عبد الله بن محمد الرشود) تقبله الله

أخي المجاهد: يفرح المؤمن كثيراً بما قد يجريه الله على يديه من كرامات تحدث له وتحفزه وتذكره بعظيم فضل الله عليه، مع أنه ما كلُّ كرامة هي كرامة في الحقيقة، إذ قد تكون فتنة للعبد واستدراجاً له وغير ذلك، ولكن تبقى كرامة الكرامات التي لا يتطرق إليها احتمال غير الكرامة التي امتن بها ربُّنا -عزّ وجل- على خير خلقه وأحبِّهم إليه نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم.
إنها كرامة لزوم الاستقامة، وعدم تأثره بتضليل وتلبيس المضلين، حيث يقول الله تعالى: {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}.

وفي السورة التي تليها يقول -عز وجل- محذراً نبيه من هؤلاء المضلين سعاة الفتنة: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}.

ورغم أن المؤمن في كل الأزمان يدرك عظيم هذه الفضيلة إلا أن مؤمن زمان الغربة أشد استيعاباً وإدراكاً لعظيم هذه الكرامة الربانية، لا سيما حينما يرى كثرة المتساقطين حوله دون بلوغ المراد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيزداد المؤمن بهذه المواقف إيماناً واعتباراً، ولجوءاً إلى الله وافتقاراً، وازدراءً لنفسه واحتقاراً.

تماماً كما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون.

فترى مثلاً الإمام الراشد الفقيه المسدد المبشَّر بالجنة والنجاة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كثير النوحِ على نفسه والخوفِ عليها من موارد النفاق فيقول لحذيفة، رضي الله عنه: «نشدتك الله، هل عدَّني رسول الله من المنافقين؟»
وقال ابن أبي مليكة: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخشى النفاق على نفسه».

فلذلك كانوا -رضي الله عنهم- أحسن الناس عملاً وأكثرهم خوفاً وأشدهم محاسبة لأنفسهم لما استقر في أنفسهم من تعظيم الله ومعرفة استحقاقه من العبادة والخضوع أضعاف أضعاف ما يفعله العباد.

ولهذا الحس الربَّاني في قلوبهم -رضي الله عنهم- جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- منهجهم هو المعيار الذي لا يعتبر غيره ففي الحديث: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) قالوا: «من هي يا رسول الله؟» قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو فيما معناه، ولذلك من كان مستناً فليستن بهم -رضي الله عنهم- لاسيما إذا اشتدت غربة الدين وقلّ المساعد والمعين.

غربة الدين... نعم، (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء).

قال ابن تيمية، رحمه الله: «أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه...»، إلى أن قال: «فإنه ما ارتد عن الإسلام طائفة إلا أتى الله بقوم يحبهم يجاهدون عنه، وهم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، يبين ذلك أنه ذكر هذا في سياق النهي عن مولاة الكفار فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، إلى قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة» [الفتاوى].

نعم إنها الغربة الغريبة، ومن ملامحها ما ورد في الحديث عن أمامة: (وإن من إدبار هذا الدين أن تجفوَ القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل الفقيه أو الرجلان فهما مقهوران ذليلان لا يجدان على ذلك أعواناً وأنصاراً)، وحينها تنزل رحمة الله الواسعة على أولئك الغرباء فيعوِّضهم الله في هذه الغربة فضلاً ربانياً وهو مضاعفة الأجور لهم أضعاف أجور بعض الأولين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

أبو يوسف الكرّار منفذ أول عملية استشهادية في ألمانيا استُنفر فنفر... واستُنصر فنصر [2/2] فمضى ...

أبو يوسف الكرّار
منفذ أول عملية استشهادية في ألمانيا
استُنفر فنفر... واستُنصر فنصر

[2/2]
فمضى في تنفيذ خطته الجديدة بهمة عالية، وصبر كبير، وجلد في العمل عظيم، واستغرق الأمر منه ثلاثة شهور حتى أكمل تجهيز القنبلة، وصار جاهزا للتنفيذ.

وقد أكرمه الله خلال تلك الفترة بالستر، فلم يُكتَشَف أمره، ولم يشعر به الصليبيون، وأعميت عيونهم عنه، فلم يعلموا به إلا وهو يمسّيهم بفاجعة، ويشعل ليلهم بنار غضبه عليهم.

بل إن الشرطة الألمانية كانت قد دخلت المكان الذي كان يعد فيه قنبلته مرةً للتفتيش بحجة وجود أحد المطلوبين فيه، فأعمى الله أبصارهم عن العثور على القنبلة التي كان قد خبأها قبل لحظات من التفتيش، فحفظه الله من شرهم.

بدأ بعد ذلك رحلة البحث عن هدف يحقق أكبر نكاية في الصليبيين، فوجد ضالّته في حفلة مجون موسيقية سيحضرها المئات من المشركين، فذهب لاستطلاع المكان قبل يوم من ميعاد عمليته، ويدرس الخيارات الممكنة أمامه للتنفيذ، وفي هذه الأثناء كان على تواصل دائم مع أحد جنود الخلافة، يذكّره بالله، ويثبّته، ويشجّعه.

انطلق الكرّار إلى هدفه ليقطع أوصال الصليبيين بقنبلته، ويغرس ما حشاه بجوفها من شظايا في صدورهم ورؤوسهم، ولكن قدّر الله أن لا يتمكّن من الدخول إلى هدفه الذي اختاره ورصده، لحكمة يعلمها الله وحده، ولكن لم تنثن إرادة فارسنا الهمام، ولم تلن عزيمته فانطلق يبحث عن هدف بديل، يسهل عليه اقتحامه وتحقيق نكاية كبيرة من خلاله، حتى وقع اختياره على الحانة التي فجر قنبلته داخلها، موقعا عددا من الصليبيين بإصابات بليغة، ليلقى ربه، وقد مُزّقت أشلاؤه في سبيل الله، نحسبه كذلك.

كانت أمنيته الأولى إن مكّنه الله من الوصول إلى دار الإسلام، أن يتطوّع انغماسيا، وينفّذ عملية استشهادية على الروافض المشركين، فكانت خاتمته كما أراد، وأبدله الله بالروافض أولياءهم الصليبيين المشاركين في الحرب على الدولة الإسلامية.

وثّق أبو يوسف الكرار ما أراده من العملية في رسالة مصورة، خوفا من أن يشوّش عليها الصليبيون والطواغيت، فينسبوها لمن شاؤوا من المختلين عقليا والقوميين، وأرسل تلك الرسالة التي استهلها بتجديد بيعته لأمير المؤمنين، لتبلغ كل القاعدين عن الجهاد، ممن رضي القعود تحت حكم الصليبيين والطواغيت، لينهضوا من سباتهم، وينصروا دينهم، وينجوا بأنفسهم من عذاب يوم القيامة، ولتبلغ كل المشركين كي يعلموا أن المسلمين اليوم على حال غير التي ألفوهم عليها بالأمس، وأن لهم إماما إذا قال سمعوه، وإن دعاهم أجابوه ولبّوه، وإن أمرهم في المعروف أطاعوه، وإن خاصم في الحق نصروه وآزروه.

ومما جاء في رسالته، تقبّله الله:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أولاً: أجدد بيعتي لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي، حفظه الله.

ثانياً: ثأراً لله ولرسوله وللمؤمنين، وردّاً على الجرائم التي قام بها التحالف بالاشتراك مع ألمانيا من قصف وقتل للرجال والنساء والأطفال، وردّاً على ذلك مستعيناً بالله الواحد القهار أعلن عن العملية الاستشهادية في أنسباخ في مقاطعة (بافاريا) ردّاً على قتلهم وتشريدهم المسلمين ومحاربتهم لدين الله ورسوله.

وإن المعاملة بالمثل، فوالله لن تهنؤوا بالعيش طالما تحاربون الدولة الإسلامية، وإني أعدكم بأنّ هناك رجالا طلقوا الدنيا وزينتها، والله لترون أشياء... أقسم بالله أنكم لن تهنؤوا بالنوم في بيوتكم، وأقسم بالله لننغِّصنّ عيشكم، ولننسفنّ بيوتكم، فإن كانت هذه العملية بعبوة ناسفة فقسماً قسماً لن يكون هناك عبوات ولا أحزمة في المرة القادمة، بل سيكون هناك مفخخات، وأبشر يا أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي، وأبشر يا أبا محمد العدناني، وأبشروا أيها المسلمون، يا من عرف الولاء والبراء، إن جنود الدولة الإسلامية أصبحوا جاهزين ومستعدين، وهذه العملية المباركة سوف تتلوها عمليات وتجديد البيعات.

يا أيها الشعب الألماني: إنّ دولتكم هي التي تقتلكم بفعلها وإنّ الدولة الإسلامية لم تبدأ الحرب معكم، فطائراتكم تقصف، ولا تفرق بين رجال ولا نساء ولا أطفال.

وأقول لإخواني من جنود الدولة الإسلامية، وأخص منهم المتواجدين في ألمانيا وأوروبا: الله الله في الثبات وفي النكاية فيهم والإثخان بهم.

كلمة أخيرة أقولها لأهلي: الملتقى الجنة.

اللهم تقبلني شهيداً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [انتهى كلامه، تقبّله الله].


فتقبّلك الله يا أبا يوسف، وبيّض الله وجهك يوم تسودّ وجوه المشركين وأوليائهم، ورفع مقامك في عليين، كما رفع ذكرك في الدنيا، ورزقك ثواب كل من سيقتدي بك من الموحّدين، وجعل أعمالهم في ميزان حسناتك، إنه برٌّ كريم، والحمد لله ربّ العالمين.

* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 40
الثلاثاء 21 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

رموز أم أوثان؟! (4) [2/2] فإذا كان مدح المنافق مغضبا لله -عزّ وجل- كما قال صلى الله عليه وسلم: ...

رموز أم أوثان؟! (4)

[2/2]
فإذا كان مدح المنافق مغضبا لله -عزّ وجل- كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم عز وجل) [رواه أبو داود بإسناد صحيح]، فما بالك بمدح من أظهر الكفر، وعمل به، ودعا الناس إليه وهو يحسبُ أنه يُحسن صُنعاً؟!

ولم يكتف المدّاحون عند هذا الحد من تزكية أئمة الضلال، بل تعدّى بهم الأمر إلى تحريف أحكام الشريعة، أو كتمانها على الأقل في سبيل أن لا يضطرهم الأمر إلى إسقاط تلك الأحكام على أولئك «الرموز»، وذلك خوفا من إغضاب أتباعهم، أو استفزاز الجهّال من الذين يعرفون الدين بالرجال، ويعتبرون أي مسٍّ بهؤلاء الرجال الذين يقدّسونهم ويقلّدونه اعتداء على الإسلام وشريعته.

ومن ذلك أنهم بدّلوا كثيرا من أحكام الشريعة، أو اشترطوا لها شروطا غير شرعية، أو وضعوا موانع لتلك الأحكام كي يخرجوا من دائرة الحرج في تطبيق تلك الأحكام على أولئك «الرموز»، كزعم بعضهم أن الحكم بالقوانين الوضعية الجاهلية هو كفرٌ دون الكفر المخرج من الملّة، كي يحكموا بإسلام رجب أردوغان ومحمد مرسي وإسماعيل هنية وأشباههم من الطواغيت (الذين أخذوا دينهم من إمامهم حسن البنا فساروا على دربه واتبعوا نهجه وأطاعوه في ضلاله)، وذلك بجعل هذا الفعل المكفّر معصية من المعاصي التي يجوز اقترافها عند الضرورة، بل يتحول شرك أولئك الطواغيت إلى واجب يثابون على فعله، ويأثمون على تركه، ومنهم من يحكم بكفر الفعل، ولكن يمتنع عن إيقاع الحكم بالكفر على فاعله عذرا لأولئك «الرموز» بالتأويل وعدم قصد الكفر والاضطرار وغير ذلك من موانع تكفير من وقع في الشرك الأكبر، التي لا اعتبار لها إلا في شريعة المرجئة ومن لفّ لفيفهم.

فتجد المنحرفين عن الصراط المستقيم يحرصون في ردّهم على أهل الضلال أن لا يمسّوا «رمزا» من رموزهم مهما بلغ جرمه، وعظمت فتنته، بخلاف سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما أتاه من وحي القرآن، حيث تنزلت الآيات التي تسفّه «رموز» المشركين من أهل مكّة، كأبي جهل، وأبي لهب، والوليد بن عقبة وغيرهم، حتى اشتكى أولئك المشركون مما اعتبروه هجاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم، وما كان ذلك بهجاء الشعراء، إن هو إلا كلام رب العالمين.

لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يشهدوا بالحق على كل إنسان ولو كان على أنفسهم، فقال سبحانه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135]، وليس من الإقساط في شيء أن يعظم رأس الضلالة، كما إنه ليس من الإقساط في شيء أن يحكم على التابع بحكمٍ بناءً على سيره في طريق ضلال، وينجو من ذلك الحكم من يقوده في طريق الضلالة تلك ممن يزعم العلم والبصيرة، ويتصدر لقيادة الأمة وهداية العالمين.

إن المنهج الذي سار عليه أهل الحديث في الجرح والتعديل كي يعرف الناس عمّن يأخذون دينهم، ويأمنوا سلامة نقل العلم إليهم، لهو منهج واجب اتباعه في الحكم على أهل الحق والضلال على حدّ سواء، فيعرّف السنّي بما لديه من الحق، ويُنهى عما لديه من الأوهام إن وجدت، ويعرّف الضالّ بما لديه من الضلالات، وينهى عن الأخذ منه.

وليكن رائد كل مسلم في بحثه عن الهدى قول علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: «الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق، تعرف أهله».


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 43
لقراءة المقال المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً