د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

معنى التبرك بكتب العلماء قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة المغني: وأبين في كثير من المسائل ما ...

معنى التبرك بكتب العلماء
قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة المغني: وأبين في كثير من المسائل ما اختلف فيه مما أجمع عليه، وأذكر لكل إمام ما ذهب إليه، تبركاً بهم وتعريفاً لمذاهبهم".
وقال عن أبي القاسم الخرقي: "فنتبرك بكتابه، ونجعل الشرح مرتباً على مسائله وأبوابه".
فهل يجوز التبرك بكتب العلماء؟ كأن أحمله معي تبركاً به، وليس تبركاً فقط، وإنما أحمله معي لقراءته وقت الفراغ وتبركاً به في نفس الوقت؟ وهل يجوز التبرك بالعلماء على ما قاله ابن قدامة؟
وما ذكره ابن قدامة رحمه الله يحمل على التبرك بعلم العلماء، سواء كان ذلك بمجالستهم أو بقراءة كتبهم، وهو من التبرك المشروع، بخلاف التبرك بذواتهم فإنه ممنوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: " وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ: نَحْنُ فِي بَرَكَةِ فُلَانٍ أَوْ مِنْ وَقْتِ حُلُولِهِ عِنْدَنَا حَلَّتْ الْبَرَكَةُ، فَهَذَا الْكَلَامُ صَحِيحٌ بِاعْتِبَارِ، بَاطِلٌ بِاعْتِبَارِ، فَأَمَّا الصَّحِيحُ: فَأَنْ يُرَادَ بِهِ أَنَّهُ هَدَانَا وَعَلَّمَنَا وَأَمَرَنَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ فَبِبَرَكَةِ اتِّبَاعِهِ وَطَاعَتِهِ حَصَلَ لَنَا مِنْ الْخَيْرِ مَا حَصَلَ، فَهَذَا كَلَامٌ صَحِيحٌ، كَمَا كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَرَكَتِهِ لَمَّا آمَنُوا بِهِ وَأَطَاعُوهُ، فَبِبَرَكَةِ ذَلِكَ حَصَلَ لَهُمْ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بَلْ كُلُّ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِالرَّسُولِ وَأَطَاعَهُ حَصَلَ لَهُ مِنْ بَرَكَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم بِسَبَبِ إيمَانِهِ وَطَاعَتِهِ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ، وَأَيْضًا إذَا أُرِيدَ بِذَلِكَ أَنَّهُ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ وَصَلَاحِهِ دَفَعَ اللَّهُ الشَّرَّ وَحَصَلَ لَنَا رِزْقٌ وَنَصْرٌ فَهَذَا حَقٌّ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَهَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إلَّا بِضُعَفَائِكُمْ، بِدُعَائِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ؟) وَقَدْ يَدْفَعُ الْعَذَابَ عَنْ الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ لِئَلَّا يُصِيبَ مِنْ بَيْنِهِمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّنْ لَا يَسْتَحِقُّ الْعَذَابَ".
وقد ذكر الدكتور ناصر الجديع في كتابه (التبرك أنواعه وأحكامه) مبحثا في التبرك بمجالسة الصالحين، وذكر فيه أوجه التبرك المشروع بمجالستهم، وأن منها: الانتفاع بعلمهم، والاستماع إلى وعظهم ونصائحهم.
وذكر كلام الإمام ابن القيم رحمه الله: (من بركة الرجل أن يكون معلماً للخير، داعيا إلى الله، مذكرا به، مرغباً في طاعته، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه، والاجتماع به).
ثم ختم مبحثه بقوله: (مجالسة الصالحين لا يقتصر موضعها على المساجد فقط ـ كما قد يظن ـ فإنها تزاول أيضا في المنازل والمدارس، وسائر المواضع، حضرا وسفرا، إلا أن حصول ذلك في المساجد أولى؛ لأنها أفضل البقاع، ويمكن الانتفاع أيضا من الصالحين إذا تعذرت مجالستهم مباشرة في بعض الأحيان ـ إما لبعدهم، أو بسبب الانشغال عنهم ـ يمكن ذلك بعدة وسائل، كقراءة كتبهم، والاستماع إلى الأشرطة المسجلة لهم، ونحو ذلك).
فظهر أن التبرك بكتب العلماء ليس لذات الأوراق والحبر الذي كتب بها، وإنما لما فيها من العلم النافع، فعلى المعنى الأول لا يجوز التبرك بالتمسح بها أو حملها، وعلى المعنى الثاني يجوز التبرك بها بقراءة ما فيها من العلم.
...المزيد

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (من بركة الرجل أن يكون معلماً للخير، داعيا إلى الله، مذكرا به، ...

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (من بركة الرجل أن يكون معلماً للخير، داعيا إلى الله، مذكرا به، مرغباً في طاعته، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه، والاجتماع به).

خطورة تغييب العلماء وقطع الصلة بينهم وبين الشباب بقلم د. محمد إسماعيل المقدم في الحقيقة نحن ...

خطورة تغييب العلماء وقطع الصلة بينهم وبين الشباب
بقلم د. محمد إسماعيل المقدم
في الحقيقة نحن مشكلتنا أن كل من أراد فعل شيء يفعله، ولا أحد يمنعه، ويتحمل الجميع العواقب مهما كانت على الأمة، وبعبارة أخرى: نستطيع أن نقول إن لسان حال بعض الشباب: (إن مفيش كبير).
أنا أذكر كلمة ذكرها العلامة الشيخ الطاهر الجزائري رحمه الله تعالى وهو على فراش الموت، حذَّر الأمة بكلماتٍ حقها أن تُكتب بماء العيون لا بماء الذهب، يقول رحمه الله تعالى: "عدُّوا رجالكم" يعني: كباركم، "عدُّوا رجالكم، واغفروا لهم بعض زلاتهم، وعضوا عليهم بالنواجذ لتستفيد الأمة منهم، ولا تنفروهم لئلا يزهدوا في خدمتكم".
فإذا خلت الساحة من أهل العلم والتقوى والورع والحكمة، واتخذ الناس رؤوسًا جهالًا يفتونهم بغير علم، فإذا أفتوهم بغير علم فلا تسأل عن الحرمات التي تُستباح، والدم المعصوم الذي يُراق، والعرض الذي يُنتهك، والمال الذي يُهدر، ونظرة واحدة إلى الواقع الأليم في بعض بلاد المسلمين وما يقع فيها من مجازر ومذابح بأيدي الأدعياء الذين استبدوا برأيهم وتأولوا بأهوائهم، وركبوا رؤوسهم، ولم يصغوا إلى نصائح العلماء تنبئك عن أخطار تغييب العلماء وقطع الصلة بينهم وبين الشباب.
إن العلماء هم عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرة بالبقاء.
قال الحافظ السخاوي رحمه الله: "إنما الناسُ بشيوخهم، فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟".
هذا الكلام قولته في أحداث الجزائر، وهذا نموذج، ونحن لا نعتبر مع الأسف بالنماذج، في الجزائر كانت تحصل هناك مذابح رهيبة، لدرجة أن الانسان من شناعتها ما كان يصدق أن هناك من ينتمي للإنسانية أو لآدم عليه السلام ويقوى على فعل هذا؛ يبقر بطون الحوامل ويذبح الأجنة وهم مسلمون، لماذا؟ لأنهم يكفِّرون هؤلاء الناس، فيستحلون دماءهم، وهذه الجرائم الوحشية.
كانوا ينزلوا على القبيلة فيذبحونها، فهل هذا جهاد!
بسبب ماذا؟ بسبب انحراف الفكر، يؤدي إلى انتهاك حرمات الله سبحانه وتعالى، وانتهاك حرمات المسلمين، لأنهم لم يوافقوهم في مشربهم فيكفِّروهم، وبالتالي عواقب التكفير مثل هذه التصرفات.
فأعتقد أن مشكلتنا الآن هي أن أمر الإفتاء يُوسدُّ إلى غير أهله من الشباب الصغار.
وفي حديث عُبادة بن الصامت رضي الله عنه المتفق عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" وألا ننازع الأمر أهله".
فكل من أراد أن يفتي ليس فقط يفتي، يا ليتها فقط فتوى، بل وينفذ، يعني يعمل محكمة وينفذ ما رآه، بغض النظر عن الرجوع لأهل العلم المعتبرين الذين يُجمع على إمامتهم، وعلى علمهم.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قتلوه قتلهم الله، إنما شفاء العِي -الجهل- السؤال».
وعن مالكٍ قال: أخبرني رجلٌ دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أدخلت عليك مصيبة؟ فقال:( لا، ولكن اُستُفتي من لا علم عنده، فظهر في الإسلام أمرٌ عظيم، ولبعض من يفتي ها هنا أحقُّ بالسجن من السُراق).
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: " السائل لا يصح أن يسأل من لا يُعتبرُ في الشريعة جوابه؛ لأنه إسنادُ أمرٍ إلى غير أهله، والإجماع على عدم صحة مثل هذا، بل لا يمكن في الواقع؛ لأن السائل يقول لمن ليس بأهلٍ لما سُئل عنه: أخبرني عما لا تدري وأنا أسند أمري لك فيما نحن بالجهل به على سواء. ومثل هذا لا يدخل في زُمرة العقلاء؛ إذ لو قال له: دلني في هذه المفازة على الطريق إلى الموضع الفلاني وقد علم أنهما في الجهل بالطريق سواءٌ لعُدَّ من زمرة المجانين. فالطريق الشرعي أولى؛ لأنه هلاكٌ أخروي، وذلك هلاكٌ دنيوي خاصة".
فالسيف الذي يُرفع الآن في وجه العلماء من الذم والتطاول والشتم، الهدف منه إسقاط حرمة كلام أهل العلم، ليستأثر بعض الشباب الصغار بالإفتاء، ثم بالتنفيذ، بلا رقابة علمية، أو رجوع لأهل العلم.
...المزيد

للذكر فوائد عديدة تصل لأكثر من مئة ومنها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره. أنه يرضي الرحمن عز ...

للذكر فوائد عديدة تصل لأكثر من مئة ومنها:
أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
أنه يرضي الرحمن عز وجل.
أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
أنه يقوي القلب والبدن.
أنه ينور الوجه والقلب.
أنه يجلب الرزق.
أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
أنه يورثه القرب منه.
أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة.
أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
أنه يورثه ذكر الله له، كما قال تعالى: " فاذكروني أذكركم " [البقرة:115].
أنه يورث حياة القلب.
أنه قوت القلب والروح.
أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.
أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
أن العبد إذا تعرف إلى الله بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
أنه منجاة من عذاب الله.
أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والبا طل.
أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللهو والغفلة مجالس الشياطين.
أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.
أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعا ده.
أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء ألبتة إلا ذكر الله عز وجل.
أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضأ ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته.
أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
أن الذاكر قريب من الله، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتو فيق.
أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره.
أن أكرم الخلق على الله من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره.
أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله.
أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.
أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.
أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويجعلها قرة عينه فيها.
أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
أن الذاكرين الله كثيرا هم السابقون من بين عمال الآخرة.
أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله رجي له أن يحشر مع الصادقين.
أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.
أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.
أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة.
هذه فرصتنا رمضان فرصة عظيمة للإكثار من ذكر الله تعالى، ولا تنسوا في ليلة القدر «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا» وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
...المزيد

اختلف أهلُ العِلمِ في حُكمِ الجلوسِ للتَّعزيَةِ على قولين: القول الأوّلُ: لا يُشرَعُ الجلوسُ ...

اختلف أهلُ العِلمِ في حُكمِ الجلوسِ للتَّعزيَةِ على قولين:
القول الأوّلُ: لا يُشرَعُ الجلوسُ للتَّعزيةِ، وهذا مذهبُ الشَّافعيَّة، والحَنابِلَة، وقولٌ عند الحَنفيَّة، واختاره ابنُ عثيمين، والألبانيُّ
وذلك للآتي:
أوَّلًا: لأنَّ ذلك مُحْدَثٌ وبدعةٌ، وليس مِن هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، وأصحابِه رَضِيَ اللَّهُ عنهم
ثانيًا: لأنَّه يُجَدِّد الحُزْنَ، ويُكَلِّفُ المُعَزَّى
القول الثاني: يجوزُ الجلوسُ للعزاءِ، وهو مذهب الحنفيَّة، والمالكية، وروايةٌ عن أحمد، واختارَه ابنُ حجر، وابنُ باز
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن عائشةَ رَضِيَ الله عنها، قالت: ((لَمَّا جاء النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قتَلُ ابنِ حارثةَ، وجعفرٍ، وابنِ رواحةَ؛ جلس يُعرَفُ فيه الحُزنُ، وأنا أنظرُ من صائِرِ البابِ شَقِّ البابِ، فأتاه رجلٌ، فقال: إنَّ نِساءَ جَعفرٍ وذكَرَ بُكاءَهنَّ، فأمَرَه أن ينهاهنَّ، فذهب، ثم أتاه الثَّانيةَ، لم يُطِعْنَه، فقال: انهَهُنَّ فأتاه الثالثةَ، قال: واللهِ لقد غلبْنَنا يا رسولَ اللهِ... ))
وجهُ الدَّلالةِ:
يدلُّ الحديثُ على جوازِ الجُلوسِ للعَزاءِ
ثانيًا: من الآثار
عن عائشةَ زوْجِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، (أنَّها كانت إذا مات المَيِّتُ مِن أَهْلِها، فاجتمَعَ لذلك النِّساءُ ثم تَفَرَّقْنَ إلَّا أهلَها وخاصَّتَها )
ثانيًا: لِدَفْعِ الحَرَجِ عن المُعَزِّينَ، وعَدَمِ إتعابِهم
ثالثًا: لأنَّ التَّعزيةَ سُنَّةٌ، واستقبالُ المعَزِّينَ بالجلوسِ للعزاءِ ممَّا يُعينُ على أداءِ السُّنَّةِ
...المزيد

الأمور المعينة على صلة الرحم : 1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من ...

الأمور المعينة على صلة الرحم :
1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من عقاب.
2- مقابلة الإساءة منهم بالعفو والإحسان وقد سبق الحديث الذي في مسلم (2558) (( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)).
3- قبول اعتذارهم عن الخطأ الذي وقعوا فيه إذا اعتذروا.
4- التواضع ولين الجانب.
5- التغاضي والتغافل: فلا يتوقف عند كل زلة أو عند كل موقف ويبحث لهم عن المعاذير, ويحسن الظن فيهم.
6- بذل ما استطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال.
7- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
8- الرضا بالقليل من الأقارب, ولا يعود نفسه على استيفاء حقه كاملاً.
9- فهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم.
10- ترك التكلف بين الأقارب.
11- عدم الإكثار من المعاتبة.
12- تحمل عتاب الأقارب إذا عاتبوا واحملها على أنها من شدة حبهم لك.
13- عدم نسيان الأقارب في المناسبات والولائم.
14- تعجيل قسمة الميراث.
15- الاجتماعات الدورية.
16- اصطحاب أولادك معك لزيارة الأقارب لتعويدهم على الصلة ولتعريفهم بأقاربهم.
17- حفظ الأنساب والتعرف على الأقارب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )) رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/570.
...المزيد

أسباب عدم صلة الرحم : 1- الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها. 2- ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب ...

أسباب عدم صلة الرحم :
1- الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها.
2- ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب على صلة الرحم, ولا يأبه للعقاب على قطيعتها.
3- الكِبر: بأن يكون غنياً أو آتاه الله منصباً رفيعاً أو جاهاً عريضاً فيستنكف أن يبادر هو بصلة رحمه.
4- التقليد للوالدين: إذ ربما لم ير من أبيه أنه يصل أقاربه فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه, وكذلك بالنسبة للأم.
5- الانقطاع الطويل, فعندما ينقطع عن أرحامه وقتاً طويلاً يستصعب أن يصلهم ويسوف حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة.
6- العتاب الشديد فبعض الأرحام عندما تزوره يبدأ بمعاتبتك لماذا لم تزرني لماذا ولماذا حتى يضيق الزائر بذلك ويحسب للزيارة الأخرى ألف حساب.
7- الشح والبخل: فقد يكون غنياً ولأنه يخاف أن يطلب أرحامه منه شيئاً يتهرب عنهم.
8- التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلف والمتكلف له.
9- قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط.
10ـ رغبته عدم إطلاع أرحامه على حاله: فبعض الأغنياء يخرج زكاته إلى الأباعد ويترك الأرحام ويقول إذا أعطيت الأرحام عرفوا مقدار ما عندي.
11- تأخير قسمة الميراث: مما يسبب العداوة بينهم وربما اتهم كل واحد الآخر وأنه يريد أن يأكل من الميراث وهكذا.
12 ـ الانشغال بالدنيا مما يجعل الإنسان لا يجد وقتاً للوصل.
13ـ الخجل المذموم: فتراه لا يذهب إلى رحمه خجلاً منه, ويترك التزاور والصلة بزعمه إلى أن تحين مناسبة.
14ـ الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور, فبعض الأرحام عندما تزوره دون أن يكون هناك مناسبة للزيارة كعيد أو وليمة تجده وأنت تسلم عليه مستغرباً متعجباً من زيارتك ينتظر منك إبداء السبب لزيارته, وربما فسر زيارتك له بأن وراءها ما وراءها, وهذا يولد شعوراً عكسياً عند الزائر.
15ـ بعد المسافة بين الأرحام مما يولد التكاسل عند الزيارة.
16ـ قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم, فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع.
17ـ نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات مما يجعل هذا المنسي يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه فيقوده هذا إلى قطع رحمه.

* الحسد: قد يكون في العائلة غنياً أو وجيهاً له مكانته في العائلة فيحسده بعض أفراد العائلة على ما آتاه الله من فضله.

* عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة وربما أدى ذلك إلى التقاطع, فالذي يسخر منه ويستهزأ به عند اجتماع العائلة لن يأتي إلى هذا الاجتماع مرة أخرى.

* سوء الظن: بعض الأقارب قد يطلب من قريبه حاجة فلا يستطيع تلبيتها له, ويعتذر منه فيسيء هذا الطالب الظن بقريبه ويتهمه أنه يستطيع ومع ذلك لم يفعل وله مقاصد في رفضه وهذا يولد نفرة وتباغض.

وربما ظن بعض الأقارب بقريبهم أنه غني وعنده مال ومع ذلك لا يعطيهم وقد يكون هذا الشخص محملاً بالديون وإن أظهر للناس الغنى, ومن سوء الظن التفسيرات الخاطئة للمواقف .

* السعي بالنميمة: فالنمام يفسد بين الناس يأتي لهذا القريب وينقل له كلاماً من قريب آخر يسبب هذا النقل تغير الود بينهما.

* قد يكون السبب من بعض الزوجات : إذ إن هناك من الزوجات من تنفر زوجها من أقاربه , ولا تريدهم فتقول وتعمل ما يجعل هذا الزوج ينفر من أرحامه.

فمثلاً بعض الزوجات تحاول إبعاد زوجها عن أرحامه بكلامها فإذا تكلمت معه قالت فلان لا يحبك فلان لا يحترمك فلان يحتقرك إنما جاءك لحاجة فإن لم تكن حاجة نسيك.

وربما استغلت بعض المواقف لتدلل على قولها , مما يثير حفيظة هذا الزوج على أرحامه.

وبعضهن تتضايق من زوجها عندما يصل أرحامه وتغضب وتفتعل الخلاف معه مما ينغص عليه عيشه فيضطر إلى ترك وصل أرحامه.

وبعضهن تقف في طريقه عندما يريد استضافة أرحامه وبعضهن تظهر العبوس والتضايق عندما يأتي أرحام زوجها مما يجعلهم يتراجعون عن زيارته مرة أخرى.

وبعضهن تغار على زوجها من أخواته وربما من أمه ومحارمه فتبدأ بلومه وتقريعه على ممازحته لأخته ومضاحكته لابنة أخيه وهكذا حتى يتضايق من ذلك ويترك هذا خوفاً من لومة الزوجة العزيزة .

ولا شك أن على الزوج أن لا ينقاد لأمر زوجته فيما يغضب الله ويسبب قطيعة الرحم وعدم وصلها.

* قد يكون من الأسباب المعاملات المالية إذ يكون هذا اشترى من هذا شيئاً فتبين له أنه غشه أو انتقص هذا من الثمن, أو أقرضه وماطل في السداد ونحو ذلك من المعاملات المالية.
...المزيد

اسمع إلى هذه القصة: قال الإمام مالك بن دينار رحمه الله: كان بجوار بيتي رجل حداد يمسك جمر النار ...

اسمع إلى هذه القصة:
قال الإمام مالك بن دينار رحمه الله:
كان بجوار بيتي رجل حداد يمسك جمر النار بيديه كما يمسك أحدنا الدراهم والدنانير دون أن تحترق يده، وكان يمسك بالحديد المحمى الملتهب فلا تتأثر يده، فسألته ما هذه الظاهرة العجيبة؟ كيف لا تحرق النار جسدك؟ فقال الحداد: كانت لي جارة جميلة وكنت أريد أن أعبث بعرضها، فحضرت إلي ذات يوم تطلب مني مالًا لتقضي به حاجات أولادها، فقلت لها: لا أعطيك المال إلا إذا مكنتني من نفسك، فقالت لي: يا عبد الله اتقِ الله وفك كربي، فصممت على هذا، ولما لم تجد عند غيري ما يفك كربها سلمت نفسها إلي، فلما خلوت بها قالت: يا عبد الله أغلق الأبواب كلها. فقلت لها: لقد أغلقتها، فقالت لي: لقد بقي باب واحد لم تغلقه ولن تستطيع أن تغلقه. قلت لها: باب من؟! قالت: باب الله. قال الرجل لقد شعرت ببرد السكينة في قلبي. فبكيت وقلت لها: يا أمة الله خذي من مالي ما شئت ابتغاء مرضاة الله إلا أني أسألك سؤالًا واحدًا أسألك دعوة صالحة تتوجهين بها إلى الله. فقالت المرأة: اللهم حرم عليه النار في الدنيا والآخرة. ولذلك فقد نفعني الله بدعوتها في الدنيا فأنا أمسك النار بيدي وأرجو أن تنفعني دعوتها في الآخرة...

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق الظلام يراني..

فيا من خلوت بمعاصي الله اعلم أن الرقيب هو الله الذي لا تخفى عليه خافية.
...المزيد

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق ...

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق الظلام يراني..

لا تخضعنْ لمخلوقٍ على طمعٍ *** فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدين لن يقدر العبدُ أن يعطيك خردلةً *** إلاّ ...

لا تخضعنْ لمخلوقٍ على طمعٍ *** فإنَّ ذلك نقصٌ منك في الدين
لن يقدر العبدُ أن يعطيك خردلةً *** إلاّ بإذن الذي سوَّاك من طينِ
فلا تصاحب غنيًا تستعزَّ به *** وكُن عفيفًا وعظِّم حُرمة الدينِ
واسترزق الله ممّا في خزائنهِ *** فإنّ رزقك بين الكاف والنونِ
واستغني بالله دنيا الملوك كما *** استغنىَ الملوك بدنياهم عن الدين
...المزيد

هل نأخذ بالتدرج في تطبيق الأحكام بعد اكتمال الدين واستقرار أحكام الشريعة بوفاة النبي محمد صلى الله ...

هل نأخذ بالتدرج في تطبيق الأحكام
بعد اكتمال الدين واستقرار أحكام الشريعة بوفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن أحكام الإسلام تؤخذ بجملتها ، ولا يجوز التدرج في الانقياد لأحكامها ، كما كان ذلك في أول الإسلام ، فالخمر مثلاً يجب على كل مسلم أن يعتقد تحريم شربها ابتداءً ، ومن اعتقد غير ذلك - وهو عالم بتحريمها - فهو مرتد ؛ لجحده ما هو معلوم تحريمه بالضرورة من دين الإسلام ، وبالأدلة الشرعية ، وإجماع أهل العلم . وأما الأوامر الشرعية فإن التكليف بها في الإسلام منوط باستطاعة المكلف ، فلا يجب على المكلف من الأعمال ما لا يقدر عليه ، أو يسبب له مشقة وحرجاً ، وكل مسألة بحسبها ، فالجهاد مثلاً وجوبه على الشخص ، وكذلك وجوبه في الأحوال العامة ، كل ذلك على درجات حسب البواعث والأحوال ، ولا يقال إن هذا من باب التدرج في التشريع ، وقد قال تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه " . ...المزيد

التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية الأصل هو وجوب العمل بجميع أحكام الشريعة وعدم تعطيل شيء منها، فإن ...

التدرج في تطبيق الشريعة الإسلامية
الأصل هو وجوب العمل بجميع أحكام الشريعة وعدم تعطيل شيء منها، فإن الله تعالى قد أكمل لعباده الدين كما قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا {المائدة:3}.
ولكن إذا كان في تطبيق بعض أحكام الشرع مفسدة تربو على مصلحة تطبيقه ترك تطبيقه لحين القدرة على ذلك بغير مفسدة راجحة، والقاعدة التي تحل النزاع في هذا الأمر أن ما قدر على تنفيذه من غير مفسدة راجحة وجب تنفيذه وإلا فلا، والنظر في المفاسد وتقديرها مرده إلى أهل الحل والعقد من الولاة والعلماء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله:
خاطب الله المؤمنين بالحدود والحقوق خطابا مطلقا كقوله: والسارق والسارقة فاقطعوا ـ وقوله: الزانية والزاني فاجلدوا ـ وقوله: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ـ وكذلك قوله: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ـ لكن قد علم أن المخاطب بالفعل لا بد أن يكون قادرا عليه والعاجزون لا يجب عليهم وقد علم أن هذا فرض على الكفاية وهو مثل الجهاد، بل هو نوع من الجهاد ـ إلى أن قال ـ رحمه الله: والأصل أن هذه الواجبات تقام على أحسن الوجوه، فمتى أمكن إقامتها من أمير لم يحتج إلى اثنين، ومتى لم يقم إلا بعدد ومن غير سلطان أقيمت إذا لم يكن في إقامتها فساد يزيد على إضاعتها، فإنها من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن كان في ذلك من فساد ولاة الأمر أو الرعية ما يزيد على إضاعتها لم يدفع فساد بأفسد منه. انتهى.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً