د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

“من نماذج الانصاف في نقد الكتب والمؤلفات نقد ”كتاب إحياء علوم الدين” هذا نموذج واضح ونحتاجه ...

“من نماذج الانصاف في نقد الكتب والمؤلفات نقد ”كتاب إحياء علوم الدين”
هذا نموذج واضح ونحتاجه كثيراً جداً؛ نقد العلماء لكتاب إحياء علوم الدين وكتاب قوت القلوب لأبي طالب المكي.

يقول شيخ الإسلام بعد كلام طويل في حق الإحياء: “والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه وقالوا أمرضه الشفاء”


ما معنى هذه الكلمة؟ يقولون أبو حامد مرضه الشفاء؛ هل يوجد شفاء يمرض؟ الشفاء لابن سينا وكتاب الشفاء هذا في الفلسفة فكانوا يقولون أبو حامد لما قرأ في كتاب الشفاء هذا أمرضه هذا الشفاء أمرضه كتاب الشفاء لابن سينا.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله في الإحياء أيضاً: “وأما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير، لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائف الحكماء، ومنحرفي الصوفية، نسأل الله علماً نافعاً”
ويقول أيضاً: “الغزالي إمام كبير وما من شرط العالم أنه لا يخطئ”
ويقول الذهبي: “ورحم الله أبا حامد فأين مثله في علومه وفضائله ولكن لا ندعي عصمته من الخطأ والغلط ولا تقليد في الأصول”


فانظر إلى إمام من أئمة أهل السنة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام الذهبي رحمه الله يثبتان الاضطراب والانحراف في منهج أبي حامد الغزالي رحمه الله ولم يمنعهما ذلك من تقرير الجوانب الإيجابية في منهجه الفكري إحقاقاً للحق وإتماماً للعدل المأمور به شرعاً؛ فإذا فقدنا هذه الضوابط التي ذكرناها تشيع الاتهامات وتكثر الافتراءات ويصل الحال عند بعض الناس إلى أن يرموا بالكتاب جملة وتفصلاً وقد يتطاولون بألفاظ السب والتجريج لمؤلفه.

أما منهج أهل الحق أهل السنة والجماعة فقد وضحه الإمام ابن القيم رحمه الله: “فإن كل طائفة معها حق وباطل فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق ورد ما قالوه من الباطل ومن فتح الله له بهذه الطريق فقد فتح له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيهما الأسباب”

“منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم” للشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصيام.
...المزيد

منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: “اعلم وتحقق أن ...

منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله: “اعلم وتحقق أن المناظرة الموضوعة لقصد الغلبة والإفحام وإظهار الفضل والشرف والتشدق عند الناس وقصد المباهاة والمماراة واستمالة وجوه الناس هي منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله، المحمودة عند عدو الله إبليس ونسبتها إلى الفواحش الباطنة من الكبر والعجب والحسد والمنافسة وتزكية النفس وحُب الجاه وغيرها كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة من الزنا والقذف والقتل والسرقة، وكما أن الذي خير بين الشرب وسائر الفواحش استصغر الشرب فأقدم عليه فدعاه ذلك إلى ارتكاب بقية الفواحش في سُكره فكذلك من غلب عليه حُب الإفحام والغلبة في المناظرة وطلب الجاه والمباهاة دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع الأخلاق المذمومة”


في نفس الوقت لا ننكر أن النقد البناء ضرورة لا غنى عنها، لأن هذا من تمام العدل والإنصاف أن يحق الحق نصيحة لله ورسوله وللمؤمنين.

وقال ابن القيم رحمه الله في بيان هذا المنهج: “عادتنا في مسائل الدين كلها دقها وجلها أن نقول بموجبها ولا نضرب بعضها ببعض ولا نتعصب لطائفة على طائفة بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق ونخالفها فيما معها من خلاف الحق لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة ونرجو من الله أن نحيا على ذلك ونموت عليه ونلقى الله به ولا قوة إلا بالله”
“منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم” للشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصيام.
...المزيد

(الخطأ اليسير في جنب الصواب الكثير مغفور) والانصاف عزيز يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “ومن له ...

(الخطأ اليسير في جنب الصواب الكثير مغفور) والانصاف عزيز
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين “

وقال ابن القيم: “فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم وتعطلت معالمها” فإذا علم هذا؛ والحقيقة أن كثيراً جداً من الشباب يحتاجون إلى التدبر في هذه القاعدة بالذات فمجرد تصيد الأخطاء وتتبع العثرات والبحث عن الهفوات كل ذلك يكون مع التغافل عن الحسنات فهذا دليل على فساد القصد وسوء الطوية وقلة الدين.
يقول الإمام الشعبي رحمه الله: “لو أصبت تسعاً وتسعين وأخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين”

و يا للأسف نلاحظ هذا في كثير من الشباب، تجد عالم من الأئمة له فضل عظيم جداً في خدمة الإسلام والسنة والجهاد في سبيل الله وكذا؛ فمجرد أنه أخطأ في مسألة أو مسألتين أو قضايا لكن الغالب عليه الخير والاتباع فتجده يشطب تماماً على هذا الإمام؛ يقول الشيخ الفلاني صاحب البدعة الفلانية ويكون أخطأ في هذه المسألة فيحيدون عن هذا الأصل.

منهاج أهل السنة في تقويم الرجال للشيخ محمد بن أحمد إسماعيل المقدم
...المزيد

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين ...

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة وأهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي إتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل وابتاعه عليه وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان وكلا هذين الطرفين فاسد والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ومن وافقهم خلافا للخوارج والمعتزلة” ...المزيد

يقول الإمام الذهبي: “ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ...

يقول الإمام الذهبي: “ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه؛ نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك” ...المزيد

معرفة الرجال بالحق يقول الحافظ ابن حزم: “التقليد على الحقيقة إنما هو قبول ما قاله قائل دون النبي ...

معرفة الرجال بالحق
يقول الحافظ ابن حزم: “التقليد على الحقيقة إنما هو قبول ما قاله قائل دون النبي صلى الله عليه وسلم بغير برهان فهذا هو الذي أجمعت الأمة على تسميته تقليداً وقام البرهان على بطلانه”


وقال الشوكاني رحمه الله تعالى في التقليد: “هو قبول رأي من لا تقوم به الحجة بلا حجة” فثمرة التقليد إهمال النصوص الشرعية وتعطيل العقل البشري؛ فالإنسان يرى بعين غيره بدون معرفة، ولسان حاله يقول أن إمامه قد اقتبس شعلة من نور العصمة فلا يمكن أن يفوته حديث ولا يمكن أن يخطيء في فهم حديث فيصبح الإنسان أسيراً لا حراك به ليس له قدرة على التأمل والتفكير والنظر وإن وجد فيه بقية من تأمل أو فكر فإنه يسخرها لتحليل أقوال شيخه ودراستها فمنها المبدأ وإليها المنتهى؛ كثير من النزاعات التي تحدث بين العلماء وبين طلبة العلم قديماً وحديثاً حصلت بسبب هذا التقليد والتعصب لأقوال الرجال ومعرفة الحق بأقوال الرجال وتنصيبهم حجة في كل صغيرة وكبيرة.

يقول الإمام ابن القيم: “اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله فهذا والله هو الذي أجمعت الأمة على أنه مُحرم في دين الله ولم يظهر في الأمة إلا بعد انقراض القرون الفاضلة” فمسألة التقليد والتعصب لأقوال الرجال خطأ كامن وخطير جداً في منهج التلقي فينبغي أن نتجاوز أقوال الرجال ونتحرر من هذا الداء العضال إلى تقديم قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أحد من الأئمة الربانيين إلا وقد نهى عن تقليده وأخذ كلامه دون برهان، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر”.

الشاهد يقول سفيان بن عيينة رحمه الله: “اضطجع ربيعة مقنعاً رأسه وبكى فقيل له: “ما يبكيك؟” فقال: “رياء ظاهر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم ما نهوهم عنه انتهوا، وما أمروهم به ائتمروا”
يعني يتأسى لحال بعض العلماء لاتصافهم بالرياء الظاهر والشهوة الخفية” والناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم” يعني علمائهم الذين يتولون صياغتهم وتربيتهم.


وقال أبو حنيفة رحمه الله: “لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت”


وقال مالك بن أنس رحمه الله: “إنما أنا بشر أخطيء وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به و كل مالم يوافق الكتاب والسنة فتركوه”


حتى الإمام الشافعي رحمه الله أو بعض تلامذة الإمام مالك على ما أذكر كان يحضر في مجلسه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فكان الإمام مالك إذا تكلم في مسألة وناظره أحد في مسألة وناقشه في الدليل فكان يرفع صوته بهذه العبارة المشهورة “كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا من صاحب هذا القبر” ويضع يده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم “كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا من صاحب هذا القبر” ويشير ويضع يده على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال الشافعي رحمه الله: “ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي” وجعل يردد هذا الكلام.


وقال الإمام أحمد: “من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال”
وقال أيضاً:” لا تقلد دينك الرجال فإنه لن يسلموا من أن يغلطوا”


فهذا هو منهج الأئمة الكرام بصفائه ونقائه ومع وضوح هذه القضية عند أهل العلم إلا أن شريحة كبيرة من الأمة تعاني من هذا الداء المستحكم ليس فقط في مسائل الفروع لكن في مسائل الأصول وأمور العقيدة.

يقول الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله: “وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق”
“يعرفون الحق بالرجال” الحق هو الحق لأن فلاناً قاله وليس حقاً لأنه قام عليه الدليل.

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال: “لا تعرف الحق بالرجال بل اعرف الحق تعرف أهله”


والعاقل يعرف الحق ثم ينظر في القول نفسه فإن كان حقاً قبله سواء كان قائله محقاً أم مبطلاً بل ربما حرص على انتزاع الحق من أقاويل أهل الضلال عالماً بأن معدن الذهب الرغام، والرغام هو التراب؛ فالذهب من أين تحصل عليه؟ من الرغام من التراب تحفر وتحصل عليه فكذلك حتى لو كان في أقاويل أهل الضلال شيء من الحق فتأخذ هذا الحق ولا تعرض عنه ولا تأس على الصراف إذا أدخل يده في كيس القلاف؛ لماذا؟ لأن الصراف ناقد وبصير يستطيع أن يميز الذهب من غيره؛ وانتزع الإبريز الخالص من الزيف والبهرج دون الصيرفي البصير يمنع من ساحل البحر الأخرق دون السباح الحاذق؛ يمنع من الدخول في البحر الشخص الأخرق الذي لا يحسن السباحة لكن الساعي السباح الماهر يسمح له بذلك حتى يغوص ويستجلب الدرر؛ ويصد عن مس الحية الصبي دون المغرم البارع.

منهاج أهل السنة في تقويم الرجال للشيخ محمد بن أحمد إسماعيل المقدم
...المزيد

انظر إلى كلام أهل العلم في تقويم الرجال ولاحظ التورع والتحري والعدل والإنصاف. قال شيخ الإسلام ابن ...

انظر إلى كلام أهل العلم في تقويم الرجال ولاحظ التورع والتحري والعدل والإنصاف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الثناء على ابن حزم رحمه الله
“وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من الملل والنحل إنما يستحمد بموافقة السُنة والحديث مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة وكذلك ما ذكره في باب الصفات فإنه يستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة ويعظم السلف وأئمة الحديث ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك، لكن الأشعري ونحوه أعظم موافقة للإمام أحمد بن حنبل ومن قبله من الأئمة في القرآن والصفات”

وهكذا يفصل شيخ الإسلام ابن تيمية ما يؤخذ على الإمام الكبير ابن حزم رحمه الله (ما له وما عليه)
ثم يقول في النهاية بعدما يذكر بعض المؤاخذات:

“وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء”

منهاج أهل السنة في تقويم الرجال للشيخ محمد بن أحمد إسماعيل المقدم
...المزيد

احذر شرف عظيم ونعمة عظمى من الله عز وجل أن جعلك تخدم الإسلام واحمد الله أن يسر لك هذا ...

احذر
شرف عظيم ونعمة عظمى من الله عز وجل أن جعلك تخدم الإسلام واحمد الله أن يسر لك هذا الأمر.

ومما يبطئ العمل وقد يوفقه أمور لا تخفى على فطن مثلك ومنها:

احذر الكسل والفتور: فإنه يقعد عن العمل ويضيع الأوقات والفرص والمناسبات، وربما تحول إلى داء يستمر معك ولا يتركك.

احذر الرياء والسمعة: فإنه يقتل العمل وقد يحبطه.

تجنب حظوظ النفس: التي من أبرزها الأنانية ونسبة الأعمال إليك وتقليل عمل من كان معك.

تجنب التذمر والتشكي: فإن ذلك من أنواع المنة والعياذ بالله، بل كن صامتا محتسبا.

إياك والانقطاع عن العمل: كثير يأخذه الحماس ليوم أو يومين لكنه بعد ذلك يتوقف، والعمل المستمر حتى وإن كان قليلا فإنه أدعى للاستمرار يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل".

تجنب الحقد والحسد والكبر، وطهر القلب:

قال الغزالي: والقلب بيت هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم، ومحل استقرارهم، والصفات الرديئة مثل: الغضب والشهوة والحقد، والحسد والكبر والعجب وأخواتها، كلاب نابحة، فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب.
...المزيد

يقول الإمام الذهبي في ترجمة ابن حزم: وكان قد مَهُرَ أولاً في الأدب والأخبار والشعر، وفي المنطق ...

يقول الإمام الذهبي في ترجمة ابن حزم: وكان قد مَهُرَ أولاً في الأدب والأخبار والشعر، وفي المنطق وأجزاء الفلسفة، فأثرت فيه تأثيراً ليته سلم من ذلك، ولقد وقفت له على تأليف يحض فيه على الاعتناء بالمنطق، ويقدمه على العلوم؛ فتألمت له، فإنه رأس في علوم الإسلام، متبحر في النقل، عديم النظير، على يبس فيه، وفرط ظاهرية في الفروع والأصول، وصنف في ذلك كتبا كثيرة؛ أي في المذهب الظاهري، وناظر عليه، وبسط لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب، بل فجج العبارة وسب وجدع، فكان جزاؤه من جنس فعله؛ بحيث إنه أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة وهجروها، ونفروا منها، وأُحرقت في وقت، واعتنى بها آخرون من العلماء، وفتشوها انتقاداً واستفادة وأخذاً ومؤاخذة، ورأوا فيها الدر الثمين ممزوجاً في الرصف بالخرز المهين؛ يعني: كأنهم عملوا منها عقداً فيه درر ثمينة، وفيه خرز مهين- فتارة يطربون، ومرة يعجبون، ومن تفرده يهزؤون! وفي الجملة فالكمال عزيز، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينهض بعلوم جمة، ويجيد النقل، ويحسن النظم والنثر، وفيه دين وخير، ومقاصده جميلة، ومصنفاته مفيدة، وقد زهد في الرئاسة، ولزم منزله مكباً على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه، وقد أثنى عليه قبلنا الكبار). ...المزيد

ما الذي يمنعك؟ أنت ولله الحمد مسلم، ولهذا الدين عليك حقوق عظيمة، لكنك في الناحية العملية ضعيف ...

ما الذي يمنعك؟

أنت ولله الحمد مسلم، ولهذا الدين عليك حقوق عظيمة، لكنك في الناحية العملية ضعيف الانتاج قليل الهمة، دعنا نناقش ما يتعذر به البعض من الأوهام:

1 - الكسل والفتور:
وهذا لا نراه إلا في هذا الجانب الدعوي، أما في الجوانب الأخرى فأنت صاحب همة ونشاط .. رحلة صيد، لعب كرة .. الذهاب إلى الاستراحة لديك همة وعزيمة، إذا لديك همة وعزيمة، لكنك لم تصرفها لصالح هذا الدين ولذا أصابك الكسل والفتور.

2 - تلبيس إبليس:
يلبس إبليس على الكثير بأمور كثيرة؛ منها الخوف من أهل الدنيا

وهذا مردود عليك لأمور منها.

أولا: انضبط في أمر الدعوة ولا مدخل لأحد عليك، ورأينا من أفنوا أعمارهم في الدعوة ولم يصبهم ولله الحمد أذى.

ثانيا: تجنب المواقف الحساسة فإن المؤمن كيس فطن يبحث عن المصلحة ويتجه إليها، ويدرأ المفسدة بمصلحة أخرى.

ثالثا: عليك بالتوكل على الله عز وجل فإن الله يحفظ عبده
قال تعالى {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}

ولو قال لك مسئول كبير مثلا من أهل الدنيا. اذهب وادع وإذا جرى لك شيء فأنا المسئول وسوف أحميك .. ألست تنطلق بلا تردد وتتحدث بلا تهيب؟ الله عز وجل أعظم وأجل، وعلى الله فليتوكل المتوكلون {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

رابعا: الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يقيك الشرور، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين، فأنت ضعيف بذاتك، وقوي بجوار الله عز وجل وحفظه وتسديده.

خامسا: إن أصابك أمر في جانب الدعوة إلى الله عز وجل فقد أصاب قبلك من الأنبياء والمرسلين الشيء الكثير فاصبر واحتسب وأبشر {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} إنه قسم من الله عظيم لمن دعا إليه وجاهد في سبيله باللسان والقلم والمال، بأنه يهديه سبيل النجاة .. وهي عصمة من الانحرافات ونجاة من الفتن وتثبيت على الطريق.

وتأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه" [الفتح: 7/ 202].
...المزيد

فتوى هل طباعة الكتب الشرعية الصحيحة ينتفع بها الإنسان بعد موته ويدخل في العلم الذي ينتفع به كما ...

فتوى
هل طباعة الكتب الشرعية الصحيحة ينتفع بها الإنسان بعد موته ويدخل في العلم الذي ينتفع به كما جاء في الحديث؟

الجواب:
طباعة الكتب المفيدة التي ينتفع بها الناس في أمور دينهم ودنياهم هي من الأعمال الصالحة التي يثاب الإنسان عليها في حياته ويبقى أجرها ويجري نفعها له بعد مماته.
ويدخل في عموم قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم
وكل من ساهم في إخراج هذا العلم النافع يحصل على هذا الثواب العظيم سواء كان مؤلفا أو معلما أو ناشرا له بين الناس، أو مخرجا أو مساهما في طباعته كل بحسب جهده ومشاركته في ذلك.
...المزيد

تيسر أمر الدعوة من نعم الله عز وجل أن وسائل الدعوة وسبلها سهلة ميسرة لكل فرد، ومما نراه من ...

تيسر أمر الدعوة

من نعم الله عز وجل أن وسائل الدعوة وسبلها سهلة ميسرة لكل فرد، ومما نراه من ذلك:

1 - قبول الناس للحق بشكل منقطع النظير وهذا ملاحظ مشاهد، وأحيانا تغيب فترة عن رجل ما وتقابله بعد حين فإذا حاله قد تبدلت، والبعض تلقي إليه بكلمة فإذا به يتمسك بك كالغريق يريدك أن تزيده، ولهذا سمى الكثير هذه السنوات بسنوات العودة إلى الله عز وجل.

2 - نعمة الحياة التي أنت فيها من أعظم النعم للقيام بأمر الدعوة، وعمرك سنوات قلائل فإن استثمرتها وإلا ضاعت عليك سدى، وأنت اليوم في دار مؤقتة فاعمل لدار باقية خالدة.

3 - أنعم الله علينا بأموال طائلة كثيرة، ونصرف منها على توافه الأمور والكماليات الشيء الكثير، وأمر الدعوة أوجب وألزم وأبقى وأدوم وقد وعد الله عز وجل بمضاعفة الأجر للمنافقين: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ....... }.

4 - الصحة والعافية نعمتان تعينان على العمل دون عوائق، وقد حكي عن مريض في مدينة الطائف لا يتحرك سوى رأسه فقط، ويعمل في الدعوة داخل المستشفى وأسلم على يديه من غير المسلمين من الممرضين والممرضات، ويناصح كل من يقابله أو يراه، بل ويخاطب المسئولين في أمور عامة.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً