هجمات جنود الخلافة في ولاية غرب إفريقية خلال شهر رمضان 1446 هـ ▪️ 57 عملية 28 صولة ...

هجمات جنود الخلافة في ولاية غرب إفريقية
خلال شهر رمضان 1446 هـ

▪️ 57 عملية

28 صولة واشتباكا
16 عبوة
3 مداهمات
2 عمليتان استشهاديتان
1 كمين
7 أخرى

▪️ مناطق الهجمات:

نيجيريا: (بنو) - (يوبي) - (أداماوا)
الكاميرون: (ماروا)
النيجر: (ديفا)

▪️ 169 قتيلا وجريحا

162 كافرا ومرتدا
5 نصارى
2 جاسوسان

▪️ 79 آلية مدمرة ومعطبة

26 مدرعة
16 رباعية الدفع
18 دراجة نارية
7 دبابة
12 أخرى

▪️ إحراق

7 معسكرات
3 ثكنات
1 حاجز

▪️ اغتنام

7 رباعية الدفع
7 قوارب
22 دراجات نارية
كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة

• 17/ رمضان
هجوم على معسكر لجيش النيجر في بلدة (شيتيماري) بمنطقة (ديفا)، تخلله تنفيذ عملية استشهادية بسيارة مفخخة على دوريات المؤازرة، أدى لمقتل وإصابة 15 عنصرا وتدمير وإعطاب 4 مدرعات.

• 25/ رمضان
هجوم على معسكر مشترك للجيشين الكاميروني والنيجيري قرب بلدة (وولغو) بمنطقة (برنو)، تخلله عملية استشهادية بسيارة مفخخة، أسفر عن مقتل نحو 15 عنصرا وتدمير 10 آليات.

• 28/ رمضان
هجوم على معسكر للجيش النيجيري في بلدة (غونيري) بمنطقة (يوبي)، أدى لمقتل 11 عنصرا وإصابة آخرين وفرارهم، وإحراق المعسكر و18 آلية متنوعة، واغتنام آلية رباعية الدفع وأسلحة وذخائر.


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ

• للمزيد.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

وماذا بعد وداع رَمَضَان 1- شكر الله على إتمام أداء عبادة رمضان قال الله تعالى: ...

وماذا بعد وداع رَمَضَان

1- شكر الله على إتمام أداء عبادة رمضان

قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]، قال ابن رجب رحمه الله: "لما كانت المغفرة والعتق كل منهم مرتّبا على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة، بتكبيره وشكره".

2- سؤال الله القبول والاستغفار من التقصير

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}، وعن علي رضي الله عنه قال: "كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل"، وعن أبي روّاد قال: "أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه، وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟".

3- المداومة على فعل الطاعات بعد رمضان

كالمحافظة على الصلوات وسننها الراتبة وعلى الخشوع فيها، والمحافظة على صيام النوافل الواردة ومنها الست من شوال، ومواصلة تلاوة القرآن وحفظه وتدبره، فقد سُئل -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (أدومه وإن قل) [مسلم]

4- كن ربانيا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

فلا تكن رمضانيا تعبد الله في رمضان فقط، ولكن كن ربانيا تعبد الله في كل الشهور، قيل لبشر: إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقط فقال: "بئس القوم لا يعرفون لله حقا إلا في رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها".

5- علامة قبول الطاعة أن توفق لغيرها

من علامات قبول الطاعة أن توفّق لغيرها، ومن علامة الرد السيئة بعدها، وإن الحسنة تقول أختي أختي، قال الحسن: "إذا قبل الله العبد فإنه يوفقه إلى الطاعة ويصرفه عن المعصية"، فانظر حالك وقيم نفسك ولا تكن كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.

6- إن قصرت فعد وتب إلى الله تعالى

ومن قصّر في رمضان فعليه المبادرة فورا بالتوبة والإنابة والإقبال على الله تعالى والاستغفار وليحذر من التسويف وأن يمنّي نفسه العمل في رمضان القادم، فإنه من تلبيس إبليس عليه، وهل يضمن أحدنا أن يعيش إلى غد؟ فكيف إلى العام؟!


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ
...المزيد

من طاعة إلى طاعة (١/٢) - أنفقوا ينفق عليكم: ومن العبادات التي ينبغي وصلها بعد رمضان، الإنفاق ...

من طاعة إلى طاعة
(١/٢)

- أنفقوا ينفق عليكم:

ومن العبادات التي ينبغي وصلها بعد رمضان، الإنفاق في سبيل الله تعالى، وتشتد حاجة المسلمين إليها في هذه الظروف العصيبة التي تحياها أمة التوحيد في شرق الأرض وغربها في العراق والشام واليمن والسودان وخراسان وفلسطين وغيرها من بقاع المسلمين التي ترزح تحت نير الغزاة من النصارى واليهود والرافضة وحكومات الردة، فليحرص المسلم على أن يكون له سهم في ذلك وينوي به تفريج كربات إخوانه المسلمين.

- لا تهجروا القرآن:

ومن العبادات التي ينبغي أن لا يقصّر فيها المسلم بعد رمضان تلاوة القرآن الكريم، وليكن المسلم كما كان السلف حالا مرتحلا ينتقل من ختمة إلى أخرى، ويبقي مصحفه مشرعا طوال العام لا يهجر تلاوته ولا تدبره، ومن باب أولى لا يهجر الاحتكام إليه، وتلك بلية العصر التي أوتي منها المسلمون.

- الزم بابك لا تبرحه!

والحاصل، أن أبواب الطاعات التي يطرقها المسلم عديدة وميدانها ممتد فسيح، وهذا من فضل الله تعالى على عباده أن يسّر ونوّع لهم سبل الطاعة والخير، وقد يفتح الله تعالى بفضله وحكمته على مسلم من باب الصلاة، وقد يفتح على غيره من باب الصيام، وآخر من باب الإنفاق أو التلاوة أو الذكر وقد يجمع العبد بين باب وآخر بحسب همته وما وُفق إليه، وكما قيل: "إذا فُتح لأحدكم باب خير؛ فليسرع إليه، فإنه لا يدري متى يُغلق عنه"، وهكذا فليلزم كل مسلم بابه الذي يسّره الله له، ولا يبرحه حتى يأتيه اليقين من ربه.

- أخلصوا وتابعوا:

ويحسن بنا في هذا المقام تذكير المسلمين بأنّ الأعمال إنما تُقبل بشرطين، الأول: أن يكون العمل خالصا لوجه الله سبحانه، لا يُشرك معه فيه غيره، وذلك قيد يخرج به قصد غير الله تعالى، والرياء والسمعة ونحوها مما يفسد العمل أو يحبطه لقوله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه) [رواه مسلم].

والشرط الثاني: أن يكون صوابا موافقا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخرج بذلك ما كان مبتدعا أو مخالفا سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وضابطه أن يحرص المسلم على اتباع هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- في كيفية العبادة وصفتها بغير زيادة ولا نقصان، فلا هدي أتم من هديه ولا أحد أعبد لله منه، ولا يسع المسلم إن أراد الوصول إلا أن يسلك مسلكه ويلزم طريقته، فليجتهد في تحقيق الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله، فهما حصن المسلم في هذا الزمان، والله الموفق وهو الهادي إلى سوي الصراط، والحمد لله رب العالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ

• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

من طاعة إلى طاعة (١/٢) ينبغي للمسلم أن يكون مشواره في عبادته لله تعالى كالحالّ المرتحل، يحلّ في ...

من طاعة إلى طاعة

(١/٢)
ينبغي للمسلم أن يكون مشواره في عبادته لله تعالى كالحالّ المرتحل، يحلّ في عبادة ويرتحل إلى أخرى، ينتقل من طاعة إلى طاعة ومن قربة إلى قربة، وهكذا حتى يلقى الله على ذلك، لقوله تعالى مخاطبا نبيه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} واليقين يعني الموت، قال الإمام القرطبي: "والمراد استمرار العبادة مدة حياته، كما قال العبد الصالح: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)".

وبعد انقضاء رمضان موسم الطاعة الأشهر والأكبر في الإسلام، فعلى المسلمين مواصلة طاعتهم وقرباتهم لربهم سبحانه بعد رمضان، وقد عدّ علماء السلف من علامات قبول الطاعة في رمضان وغيره؛ أنْ يوفق العبد إلى طاعات بعدها، فالطاعة توصل إلى أخرى والحسنة تنقل إلى أختها.

- باب الريان مفتوح:

ومن الأعمال التي شرعها الإسلام بعد رمضان وحثّ عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- صيام ستة أيام من شوال، كما في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه شرح العمدة: "إتباع رمضان بست من شوال مستحب، نص عليه أحمد في غير موضع... وكان أحمد ينكر على من يكرهها كراهة أن يلحق برمضان ما ليس منه؛ لأن السُّنة وردت بفضلها والحضّ عليها" أهـ.

مع ضرورة الانتباه إلى أن قضاء أيام رمضان لمن أفطر معذورا؛ مقدّم على صيام نافلة شوال، لأن الفريضة مقدّمة على النافلة بلا ريب.

ولعل الحكمة من سنّ عبادة صوم بعد صوم رمضان، هي أن يبقى المسلم قريبا من هذه العبادة الجليلة التي يتأتى فيها الإخلاص والاحتساب والصبر وقهر الشهوة وتأديب النفس وتقويم الخلق وتحقيق التقوى وغيرها من مزايا عبادة الصيام التي استفاض في ذكرها فقهاء الإسلام استقاء من نصوص الكتاب والسُّنة وحسبك بالحديث القدسي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة) [متفق عليه].

ولذلك لا ينبغي للمسلم أن يكون رمضان آخر عهده بالصيام، بل يسعى لطرق باب الصيام ما استطاع إليه سبيلا.

وبعد صيام ست من شوال، يأتي موسم العشر الأوائل من ذي الحجة ويُشرع فيه سائر أعمال البر ومنها الصيام وخاصة صيام يوم عرفة، ثم يأتي شهر الله المحرم وقد نُدب إلى إكثار الصوم فيه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم) [متفق عليه]، ومنه صيام يوم عاشوراء أي العاشر من المحرم، ثم تبقى نوافل الصيام المعروفة كصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، و صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهكذا يكون باب الصيام مفتوحا أمام العبد طوال العام يأتي منه ما استطاع، ويغنم من أجوره الكبيرة، ويقطف من ثماره الوفيرة التي يجدها الصائمون في حياتهم جُنة ووقاية واستقامة، وبعد مماتهم جَنّة وكرامة، كما في الحديث: (إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم) [متفق عليه]، والذي يظهر أنّ ذلك مختص بمن يكثر صيام النوافل، وإلا، فلا عبرة للتمايز بين المسلمين في صيام رمضان، لأنهم يشتركون في صيامه وإنما يتفاوتون في صيام غيره، والله أعلم.

- لا تتركوا قيام الليل:

كما أن هناك أبوابا كثيرة من الطاعات التي ينبغي الاستمرار فيها غير الصيام، كصلاة الليل التي هي شرف المؤمن ودأب الصالحين، وهي أفضل الصلاة بعد الفريضة كما في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن كان محافظا عليها مِن تركها، لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله: (يا عبد الله، لا تكن مثل فلان؛ كان يقوم الليل، فترك قيام الليل!) [متفق عليه]، وقد بوّب الإمام البخاري لهذا الحديث "باب ما يُكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه".

فلا ينبغي للمسلم أن يهجر هذه العبادة العظيمة بعد رمضان، وليحرص على المداومة عليها ولو بركعتين قبل النوم أو قبل الفجر، فوقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، وكان من حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها إذا نام عنها لمرض أو نحوه؛ أن يقضيها في النهار، وكذا فعل صحابته، فتأمل شدة حرصهم وشدة تفريطنا والله المستعان.


المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ

• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 489 الافتتاحية: {وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (٢/٢) لقد كشفت الدولة الإسلامية ...

صحيفة النبأ العدد 489
الافتتاحية:
{وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}

(٢/٢)
لقد كشفت الدولة الإسلامية حين طبّقت الشريعة في مناطق سيطرتها قديما وحديثا، خبايا كثير من هؤلاء المستترين ببعض الكتاب الكافرين ببعضه، فأتاحت للناس فرصة اكتشافهم حين عبّروا عما كانوا يضمرون من الكفر بلسان حالهم أو مقالهم، وهذا من بركات الجهاد الذي يُفضح فيه المنافقون الذين يظهرون عكس ما يبطنون.

إن الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه، مشكلة قديمة ظهرت في الأمم الغابرة، أي أنهم موجودون في ميدان الصراع بين الحق والباطل منذ القدم، فقد قال الله تعالى عن بني إسرائيل: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، والملاحظ أن الكافرين ببعض الكتاب كانوا يزعمون الحرص على اتباع الحق والبحث عنه، وأتباعهم اليوم من هذا الصنف لم يخرجوا عن حال أسلافهم تبريرا وبهتانا.

إن أولئك الذين يريدون شريعة مفصلة حسب أهوائهم وحركاتهم وأحزابهم، متكيفة حسب ظروفهم، ولا يريدون أن يتجشموا عناء أن يكيّفوا ظروفهم حسبها، أو يقيدوا واقعهم بقيودها، أو أولئك الذين يريدون إقناع أنفسهم أن الإسلام روحانيات بين العبد وربه لا علاقة لحكم الدنيا به ولا علاقة له بها، هم في الحقيقة يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض، سواء أقروا بذلك أم لم يقروا، وسواء تعللوا بالعلل الفاسدة أو تحججوا بالمصالح المتوهمة التي نراها يوما بعد يوم تتبدد وتبطل هنا وهناك.

أما المسلم الحق الذي خضع واستسلم وانقاد بالكلّية للإسلام، يعتقد أن امتثال وتعظيم أمر ربه تعالى فيه المصلحة المطلقة في كل حال، وأن طاعة الله تعالى ورسوله أنفع له من المصالح والمفاسد المتوهمة، التي اتخذها كثير من المتعالمين والإسلاميين متكأ يردون به الآيات المحكمات التي لا تقبلها نفوسهم المريضة، ولا تتوافق مع عقولهم القاصرة.

إن دين الله تعالى واضح بيّن في كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، لن يقبل الله من أحد غيره، وهو الإسلام بعقيدته وشريعته، عقيدته التي ينعقد عليها الولاء والبراء، وشريعته التي تسوس الناس وتقودهم إلى السعادة والنجاء، وهو كلٌّ لا يتجزأ، والمسلم هو من آمن به كله، وما سوى ذلك فهو إما كفر به كله، أو كفر ببعضه، وكلاهما كفر ينافي الإسلام مهما أطلقوا عليه ومهما عللوه وبرروه، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ

• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 489 الافتتاحية: {وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (١/٢) لم تزد الدولة الإسلامية على ...

صحيفة النبأ العدد 489
الافتتاحية:
{وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}

(١/٢)
لم تزد الدولة الإسلامية على أن حولت ما كان حبيس الكتب والمصنفات، وأسير الدروس والمحاضرات، إلى واقع عملي يحكم الناس بشريعة خالقهم، ليعيشوه في هذا الزمان كما عاشه المسلمون في القرون الأولى، من غير تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقصان، ودعت إلى ذلك وطبقته ميدانيا وفاصلت عليه، فاحتجّ أكثر الناس عليها وتحالفت الأمم والجيوش ضدها.

فهل كان أولئك المعترضون على حكم الشريعة الذي طبقته دولة الإسلام؛ يريدون الإسلام كله كما أنزله الله تعالى، أم أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟ لماذا يرفضون الانصياع لحكم الشريعة ويأبونها، ويرونها مشكلة لا حلا؟! ولماذا يتهربون من الاعتراف بحقيقة معتقدهم هذا؟

إن المعترضين على تحكيم الشريعة الإسلامية اليوم، هم في حقيقة الأمر لا يرون أن أحكام الإسلام صالحة للتطبيق في عصرنا، وأن تطبيقها في القرون الأولى تم في حقبة لم تكن ظروف الناس وحياتهم كما هي عليه اليوم، بمعنى أنهم يرون الإسلام صالحا لزمان دون زمان، إلا أن أكثرهم لا يجرؤون على البوح والتصريح بهذا المعتقد الفاسد، وبدلا من ذلك يجهدون أنفسهم ليواروه بالجدالات العقيمة والأطروحات الفلسفية التي يطعّمونها أحيانا ببعض النصوص مع تحريف شديد لمعانيها؛ ليصدّروها للناس على أنها حجج من الشرع نفسه!، وكأنهم يقولون إن الشريعة تنادي بتعطيل الشريعة!!

وللمثال على ذلك، لو أن وسيلة إعلامية معاصرة، نقلت خبر غزوة بني قريظة التي ذبح فيها المسلمون رجال اليهود في سوق المدينة، ويتّموا أطفالهم وسبوا نساءهم واغتنموا أموالهم، في مشهد عظيم من مشاهد تنكيل إمام المجاهدين -صلى الله عليه وسلم- بالكافرين.

يا ترى كيف ستكون صياغة ونقل وتغطية الخبر للناس؟! وما الذي سنسمعه من المحللين و "المفكرين" و "المفتين"؟ وما هي الأوصاف التي سيطلقونها على تلك المذبحة؟ وعلى صانعيها؟ وكيف ستكون ردود الفعل من "المؤسسات الدولية" المختصة بحقوق كل شيء إلا المسلمين؟!

في الواقع، إن كثيرا من الناس يحتاجون إلى مصارحة أنفسهم، والاعتراف بأنهم لا يريدون الإسلام كما أنزل على رسول الله!، وكما طبقه رسول الله!، وكما عاشه المسلمون مع رسول الله في صدر الإسلام واستمر عليه الخلفاء الراشدون بعده، هذه المصارحة ستكون بديلا للتدليس والتلاعب بالمصطلحات، وتغليف رد أحكام الإسلام؛ بشتى أنواع الأغلفة والمبررات الفكرية والمادية والعقلانية...، التي برع في صناعتها وتصديرها الدعاة على أبواب جهنم على اختلاف مشاربهم ودوافعهم وأشكالهم، الذين سيحملون أوزارهم وأوزار من يضلونهم بها من الناس.

ولعل السبب في تهرُّب أكثر هؤلاء من هذه المكاشفة والمصارحة مع أنفسهم؛ أنهم لا يريدون الاعتراف والإقرار بأنهم يرفضون الإسلام ويأبون الخضوع له!؛ وأنهم في حقيقة الأمر لم يستسلموا لأحكامه ولم ينقادوا له ولم ينصاعوا إليه بالكلية كما أمرهم تعالى، ليبقى هؤلاء يحسبون أنفسهم على شيء، ويتهربون مما هم عليه من الكفر! فلا يقرون بما اقترفوه في حق الإسلام، ولا يعترفون بخطورة ما هم عليه في الدنيا والآخرة.

وأيّا كانت أسباب ذلك، فإن من نتائجه أن هذا الصنف من الأفراد والجماعات، سيبقى يجادل بين الناس بالباطل، ويصبغ كلامه بصبغة الشريعة التي يأباها ويحاربها ويكفر بها من حيث يشعر أو لا يشعر! وخطورته في أنه يبقى متسترا بزي أهل الإسلام، يُضِل من يسلك طريقه ويتأثر به من الناس، وينفرهم من الشريعة ويشككهم في وجوب تطبيقها وتحكيمها والإذعان إليها فجرمه كبير ووزره أكبر.

وقد استفاد الطواغيت على اختلاف أصنافهم، حكاما وقادة حركات وفصائل جاهلية، ودعموا هذه الأصناف المجادِلة بالباطل كلٌّ حسب حاجته، كتّابا وإعلاميين ومحللين و "مفكرين" وغيرهم من أباة الحق وخصوم الشريعة وما أكثرهم في هذا الزمان؛ ذلك أنهم يقدمون نسخة من الإسلام المشوه الأبتر تتوافق مع مصالح الطواغيت وسياساتهم وتمنع الناس من جهادهم، وتؤطّرهم في مسارات تُبقي على بعض مظاهر الإسلام التي يحتاجونها للتستر خلفها، فيقدّمون الكفر ببعض الكِتاب في قوالب ونظريات فكرية برّاقة، تأخذ ببصائر من زاغوا فأزاغ الله قلوبهم فانكبّوا على وجوههم في هذه المهالك.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد 489
الخميس 5 شوال 1446هـ

• لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

لا إله إلا الله قول وعمل قال الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، رحمه الله: اعلم رحمك الله تعالى، أن لا ...

لا إله إلا الله قول وعمل

قال الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، رحمه الله:
اعلم رحمك الله تعالى، أن لا إله إلا الله هي الكلمة العالية، والشريفة الغالية، من استمسك بها فقد سلم، ومن اعتصم بها فقد عُصم، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرُم ماله ودمه، وحسابه على الله، عز وجل) [رواه مسلم عن طارق بن أشيم]، والحديث يفصح أن لا إله إلا الله، لها لفظ ومعنى.

ولكن الناس فيها ثلاث فرق: فرقة نطقوا بها وحقّقوها، وعلموا أن لها معنى وعملوا به، ولها نواقض فاجتنبوها. وفرقة: نطقوا بها في الظاهر، فزيّنوا ظواهرهم بالقول، واستبطنوا الكفر والشك. وفرقة: نطقوا بها ولم يعملوا بمعناها، وعملوا بنواقضها، فهؤلاء: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104]؛ فالفرقة الأولى هي الناجية، وهم المؤمنون حقا، والثانية هم المنافقون، والثالثة هم المشركون.

فلا إله إلا الله حصن، ولكن نصبوا عليه منجنيق التكذيب، ورموه بحجارة التخريب، فدخل عليهم العدو، فسلبهم المعنى، وتركهم مع الصورة، وفي الحديث: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبدانكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [رواه مسلم عن أبي هريرة]؛ سلبوا معنى لا إله إلا الله، فبقي معهم لقلقة باللسان، وقعقعة بالحروف، وهو ذِكر الحصن لا مع الحصن، فكما أن ذِكر النار لا يحرق، وذِكر الماء لا يغرق، وذِكر الخبز لا يشبع، وذِكر السيف لا يقطع، فكذلك ذِكر الحصن لا يمنع؛ فإن القول قشر، والمعنى لب، والقول صدف، والمعنى در، ماذا يُصنع بالقشر مع فقدان اللب؟ وماذا يُصنع بالصدف مع فقدان الجوهر؟
لا إله إلا الله مع معناها، بمنزلة الروح من الجسد، لا يُنتفع بالجسد دون الروح، فكذلك لا يُنتفع بهذه الكلمة دون معناها؛ فعالم الفضل أخذوا بهذه الكلمة بصورتها ومعناها، فزينوا بصورتها ظواهرهم بالقول، وبواطنهم بالمعنى، وبرزت لهم شهادة القدم بالتصديق، {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

وعالم العدل [أي الشرك]: أخذوا هذه الكلمة بصورتها دون معناها، فزيّنوا ظواهرهم بالقول، وبواطنهم بالكفر، بالاعتقاد فيمن لا يضر ولا ينفع؛ فقلوبهم مسودة مظلمة، لم يجعل الله لهم فرقانا يُفرّقون به بين الحق والباطل، ويوم القيامة يبقون في ظلمة كفرهم، {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17].

فمن قال: لا إله إلا الله، وهو عابد لهواه ودرهمه وديناره ودنياه، ماذا يكون جوابه يوم القيامة لمولاه؟ {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]، (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أُعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) [رواه البخاري عن أبي هريرة].

إذا قلت: لا إله إلا الله، فإن كان مسكنها منك اللسان لا ثمرة لها في القلب، فأنت منافق، وإن كان مسكنها منك القلب [مع التزام الجوارح بها]، فأنت مؤمن، وإياك أن تكون مؤمنا بلسانك دون قلبك، فتنادي عليك هذه الكلمة في عرصات القيامة: «إلهي صحبته كذا وكذا سنة، فما اعترف بحقي، ولا رعى لي حرمتي حق رعايتي!» فإن هذه الكلمة تشهد لك، أو عليك.

فعالم الفضل تشهد لهم بالاحترام، حتى تدخلهم الجنة؛ وعالم العدل [أي الشرك] تشهد لهم بالإجرام، حتى تدخلهم النار، {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7].

لا إله إلا الله شجرة السعادة، إن غرستها في منبت التصديق، وسقيتها من ماء الإخلاص، ورعيتها بالعمل الصالح، رسخت عروقها، وثبت ساقها، واخضرت أوراقها، وأينعت ثمارها، وتضاعف أكلها، {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25].
وإن غُرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق، وأسقيتها بماء الرياء والنفاق، وتعاهدتها بالأعمال السيئة والأقوال القبيحة، وطفح عليها غدير الغدر ولفحها هجير هجر، تناثرت ثمارها، وتساقطت أوراقها، وانقشع ساقها، وتقطعت عروقها، وهبّت عليها عواصف القذر، ومزقتها كل ممزق، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان: 23].

فإذا تحقق المسلم هذا، فلا بد معه من تمام بقية أركان الإسلام، كما في الحديث الصحيح: (بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام) من استطاع إليه سبيلا [رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر]، {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 65
الخميس 27 ربيع الثاني 1438 ه‍ـ
...المزيد

فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم ما تسلط على الناس طاغوت من الطواغيت إلا سعى لتعبيدهم ...

فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم

ما تسلط على الناس طاغوت من الطواغيت إلا سعى لتعبيدهم لنفسه، فمنهم من يستعمل الترغيب بالمال والحظوة ليقربهم منه، ومنهم من يمارس القهر والتجبر ليخضعهم له، ومنهم من يستخدم المكر والخداع ليقنعهم به، ولكلٍّ في ما يستعمله أساليب وحيل، ما زال الطواغيت يأخذون بها منذ القدم، حتى باتت معروفة مشهورة، متبعة مكرورة، باختلاف الأزمنة والأمكنة.

وإن من أهم وسائل الطواغيت لخداع المسلمين علماء السوء الذين يُحرفون الكَلم عن مواضعه، ويكتمون البينات، ويكتبون الكتاب بأيديهم ثم ينسبون ما كتبوه إلى الله تعالى، ورسوله الكريم، أو يبدِّلون شرع الله تعالى فيحلّون الحرام، ويحرّمون الحلال.

لقد كان المرتدون من علماء السوء وما زالوا الأداة الطيِّعة في أيدي الطواغيت لإخضاع الناس وتعبيدهم لهم من دون الله تعالى، وكانوا وما زالوا يقومون بدور سحرة فرعون فيسحرون أعين الناس وعقولهم، ويلبِّسون عليهم، حتى يُروهم الحق باطلا، والباطل حقا، ويدفعوهم لتولي الطواغيت وجنودهم، والبراءة من الأنبياء وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ومع اشتداد الحرب بين المسلمين والطواغيت ومن ورائهم أمم الكفر المختلفة وعلى رأسهم الصليبيون، راجت سوق علماء السوء أكثر فأكثر فارتفعت قيمتهم في بلاطات الطواغيت، وتسابقت على لقائهم القنوات والمحطات التابعة لهم، وفُتحت أمامهم المساجد وحِلق العلم، وطبعت كتبهم، وروّجت أقوالهم، ونشرت صورهم، وكثّرت ألقابهم، وذلك كي ينجحوا في المهمة التي وكلوا بها، بمحاربة التوحيد وأهله، ومناصرة الطاغوت وأوليائه.

بل تطوَّع نفر كثير منهم وزاد على الكلام السيء بالفعل الأسوأ، فمضوا يتجسسون على عورات المسلمين، ويتحسسون لكلامهم، ويسعون للإيقاع بهم لتسليمهم لجنود الطاغوت، فيودعونهم السجون، ويفتنونهم عن دينهم، ويقتلونهم، وكل ذلك بفتاوى مدبَّجة من أولئك المرتدين من علماء الطواغيت.

وقد أخطأ بعض المجاهدين كثيرا خلال السنوات الماضية عندما أحسنوا الظن بأحبار الكفر هؤلاء، فظنوا أنما يدفعهم لعداء الموحدين شبهة عارضة تزول بالعلم، أو جهل بالحال يُدفع بالبيان، فأجهدوا أنفسهم وضيَّعوا أوقاتهم وهم يرسلون الرسائل والمندوبين للقائهم وتوضيح ما أشكل عليهم، على أمل أن يهدوهم إلى سواء السبيل، فلا يزداد أولئك المجرمون إلا بعدا عن الحق وأهله والتصاقا بالطاغوت وأهله.

لقد علم مجاهدو الدولة الإسلامية منذ زمن طويل أن قضية علماء الطواغيت هي قضية كفر بالله العظيم، وأن عالم الطاغوت لا يختلف في حكمه عن حكم جنود الطواغيت الذين يقاتلهم المجاهدون ويتقربون إلى الله بقتلهم، بل لا شك لديهم أن علماء الطاغوت أعظم كفرا وأشد حرابة على المسلمين من جنود الطاغوت وأجهزة مخابراته، فهم الذين يبررون لهم كفرهم وردّتهم عن الإسلام، وهم الذين يحرضونهم على قتال المسلمين موالاةً للمشركين، وهم الذين يثبِّطون الناس عن جهاد أعداء الله ويضلونهم عن سبيل الله، بل هم من أئمة الكفر الذين قال الله تعالى فيهم: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة: 12].

وعليه فإن جنود الدولة الإسلامية لم يتورعوا -بفضل الله- عن قتل علماء السوء الموالين للمشركين، ولم يصدّهم عن إقامة حكم الله فيهم شهرة أسمائهم، ولا عدد ألقابهم، ولا كثرة مريديهم وأنصارهم، ولا حجم فصائلهم وأحزابهم، ولا خوف من ملامة جاهل، أو طعن حاقد، فقطفوا رؤوس الكثيرين منهم، غيلة وجهارا، ذبحا بالسكاكين، وتفجيرا بالعبوات، وفلقا للرؤوس بالبنادق والمسدسات، وما زالوا -بفضل الله- يقعدون لهم كل مرصد، ويتحيَّنون لقتلهم كل فرصة، كحال بقية أصناف المرتدين الذين يتقربون إلى الله بقتلهم.

ويحسب علماء الطاغوت في ديار الكفر أنهم بمأمن عن ضربات المجاهدين، وبمنأى عن بنادق سرايا الانغماسيين، وكواتم مفارز الأمنيين، وسكاكين الأسود المنفردين، ولكن هيهات... هيهات...

فإنا -بإذن الله- نتعقبهم أينما كانوا، ونتتبعهم أينما هربوا، لنقطف رؤوسهم، ونكف ألسنتهم عن المسلمين، ونحمي شريعة الله من أن ينالها تحريفهم لنصوصها، وتبديلهم لأحكامها، ونقاتلهم كما نقاتل أسيادهم الطواغيت، وجنودهم المرتدين، سواء بسواء، كما أمرَنا ربنا -جل وعلا- بقوله: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36]، ونحرض المسلمين في كل مكان على قتلهم واغتيالهم، كما نحرضهم على قتال الصليبيين والمرتدين، إلا أن يتوبوا من ردتهم، ويعودوا إلى دينهم. قال تعالى: {فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [التوبة: 74].


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 67
الخميس 11 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

أمير ديوان الصحة: أنشأنا مؤسسات صحية متميزة وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة ديوان ...

أمير ديوان الصحة:
أنشأنا مؤسسات صحية متميزة
وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة

ديوان الصحة واكب الدولة الإسلامية منذ نشأتها، هل تحدثنا باختصار عن أهم مراحل تطور هذا الديوان؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..

منذ إعلان أمير المؤمنين الشيخ أبي عمر البغدادي -تقبله الله- عن إقامة دولة العراق الإسلامية، وطرح تشكيلتها الوزارية، كان للصحة حظ من هذه الوزارة الأولى، ضمن وزارة للصحة، وقع على عاتقها آنذاك إدارة الملف الطبي في الدولة الإسلامية.

وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك قطاع خاص بالصحة قبل هذا الإعلان، لكن كان الأمر أقل تنظيما، في فترة الفصائل والجماعات، كالتوحيد والجهاد، ثم تنظيم القاعدة، ومن معه من الفصائل التي تشكلت منها الدولة الإسلامية.

وليس خافيا اليوم أن الدولة الإسلامية مرت بمحنة كبيرة آنذاك بسبب القتال الشرس مع الجيش الأمريكي الصليبي، وعملائه من الصحوات المرتدين، ما أدى إلى خسارة المجاهدين لأكثر الأرض التي كانوا ممكَّنين فيها، وانحياز كثير منهم إلى الصحاري، ومن بقي منهم في المدن عاش حياة أمنيّة، يتربص بالمشركين وهم يتربصون به.

وفي هذه الأثناء استمرت وزارة الصحة في عملها الذي اقتصر على خدمة المجاهدين وعوائلهم، وعوائل الأسرى والشهداء، من خلال تقديم ما يمكن من المساعدة لهم في علاجهم ودوائهم، وكذلك الإشراف على بعض المضافات السرية للجرحى، وإدارة ملف العلاج خارج العراق لمن تتطلب حالته ذلك، ويمكنه الخروج.

وقد كانت هذه المرحلة من أصعب المراحل، إذ كان صعبا جدا الوصول إلى الجرحى من المجاهدين، وكثيرا ما مات الإخوة بسبب تأخر وصول الطبيب إليهم، وكذلك كانت مضافات الجرحى داخل العراق وخارجه معرضة دائما للإنزالات والمداهمات، وذهب كثير من الإخوة بين قتيل وأسير نتيجة ذلك.

وكان فتح ساحة الشام للمجاهدين تفريجا على الإخوة من المرضى والجرحى، إذ صار يمكن لهم ولعوائلهم الانتقال إلى الشام للتداوي والعلاج، إذ كان القطاع الطبي للدولة الإسلامية في العراق والشام حينها قيد التكوين والتطوير، حتى استقر أمر الديوان مع ما منّ الله عليه من تمكين في بعض الولايات، ليستوي العمل على سوقه مع فتح الموصل والولايات الشرقية، فحدثت نقلة نوعية في عمل الديوان وصولا إلى ما هو عليه الآن من نمو وازدهار، بفضل الله وحده.

- ما هي مسؤوليات ديوان الصحة في الدولة الإسلامية اليوم؟

يقع على عاتق الإخوة العاملين في الديوان مهام عظيمة تتعلق كلها بصحة رعايا الدولة الإسلامية ومجاهديها، يمكننا أن نجملها في أبواب؛ الأول هو الصحة الوقائية، إذ يعمل الديوان على وقاية الناس من الأمراض وخاصة السارية والمعدية منها، وذلك عن طريق حملات التلقيح، ومتابعة الأسواق وما فيها من مواد قد تضر بصحة الناس، وعلى رأسها بعض الأدوية، وغير ذلك من الإجراءات التي تهدف إلى الحد من انتشار الأمراض قدر الإمكان، بإذن الله.

والباب الثاني وهو الذي يأخذ الحظ الأكبر من الجهد والموارد، وهو الصحة العلاجية، ويتعلق برعاية المرضى والمصابين، والسعي في علاجهم بإذن الله تعالى، وذلك من خلال عمل المستشفيات والمستوصفات والعيادات والنقاط الطبية والصيدليات.

والباب الثالث يعنى بنشر التوعية الصحية بين الناس حول الأمراض وكيفية الوقاية منها، والإسعافات الأولية، بالإضافة لحملات الدعاية المصاحبة لحملات التلقيح، والدعوة للتبرع بالدم، وما شابه، وتتم غالبا بالاشتراك مع الإخوة في الإعلام.

وهناك باب رابع يقع على عاتق ديوان الصحة، وإن كان علميا أكثر منه تنفيذيا، وهو باب التعليم والتدريب الطبي، وذلك من خلال التعليم الطبي الجامعي الذي يقوم على جامعتين للعلوم الطبية، اﻷولى هي جامعة العلوم الطبية في الولايات الشرقية وتضم كلّيتين للطب البشري، وكلية طب الأسنان، وكليتي الصيدلة والتمريض،باﻹضافة لعدة معاهد طبية وصحية، وجامعة العلوم الطبية في الولايات الغربية وتضم كلية للطب البشري، وعددا من المعاهد الطبية، وكذلك يشرف الديوان على التدريب الطبي من خلال الدورات الطبية المستمرة للمجاهدين في ديوان الجند لتخريج المسعفين والعناصر الطبية المرافقة للجيش في الجبهات وخطوط الرباط.

* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 67
الخميس 11 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

* لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

أمير ديوان الصحة: أنشأنا مؤسسات صحية متميزة وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة - قطاع ...

أمير ديوان الصحة:
أنشأنا مؤسسات صحية متميزة
وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة

- قطاع الصحة من أكثر القطاعات حاجة للموارد خاصة في ظروف الحروب، كيف استطاع الديوان تأمين احتياجاته من الموارد لإطلاق العمل وإدامته وتطويره، حتى وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة، بفضل الله؟

بداية فإن الفضل في ذلك -كما ذكرت- هو لله وحده من قبل ومن بعد، فهو الذي نصرنا على عدونا، ومكّن لنا في الأرض، ورزقنا من الأموال والأنفس والثمرات ما أعاننا به على إقامة دينه، وتحكيم شرعه، وخدمة عباده.

أما بالنسبة لموارد ديوان الصحة، فهذا القطاع يحتاج لموارد كثيرة ومتنوعة، على رأسها الموارد البشرية النوعية، والموارد المالية الكبيرة، والموارد المادية من مراكز طبية، وأجهزة، ومعدات، وآليات وغيرها، بالإضافة إلى الإجراءات والأنظمة التي تضمن إدارة هذه الموارد الكبيرة وتحقيق أفضل الاستفادة منها.

أما بالنسبة للموارد الماديّة، فقد أحرزناها -والحمد الله- بسيوفنا، فمن جملة ما منّ الله به علينا من فتوحات وتمكين، المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات بمستلزماتها كافة، ومن أجود الأنواع، فلم ندفع فيها فلسا واحدا، فكان عملنا في ذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (وجُعل رزقي تحت ظل رمحي)، ومع كل مدينة يفتحها الله لنا كان الديوان يحرز ما فيها من أموال المشركين من مراكز ومعدات تخص عمله، كفيء للمسلمين، ثم يُستفاد منه بالطريقة المناسبة، سواء في مكانه أو بنقله إلى مكان آخر يحتاج إليه، وهكذا -بفضل الله- أمنّا غالب ما تحتاجه مستشفيات الدولة الإسلامية في الولايات الشرقية والغربية، ولم ينقصنا من الأجهزة والمعدات إلا الشيء القليل الذي اشتريناه بالمال.

ولكن نتيجة ظروف الحرب والاستهداف المستمر للمنشآت الصحية من قبل الروافض والنصيرية والصليبيين، فقد أصاب كثيرا منها التدمير والتخريب، لذلك عملنا على إصلاح ما يمكن إصلاحه، وإنشاء منشآت صحية جديدة على نفقة الديوان، بمعايير عالية الجودة -بفضل الله- تفوق ما دمره المشركون.

كما عمل الديوان على إكمال حاجات المستشفيات والمراكز الصحية المختلفة، وخاصة من الأجهزة الطبية المتطورة، كأجهزة التصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي، والتصوير القوسي، وجهاز قص السائل الزجاجي للعين، وغيرها من الأجهزة المتطورة التي حصلنا عليها إما من الغنيمة والفيء، أو بإصلاح الأجهزة القديمة، أو حتى بشرائها.

والنفقات المالية للديوان يأتي أغلبها من بيت مال المسلمين، وذلك لتغطية النفقات الجارية والمشتريات، بالإضافة إلى جزء من الواردات المالية التي تأتي من الأجور المخفضة للعلاج في مستشفيات الدولة الإسلامية وتساهم في دعم ميزانية الديوان.

وتبقى الموارد البشرية هي أهم حاجات الديوان، وذلك لكون العمل الطبي لا يمكن لأي شخص القيام به، وإنما فقط من قبل كوادر ذات تحصيل علمي معين، وخبرة كبيرة، إذ لا يمكن أن نسمح لأيٍ كان أن يعالج مريضا أو يداويه، وفي ظروف الحرب التي نعيشها، فقد خرج الكثير من الأطباء والكوادر الطبية من ضعفاء الإيمان، ولحقوا بدار الكفر، طمعا في الأموال، أو خوفا من القصف، وبذلك فقدنا قسما كبيرا من الموارد البشرية الضرورية، وخاصة في المناطق القريبة من جبهات القتال، وقد عمل الديوان على سد النقص الحاصل في هذا الباب، وتقدمنا خطوات كبيرة في هذا الجانب، والفضل لله وحده.

* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 67
الخميس 11 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

* لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

أمير ديوان الصحة: أنشأنا مؤسسات صحية متميزة وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة - هل يمكن ...

أمير ديوان الصحة:
أنشأنا مؤسسات صحية متميزة
وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة

- هل يمكن أن تذكر لنا هذه الخطوات؟

بالرغم من المرارة التي نحس بها عندما نسمع عن طبيب خرج إلى دار الكفر، إذ في ذلك خسارة للمسلمين، وفائدة عظيمة للكافرين، بعمله عندهم ومداواته لمرضاهم وجرحاهم، مع ما يعنيه ذلك من خطورة على دين هذا الطبيب، فإن الله تعالى منّ علينا بما يفرح قلوبنا بهجرة الكثير من الأطباء من المسلمين من ديار الكفر رغبة في دار الإسلام، وحرصا على نصرة المجاهدين في حربهم ضد المشركين، فقد جاءنا -ولله الحمد- أطباء من شتى أصقاع الأرض، بعضهم عمل في أكبر المستشفيات العالمية وأكثرها تطورا، ووضعوا أنفسهم في خدمة الدولة الإسلامية، عاملين في ديوان الصحة، مجاهدين في سبيل الله، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وقد رأينا في ذلك سنة الاستبدال التي وعد الله بها المتولين عن النفير في سبيل الله، فقد استبدلهم الله بمن هم خير منهم من المهاجرين في سبيل الله، والحمد لله من قبل ومن بعد.

أما بخصوص خطوات العمل لتأمين الموارد البشرية وتنميتها، فقد بدأنا بالعمل على الحفاظ على ما بأيدينا من كوادر طبية، عن طريق توعية المسلمين من العاملين في هذا القطاع بمخاطر الخروج إلى دار الكفر على دينهم ودنياهم، بالإضافة إلى إزالة العوائق التي تعترض استمرار الكوادر الطبية في عملها، وذلك لتسهيل أمرهم قدر الإمكان، وفي الوقت نفسه جرى الترتيب لتنظيم عمل هذه الكوادر بما يحقق أفضل استفادة منها.

ومن جانب آخر بدأ العمل حثيثا لتنمية الكوادر الطبية من حيث الكم والنوع، وكان أهم المشاريع في هذا الجانب مشروع الكليات والمعاهد الطبية التخصصية، إذ عمل الديوان على استمرار الدراسة في هذه الكليات للطلاب القدامى، وفي الوقت نفسه كان الإصرار على استقبال دفعات جديدة من الطلاب رغم الظروف الصعبة، وتناقص الإمكانيات، بل وفتح كليات جديدة ككلية طب الرقة والمعاهد الملحقة بها، وكذلك تغيير النظام التعليمي المطبّق سابقا ليصبح أكثر فعالية، وأقل استغراقا للوقت، وبفضل الله المشروع يمضي بخطى حثيثة نحو تخريج كوادر طبية مؤهلة، مع ما قد ينتابه من عراقيل في ظل هذه الحرب الصليبية ضد الدولة الإسلامية، وليس بخافٍ ما حلّ بالمنشآت الطبية والتعليمية في مدينة الموصل نتيجة الحرب مع الروافض، والقصف الصليبي، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 67
الخميس 11 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

* لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

أمير ديوان الصحة: أنشأنا مؤسسات صحية متميزة وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة - في جانب ...

أمير ديوان الصحة:
أنشأنا مؤسسات صحية متميزة
وجامعاتنا الطبية تخرّج الكوادر المؤهلة

- في جانب الإجراءات التنظيمية، ما هي أهم التطورات التي حققها الديوان، بفضل الله؟

لقد ورّثنا الطواغيت في كثير من المناطق التي فتحها الله علينا نظما صحية ضخمة من حيث الحجم، لكنها مترهلة كسولة من حيث الأداء والإنجاز، مريضة عليلة من حيث البنية، ينخر فيها الفساد بمختلف أنواعه، وتعشش فيها الطفيليات التي تعتاش على حساب آلام الناس ومعاناتهم.

وقد مكننا الله من خلال ضبط جوانب الفساد في قطاع الصحة من توفير الكثير من النفقات، وتحصيل كمٍّ كبيرٍ من المنافع والفوائد.

ودعني أضرب لك أمثلة في الشق المالي، فبعد استلامنا إدارة المنشآت الصحية في ولاية نينوى، راجعنا عقود المشتريات لإدارة الحكومة الرافضية، فوجدنا أن الحكومة المرتدة قد رصدت 13 مليار دينار عراقي شهريا لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية للولاية، في حين أننا نشتري نفس الكمية التي كانوا يشترونها تقريبا بما يعادل مليار إلى مليار وربع دينار عراقي فقط.

وبالإضافة للتكاليف الباهظة للمشتريات، فقد كان نظامهم الصحي يعاني من هدر كبير في الموارد والمشتريات، وذلك في ظل ما يسمونه بالطبابة المجانية، بحيث كان الكثير من المتمارضين يستغلون ثغرات يعرفونها للحصول على أدوية غالية الثمن لا يحتاجونها ليبيعوها من جديد، عدا عن استنزافهم لجهود الكوادر الطبية، وتشكيلهم ضغطا إضافيا على وظائف الأجهزة الطبية ذات الطاقة المحدودة.

وقد خففنا كثيرا من الهدر في الموارد والطاقات، عن طريق فرض أجور علاج رمزية على المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية، الهدف منها إبعاد المتمارضين، وكذلك الاستفادة من هذه الواردات المالية في زيادة فاعلية الكادر الطبي عن طريق توزيعها عليهم، فيزداد دخلهم بازدياد العائد من خدمة المراجعين، وقد طبقنا هذا النظام الذي سميناه (التمويل الذاتي) في مستشفيات ولاية نينوى، ونحن في طريقنا إلى تعميمه بحسب الإمكان، إن شاء الله.

- تحدثت عن تكاليف العلاج بالنسبة للمرضى، كيف تتم المعاملة بالنسبة لرعايا الدولة الإسلامية في هذا الجانب، وهل هناك فروق بين المجاهدين وعامة المسلمين في تكاليف العلاج؟

ذكرت لك سلفا أن ما يدفعه المريض من أجور للعلاج في مستشفيات الدولة الإسلامية إنما هو مبلغ رمزي بالمقارنة مع التكلفة الحقيقية لعلاجه، فهي في كثير من العمليات لا تزيد عن عُشر قيمة المواد اللازمة للعملية من أدوية ومستلزمات، فضلا عن أجرة الأطباء والممرضين والمساعدين، وتكاليف المستشفى، ولو قارنَّا تكاليف العلاج في مستشفيات ديوان الصحة مع مثيلاتها في المستشفيات الخاصة المنتشرة في أراضي الدولة الإسلامية لوجدنا فرقا كبيرا.

وحتى هذه التكاليف الرمزية فإننا نعفي منها الفقراء والمساكين، إذ يتولى ديوان الزكاة السداد عنهم، وكذلك الأمر بالنسبة للأمراض المزمنة كمرضى الفشل الكلوي، والسرطانات وغيرها، رغم أن تكاليفها باهظة الثمن.

أما المجاهدون في سبيل الله فلا شك أن تكاليف علاج المرضى والمكلومين منهم في سبيل الله، يقع كله على عاتق الدولة الإسلامية، فيتم تسديده من قبل ديوان الصحة، كما يتم علاج أسر المجاهدين وفق آليات محددة بالنسبة لهم.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 67
الخميس 11 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

* لقراءة الحوار كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام
@wmc11ar
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً