صحيفة النبأ - العدد 41 حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي سنخرج من محنتنا أصلب ...

صحيفة النبأ - العدد 41

حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي
سنخرج من محنتنا أصلب عوداً وأقوى ساعداً بإذن الله
[3/4]

• يستخدم الصليبيون وأذنابهم الطواغيت سلاح الصحوات بشكل دائم ضد المجاهدين، فهل حدث هذا في غرب إفريقية؟ وكيف تعاملتم معه؟ أو كيف ستعاملونها لو ظهرت؟

بالتأكيد هذا حدث، وفي بلادنا هم المتمثلون في حملة العصي، وتم ردعهم بفضل الله، وليس لهم الآن تجمع يذكر، والله أعلم.

• من هم حملة العصي وما هي قوات JTF، وما هو حكمهم لديكم وكيف تتعاملون معهم؟

قوات JTF اسمها الكامل (Joint Task Force) وتعني بالعربية: (قوات المهام المشتركة)، وهي قوة مرتدة من الجيش النيجيري أوكل لها في عام 1433هـ مهمة قتال الموحدين وإبادتهم، وقد تلقت -بفضل الله- ضربات قوية من المجاهدين، مما أنهى فائدتها عند أسيادها، وجعلهم يوقفونها ويشكلون غيرها.

وأما حملة العصي فهم أناس «مدنيون» حملوا العصا والسكاكين لقتال المجاهدين، وقد جُنّدوا من قبل قوات الجيش النيجيري، وحمّلوهم مهمة طردنا من المدن، وأسموهم (Civilian JTF)، وقد ترك جلهم (أي حملة العصي) هذا العمل بعد أن رأوا صلابة المجاهدين وعدم استسلامهم، ولم يبق منهم إلا القليل، ونشاطاتهم أيضا محدودة، ولا يستطيعون شيئا سوى إرشاد الطواغيت إلى مواقع المجاهدين، لأنهم من أبناء المنطقة، وندعو البقية الباقية منهم إلى التوبة والإنابة إلى الله من الردة التي وقعوا فيها قبل أن نقدر عليهم، فيندمون ولات حين مندم.

• من المعروف سعي النصارى إلى الهيمنة على أغلب إفريقية، فهل تحدثونا عن هذا الموضوع وعن وضع الدول التي تحاربكم اليوم بشكل خاص؟

الحديث عن هذا الموضوع ذو شجون، فقد تغلب النصارى على أجزاء واسعة من إفريقية، مثال ذلك: كانت نسبة النصارى في «نيجيريا» في أواخر القرن الماضي قريبة من 20% ويعيشون في الغالب في جنوبي البلاد، واليوم ازدادوا عددا ولازالوا -وللأسف الشديد- في ازدياد، وقاربت نسبتهم المئوية إلى 35%، فقد انتشروا اليوم في الشمال أيضا حتى أن لهم فيها مناطق لا يقترب منها أحد ممن ينتسب إلى الإسلام ولو كان لا يحمل من الإسلام إلا اسمه، إلا أننا نعدها إن شاء الله بالفشل والانحسار، قال تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.

• النشاط التنصيري الصليبي في غرب إفريقية، ما واقعه وكيف تعاملونه؟

النشاط التنصيري كبير جدا في هذه البلاد، إذ يسهل على النصارى إغراء كثير من أبناء المسلمين بالأموال تارة وبالعيش الرغيد في الغرب تارة أخرى، مستغلين بذلك وضعهم المعيشي، ولا يجدون غالبا من يقف في وجوههم إلا القلة من المجاهدين والعلماء العاملين، وواقعهم اليوم أنهم يسعون وبقوة لتنصير المجتمع، وتساعدهم الحكومة المرتدة على ذلك، ويستغلون وضع النازحين في ظل الحرب المستعرة، فيوفرون لهم الغذاء والملجأ ثم يُنصّرون أطفالهم من حيث لا يشعرون، وأما معاملتنا له فبالقيام بتفخيخ وتفجير كل كنيسة نقدر عليها، وقتل كل من نجده من رعايا الصليب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نقوم بتوعية الناس وتحذيرهم من خطر المنظّمات الصليبية، وأنها ما أتت إلا لتنصير أبنائهم باسم الإغاثة، وأن لا ينخدعوا بها، وكانت استجابتهم كبيرة ولله الحمد.

• في كل مكان من العالم يقوم علماء الطواغيت بإثارة الشبهات لتنفير الناس عن المجاهدين، فما هي أبرز الشبه التي يثيرها علماء الطواغيت في دول غرب إفريقية؟

طبعا هي شبهة الخوارج وأننا نقتل المسلمين ونشرب دماءهم وأننا وأننا... ويعلم الله أننا لسنا خوارج، وإني لأعجب والله من أمّة لا يحمل همّها إلا «الخوارج»! ولا يكفر بالطاغوت منها إلا «الخوارج»! ولا يدفع عنها العدو الصائل إلا «الخوارج»! عجبا لتلك الأمّة كيف رضيت لنفسها التبعية والخنوع، ولا يرفع أحد منها رأسه إلا رمي بالخارجية؟! عش رجبا ترى عجبا. وإننا سنظل نقاتل الكفر بكل ملله ونحله حتى قيام الساعة، وتسير قافلتنا ولن يضرها نباح الكلاب، ونقول لعلماء البلاط، وكهنة السلطان الذين لا نسمع نشازهم إلا في مناوأة المجاهدين، وأما عند جرائم الصليبيين في كل بلاد المسلمين فهم عنها صم بكم لا نسمع لهم ركزا، فنقول لهم: موتوا بغيظكم، وعضوا أصابعكم من الغيظ وقطّعوها وكلوها، فلن توقفنا فتاويكم الضالة التي تخرج من قصور الطواغيت.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ - العدد 41 حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي سنخرج من محنتنا أصلب ...

صحيفة النبأ - العدد 41

حوار مع والي غرب إفريقية الشيخ أبو مصعب البرناوي
سنخرج من محنتنا أصلب عوداً وأقوى ساعداً بإذن الله
[4/4]

• يثير الإعلام كثيرا من الأخبار عن قيام جنود الولاية بتنفيذ عمليات تفجير في المساجد والأسواق وما شابه ذلك، فهل من منهجكم التفجير في عوام الناس المنتسبين إلى الإسلام؟ وهل تقولون أن الأصل في الناس في دار الكفر الطارئ هو الكفر؟

الحمد لله على توجيهك لي هذا السؤال، فكم كنت مشتاقا أن أبيّن ويعلم الناس حقيقتنا وحقيقة تلك الأفعال، فقد نهت الدولة عن استهداف عوام الناس المنتسبين إلى الإسلام وتبرأت من هذا الفعل؛ فكل من يفعل هذا إنما يفعله لنفسه لا باسم الخلافة -أعزها الله- ولا تتبنى مثل هذا، وأما نحن فالله يعلم ثم جنودنا يعلمون أننا لا نقول بأن الأصل في الناس في دار الكفر الطارئ هو الكفر، وكذلك لا نقول بأن الأصل فيهم هو الإسلام، لكن من أظهر الإسلام ولم يظهر ناقضا من نواقضه، لم نكفّره فضلا عن أن نستبيح دمه، وكم حاربنا هذا الغلو ولا زلنا نحاربه، وبناء على ذلك فإننا لا نستهدف مساجد عوام الناس المنتسبين إلى الإسلام ولا أسواقهم.

• يتحدث الإعلام الغربي عن ازدياد في عدد جنود الدولة الإسلامية في غرب إفريقية، فهل تحدثوننا عن أهم الأسباب التي تدفع بالشباب إلى النفير والالتحاق بصفوفكم؟

الحمد لله، الأمر كما ذكرت لكم، وأهم الأسباب التي تدفع الشباب إلى النفير هي أولا: مشاهدتهم جنود الخلافة وهم يسطرون أروع الصفحات للأمة، ووقوفها في وجه أعتى حملة صليبية أعاد لكل الأمة الثقة بنفسها، وجعل شبابها ينفرون إلى سوح الجهاد، ثانيا: من أهم الأسباب التي تدفع الشباب للنفير إلينا، هي تسلط الحكام الطواغيت على بلدان المسلمين ومحاربة كل مظاهر الإسلام، فضلا عن ظلمهم وخيانتهم، وطغيانهم عليهم.

• كيف تقيّمون وضع ولاية غرب إفريقية في ظل الحرب الصليبية عليها؟

هي بخير والحمد لله، ولا زالت قوية وصامدة بفضل الله، وهي باقية -بإذن الله- شوكة في حلوق الصليبيين والمرتدين.


• هل من رسائل توجهونها للمسلمين عموما وللمجاهدين خصوصا؟

نعم، نقول للمسلمين عموما: انفروا في سبيل الله، واللهَ اللهَ في دولتكم فقد اجتمع الكفار عليها، فقفوا موقفا يرضى به الله عنكم، ومن لم يستطع النفير منكم فدونه المرتدون والصليبيون، فليُسعر الحرب في عقر دارهم فذلك أنكى فيهم وأوجع لهم، وإياكم أن تنجرّوا لمعاونة الصليبيين على خلافتكم ولو بكلمة واحدة أو بشطر كلمة، فإن ذلك ردة جامحة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أما رسالتي للمجاهدين -في الولاية وبقية ولايات الدولة الإسلامية- فأقول لهم: اثبتوا إنكم على الحق، اثبتوا إنكم على الحق، وظنوا بربكم خيرا، حاشاه أن يخذلكم وأنتم تقاتلون أعداءه وتسعون في نصرة دينه، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فإياكم أن تهنوا أو تلينوا، واصدقوا مع الله يصدقكم، فتمسكوا بدينكم وتعاونوا على البر والتقوى، ولا يستخفّنكم الذين لا يوقنون، وأستودعكم الله.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [4/4] وفي شهر ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[4/4]

وفي شهر ربيع الأول من عام 1427 هـ، قدّر الله أن يحضر الشيخ أبو إيمان من الشمال، ليلتقي مع بعض مسؤولي التنظيم وليذهبوا جميعا للقاء الشيخ الزرقاوي في حزام بغداد الجنوبي، وفي إحدى المحطات على الطريق، حدث إنزال أمريكي على المنزل الذي استقروا فيه، وقد كانوا خرجوا من المدينة إلى ريف بغداد بغير سلاح بسبب اضطرارهم إلى سلوك طريق عليه الكثير من الحواجز، فاعتقلهم الصليبيون بقدر من الله بعد اشتباك مع مجموعة من الاستشهاديين كانوا في مضافة بجوارهم وقصْف مقرهم، وبالتالي اكتشفت الاستراحة التي كان فيها الشيخ أبو إيمان مع إخوانه، وكانت تلك من أقسى الضربات الأمنية التي تعرض لها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

وفي السجن أعمى الله أبصار المحققين مجددا عن حقيقة أغلب من وقع بأيديهم من مسؤولي التنظيم، ولما رأى الصليبيون حرص الإخوة على الشيخ أبي إيمان (وكان الأمريكيون في فترة اعتقاله يسمونه الحاج إيمان)، واجتهادهم في إبعاد التهم عنه، ورغبتهم بتخليصه بأي وسيلة، ولو بأن يتحمل بعضهم كل المسؤولية، انتابتهم الشكوك حوله، وزاد من تأثير تلك الشكوك ما رأوه من وقار الشيخ وهدوئه، فزادوا من بحثهم حول شخصيته وهم على يقين بأنه شخص مهم في التنظيم، إلا أن الله خيّب مساعيهم وكان أكثر ما توصّلوا إليه أن عرفوا انتماءه إلى التنظيم فظنوا أنه أمير تلعفر، حيث كان الشيخ يعمل في مدينته بطريقة شبه علنية، لكونه معروفا في تلك المنطقة.

فمكث في السجن بضع سنين، قضاها متنقلا بين سجون ومعتقلات الأمريكيين من جنوب العراق إلى شمالها، فلا يمكث في عنبر من سجن فترة، حتى ينقلوه إلى عنبر آخر، ثم لا يلبثون أن يسفّروه من هذا السجن إلى سجن آخر بعيد، لعلمهم بتأثيره على المعتقلين، ولما كانوا يشاهدونه من تحلقهم حوله في كل مكان يدخل إليه، وكاد الصليبيون أن يقتلوا الشيخ في سجنه، حين قُتل أحد المرتدين في عنابر السجن ولم يعرفوا المحرّض على ذلك، ولكن نجاه الله بفضله من كيدهم، واستمروا في محاولة إنهاكه بالتنقّلات، وهم لا يعلمون أنهم يخدمونه بذلك أعظم خدمة، فكلما انتقل إلى مكان جديد فُتحت له ساحة جديدة للدعوة والتعليم، وكان يركز جلّ دعوته على توحيد الله في حكمه وما ينقضه من شرك الطاعة وشرك القصور والدستور، فلا يحلّ في مكان إلا ويحدِّث أصحابه حديث يوسف عليه السلام، {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}، فيجتمع عليه الإخوة لينهلوا من علمه، وليكون لهم أميرا ومرجعا في الأمور كلها، إذ درس عليه في تلك الفترة كثير من جنود الدولة الإسلامية، منهم الواليان البطلان اللذان جعلهما الله عذابا على الرافضة في بغداد، مناف الراوي وحذيفة البطاوي تقبلّهما الله.

وفي فترة سجنه تلك جرت أحداث هامة في تاريخ الجهاد في العراق، إذ انتقل الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبّله الله- إلى ديالى لتهيئة الأوضاع لإقامة الدولة الإسلامية، لكنه قُتل على يد الصليبيين قبل أن يعلن عن قيامها بنفسه، ليستلم الراية من بعده الشيخ أبو حمزة المهاجر، تقبله الله، والذي أعلن حلّ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وأعلن البيعة للشيخ أبي عمر البغدادي -تقبله الله- أوّل أمير لدولة العراق الإسلامية، ومن تلك الأحداث الجسام الردة الجماعية للفصائل والتنظيمات التي دخلت في مشروع الصحوات الأمريكي، وضاقت الأرض على الموحدين، واستحرّ القتل في المجاهدين، حتى قُتل الشيخان أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر، تقبّلهما الله، ليأخذ الراية الشيخ أبو بكر البغدادي حفظه الله، وتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ دولة العراق الإسلامية.

خرج الشيخ أبو علي الأنباري في بدايات تلك المرحلة الهامّة التي كانت أبرز معالمها دخول مجاهدي دولة العراق الإسلامية إلى الشام بعد الموجة التي عمّت الكثير من بلدان المسلمين وأطلق عليها (ثورات الربيع العربي)، وتمدد الدولة الإسلامية إلى الشام، لتقوم بذلك الدولة الإسلامية في العراق والشام، ليشارك -رحمه الله- في صناعة الكثير من الأحداث الهامة حتى مقتله، بعد أن قرت عينه بإقامة الدين، وعودة الخلافة، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في حلقة أخرى من سيرته العطرة، تقبله الله.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [3/4] وقدّر الله ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[3/4]

وقدّر الله أن يتم اللقاء بين الشيخين أبي مصعب الزرقاوي وأبي إيمان تقبلهما الله، فأحبّ كلٌّ منهما الآخر، وفرح كل منهما بأن الآخر على عقيدته ومنهجه السليم، وكان الاتجاه العام للمجاهدين في (أنصار السنة) آنذاك السعي لتوحيد الصف والاجتماع تحت إمرة الشيخ الزرقاوي والانضمام إلى صفوف (تنظيم القاعدة)، فضغطوا على قيادتهم لتحقيق ذلك، وجهد الشيخ أبو إيمان بنفسه لتنسيق اجتماع مباشر يضم أميري الجماعتين، وهذا ما تم له، حيث اجتمع الشيخ الزرقاوي بأمير (أنصار السنة) أبي عبد الله الشافعي، والذي امتنع عن توحيد الجماعتين متعلّلا بالرغبة في استشارة جنوده، رغم علمه المسبق برأيهم وأنهم هم من كان يدفع لجمع الكلمة وتوحيد الجماعتين ببيعة (أنصار السنة) لـ (تنظيم القاعدة) آنذاك، وهنا أعلن الشيخ أبو إيمان بيعته للشيخ الزرقاوي وانضمامه إلى صفوف (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، ومن ورائه بايع القسم الأعظم من مجاهدي (أنصار السنة)، في واحدة من أكبر البيعات في تاريخ الجهاد في العراق والتي عرفت حينها ببيعة «الفاتحين»، حيث اختار الشيخ أبو مصعب الشيخ أبا إيمان نائبا له في إمارة التنظيم، ولكنه ما لبث أن اعتقله الصليبيون، وأودعوه زنازين سجن أبي غريب، ليأذن الله له بالخروج بعد شهور وقد أعمى أبصارهم عنه، فلم يعرفوا شخصيته الحقيقية، ولم يعرفوا الدور الذي كان يلعبه في ساحة القتال المشتعلة عليهم.

كانت وسائل الإعلام الصليبية تشنّ حملة شرسة لتشويه سمعة المجاهدين في العراق وعلى رأسهم الشيخ أبو مصعب الزرقاوي -تقبّله الله- وإخوانه، وشارك في تلك الحملة أمراء الفصائل الضالّة وقادة حزب الإخوان المرتدين «الحزب الإسلامي»، وخاصة بعد أن أصبح اسم الشيخ الزرقاوي ملء السمع والبصر، وصار وجود مجاهدي (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) سداً منيعا في وجه كل مشاريع الخيانة من أولئك الضالّين الذين أعلنوا ردّتهم، ومما زاد من هموم الشيخ الزرقاوي ما كان يبلغه من انتقادات مصدرها القائمون على تنظيم القاعدة في خراسان، لا تدع مجالا للشك في أنّهم كانوا يصدّقون ما يثار في الإعلام الصليبي من شائعات ضد مجاهدي العراق، ولكن لانكشاف أمر معظم الفصائل ووضوح انحرافاتها مبكّرا، لم يكن أمام هؤلاء إلا الشكوى من سوء العلاقة بين الشيخ الزرقاوي وإخوانه و(أنصار السنّة)، فقد كان قادة (أنصار السنة) على اتصال دائم مع عطية الله الليبي عن طريق إيران، حيث كان للطرفين فيها موطئ قدم ونقاط تواصل، وأمام حالة الحزن التي انتابت الشيخ الزرقاوي -تقبله الله- من معاملة بعض القائمين على قاعدة خراسان له، وسوء ظنهم به، وبسبب صعوبة التواصل معهم، كان الخيار الأفضل لديه أن يرسل مبعوثا من قبله إليهم، ليبيّن لهم حقيقة ما يجري في العراق ويكشف لهم حقيقة افتراءات أمراء (أنصار السنة) على المجاهدين، ولم يكن في نظر الشيخ الزرقاوي -رحمه الله- من هو أفضل من الشيخ أبي إيمان لإنجاز هذه المهمّة، لكونه نائبا له، ولعلمه، وقدره، ولكونه كان المسؤول الشرعي السابق لتلك الجماعة المفترية (أنصار السنة)، فهو الأعرف بحالهم وخفايا أمرهم، فاستجاب الشيخ لطلب أميره، ومضى إلى خراسان، حيث التقى بالقائمين على قاعدة خراسان وشرح لهم حقيقة ما يجري في أرض العراق، وعاد بعد ذلك ليطلع الشيخ الزرقاوي على أحداث تلك الرحلة، والنتائج التي تحققت من خلالها.

وفي الوقت الذي كان الجيش الصليبي الأمريكي يترنح في العراق، كانت مشاريع أهل الضلال أيضاً تتشكل على الأرض، وكل منهم يحاول أن يسرق ثمرة الجهاد في العراق بتلاعب شياطين «السرورية» ومخابرات الحكومات العربية المرتدة وخاصة في الخليج، فكان ردّ الشيخ الزرقاوي وإخوانه الإسراع في تطوير مشروعهم ليصلوا به إلى جمع خيرة الفصائل عقيدة ومنهجا في إطار واحد بما فيها (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، وأُطلق على هذا الإطار الجامع مسمى (مجلس شورى المجاهدين في العراق)، وحصل الاتفاق على أن تكون إمارة هذا المجلس دورية بين الفصائل المشكّلة له، ووقع الاختيار هنا على الشيخ أبي إيمان ليكون أول أمير لمجلس شورى المجاهدين، حيث ألقى بنفسه البيان الأول لهذا المجلس واتخذ لنفسه اسما حركيا هو (عبد الله بن رشيد البغدادي) الذي اشتهر حينها على وسائل الإعلام.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [2/4] كان للغزو ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[2/4]
كان للغزو الصليبي للعراق نتائج عديدة، منها انهيار النظام البعثي، وجيشه، وجميع أجهزة الدولة الأمنية، وانتشار الفوضى في البلاد، وكثرة السلاح في أيدي الناس، والضربة القاصمة التي أصابت جماعة أنصار الإسلام في كردستان فقُتل الكثير من مجاهديها بصواريخ الكروز الأمريكية، ودخول عدد من المجاهدين المهاجرين إلى العراق مستغلين حالة الفوضى، ومن بينهم الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، تقبله الله، وكذلك إظهار الإخوان المرتدين في العراق لعقيدتهم الشركية ومنهجهم الكفري، ودخولهم في صف الصليبيين والروافض.

وبعد فترة قصيرة من سقوط بغداد بأيدي الصليبيين، تشكل في العراق عدد كبير من الفصائل المقاتلة، ذات غايات ومذاهب شتى، ومن بين تلك الجماعات (جماعة التوحيد والجهاد) التي تشكلت من مجموعات المهاجرين والأنصار وقادها الشيخ أبو مصعب الزرقاوي، و(أنصار السنة) الذي كان تشكل من بقايا (أنصار الإسلام) بعد انحيازهم إلى مدن العراق ومن مجموعات الموحّدين المنتشرة في مناطق العراق المختلفة، وأسندت قيادته لقادة (أنصار الإسلام) الذين نزلوا إلى مدن العراق بعد أن فقدوا ملاذاتهم القديمة في جبال كردستان، وكانت مجموعة تلعفر السلفية من المجموعات التي انضمت إلى (أنصار السنة)، وذلك بعد فترة قصيرة من انطلاق عملها العسكري باسم (كتائب محمد رسول الله)، عليه الصلاة والسلام، ولم تمض فترة طويلة حتى اختير الشيخ أبو إيمان (وهي كنية الشيخ الأنباري التي اختارها لنفسه بعد الاحتلال الصليبي) مسؤولا شرعيا عاما لجيش أنصار السنّة.

وقدّر الله أن يتم اللقاء بين الشيخين أبي مصعب الزرقاوي وأبي إيمان تقبلهما الله، فأحبّ كلٌّ منهما الآخر، وفرح كل منهما بأن الآخر على عقيدته ومنهجه السليم، وكان الاتجاه العام للمجاهدين في (أنصار السنة) آنذاك السعي لتوحيد الصف والاجتماع تحت إمرة الشيخ الزرقاوي والانضمام إلى صفوف (تنظيم القاعدة)، فضغطوا على قيادتهم لتحقيق ذلك، وجهد الشيخ أبو إيمان بنفسه لتنسيق اجتماع مباشر يضم أميري الجماعتين، وهذا ما تم له، حيث اجتمع الشيخ الزرقاوي بأمير (أنصار السنة) أبي عبد الله الشافعي، والذي امتنع عن توحيد الجماعتين متعلّلا بالرغبة في استشارة جنوده، رغم علمه المسبق برأيهم وأنهم هم من كان يدفع لجمع الكلمة وتوحيد الجماعتين ببيعة (أنصار السنة) لـ (تنظيم القاعدة) آنذاك، وهنا أعلن الشيخ أبو إيمان بيعته للشيخ الزرقاوي وانضمامه إلى صفوف (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، ومن ورائه بايع القسم الأعظم من مجاهدي (أنصار السنة)، في واحدة من أكبر البيعات في تاريخ الجهاد في العراق والتي عرفت حينها ببيعة «الفاتحين»، حيث اختار الشيخ أبو مصعب الشيخ أبا إيمان نائبا له في إمارة التنظيم، ولكنه ما لبث أن اعتقله الصليبيون، وأودعوه زنازين سجن أبي غريب، ليأذن الله له بالخروج بعد شهور وقد أعمى أبصارهم عنه، فلم يعرفوا شخصيته الحقيقية، ولم يعرفوا الدور الذي كان يلعبه في ساحة القتال المشتعلة عليهم.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله) [1/4] أنعم الله ...

قصة شهيد / العالم العابد والداعية المجاهد الشيخ أبو علي الأنباري (تقبّله الله)
[1/4]

أنعم الله على العراق قبل الغزو الأمريكي بأشتات من الموحّدين حملوا على عاتقهم همّ نشر التوحيد ومحاربة الشرك والبدعة رغم طغيان البعث العلماني الكافر وحربه على الإسلام والمسلمين، فلما نزل الصليبيون على أرض العراق كانوا السدّ المنيع في وجههم، فأفشلوا بفضل الله مخططاتهم، وأخرجوهم منه أذلاء مدحورين، وأقاموا دولة الإسلام على أرض الرافدين، وثبتوا على ذلك، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أبقاه الله حتى أنعم عليه برؤية اليوم الذي يكون فيه الدين كله لله، في دولة إسلامية تولّى أمرها خليفةٌ قرشيٌّ يسوس الناس على منهاج النبوة.

وكان من أولئك الدعاة الذين ساروا على منهج الأنبياء في تعلم التوحيد، وتعليمه للناس، وجهاد أعداء الله بالسيف والسنان والحجة والبرهان، والصبر على ما أصابهم في هذه الطريق من ابتلاءات، حتى قُتلوا شهداء في سبيل الله، الشيخ المجاهد أبو علي الأنباري تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

ففي الوقت الذي كان طاغوت البعث الهالك صدام حسين وحزبه المرتد يهيمنون على العراق بحكمهم الفرعوني الغاشم، الذي لم يتوقف عند حد استبدال القوانين الوضعية بحكم الله، بل سعى إلى تغيير عقائد المسلمين بإفساح المجال لمشركي الصوفية والرافضة، ونشر المذاهب العلمانية الماديّة، وفتح الباب مشرعا أمام الرافضة والصوفية لنشر أديانهم الباطلة، وفي الوقت الذي كان فيه الناس تحت سطوة هذا الطاغوت المجرم، كان الشيخ عبد الرحمن القادولي (وهو اسمه الحقيقي) يصدع بالتوحيد في أحد مساجد مدينة تلعفر الواقعة غرب مدينة الموصل، وكان الناس يحتشدون في مسجده يوم الجمعة حتى تمتلئ الشوارع المحيطة به، فناله من أذى الطاغوت وأجهزة مخابراته ما ناله.

لم ترهبه تهديدات البعثيين، ولم يصدّه عن جهادهم أن كان وحيد أبويه، ولا كونه معيلا لأسرة كبيرة ليس لها من معيل سواه، ولا خوف على مسجد يدعو إلى الله بين جنباته، فكفر بالبعث وكفّر المنتسبين إليه، وحرض خاصته وإخوانه على تكفيرهم وقتالهم.

لم يدم صبر مرتدي البعث طويلا عليه، فلم يلبثوا أن منعوه من الخطابة، بل وحتى من الأذان في المساجد، وصاروا يضيقون عليه، إلى درجة أنه لا يمر عليه شهر إلا ويُستدعى من قبل مخابرات الطاغوت.

في ذلك الوقت كان نظام البعث في العراق يزداد ضعفا، بعد سلسلة الحروب الفاشلة التي خاضها مع أعدائه، وكان الموحّدون يترقبون انهياره، ويتوقعون في الوقت نفسه أن تقدم أمريكا الصليبية على غزو العراق لاحتلاله بحجة إسقاط نظام الطاغوت، ولكن لم يكن لديهم القدرة على تشكيل جسم قوي ينازل الطاغوت في معارك فاصلة، فكان الحال أن تجتمع كل مجموعة بعناصرها في منطقة من المناطق ليتعارف أفرادها، ويتآلفوا، ويتدارسوا الدين بعيدا عن أعين البعثيين، فتشكلت بذلك عدة مجموعات غير مترابطة ببعضها في كلٍّ من بغداد وحزامها، والأنبار وباديتها، وديالى وكركوك، والموصل، وتلعفر التي كان الشيخ أبو علاء (وهي كنيته الحقيقية) كبير إخوانه فيها، وشيخهم، ومرجعهم في الفتوى والقرارات.

لم يقتصر نشاط الشيخ أبي علاء على مدينة تلعفر التي أقام فيها ودرس سابقا في معهدها الشرعي، بل امتد إلى مناطق أخرى من العراق، وخاصة بغداد التي درس في جامعتها من قبل، حيث نسج علاقة مع جماعة الشيخ فايز -تقبله الله- السلفية، وموحدي مدينة الموصل التي كانت حاضرةَ شمال العراق، ومجاهدي كردستان، حيث جماعة أنصار الإسلام الذين كانوا يديرون ساحة الجهاد الوحيدة في المنطقة آنذاك وإليهم نفر كثير من شباب العراق وغيرها من البلاد.

أثمرت دعوة الشيخ أبي علاء وإخوانه في تلعفر خيرا، فتاب على يديه -بفضل الله- كثير من الروافض من سكان المدينة، وكفر كثير من الناس بعقيدة البعث، وتبرأ غيرهم من العمل في خدمة الطاغوت صدام في جيشه وأجهزة أمنه، وكان من هؤلاء جميعا من ثبّته الله وصار من خيار المجاهدين فيما بعد حتى توفاهم الله شهداء في سبيله، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

وبموازاة نشاطه الدعوي لم يهمل الشيخ الجهاد في سبيل الله، فكان ينسق مع المجاهدين في جبال كردستان، كما عمل مع من يثق بهم من الموحدين في تلعفر على تشكيل جماعة مجاهدة للقيام بعمليات عسكرية ضد نظام الطاغوت صدام حسين، وحزبه الجاهلي، وجنوده وأنصاره المرتدين، وأشرف على التدريب العسكري لتلك المجموعة الشيخ أبو المعتز القرشي -تقبله الله- الذي كان حينها من الضباط التائبين الذين كفروا بالبعث وتبرؤوا من موالاة الطاغوت وجيشه المرتد، ولكن قدّر الله أن يوجَّه نشاط هذه الجماعة المجاهدة إلى عدو أكبر، وهم الصليبيون الذين غزوا أرض العراق بقيادة أمريكا.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 41
الثلاثاء 28 شوال 1437 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

دين الإسلام وجماعة المسلمين (2) [3/3] وهذه الجماعة التي فرضت على المسلمين هي الخلافة القرشية ...

دين الإسلام
وجماعة المسلمين (2)
[3/3]

وهذه الجماعة التي فرضت على المسلمين هي الخلافة القرشية التي أمر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما بالتزامها، وقد بنيت على أركان كما بني الإسلام على أركان، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم) فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: (وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين، المؤمنين، عباد الله) [رواه الترمذي عن الحارث الأشعري] فجماعة المسلمين التي أمرنا بالاعتصام بها والتزامها والعض عليها بالنواجذ والتي لا يظهر حكم الإسلام في الأرض إلا بها بنيت على خمسة أركان بعد أركان الإسلام: الهجرة والسمع والطاعة والجماعة والجهاد، ولا سمع ولا طاعة ولا جماعة من غير بيعة وإمام ولا هجرة من غير إيواء ونصرة ولا جهاد من غير إعداد ورباط وقتال

وقال المهدي المحدث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة [سنن الدارمي]
ولأهمية جماعة المسلمين في ظهور دين الإسلام، كانت الدعوة إلى أركانها بعد الدعوة إلى أركان الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال- فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين) [رواه مسلم عن بريدة]، فمن لم يهاجر كان كالأعراب و{الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} [سورة التوبة: 97] وقال جل وعلا: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} [سورة الأنفال: 72] وقال جل وعلا: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} الآية [سورة الأنفال: 74-75]

ولأهمية جماعة المسلمين حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج منها فقال صلى الله عليه وسلم: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) [رواه مسلم عن أبي هريرة]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية) [رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) [رواه مسلم عن ابن عمر]

بل لأهمية جماعة المسلمين، أباح النبي صلى الله عليه سلم دم من شق صفها فقال صلى الله عليه وسلم: (إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائنا من كان) [رواه مسلم عن عرفجة]، وفي رواية: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخر منهما) [رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة) [رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود]

ومن نعمة المولى على الموحدين أن جدد لهم هذه الجماعة -من غير حول منهم ولا وقوة- بعد قرون من غيابها، وكانت حقا قبل ذلك الفريضة الغائبة في عنق كل مسلم، يحاسب على تفريطه في السعي لتجديدها، فعلى كل موحد أن يشكر ربه قولا وعملا، بالتحدث بهذه النعمة في المجالس الخاصة والعامة، {وأما بنعمة ربك فحدث} [سورة الضحى: 11]، وبالحفاظ على هذه النعمة والدفاع عنها والقتال دونها والتزام أركانها -الهجرة والسمع والطاعة والجماعة والجهاد- ولوازم هذه الأركان -الإيواء والنصرة والبيعة والإعداد والرباط- ليزيدهم الله من فضله،قال جل وعلا: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [سورة إبراهيم: 7].

اللهم افتح على أيدينا القسطنطينية ورومية، واجعلنا من عبادك الصابرين الشاكرين، آمين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

دين الإسلام وجماعة المسلمين (2) [2/3] وإنما كان الفرض أن يقاتِل أهلُ الإسلام أهلَ ...

دين الإسلام
وجماعة المسلمين (2)

[2/3]


وإنما كان الفرض أن يقاتِل أهلُ الإسلام أهلَ الإشراك من وراء راية واحدة، لا بفِرق وأحزاب بلا جماعة ولا إمام، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [سورة الصف: 4]، ولا يكون الصف الواحد والتمكين لدينه من غير ولاء وبراء، قال جلّ وعلا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 72]، وقال جلّ وعلا: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة الأنفال: 73]، وقال جلّ وعلا: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [سورة البقرة: 251]، وقال جلّ وعلا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة المائدة: 54].

وهذه الجماعة التي فُرضت على المسلمين هي الخلافة القرشية التي أُمر حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- بالتزامها، وقد بُنيت على أركان كما بُني الإسلام على أركان، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم)، فقال رجل: «يا رسول الله، وإن صلى وصام؟» قال: (وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين، المؤمنين، عباد الله) [رواه الترمذي عن الحارث الأشعري]، فجماعة المسلمين التي أُمرنا بالاعتصام بها والتزامها والعض عليها بالنواجذ والتي لا يظهر حكم الإسلام في الأرض إلا بها بُنيت على خمسة أركان بعد أركان الإسلام: الهجرة والسمع والطاعة والجماعة والجهاد، ولا سمع ولا طاعة ولا جماعة من غير بيعة وإمام، ولا هجرة من غير إيواء ونصرة، ولا جهاد من غير إعداد ورباط وقتال.

وقال المهدي المُحدَّث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «إنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة» [سنن الدارمي].

ولأهمية جماعة المسلمين في ظهور دين الإسلام، كانت الدعوة إلى أركانها بعد الدعوة إلى أركان الإسلام، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال- فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك، فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين) [رواه مسلم عن بريدة]، فمن لم يهاجر، كان كالأعراب، و{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [سورة التوبة: 97]، وقال جلّ وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة الأنفال: 72]، وقال جلّ وعلا: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ} الآية [سورة الأنفال: 74-75].


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

دين الإسلام وجماعة المسلمين (2) [1/3] بينا في الحلقة السابقة أن حقيقة الإسلام لغة وشرعا ...

دين الإسلام
وجماعة المسلمين (2)

[1/3]

بينا في الحلقة السابقة أن حقيقة الإسلام لغة وشرعا هي السلامة (أي الإخلاص) والاستسلام (أي الانقياد) لله، وأن المرء لا يكون مسلما ما لم يكن مستسلما لله، سالما له...

ومما يجب على المرء معرفته أن الله -جل وعلا- فرض على طوائف الناس السلامة والاستسلام له كما فرض ذلك على أفرادهم، ففرض عليهم الحكم بشرعه وحده، والتحاكم إليه وحده، والاحتساب على من خالفه، وقتال من امتنع عن بعضه، فيقاتلون الناس كافة على هذا الدين بهذين المعنيين: السلامة والاستسلام لله، ولا يتركون قتالهم ما لم يلتزموا شرائع الإسلام طوعا، إلا إن قبلوا الجزية وخضعوا لحكم الإسلام كرها.
قال الله، جل وعلا: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصدٍ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفورٌ رحيمٌ} [سورة التوبة: 5]، وقال جل وعلا: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقومٍ يعلمون} [سورة التوبة: 11]، وقال جل وعلا: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} [سورة البقرة: 193]، وقال جل وعلا: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصيرٌ} [سورة الأنفال: 39]، وقال جل وعلا: {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا} [سورة النساء: 76]، وقال جل وعلا: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون} [سورة التوبة: 29].
وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتال الناس حتى يلتزموا أركان الإسلام الظاهرة، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن رأس هذا الأمر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإن قوام هذا الأمر إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) [رواه أحمد عن معاذ]، وقال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا، عصموا مني دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) [رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر].

وأمر خليفته شيخ الإسلام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بمثله، فعن حنظلة بن علي بن الأسقع أن أبا بكر -رضي الله عنه- بعث خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وأمره أن يقاتل الناس على خمس، فمن ترك واحدة من خمس، فقاتله عليها كما تقاتل على الخمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان [وحج البيت] [السنة للخلال وتاريخ الإسلام للذهبي].

وإنما كان الفرض أن يقاتل أهل الإسلام أهل الإشراك من وراء راية واحدة، لا بفرق وأحزاب بلا جماعة ولا إمام، {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيانٌ مرصوصٌ} [سورة الصف: 4]، ولا يكون الصف الواحد والتمكين لدينه من غير ولاء وبراء، قال جل وعلا: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعضٍ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيزٌ حكيمٌ} [سورة التوبة: 72]، وقال جل وعلا: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعضٍ إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ} [سورة الأنفال: 73]، وقال جل وعلا: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضلٍ على العالمين} [سورة البقرة: 251]، وقال جل وعلا: {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليمٌ} [سورة المائدة: 54].


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ – العدد 480 المقال الافتتاحي: يَعِدُهم وَيُمَنّيهِم باتت تصريحات الطاغوت ...

صحيفة النبأ – العدد 480
المقال الافتتاحي:

يَعِدُهم وَيُمَنّيهِم

باتت تصريحات الطاغوت النيجيري حول نيتهم إنفاق "ثلثي ميزانيتهم" على "حرب الإرهاب"، مدعاة للسخرية بين الناس، كما وصفوا تعداده "القضاء على الإرهاب" ضمن "إنجازات" العام الفائت بـ "الهراء" وتساءلوا مستغربين كيف تُصرف هذه الميزانيات الضخمة في محاربة ما زعموا القضاء عليه مرات عديدة!، بل وما زالت حملاتهم المتعثرة تدفع ثمنا باهظا في غابات ألغارنو وغيرها من أدغال غرب إفريقية.

إقليميا، وصلت نوبة اضطراب الطاغوت النيجيري إلى أسوأ مراحلها، إذ أصبح عامِهًا مترددا بين الدول في تسوّل ومسكنة يستجدي هذه ويسترضي تيك، كالشاة العائرة بين قطيعين لا تدري أيهما تتبع، فاستجدى فرنسا الصليبية التي رحلت عن دويلات إفريقية بعد فشلها في تأهيل الجيوش المحلية لمكافحة الجهاد رغم سرقتها لثرواتهم، كما حاول استرضاء دويلة النيجر بعد انسحابها من التحالف الإفريقي المتفكّك الذي فشل هو الآخر في مهمته ضد المجاهدين، دويلة النيجر التي أنهكتها ضربات جنود الخلافة التي تطالها من كل الجهات حتى باتت محصورة بالمعنى الحقيقي بين فكي الأسد.

لقد حار الطاغوت المخمور وارتبك وهو يرى جيشه الموصوف بأقوى الجيوش الإفريقية؛ تنهار معنوياته، وتتهاوى "معسكراته الكبرى" التي لاذوا بها وأسندوا ظهورهم إليها، وكيف أصبحت -بفضل الله وحده- في مُتناول الثلة المؤمنة التي تستمد عزتها وتقتبس قوتها من لدن القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء، وهذا سر ثباتهم وإصرارهم {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي أنشأتها حكومة نيجيريا بمثابة مواقع ترسانة عسكرية كبيرة، جرى تصميمها بشكل دائري وليس لها سوى منفذ واحد، وتحوي ألف جندي أو يزيدون، وعشرات الآليات والمدرعات المحمّلة بمختلف أنواع الرشاشات الثقيلة، ناهيك عن الأسلحة الثقيلة المنصوبة على الأرض موزّعة على أطراف المعسكر من كل الجهات، محاطة بالخنادق والمتاريس والتلال، والمسافة التي يبعد الواحد منها عن الآخر تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات، وأقصاها عشرة كيلومترات لضمان الإمداد، وبينها دوريات دائمة واستطلاع مكثف من الطائرات المسيرة.

وكان الهدف من إنشاء هذه المعسكرات على تخوم مناطق المجاهدين وطرق تنقلهم؛ هو إطباق الحصار عليهم، لإعاقة تحركاتهم وقطع خطوط إمدادهم أثناء الحملات التي يشنها المرتدون عليهم، ومن أجل تسهيل حشد جيوشهم وتحريك أرتالهم انطلاقا من تلك المعسكرات على حساب دفاعات المجاهدين الأمامية.

ولم يكن مخطط حصار مناطق المجاهدين بهذه المعسكرات وليد اللحظة، إلا أنهم قاموا بتطويره في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وقد منّاهم الشيطان منذ خمسة أعوام مضت بأنهم لا محالة ناجحون في القضاء على الدولة الإسلامية في غرب إفريقية بهذه الطريقة، لكن الحقيقة الواقعية باتت عكس ذلك، واتضح للجميع أن وعودهم كسراب بقيعة لا حقيقة لها، إذ إن الله يخيب آمالهم ويذهب مسعاهم أدراج الرياح في كل مرة، كما قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}، قال ابن كثير: "وهذا إخبار عن الواقع؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك". وبات المجاهدون يخرجون عقب كل حملة أصلب عودا وأقوى إرادة وأخلص يقينا وإيمانا وأسلم لرب العالمين.

لقد أخذ المرتدون كل احتياطاتهم وحسبوا كل الحسابات حتى اعتقدوا أن "المعسكرات الكبرى" حلقات من حديد ودوائر مغلقة لا تُخترق، وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد اغترارا بالنفس وزُهوًّا بالقوة، لكنهم تناسوا أو ربما جهلوا احتمالا واحدا لم يحسبوا حسابه ومنه يؤتون، وهو أنهم قوم مجرمون وأن بأس الله تعالى لا يرد عن القوم المجرمين، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وهدى جنود الخلافة لوضع خطة مهاجمة هذه المعسكرات بطريقة لم يتوقعوها، فلقد كانوا يتوقعون أن يهاجم المجاهدون هذه المعسكرات بأرتال الآليات، مما يتيح للعدو استهدافها جوًّا وبرّا قبل وصولها للهدف، لكن المجاهدون اتبعوا تكتيكات أخرى من خلال مباغتة تمركزات العدو عبر دوريات مشاة بحيث لا يرونهم إلا فوق رؤوسهم، فلا يبقى لهم خيار إلا أن يفروا ويتركوا مواقعهم كما حدث مؤخرا في معسكر "سابون غاري" ومن قبله "كاريتو" و "كوكاوا" وغيرها.

ولقد ظهر جليا فشل استراتيجية "المعسكرات الكبرى" في نتائج حملات الجيش النيجيري التي يشنها منذ سنوات في "غابات ألغارنو" والتي تحولت بفضل الله تعالى إلى دورة موسمية لاستنزاف القوات النيجيرية عسكريا وبشريا وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، مما زاد من تفاقم النكسات العسكرية للقوات في مناطق شمال شرق نيجيريا، وفاقم الأزمات الداخلية في الحكومة وقادتها.


- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ – العدد 480 المقال الافتتاحي: على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي ...

صحيفة النبأ – العدد 480
المقال الافتتاحي:

على الصعيد الميداني، تعد "المعسكرات الكبرى" التي أنشأتها حكومة نيجيريا بمثابة مواقع ترسانة عسكرية كبيرة، جرى تصميمها بشكل دائري وليس لها سوى منفذ واحد، وتحوي ألف جندي أو يزيدون، وعشرات الآليات والمدرعات المحمّلة بمختلف أنواع الرشاشات الثقيلة، ناهيك عن الأسلحة الثقيلة المنصوبة على الأرض موزّعة على أطراف المعسكر من كل الجهات، محاطة بالخنادق والمتاريس والتلال، والمسافة التي يبعد الواحد منها عن الآخر تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلومترات، وأقصاها عشرة كيلومترات لضمان الإمداد، وبينها دوريات دائمة واستطلاع مكثف من الطائرات المسيرة.

وكان الهدف من إنشاء هذه المعسكرات على تخوم مناطق المجاهدين وطرق تنقلهم؛ هو إطباق الحصار عليهم، لإعاقة تحركاتهم وقطع خطوط إمدادهم أثناء الحملات التي يشنها المرتدون عليهم، ومن أجل تسهيل حشد جيوشهم وتحريك أرتالهم انطلاقا من تلك المعسكرات على حساب دفاعات المجاهدين الأمامية.

ولم يكن مخطط حصار مناطق المجاهدين بهذه المعسكرات وليد اللحظة، إلا أنهم قاموا بتطويره في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وقد منّاهم الشيطان منذ خمسة أعوام مضت بأنهم لا محالة ناجحون في القضاء على الدولة الإسلامية في غرب إفريقية بهذه الطريقة، لكن الحقيقة الواقعية باتت عكس ذلك، واتضح للجميع أن وعودهم كسراب بقيعة لا حقيقة لها، إذ إن الله يخيب آمالهم ويذهب مسعاهم أدراج الرياح في كل مرة، كما قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}، قال ابن كثير: "وهذا إخبار عن الواقع؛ لأن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك". وبات المجاهدون يخرجون عقب كل حملة أصلب عودا وأقوى إرادة وأخلص يقينا وإيمانا وأسلم لرب العالمين.

لقد أخذ المرتدون كل احتياطاتهم وحسبوا كل الحسابات حتى اعتقدوا أن "المعسكرات الكبرى" حلقات من حديد ودوائر مغلقة لا تُخترق، وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد اغترارا بالنفس وزُهوًّا بالقوة، لكنهم تناسوا أو ربما جهلوا احتمالا واحدا لم يحسبوا حسابه ومنه يؤتون، وهو أنهم قوم مجرمون وأن بأس الله تعالى لا يرد عن القوم المجرمين، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وهدى جنود الخلافة لوضع خطة مهاجمة هذه المعسكرات بطريقة لم يتوقعوها، فلقد كانوا يتوقعون أن يهاجم المجاهدون هذه المعسكرات بأرتال الآليات، مما يتيح للعدو استهدافها جوًّا وبرّا قبل وصولها للهدف، لكن المجاهدون اتبعوا تكتيكات أخرى من خلال مباغتة تمركزات العدو عبر دوريات مشاة بحيث لا يرونهم إلا فوق رؤوسهم، فلا يبقى لهم خيار إلا أن يفروا ويتركوا مواقعهم كما حدث مؤخرا في معسكر "سابون غاري" ومن قبله "كاريتو" و "كوكاوا" وغيرها.

ولقد ظهر جليا فشل استراتيجية "المعسكرات الكبرى" في نتائج حملات الجيش النيجيري التي يشنها منذ سنوات في "غابات ألغارنو" والتي تحولت بفضل الله تعالى إلى دورة موسمية لاستنزاف القوات النيجيرية عسكريا وبشريا وإلحاق خسائر كبيرة في صفوفهم، مما زاد من تفاقم النكسات العسكرية للقوات في مناطق شمال شرق نيجيريا، وفاقم الأزمات الداخلية في الحكومة وقادتها.

على الصعيد الدولي، دفع هذا الإخفاق المتكرر التحالف الصليبي لمحاولة التغطية على فشله والتكتم على فضيحته بالاكتفاء بالدعم السري لهذه الحملات الفاشلة حتى لا تُنسب له نتائج فشلها!، وصار التحالف الإفريقي أكثر التحالفات العسكرية تشتتا وتمزقا، كما اتضح للحكومات الإفريقية أن الدول الصليبية عاجزة عن حماية أمنها فضلا عن أن تحمي حلفاءها وأذنابها في إفريقية، وقد عصفت بهم أعاصير الأزمات وجعل الله بتدبيره بأسهم بينهم و "فاقد الشيء لا يعطيه".

وأخيرا وليس آخرا، فإن المجاهدين لا يتطلعون إلى اقتلاع المعسكرات التي اتخذها المرتدون حصونا لمدنهم فحسب، بل يتطلعون لما هو أبعد من ذلك، إنهم عازمون على انتزاع المدن ذاتها من بين براثنهم بعون الله، وليبخعن نفسه أسفا ويموتن كمدا من بقي منهم حيّا عندما ينجز الله لعباده وعده، قال تعالى: {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}.

وإيماننا بالذي رفع السماء بلا عمد، أنه لو أحاط الصليبيون بالمؤمنين بمعسكراتهم إحاطة الهالة بالقمر والسوار بالمعصم وجعلوا فوقهم أسراب الطائرات عدد الطيور لأنفذ الله أمره، وأنجز وعده، ونصر عباده، وهزم الأحزاب وحده، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


- المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 480

لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

فضائل وفوائد التبكير للصلوات في المساجد [2/2] 10 - المبادرة إلى الصلاة دليل على تعلق القلب ...

فضائل وفوائد التبكير للصلوات في المساجد
[2/2]

10 - المبادرة إلى الصلاة دليل على تعلق القلب بالمسجد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (ورجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه) [رواه البخاري ومسلم].

11- التبكير إلى المسجد وانتظار إقامة الصلاة سببٌ في حضور القلب والخشوع في الصلاة، الذي بيَّن رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- أهميته ومكانته من الصلاة بقوله: (إن العبد لَيُصلي الصلاة وما يُكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها) [صحيح، رواه أحمد وغيره].

12- المبكر إلى الصلاة يتسنَّى له تلاوة شيء من القرآن قبل الإقامة، وفي تلاوته فضل عظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) [رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح].

13- المبكر إلى الصلاة يتمكن من الذكر والدعاء بين الأذان والإقامة، وهذا وقتٌ فاضل من أوقات استجابة الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يُردُّ الدعاء بين الأذان والإقامة) [رواه الترمذي وقال: حديثٌ حَسَن].

14- من يأتي مبكراً يأتي إلى الصلاة بسكينة ووقار، بخلاف المتأخر فإنه غالباً ما يأتيها مستعجلاً مضطرباً، فعن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ سمع جَلَبَةَ رجال، فلما صلى قال: (ما شأنكم؟)، قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، فقال (فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة) [متفق عليه]، وفي رواية للبخاري: (فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار ولا تُسرعوا).

هذه أهم فضائل التبكير إلى الصلوات، فضائلُ عرفها السلف الصالح حقَّ المعرفة، فنهلوا منها، وتسابقوا فيها، ومن يقرأ سيرهم العَطِرة يتعجَّب من علو همتهم وعظيم مسارعتهم!

قال ربيعة بن يزيد: «ما أذَّن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً» [سير أعلام النبلاء].

وقال يحيى بن معين: «أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة ولم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة» [صفوة الصفوة].
وقال سعيد بن المسيب: «ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة» [حلية الأولياء].

وقال وكيع: «كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى» [تاريخ بغداد].

وقال ابن سماعة: «مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوماً واحداً، ماتت فيه أمي» [الوافي بالوفيات].

وقال سفيان بن عيينة: «إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة»، وقد حث على السير إلى الصلاة قبل النداء لها، فقال: «لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى، ائت الصلاة قبل النداء» [حلية الأولياء].

وقال إبراهيم النخعي: «إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه» [صفة الصفوة].

وقال سليمان بن حمزة المقدسي وقد قارب التسعين: «لم أصلِّ الفريضة منفرداً إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط» [ذيل طبقات الحنابلة].
وقال محمد بن المبارك الصوري: «رأيتُ سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة في جماعة بكى» [تذكرة الحفاظ].

وقال حاتم الأصم: «فاتتني الصلاة في جماعة فعزَّاني فيها فلان ولم يعزني غيره، ولو مات لي ولد لعزاني مائة ألف، وما ذاك إلا أنَّ مصيبة الدين عند أهل الدين أعظم من مصيبة الدنيا» [المدخل لابن الحاج].

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من السباقين للخيرات، المسارعين للطاعات، المبكرين للصلوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


* المصدر: صحيفة النبأ - العدد 39
لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

معلومات

⭕ إن مـن يـريـد الحـق لابـد أن يـسمـع مـن الطـرفيـن لا مـن طـرف واحـد.. ندعـوك أخـي المسلـم لتسمـع منـا قبـل أن تحكـم علينـا بما سمعت عنـا•• تواصل تلجرام @wmc111a11

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً