قصة شهيد: أبو نذير العراقي شابت لحيته في طاعة الله لا تظهر معادن الرجال إلا بنار الفتن، ...

قصة شهيد:
أبو نذير العراقي
شابت لحيته في طاعة الله

لا تظهر معادن الرجال إلا بنار الفتن، والاحتكاك بالتجارب الصعبة، والابتلاءات الشديدة، فأما ما اختلط جوهره فإن الشوائب التي فيه توهنه أمام الابتلاءات، وتكشف رداءته أمام النار، وأمّا ما صفا وحسنت صياغته فإنه لا يزيد بالفتن والابتلاءات إلا حسن مظهر، وصلابة جوهر، وهكذا هم الموحّدون، لا تزيدهم المحن والابتلاءات إلا إيمانا، يظهر بهاؤه في حسن أخلاقهم وطيب معشرهم وكلامهم، وحسن أعمالهم، فلا يخرج أحدهم من فتنة إلا وقد زادته إيمانا، وأضافت على سيرته العطرة، صفحات جديدة من المجد، تبقى مآثر لمن بعده من أجيال الموحّدين.

ومنهم الشيخ المجاهد أبو نذير العراقي، عبد الوهاب محمود فرحان الكبيسي، تقبله الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

فارس من فرسان الأنبار، وكاسر من كواسرها، ولد في هيت، وتربّى في مساجدها، وأحبه أهلها منذ شبابه الأول لما رأوه من حسن سيرته، وسعيه في إعانة الناس أيام الحصار الذي فرضه الصليبيون، واستفاد منه طاغوت البعث وزبانيته في التسويق لمظلوميتهم، وهم يعيشون رغد العيش في قصورهم، تاركين للناس الجوع، وآلام الحصار.

كَفَر بالبعث وعقائده مذ تعلم التوحيد، وأحبّ الجهاد ورغب فيه، فيسّره الله له مع بدايات الغزو الأمريكي للعراق، في زمرة من الموحّدين بدأت تعد العدة لقتال الصليبيين، والحرب بينهم وبين مرتدي البعث لمّا تضع أوزارها بعد، فهيؤوا الشباب، وجمعوا السلاح، وخبؤوه تحسبا لانطلاق الجهاد الحقيقي بعد انكسار راية البعث الجاهلية، ليرفعوا راية واضحة نقية، يجاهد المسلمون تحتها على بينة.

وما إن أعلن الأحمق المطاع بوش انتصار جيشه في العراق حتى بدأت أصداء الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في مناطق مختلفة من البلاد تنتشر، تقوم بها مجاميع من المجاهدين متفرقة متباعدة، فكلٌ يقاتل في بساتين قريته، أو شوارع مدينته، وما لبثت تلك المجاميع أن تشكلت من جديد على هيئة سرايا وكتائب مختلفة الأهداف والعقائد، فكان مآل أبي نذير إلى إحدى عصائب الموحّدين، في سرايا الأهوال، فصاول المشركين في صفوفها على امتداد أرض الأنبار، وأنكى في أعداء الله تحت لوائها، وصاحب خيرة القادة والأمراء من المجاهدين الأوائل، من أمثال الشيخ أبي عمر البغدادي، والشيخ أبي يعقوب المصري، والشيخ أبي الزهراء العيساوي، وغيرهم من الأفذاذ الأبطال، تقبلهم الله.

ولما كان تأسيس قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، نصرة للمجاهدين في خراسان، وسعيا لتوحيد صفوف المسلمين، ودفعا لتصحيح العقيدة والمنهج، كان الشيخ أبو نذير من فرسانها المبرزين، وصناديدها المشتهرين، فلا يشارك في غزوة إلا ويتقدم الصفوف، ويثخن في الأعداء، هو وخله الشهم أبو نور الأنباري (محمود عبد الكريم)، تقبله الله، حتى كان إقدامه وحسن بلائه سببا في منعه من تنفيذ العملية الاستشهادية التي تقدم لطلبها، وحرص على تنفيذها، لما رآه أمراؤه من فائدة وجوده بين إخوانه في ساحات المعارك.

أسره الصليبيون في بغداد، وهو مرسل من إخوانه لأداء واجب هناك، أثناء التحضير لغزوة كبيرة كان هدفها اقتحام معسكر هيت، ثم السيطرة على قاعدة عين الأسد قرب حديثة، ولكن شاء الله أن يكتشف الصليبيون مخطط الغزوة عن طريق جواسيسهم ويداهموا مضافات المجاهدين في المنطقة، فقُتل الكثير من المجاهدين في تلك الاشتباكات، وأُسر آخرون، ليقضي الله أمرا كان مفعولا.

كان سجن بوكا بالنسبة إليه محطة ابتلاء جديدة، زاد فيها بريق معدنه الأصيل، وصَلُب عوده الشديد، فتفرغ لتعليم إخوانه القرآن الكريم، وثبته الله في وجه المشركين، فكان يتصدّى لهم، ويعتز عليهم، ولا يريهم منه ما يُفرح قلوبهم به وبإخوانه شماتة وسخرية، ولم يفتّ من عضده مقتل اثنين من أشقائه المجاهدين في مدينة الرمادي في الأيام الأول لقيام دولة الإسلام، بل صبر واحتسب، وزاد تشوقا للخروج من محبسه لملاقاة الصليبيين في ساحات المعارك.

وكذلك لم ينجح عملاء الصليبيين من مرتدي الحكومة الرافضية في كسر شموخه، ولا توهين عزيمته، فشهدت على رسوخ إيمانه وصدق جهاده زنازين سجن مكافحة الإرهاب في الأنبار، وسجانوها، فلم يروا منه ثغرة يمكنهم التسلل منها لإذلاله وإخضاعه، بل عاملهم بمقتضى دينه، شديدا عليهم في الله، مظهرا دينه وتوحيده، مترفعا عن سفاسفهم ومغرياتهم، فلما عرفوا قوة تأثيره على إخوانه وشدّه من عزائمهم، تعمدوا نقله إلى زنازين المجرمين والسرّاق، فسار فيهم بسنة إمامه يوسف، عليه السلام، يدعوهم إلى الله، ويرغبهم في التوحيد، ويحذرهم من الشرك والمعاصي، حتى تاب على يديه خلق كثير من العصاة والمرتدين، وهداهم الله إلى التوحيد والعمل الصالح، ورزقهم الجهاد في سبيله لما خرجوا من السجن، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

قصة شهيد: أبو نذير العراقي شابت لحيته في طاعة الله (٢/٢) خرج من السجن بعد 7 سنين، بعد أن ...

قصة شهيد:
أبو نذير العراقي
شابت لحيته في طاعة الله
(٢/٢)

خرج من السجن بعد 7 سنين، بعد أن دفع أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي -تقبله الله- الغالي والنفيس من الأموال، لإنقاذه وإخوانه من الأسر، فنجاه الله تعالى من 18 حكما بالإعدام أصدرتها ضده محاكم المرتدين، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) [رواه الترمذي]، فخرج من محبسه، ليلتحق بالدولة الإسلامية، ويبايع أمير المؤمنين الشيخ أبا بكر البغدادي، حفظه الله، ويعود إلى مربع صباه، وساحة جهاده في ولاية الأنبار، أميرا عسكريا لجنود الدولة الإسلامية في الولاية، تحت إمرة الشيخ أبي إسماعيل، تقبله الله، ولم يطل به الأمر إذ سرعان ما أعاد المرتدون اعتقاله بعد أن دلّهم عليه جاسوس في إحدى السيطرات التي كان عليه عبورها في غرب الولاية، ليمكث في السجن سنة أخرى، عاد بعدها إلى إخوانه في معسكرات الصحراء وهم يعدّون العدة لإطلاق مرحلة جديدة من مراحل الجهاد في العراق، وهي السيطرة على المدن.

فشارك -تقبله الله- إخوانه في عدة غزوات، أشهرها غزوة كبيسة، لينزل بعدها معهم مقتحما مدينة الرمادي وجزيرتها، ويمكّنهم الله من السيطرة على أجزاء واسعة منها، ويخوض مع جملة من الأبطال كأبي تراب الأنصاري، وأبو وهيب الفهداوي، وأبو محمود الفرّاج، وأبو أحمد الزعيم، وغيرهم من أبطال الجهاد تقبلهم الله، ملحمة من ملاحم الجهاد الكبرى، بثباتهم في مساحة ضيقة من الأرض، أمامهم عدوهم، والنهر من خلفهم، لأكثر من 17 شهرا، دَمَّروا فيها جيش الروافض تدميرا، وأجبروهم -بفضل الله- على هيكلة عشرة من الفرق العسكرية التي تمزقت في قاطع الرمادي وقاطعي جزيرة الرمادي وجزيرة الخالدية، قبل أن يأذن الله بالفتح المبين، الذي سبقه بفترة مقتل والي الأنبار الشيخ المجاهد أبي مهند السويداوي، تقبله الله.

كُلِّف الشيخ أبو نذير بولاية الأنبار رغم تهربه منها، فأكمل معركة الرمادي، حتى فتحها الله على يديه وإخوانه، وأغاظ بهم ملل الكفر كلها، فهربت حشود المرتدين من أمامهم لا تلوي على شيء، في ظل عجز أوليائهم من الصليبيين عن نجدتهم، وتقديم العون لهم.

وبعد انقشاع غبار معركة الرمادي عن فتح وتمكين، انتُدب -رحمه الله- للعمل في ولاية الجزيرة، نائبا لواليها، ثم أميرا عسكريا لجنود الدولة الإسلامية في أرضها، ثم اختير عضوا في هيئة الحرب لجيش الخلافة، فصال وجال في ربوع ولايات العراق المختلفة، ليعود مرّة أخرى إلى ولاية الأنبار، بعد انحياز المجاهدين من مدنها، ويبدأ وإخوانه من جديد معارك الصحراء التي خاضوها قبل سنين، فكانت الصولات الكثيرة على ثكنات المرتدين وأرتالهم، فشارك فيها تخطيطا وإعدادا وتنفيذا، حتى كان في طليعة القوة التي دخلت مدينة الرطبة في الهجوم الذي شنه جنود الخلافة عليها مع بدايات الحملة على الموصل.

مع اشتداد المعارك في الموصل دعي إليها مع ثلة من إخوانه، فلبوا الأمر، واستجابوا للنداء، وصحبه في رحلته الأخيرة الأخ أبو عبد الرحمن النمراوي (عبود الشيشاني) تقبله الله، وما إن وصل المدينة واستلم تكليفه بإدارة أحد قواطع المعارك فيها، حتى نزل في يومه الأول يتجول في قاطعه سيرا على الأقدام، ويطوف على جنوده بلحيته البيضاء وابتسامته اللطيفة، ثم مضى في ترتيب القاطع وتنظيم صفوف المقاتلين، ليبدأ بهم قصة جديدة من قصص البطولات التي سطرها مرارا في سني حياته، ويحيي ملاحم الرمادي في أحياء الموصل وأزقتها، ويسقي مرتدي سوات -بفضل الله- كأسا جديدا من العلقم قد سقاهم أضعافها قبل ذلك، وبقي على ذلك حتى قدّر الله له القتل، فيتمزق جسده الذي أفناه في جهاد أعداء الله، وتتخضب لحيته التي شابت في طاعة الله، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة القصة كاملة.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

قاتلوا أئمة الكفر حملة إعلامية جديدة ضد علماء السوء أعلن ديوان الإعلام المركزي في الدولة ...

قاتلوا أئمة الكفر
حملة إعلامية جديدة ضد علماء السوء

أعلن ديوان الإعلام المركزي في الدولة الإسلامية عن حملة إعلامية جديدة، تستهدف التحريض على قتل المرتدين من علماء السوء أسوة بغيرهم من المشركين والمرتدين.

وتبنى الديوان أمر الله تعالى (قاتلوا أئمة الكفر) شعارا للحملة، في إشارة إلى العلماء الموالين للكفار، الذين يفتون للناس بخلاف ما أنزل الله، ويحرفون الكلام عن مواضعه، ويدعون الناس إلى النار، بفتاواهم التي يصدرونها نصرة لأوليائهم من الصليبيين والطواغيت.

وشارك في الحملة عدد من المكاتب الإعلامية لولايات الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى عدد كبير من الأنصار، نجحوا من خلالها -بفضل الله- في نشر الكثير من الرسائل الدعوية والتحريضية، وإيصالها إلى الملايين من المتلقين، رغم الحملة الشرسة ضد إعلام الدولة الإسلامية.

فقد نشر المكتب الإعلامي لولاية نينوى إصدارا مرئيا حمل عنوان (عملاء لا علماء) يظهر حقيقة علماء السوء وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، ويقدم مقارنة بينهم وبين بعض العلماء العاملين من المجاهدين في سبيل الله، الذي أكرموا العلم بالعمل، وصدقوا حسن الأقوال بطيب الفعال، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

كما تضمن الإصدار مشاهد حية من المعارك الجارية بين المجاهدين وأعدائهم المشركين في أحياء الموصل الشرقية، حيث يعمل المسلمون بما علموه من دينهم، فيجاهدون أعداء الله، ويستجيبون في قتالهم لهم لأمر الله، لا كعلماء السوء الذين يتباهون بكثرة ما حفظوا من المتون وقرؤوا من الكتب، ولا يخجلون من تركهم للعمل، وبخلهم بالبذل في سبيل الله.

وحث إصدار (عملاء لا علماء) المسلمين في كل مكان على استهداف المرتدين من علماء السوء، وخاصة الموالين للطواغيت والصليبيين منهم، والتقرب إلى الله بقتلهم.

وفي إصدار مرئي آخر نشره المكتب الإعلامي لولاية الخير حمل عنوان (قاتلوا أئمة الكفر) جرى التركيز أكثر على بيان أوجه كفر وردة بعض علماء السوء، ممن يساندون الحملة الصليبية ضد الدولة الإسلامية، ويحرضون الناس على قتالها في صفوف جيوش الطواغيت، وتحت راية الصليب، ويصرحون بمحبتهم للمشركين، واحترامهم لقوانينهم الشركية، وتوليهم لهم ضد الموحدين من جنود الدولة الإسلامية.

كما أضاء الإصدار على جوانب ممّا جناه بيع علماء السوء دينهم للطواغيت بالثمن البخس، من خلال تراكم أموال السحت التي يجنونها من إضلال الناس وتحريفهم للدين، حتى بلغت أرصدة بعضهم مئات الملايين من الدولارات، وكذلك تحصيلهم على رضا الصليبيين والطواغيت، ونيلهم للشهرة من خلال فضائيات المشركين ووسائل إعلامهم.
ونبه الإصدار إلى ضرورة أن يدفع علماء السوء هؤلاء ثمن خيانتهم لله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يعاقبوا على ردتهم عن دين الإسلام بالقتل، إلا أن يتوبوا ويصلحوا ويبينوا كما أمر الله تعالى.

ووصلت رسائل الحملة -ولله الحمد- إلى ملايين المتابعين رغم التضييق الشديد الذي قامت به مخابرات الصليبيين والطواغيت على إصداراتها المنشورة في شبكة الإنترنت، وظهر الكثير من علماء السوء المرتدين ليدفعوا عن أنفسهم ما أثبت بحقهم من كفر وردة، زاعمين كما إخوانهم المنافقون في كل زمان أنهم ما أرادوا إلا إصلاحا، مصرين في الوقت نفسه على أفعالهم الكفرية، مجدّدين الولاء لطواغيتهم وإخوانهم من المشركين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

أخي المسلم لنبيّن لك المزيد عن علماء السوء
ولمشاهدة الإصدارات التي ذُكرت في المقال أعلاه
تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

والله -عز وجل- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده لا أثر الإسراف والتبذير، ولا أن يرى زوجات يرهقن كواهل ...

والله -عز وجل- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده لا أثر الإسراف والتبذير، ولا أن يرى زوجات يرهقن كواهل أزواجهن بطلب كلِّ ما يشتهينه وإن تعذر عليهم توفير ذلك.

وإنا إذ ندعو النساء إلى التحلي بهذه الحلية الطيبة، لا يفوتنا أيضا في هذا المقام أن نحذِّر من مغبة الشح والبخل على الأهل.

فعلى الزوج المسلم أن ينفق على أهله وبنيه بالمعروف دون إفراط أو تفريط، ولينفق ذو سعة من سعته، فيبلغ بذلك منازل الكرام دون أن يكون أخا للشيطان، فلا يكوننَّ ذا مال ثم يقتر على أهله تقتيرا، وليحتسب الأجر على كل لقمة يضعها في فيِّ أهله، وعلى كل سرور يدخله على قلوبهم، والله من وراء القصد، كما لا يكوننَّ ذا حاجة ثم يكلف نفسه ما لا يطيق إرضاء لزوجة لا تراعي حاله، ولا ترحم ضعفه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وبارك على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ
...المزيد

الزهد في الدنيا من منهج السلف لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- سيد العبّاد والزهّاد، يأتيه ...

الزهد في الدنيا من منهج السلف

لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- سيد العبّاد والزهّاد، يأتيه جبريل مرسلاً من لدن رب العباد، فيخيِّره بين أن يُبعث نبيا ملكا أو نبيا عبدا فيختار الثانية، ويرد مفاتيح خزائن الدنيا الفانية، فذاق وأهله من صنوف الفاقة والخصاصة، وعاش الكفاف مع خيرة الأصحاب، وهم الذين ملكوا الأرض وخضعت لهم الرقاب.

وإننا في أيامنا هذه وبعد أن فُتحت الدنيا علينا، بتنا نفتقد تلك الروح، روح الرعيل الأول من الزاهدين، الذين لم تخدعهم الدنيا ببريقها، وفطنوا إلى أن السلامة منها ترك ما فيها.

والمتأمل في حال بعض النساء اليوم، يرى منهن ترفا زائدا، وحرصا على الدنيا وقاذوراتها، إذا تسوَّقن بَالَغن وأسرفن، وإذا طلبن من الزوج أجهدن وأتعبن، وإذا تأخر عنهن لقلة ذات اليد، تذمَّرن واشتكين، وربما دفعن به إلى السلف والدَّين، فيريق ماء وجهه بين الرجال، ويشقى بين الناس بكثرة السؤال.

كانت إحدى نساء السلف تشيّع زوجها يوميا إلى باب البيت لتوصيه قبل خروجه بأن يتقي الله فيما يطعمهم، همها الحلال والحرام! وبعض نساء اليوم توصله إلى الباب مذكرة إياه بقائمة المشتريات التي لا تنتهي، ولا شأن لها بكيف، ولا من أين سيلبيها لها زوجها!

تجد إحداهن لا همَّ لها من الدنيا سوى مأكلها وملبسها، إذا أكلت استكثرت، وإذا لبست افتخرت، وإذا جلست لتحدث، فعن الطعام واللباس وقصات الشعر وألوانه، وقد كان من دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا) [رواه الترمذي].

فيا أخت الإسلام ويا حفيدة عائشة، عائشة التي كان درعها مرقَّعا، هلُمِّي بنا نسرح بالخيال قليلا في خير البيوتات وأشرفها وأطيبها، حسبا ونسبا ودينا وصلاحا، وعفافا وغنى وتقى، إنها بيوتات نبيك، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

لقد كانت حجرات صغيرة، بسيطة متواضعة، لا تكاد في مساحتها تكفي الاثنين، وأما فراشه الذي كان ينام عليه، فتصفه لنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فتقول: كان فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ينام عليه أَدَما، حشوه ليف) [متفق عليه]، والأدم: الجلد المدبوغ، والليف ليف النخل.

ويسرد لنا الفاروق عمر -رضي الله عنه- حديثا طويلا جاء فيه: "فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على حصير، فجلست، فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، ومثلها قرظا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: (ما يبكيك يا ابن الخطاب) قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: (يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟)، قلت: بلى..." [رواه مسلم].
وأما مطعمه وأهلِه -صلوات ربنا وسلامه عليهم- فقد كان يمر الهلال والهلال ولا توقد في بيوته نار، وكان أكثر عيشهم على الأسودين؛ التمر والماء، بل تصف عائشة -رضي الله عنها- ما كان يصلهم أحيانا من لحم فتقول: "اللحيم" كناية عن قلته!
قال الطبري، رحمه الله تعالى: "في اختيار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيار السلف من الصحابة والتابعين شظف العيش، والصبر على مرارة الفقر والفاقة ومقاساة خشونة خَشِن الملابس والمطاعم على خفض ذلك ودعَته، وحلاوة الغنى ونعيمه، ما أبان عن فضل الزهد فى الدنيا وأخذ القوت والبُلغة خاصة، وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يطوي الأيام، ويعصِب على بطنه الحجر من الجوع؛ إيثاراً منه لشظف العيش والصبر عليه، مع علمه بأنه لو سأل ربه أن يسيِّر له جبال تهامة ذهباً وفضةً لفعل، وعلى هذه الطريقة جرى الصالحون".

وبالله عليك يا مسلمة تأملي في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- حيث تقول: "قد كان يصيبنا الحيض على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتلبث إحدانا أيام حيضها ثم تطهر، فتنظر الثوب الذي كانت تقلب فيه، فإن أصابه دم غسلناه وصلينا فيه، وإن لم يكن أصابه شيء تركناه ولم يمنعنا ذلك من أن نصلي فيه" [أخرجه أبو داود]، يا سبحان الله! لقد كانت الواحدة من نساء خير القرون لربما لا تملك غير ثوب واحد، فيه تحيض وفيه تطهر، ونساء أمتنا اليوم تكاد بيوتهن تلفظ ما فيها من لباس وزينة!

وقد تقول قائلة: لا أراكم إلا تحرّمون ما أحل الله الذي يحب أن يرى أثر نعمته على عبده!
نقول حينها: معاذ الله تعالى أن نحرّم طيِّباته على عبيده، ولكن هي دعوة للتطبع بطباع خير الخلق، والزهد حلية المؤمن الحق، من صغرت الدنيا في عينه وعظمت الآخرة في قلبه.
...المزيد

مقدمة في الطب النبوي الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، ويُنزل بمن يشاء البلاء، والصلاة ...

مقدمة في الطب النبوي

الحمد لله خالق الداء والدواء، ينفع من يشاء، ويُنزل بمن يشاء البلاء، والصلاة والسلام على رسول الله محمد ماحي الشرك والشقاء، وعلى آله الأنقياء وصحبه الأصفياء وبعد:

فإن شريعة الرحمن جاءت بأحكام عظيمة تحفظ للمسلم دينه ونفسه ونسله وماله وعقله، فالخالق أعلم بصنعه وخلقه وما ينفعهم في دينهم وأنفسهم ودنياهم، فجرت أحكام الله تعالى بنواهٍ واضحة تقطع الأسباب التي تضر بتلك المقاصد، وجاءت الشريعة بنهج قويم يمنع حدوث كل ما يمس دين المسلم، مثل سد ذرائع الشرك للوقاية من خسارة الدين والخلود في النار، وكذلك اجتناب أسباب الزنى مثل النظرة والخلوة وغيرها لاجتناب الوقوع في الزنى الذي يضر بحفظ النسل، وكذلك جاءت الشريعة على سبيل الإرشاد والتعليم لاتخاذ الأسباب لحفظ النفس من التلف والضرر.

فدلت السنة النبوية على عادات وعلاجات وقائية في مرحلة ما قبل المرض، وعلاجية إذا ما وقع، وقد كتب أهل العلم كتبا في هذا الموضوع، لحاجة الناس للوقاية والعلاج لحفظ أنفسهم من الضرر.

- المنهج الوقائي في الطب النبوي:

ومِن المنهج الوقائي -مثلا- هو التوجيهات النبوية حول عدم الإكثار من الطعام الذي يسبب الكثير من الأمراض مثل السكر وضغط الدم وغيرها من الأمراض القلبية، إذ جاء في سنن البيهقي وابن ماجة قوله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، حسب الآدمي، لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس)، وعلّق ابن القيم على هذا الحديث في كتابه الطب النبوي: "ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة. والثانية: مرتبة الكفاية. والثالثة: مرتبة الفضلة. فأخبر النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته، ولا تضعف معها، فإن تجاوزها، فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس، وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض له الكرب والتعب بحمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل، هذا إلى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكسل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع. فامتلاء البطن من الطعام مضر للقلب والبدن هذا إذا كان دائما أو أكثريا".

كذلك تظهر صورة الوقاية جلية في قوله، صلى الله عليه وسلم: (من تصبّح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) [رواه الشيخان]. وهذه وقاية عجيبة من بلاءين كبيرين لا يتفطن لهما المسلم الغافل.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

مقدمة في الطب النبوي [٢/٢] - لا عدوى ولا صفر: ويمتاز الطب النبوي بالإرشادات النبوية للوقاية من ...

مقدمة في الطب النبوي
[٢/٢]
- لا عدوى ولا صفر:

ويمتاز الطب النبوي بالإرشادات النبوية للوقاية من الأمراض المعدية، التي هي في حقيقتها لا تؤثر إلا بإذن الله تعالى، وفيها منهج متوازن للتعامل مع مثل هذه الأمراض، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا صفر، ولا هامة) فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل، تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيُجربها؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟). فالبعير الأول الذي بدأت منه العدوى كيف أصيب بالمرض؟ وهذا السؤال سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي الذي قال إن البعير الأجرب عندما يخالط الإبل تصاب كلها بالجرب، وهو يأخذ بالظاهر كعادة أهل الجاهلية الذين لا ينظرون لمشيئة الله تعالى في تقدير الأمراض والأسقام لحكمة هو يعلمها، فجواب النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن أساس المرض ليس عدوى وإنما هو بتقدير الله تعالى، وكذلك العدوى من مريض لمصح، لا تكون إلا بإذن الله تعالى ليطمئن المسلم إذا خالط مريضا وهو لا يدري، فيعلق حصول العدوى بمشيئة الرب -جل وعلا- وتطمئن نفسه، ويعتقد أن الله -تعالى- ابتلاه بالمرض ليَحط من خطاياه كما جاءت بذلك الأحاديث النبوية، وهذا هو الأصل الذي قرره النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك احتمالية حصول عدوى من بعض الأمراض وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- لمثل هذه الإرشادات.

وهو منهج وسط بين أهل الجاهلية الذين يرون الأمراض معدية بذاتها دون النظر لمشيئة الله تعالى، وبين من ينظر للمسألة على أنها علمية بحتة لا تقبل الاستثناء وحاصلة بالتجربة والبرهان، فالمنهج النبوي هو تعليق الأمر بمشيئة الله تعالى ونفي حدوث العدوى إلا بأمره مع إمكانيتها والتحذير منها، ولذلك أمر باتخاذ الأسباب الوقائية حين مشاهدة المرض الذي ظاهره أنه معدٍ، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، كذلك ما رواه الإمام البخاري بسنده قال حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت إبراهيم بن سعد، قال: سمعت أسامة بن زيد، يحدث سعدا، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها) فقلت: أنت سمعته يحدث سعدا، ولا ينكره؟ قال: نعم.

- الشفاء من الله:

وأما إذا وقع المرض فإنه مع اختلاف العلماء حول مسألة التداوي فإن المُحصِّلة هي ما بين موجب وبين قائل بالندب، وهذا الأمر يتعلق بنية المتداوي بأن يعتقد أن العلاج هو سببٌ خَلَقه الله تعالى له، وأن الشفاء ليس في العلاج ذاته، بل هو محض منة الله -تعالى- كما قال إمام الموحدين نبي الله إبراهيم: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: 80 – 81].

ولذلك ترى كثيرا من الناس يتعلق قلبه بالسبب دون خالق السبب وهذا أمر خطير يُدخله في الشرك وينفي سلامة توكل القلب على الله تعالى، فالله -سبحانه وتعالى- خالق كل شي وخالق الأسباب والمسببات، ولا بد من الأخذ بالأسباب المشروعة لعلاج مسببات المرض، وكلها من خلق الله تعالى وتدور في مشيئته ومقتضيات حكمته، فقد أورد ابن أبي شيبة في مصنفه حديثا رواه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء).

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى: "وإذا قدّر للعبد خيرا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء، وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم فإنما قدّره الله بأسباب يسوق المقادير إلى المواقيت فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب، والله خالق الأسباب والمسببات، ولهذا قال بعضهم: الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع".

فهذه نماذج من سنته -عليه الصلاة والسلام- في مسائل المرض والشفاء، سنتوسع فيها بإذن الله ضمن حلقات من هذه السلسلة، نسأل الله أن ييسر لنا إتمامها، وأن يعلِّمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك وأهله، والحمد لله رب العالمين.

المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 68
الخميس 18 جمادى الأولى 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاُ.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

تَصريحاتٌ وشِعارتٌ خُلبية في هذا الصدد، نستذكر التصريحات والشعارات الخلبية التي كان يطلقها قادة ...

تَصريحاتٌ وشِعارتٌ خُلبية

في هذا الصدد، نستذكر التصريحات والشعارات الخلبية التي كان يطلقها قادة النظام السوري الجديد في مرحلة "اللاوعي الثوري"، والتهديدات الجوفاء بقتال اليهود ونصرة فلسطين وغيرها من الشعارات التي يتقاسمها كل الطواغيت العرب، في حين لما وصل هؤلاء إلى سدة الحكم تنكّروا لشعاراتهم وأصبحوا يبررون ذلك بعقد مقارنات بين "عقلية الثورة" و "عقلية الدولة" وكأنهما خصمان! فإن كان هؤلاء قد خلعوا لباس الثورة عند أول عتبة قصر رئاسي ولجوه تحت أجنحة الطائرات الصليبية، أتراهم يتمسكون بالشريعة وهم يرونها عائقا ومانعا دون هذه القصور؟!

وفورا يتبادر إلى ذهن القارئ موقف هؤلاء وغيرهم المزاود على الدولة الإسلامية فيما يتعلق بقتال اليهود، مع أنها لم تكن على تماس مع الحدود اليهودية إلا في ساحة واحدة وعن بعد، بذلت فيها وسعها، فتحالفت ضدها كل الأطراف بمن فيهم "المقاومة" التي تعاونت لحماية "الأمن القومي المصري!" الذي يخنقها اليوم حماية لـ "الأمن القومي اليهودي!".

بينما يقف اليوم جيش النظام السوري الجديد موقف سلفه النصيري على طول الحد الجنوبي مع يهود وهو لا يفكر مجرد تفكير أن يمارس "حقه" في رد أي اعتداء عسكري على أراضيه التي باتت مستقرا للقوات اليهودية الغازية تدخل وتخرج على مرأى جنود الجولاني، بينما يكتفي النظام الثوري ببيانات "الإدانة" تماما كما كان يفعل نظام "ما قبل الثورة".

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين!" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

إلى متى فلسطين؟ وما زال الاستغلال للدم بأبشع صوره في فلسطين، الإعلام الذي ينقل الأحداث ويخفي ...

إلى متى فلسطين؟

وما زال الاستغلال للدم بأبشع صوره في فلسطين، الإعلام الذي ينقل الأحداث ويخفي أكثرها لا ينقل التأييد العلني لأوروبا وأمريكا لإسرائيل!

مشايخ مراكز التواصل تتباكى على غزة ويطالبون العامة بنصرها فقط بالتغريد!

الطواغيت يعدون بإرسال الادوية والغذاء وفي ذات الوقت الجيوش لحماية حدود الصهاينة!

في الداخل الفلسطيني تمجيد المليشيات لايران وصواريخ كرتونية محسوبة بالعدد والإحداثيات على إسرائيل!

فمتى يا مسلمي فلسطين تفيقون متى؟
ألم تشبعوا شعارات ومظاهرات وجعجعات ورايات حتى التخمة منذ سبعين سنة؟
ألا ترون استغلال دمكم وعرضكم وأرضكم بطريقة بشعة مقززة؟

فكم من عدوّ معلن لك نصحَه
علانية والغشّ تحت الأضالعِ
وكم من صديق مرشد قد عصيته
فكنت له في الرشد غير مطاوعِ
وما الأمر إلا بالعواقب إنها
سيبدو عليها كل سر وذائعِ
...المزيد

يا أهل فلسطين، هذا الحل الوحيد يستمر اليهود الأنجاس بطرد المسلمين من ديارهـم، وإجبارهم على ترك ...

يا أهل فلسطين، هذا الحل الوحيد

يستمر اليهود الأنجاس بطرد المسلمين من ديارهـم، وإجبارهم على ترك منازلهـم لهم، وقد أمنوا القوة من المسلمين المنحصرة بالجهاد في سبيل الله؛ إذ استمرأ الضعف مسلمو فلسطين المتمثل بالوطنية والحمية القومية وكل جاهلية، فلا يردع اليهود إلا طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الجهاد في سبيل الله، ولو كان -يا أهل فلسطين- تجدي معهم غير هـذه الطريقة المفروضة من الله تعالى لأخبر الله بها نبيه وعمل بها -صلى الله عليه وسلم- ولما عرضه للقتل والأذى، ولكن ويا للأسف غاب عنكم هذا الأمر العظيم بعد أن غرسوا فيكـم دين الوطنية دين الضعف والاستسلام، فثبطوا من هممكم، ولم تفلحوا ولن تفلحوا أبدا إلا بالجهاد، فالدماء ستسيح؛ فلتكن على دين وتقوى؛ وإن اليهود ليحاربونكم لأجـل دينهم، ولا يعترفون بالوطنية التي يسحرون عقولكم بها.

وما صِينَ حقٌّ لا سِلاح لِرَبِّهِ ... وأضعف أنواع السلاح التأدب
ولولا نيوب الأسد كانـت ذليلة ... تُساط وتعنـو للشـكِيم وتُركب

فيا عباد الله القوة القوة، فيها عز الدنيا، والنجاة في الآخرة، ولا تعوّلوا على أي جماعة لا تجعل الجهاد في سبيل الله طريقا لها واضحا قائما، ولا تخدعوا بأسلحتهم التي يرفعونها، فلـو أن اليهود لم يأمنوها وهم يضللونكم لحاربوهم وما هدأت الحرب حى بإهـلاك أحد الفريقـين، واعلموا أنه ليس كل من حمل السلاح مجاهدا في سبيل الله، وإن هذه الفصائل لمتاجرة بدمائكم وأموالكم وأعراضكم، ولا تبالي بما يكون عليكم ما سلمت لها دنياها، وكل من حمل السلاح فإنـه أحد رجلـين، إما أنه في سبيل الله يسعى إلى إعلاء كلمة الله لا كلمة الوطن، وإما أنه في سـبيل الشـيطان، قـال تعالى ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾

اقرأوا أمر ربكم بحل مشكلتكم أيها المسلمون، وأطيعوه تفلحوا في الدنيا والآخرة، قـال سبحانه
﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ فهذا هو الحل الوحيد لليهود، ولن يخرج اليهود إلا به، لن يخرجوا بمؤتمرات خدروكم بها عشرات السنين، حتى أطفـأوا نار الغضب في صدوركم، ولكن لا يزال فيكم أهل دين وغيرة سيغيرون الحـال -إن شاء اللـه- إلى ما يحب الله ويرضى ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
...المزيد

رسالة من الدولة الإسلامية إلى شباب فلسطين نتوجه إلى الشباب في فلسطين ومحيطها أن ينفضوا عنهم غبار ...

رسالة من الدولة الإسلامية إلى شباب فلسطين

نتوجه إلى الشباب في فلسطين ومحيطها أن ينفضوا عنهم غبار القعود ويخرجوا من دائرة التيه والعبث، ويصوبوا عقائدهم ويصححوا مساراتهم ويحرّروا أنفسهم من رقّ الوطنية إلى سعة الإسلام، ويُدركوا أنّ الحل ليس في مجرد القتال، بل في القتال المجرد الخالص لله تعالى الذي لا يقبل بغير الشريعة حكما، وبغير مرضاة الله غاية، ومن أخص خصائصه وسماته: الولاء للمؤمنين والبراء من المشركين، ذلك الدين القيم، قال تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }، والحمد لله رب العالمين.

صحيفة النبأ العدد 332
من مقال "معركتنا مع اليهود إسلامية بحتة!"
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

عَقليَّةُ اليهودِ الأمنيَّةُ معَ دُولِ الطَّوقِ الشيء الوحيد الذي يأمله الطاغوت الخداج أن تسمح ...

عَقليَّةُ اليهودِ الأمنيَّةُ معَ دُولِ الطَّوقِ

الشيء الوحيد الذي يأمله الطاغوت الخداج أن تسمح له دويلة يهود بأن يشكل جدارا جديدا من جدر الحماية لليهود كبقية دول الطوق الشقيقة، لكن المشكلة في أن الطرف اليهودي ما يزال رافضا لكل هذه الحلول تماشيا مع العقدة اليهودية التي لا تثق بالعرب فضلا عن الجهاديين الناكصين حتى لو كانوا على منهاج إبليس!

ولعل البعض قد يشكل عليه فهم هذه القضية الشائكة، فالعلاقة بين اليهود والمرتدين ليست بنفس المسافة، فاليهود يطوّعون طواغيت العرب وجيوشهم لحمايتهم ويتحالفون معهم في الحرب على الإسلام، لكنهم لا يثقون بهم ثقة مطلقة، وهذا ما يفسر قيام الطيران اليهودي بتدمير بقايا الأسطول البحري والجوي للنظام السابق، استجابة للعقلية اليهودية الأمنية الصارمة في التعامل مع المحيط العربي المعادي، وهو نفس ما يجري على الحدود المصرية والأردنية من المراقبة الدقيقة للوجود العسكري لهذه الجيوش المرتدة رغم مرابطتها بالأساس لحراسة حدود اليهود!، وهو ما ينتظر ترسانة هذه الجيوش لو أصابتها "الفوضى السورية"، وهذه مسألة يجب فهمها جيدا وعدم الخلط فيها بين ردة وعمالة هذه الأنظمة لليهود وبين الثقة النسبية التي قد تتبدل في أي لحظة تصطدم فيها بالمصالح الأمنية اليهودية.

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً