الفِتن والشُّبه الحي لا تؤمن عليه الفتنة، والرجل مهما بلغ من الصلاح، فإنه ينبغي عليه البُعد عن ...

الفِتن والشُّبه

الحي لا تؤمن عليه الفتنة، والرجل مهما بلغ من الصلاح، فإنه ينبغي عليه البُعد عن مواطن الفتن والشبه، ولا يجرب نفسه؛ فإن القلوب ضعيفة.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان رسول الله صلى عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء.

الترمذي (٢١٤٠) وأحمد (١٣٦٩٦) وابن ماجه (٣٨٣٤)
...المزيد

تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ فأما الغيرة فهي شعور جِبِلِّي فطرت عليه جميع النساء، ولو ...

تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ

فأما الغيرة فهي شعور جِبِلِّي فطرت عليه جميع النساء، ولو كانت المرأة لا تستطيع العيش مع وجود هذا الشعور الغريزي، لما حمّلها الله فوق ما تطيق، ولكنه سبحانه يعلم وهو العليم الخبير أن المرأة تستطيع تحمّل هذا الشعور، وها هي أم المؤمنين الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- يروى عن غيرتها الشيء الكثير، غير أن غيرتها غيرة طبيعية محمودة يضبطها الشرع وتقوى الله والخشية من عقابه، وإن كانت الأخت المسلمة مقتدية ولا بد، فلتكن عائشة قدوتها، عائشة التي صبرت واحتسبت وهي ترى النبي -صلى الله عليه وسلم- يتزوج عليها سبعا من النساء، ولم تعارض شرع ربها ولم تعاند زوجها وتطلب منه الطلاق كما تفعل بعض المسلمات بحجة الغيرة، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذّر النساء من أمر خطير، حيث قال: (أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]، فلتحذر المسلمة من مغبة طلب الطلاق أو السعي إلى الخلع لمجرد أن زوجها يريد حقه الشرعي وهو الزواج بثانية أو ثالثة أو رابعة.

وتأملي يا رعاك الله هذا القول العظيم: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [سورة التحريم: 5]، هل تعلمين لمن وُجِّه هذا الخطاب الرباني؟ لأمهات المؤمنين سيدات بيت النبوة أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا وفي الجنة! فهلا عَرَفتْ من هي دونهن من النساء قدرها، واتقت ربها، وأطاعت زوجها في غير معصية ربّها!

وأما الخوف من ظلم الزوج والخشية من عدم عدله بين الزوجات وسوء الظن به، فلا يبيح للمسلمة معارضة زوجها فيما أباحه له الله ربه وربها، الذي يحذّر الرجال بقول واضح صريح: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [سورة النساء: 3]، وعن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) [أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه].

وجلّ النساء -إلا من رحم الله- دليلهن أنّ الرجل المُعدد سيظلم ويجور الآية الكريمة: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [سورة النساء: 129]، وهذا فهم خاطئ لأن العدل المذكور هنا إنما هو العدل فيما يخص المشاعر والميول القلبية، التي لا يملك منها العبد شيئا وهي بيد الله تعالى، وقد نزلت هذه الآية بعد آية: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}، فرفعت الحرج عن المؤمنين الذين ظنوا أن العدل المقصود إنما هو العدل بإطلاقه، فجاءت رحمة الله تعالى لتبين المقصود وترفع الحرج.

علما بأن المسلمة متى ما انقادت لأمر الله تعالى وأذعنت لشرعه، فلن يترها الله عملها ولن يخيبها ولن يظلمها زوجها بإذن الله تعالى، إلا أن يشاء الله ابتلاءها ليعلم مدى صبرها وإيمانها.

وأما تحجج بعض المسلمات بحدوث مشاكل وخصومات إثر زواج الزوج فليس أهون من الرد عليهن بسؤالهن، هل خَلَت بيوتكن قبل أن يفكر الزوج في الزواج من المشاكل؟! ثم هل إذا تحلّت كل زوجة بتقوى الله ستزيد المشاكل والمشاحنات أم ستقل؟ بل ستقل حتما ولربما غابت واضمحلت.
أختي المسلمة أحذرك من مغبة الانسياق وراء ما يوسوس به شيطانك لك وبعض الصويحبات من القول بأن زوجك إنما يريد الزواج لنقص في محبته لك، أو لتقصير بحقه منك، فهل يقال أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج على عائشة وبقية أمهات المؤمنين زهدا فيهن أو لتقصيرهن؟ حتما لا، بل إن عائشة -رضي الله عنها- كانت أحب النساء إليه ولم يمنعه ذلك من الزواج عليها، واعلمي أن محبة زوجك لك قد تزيد بعد زواجه لما قد يراه منك من طاعة ورضا وصبر.

أختي المسلمة، إن الله تعالى يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [سورة الأحزاب: 36]، فاحذري أن تكوني بما تفعلين ممن يعصي الله ورسوله فيضل ضلالا مبينا، بل كوني من أهل هذه الآية: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (*) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة النور: 51 – 52].


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٤/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء

(٤/٤)
أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


الكاهن الهالك (أبو حراز) لاحظنا تركيزاً كبيراً من وسائل الإعلام على قصة قتله فمن هو؟ ولماذا هذا الاهتمام من قبل المرتدين؟

لقد ألقى رجال الحسبة القبض على اثنين من الكهنة المجرمين هما سليمان مصبح حمدان أبو حراز، وقطيفان بريك عيد منصور.

وهما كاهنان، طاغوتان، يدعيان علم الغيب، ويقصدهما الناس كثيراً، ليسألوهما عن الغيب، ويطلبون سحرهما للشفاء والبركة.

والمدعو أبو حراز عمره يناهز سبعة وتسعين عاماً، وقد اقتبس الآخر منه هذا الشرك، فتعلم منه الكهانة والاستعانة بالشياطين.

وهو من رؤوس الطريقة الصوفيّة الجريريّة، ومن أجل ذلك كان هناك تركيز كبير على قصة قتله من وسائل الإعلام، فقد كانت له علاقة قوية جداً بالمرتدين، حتى أن كثيراً من عناصر الحكومة المصرية والجيش المرتد كانوا يقصدونه ويعتقدون فيه النفع والضر، ويزعمون أنه رجل صالح، ويسألونه عن الغيبيات.

وكذلك تلميذه قطيفان، الذي كان قد جعل داخل بيته عموداً، يأمر الناس بالطواف حوله، والذبح عنده، ويدعي علم الغيب، ويتعامل بالسحر، ويخبرهم عن المسروقات، وقد عمل بهذا الشرك عشرين عاماً بعد أن تعلمه على يد الهالك أبو حراز.

كيف تعامل القضاء مع هذين المرتدين بعد القبض عليهما؟

لقد حكم القاضي الشرعي على كلا الكاهنين بالقتل ردة لادعائهما علم الغيب وممارستهما الكهانة والعرافة، ولأنهما رأسان من رؤوس الطواغيت، يدعوان الناس إلى الشرك في عبادة الله، تحت مسمى الصلاح والخير والولاية.

وقد قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد) [رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة].

فهذا حكم الله فيمن يصدّق الكاهن، فكيف بالكاهن الذى يشرك نفسه مع الله -عز وجل- قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من بدّل دينه فاقتلوه) [رواه البخاري عن ابن عباس]، وكتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أبي موسى، رضي الله عنه: «اقتلوا كل ساحر وكاهن» [رواه ابن أبي شيبة].

تحدث بعض الناس أن هذا الكاهن تم اعتقاله من قبل جنود الدولة الإسلامية وإطلاق سراحه فما حقيقة الأمر؟

هذه المعلومات غير صحيحة، ولم يتم إطلاق سراحه قبل ذلك أبداً بل تم القبض عليه مرة واحدة، والحكم عليه وعلى صاحبه بالقتل ردة، بلا استتابة، ومصادرة أملاكهما فيئاً للمسلمين.
وقد نشر المشركون من أتباعهما شائعات كثيرة ليس لها أساس من الصحة، منها بعض الخرافات المضحكة، كقولهم أن السيف لم يتمكن من قطع رأسه، وذلك قبل أن يقوم إخواننا في المكتب الإعلامي لولاية سيناء بنشر صورهم مقطوعي الرأس، فخنسوا، وخرِسوا، والحمد لله رب العالمين.

ما هي رسالتكم إلى مشركي الصوفيّة في ولاية سيناء؟

نقول لجميع الزوايا الصوفيّة شيوخاً وأتباعاً في داخل سيناء وخارجها أننا لن نسمح بوجود طرق صوفية في ولاية سيناء خاصة، وفي مصر عامة، وأننا لا نريد لكم إلا الهداية، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، وأن نتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- نقول لكم تعلموا التوحيد والإيمان ونواقضهما.

ولتعلموا أن المجاهدين في سبيل الله ما خرجوا، وما جاهدوا إلا لإقامة التوحيد وإزالة الشرك، وأنهم بذلوا دماءهم رخيصة في قتال أعتى أمم الكفر على وجه الأرض، فوالله لن تأخذهم في الله لومة لائم.

واعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدورة نجسة، ولكننا ندعوكم، ونستتيبكم، ونرجو لكم الإسلام والهداية، ونرجو لكم أن تتبعوا طريق خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- وطريق أصحابه، والتابعين من بعده، فكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في الابتداع واتباع من خلف.

وآخر ما نختم به كلامنا، هو أن نحمد الله على ما رزقنا به من نعمة التوحيد والجهاد والخلافة، إنه أهل للحمد سبحانه، وصلى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلم.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٣/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء
(٣/٤)

أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


كيف واجه المجاهدون في ولاية سيناء الطرق الصوفيّة وكيف تعاملوا مع شيوخهم وأتباعهم؟

بعد أن جاهد المجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا وقاتلوا أئمة الكفر من الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، أصبحت للمجاهدين شوكة في بقعة من أرض سيناء، وصارت لهم الكلمة، فسعوا جاهدين لإقامة دين الله في الأرض، وإزالة معالم الشرك والجاهلية، وعزموا عزيمة صادقة على أن لا تبقى طرق صوفية في أرض تعلو فيها راية الجهاد.

فبدأ المجاهدون بدعوة هؤلاء الصوفيّة سواء كانوا من أتباع الطريقة الأحمدية أو الطريقة الجريريّة، فأظهر بعضهم الاستجابة للدعوة والتوبة منذ البداية بعدما أوضح المجاهدون لهم خطر الشرك بالله، عز وجل.

وبعضهم آثر الإعراض عن دين الله والاستماع لدعوة التوحيد، عندها انتشر جنود الدولة الإسلامية، وأقاموا الحواجز على الطرقات، وألقوا القبض على جميع رؤوسهم المشركة، وحبسوهم للاستتابة ثلاثة أيام، فإن تابوا وإلا قُتلوا، وبفضل الله تعالى تابوا من أول يوم، وتاب معهم أتباعهم من ضلالهم وردّتهم، وهذا بعد أن أوضح المجاهدون لهم ما عندهم من شركيات وبدع وبيّنوا لهم خطرها، ولله الحمد.

وما زالت هناك بعض الزوايا الشركية الكبيرة خارج سلطان الخلافة في أراضي سيناء ومصر، وستكون -بإذن الله تعالى- من أهداف جنود الخلافة متى ما تمكنوا منها، بالحسبة والجهاد، سعياً إلى هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

ما هو دور الدعوة إلى التوحيد بين الأهالي في سيناء في محاربة الشرك عموماً والتصوف خصوصاً؟

يقوم جنود الدولة الإسلامية بعمل برامج شرعية لدعوة الناس، وتعليمهم أمر دينهم، بالتعاون بين مركزي الدعوة والحسبة، ونسأل الله تعالى التوفيق في هذه البرامج، كما نقوم بطباعة الكتيبات والمطويات الدعوية في مسائل العقيدة وتوزيعها، وعمل جولات دعوية ميدانية، والتركيز فيها على ترسيخ التوحيد لدى عوام المسلمين، وتحذيرهم من الشرك والردة بجميع أنواعها.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٢/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء
(٢/٤)

أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


ما هي أخطر البدع والشركيات التي تمارسها هذه الطرق الصوفيّة؟

لقد انتشر الشرك بالله في أوساط هذه الطرق بشكل كبير، حتى هرم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار، فعظمت البلوى، واشتدت المصيبة.

فهم يعتقدون النفع والضر في الأموات، ويصرفون لهم شتى أنواع العبادات، كالدعاء والاستغاثة والتوكل والذبح والطواف، واتخذوهم وسائط بينهم وبين الله -سبحانه وتعالى- وكذلك فإنهم يتبعون طواغيتهم وشيوخهم في باطلهم، ويؤدون لهم السمع والطاعة العمياء في كل الأقوال والأفعال.

وهذه الأمور تشترك بها كل الطرق الصوفيّة في العالم اليوم، مع اختلافات بسيطة بينها، وإلا فكل الطرق الصوفيّة التي نعرفها، أو سمعنا بها، أو قرأنا عنها واقعة في الشرك من هذا الباب أو ذاك.

فأتباع الطريقة الأحمدية يعتقدون الحلول والاتحاد والعياذ بالله، ويقولون أن الله سبحانه: «ساكن في كل ساكن ومتحرك في كل متحرك»! تعالى عما يقولون علواً كبيراً، ويقدّسون ابن عربي والحلاج وغيرهما من أئمة الكفر والضلال.

أما الطريقة الجريريّة فهم أشد منهم شركاً، وهم معروفون بتقديس الأضرحة، والذبح لها، والطواف حولها، ولهذه الطريقة علاقة بدين الرافضة، حيث أن من ألّف كتاب الشعر الذي يقدّسونه ويعتبرونه بمثابة «قرآن» لهم يسمونه «بستان المحبة» هو الرافضي الهالك (النمر الليثي)، وكان مستقره في طنطا.

ومن الطقوس التعبدية عند الصوفيّة في سيناء ما يسمونه «الحضرة»، وهي اجتماعهم للذكر البدعي ليلة الجمعة، وليلة الاثنين، فيذكرون بشكل جماعي، وبصوت واحد، ويحركون أجسامهم، ويقرؤون كلاماً يحتوي على ألفاظ شركية، مثل الاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وطلب الشفاعة من الأموات.

وما علاقة الطرق الصوفيّة بالطواغيت الحاكمين لأرض سيناء؟

علاقة هؤلاء الصوفيّة بأجهزة الطاغوت هي علاقة وثيقة، فما عُيّن محافظ أو مدير أمن إلا زاره الهالك (خلف الخلفات) رأس الطريقة الأحمدية، وعلاقته كانت جيدة بالمخابرات المصرية، وأيام الاحتلال اليهودي لسيناء لم تخرج زاوية الجورة من مكانها، وزارها الحاكم العسكري اليهودي، وكان الضباط اليهود يزورون (خلف الخلفات) في الزاوية، وكذلك قادة القوات الصليبية التي تسمي زوراً بـ»حفظ السلام»، وكان (خلف الخلفات) يستغل الأتباع لإظهار مدى قوته على الساحة.

أما الطريقة الجريريّة فعلاقتها بالأنظمة الطاغوتية الحاكمة وطيدة جداً بل إن كثيراً من الضباط والمسؤولين المرتدّين، يحبون هذه الطريقة، ويتبع لهذه الطريقة الدجال الهالك سليمان أبو حراز.

ما هو موقف هذه الطرق الصوفيّة من المجاهدين في سيناء قبل إعلان البيعة لأمير المؤمنين وبعدها؟

لقد كان من الطبيعي أن تحصل العداوة والبغضاء بين أهل التوحيد وأهل الشرك، وقد كان (خلف الخلفات) شديد العداوة للمؤمنين الموحدين، ويسميهم بـ«السنيّة»، أي أهل السنة.

وقد حرص طواغيت الطرق الصوفية أشد الحرص على أن يفرضوا حاجزاً منيعاً بين شبابهم وأتباعهم والمجاهدين في سبيل الله خوفاً على شبابهم أن يتبعوا الموحّدين، ويستمسكوا بالمذهب الحق، وحرصاً منهم أن يظل هؤلاء الأتباع تحت رايتهم الجاهلية وعلى ما هم فيه من جهل وعمى.

وزادت هذه العزلة التي فرضها شيوخهم على شبابهم بعد قيام دولة الخلافة، وظهور دعوة التوحيد، ومع ذلك فقد هدى الله كثيراً من شبابهم إلى دين الواحد الأحد -جل وعلا- فتابوا من شركهم، وتعلموا التوحيد، والتحقوا بصفوف المجاهدين، وأولئك الشباب هم اليوم من أحرص الناس على إزالة هذا الشرك، وقد ضربوا أروع الأمثلة في التمسك بعقيدة الولاء والبراء.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (١/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء

(١/٤)
أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


ما هو واقع الحسبة في ولاية سيناء؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي المرحمة والملحمة الضحوك القتال، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فمن فضل الله -عز وجل- على عباده المجاهدين في ولاية سيناء أن اعتصموا بحبل الله جميعاً، وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، وصبروا في المحن والشدائد، في ظل اجتماع اليهود والمرتدين عليهم، ومحاولة أعداء الإسلام ليلاً ونهاراً أن ينالوا منهم، ويقضوا عليهم، ولكن هيهات.

قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورهُ وَلَوْ كَرهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32-33].
فما ازدادت ولاية سيناء بعد كل هذه المكائد إلا قوة وصلابة، وما ازداد جنودها إلا إيماناً وثباتاً، ومضوا يقارعون بثلّتهم جموع الكافرين، ويطبقون شريعة رب العالمين في كل المناطق التي تطالها أيديهم، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ورغم استعار الحرب بين الإسلام والكفر هنا إلا أن المراكز والمكاتب التابعة للدواوين الشرعية (كديوان القضاء والمظالم وديوان الحسبة وديوان الدعوة) ما زالت تمارس نشاطها وتؤدي وظيفتها على أرض الواقع، ولله الحمد.

فنحن في مركز الحسبة أنعم الله علينا ووفقنا أن حاربنا كثيرا من مظاهر الفساد ومن أهمها تهريب الدخان والبانجو والحشيش والترامادول وغيرها، كما نهينا الناس عن المعاصي والمنكرات الظاهرة كسفور النساء، والاختلاط، وإسبال الثياب للرجال، بالإضافة إلى التدخين، والموسيقى، وأجهزة الاستقبال الفضائي.

ولكن تركيزنا الأول ينصب على محاربة مظاهر الشرك والبدعة ومنها التصوف والسحر والعرافة والكهانة والغلو في القبور.

الصوفيّة واحدة من أهم الأمراض التي ابتليت بها كثير من الديار اليوم، لدورها الكبير في نشر الشرك والبدع بين الناس، ولقيام الطرق الصوفيّة بتعبيد الناس للطواغيت، هلا تحدثنا عن واقع الصوفيّة في سيناء؟

الصوفيّة في سيناء ينقسمون إلى طريقتين رئيسيتين هما: الطريقة العلاويّة الأحمدية، والطريقة الجريريّة.

وتنتشر الطريقة الأحمدية في منطقة الجورة وما حولها، كمناطق شبانة، والظهير، والملافية، وكذلك في منطقة الشيخ زويد وما حولها.

أمــــا الطريقة الجريريّة فلها ثلاث زوايا رئيسية؛ وهي زاوية العرب في الإسماعيلية، وزاوية سعود في الشرقية، وهما في أرض مصر، ولها في سيناء زاوية الروضة، وتتبعها زوايا كثيرة، كزوايا حي أبو جرير، والطويل، وصباح وغيرها.

والطريقة الأحمدية نشأت قبل نصف قرن تقريبا على يد الهالك أبي أحمد العلاوي الفلسطيني، الذي جاء من غـــزّة، وكان مقرها في منطقة التومة، وتتبعها زاوية الجورة.

وعندما هلك العلاوي أوصى بالزاوية لابنه مصطفى، وجعل الهالك (خلف الخلفات) وصيا عليه لصغر سنه، ومن ثم صار الطاغوت (خلف) شيخا للطريقة، وأصبحت الجورة هي الزاوية الأم، ثم هلك هذا المرتد أيضا، ودفن في زاوية الجورة، وأصبح قبره ضريحاً بقبة خضراء.

أمـــــا الطريقة الجريريّة فقد أنشأها الطاغوت الهالك (عيد أبو جرير)، وتمركزت في الزوايا الثلاثة التي ذكرناها، وهي سعود والعرب والروضة، والتي سوف تقضي عليها الدولة الإسلامية فور تمكنها من ذلك، إن شاء الله.

والطريقة الجريريّة أكثر انتشاراً ونفوذاً من الطريقة الأحمدية، كما أنها أعظم منها شركا وضلالا.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ إن منهاج النبوة الذي ما نفتأ نردده جميعنا كلما ذكرنا ...

تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ


إن منهاج النبوة الذي ما نفتأ نردده جميعنا كلما ذكرنا الخلافة، في بيوتنا ومجالسنا، قياما وقعودا، ليس مجرد عبارات فضفاضة ينطق بها اللسان، ولا يؤمن بها الجَنان، بل هي كلمات عظيمة علينا أن نفهمها ونعي مكنونها، ومنهاج النبوة أن تُساس الأمة وتُقاد الرعية وفق ما أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- من قرآن وسنة نبوية، ولا يجوز لمسلم أو مسلمة بحال أن يرضى من منهاج النبوة بما يوافق هواه، ويردّ ما جاء خلافا لما يحبه ويهواه.

وإن تعدد الزوجات من منهاج نبوته صلى الله عليه وسلم، فعن أنس، أن نفرا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- سألوا أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عمله في السر؟ فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمد الله وأثنى عليه، فقال: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) [رواه مسلم].

وقد شرع الله تعالى تعدد الزوجات لحكم كثيرة، عَلِمْنا منها ما عَلِمْنا وجَهِلْنا منها ما جَهِلْنا، فقال تعالى في محكم التنزيل: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [سورة النساء: 3]، فبدأ سبحانه بالمَثنى وعليه بنى بعض أهل العلم على أن الأصل في الزواج التعدد وليس الإفراد.

كما وقد راعى إسلامنا الحنيف الفطرة التي جُبل عليها الرجل والمرأة، فالرجل عموما قد عُرف عنه حبه للنساء وهذا ليس عيبا في حق الرجل، فتلك جِبِلَّة وضعها خالقه فيه، والله -عز وجل- يقول: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [سورة آل عمران: 14]، وها هو آدم -عليه السلام- وهو في الجنة رغم ما فيه من النعيم، إلا أن ربه تعالى ذكره خلق له من ضلعه أنثى ليسكن إليها وتسكن إليه، وها هو سيد المرسلين وخاتم النبيين -صلوات ربي وسلامه عليه- فيما يرويه عنه أنس -رضي الله عنه- يقول: (حُبِّبَ إليَّ النساء والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة) [رواه أحمد والنسائي]. قال سهل بن عبد الله: «قد حُبِّبْنَ -أي النساء- إلى سيد المرسلين، فكيف يُزهد فيهن؟».

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «خير هذه الأمة أكثرها نساء» [رواه البخاري].

لذلك فإنه ليس من العيب أن يقال أن الرجال قد جُبلوا على محبة أكثر من امرأة حليلة، فهذه من فطرة الله تعالى التي فطرهم عليها.

ولا يجب على المسلمة العاقلة أن تلقي بالا لما يروّج له أعداء الله من أن التعدد ظلم للمرأة، وتَعَدٍ على حقوقها، وأن المعدد ليس سوى رجلا أنانيا يركض وراء شهوته ولا يقيم لزوجته الأولى وَزْناً، وإن هذا البلاء الذي أصاب بعض النساء حتى بتن ينتقصن مما أحله الله تعالى، لهو مما رسّخته المسلسلات الساقطة والتمثيليات الماجنة التي دخلت بيوت المسلمين وأفسدت الدين والعقول، فأصبح المرء يرى في تعدد الزوجات خرابا لبيت الزوجية الأول، وفي الزوجة الثانية خائنة تبني سعادتها على حساب دمار أسرة!

وحاشا لله تعالى أن يشرّع أمرا فيه ظلم أو جور أو مفاسد محضة لعبيده، بل إن من حكمة الله -عز وجل- ورحمته بإمائه أن أباح للرجل اتخاذ أكثر من زوجة، فبزواج الزوج تجد الزوجة متسعا من الوقت لعبادة ربها وطلب العلم الشرعي، والاعتناء بنفسها وبأطفالها وتعليمهم أمور دينهم.

ومعلوم أن المرأة تمر بفترات لا يمكنها فيها تلبية حاجيات زوجها، كأيام الحيض والنفاس، فأيهما أنقى وأتقى، أن تكون له زوجة أخرى تعفه أو أن يطلق بصره في الحرام والعياذ بالله؟

وعلى الأخت المسلمة أن تراعي جيدا هذه النقطة وتتخلى قليلا عن أنانية النساء اللاتي إن حضن حاض الزوج وإن نفسن نفس الزوج.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ
...المزيد

تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ ومن حِكَم التعدد العظيمة أيضا تكثير النسل المسلم الموحد، ...

تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ


ومن حِكَم التعدد العظيمة أيضا تكثير النسل المسلم الموحد، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) [رواه أبو داود والنسائي]، فالتعدد من أسباب نصرة الحق، وتكثير سواد أهله.

وأيضا فمن الملاحظ ازدياد عدد النساء وتراجع عدد الرجال بسبب الحروب وما قد يعتري المجتمع المسلم من نوازل، وما ذاك إلا ليتم الله أمره الذي أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (من أشراط الساعة: أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القَيِّم الواحد) [رواه البخاري].
وإنا اليوم قد بتنا أقرب ما يكون من ذاك الزمان الذي يقل فيه الرجال وتكثر فيه النساء، فمن يعف الأرامل ويكفل الأيتام، ومن يحصن الأيامى (والأَيِّم هي المرأة التي لا زوج لها)؟ ولقد كان الصحابة الكرام يسارعون إلى إحصان من قتل عنها زوجها أو مات، ولتعلم المسلمة أن لها أخوات مسلمات أرامل لا يجدن من يقوم على حوائجهن، ويرعى مصالحهن، ويكفيهن شر السؤال، مما قد يضطر إحداهن أحيانا لسؤال الغريب، وهذا باب فتنة حريّ بالمؤمنة الموحدة أن تساهم في غلقه.

ثم إن هناك من النساء من قد يبتليها الله تعالى بالعقم، فأيهما أفضل، أن يجبر الزوج بخاطرها فيبقيها على ذمته ويتزوج من أخرى تأتيه بالولد، فتعيش الأولى في كنفه يرعاها ويحسن إليها، أو أن يبقى أبدا دون ذرية مغلبا مراعاة مشاعرها، مع تغليبها لهواها على أن يكون له من يدعو له ولها؟!
هذا غيض من فيض من الحكم الجليلة والمعاني النبيلة والتي لأجلها شرع الله -عز وجل- التعدد.

غير أن بعض النساء -أصلحهن الله- ممن يعارضن أن يتزوج أزواجهن عليهن، عادة ما يدندن حول شبهات باهتة، ويتحججن بحجج واهية، كالغيرة والخوف من ظلم الزوج والمشاكل الزوجية، وهذا كله من تلبيس إبليس على المرأة المسلمة.

فأما الغيرة فهي شعور جِبِلِّي فطرت عليه جميع النساء، ولو كانت المرأة لا تستطيع العيش مع وجود هذا الشعور الغريزي، لما حمّلها الله فوق ما تطيق، ولكنه سبحانه يعلم وهو العليم الخبير أن المرأة تستطيع تحمّل هذا الشعور، وها هي أم المؤمنين الصدّيقة بنت الصدّيق عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- يروى عن غيرتها الشيء الكثير، غير أن غيرتها غيرة طبيعية محمودة يضبطها الشرع وتقوى الله والخشية من عقابه، وإن كانت الأخت المسلمة مقتدية ولا بد، فلتكن عائشة قدوتها، عائشة التي صبرت واحتسبت وهي ترى النبي -صلى الله عليه وسلم- يتزوج عليها سبعا من النساء، ولم تعارض شرع ربها ولم تعاند زوجها وتطلب منه الطلاق كما تفعل بعض المسلمات بحجة الغيرة، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذّر النساء من أمر خطير، حيث قال: (أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنة) [رواه أحمد وأبو داود والترمذي]، فلتحذر المسلمة من مغبة طلب الطلاق أو السعي إلى الخلع لمجرد أن زوجها يريد حقه الشرعي وهو الزواج بثانية أو ثالثة أو رابعة.



◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
تعدّدُ الزّوجاتِ من منهاجِ النبوّةِ
...المزيد

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين - الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين: والسبّ ...

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين

- الاستهزاء بالدين من خصائص المنافقين:

والسبّ والاستهزاء من صفات المنافقين، الذين فضحهم الله تعالى بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (*) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [سورة البقرة: 13-14]، وبقوله تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 64]، وبقوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة التوبة: 79].

قال ابن كثير: «وهذه -أيضا- من صفات المنافقين: ألّا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدقون يسلمون منهم، إنْ جاء أحد منهم بمال جزيل قالوا: هذا مُرَاءٍ، وإن جاء بشيء يسير قالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا» [تفسير القرآن العظيم].

هكذا حال الكافرين والمنافقين كما قصّه القرآن الكريم، أما في عصرنا هذا، فقد صار الاستهزاء والسبّ ظاهرة مشهورة! تفشَّتْ واستُسيغتْ بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، وانتشرتْ وراجتْ في بلاد الكافرين، حتى تنافس عباد الصليب وأحفاد القردة وبني علمان والروافض والملحدون... تنافسوا على الجهر بسبّ الربّ والدِّين والرَّسول صلى الله عليه وسلم والقرآن، وسبِّ أهل العلم والدِّين وأهل الصلاح والمجاهدين وأهل الأثر والموحدين ...

ولا غرابة أن يتجرّأ هؤلاء الحثالة على حرمات الله، يوم وجدوا لسخريتهم صدى في البلدان المسماة زورا إسلامية، فترى السبّ والاستهزاء في هذه البلاد يجري على ألسنة من ينتسب للإسلام، على ألسنة الشعراء والكتّاب والصحفيين والممثلين والمغنين ومقدمي البرامج والسياسيين، بل حتى على ألسنة كثير من عوام الناس في الشوارع والأسواق إذا تشاجروا وتعاركوا، وأحيانا يجعلون الاستهزاء فاكهة مجالسهم، فيتنادمون ويتبارون بإلقاء (النكات) التي فيها استهزاء صريح، ولا ثمة حسيب ولا رقيب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فإذا أراد من حرّكته الحمية أن ينتصر لدين الله هنالك في تلك البلاد؛ فغاية ما بيده أن ينصح السابّ والمستهزئ، ليَلقى -الناصحُ لا المنصوح!- وبالَ أمره على يد جنود الطاغوت، ولينتهي به الأمر في غياهب السجون! وربما عوقب المستهزئ والسابّ بغرامة مالية زهيدة يسدّدها على التراخي حسب استطاعته، أو بسجن في فندق «خمس نجوم»، يخرج منه في أول يوم بكفالة كفيل، كل هذا الكفر البواح يحصل يوميا في تلك البلدان التي تضحك على الناس بأنها دول «إسلامية» بل ودولة «توحيد» كدُويلة آل سلول، أزال الله ملكها وأنجى المسلمين من طغيانهم.

هذه هي ظاهرة السبّ والاستهزاء بالدّين اليوم في الأرض، كلّ الأرض، عدا دار الإسلام، أرض الخلافة المحروسة، فإنَّ تلك الظاهرة الخبيثة مقموعة ولله الحمد، ففي بقاع الدولة الإسلامية -أعزَّها الله- حيث سلطان الشريعة هو السائد وشرع الله هو الحاكم، فإن السبّ والاستهزاء بالدّين وشعائره ردة وكفر يستتاب من يتلبّس به -إن كان السبّ والاستهزاء من النوع الذي تُقبل التوبة فيه- فإن تاب عُزّر أشد التعزير، وإن لم يتب ويرجع ويرضخ، قُتل كفراً كما تُقتل الكلاب السائبة، ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرثُه أقاربُه...
فليحذر المسلمون من أي كلام فيه استهزاء بالله تعالى أو بصفة من صفاته أو اسم من أسمائه، أو رسله وأنبيائه، أو ملائكته، أو كتبه، أو بالقدر، أو دين الإسلام، أو شعيرة من شعائره، وليحرص كل مسلم على كلام أهله فلا يرضى لهم إلا ما صلح منه، وليحذّر كل امرئ جليسه إذا ما زلّ لسانه بشيء من المحظور، أو ليبلغ عنه الإمام أو من ينوب عنه ليعاقبوه بما يستحق.

أما في دار الكفر التي يسرح فيها المستهزئون بدين الله، ويزدادون تطاولا على حرمات الله، فما للمسلمين هناك إلا أن يثأروا لدينهم وأن يقيموا حكم الله في هؤلاء الكفار، بأن يقتلوا كلّ من ثبت عليه استهزاء بالدين وطعن فيه وانتقاص منه، كما قال تعالى: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) [سورة التوبة : 12]، ففي ذلك تخويف لأمثالهم أن يعودوا لمثل ذلك أبدا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
...المزيد

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين إنّ للكلمة في دين الله تعالى شأنا عظيما، فبكلمةٍ يدخل ...

الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين


إنّ للكلمة في دين الله تعالى شأنا عظيما، فبكلمةٍ يدخل المرءُ للإسلام، وبكلمةٍ يخرج منه.

فبتلفظ كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) ينتقل الكافرُ الأصلي من الكفر إلى التوحيد، وكذا بتلفَّظه بكلمة كفرٍ؛ يخرجُ المسلم من ملة الإسلام، فيرتدُّ عن دين الله.

وهذا الحكم الذي يفجع بعض الأسماع ويُبلغ بعض القلوب الحناجر ليس بدعا من القول، وما هو باجتهاد عالم، ولا بقانون حاكم، لا، بل هو نصّ كلام رب العالمين جلّ جلاله، كلامه في كتابه العظيم ووحيه سبحانه لرسوله الأمين، صلوات الله وسلامه عليه، قال الحقُّ تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [سورة المائدة: 17]، وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [سورة المائدة: 73]، وقال سبحانه: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ} [سورة التوبة: 74]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا، يهوي بها سبعين خريفا في النار) [صحيح، رواه الترمذي وغيره]، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوهم إلا حصائدُ ألسنتهم؟!) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].

وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصريحة التي تقرر كفر العبد بكلام يقوله، وأكثر الكلام الذي يُخرج العبدَ من الإسلام هو السبُّ والاستهزاء، ونقصد بالسبِّ والاستهزاء: أيَّ مقولة أو كتابة أو فعل - كإشارة بيد أو إخراج لسان أو غمز بعين وغير ذلك - فيه سخرية أو هزل أو تنقّص أو شتم أو طعن أو لَــمْز بالدِّين وشعائره!

- الاستهزاء بالدين من خصائص الكفار:

والاستهزاء بالدِّين وأهله من أخص صفات الكفار في الأمم الغابرة مع أنبيائهم -عليهم الصلاة والسلام- قال تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (*) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الزخرف: 6-7]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (*) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [سورة الحجر: 10-11]، وقال تعالى عن قوم نوح، عليه السلام: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [سورة هود: 38]، وقال تعالى عن استهزاء فرعون بموسى، عليه السلام: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [سورة الزخرف: 52]، وكذلك فعل كفار قريش مع نبينا -صلى الله عليه وسلم- كما قال الله تعالى: {وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا} [سورة الأنبياء: 36].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: «فاستهزؤوا بالرسول صلى الله عليه وسلم لما نهاهم عن الشرك، وما زال المشركون يسُبُّون الأنبياء ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون إذا دعوهم إلى التوحيد، لِـما في أنفسهم من عظيم الشرك، وهكذا تجد مَنْ فيه شَبَهٌ منهم إذا رأى من يدعو إلى التوحيد استهزأ بذلك، لِـما عنده من الشرك» [مجموع الفتاوى].

وكما استهزأ الكفار بالأنبياء استهزؤوا بآيات الله، كما قال تعالى: {وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا} [سورة الكهف: 56]، وقال سبحانه: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} [سورة الصافات: 14].

واستهزؤوا بالموحدين المؤمنين أيضاً، قال تعالى: {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة البقرة: 212]، وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (*) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (*) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ} [سورة المطففين: 29-31]، ويقولُ الله -جلّ جلاله- يوم القيامة تبكيتاً للكافرين إذا توسلوا الخروج من النار والرجوع للدنيا بقولهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (*) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (*) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (*) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ} [سورة المؤمنون: 107-110].



◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
الاستهزاء بالدين صفة الكفار والمنافقين
...المزيد

أمير ديوان الحسبة - هل من كلمة أخيرة، أو رسائل توجهها للمسلمين في هذا الشهر الكريم؟ رسالتنا ...

أمير ديوان الحسبة

- هل من كلمة أخيرة، أو رسائل توجهها للمسلمين في هذا الشهر الكريم؟

رسالتنا الأولى هي للمجاهدين في الثغور، فنقول لهم: جزاكم الله خيرا، وتقبّل منكم أعمالكم، فما من حدّ يقام في هذه الأرض، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، إلا ولهم فيه نصيب من الأجر بإذن الله، كيف لا ولولا فضل الله ثم رباطهم وجهادهم لاستولى عليها الكفار وأحالوها دار كفر وطبّقوا فيها أحكامهم الجاهلية، وأمروا فيها بالمنكر ونهوا عن المعروف!

فالله الله في رباطهم، وليلزم كل منهم ثغره، ولا يؤتينّ المسلمون من قبله، وليتذكر دائما أنه لا يحمي قطعة من الأرض، وبيوتا من إسمنت وطين وحسب، ولكنه في المقام الأول يحمي دين المسلمين ودماءهم وأعراضهم.

وإننا نرى أن المشركين إذا سيطروا على قطعة من الأرض، فأول ما يقومون به هو الإعلان عن نزع الحجاب، وإباحة ارتكاب المعاصي من دخان وموسيقى واختلاط وما شابه، ويجهرون بالكفر والعداء لشريعة ربّ العالمين، وما ذلك إلا دليل على أن حربهم علينا إنما هي من أجل ديننا، وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر، الذي لا يمكن أن يتم إلا تحت حكم الإسلام.

وليعلم كل منهم أن رباطه ليوم أو ليلة، هو خير من صيام القاعد وقيامه، فكيف بالمرابط اليوم، وقد جمع بين ثوابي الصيام والقيام، والرباط والجهاد!

ورسالتنا الثانية هي للمسلمين عموما، أحذرهم من معصية القعود عن الجهاد بالنفس والمال والركون إلى الدنيا الفانية، ثم أذكرهم ونفسي بفضل هذا الشهر العظيم، فلا يفوتنهم إلا وقد حصّلوا فيه من الطاعات الخير الكثير، وخاصة في العشر الأواخر منه، والتي فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

أمير ديوان الحسبة: قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه - بعد قرار ديوان الحسبة في الدولة ...

أمير ديوان الحسبة:
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه

- بعد قرار ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية بإزالة أجهزة استقبال القنوات الفضائية اشتعلت القنوات استنكارا للأمر، وانبرى الكثير من دعاة الضلالة ليثيروا الشبهات حول الموضوع، فما ردّكم على هذه الحملة؟

بالنسبة للقنوات الفضائية لا نستغرب هجومهم على القرار ومحاولتهم إقناع الناس بالاحتفاظ بأجهزة «الستلايت»، والاستمرار في متابعتها، فالأصل فيها أنها تأمر بالمنكر، وتستنكر المعروف، وهي ما أنشئت إلا لذلك، ولذلك فإن منع المسلمين من مشاهدة هذه القنوات سيلغي الحاجة إليها، وسيحرم مدراءها والعاملين فيها من ملايين الدولارات من أموال السحت التي تغدق عليهم من أموال الطواغيت، وأجهزة المخابرات الصليبيّة، حيث سيوجّه المشركون تلك الأموال إلى مجالات أخرى يستطيعون من خلالها بث سمومهم في عقول المسلمين.

أما بالنسبة للشبهات التي يلقيها دعاة الضلالة سواء منهم من تزيّا بزي الدين، أو من لبس لباس المحلّل السياسي، أو الخبير النفسي، فقد بينّا في جوابنا على سؤال سابق الحكم الشرعي للقضية، والمصالح المتحققة من وراء القرار، ولا داعي لتكرار الأمر.

وما يطرحونه من شبهات هم يردّون عليها بأنفسهم عندما يحاربون بكل ما استطاعوا لمنع الدولة الإسلامية من إيصال دعوتها للمسلمين، وتراهم يحذرون الطواغيت والصليبيين من إعلامها، مخافة أن يطلع المسلمون على الحقيقة، ويسيروا على طريق الهدى الذي أمرهم الله باتّباعه، فإن كانوا هم يعلمون خطورة وصولنا إلى الناس عليهم وعلى عملهم التخريبي، فكيف نسمح للمشركين والمفسدين في الأرض أن يصلوا إلى المسلمين الذين استرعانا الله دينهم ودنياهم فنسمح لهم بإضلالهم، وإفساد عقيدتهم وأخلاقهم.
وما يروجونه عن منافع للقنوات الفضائية يكفي للرد عليها أن نذكر إحصائية نشرها أحد الباحثين عن القنوات الفضائية العربية، حيث تبين له أن نصف هذه القنوات تقريبا، هي قنوات للموسيقا والرقص، والأفلام والمسلسلات، والرياضة، فأي نفع يتأتى للمسلم من متابعة هذه القنوات، بل إنها ضرر محض، وتضييع للدين والأوقات.

ولو نظرنا إلى النصف الثاني لوجدناه أشد ضررا على المسلمين، فإذا كان القسم الأول يركز على إثارة الشهوات وتضييع الأوقات، فإن القسم الثاني يستهدف العقائد والعقول، وخاصة ما تسمى بالقنوات الدينية التي تشرف عليها كلها أجهزة مخابرات الطواغيت، فتقدم من ترضى عنه من علماء السوء، ودعاة الضلال، فيخربون عقائد الناس بما يقدّمونه لهم على أنه الدين الصحيح، ولا يمكن لأحد أن يتكلم على تلك القنوات بما يخالف رغبة أجهزة المخابرات التي تشرف عليها، وأي قناة تحاول تجاوز هذا الخط قليلا يكون مصيرها الحذف فورا.

ولدينا أيضا القنوات الإخبارية التي يزعم كل منها الحياديّة، في حين أنها جميعا موجهة لنشر الأفكار المحاربة للإسلام، بهذا الاتجاه أو ذاك، وتشويه الحقائق، وتسويق الأحداث بما يخدم أهداف المشرفين عليها، سواء من الصليبيين أو سائر الطواغيت، وكذلك فهي تساهم بشكل كبير في الحرب الصليبية ضد الدولة الإسلامية عن طريق نشر الأخبار الكاذبة، وتسويق الأفكار الخاطئة على أنها تحليلات سياسية أو ما شابه.

ولعلك تذكر في مواقف عديدة كيف شاركت القنوات الإخبارية في الحرب الصليبية على الدولة الإسلامية، حيث أثارت الخوف والهلع لدى مرضى القلوب من المسلمين، ودفعت الكثير منهم إلى ترك مدنهم وقراهم دون سبب إلا ما سمعوه من تلك القنوات عن انتصارات وهمية للمرتدين، أو سقوط للمدن والقرى قبل أن تصلها المعارك أصلا.


◼ صحيفة النبأ - العدد 35
الثلاثاء 9 رمضان 1437 ه‍ـ

مقتطف من مقال:
أمير ديوان الحسبة
قرار إزالة «الستلايت» لا تراجع عنه
...المزيد

معلومات

⭕ إن مـن يـريـد الحـق لابـد أن يـسمـع مـن الطـرفيـن لا مـن طـرف واحـد.. ندعـوك أخـي المسلـم لتسمـع منـا قبـل أن تحكـم علينـا بما سمعت عنـا•• تواصل تلجرام @wmc111a11

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً