___قصة يوسف عليه السلام_____________________________ الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي ...

___قصة يوسف عليه السلام_____________________________
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى اما بعد :
القرآن الكريم ليس كتاب قصص وإنما هو كتاب دعوة وتشريع فإذا جاء بالقصة فإنما يأتي بها في إطار الدعوة إلى الإيمان بالله وللإشارة إلى وحدة الدعوة على رغم تعدد الأنبياء واختلاف الأزمنة والأمكنة والأقوام وعلى رغم تطور التكاليف من دعوة إلى أخرى حتى اكتملت بالدعوة الإسلامية التي بلغها نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عيه وسلم ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3] وهكذا ينبغي أن يكون النظر إلى القصة القرآنية مختلفاً عن النظر إلى القصة الأدبية فهي ليست للمتعة ولا للتذوق الأدبي المجرد ولا لفرض منهج نقدي عليها أياً كان هذا المنهج لأن القصة القرآنية فريدة في طابعها وغايتها وتكوينها .

جاءت قصة يوسف في موضع واحد من القران وهي سورة يوسف المعروفة وجاء في بداية هذه السورة الكريمة قوله تعالى (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) جاء في التحرير والتنوير لابن عاشور - رحمه الله - قال:( ... وجعل هذا القصص أحسن القصص لأن بعض القصص لا يخلو عن حُسن ترتاح له النفوس. وقصص القرآن أحسن من قصص غيره من جهة حُسن نظمه وإعجاز أسلوبه وبما يتضمنه من العِبر والحِكم، فكل قصص في القرآن هو أحسن القصص في بابه، وكل قصة في القرآن هي أحسن من كل ما يقصه القاص في غير القرآن. وليس المراد أحسن قصص القرآن حتى تكون قصة يوسف - عليه السلام - أحسن من بقية قصص القرآن كما دل عليه قوله: بما أوحينا إليك هذا القرآن. والباء في " بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ " للسببية متعلقة بـ نَقُصُّ، فإن القصص الوارد في القرآن كان أحسن لأنه وارد من العليم الحكيم، فهو يوحِي ما يعلم أنه أحسن نفعاً للسامعين في أبدع الألفاظ والتراكيب، فيحصل منه غذاء العقل والروح وابتهاج النفس والذوق مما لا تأتي بمثله عقول البشر. أ هـ. ويل: لأن فيها ذِكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات).

• وقيل: إنها سُمِّيَت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعاً كان إلى السعادة.

• ولقد ذُكر اسم يوسف عليه السلام في القرآن الكريم 27 مرة، منها 25 مرة في "سورة يوسف" ومرة في "سورة الأنعام" وأخرى في "سورة غافر.

وهذه الاية تشير الينا اهمية هذه القصة وخاصتها حيث جاءت في بداية قصة كامله عن حياة نبي من انبياء الله عزوجل .

وكذالك نفهم من وقت نزولها انها تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم فالسورة نزلت في نهاية عام الحزن في السنة التي ماتت فيه خديجة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وابو طالب عمه ومن المعروف انهما كانا سندا للرسول صلى الله عليه وسلم فخديجة كانت سنده الداخلي وابو طالب سنده الخارجي وقد وافتهما المنية في عام واحد فاتت سورة يوسف وفيها قصة عجيبة ولهذا كان من حكم الله في ايراد القصص تثبيته لعباده المؤمنين ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) .

من ميزة قصة يوسف انها تتكلم عن حياة نبي من انبياء الله عزوجل وهذا النبي الكريم له مراحل مختلفة ففي بدايته تعرض للحسد والغيرة من اخوانه فقررو قتله ثم اتفقوا عل ابعاده من ابيه ثم شروه بثمن بخس واصبح عبدا رقيقا بعد ان كان عزيزا حرا ثم تعرض للاغراء والطمع في نفسه فتعفف وحماه الله من الفاحشة ثم دخل السجن ظلما ثم خرج منه واصبح وزيرا فحياته كانت مليئة بالتقلبات وهذه القصة تشمل ايضا صبر يعقوب عليه السلام حين فقد ولديه وكذالك توضحنا سبل الشيطان لتحسين الفاحشة كما سنراه .

قال ابن عطاء: لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها .

عن ابن عباس رضي الله عنه: " أن طائفة من اليهود حين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه السورة أسلموا لموافقتها ما عندهم .

وفي القصص احكام وفوائد دينية وكذالك عبر وموعظة واسوة قال تعالى بعد ذكر صنف من الانبياء وتحدث عنهم في القران (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) وكذالك امرنا الله بالتأسي بطريق الانبياء والصالحين قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ) فأحاول سرد القصة مع بعض التعليقات اليسيرة .

كان ليعقوب (ولقبه إسرائيل) اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وابنة واحدة هي دينا. وهؤلاء الأبناء الاثنا عشر يدعون بني إسرائيل.

رأى يوسف يومًا في منامه، أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له فلما استيقظ، ذهب إلى أبيه يعقوب في هذه الرؤيا ، فعرف أن ابنه سيكون له شأن عظيم، فحذره من أن يخبر إخوته برؤياه، فيفسد الشيطان قلوبهم، ويجعلهم يحسدونه على ما آتاه الله من فضله، فلم يقص رؤيته على أحد. وكان يعقوب يحب يوسف حبًّا كبيرًا، ويعطف عليه ويداعبه، وهذا مما ليس في مقدور البشر فالقلب يميل لاحد ولا تستطيع مقاومته مما جعل إخوته يحسدونه، ويحقدون عليه، فاجتمعوا جميعا ليدبروا له مؤامرة تبعده عن أبيه.
فاقترح أحدهم أن يقتلوا يوسف أو يلقوه في أرض بعيدة، فيخلو لهم أبوهم، وبعد ذلك يتوبون إلى الله،ولكن واحدًا آخر منهم رفض قتل يوسف، واقترح عليهم أن يلقوه في بئر بعيدة، فيعثر عليه بعض السائرين في الطريق، ويأخذونه ويبيعونه. ولقيت هذه الفكرة استحسانًا وقبولاً، واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده، وأخذوا يتشاورون في تدبير الحيلة التي يمكن من خلالها أخذ يوسف وتنفيذ ما اتفقوا عليه، ففكروا قليلا، ثم ذهبوا إلى أبيهم وقالوا ( قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ) . فأجابهم يعقوب أنه لا يقدر على فراقه ساعة واحدة، وقال لهم ( قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ).

• نتعلم من هذا أن المخطئ كثيراً ما يلجأ إلى تبرير سوء فعله ليهرب من تأنيب الضمير ولذلك عاب أخوة يوسف على أبيهم حبه ليوسف قائلين ﴿ مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ﴾ ثم رادوا ﴿ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ .

• نتعلم من هذا ﺃﻥ هناك من بين ﺍﻟﻨﺎﺱ من ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ غيرة منهم وحسداً .

• نتعلم من هذا ان داء الحسد ومريضه لا يعرف الاخوة ولا الصلة والقرابة بل يسعى الى اعاقة من يريد حسده فقد عميت بصيرته وبصره .

فقالوا: (لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون)[يوسف:14]. وفي الصباح، خرج الأبناء جميعًا ومعهم يوسف إلى الصحراء، ليرعوا أغنامهم، وما إن ابتعدوا به عن أبيهم حتى تهيأت لهم الفرصة لتنفيذ اتفاقهم، فساروا حتى وصلوا إلى البئر، وخلعوا ملابسه ثم ألقوه فيها، وشعر يوسف بالخوف، والفزع، لكن الله كان معه، حيث أوحى إليه ألا تخاف ولا تجزع فإنك ناج مما دبروا لك. وبعد أن نفذ إخوة يوسف مؤامرتهم، جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم، فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله، واخلعوا يوسف قميصه، وذبحوا شاة، ولطخوا بدمها قميص يوسف. وفي الليل، عادوا إلى أبيهم، ولما دخلوا عليه بكوا بشدة، فنظر يعقوب إليهم ولم يجد فيهم يوسف معهم، لكنهم أخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا، وتركوا يوسف ليحرس متاعهم، فجاء الذئب وأكله، ثم أخرجوا قميصه ملطخًا بالدماء، ليكون دليلا لهم على صدقهم. فرأى يعقوب القميص سليمًا، حيث نسوا أن يمزقوه، فقال لهم: عجبًا لهذا الذئب كان رحيمًا بيوسف أكله دون أن يقطع ملابسه. ثم قال لهم مبينًا كذبهم (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ).
• نتعلم من هذه الفقرة أنه مهما تذاكى المجرم أو تفنن في إخفاء جريمته فلابد من أن يفوته ما يفضح أمره ويهتك ستره .
أما يوسف فكان لا يزال حبيسًا في البئر ينتظر الفرج والنجاة، وبينما هو كذلك، مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر، فأرادوا أن يتزودوا من الماء، فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء، فلما ألقى دلوه تعلق به يوسف، فنظر في البئر فوجد غلامًا جميلاً يمسك به، فأخرجه فإذا بإخوة يوسف ينظرون فأتوا إليه وقالوا هذا عبد لنا آبق، فسكت يوسف خوفاً من إخوته فشروه بثمن بخس (لأنهم لم يكن المال هو مايريدون) فأخذوه معهم إلى مصر ليبيعوه. وكان عزيز مصر في هذا اليوم يتجول في السوق، ليشتري غلامًا له؛ لأنه لم يكن له أولاد، فوجد هؤلاء الناس يعرضون يوسف للبيع، فذهب إليهم، واشتراه منهم بعدة دراهم قليلة. ورجع عزيز مصر إلى زوجته، وهو سعيد بالطفل الذي اشتراه، وطلب من زوجته أن تكرم هذا الغلام، وتحسن معاملته، فربما نفعهما أو اتخذاه ولدًا لهما، وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض فأصبح محاطًا بعطف العزيز ورعايته.
ومرت السنون، وكبر يوسف، وأصبح شابًا قويًّا، رائع الحسن، وكانت امرأة العزيز تراقب يوسف يومًا بعد يوم، وازداد إعجابها به لحظة بعد أخرى، فبدأت تظهر له هذا الحب بطريق الإشارة والتعريض، لكن يوسف كان يعرض عنها، ويتغافل عن أفعالها، فأخذت المرأة تفكر كيف تغري يوسف بها. وذات يوم، انتهزت فرصة غياب زوجها عن القصر، فتعطرت وتزينت، ولبست أحسن الثياب، وغلقت الأبواب ودعت يوسف حتى أدخلته حجرتها، وطلبت منه أن يفعل معها الفاحشة. لكن يوسف بعفته وطهارته امتنع عما أرادت، ورد عليها ردًّا بليغًا حيث قال ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) . ثم أسرع يوسف ناحية الباب يريد الخروج من المكان، لكن امرأة العزيز لم تدع الفرصة تفوتها، فجرت خلفه، لتمنعه من الخروج، وأمسكت بقميصه فتمزق. وفجأة، حضر زوجها العزيز، وتأزم الموقف، وزاد الحرج، لكن امرأة العزيز تخلصت من حرج موقفها أمام زوجها، فاتهمت يوسف بالخيانة ومحاولة الاعتداء عليها، وقالت لزوجها (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . وأمام هذا الاتهام، كان على يوسف أن يدافع عن نفسه، فقال ( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) . وشهد شاهد من اهلها وقيل انه صبيا صغيرا وقيل انه رجل حكيم كان يرافق العزيز ( قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ , وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ). فالتفت الزوج إلى امرأته، وقال لها، , فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )، ثم طلب العزيز من يوسف أن يهمل هذا الموضوع، ولا يتحدث به أمام أحد، ثم طلب من زوجته أن تستغفر من ذنبها وخطيئتها.


• العفة في أعلى درجاتها _______________
قال ابن قيِّم الجوزية - رحمه الله -: "وأخبر عن الحال التي صار إليها يوسف عليه السلام بصبره وعفَّتِه وتَقواه، مع أن الذي ابتُلي به أمر لا يَصبر عليه إلا مَن صبَّره الله عليه، فإن موافَقة الفعل بحسب قوة الداعي، وزوال المانع، وكان الداعي ها هنا في غاية القوة؛ وذلك لوجوه:

• أحدها: ما ركَّب الله سبحانه في طبع الرجل من ميله الى المرأة، كما يَميل العطْشان إلى الماء، والجائع إلى الطعام، حتى إنَّ كثيرًا من الناس يصبر عن الطعام والشراب ولا يصبر عن النساء، وهذا لا يُذمُّ إذا صادف حلالاً، بل يُحمَد، كما في كتاب الزهد للإمام أحمد من حديث يوسف بن عطية الصغار عن ثابت البناني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((حُبِّبَ إليَّ من دنياكم: الطيب والنساء، أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عنهنَّ)).

• الثاني: أنَّ يوسف عليه السلام كان شابًّا، وشهوة الشباب وحدَّته أقوى.

• الثالث: أنه كان عزبًا لا زوجةَ له ولا سريَّة تَكسِر شدَّة الشهوة.

• الرابع: أنه كان في بلاد غُربة يتأتَّى للغريب فيها مِن قضاء الوطر ما لا يتأتَّى لغيره في وطنه وأهله ومعارفه.

• الخامس: أنَّ المرأة كانت ذات منصب وجمال؛ بحيث إنَّ كل واحد مِن هذَين الأمرين يدعو إلى موافقتِها.

•ا لسادس: أنها غير آبية، ولا ممتنعة، فإن كثيرًا من الناس يُزيل رغبتَه في المرأة إباؤها وامتناعها؛ لما يجد في نفسه من ذلِّ الخُضوع والسؤال لها، وكثير من الناس يَزيده الإباء والامتِناع زيادة حبٍّ؛ كما قال الشاعر:

• وزادني كلفًا في الحُبِّ أنْ منعتْ


• أحبُّ شيءٍ إلى الإنسانِ ما مُنعَا


• فطِباع الناس مُختلفة في ذلك، فمنهم مَن يتَضاعف حبُّه عند بذْل المرأة ورغبتها، وتضمحلُّ عند إبائها وامتِناعها، وأخبَرَني بعض القضاة أن إرادته وشهوته تضمحلُّ عند امتِناع زوجته أو سريته وإبائها؛ بحيث لا يُعاودها، ومنهم مَن يتَضاعف حبه وإرادته بالمنع، ويشتدُّ شوقه، وتَحصل له من اللذَّة بالظفر نظير ما يَحصل من لذَّة بالظفر بالصيد بعد امتِناعه ونفاره، واللذَّة بإدراك المسألة بعد استِصعابها وشدة الحرص على إدراكها.

• السابع: أنها طلبَت وأرادت وبذلَت الجهد، فكفَتْه مؤنة الطلب وذلَّ الرغبة إليها، بل كانت هي الراغبة الذليلة، وهو العزيز المرغوب إليه.

• الثامن: أنه في دارِها، وتحت سلطانها وقهرِها؛ بحيث يَخشى إن لم يُطاوعها مِن أذاها له، فاجتمَع داعي الرغبة والرهبة.

• التاسع: أنه لا يخشى أن تنمي عليه هي ولا أحد من جهتها، فإنها هي الطالبة والراغبة، وقد غلَّقت الأبواب، وغيَّبت الرقباء.

• العاشر: أنه كان مملوكًا لها في الدار؛ بحيث يدخل ويَخرج ويَحضُر معها ولا يُنكَر عليه، وكان الأمن سابقًا على الطلَب، وهو مِن أقوى الدواعي، كما قيل لامرأة شريفة من أشراف العرب: ما حملَكِ على الزنا؟ قالتْ: قربُ الوساد، وطول السِّواد؛ تعني: قرب وساد الرجل من وسادتي، وطول السِّواد (المُسارَّة) بيننا.

• الحادي عشر: أنها استعانت عليه بأئمَّة المكر والاحتيال، فأرتْه إياهنَّ، وشكَتْ حالَها إليهنَّ؛ لتستعين بهن عليه، فاستعان هو بالله عليهنَّ، فقال: ﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف: 33].

• الثاني عشر: أنها تواعدته بالسجن والصَّغار، وهذا نوع إكراه؛ إذ هو تهديد ممن يغلب على الظن وقوعُ ما هدَّد به، فيَجتمع داعي الشهوة وداعي السلامة من ضِيق السجن والصَّغار.
• الثالث عشر: أن الزوج لم يظهر منه مِن الغيرة والنَّخوة ما يفرِّق به بينهما، ويبعد كلاًّ منهما عن صاحبه، بل كان غاية ما خاطَبَهما به أن قال ليوسف: ﴿ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ﴾، وللمرأة: ﴿ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴾، وشدَّة الغيرة للرجل مِن أقوى المَوانع، وهذا لم يظهَر منه غيرة.

• ومع هذه الدَّواعي كلها، فآثَر عليه السلام مرضاة الله وخوفه، وحمَلَه حبُّه لله على أن اختار السجن على الزِّنا، فقال: ﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ [يوسف: 33]، وعلم أنه لا يطيق صرف ذلك عن نفسه، وأن ربه تعالى إن لم يَعصمْه ويَصرف عنه كيدهنَّ، صَبا إليهنَّ بطبعه وكان من الجاهلين، وهذا من كمال معرفته بربه وبنفسه، وفي هذه القصة مِن العِبَر والفوائد والحِكَم ما يزيد على ألف فائدة".

واتفق الجميع على أن يظل هذا الفعل سرًّا لا يعرفه أحد، ومع ذلك فقد شاع خبر مراودة امرأة العزيز ليوسف، وطلبها للفاحشة، وانتشر في القصر وتحدث نساء المدينة بما فعلته امرأة العزيز مع فتاها، وعلمت امرأة العزيز بما قالته النسوة عنها، فغضبت غضبًا شديدًا، وأرادت أن تظهر لهن عذرها، وأن جمال يوسف وحسن صورته هما اللذان جعلاها تفعل ذلك، فأرسلت إليهن، وهيأت لهن مقاعد مريحة، وأعطت كل واحدة منهن سكينا، ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن. فخرج يوسف متمثلاً لأمر سيدته، فلما رآه النسوة انبهرن بجماله وحسنه، وجرحن أيديهن بالسكين قيل من الدهشة فلم يشعرن بالطرح من شدة جماله

( فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ )

. فقالت امرأة العزيز، ( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) . واقتنع النساء بما تفعله امرأة العزيز مع يوسف، فلما رأى ذلك منهن قال، ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) وكادت تحدث فتنة في المدينة بسبب عشق النساء ليوسف، فرأى القائمون على الأمر أن يسجن يوسف إلى حين، فسجنوه، وظل يوسف في السجن فترة .

• نتعلم من هذه الفقرة أن السجن يحوي بين جدرانه الكثير من المظلومين والمستضعفين الذين يلجأ الظالم إلى تغييبهم لكي لا يذيع صيتهم أو لكي لا يذكرون الظالم بما بدر منه من سوء. وهؤلاء إذا ظلمهم العباد فإن ناصرهم هو رب العباد.

ودخل معه السجن فتيان أحدهما خباز والآخر ساقي، ورأيا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته لربه ما جعلهما يعجبان به، فأقبلا عليه ذات يوم يقصان عليه ما رأيا في نومهما، ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) ففسر لهما يوسف رؤياهما، بأن أحدهما سيخرج من السجن، ويرجع إلى عمله كساق للملك، وأما الآخر وهو خباز الملك فسوف يصلب، وتأكل الطير من رأسه. وقبل أن يخرج ساقي الملك من السجن طلب من يوسف أن يذكر أمره عند الملك، ويخبره أن في السجن بريئًا حبس ظلمًا، حتى يعفو عنه، ويخرج من السجن، ولكن الساقي نسى، فظل يوسف في السجن بضع سنين، وبمرور فترة من الزمن تحقق ما فسره لهما يوسف. وفي يوم من الأيام، نام الملك فرأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع نحيفات، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، فقام من نومه خائفا مفزوعًا مما رآه، فجمع رجاله وعلماء دولته، وقص عليهم ما رآه، وطلب منهم تفسيره، فأعجزهم ذلك، وأرادوا صرف الملك عنه حتى لا ينشغل به، فقالوا ( قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ) . لكن هذه الرؤيا ظلت تلاحق الملك وتفزعه أثناء نومه، فانشغل الملك بها، وأصر على معرفة تفسيرها، وهنا تذكر الساقي أمر يوسف، وطلب أن يذهب إلى السجن ليقابل يوسف، وهناك طلب منه أن يفسر رؤيا الملك، ففسر يوسف البقرات السمان والسنبلات الخضر بسبع سنين يكثر فيها الخير وينجو الناس فيه من الهلاك. ولم يكتف يوسف بتفسير الحلم، وإنما قدم لهم الحل السليم. وما يجب عليهم فعله تجاه هذه الأزمة، وهو أن يدخروا في سنوات الخير ما ينفعهم في سنوات القحط والحاجة من الحبوب بشرط أن يتركوها في سنابلها، حتى يأتي الله بالفرج. ولما عرف الساقي تفسير الرؤيا، رجع إلى الملك ليخبره بما قاله له يوسف. ففرح الملك فرحًا شديدًا، وراح يسأل عن ذلك الذي فسر رؤياه، فقال الساقي: يوسف. فقال الملك على الفور: ائتوني به. فذهب رسول الملك إلى يوسف وقال له: أجب الملك، فإنه يريد أن يراك، ولكن يوسف رفض أن يذهب إلى الملك قبل أن تظهر براءته، ويعرف الملك ما حدث له من نساء المدينة. فأرسل الملك في طلب امرأة العزيز وباقي النسوة، وسألهن عن الأمر، فقلن معترفات بذنوبهن مقرَّات بخطئهن، ومعلنات عن توبتهن إلى الله: ما رأينا منه سوءًا، وأظهرت امرأة العزيز براءة يوسف أمام الناس جميعًا. عندئذ أصدر الملك قراره بتبرئة يوسف مما اتهم به، وأمر بإخراجه من السجن وتكريمه، وتقريبه إليه. ثم خيره أن يأخذ من المناصب ما شاء فقال، ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ). فوافق الملك على أن يتقلد يوسف هذا المنصب لأمانته وعلمه. وتحققت رؤيا الملك.

• نتعلم من هذه الفقرة أن قدر الله غالب لا محالة وأن جنود الله تعالى لا يعلمها إلا هو فلولا " الحلم " الذي رآه عزيز مصر ما خرج يوسف من السجن .

وانتهت سنوات الرخاء، وبدأت سنوات المجاعة، وجاء الناس من كل مكان في مصر والبلاد المجاورة ليأخذوا حاجتهم من خزائن الملك. وفي يوم من الأيام، وأثناء توزيع الحبوب على الناس إذا بيوسف أمام رجال يعرفهم بلغتهم وأشكالهم وأسمائهم، وكانت مفاجأة لم يتوقعوها، إنهم إخوته، أبناء أبيه يعقوب، الذي ألقوه في البئر وهو صغير، لقد جاءوا محتاجين إلى الطعام، ووقفوا أمامه دون أن يعرفوه، فقد تغيرت ملامحه بعدما كبر، فأحسن يوسف إليهم، وأنسوا هم به، وأخبروه أن لهم أخا أصغر من أبيهم لم يحضر معهم، لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه. فلما جهزهم يوسف بحاجات الرحلة، وقضى حاجتهم، وأعطاهم ما يريدون من الطعام، قال لهم،


( وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ ) فأظهروا أن الأمر ليس ميسورا وسوف يمانع، ليستبدلوا بها القمح والعلف في رحالهم بدلا من القمح فيضطروا إلى العودة إليه بأخيهم. وعاد إخوة يوسف إلى أبيهم، وقالوا، ( فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فرفض يعقوب. وذهب الإخوة إلى بضاعتهم ليخرجوها ففوجئوا ببضاعتهم الأولى التي دفعوها ثمنا، ولم يجدوا قمحا، فأخبروا والدهم أن بضاعتهم قد ردت إليهم، ثم أخذوا يحرجون أباهم بالتلويح له بمصلحة أهلهم في الحصول على الطعام، ويؤكدون له عزمهم على حفظ أخيهم، ويرغبونه بزيادة الكيل لأخيهم، فقد كان يوسف يعطي لكل فرد حمل بعير. فقال لهم أبوهم، ( قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) ، ولم ينس أن يوصيهم في هذا الموقف وينصحهم، ( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) وسافر الإخوة إلى مصر، ودخلوها من حيث أمرهم أبوهم، ولما وقفوا أمام يوسف، دعا أخاه الصغير، وقربه إليه، واختلى به، وأخبره أنه يوسف أخوه. ثم وزن البضاعة لإخوته، فلما استعدوا للرحيل والعودة إلى بلادهم، إذا بيوسف يريد أن يستبقي أخاه بجانبه، فأمر فتيانه بوضع السقاية (إناء كان يكيل به) في رحل أخيه الصغير، وعندما بدأت القافلة في الرحيل إذا بمناد ينادي ويشير إليهم ( فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ). فأقبل الإخوة يتساءلون عن الذي فقد، فأخبره المنادي أنه فقد مكيال الملك، وقد جعل لمن يأتي به مكافأة قدرها حمل بعير. وهنا لم يتحمل إخوة يوسف ذلك الاتهام، فدخلوا في حوار ساخن مع يوسف ومن معه، فهم ليسوا سارقين وأقسموا على ذلك. ( قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ ). هنا ينكشف التدبير الذي ألهمه الله يوسف، فقد كان الحكم السائد في شريعة بني إسرائيل أن السارق يكون عبدًا للمسروق منه، ولما كان يوسف يعلم أن هذا هو جزاء السارق في شريعة بني إسرائيل، فقد قبل أن يحتكم إلى شريعتهم دون شريعة المصريين، ووافق إخوته على ذلك لثقتهم في أنفسهم. فأصدر يوسف الأوامر لعماله بتفتيش أوعية إخوته. فلم يجدوا شيئا، ثم فتشوا وعاء أخيه، فوجدوا فيه إناء الكيل. وتذكر إخوة يوسف ما وعدوا به أباهم من عودة أخيهم الصغير إليه، ( قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ). فقال ( قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ ) وهكذا مكن الله ليوسف أن يحتفظ بأخيه، أما الإخوة فقد احتاروا وجلسوا يفكرون فيما سيقولونه لأبيهم عندما يعودون، فقرر كبيرهم ألا يبرح مصر، وألا يواجه أباه إلا أن يأذن له أبوه، أو يقضي الله له بحكم، وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم، ويخبروه صراحة بأن ابنه سرق، فأخذ بما سرق، وإن شك في ذلك؛ فليسأل القافلة التي كانوا معها أو أهل المدينة التي كانوا فيها. فعادوا إلى أبيهم وحكوا له ما حدث، إلا أن أباهم لم يصدقهم، ( قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )، ثم تركهم، وأخذ يبكي على يوسف وأخيه، حتى فقد بصره، فاغتاظ أبناءه ( قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِين ) فرد يعقوب عليهم أنه يشكو أمره لله، وليس لأحد من خلقه، وطلب منهم أن يذهبوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه، فهو يشعر بقلب المؤمن أن يوسف ما زال حيًّا، والمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبدًا. وتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة يبحثون عن أخيهم، ويلتمسون بعض الطعام، وليس معهم إلا بضاعة رديئة.

ولما وصلوا دخلوا على يوسف، يقول الله عز وجل ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِين , قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ , قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ). فأخبرهم يوسف بحقيقته، وبفضل الله عليه. فاعتذر له إخوته، وأقروا بخطئهم، فعفا يوسف عنهم، وسأل الله لهم المغفرة. ثم سألهم يوسف عن أبيه، فعلم منهم أنه قد فقد بصره بسبب حزنه عليه، ( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ , وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ , قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ) وبعد أيام عاد إخوة يوسف إلى أبيهم، وبشروه بحياة يوسف وسلامة أخيه، ثم أخرجوا قميص يوسف، ووضعوه على وجه يعقوب، فارتد إليه بصره. وطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يستغفر لهم، فوعدهم يعقوب بأنه سيستغفر لهم الله وقت السحر؛ لأن هذا أدعى إليه استجابة الدعاء. وغادر بنو إسرائيل أرضهم متوجهين إلى مصر، فلما دخلوها، استقبلهم يوسف بترحاب كبير، وأكرم أبويه، فأجلسهما على كرسيه، وهنا لم يتمالك يعقوب وامرأته وبنوه الأحد عشر أنفسهم حتى انحنوا تحية ليوسف وإكبار لوفائه، وتقديرا لعفوه وفضله، وتذكر يوسف رؤياه القديمة التي رآها وهو صغير، فالأحد عشر كوكبًا بعدد إخوته، والشمس والقمر هنا أبواه، ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) ثم توجه يوسف إلى الله يشكره على نعمه، ( رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) .

هذه كانت خلاصة قصة يوسف عليه السلام في القران وقد وردت في السنة النبوية النصوص عن هذا النبي الكريم ومن تلك النصوص :
1- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلامُ " (رواه البخاري).

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الكريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لوْ لَبِثْتُ في السِّجْنِ ما لَبِثَ يوسُفُ، ثمَّ جاءني الداعي لأجَبتُه، إذ جاءه الرسولُ، فقال: ارجعْ إلى ربِّك، فاسأله ما بالُ النِّسْوةِ اللَّاتِي قَطَّعن أيدِيَهُنَّ، إِنَّ ربِّي بكَيْدِهِنَّ عليمٌ، ورَحْمَةُ اللهِ على لوطٍ، إِنْ كانَ لَيَأْوِي إِلى رُكْنٍ شديدٍ، إِذ قال لقومِه: لو أَنَّ لي بكم قُوَّةً، أو آوي إلى رُكْنٍ شديدٍ، وما بعث اللهُ من بعدِه من نَبِيٍّ إِلا في ثَروَةٍ مِنْ قومِه " (رواه أحمد).

3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أُعطِيَ يوسفُ شَطرَ الحُسنِ " (صحيح الجامع).

4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أُعطِيَ يوسفُ و أمُّه شَطرَ الحُسنِ " (صحيح الجامع.)

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الناسِ أكرَمُ؟ قال: (أكرَمُهم عِندَ اللهِ أتقاهم). قالوا: ليس عن هذا نَسأَلُك، قال: (فأَكرَمُ الناسِ يوسُفُ نبيُّ اللهِ، ابنُ نبيِّ اللهِ، ابنِ نبيِّ اللهِ، ابنِ خليلِ اللهِ). قالوا: ليس عن هذا نَسأَلُك، قال: (فعن مَعادِنِ العربِ تَسأَلونَني). قالوا: نعمْ، قال: (فخِيارُكم في الجاهليةِ خِيارُكم في الإسلامِ، إذا فَقُهوا) (رواه البخاري)

6- عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أَعجِزتُم أن تكونوا مثلَ عجوزِ بني إسرائيلَ؟ فقال أصحابُه: يا رسولَ اللهِ و ما عجوزُ بني إسرائيلَ؟ قال: إنَّ موسى لما سار ببني إسرائيلَ من مصرَ، ضَلُّوا الطريقَ، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم نحن نُحَدِّثُك: إنَّ يوسفَ لما حضره الموتُ أخذ علينا مَوثِقًا من اللهِ أن لا نخرُجَ من مصرَ حتى ننقِل عظامَه معنا، قال: فمن يعلمْ موضعَ قبرَه؟ قالوا ما ندري أين قبرُ يوسفَ إلا عجوزًا من بني إسرائيلَ، فبعث إليها، فأتَتْه، فقال دُلُّوني على قبرِ يوسفَ، قالت لا و الله لا أفعلُ حتى تُعطِيَني حُكمي، قال: و ماحُكمُكِ؟ قالت أكونُ معك في الجنَّةِ، فكره أن يُعطِيَها ذلك، فأوحى اللهُ إليه أن أَعطِها حكمَها، فانطلقَتْ بهم إلى بُحَيرةٍ، موضعَ مُستَنْقَعِ ماءٍ، فقالت: انضِبوا هذا الماءَ، فأَنضبوا، قالت احفِروا و استخرِجوا عظامَ يوسفَ، فلما أقلُّوها إلى الأرضِ، إذ الطريقُ مثلُ ضوءِ النَّهارِ " (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم).

7- عن علقمة عَن عبدِ اللَّهِ قالَ: " الفَتَيانِ اللَّذانِ أتَيا يوسُفَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في الرُّؤيا إنَّما كانا تَكاذَبا فلمَّا أوَّلَ رؤياهُما قالا: إنَّا كنَّا نلعَبُ، قالَ يوسُفُ: قُضِيَ الأمرُ الَّذي فيهِ تَستَفتِيانِ " (رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين).
• جاء في تفسير بن كثير: وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد أخرج من متاع بنيامين " إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ " يتنصلون إلى العزيز من التشبه به، ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون به يوسف عليه السلام. قال قتادة:"كان يوسف عليه السلام قد سرق صنماً لجده أبي أمه فكسره"".

ومما نتعلم من حياة هذا الرسول الكريم :
1- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام كيف أخطط لكل صغيرة وكبيرة في حياتي فمن يفشل في التخطيط فهو يخطط للفشل والعمل الارتجالي لا يُؤتي ثماره.

• خطط نبي الله يوسف عليه السلام كيف يُظهر براءته مما نسبته إليه امرأة العزيز وكان له ذلك.

• خطط نبي الله يوسف عليه السلام لكي يكون أميناً على اقتصاد مصر لأنه عليه السلام رأى في نفسه القدرة والأهلية وكان له ذلك.

• خطط نبي الله يوسف عليه السلام كيف يستقدم أخاه إلى مصر وكان له ذلك.

• خطط نبي الله يوسف عليه السلام كيف يستبقي أخاه معه في مصر وكان له ذلك.

• خطط نبي الله يوسف عليه السلام كيف يستقدم والديه إليه في مصر وكان له ذلك.

2- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام التحدث بنعمة الله تعالى مع الثقات ومع من يُقدِّرون ذلك ويعينونني على شكر النعمة.

3- _علمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن أستشير في خصوصياتي من هم أهل الثقة
والحكمة.

4- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن أوقر أهل الثقة والحكمة وأن أنفذ نصيحتهم اختصاراً للوقت والجهد واستفادة من خبرتهم وتجاربهم في الحياة .

5- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام العفة والأمانة وصيانة الأعراض.

6- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام الاستعانة بالله تعالى في كل أموري وطلب العون على عقبات الحياة ومشكلاتها فالإنسان ضعيف بنفسه قوي بربه.

7- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام الصبر على المعصية.

8- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام الصبر على الطاعة.

9- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام الصبر على قدر الله تعالى وابتلائه.

10- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام الأخذ بالأسباب حتى وإن بدى لي انقطاع الأسباب.

11- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن أدافع عن نفسي وأقدم حُجتي مهما كان بطش من هم حولي.

12- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن الطاهر العفيف ربما يدفع ثمن طُهره وعفافه سجناً وألماً وغُصة، لأنه رفض الوقوع في أوحال الخيانة ولم يقبل الدنية في دينه ولا في نفسه.

13- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن أرض الله تعالى مهما ضاقت فكل شبر فيها يصلح لكي يكون محراب عبادة وميدان دعوة.

14- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام ألا أساوم على شرفي ولا على سُمعتي وألا أقبل الهبة التي تنتقص منهما.

15- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام ألا أنتظر الفرج إلا من الله تعالى وألا أرجع الفضل إلا لله تعالى أولاً وأخيراً.

16- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أنه مهما طال ليل الظلم فلابد من طلوع النهار ومهما أحكم الباطل تدبيره فإن تدبير الله تعالى لا يُغلب وأنه سبحانه يتولى الصالحين.
17- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن أعاتب من أساء إليَّ وأجلي له حقيقة موقفي وأفند حُجته.

18- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن المؤمن لا يُصطفى لا يُمَكَّن له حتى يُبتلى وأن ابتلائه يكون على قدر دينه.

19- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن الحق هو ما شهد به الأعداء حيث شهد له عزيز مصر وشهد له رفقاء السجن وشهدت له النسوة وشهدت له امرأة العزيز.

20- تعلمت من نبي الله يوسف عليه السلام أن أعرض خبراتي وإمكانياتي وأبادر بالمساعدة وأن أكون إيجابياً وأن يتساوى عندي تلبية طلبي مع رفضه لأن ما أطلبه هو من باب التكليف لا التشريف فإن قُبِلَ أطلب العون عليه من الله تعالى وإن رُفِضَ أحمد الله الذي عافاني من مشقته.

وفي الختام نسأل الله عزوجل ان يغفر لنا ويحشرنا مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .
محاضرة القاها : الشيخ شرماركي محمد عيسى (بخاري) حفظه الله ورعاه
مسجد الصحابة _برعو _ارض الصومال (1440 _ 2019 ) .
...المزيد

التشيع بلباس صوفي في الصومال (6) بداية حركة الإستبصار الشيعية في شرق إفريقيا. الإستبصار هو إسم ...

التشيع بلباس صوفي في الصومال (6)
بداية حركة الإستبصار الشيعية في شرق إفريقيا.
الإستبصار هو إسم لأحد أهم كتب الشيعة في الحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ويرون من لم يدرس هذا الكتاب أنه ليس بمجتهد أو مفتي عندهم لكن المراد من المقال ليس هذا الكتاب !!
إشتهرت الحركات الشيعية في الشرق الاوسط بحمل السلاح وإستعمال القوة والعنف ضد أعدائهم كحركة الأمل وحركة حزب الله في لبنان أو الحركات السياسية في العراق وبلاد الرافدين والاحزاب الديمقراطية بعد خروج الإحتلال الأمريكي لها أو الفصائل المقاتلة كما في سوريا والشام وكذالك اليمن للسيطرة على تلك البلاد لكن الوضع في شرق إفريقيا مختلف تماما عن ذاك الوضع في الشرق الاوسط إذ أن أعداد الشيعة في شرق إفريقيا قليلة جدا بمقارنة غيرهم من المعتقدات ولأجل ذالك يلزم أن تكون حركة الشيعة فيها مختلفة عن الحركات الشيعية الاخرى فاختارو الدعوة والتبليغ بغطاء سياسي أو إغاثي أو إقتصادي وهنا بدأت الحكاية ............................................................................................
بعد حدوث الاحداث 11سبتمبر 2001 وقيام الامريكان بخطة بإعادة طرح مشروع القرن الأفريقي الجديد الذي يهدف إلى تأمين الممرات المائية العالمية في البحر الأحمر والمحيط الهندي بما يخدم المصالح الأميركيةوسعي الولايات المتحدة لتأمين الوصول إلى منابع النفط والمواد الخام، وذلك بإنشاء القاعدة الأميركية في جيبوتي عام 2002 ، والتي تضمن لأميركا السيطرة الإستراتيجية على المنطقة البحرية التي يمر بها نحو ربع إنتاج العالم من النفط ))).
ولذا، سعت إيران بخطة محكمة لنقل الصراع من مضيق هرمز والخليج العربي إلى خليج عدن وباب المندب، بدلالة خروج التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للمنطقة من دائرة السرية والمراوغة إلى دائرة العلن والتدخل المباشر كانت منطقة شرق أفريقيا جزءًا من طموح توسع نفوذ إيران في المناطق ذات الأهمية مع توقع حرب نووي أو غيره مع الغرب ، فقد إحتلت تلك المنطقة مكانة مهمّة في أجندة اهتمامات السياسة الخارجية الإيرانية في العقدين الأخرين وقد وسلت ذروتها في عهد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد , زار نجاد العديد من دول شرق أفريقيا "منها جزر القمر وجيبوتي وكينيا" في شباط / فبراير عام 2009 ، وخلال تلك الزيارة أكّد نجاد إرادة إيران مساعدة الدول الأفريقية على تقوية استقلالها، وتكوين جبهة متحدة ضد النفوذ الغرب) ؛ وقد لاقت زيارة نجاد ترحيبًا من جانب تلك الدول، فقد وصف الرئيس الجيبوتي عمر حسن جيلة الزيارة بأنها تاريخية، ودعا إلى ضرورة تدعيم العلاقات بين الدولتين. وكان نجاد بدأ جولته بزيارة جزر القمر التي لها وضع خاص في إطار العلاقة الإيرانية الأفريقية، فالرئيس عبد الله سامبي قد درس في إيران وتأثّر بنموذجها "الثوري"، حتى أنّ البعض أطلق عليه لقب "آية الله". وقد وقّع الجانبان وثائق تفاهمات لتوسيع العلاقات السياسية ، وتقديم المساعدات الفنية الإيرانية لتطوير عدد من المشروعات وفي إطار الاهتمام الإيراني بالقارة الأفريقية عامة، دعت إيران إلى عقد المنتدى الذي سُمّي بمنتدى "الحوار الإيراني - الأفريقي"، والذي
17 أيلول / سبتمبر 2010 ، بمشاركة - تمّ عقده في طهران في الفترة 15 ممثلين لأكثر من 40 دولة أفريقية – كان منهم ممثلون عن دول شرق أفريقيا - وعبّ هذا المنتدى عن بداية التعاون بين الجانبين في ظل مجموعة من القواسم المشتركة والمصالح التي تجمع بينهما ))) راجع الصحف الإخبارية ووكالة الأخبار الإيرانية
وألقى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في هذا المنتدى خطابًا دعا فيه إلى إيجاد نظام عالمي جديد، تصان فيه حرية الشعوب وكرامة الإنسان، وأكّد استنكار إيران العبودية وتجارة الرقيق التي مارسها الغرب ضد الأفارقة، كما شجب نهب الدول الاستعمارية ثروات
أفريقيا .
عرفنا في خلال هذه التحركات السياسية الإيرانية وإرادة بسط النفوذ الإيراني في شرق إفريقيا مع أنه ما زال موجودا حتى الآن إلا ان السياسة لا تحترم العقائد والأفكار المرجعية بصفتها مصلحة مؤقتة مع أن سياسة إيران مبنية على فكرة أوسع من أمنها القومي والغذائي فهي بذهن آياتها ومشائخها ( إمبراطورية إسلامية صفوية ) تريد السيطرة على العالم الإسلامي بأكمله وتحاول أن تكون أكبر حليفا حميما لجميع دول شرق إفريقيا .
ولا غرابة في ذالك الإيران تراعي مصالحها السياسية والأمنية وتغامر بسط نفوذها في أوساط شرق إفريقيا لكن الصدمة والغريب هو غياب مراعاة المصلحة السياسية والدينية من جانب ممثلي شعوب شرق القارة السمراء خاصة العلماء المدركون لهذه اللعبة أو لقلة علم بالأمر أو لعدم إدراك مخاطر الأمر أو لمراعاة مصالح شخصية ربما ذاك او هذا !!!!!........
نتابع القصة في المقالات التالية كونو مع الواقع !!!!!!
وصلى الله وسلم على محمد على آله وصحبه وسلم .
كتبه : شرماركي محمد عيسى ( بخاري )
أبو الأثير الصومالي
هرجيسيا _ الصومال
...المزيد

التشيع بلباس صوفي في الصومال (5) علاج الخلاف بين الدعاة السلفيين إنّ إفتراق الدعاة والعلماء وعدم ...

التشيع بلباس صوفي في الصومال (5)
علاج الخلاف بين الدعاة السلفيين
إنّ إفتراق الدعاة والعلماء وعدم التعاون في ما بينهم يخدم لأعداء الامة من الشرق والغرب كما ان التعاون والترابط فيما بينهم يغيظ لكل من يضمر للامة الشر والخيانة ولكن سبق لنا أن شرحنا حالة الدعاة السلفيين ومظاهر الانفسام بينهم وتجاول عرض العلاج لهذا المرض وأحاول إيجاز العلاج في هذه النقاط :-
• الإخلاص في الدعوة إلى الله فليس بطبيعة الحال إذا كان للإخلاص أثر على الفرد, فلابد أن يكون كذلك على الجماعة, فإذا كان في الأمة مخلصون فإنهم ينتصرون, وأعظم ما تحققه عملياً هو أن تنتصر على أعدائها, ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ) إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ( بدعائهم وإخلاصهم، فإذا كان فينا أمة -أي طائفة- عابدة زاهدة تقية مخلصة وتضرعت لله عز وجل ودعت بإخلاص فإننا ننتصر على العدو مهما كثر عَددُه ومهما قويت عُدده.
فالإخلاص مهم للفرد وللمجتمع على حدٍ سواء, وقد ينجي الله تبارك وتعالى أمة أو قرية أو حضارة بوجود أناس مخلصين فيها، ولكن يجب أن يكونوا مصلحين عاملين: (( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ))[هود:117] والمصلح لو لم يكن مخلصاً لما كان مصلحاً؛ لأن الذي نيته باطلة لا يكون إلا منافقاً والعياذ بالله , فهو مفسد وليس مصلحاً, وإن زعموا أنهم مصلحون إلا أنهم مفسدون ومنافقون، كما ذكر الله تبارك وتعالى: (( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ )) )) البقرة:12)) , وأكثر ما يثير الخلاف بين الناس والدعاة هي أمراض القلوب والتاريخ في ذالك خير شاهد إن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وقد نهى الإسلام عن الكبر وأمر بالتواضع، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» (الراوي: عياض بن حمار المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865، خلاصة حكم المحدث: صحيح)، فكل هذا وأمثاله مما ينبغي أن يضعه المرء نصب عينيه قبل أن يقدم ويتصدر المجالس ويدلي بدلوه بما قد يفرق ولا يجمع، وليتق الله أن يكون ممن وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله كما في جامع الترمذي بسند حسن: «من طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار» (الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 1/143، خلاصة حكم المحدث: [فيه] إسحاق بن يحيى بن طلحة كان رديء الحفظ سيئ الفهم).
• التعاون في البر والتقوى والنصيحة في ما أختلف فيه من ألأمر وعدم تشهير الهفوات والأخطاء مراعاة للمصلحة العظمى والامر الأهم وهو رباط الأخوة بين المسلمين ولدعاة المصلحين أولى بذالك يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى ( فإن التعاون نوعان : تعاون على البر والتقوى ، من الجهاد وإقامة الحدود ، واستيفاء الحقوق وإعطاء المستحقين ، فهذا مما أمر الله به ورسوله ، ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة ، فقد ترك فرضا على الأعيان ، أو على الكفاية متوهما أنه متورع ، وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع ، إذ كل منهما كف وإمساك .
والثاني : تعاون على الإثم والعدوان ، كالإعانة على دم معصوم ، أو أخذ مال معصوم ، أو ضرب من لا يستحق الضرب ، ونحو ذلك ، فهذا الذي حرمه الله ورسوله . ) السياسة الشرعية : ص (70 الأول).
• العمل بالعلم والتأسي بالسلف الصالح: السلفيون من أحرص الناس على متابعة السلف الصالح والتأسي بهم والدعوة إلى ذلك، فمجالسهم ودروسهم مليئة بالكلام عن عقيدة السلف وعلمهم، وعبادتهم وأخلاقهم، لكن الواقع اليوم يظهر أن هناك انفصالاً في كثير من الأحيان بين الواقع وبين ما ندعو إليه، فهل كان السلف رضوان الله عليهم يقعون في أعراض بعض؟ أو كان بعضهم يخرج بعضهم من دائرة أهل الحق ويرميه بالبدع وعظائم الأمور مهما عظم الخلاف بينهم؟ لقد وقعت مقتلة عظيمة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمل ويوم صفين، وسالت دماء غزيرة زكية طاهرة، لكن القلوب عادت واجتمعت وتآلفت، فمن الله على أهل السنة بالاجتماع بعد الافتراق وبالاتحاد بعد الانقسام، وهذا ما كان ليتم لو لم تكن القلوب طاهرة زكية، وما لم يكن الجميع يريد الحق والخير ويعذر صاحبه. قال ابن تيمية رحمه الله: "كان السلف -مع الاقتتال- يوالي بعضهم بعضا موالاة الدين، لا يعادون كمعاداة الكفار، فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض، ويتوارثون ويتناكحون ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض، مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك"، فما أحرانا اليوم أن نتمثل بهؤلاء الأماجد ونحن بفضل الله لم نصل فيما بيننا إلى حد الاقتتال. وانظر إلى ابن تيمية رحمه الله حيث يصف ولاة الأمر في مصر والشام في زمانه أنهم من الطائفة المنصورة، رغم أن دولتهم كانت تنصر الأشعرية والصوفية، يقول رحمه الله تعالى: "أما الطائفة بالشام ومصر ونحوهما، فهم في هذا الوقت المقاتلون عن دين الإسلام، وهم من أحق الناس دخولاً في الطائفة المنصورة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة»" (الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/552، خلاصة حكم المحدث: ثابت)، وما ذاك إلا لكونهم قاموا مقاماً لا يقومه أحد في زمانهم، فهل ترى حال أي فريق من السلفيين اليوم أقل شأناً من حال أولئك!
• تحصيل العلم الشرعي المؤصل والدراسة المستفيضة للواقع: العلم جنة، يعصم صاحبه بإذن الله من الوقوع في مواطن الزلل، وقد سبق معنا أن قلة العلم واحدة من أسباب الانقسام الذي نراه اليوم. والعلم المطلوب هو العلم المنهجي المؤصل الذي تناقله علماؤنا الأفذاذ جيلاً بعد جيل. وحيث إن جزءاً من المشكلة سببه اختلاف النظر حيال الوقائع والمستجدات، فإن الأمر يحتاج من العلماء المؤصلين ومن طلبة العلم النابغين إلى مزيد تأمل وتعرف على تفاصيل الواقع المعاصر الذي يزداد تشعباً وتعقيداً يوماً بعد يوم، وهذه المهمة ينبغي أن توليها المجامع والهيئات العلمية التي سبق اقتراحها مزيداً من الاهتمام، مع الاستعانة بالخبراء المتخصصين في شتى المجالات الضرورية، لتتضح الرؤية للجميع ومن ثم يكون الحكم على صورة مطابقة للواقع أو أقرب ما تكون إليه.
• الرفق بدل الشدة: لقد كان أولى بمن يلجأ إلى الشدة أن يستحضر معاني الرفق الذي حض عليه النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع، «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2594، خلاصة حكم المحدث: صحيح )، «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» (الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2593، خلاصة حكم المحدث: صحيح
• البعد عن التعصب المقيت: إذا كان الجمع بين الأقوال في اختلاف التضاد متعذراً، فلا يلزم من ذلك أن ينقسم الصف المسلم وأن تتباغض القلوب، وغياب مثل هذه الروح وتفشي روح التعصب للرأي هي التي تشعل الخلافات والعداوات، ورحم الله أئمتنا حيث قالوا: رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، فبمثل هذا الفهم تجتمع القلوب وتستقيم الصفوف، وليس معنى ما سبق أن نردد العبارة المشهورة: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، لأنها لا تصح بهذا الإطلاق، ولكن نقول: نتعاون فيما اتفقنا عليه، ونتناصح فيما اختلفنا فيه، فيعذر بعضنا بعضا فيما كان الخلاف فيه سائغاً، وينكر بعضنا على بعض فيما سوى ذلك.
وفي الختام أقول ليس للدعاة السلفيين إلا ان يجتمعوا فيما بينهم ويكونو على يد واحدة فإنّ أعداء الامة اليوم واحدة وسهامهم علينا متتالية فإن لم نستطع التوحيد فيما بيننا فالنتعاون في إصلاح الامة ورعاية مصالحها ودرء الفساد عنها فإن لم نستطع ذالك فلنكفّ القتال بيننا ولننه مراعاة لمصلجة الاخوة بين الدعاة .
شرماركى محمد عيسى ( بخاري )
هرجيسيا _ الصومال
1440هـ الموافق 2019 .
...المزيد

التشيع بلباس صوفي في الصومال (4) إفتراق كلمة السلفيين ودورها في إنتشار التشيع ...

التشيع بلباس صوفي في الصومال (4)
إفتراق كلمة السلفيين ودورها في إنتشار التشيع الصوفي
لقد سبق لي أن ناقشت مع أحد المؤيدين للتشيع فكان كلما حاولت إقناعه لجأ إلى ذكر الإختلاف بين الدعاة السلفيين فتصبح هذه الظاهرة ركنا متينا لدعاة التشيع والتصوف وقد أمر الله عباده المومنين بالإجتماع والإئتلاف ونهاهم عن التفرق بينهم وشرع لهم العفو والسماحة حفاظا على إجتماع قلوب المومنين والدعاة المصلحين من المومنين أولا الناس بإدراك هذا الامر ولكن _وما أسوأها من لكن _ الناظر في الساحة الإسلامية يرى من انقسام الدعاة السلفيين وتفرقهم ما يدمع العين ويدمي القلب، وفي ورقتي هذه أقف معكم بشيء من الاختصار لمناقشة هذه الظاهرة مبيناً فيها بعض أهم أسبابها :
السبب الأول - اختلاف الأفهام والتعصب للرأي : وربما يؤدي ذالك إلى التفرق التام بين داخل الدعاة أو إلى التبديع والتفسيق ومن المعروف أن الاختلاف على قسمين رئيسين ؛ 1- فاختلاف تنوع 2- واختلاف تضاد، أما الأول فهو الذي يكون كل فرد من أفراده صحيحاً في نفسه، وأما اختلاف التضاد فلا يكون كل فرد من أفراده صحيحاً في نفسه، فإن كان في أمر الدنيا فقد يكون هناك مصيب ومخطئ أو قد لا يوجد مصيب، وأما في أمور الدين -ومثاله اختلاف الفقهاء في الأحكام الفقهية أو المحدثين في الحكم على الأحاديث- فلا يجوز أن تخلو الأمة من قائل بالحق في كل مسألة في أي زمن من الأزمنة، والصواب في مثل هذه المسائل مع أحدهم لا جميعهم لأن الحق واحد لا يتعدد كما هو مقرر عند المحققين من أهل الأصول.
فاختلاف التضاد في حد ذاته لا ينبغي أن يكون سبباً من أسباب الفرقة والانقسام، إذا كان في مسائل الاجتهاد فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل من المصيب والمخطئ أجره إذا اجتهد في طلب الحق، لكن الذي يؤدي للفرقة هو إصرار كل فريق على رأيه وتعصبه له وعدم اتساع قلبه وصدره للخلاف.
السبب الثاني - إعجاب كل ذي رأي برأيه وحب الرياسة والظهور: ولا شك أن في هذا من إيغار الصدور وبث بذور الشقاق والخلاف ما فيه، فكيف إذا تفشى بين كثير من أفراد الجماعة؟ إن هذه الآفات كفيلة بإحداث الانقسام في أي مجموعة تظهر فيها، فإذا أعجب المرء برأيه لم يكد يسمع لغيره، فضلاً عن أن يقبل منهم، وهذا خلاف ما أمر به رب العزة تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام حيث قال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}، وهو خلاف حال المؤمنين الذين وصفهم سبحانه بقوله: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. وحب الظهور كما أنه يقسم ظهر صاحبه فإنه أيضاً يقسم ظهر الجماعة عندما يكون مصحوباً بحب الرياسة.
السبب الثالث- نفي السلفية عن الآخرين: السلفية ليست كلمة مبهمة ولا مصطلحاً خفياً، بل هي منهج واضح بين، يقوم على الأخذ بالكتاب والسنة وتعظيمهما والعمل بهما في الظاهر والباطن وتحكيمهما في كل الاعتقادات والأفعال والأقوال، مع ضبط ذلك كله بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار على دربهم ومنهجهم من الأئمة المتبوعين والعلماء العاملين، وهذه هي السبيل التي أمر الله عز وجل عباده باتباعها كما في قوله جل وعز: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. ومثل هذا لا يخفى على أحد ممن ينتمي للسلفية أفراداً وجماعات، فمن زعم الانتماء للسلفية حاكمنا ظاهره إلى ما سبق ووكلنا سريرته إلى الله؛ هذا هو الواجب، وأما الحاصل اليوم فكثير منه يسير بخلاف هذا الأصل الأصيل، حيث تنفي السلفية دون تثبت وبأدنى شبهة، بل أحياناً بمحض التشهي والتشفي.
إن الناظر في تاريخ هذه الأمة يجد من حال صدرها الأول عجباً، ففي الجمل وصفين وصل الأمر إلى أن رفع الصحابة سيوفهم في وجه بعض، لكن هذا ما حملهم على البغي على إخوانهم بنفي كل فضيلة عنهم وإخراجهم من دائرة الجماعة الواحدة، ففي تاريخ دمشق لابن عساكر (سمع عمار رجلاً يقول: كفر أهل الشام. قال: لم يكفروا، إن حجتنا وحجتهم واحدة، وقبلتنا وقبلتهم واحدة، ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق، فحق علينا أن نردهم إلى الحق).
السبب الرابع - غياب المرجعية الجامعة : ونعني بهذه المرجعية العالم أو العلماء الذين يلقون قبولاً عند مجموع السلفيين بحيث يرجعون إليهم ويصدرون عن رأيهم عند الاختلاف أو عند وقوع النوازل، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالرد إلى هؤلاء في مثل هذه المواطن، قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، وفي قوله: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة كما قاله الإمام السعدي .
السبب الخامس - الاختلاف في تنزيل الحكم الشرعي على الواقع: جزء مهم من الخلاف على الساحة السلفية اليوم مرجعه إلى هذا الأمر، فقد تكون الكلمة متفقة على الحكم الشرعي في مسألة ما، لكن الخلاف يقع في تنزيل هذا الحكم على الواقع، وهذا يرجع إلى اختلاف الأنظار حيال الواقع، والاختلاف في فهمه ومعرفة أبعاده وتفاصيله، والأمر في هذا واسع، فإن العقول تتفاوت والأفهام تختلف، والإلمام بأبعاد الواقع يتفاوت كذلك، ومثل هذا لا ينبغي أن يكون سبباً للتدابر والتقاطع والانقسام، ما دام الضابط في التعامل مع الواقع هو المنهج السلفي نفسه .
السبب السادس - قلة العلم وفوضى الساحة العلمية والدعوية: ونقصد بهذه الفوضى الجرأة التي نراها من بعض الناس الذين لا يرقون إلى مرتبة طلاب العلم فضلاً عن أن يكونوا علماء، حيث نجد الواحد منهم يتكلم في كل باب من أبواب العلم والدعوة، وإذا سئل أفتى بغير علم فضل وأضل، هذا مع كون المسألة الواحدة من أمثال هذه المسائل لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر. ولئن كان مثل هذا الأمر ليس بالأمر الجديد، إلا أن انتشار وسائل الاتصال الحديثة قد ساهم في تعاظم أثر هذا الأمر وخطورته، فرسائل المحمول ومواقع الشابكة العالمية أتاحت كماً هائلاً من فرص نشر الآراء والمعلومات.
السبب السابع - طلاب السوء وعدم التثبت من نقل الكلام: تاريخنا الإسلامي فيه كثير من النماذج التي أطلق عليها اسم علماء السوء، والجديد في العصر على الساحة السلفية هو ظهور ما يمكن أن نسميهم طلاب السوء، وهم أناس يتحلقون حول المشايخ لطلب العلم أو حضور الدروس العامة، ثم ينقلون ما يسمعونه من أحد المشايخ لغيره ممن قد يقول في المسألة بقول آخر، وقد يزيد الطالب كلاماً من عنده، أو قد يفهم الكلام على غير وجهه فيقع من نسبته القول لهذا العالم من الشر ما الله به عليم، وشر من كل ما سبق من يعلم بوجود خلاف في مسألة ما فيأتي لأحد المشايخ فيقول: ما تقول يا شيخ فيمن يقول كذا وكذا؟ وقد يكون الشيخ خالي الذهن ولا يقصد إساءة أو تجريحاً لأحد فيأخذ الطالب مقالته إلى الشيخ الآخر قائلاً: الشيخ الفلاني يقول عنك كذا وكذا. فكم من فتنة أشعلها أمثال هؤلاء الطلاب، وكم من عداوات قامت بسببهم، وإلى الله المشتكى.
السبب الثامن- الخلل في ميزان التقويم: للأسف فالناظر في الخلافات على الساحة السلفية يرى أن كثيراً مما يؤدي منها إلى الانقسام ليس على تلك الدرجة من الأهمية التي أعطيت له، فمنها ما وسع سلفنا السكوت عنه، ومنها ما قدم وحقه التأخير، ومنها ما أعطي أكبر من حجمه بكثير؛ ومرجع هذا في نظرنا إلى وجود خلل لدى البعض في ميزان التقويم وقد ذكر غيري من الكتاب أسباب كثيرة متنوعة لكنني أختصر ذالك هذه الأسباب لأهميتها في نظري .
سيكون بحثنا الأتي إن شاء الله حول بحث العلاج والحلول لهذه الظاهرة المرضية .
كتبه
شرماركي محمد عيسى ( بخاري )
أبو الأثير الصومالي
هرجيسيا _ الصومال
1440هـ الموافق 2019
...المزيد

التشيع بلباس صوفي في الصومال (3) ...

التشيع بلباس صوفي في الصومال (3) ....................................................................................
قبل الخوض في الموضوع الثالث من المقال أودّ أن أقدم لكم النص المقدم من قبل الشيعة المتواجدين في الصومال وخاصة عاصمة مقديشوا يستالنص المقدم من قبل الشيعة المتواجدين في الصومال وخاصة عاصمة مقديشوا يستيغيثون بإخوانهم في طهران وهذا رابط النص http://arabic.al-shia.org/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84/ .
( إنشقاق الصفّ السلفي وأثره في إنتعاش التشيع الصوفي في الساحة الصومالية )
هناك فرق بين الإختلاف والتفرق كما بيّنه الدكتور يوسف القرضاوى في كتابه ( الصحوة الإسلامية بين الإختلاف والتفرق المذموم ) فالإختلاف سنة من سنن الله في الكون وصفة لازمة لإنسان لكن المذموم هو الفرقة وعدم التعاون في البر والتقوى والبغض والشحناء بين الدعاة والصحويين وهنا نحدثنا التاريخ فتقول :-
إن الفُرقة والاختلاف كانت سببًا في هزيمة المسلمين في أُحد حينما جمع المشركون لقتال النبيِّ وأصحابه، وخرجوا في ثلاثة آلاف مُقاتل، وكان عدد الصحابة سبعمائة مقاتل، فخرج الرسول إلى جبل أُحد، وجعل ظهره إلى المدينة، وجعل على الجبل خلف المسلمين خمسين من الرُّماة، وقال لهم: ((قوموا على مصافِّكُم هذه فاحمُوا ظهورَنا، فإنْ رأيتُمونا قد انتصرنا فلا تَشرَكونا، وإنْ رأيتُمونا نُقتلُ فلا تَنصرُونا)) وبدأت المعركةُ، وقُتل مُصعب حاملُ اللِّواء، فأخذ اللواءَ عليُّ بنُ أبي طالب، وما هو إلا أن انكشف جيش المشركين مُنهزمين وتبعهم المسلمون يَقتُلون ويَأسِرون، فتكلم الرُّماةُ الذين كانوا على الجبل في النزول، واختلفوا فيما بينهم، فنزل كثيرٌ منهم يظنُّ أن الحربَ قد وضعت أوزارها، وبقي عبدُالله بن جُبير ومعه جماعة من أصحابه، وهكذا اختلفوا فيما بينهم وخالفوا أمر رسول الله، فكانت النتيجة أن كرَّ عليهم خالدٌ فقتلهم، وانكشف جيشُ المسلمين، وشُجَّ وجهُ النبي، وقُتل حمزةُ وأنسُ بن النضر وغيرُهم.

ويقصُّ التاريخ حكايةَ سقوط حضارتنا فيقول :
وفي العصر الحديث سقطت الأندلس “إسبانيا الآن وجزء من البُرتغال” بعد أن حكمها المسلمون قُرابةَ ثمانمائة عام، أسَّسوا فيها الحضارة الحديثة، واكتشفوا العلوم التَّجريبيَّة التي نقلها عنهم الغربُ، وصار الأمر على ذلك إلى أن حدثت الفُرقة بين الأمراء وبين الحكومة المركزيَّة، لدرجة أن الأُمراء تحالفوا مع أعدائهم ضد حكومتهم، فكانت النتيجة أن فقدوا أعظم حضارة، وتحولت المساجد في الأندلس إلى كنائسَ، وأصبح الأمر أثرًا بعد عَين، وتظل إلى الآن بزخارفها ومعالمها شاهدةً على حضارة المسلمين وتقدُّمهم التي ضاعت بسبب اختلاف المسلمين وتفرُّقهم.

ويحكي سقوطَ خلافتنا قائلاً :
بسبب الفُرقة كانت أكبر مصيبة في العصر الحديث “سقوط الخلافة العثمانية”، استطاع اليهود دسَّ الفُرقة والخلاف بين صفوف المسلمين بسبب ضعفهم، ورفعوا شعار “فرِّقْ تَسُد” وكانت النتيجة سقوط الخلافة العثمانية، ووقوع البلاد الإسلامية، جزءًا في أيدي اليهود – كفلسطين – وجزءًا في يد الاستعمار الأوربي، وصارت تركة توزَّع حينما افترقوا، لذلك يُخاطبنا الله في قرآنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 45، 46].

ومن المعروف لدى كل عاقل ان التاريخ صفحات ترجع وعبرة لكل من يعتبر وهل بلاء الامة اليوم إلّا التفرق والتشرذم فقد صدق رسول الله صلى الله وسلم ف
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى[1] عليكم كما تداعى الأكلة[2] إلى قصعتها، فقال قائل: أمن قلةٍ نحن يومئذ؟ قال: لا، بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء[3] كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن[4]، قيل: وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) صحيح أبو داود في سنته والبيهقي في دلائل النبوة . وهل سبب ذالك إلّا ما إغترفت أيدينا من ترك الإئتلاف والإجتماع فقد قال عزّوجلّ (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وقال أيضا (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) .
ولا أطيل الكلام فهذا معروف لكل قارئ وداعية نتابع المظاهر والاشباب والعلاج في المقالات الاتية . كتبه
شرماركي محمد عيسى ( بخاري )
أبو الاثير الصومالي
هرجيسيا - الصومال
2019 -1440
...المزيد

التشيع بلباس صوفي في الصومال (2) الطرق الصوفية وعلاقتهم بالوجود الإيراني في الصومال . أكثر طائفة ...

التشيع بلباس صوفي في الصومال (2)
الطرق الصوفية وعلاقتهم بالوجود الإيراني في الصومال .
أكثر طائفة عرضة للإنخداع بشعارات الإيران الكاذبة في الصومال هي الطرق الصوفية ومريديهم الجهلة فليس لهم ثقافة علمية تتعلق بالواقع والتغلبات السياسية مع أنّ لديهم سلطة إقليمية تتمتع بمساعدات إثيوبية ومن الظاهر أنّ نقطة إلتقاء الطرق الصوفية بالوجود الإيراني في الصومال قديمة وقد اسهب إبن خلدون في المقدمة وبيّن علاقة الصوفية بمعنى التشيع في القديم ولا زالت هذا التأثر موجودا في الصومال فترى طرق الصوفية تميل إلى ترحيب الوجود الإيراني في الصومال أكثر من تحذيره فعلاقة التصوف بالتشيع قديمة جدا حيث يلتقون في عقائد جمّة كالتبرك بالأضرحة وتعظيم الموتى والإستغاثة بهم والغوث الأعظم وتخصيص سيدنا علي عن الصحابة وتأليه المخلوقات والغلو في حق أهل البيت لكن هناك نقطتان أهم في توضيح علاقة الصوفية بالشيعة الإثني عشرية وهي :-
1- حبّ أهل البيت .
لا شكّ ان أهل البيت رضوان عليهم لهم حقوق حبّ آل البیت، ولا شك أن آل بیت رسول لله صلى لله علیھ وسلم لھم مكانة
عظیمة ومزایا عالیة فى نفوس المسلمین، فقد أوصى بحبھم المصطفى صلى لله علیھ وسلم
حیث قال: "أذكّركم لله في أھل بیتي" - ثلاث مرات ضمن حدیث طویل في صحیح مسلم" -
فمحبتھم من العبادات التي یتقرب بھا إلى لله سبحانھ وتعالى، وھي أیضا من صمیم عقیدة أھل
السنة والجماعة. ورغم اختلاف العلماء في تحدید أھل البیت، إلا أن الراجح أن أھل البیت ھم
ذریته وأزواجھ، ویدخل فیھم بنو ھاشم مثل آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقیل وآل الحارث بن عبد المطلب .
ولكن ھذا لیس عند الشیعة الإمامیة الذین یدَّعون محبة آل البیت، فھم یتبرؤن من أزواج النبي صلى لله علیھ وسلم ویلعنون أمّنا عائشة رضي لله عنھا.
والشیعة الإمامیة تفتخر بعلاقتھا مع الطرق الصوفیة، ویقول ھاشم رفسنجاني – رئیس سابق
لإیران - في إحدى خطب الجمعة بطھران: "كفى الشیعة شرَفا وفخرًا أن جمیع الطرق الصوفیة تنتسب إلى آل البیت علیھم السلام". .
وهذا أخطر مدخل يمكن أن تدخله الإيران في الصومال مع أنّ الصوفية تنقصهم الثقافة السياسية والعلمية فطرق الصوفیة تتلقى مساعدات مالیة من المنظمات الإیرانیة
العاملة فى مجال الإغاثة الإنسانیة خاصة في المناسبات الدینیة مثل المولد النبوي الشریف
وغیرھا كما كانت السفارة الإیرانیة فى مقدیشو تحتفظ بعلاقات متمیزة مع حائزي سجادات
الطرق الصوفیة الكبرى فى البلاد وخاصة طریقتي القادریة والأحمدیة، تحت غطاء حب آل البیت وإقامة شعائر المناسابات الدینیة. مما یمكن أن یستدرج إلى وقوع قادة ھذه المجامیع فى
مخالب النظام الإیراني الشیعي ما لم تلتزم الحیطة والحذر.
2- كراهية الوهابية
الوهابية هي الدعوة الإسلامية التي إنتشرت بيد الإمام محمد إبن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ومن المعلوم أن العلاقة بين الطرق الصوفية والإتجاه الوهابي متوترة منذ دخول الدعوة الوهابية وبدأ الإتجاه الوهابي بمحاربة البدع ومظاهر الشرك مثل بناء القباب والطواف حول القبور وغير ذالك ولھذا تناصب الطرق
الصوفیة عداء مستحكما للاتجاه الوهابي تماما كالذي تناصبھ الشیعة الإمامیة والتي تذھب إلى م ا
ھو أبعد من ذلك حیث تكفّر الوھابیین وتلعنھم وليس الخطر هذا فقط نتابع القصة في المقالات التالية .
الشيخ شماركي محمد عيسى
هرجيسيا _الصومال
2019-1440
...المزيد

خلاصة القول في حكم الغناء والرقص وأقوال الصحابة والفقهاء في ذالك . ...

خلاصة القول في حكم الغناء والرقص وأقوال الصحابة والفقهاء في ذالك . __________________________________________________

المقدمه :
في الوقت الذي يمزق الإسلام وأهله في كل مكان وتستحل ثروات المسلمين وتهدر دماؤهم رخيصة في كل الأرض وبينما الإسلام يئن ضعفاً وخوراً من أهله لا من نفسه , يفاجأ العالم الإسلامي بانحطاط جديد يخترعه الغربيون وأذنابهم الطواغيت فاستنسخوا هذا الانحطاط وطبقوه على أولادنا وبناتنا وشبابنا وبناتنا وجعلو العالم الإسلامي كله مشدوهاً مشدوداً بآخر التقليعات الساقطة, والمنكر الفاضح ومبارزة الله في المعاصي وعلى الهواء مباشرة ببث حي ومباشر لمجموعة من الضحايا الشباب والبنات الذين يتنافسون على المنكر وعلى كل ما يغضب الله تعالى....!
فمن يكن منهم أكثر إجادة للرقص يكن فائزاً بالدرجات العليا....!
ومن يكن أكثرهم حميمية مع صديقاته ولطيفاً ورومانسياً يكن هو الفائز! ومن يجيد المقامات والغناء والعزف وكل أنواع الغفلة يكن هو الأول عليهم.....!
هذا البلاء دخل في بيوتنا حيث تبكي نساؤنا بالمسلسلات الفاضحة وأصبح الشعب لعبة للشيطان ومزحة للفاسقين ويتمنّى صغارنا بأن يصبحوا بعاهرات ومغنّين .
في سبيل الإنحلال الأخلاقي وظواهره في هذا المجتمع يظهر لك تكريم الفاسقين وتسميتهم بالنجوم ذاك من علامات آخر الزمن أخبر النبيّ انّه سياتي على الناس زمان يشربون الخمر ويسمونها بغير إسمها يسمى المغني والفاسق والعاهرة بالنجم والفنّانة وتسمى الربا بالفائدة وتسمى الخمر بالشراب وتسمى الرذيلة بالتقدم وتسمى الإنحلال بالرقي والإزدهار .
وقد ذكر العلماء أنّ الأمم الأخلاق فمتى ذهبت أخلاقهم ذهبوا والمعركة اليوم هي معركة فكر وأخلاق فمتى إنتصر الكفّار علينا بالقتال والواجهة يواجهون إلى تغيير ملامح الأمة الإسلامية وإنحلالها ويريدون أن نكون سواء في النار كما ذكره الله عزّ وجلّ .
تعريف الغناء :
الغناء أو "المعازف" جمع معزفة، وهي آلات الملاهي ، وهي الآلة التي يعزف بها ، وعن الجوهري - رحمه الله - أن المعازف هي الغناء و آلات اللهو.
فالتغنّي هو تحسين الصوت وتطريبه بالقصائد والنطم المرتب ومن طبائع البشر ان يستحسن ببعض الصوت ويستنكر صوتا آخر فالطفل الصغير يستحسن ببعض الأصوات ولذالك تغنّى له أمّه وكذالك الحيوانات فمن المشهور انّ صاحب في وقت الروحة يغنى لها فتشقّ الطريق وتمشلى وهي تحسّ بالراحة والبساطة .
ولهذا جاء عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم ( ليس منّا من لم يتغنّى بالقران ) وفي رواية الصحيح ( زينّوا أصواتكم بالقران ) .
وقد نقل الإجماع في وجوب تحسين الصوت حين قراءة القران الكريم
ومن نظر في حياة الصحابة رضوان الله عليهم جميعا يرى انّ انّهم يحبون الاشعار ويستمتعون به ويستمعون إليه وينكرون الشعر والقصائد التي يبدو منها بذيء القول وفاحشه كما يرويه أبي سلمة بن عبدالرحمن ( كان أصحاب رسول يقولون الشعر ويتلذذون به فإذا أريد واحد منهم بدينه دارت حماليق عينيه ) .
والغناء في اللغة العربية هو الشعر أو القصيدة التي تخرج من الفم مجردة ولا يلحق به غيره من آلات الطرب والموسيقا فإن لحق به هذه المرفقات خرج عن هذا المعنى الذي ورد .
ولم يكن في القرون المفضلة لا في الصحابة ولا في التابعين ولا أتباعهم الغناء الذي نعرفه اليوم وإنّما كان ذاك في آاخر القرن الثالث كما ذكره شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى.
وليعلم أنّ ما ورد من الصحابة في ذكر الغناء إنّما القصائد الحسنة وهي اليوم المعروفة بالأناشيد أو geeraar , فهناك فرق شاسع بين إصطلاح الأوائل للغناء وإصطلاح المتأخرين للغناء وهو كما ذكرنا كما نصّ عليه العلماء كإمام الشافعي رخمه الله .
الأدلة في تحريم الغناء :
من القراءن لكريم : من نظر وتأمل في القران علم ان الله حرّم اللهو الغناء في غير ما آية .
وإذا سألتني لماذا حُرِّم الغِناء واللهو والطرب ؟ أقول صيانة للقب وحماية للنفس من مداخل الشيطان وهذا يتضح من وقت نزول الآيات التي تحرّم اللهو والغناء !!
فالأيات التي تحرّم الغناء نزلت في عهد مكة وعهد مكة معروف بتربية الصحابة والمؤمنين على ترويض النفس وتقوية علاقتها بالربّ عزّوجلّ وهذا في سورة النّجم ولقمان وهما مكيّتان .
قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (6) . هذا في سورة لقمان .
فإذا نظرنا إلى تأويل السلف الصالح لهذه الاية يتضح لنا بكل وضوح حرمة الأغاني وهذا موضع إجماع بينهم ولا يوجد أيّ خلاف بين الصحابة ومن بعدهم من القرون المفضّلة على حرمة وهذا ما نصّ عليه كثير من الفقهاء والأئمة .
فهذا عبد الله إبن مسعود رضي الله عنه الذي قال عنه النبيّ (من أحبّ ان يقرأ القراءن كما نزل فليأخذ بقراءة إبن أمّ ) يقول في تفسير الأية كما في الصحيح ( والله الذي لا إله غيره لهو الحديث لهو الغناء ) قالها ثلاثا !!
وقد قال إبن عبّاس حبر الأمة وعالمها في تفسير هذه الآية (نزلت في الغناء وأشباه) كما رواه البخاري في الأدب المفرد وإبن جرير في تفسيره وإبن أبي شيبة في المصنف وغيرهم .
وقد روي ذالك عن تلاميذ الصحابة وجهابذة التابعين منهم مكحول وعكرمة وعطاء الخراساني وقتادة إبن دعامة السدوسي ومجاهد إبن جبر وميمون إبن مهران وعمر إبن شعيب وغيرهم كثير كلهم قالوا ( هو الغناء ) !!!
وقال تعالى في سورة النجم وهي سورة مكيّه :
( أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنتُمْ سَامِدُونَ )
يقول العلماء السمود هو الغناء وقد فسّره إبن عباس رضي الله عنه وأرضاه كما جاء في تفسير إبن جرير الطبري قال إبن عباس ( السمود هو الغناء ) وأكده عكرمة مولى إبن عبّاس فقال ( السمود هو الغناء وهو لغة حمير ) أيّ أهل اليمن .
وقال تعالى (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ) (64) وهذا في سورة الإسراء وقد جاء عن غير واحد من الصحابة والتابعين أنّه الغناء وبمقتضى ذالك يكون الغناء صوت الشيطان فيقول مجاهد إبن جبر (هو الغناء ) كما في تفسير إبن جرير الطبري فإنْ قلت إنّ في السند ليث إبن أبي سليم وهو ضعيف بالإتفاق أقول روايته عن مجاهد خآصة وذالك إنّ ليث ضعيف الحفظ وروى عن مجاهد كتابة فلا مجال لتضعيفه كما نصّه إبن حبّان في الثقات .
قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) (72) في فرقان الزور هو الغناء كما نصّ عليه مجاهد إبن جبر إمام المفسرين من الابعين كما في تفسير إبن جرير ولو في سنده نظر ففيه محمد إبن مروان وكان في حديثه نظر .
فإذا قلت لي : إذا كان الغناء من المحرمات لماذا لم يكثر فيه الادلة من الآيات ؟ أقول كان ذالك في عهد النبّي محمد وأصحابه من المسلّمات وأكثر الآيات في تحريم الغاء مكيّه لأنّ العهد المكي يختصّ بتربية المؤمنين وتريضهم .
في السنّة النبوية :
قال عليه الصلاة والسلام ( ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلّون الحرَ والحرير والخمر والمعازف ) رواه البخاري معلقا . والمراد بالمعازف هو آلات اللهو والطرب مثل الطنبور والمزمار فهم آلات للمعصية بالإجماع .
وهذا الحديث من علامات النبوة للرسول عليه الصلاة والسلام حيث ظهر في بعده أقوام يبحثون هفوات بعض العلماء ويصيدون ليحللوا ما حرّمه الله عزّوجلّ وصنفوا في ذالك فإذا سألته قال إنما هو كلام من بشر أو ضرب في حديد أو صوت للعصافير فأين يأتي منه التحليل أو التحريم وكلّ ذالك من أجل أن يستحلّ ما حرّمه الله عزّ وجلّ والرسول يقول بهذا الحديث .
فإذا تكلمت عن هذا الحديث وأشرت بتضعيفه , أقول لك هذا الحديث في معلقات البخاري والقاعدة هي أنّ المعلّق من الأحاديث لا يرد إلا إذا كان صاحبه من أهل التدليس وليس البخاري كذالك بالإجماع ,, إن قلت أنّ البخاري لم يسمع منه قلت جاء الحديث موصولا من نحو عشرة طرق موصولة فراجع كتب الحديث .
فإن قلت أنّ ابن حزم قد أحل المعازف والغناء ؟ أقول ثبت الإجماع الصحيح قبل إبن حزم رحمه الله والعلماء بشر يخطئون ويصيبون وقد بيّن العلماء على خطأ إبن حزم في هذه المسألة كإبن حجر رحمه الله وإبن عبد الهادي فلإبن حزم لقطات وكذالك كل البشر فكما قال إنّ الصحابي يعلى إبن مرّة مجهول والإمام أبو عيسى الترمذي مجهول وأخطأ فيها يكون حاله في حكم الغناء !!
وقال عليه الصلاة والسلام (إنّ الله حرّم عليكم الخمر والميسر والكوبة ) رواه أحمد في المسند وأبو داود في السنن وهو حديث صحيح من حديث عبدالله إبن عبّاس .
والكوبة هي نوع من انواع المعازف وقيل هو إسم لكل المعازف .
وقال عليه الصلاة والسلام (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الزمارة ) رواه البيهقي وهو حديث صحيح وفيه دليل قاطع على حرمة كسب الزمارة والغناء والمعازف ويدخل في ذالك من يبيع أشرطة الغناء ومن يكري مكان الغناء ومن يأخذ من أجل الغناء الكسب كالغناء في المناسبات أو الأعراس أو من يبيع آلآتها كالمزمار والقيتار وغبره أو غير ذلك وكذالك من ينتفع من نشرها أو يضيف إليها تجارته كالذي يضيفها إلى الدعايات للتجارة أو يبثّها من قنواته فينتفع منها فهو داخل في هذا الحديث , ويقول العلماء إنّ كسب الغناء والمعازف مثل كسب المرأة الباغية بائعة الهوى لأنّ الغناء يدعو إلى الفاحشة التي حرّم الله سبيلها والإقتراب منها وكانت العرب تستنكر على كسب المرأة الباغية لفطرتهم .
أقوال الصحابة والتابعين في الغناء :
إتفق العلماء والأئمة من الصحابة رضوان الله عليهم انّ الغناء وآلات اللهو والطرب حرام قولا واحدا ولم ينقل عن واحد منهم جواز الأغاني وكذالك الرقص بل قد نصّوا على تحريم ذالك رضوان الله عليهم فقد روى إبن أبي الذنيا في ( ذم الملاهي ) عن إبن مسعود أنه قال ( الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) وعن إبن عمر رضي الله عنه أنه رأى أقوام محرِمون وفيهم رجل يتغنّى فقال ( ألا لا سمع الله لكم ألا لا سمع الله لكم ) .
وروى البخاري في الأدب المفرد عن إبن عمر أنّه مرّ على جارية تغنّى فقال ( لو ترك الشيطان أحدا لترك هذه ).
وروى أبي داود رحمه الله تعالى عن إبن عمر أنّه سمع مزمارا فوضع إصبعيه على في أذنيه فقال لإبنه نافع أتسمع صوتا فقال لا فقال ( إنّي كنت مع رسول الله ففعل ما فعلت ) صححه إبن رجب في رسلة السماع .
وكذالك العلماء في كلّ قرن ينقلون الإجماع في تحريم الاغاني ولم يخلُ قرنٌ لم ينقل فيه الإجماع على تحريم الاغاني فهذا زكريا الساجي في القرن الثالث في كتابه إختلاف العلماء وأبو طيب الطبري وإبن عبد البر في القرن الخامس وإبن قدامة في القرن السادس والقرطبي وإبن عبد السلام في القرن السابع وإبن تيمية وإبن رجب والسبكي في القرن الثامن والعراقي في القرن التاسع وإبن حجر الهيتمي في القرن العاشر ووالآولسي واحمد الطحاوي في القرن الثالث عشر ونقله الغماري في القرن الرابع عشر وكذالك المذاهب الاربع من الحنفية والشافعية والماكية والحنابلة مع إختلاف بلدانهم ومذاهبهم وأقطارهم لكن الحقّ واحد , وعندما سئل عن الإمام الغناء قال ( إنّما يفعله الفساق عندنا ) .
وقال أبو الحنيفة رحمه الله تعالى ( أما الغناء فهو محرم عند سائر الأديان ) .
حكم شهادة المغني : وقد نصّ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ( أنّ شهادة المغنّي تردّ ولا تقبل ) وذالك في كتاب أدب القضاة .
وقد جعل العلماء الغناء من كبائر الذنوب كما نصّ عليه إبن النحّاس في تنبيه الغافلين وإبن حجر الهيتمي في كتابه ( الزواجر عن إقتراف الكبائر ) وقد أستغرب من يقول بجواز الغناء مع أن العلماء عدّها في الكبائر .
حكم من أفتى بجواز الغناء .
يقول العلماء من أفتى بجواز الغناء وعدم حرمتها فليس أهل للفتيا والسؤال ومن أحلّ الغناء مكابرة وهو يعلم أنّها محرمة أو أقيم عليه الحجة فقد نصّ العلماء على كفره والعياذ بالله والأدلة في ذاك مستفيضة ولحق ذالك بعض أصحاب أبي حنيفة من تلذذ بها كفر مع أنّ في هذا مبالغة وغلو كما بينه إبن الحنبلي رحمه الله .
الرقص أو التمايل مع الأنغام أو التصفيق أو آلأات اللهو والطرب :
فالرقص عند الرجال محرم وذالك لقوله تعالى قوله تعالى { ولا تمش في الأرض مرحا } قال القرطبي في تفسيره [10/263] : [ استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه. قال الإمام أبو الوفاء إبن عقيل: قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال:" ولا تمش في الأرض مرحا" وذم المختال . قلت : والرقص أشد المرح والبطر ] .
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح فكلّ آلات اللهو عند الرجال حرام إلّأ ما أستثنى النبيّ منه وفي ذاك ذريعة وفوائد .
وفي الرقص أيضا تشبه بالنساء وقد لعن النبيّ المتشبهين بالنساء من الرجال كما في الصحيحين . وليس في حديث الحبشة دليل على جواز الرقص للجال فقد ورد في روايات أخرى أنّهم كانوا صغارا وكان رقصهم بالسيوف والضراب لتدربهم على القتال وليس كما تجادل به الصوفية رقص مجرداً .
وأما عند النساء فالرقص عندهم نوعان :
الأول : ما يكون الرقص فيه عفويا لا فتنة فيه ، فهو لا يعدو أن يكون عبارة عن شيء من الإهتزاز مع تمايل واعوجاج ، فهذا يجوز ، للزوج ، أو في الخلوة ، أو مناسبات الأفراح م ضرب الدفء أو التصفيق وليس مع المعازف أو الأغاني الماجنة المعروفة الآن .
فعلى هذا القسم : يأتي أقوال القائلين بإباحة الرقص مع الكراهة للآية .
الثاني : ما اشتمل على محرم كالمعازف ، أو الألبسة العارية ، أو الاختلاط مع الرجال ، أو كان على هيئة رقص الفاجرات في الخلوة أو مع نساء أخريات ، وأهل المجون والخلاعة ، وتقليدهم ، ونحو ذلك فهذا يمنع تعلمه وتعليمه ؛ لما فيه من المنكر ، وما يؤدي إليه من إثارة الفتن وتهييج الشهوات .وعلى هذا القسم الثاني : يأتي قول القائلين بالمنع .
وهذا وسبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك ,اتوب إليك .

محاضرة للشيخ شرماركي محمد عيسى ( أبو الأثير الصومالي )
٩ جمادى الآخرة ١٤٤٠ __هرجيسيا
ليلة الجمعة
#حكم_الأغاني
...المزيد

التشيع بلباس صوفي في الصومال ...

التشيع بلباس صوفي في الصومال (1)
____________________________________________________________________________________________
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
من المعلوم أن الشعب الصومالي أمة مسلمة سنية شافعية 100% وهذا من أكبر نعم الله على هذا الشعب الذي يعاني من فساد السلطة وصراع قبلي وطائفي ومع ذالك يواجه الان إلى أخطر من ذلك حيث ينتشر المذهب الشيعي في أوساط المجتمع متغطيا بستار الإغاثة وحب أهل البيت مع أنّ علاقة إيران مع الصومال مقطوعة منذ سقوط الحكم العسكري في البلاد إلى 2011 .
وبعد التحافل العربي على اليمن أصبحت دولة إيران الشيعية تبذل جهدها من نشر الفكر الشيعي في البلاد وخاصة العاصمة -مقديشو- والمدن المجاورة لها متغطيةَ بستار الإغاثة وحب أهل البيت ومستفيدة من إفتراق أبناء الشعب .
وبعد إستقراء نشاطات دولة إيران يتضح لك أنها أخذت وسائل التبشير لتنصير الأمة الإسلامية وخاصة اللاجئين في المخيمات والمرضى والمحتاجين حيث تستغلّ هذه الفرصة لتعطي الخبز والدواء وتخرج من السنة إلى الشيعة بدل ذالك .
إستشكل على الإيران الدخول المباشر إلى الصومال فألجأت إلى الدخول الدبلوماسي ففي عام 2011 زار الوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى مقديشوا وكان هناك كارثة مجاعة وقحط شديد في البلاد فصرح أن دولة إيران الشيعية ستقدم للشعب الصومالي الشقيق _حسب قوله_ المعاونة والمساعدة والإغاثة الإنسانية بملايين الدولارات عبر هلال الاحمر الإيراني ومنظمة الخميني للإغاثة وذالك ببناء المستشفيات والمخيمات الإغاثية .
ثم زار البلاد أيضا في عام 2012 إثر إنتخاب البرلمان للرئيس السابق حسن شيخ محمود صرح علي أكبر صالحي أن بلاده ستعيد فتح سفارتها في البلاد بعد مدة أكثر من عقدين من الزمان وتم إفتتاح السفارة آن ذالك وزادت إيران أعمالها الإغاثية في البلاد .
وأخوف ما يخاف الشعب الان هو المنح الدراسية التي تقدمه السفارة لأبناء الشعب الصومالي حيث فتحت هذا المجال بكل صراعيه .
سنتابع القصة في المقالات الأتية .
شرماركي محمد عيسى
2019_هرجيسيا
...المزيد

الإمام سيد العلوي المالكي ونكاح البدو : _________________________________________ كان مما ذكر في ...

الإمام سيد العلوي المالكي ونكاح البدو :
_________________________________________
كان مما ذكر في ترجمة الإمام السيد علوي إبن العلامة السيد عباس بن عبدالعزيز المالكي 1327-1391 أنه كان له مأون شرعي كوالده رحمه الله تعالى وقد بلغت العقود التي أجراها ثمانية عشر الفا في ثلاثين عاما وله في ذالك قصص لو جمعت لكانت سفرا ممتعا ومنها :
جاء إليه نفر من البدو وطلبوا منه إجراء عقد فتبعهم إلى أن وصل المسفلة فسألهم عن المنزل ؟ فقالو : رمية حجر , فتبعهم إلى أن وصلوا بركة ماجن , فإذا بذلل قد أعدت هناك فسالهم : أين المنزل ؟ فقالو : تفضل إركب فالمنزل رمية حجر يا شيخ .
ولم يسبق للشيخ ركوب الذلول , ولكنه راى من واجبه جبر خاطرهم , فتحصنّ وركب الذلول , وسلم الامر لله , فسارت الذلل بين مستنقعات , ووهاد , ووديان , وهو يسأل عن المنزل وهم كالعادة يقولون : رمية حجر طال عمرك !!
وبعد أن ضاق ذرعا وصل ركب العروس إلى (دقم الوبر) فلم يشعر السيد إلا وطلقات نارية تدوى في الفضاء , وجلبة ضوضاء , فحيل إليه أنّها غارة , فالتفت إلى من حوله ما الخبر ؟ من أطلق علينا الرصاص ؟ فقيل له : هؤلاء جماعتنا إستقبلونا بطلقاتهم , وأهازيجهم فرحا بالزواج , فهدأ روعه , فحمد لله على السلامة , ثم نزل المحل المعد للعقد , وبعد تناول القهوة سأل عن العروس : أهي بكر أم ثيب ؟ فقيل له ثيب ! فطلب ورقة طلاقها فقالو ضاعت , فطلب الشهود فقالو ماتوا فخار في أمره وفي عقد لا يجيزه الشرع ! فصاح بعضهم : الزوج المطلق موجود . فقال لهم أحضروه _ليقرٍّر الطلاق بنفسه _ فقالو سنرسل له رجلا (رمية حجر ) ويأتي !!!
فتذكر الشيخ رمية الحجر ومسافتها , فحوقل وحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه وفي منتصف الليل أقبل الرسول ومعه الزوج المطلق للمرأة وبعد أن أخذ الشيخ إقراره وأجرى العقد ثمّ قدم الطعام , فتقدم الشيخ إلى الطعام والكل يصيحون به : كل يا شيخ تراك ضيفنا . وما إن قام القوم إلا وأسرع بغسل يديه ليلوذ بالفرار , فأقسموا أغلظ الأيمان : أن ينام عندهم ولكن انّى له ذالك ؟ والطلقات تدوى في الفضاء والطبول تدقّ , والأهازيج البدوية تقلق راحته , وما هي إلا ساعة حتى طلع الفجر فتنفس الصعداء وصلى بهم الصبح , فمدت سفرة الفطور , وهي عبارة عن لحوح وأوان ملئت سمنا وعسلا , فتناول ما أمكنه , ثمّ قام إلى ذلول وركبها , وتبعه القوم إلى أن عاد إلى منزله , وفي ذالك يقول من قصيدة له :
فيا ليلةً ما كان أقسى عنائها تحملت فيها الكرب من رمية الحجر
لقيت بها قوما كراما أعزة أنست بهم بعد التبرم والضجر
رعى الله سكان البوادي بفضله ولا سيما الاشراف في دقم الوبر .
رحمه الله تعالى وأسكنه في فسيح جناته وجميع علماء المسلمين .
منقول من ترجمة سيد أحمد سيد أحمد يوسف له في مقدمة شرح الزمزمية له .
#شرماركي محمد عيسى ( أبو الأثير الصومالي ) .
...المزيد

قالو إنّه تسامح وواضح أنّه تنازل ومعلوم أنّ الحق لا يقدم للباطل تنازلات . جاء في سبب نزول سورة ...

قالو إنّه تسامح وواضح أنّه تنازل ومعلوم أنّ الحق لا يقدم للباطل تنازلات .
جاء في سبب نزول سورة الكافرون عن ابن عباس رضي الله عنهما :
(أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي . فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) ... إلى قوله : (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) .
رواه رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (10/3471)، والطبري في " جامع البيان " (24/703)، والطبراني في " المعجم الصغير " (751) والنيسابوري الواحدي: أسباب النزول، ص467. ( )
يبدو من هذه المفاوصة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش أنَّ قريشًا بدأت تشعر بالهزيمة -وإن كان الظاهر أنَّهم هم الممكَّنون في الأرض، وأصحاب الرأي والسيادة- فقد قَبِلُوا أن يتنازلوا للمسلمين عن أشياء ظلُّوا يتمسَّكون بها قرونًا عديدة، وهذه نتيجةٌ طبيعيَّةٌ لثبات المؤمنين
ولا ريب أنّ أشبه ما تكون حالة الأمة اليوم يوم أن هاجر النبّي إلى المدينة فأصبح له أعداء في داخل مدينته وهم اليهود وأعداء في الشام وهم النصارى حيث كانوا في دمشق وأعداء في مكة وهم كفار قريش مع قلّة حيلة المسلمين وضعف حالهم وهكذا ترى اليوم أعداء المسلمين يتداعون كما تتداعى الأكلة على قصعتها حتى آوائهم أتباعهم فأصبحوا في عقر دارنا في حالة تشبه حال المشركين يوم أن قالوا يا محمد تعال نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة فنزلت (قل يا أيها الكافرون إلخ ) .
إن ما يزعمون أنّه تسامح وعفو ما هو إلّا منازلات لأهل الخنزير وعبّاد الصليب إنْ لم يكن موافقة وإظهار رضى مما عليه فلا تكون حال المسلمين اليوم عذرا لنا لننازل أهل الباطل وعبّاد الصليب ولا أن نسامحهم فلم يكن في التاريخ ولا يكون أيضا موافقة بين الحقّ والباطل بل بينهم العداوة والبغضاء أبدا حتى يؤمنوا بالله وحده .
﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].
الشيخ : شرماركي محمد عيسى (أبو الأثير الصومالي ) .
هرجيسيا _الصومال .
3 جمادى الآخر 1440 الموافق 8فبراير 2018
...المزيد

وقفة قصيرة مع تاريخ الدول الإسلامية . بعد فتح المسلمين للأندلس وسقوط الخلافة الأموية فرّ عبدالرحمن ...

وقفة قصيرة مع تاريخ الدول الإسلامية .
بعد فتح المسلمين للأندلس وسقوط الخلافة الأموية فرّ عبدالرحمن الداخل إلى الاندلس فدخلها وحيدا وأصبح صاحبها في مدة قصيرة وأقام فيها حكما أمويا ينافس حكم العباسيين في المشرق وقد أقام الحكم بعده رغم الصعوبات التي واجهت دولته وبعد سقوط الخلافة العباسية بيد المغول ظهر ملوك الطوائف وكان سبب سقوط الدولتين العباسية في المشرق والأموية في المغرب العصبية والقبلية الجاهلية ولا زالت في أمتنا حتى الان مع انّ أكبر الدعايات في بداية الإسلام كانت أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم سوّى بين العبد وسيده !!!. ...المزيد

في زمن الإبتلاءت والمحن وحين تكثر على الامة الفتن ويتداعى الأكلة على القصعة تحلو قراءة التاريخ ...

في زمن الإبتلاءت والمحن وحين تكثر على الامة الفتن ويتداعى الأكلة على القصعة تحلو قراءة التاريخ وتجلو سنن الله في الكون عبر قصص السالفين قال تعالى (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وفي إطار هذا أشارك في هذا النتدى وقفات من بعض القصص إن شاء الله . ...المزيد

معلومات

الشيخ شرماركي محمد عيسى(بخاري) داعية إسلامية ومؤلف يتقلد الآن مناصب منها :- ألامين عام لمركز المنار للدراسات والإستشارات التعليمية . عضو من مؤسسة الكرم للدعوة والتنمية عضو من رابطة المعاهد الشرعية في الصومال .

أكمل القراءة

المواد المفضلة 1

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً