مفاتيح الطريق الصحيح

االحمد لله وبعد:
فإن أعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين حيث تاه غيرنا وراء عقله وهواه دون اتباع هدى الله فجُن البعض ومات البعض وأقرَّ البعض بعد تضييع عمره بهذه الحقيقة وهي أن خالق هذا الكون واحد لا شريك له ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ومن تدبَّر في هاتين الصفتين وجد أنهما الأنسب في ذلك الموطن لأنه سبحانه هو الذي يَصف نفسه، فكل إنسان يتدبر سيفهم المعنى الصحيح فالله سبحانه بفضله وكرمه يهب للإنسان الفهم لكنه بحكمته ورحمته سبحانه يهب هذا الفهم لمن يجتهد كما في الحديث القدسي:(من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه).
فمن الذي يريد أن ينال هذا الشرف دون بذل الغالي والنفيس ولا شك أن كل هذا البذل لابد أن يكون في الطريق الصحيح وأول البذل يكون في طلب العلم فإن صدق الإنسان وجاهد نال العلم والعمل وبذلك يكون المسير الصحيح حتى يصل إلى الغاية العظمى واللذة التي لا يُشبع منها ولا تدانيها أي لذة إنها رؤية الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن طول الطريق وصعوبة الوصول لابد لها من استعانة بمن وضع هذا الطريق سبحانه لذلك كان باب الفقر هو الباب الذي من لزمه نال ما يرغب ونجا من كل ما يرهب ولا بد في هذا الباب من التحلِّي بالصفات التي تعين على المسير وعلى رأسها الحب والخوف والرجاء ثم الهمة العالية هذا كله مع الصبر الجميل، ولا بد من مخالفة هوى النفس والشيطان حتى يصل الإنسان وليتذكر في كل وقت وحين تلك الأسباب عن طريق تدبره لآيات الفاتحة في كل ركعة من صلاته والله الموفِّق سبحانه.
...المزيد

كيف يتم الحصول على الترياق الشافي من سم الثعبان دون التضرر من لدغة العقرب !

االحمد لله وبعد:
فلا شك أن الحصول على منفعة من قِبل غيرك أمر مطلوب، لكنه قد يكون أمراً شاقاً إذا كان هذا الغير ليس من جنسك. والصعوبة تكمن في كون هذا الغير قد تكون له صفات معادية لك تضرك إلى جانب المنافع التي قد تحصل عليها منه، فلذلك إما أن تنتفع منه دون أن تصيبك أضراره وإما أن تحاول أن تخرج منه بأقل قدر من الضرر، ولعل هذه تكون من سنن الله في الكون أن الإنسان لا يحصل على الشيء بسهولة بل لا بد من تعب وأخذ بالأسباب.
لذلك كان لا بد على كل من يريد تحصيل المنفعة من شيء أو مخلوق لابد أن يعرف طبيعة هذا الشيء وخواصّه وأن يعرف كيف يتقي ضرره ويستفيد بمنافعه ولهذا تجد أن أهل التخصص في كل فن هم من يجيدون التعامل مع الأشياء التي تخص هذا الفن التي لها ضرر بالغ دون التضرر منها أو على الأقل الخروج بأقل الأضرار كالطبيب الذي يُخرج الترياق الشافي من سم الثعابين دون التضرر من العقرب السام المؤذي لمعرفته بطبيعة تلك العقارب وكيف يتجنب ضررها.
ما نعنيه أن المسلم لا بد ألا يُقدم على شيء غريب بالنسبة له لا يعرف ملامحه وخصائصه حتى يدرسه دراسة جيدة ويعرف كيف يتعامل معه التعامل الصحيح الذي يجلب له الخير ويدفع عنه الشر بقدر الإمكان ، ولعلَّ هذه مشكلة تواجه كثيراً منا في هذه الأيام في شتى مناحي الحياة فيدخل الإنسان ليخوض التجربة دون التعرف على طبيعة العمل أو الشيء الذي سيُقدم عليه فتكون حياتنا جلَّها تجارب دون الاستفادة من تجارب من سبقونا، فأرجوا أن نكون أكثر حذراً على أنفسنا حتى نُحلّ كثيراً من مشكلاتنا.
ونحن لا نعني بذلك أبداً أن يتخوَّف الإنسان ويُعرض عن الأمور الجليلة بسبب أخطارها وصعوبتها، لكن هذا لا شك سيسهِّل علينا كثيراً مما نحن بصدد اقتحامه من مجالات الحياة المختلفة بعد توفيق الله لنا.
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً