د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

ما هي مسؤوليات وواجبات الخطيب في منهجه العلمي والفكري؟ 1- التحضير والإعداد لخطب الجمعة والعيدين ...

ما هي مسؤوليات وواجبات الخطيب في منهجه العلمي والفكري؟
1- التحضير والإعداد لخطب الجمعة والعيدين والاستسقاء ونحوها، وأداؤها في مسجده المقرر أداؤها فيه بعد التأكد من دخول وقت الخطبة والصلاة مع المواظبة على ذلك في كل وقت.
2- القيام بكتابة الخطبة والبعد عن الارتجال ما أمكن ذلك.
3- الاهتمام بالعلم الشرعي وأحوال السلف الصالح، فإن القول بلا علم ذريعة إلى الضلال والفساد وليس كل موضوع صالح ليناقش في منبر الجمعة.
4- الاستيثاق والتثبت من الوقائع والأحداث والأخبار فليس من سيرة الخطيب أن يكون ناشرا للأقاويل والشائعات والأخبار غير الموثقة.
5- تقديم المصلحة العامة، فالخطبة إنما تقال في مجتمع ولهذا المجتمع مصالح عامة وحيوية يجب أن يتقيد بها الخطيب فلا يسرد في الخطبة معنى أو مفهوم أو عبارة تضر بهذه المصلحة.
6- العلم بأحوال العامة والتفاعل مع قضايا المجتمع والحث على تأليف القلوب واجتماع الكلمة ووحدة الصف وبيان منهج السلف في ذلك.
7- إحياء القيم العامة والفضائل العظيمة مثل الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والإنفاق في سبيل الله والتكافل والعطف على الضعيف والاستقامة والوفاء بالعقود والعهود وطاعة ولاة الأمر والإخلاص والصدق والتعاون على البر والتقوى، والتآخي والتواصي بالصبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك.
...المزيد

ما هي أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها خطيب الجمعة؟ الخطيب له دور كبير وأثر بالغ في مجتمعه ...

ما هي أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها خطيب الجمعة؟
الخطيب له دور كبير وأثر بالغ في مجتمعه وسامعيه فهو بمثابة المربي والمعلم ورجل الحسبة والموجه، ومهمة الخطيب مهمة شاقة وعظيمة تحتم عليه أن يستعد الاستعداد الكافي مع صواب الرأي وحسن الأداء ولهذا فمن أهم صفات الخطيب ما يلي:
1- العلم وفهم الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح والتمسك بها وضبط الشواهد من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والشواهد والأمثال والقصص المناسبة.
2- العلم بأحوال الناس ومراعاة مقتضى الحال وأحوال السامعين وأن لكل مقام مقالا ولكل جماعة لسانا فالحديث إلى العلماء غير الحديث إلى غير العلماء والحديث إلى العامة غير الحديث إلى الخاصة.
3- الاستعداد الفطري وطلاقة اللسان وفصاحة المنطق.
4- أن يكون ذا عقل راجح يقوده إلى الملاحظة الدقيقة وحسن المقارنة والمعرفة بطبائع الأشياء وسلامة الاستنتاج.
5- أن يكون مخلصا حريصا على قول الحق والعمل به والدعوة إليه فلا يسرف في مدح ولا ذم ويبتعد عن فاحش القول وبذيئه، ويستغني بالكناية عن التصريح بما لا يستحسن فيه الإفصاح.
6- البعد عن العجب والحديث عن النفس وتجنب الأغراض الشخصية.
7- التقوى والصلاح، والاستقامة، والورع، والعفة.
8- اليقين الراسخ والاقتناع الشخصي والثقة بما يقول وما تفيض به نفسه وينطق به لسانه إذ لا يؤثر إلا المتأثر وما كان من القلب فهو يصل إلى القلب.
9- التزام الرفق، واللين، والحكمة، وعدم الاندفاع، واستعجال النتائج، وسلوك السبيل الأمثل لدعوة الناس.
10 - الجرأة في مواجهة المستمعين والشجاعة ورباطة الجأش والثقة بالنفس.
11- القدوة الحسنة في المسجد وخارجه حتى لا يخالف قوله فعله.
12- حسن المظهر، والهيئة، واتزان حركاته ، ونبراته.
...المزيد

ما هي قواعد وضوابط الاعداد الجيد لخطبة الجمعة؟ 1- حسن اختيار الموضوع: فإن موضوع الخطبة هو لبها ...

ما هي قواعد وضوابط الاعداد الجيد لخطبة الجمعة؟
1- حسن اختيار الموضوع: فإن موضوع الخطبة هو لبها وروحها وبحسب الموضوع يكون تفاعل السامعين، مع الحرص على الاجتهاد في أن يكون الموضوع نافعا للناس ذا هدف يهم السامعين، صادرا من شعور قلبي صادق، يناسب الزمن الذي يطرح فيه، يركز فيه على الأساسات والقضايا الكلية للموضوع، مع الحرص على الشمولية والتركيز والترابط وعدم التكرار إلا لحاجة، ومراعاة التبكير في اختيار الموضوع حتى يكون أدعى لضبطه وإتقانه.


2- أهمية الإعداد المتقن من حيث المضمون والشكل:
براعة الاستهلال بالمسلمات العقدية والبداية المثيرة للانتباه ينبغي أن تكون قريبة جدا من الموضوع المطروح، وروعة العرض وجمال الأسلوب، والتجديد والابتكار ومراعاة الظروف والأحوال، وحسن الأداء وقوة الإلقاء، والاهتمام بإيراد الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية، وتثبيت الأفكار وإثارة الانتباه بضرب الأمثال وذكر القصص المناسبة، والحرص على تأليف القلوب ووحدة الصف المسلم، والبعد عن كل ما يفرق الأمة ويثير الفتنة، وحسن اختتام الخطبة وإنهائها بالدعاء للمسلمين عامة ولولاتهم خاصة.

3- وحدة الموضوع وترابطه: فإن مما يساعد على تثبيت المعلومات وفهمها، توحيد الفكرة التي يدور حولها الموضوع وترابط أجزائه، فإن تعدد موضوعات الخطبة، والاستطراد فيها وعدم الترابط يشتت ذهن السامع ويجعله في حيرة من أمره، وتزدحم الموضوعات في ذهنه فينسي بعضها بعضا، وغالبا ما تكون المعالجة لما يطرح فيها سطحية عاجلة توجد الإشكال في ذهن السامع دون أن يجد الجواب عليها.


4- تخفيف الخطبة وتقصيرها: لأن المقصود من الخطبة إفادة السامعين وتذكيرهم، والإطالة في الكلام تجعل بعضه ينسي بعضًا. ويمل منه السامع، والمقصود من ذلك الاختصار غير المخل بالمعاني المقصودة من الخطبة وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على قصر الخطبة منها قوله تعالى ( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا ) ( ) رواه مسلم

5- مراعاة قدرة الخطيب على الإعداد: فالعلم درجات، وفوق كل ذي علم عليم، فإذا رأى الخطيب في نفسه عدم القدرة على ذلك فعليه أن لا يتكلم في موضوع هو غير قادر على بيانه وتوضيحه ويستعين بكتب الخطب للعلماء الموثوقين.


6- مراعاة قدرة الناس في الفهم: فإن الناس يتفاوتون في الفهم والإدراك، والخطيب يخاطب أناسا كثيرين فكان واجبا عليه مراعاة قدراتهم على فهم ما يقول والبعد عما لا تدركه عقولهم كمن يحدث العوام بدقائق المسائل في القضاء والقدر أو الخوض في المسائل السياسية، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله ) رواه البخاري

7- مراعاة الأحوال ، مراعاة الحال والمقام، والمخاطبين:


فإن من الحكمة التي أمر الله بها في قوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل: 125]
فمراعاة حال الأمة وما تمر به من أحوال مختلفة تستدعي من الخطابة ما يناسبها: ففي أحوال الشدة يركز الخطيب على الصبر وجمع الكلمة والتوكل على الله، وفي حال الرغد والرخاء يركز على التذكير بالنعم والشكر والتحذير من كفران النعم وبيان قصص السابقين الذين بدلوا نعمة الله كفرا.
ومن ذلك مراعاة حال السامعين فمن يخطب في مسجد أكثر رواده مدرسو الجامعات يختلف عن الذي يرتاده الطلاب، والمسجد الذي يرتاده العمال غير الذي يرتاده المتعلمون فمن الحكمة أن يختار الخطيب من الموضوعات ما يتناسب مع المصلين.


8- حسن النقد وجمال النصح: فإن الناس تقع منهم أخطاء ويقع بعضهم في منكرات يراها الخطيب، وحتى يؤدي النصح ثمرته لا بد من تقيد الخطيب بالضوابط التالية:


أ) الإخلاص لله تعالى وأن يكون هدفه الإصلاح
فالنية أصل جميع الأعمال ويكون قدوته في ذلك الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما قـال شعيب فيما حكـاه الله تعالى عنه (قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أنهاكم عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) [هود: 88].
وعلى الخطيب أن يجاهد نفسه بإصلاح نيته في هذا الأمر لأن في النصح العلني ما فيه من أغراض النفس والموفق من وفق للتجرد لله تعالى.
ب) التأكد من صحة الخبر الذي وصل إليه، والتثبت من حصوله ممن نسب إليه، وعدم التسرع بإلقاء التهم بدون تدقيق وتمحيص.
ج) أن لا يجرح ذوات الأشخاص أو الجهات أو الهيئات الرسمية ولا يفتري عليهم.
د) البعد عن تصيد الأخطاء، أو الإلزام بلوازم الأقوال والأفعال، أو محاولة تأويل الكلام ليكون وسيلة إدانة للمنصوح.
هـ) أن يكون لطيفا في نصحه مبتعدا عما يثير في المنصوح العناد والتمادي في الباطل، وأن يهتدي بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يتبعه في النصـح والتوجيـه فيقـول: ( ما بال أقوام ) ( )
و) أن يكون عالما بحكم ما ينصح به فلا ينهى عن أمر هو غير متأكد من حرمته أو كراهته ولا يأمر بفعل أمر هو غير متأكد من مشروعيته.


9- الموازنة بين الأمور المتقابلة:


أ- فيوازن بين البشارة والنذارة: فمن سلك مثلا جانب الإنذار والتخويف من فساد الناس وضياع الدين وأن مستقبل الناس يزداد شرا وأن الأعداء يملكون زمام الأمور، ونحو ذلك، فإن ذلك يبعث اليأس في النفوس ويحطم حيويتها ونشاطها للعمل النافع، والحكمة في ذلك الموازنة بين البشارة والنذارة ولذلك جمع الله للرسل بين هذين العملين
قال تعالى ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) [البقرة: 213]
وقال تعالى: ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) ( ) [النساء: 165]
فهم يبشرون في مواضع البشارة وينذرون في مواضع النذارة ويجمعون بينهما في مواضع الجمع، فالإنذار يحتاج إليه عندما يركن الناس إلى الدنيا ويعرضون عن دين الله تعالى فهو أسلوب تخويف والرسل عليهم الصلاة والسلام فعلوا ذلك فكانوا ينذرون أقوامهم ويخوفونهم لما يرونه من إعراضهم عن دين الله تعالى.
والبشارة تكون للمتقين الطائعين قال تعالى: (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) [مريم: 97]
ويحتاج الناس إلى البشارة وبعث الأمل في النفوس حين الضعف والخوف والبلاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بالرفعة والظهور على الأديان وهم في أشد حالات الضعف وأعداؤهم متسلطون عليهم.
فالموازنة بين البشارة والنذارة من الحكمة في الدعوة التي أمر الله تعالى بها ومن اتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وفيه مراعاة لأحوال الناس ونفوسهم.
ب- يوازن بين المصالح والمفاسد:
فالخطيب بحاجة ماسة إلى فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد ومعرفة رتب المصالح والمفاسد حتى يوازن بين مصلحة كلامه وما قد يترتب عليه من المفاسد، وذلك أن قيام الشريعة إنما هو على جلب المصالح ودرء المفاسد.
وتعارض المصالح والمفاسد وحسنات الفعل وسيئاته باب واسع جدا لا سيما في الأزمنة والأمكنة التي نقصت فيها آثار النبوة، وكلما ازداد النقص ازدادت هذه المسائل، ووجود ذلك من أسباب الفتنة بين الأمة، فإنه إذا اختلطت الحسنات بالسيئات وقع الاشتباه والتلازم، فينظر أناس إلى الحسنات فيرجحون هذا الجانب وإن تضمن سيئات عظيمة، وينظر أناس إلى السيئات فيرجحون الجانب الآخر وإن ترك حسنات عظيمة، والمتوسطون الذين ينظرون الأمرين معا، وتعارض المصالح والمفاسد عالجه الشارع بما يلي:


1 - بارتكاب أخف الضررين للسلامة من أعلاهما.
2- تفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعلاهما.
3- وبتقديم درء المفاسد على جلب المصالح.
4- وبالنظر إلى ما تؤول ‌‌إليه الأمور وعواقبها.
ج- الموازنة بين الجانب العاطفي والجانب العقلي:


وهو ضبط العواطف بالضوابط الشرعية فبعض الخطباء تصطبغ خطبتهم بالصبغة العاطفية البحتة فلا تراه يجتهد لإقناع الناس بما يقول، وبعضهم تصطبغ خطبته بالصبغة العقلية البحتة فلا يثير عواطف الناس، وكل من الأمرين فيه قصور.


إن إشعال عواطف الناس دون أن يكون هناك شيء من الإقناع والأدلة واستخدام الأسلوب العلمي مؤد إلى سلبيات كثيرة منها:


1- أن ما جاء عن طريق العاطفة فقط سرعان ما ينسى إذا انطفأت جذوة تلك العاطفة.
2- أن عواطف الناس تنطلق بدون علم رشيد، فلا بد إذًا من العلم وهو اللجام الذي يلجم العواطف من أن تتجاوز الحدود، كما أن الناس بطبيعتهم محتاجون إلى حاد يحدوهم إلى العمل ومرغب يرغبهم فيه، كما هم محتاجون عند النهي إلى ما يرهبهم إتيانه، ولذلك كان الجمع بين الأسلوبين العقلي والعاطفي هو الحق والصواب.


10- التثبت:


فإن الخطب يحضرها أناس تختلف أقدارهم العلمية والعقلية وكلهم في الغالب يقف موقف المتلقي من الخطيب فكان واجبا على الخطيب أن يتثبت مما يقول ومن أهم ما يجب عليه التثبت فيه ما يلي:


أ- التثبت من سلامة نقل النص:
والخطيب ينقل في موضوع الاستشهاد شيئا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن الواجب ألا يعتمد على حفظه فيما يتعلق بالآيات والأحاديث النبوية، بل يراجعها لينقلها بلفظها إن كانت من القرآن الكريم، وبلفظها إن أمكن أو معناها إذا كانت من السنة النبوية.


ب- التثبت في الفهم ووجه الاستدلال:
فقد يكون النص صحيحا من جهة النقل، ولكن الفهم المقلوب لذلك النص يحيل المراد، فقد يعيب المرء القول وهو غير معيب، وقد يأخذ من النص دلالة وهو غير مصيب، ولو راجع أقوال المفسرين وشروح العلماء لكتب الحديث لوقع على الصواب، وأما الاعتماد على ما يتبادر إلى الذهن من النص فذلك موقع في الخطأ.


ج- التثبت من صحة نص الحديث الشريف:
لأن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر عن الله تعالى، وليس الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كالكذب على غيرهما.
والتثبت هو بطلب أسانيد تلك الأحاديث والنظر في رجال السند والتوثق من عدالتهم واتصال السند، وعلى الخطيب أن يتثبت من صحة الأحاديث فإن كانت مخرجة في البخاري ومسلم أو أحدهما فيكتفي بالعزو إليها، وإن كانت في غيرهما اجتهد في البحث عن أقوال أهل العلم في الكلام عن الحديث.


د- التثبت من الأحكام الشرعية:
من حل وحرمة ووجوب وندب وكراهة، وخاصة في بعض المواسم كرمضان والحج ونحو ذلك ولا يصح أن يذكر الخطيب تلك الأحكام دون تثبت منها فإن ذلك قول على الله تعالى بغير علم.


هـ- التثبت من الأخبار: قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة) [الحجرات: 6]


فقد ينقل الخطيب في أثناء الخطبة للناس حدثا من الأحداث فالواجب عليه حينئذ التثبت من صحته فإن نقله لخبر لا يثبت، يكون سببا لفقدان مصداقيته عند الناس فلا يأخذون قوله ولا يتقبلونه إلا بنوع من الريب.
وتزداد أهمية التثبت في الأخبار بشكل عام حين وقوع الفتن والشرور واضطراب الأحوال وتبلبل الأذهان، لأن زمن الفتن والشرور مظنة لكثرة الكذب والافتراء.
وقد كان ازدياد الشرور والفتن من أعظم أسباب تثبت السلف واهتمامهم بالأسانيد
قال ابن سيرين رحمه الله: " لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم".


11- معالجة مشكلات الأمة:


فالناظر إلى المجتمعات المسلمة اليوم يجد أنها تزخر بألوان من المشكلات العقدية والاجتماعية والسلوكية والاقتصادية وتفشي المنكرات والمعاصي وترك العبادات، والخطيب كالطبيب يعالج هذه المشكلات، بل حري به أن يتلمس مشكلات الناس ليساعد على حلها، ولكن يحسن التنبيه إلى جملة ملحوظات تتعلق بهذا الموضوع وهي:


أ- أنه يجب على الخطيب أن تكون معالجاته للمشكلات على المنبر منضبطة بالضوابط الشرعية في إنكار المنكر ومن ذلك الإخلاص لله تعالى ومراعاة المصالح والمفاسد، والعلم بأن ما يريد النهي عنه منكرا أو ما يريد الأمر به معروفا. ومعالجة الأمر بالحكمة والموعظة الحسنة.


ب- أن يوجه الناس إلى ما يستطيعون القيام به فلا يخاطب العوام بما يخرج عن قدرتهم أو بمنكر ليسوا هم القائمون عليه أو القائمون به، فمن تكلم عن منكر من المنكرات ولم يذكر ما يمكن للناس عمله تجاه ذلك المنكر أجج مشاعر الناس فيقفون موقف المحتار الذي لا يدري ما يعمل، وقد يصير بعض الناس إلى أعمال غير شرعية في تغيير ذلك المنكر.


ج- ألا يركز الخطيب على الجانب السلبي فقط وهو جانب الإنكار، بل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإن مشكلات الناس إما ترك لمعروف أو فعل لمنكر.


د- ألا يركز الخطيب على لون من ألوان المشكلات فإن في المجتمع مشكلات كثيرة تحتاج إلى علاج وبعضها إذا عولج تبع معالجته مشكلات كثيرة.


هـ- أن صلاة الجمعة يشهدها جماعات من الناس من مختلف المشارب فمنهم البر والفاجر والصالح والفاسق، وضعيف النفس والجاهل، فعلى خطيب الجمعة عند الحديث عن المنكرات والمعاصي ألا يوغل في وصف تلك المنكرات وبيان أماكنها وطريقة أهل الشر فيها، فإن ذلك الوصف مدعاة إلى عكس ما أراده الخطيب، وفي التحذير من المنكر والنهي عنه وبيان أضراره وآثاره غنية عن وصفه.


و- أن الكلام على حدث من الأحداث أو منكر من المنكرات العامة قد يعالج بطريق يسبب ضررا أكبر، كأن يتحدث الإنسان عن ذلك المنكر والقائمين عليه ويصف أحوالهم وأعمالهم، بينما يمكن أن يعالج الموضوع بطريقة حكيمة كأن يتحدث الخطيب عن موضوع مناسب لما وقع أو مشابه له يفهم الناس عن طريقة الموقف الشرعي الرشيد في القضية.
...المزيد

ما هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة؟ 1- السلام على الناس قبل الخُطبة. 2- الحمد لله ...

ما هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة؟
1- السلام على الناس قبل الخُطبة.
2- الحمد لله والثناء على الله تعالى، والشهادتين. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
4- الوصية بتقوى الله تعالى.
5- تذكير الناس بما أراد بيانه لهم في الخطبة. وقراءة آيات من القرآن الكريم فيها. مع قِصَر الخُطبة.
6- عدم التخصيص بذكر الأسماء، لا سيما ما يسبب الإثارة والفتنة، والاكتفاء بالقول ما بال أقوام.
7- مراعاة الإجمال في الدعاء، مثل الدعاء للمسلمين والمسلمات عامة- وكان من منهج السلف الصالح الدعاء لولاة أمر المسلمين خاصة.
...المزيد

الأخطاء الشائعة عند بعض خطباء الجمعة أولًا: توظيف الخطبة في الصراع الشخصي ثانيًا: غياب ...

الأخطاء الشائعة عند بعض خطباء الجمعة

أولًا: توظيف الخطبة في الصراع الشخصي

ثانيًا: غياب الإعداد الجيد

ثالثًا: الجهل بالمراجع والمصادر

رابعًا: انفصال الخطبة عن قضايا الأمة والمجتمع

خامسًا: تطويل الخطبة

سادسًا: ضعف أسلوب الخطبة

سابعًا: عدم تطوير الخطيب نفسه

ثامنًا: عدم تفاعل بعض الخطباء مع الخطبة

تاسعًا: عدم إتقانهم قواعد اللغة

عاشرًا: الجفاء والغلظة والقسوة على المخاطبين

حادي عشر: عدم الاعتناء بالهيئة

ثاني عشر: الصوت النمطي المطرد على وتيرة واحدة

ثالث عشر: مناقضة لسانه لحاله

رابع عشر: اشتمالها على ألفاظ منكرة شرعًا أو عرفًا

خامس عشر: عدم مناسبة الخطبة للمخاطبين
...المزيد

ما هو الغرض من الخطبة الجمعة؟ 1- الوصية بتقوى الله تعالى والأمر بطاعته والزجر عن معصيته كما كان ...

ما هو الغرض من الخطبة الجمعة؟
1- الوصية بتقوى الله تعالى والأمر بطاعته والزجر عن معصيته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بذلك.
2- ترسيخ أصول الإيمان وتقويته في القلوب وتثبيت العقيدة الصحيحة بتلاوة آيات من كتاب الله وذكر شيء من المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم من البيان، فقد كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يخطب صلى الله عليه وسلم بسورة على المنبر.
3- الدعوة إلى الصلاح والإصلاح والتمسك بأمور الشريعة وإقامة الحق، والعدل والحث على مراعاة وحدة هذه الأمة والتحذير مما يضعفها، ونشر الفضائل، وترقيق القلوب بالوعظ والتذكير المشتمل على التزهيد في الدنيا والتذكير بالموت وأحوال البرزخ وأهوال البعث والحشر وعرصات القيامة وأحوال الناس فيها وذكر صفة الجنة والنار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- توضيح العبادات والأحكام وتفصيل الحلال والحرام، وتفقيه المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم.
5- التذكير عند المناسبات الشرعية مثل رمضان والحج ونحوهما بذكر فضلها وبيان ما يحتاج الناس إليه من أحكامها والحث على اغتنامها والاجتهاد فيها.
6- تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ورد الشبهات التي يثيرها أعداؤه للصد عنه، وذلك بأسلوب بليغ وبرهان ساطع حكيم بعيدا عن المهاترات والسباب والتشهير.
7- الحث على لزوم السنة والتأسي بأهلها والتحذير من البدعة والزجر عنها بذكر شؤمها وسوء عاقبة أهلها.
8- بيان مواقف وأقوال أهل العلم المجمع على إمامتهم في الدين، في القضايا والحوادث الآنية، والنوازل العامة، وتذكير المستمعين بوجوب الرجوع إلى العلماء فيما يشكل عليهم من أحكام هذه المعضلات.
9- التحذير من الفتن ببيان خطرها على الدين وسوء عاقبتها على المسلمين والتذكير بأسباب النجاة والعصمة منها والواجب نحو أهلها.
10- تثبيت معنى الإخوة في الإسلام ووحدة أمته والحث على تحقيق مقتضياتها والبعد عن كل ما من شأنه أن يثير الفتنة الطائفية أو يهيج النزاعات العرقية.
...المزيد

الترجيحات في الأدلة المختلف فيها * الصحيح أن الأمر المتجرد عن القرنية يفيد الوجوب وبالقرينة يفيد ...

الترجيحات في الأدلة المختلف فيها
* الصحيح أن الأمر المتجرد عن القرنية يفيد الوجوب وبالقرينة يفيد ما تفيده القرنية .
* والصحيح أن الأمر المطلق عن القرنية يفيد الفورية .
* والصحيح أن الأمر المطلق عن القرينة لا يفيد التكرار .
* والصحيح أن الأمر لا تشترط له الإرادة وهو قول أهل السنة .
* والصحيح أن الأمر بعد الحضر يفيد ما كان يفيده قبل الحضر .
* والصحيح عند أهل السنة أن الأمر له صيغة تخصه وهي ( افعل ) وما تصرف منها والفعل المضارع المقرون بلام الأمر واسم فعل الأمر والمصدر النائب عن فعل الأمر .
* والصحيح أن الأمر بالشيء نهي عن ضده من جهة المعنى فقط .
* والأقرب أن الأمر بالأمر بالشيء ليس أمر للثاني من جهة الوجوب، بل هو أمر للأول من جهة الوجوب إلا لصارف
* والأقرب أن الأمر الوارد بعد السؤال أو الاستئذان يدل على الإباحة إلا بدليل آخر يفيد الوجوب فهو للوجوب .
* والصحيح أن كل حكم خوطب به الرجال فإنه يدخل فيه النساء تبعاً إلا بدليل الاختصاص .
* والصحيح أن النهي له صيغة تخصه عند أهل السنة .
* والصحيح أن النهي المطلق عن القرينة يفيد التحريم وبالقرينة يفيد الكراهة .
* والأقرب عندنا أن جنس فعل المأمور به أعظم من جنس ترك المنهي عنه .
* وأن المثوبة على أداء الواجبات أعظم من المثوبة على ترك المحرمات .
* وأن العقوبة على ترك الواجبات أعظم من العقوبة على فعل المحرمات .

تذكير الفحول بترجيحات مسائل الأصول ، وليد بن راشد سعيدان.
...المزيد

ذكر الإمام ابن القيم أن الصواب في مسألة العامي إذا لم يجد من يفتيه أنه يجب عليه أن يتقي الله ما ...

ذكر الإمام ابن القيم أن الصواب في مسألة العامي إذا لم يجد من يفتيه أنه يجب عليه أن يتقي الله ما استطاع ويتحرى الحق بجهده ومعرفة مثله ، وقد نصب الله تعالى على الحق أمارات كثيرة ولم يسو بين ما يحبه وبين ما يسخطه من كل وجه ، بحيث لا يتميز هذا من هذا ولا بد أن تكون الفطر السليمة قائلة إلى الحق ، مؤثرة له ، ولابد أن يقوم لها عليه بعض الأمارات المرجعة ولو بمنام أو بإلهام ، فإن قدر ارتفاع ذلك كله ، وعدمت في حقه جميع الإمارات ، فهنا يسقط التكليف عنه في حكم هذه النازلة ، ويصير بالنسبة إليها كمن لم تبلغه الدعوة ، وإن كان مكلفاً بالنسبة إلى غيره ، فأحكام التكليف تتفاوت بحسب التمكن من العلم والقدرة. ...المزيد

فَضلُ المَشيِ إلى المساجِدِ وانتظارِ الصَّلاةِ 1- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ ...

فَضلُ المَشيِ إلى المساجِدِ وانتظارِ الصَّلاةِ
1- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (مَن غدَا إلى المسجِدِ أو راحَ، أعدَّ اللهُ له نُزَلَه من الجَنَّةِ كلَّما غدَا أو راحَ).
2- عن أبي مُوسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أعظمُ الناسِ أجرًا في الصَّلاة أبعدُهم فأبعدُهم ممشًى، والذي ينتظرُ الصَّلاةَ حتى يُصلِّيَها مع الإمامِ أعظمُ أجرًا مِن الذي يُصلِّي ثم ينامُ).
3- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن تطهَّرَ في بيتِه، ثم مَشَى إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ؛ ليقضيَ فريضةً مِن فرائضِ اللهِ، كانتْ خُطواتُه: إحداهما تحطُّ خطيئةً، والأخرى ترفع درجةً).
4- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: كانتْ دِيارُنا نائيةً عن المسجدِ فأردْنا أن نَبيعَ بُيوتَنا، فنقربَ من المسجدِ، فنهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: (إنَّ لكم بكلِّ خُطوةٍ درجةً).
5- عن أُبيِّ بن كعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كان رجلٌ لا أعلمُ رِجالًا أبعدَ من المسجدِ منه، وكان لا تُخطيه صلاةٌ، فقيل له، أو قلت له: لوِ اشتريتَ حمارًا تركبه في الظَّلْماءِ وفي الرَّمْضاءِ! قال: ما يَسرُّني أنَّ منزلي إلى جنبِ المسجدِ؛ إني أُريدُ أن يُكتَبَ لي ممشاي إلى المسجدِ، ورُجوعي إذا رجعتُ إلى أهلي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (قد جمَع اللهُ لك ذلِكَ كلَّه).
6- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: أراد بنو سَلِمةَ أن ينتقلوا إلى قُربِ المسجدِ، فبلَغَ ذلك رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال لهم: (إنَّه بلَغَني أنَّكم تُريدون أنْ تَنتقِلوا قربَ المسجدِ، قالوا: نعمْ يا رسولَ الله، وقد أَرَدْنا ذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا بني سَلِمةَ، دِيارَكم تُكتَبْ آثارُكم! دِيارَكم تُكتَبْ آثارُكم).
7- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (سَبعةٌ يُظلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظلُّه: الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأ في عِبادة ربِّه، ورجلٌ قَلْبُه مُعلَّقٌ بالمساجدِ...).
8- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (ألَا أدلُّكم على ما يَمْحو اللهُ به الخطايا، ويرفعُ به الدرجاتِ؟ قالوا: بلي يا رسولَ الله، قال: إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ، وكثرةُ الخُطا إلى المساجدِ، وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ؛ فذَلِكُم الرِّباط، فذَلِكُم الرِّباط).
9- عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (صلاةُ الرجُلِ في جماعةٍ تَزيدُ على صلاتِه في بيتِه وصلاتِه في سُوقِه بِضعًا وعِشرين درجةً؛ وذلك أنَّ أحدَكم إذا توضَّأ فأحْسَنَ الوضوءَ، ثمَّ أتى المسجدَ لا تُنهِزُه إلا الصَّلاةُ، لا يُريد إلَّا الصَّلاةَ، فلم يَخطُ خُطوةً إلَّا رفَعَ اللهُ له بها درجةً، وحطَّ عنه بها خطيئةً، حتى يدخُلَ المسجدَ، فإذا دخَلَ المسجدَ كان في صلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ هي تحبسُه، والملائكةُ يُصلُّونَ على أحدِكم ما دامَ في مجلسِه الذى صَلَّى فيه، يقولون: اللهمَّ ارحمْه، اللهمَّ اغفرْ له، اللهمَّ تُبْ عليه، ما لم يُؤذِ فيه، ما لم يُحدِث فيه).
...المزيد

فضائل المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد 1 - الذي يحافظ على الجماعة في المسجد في ظِلِّ الله يوم ...

فضائل المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد

1 - الذي يحافظ على الجماعة في المسجد في ظِلِّ الله يوم القيامة:

ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعةٌ يظلُّهم الله في ظِلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه)) وذَكَر منهم ((ورجل قلبُه معلَّقٌ بالمساجد))
قال النووي: شديد الحب لها، والملازمة للجماعة فيها.

2 - الذاهب إلى المسجد تُكتب آثاره في ميزان حسناته:

روى مسلمٌ عن جابرٍ قال: خَلَت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلِمةَ أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: ((بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟))، قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك.

قال: ((يا بني سَلِمَةَ، ديارَكم، تُكتَبْ آثارُكم، ديارَكم، تُكتب آثاركم))

3 - المشي إلى صلاة الجماعة يمحو الخطيئات ويرفعُ الدرجات:

روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟!))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))

4 - أجر الخارج إلى صلاة مكتوبة متطهرًا كأجر الحاجِّ المُحْرِم:

روى أحمد وأبو داود - وحسَّنه الألباني والأرناؤوط - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن خرج من بيته متطهِّرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجرُه كأجر الحاجِّ المُحْرِم))

5 - الخارج إلى الصلاة ضامن على الله تعالى:

روى أبو داود - وصحَّحه الألباني - عن أبي أمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثةٌ كلهم ضامنٌ على الله عز وجل: رجلٌ خَرَجَ غازيًا في سبيل الله، فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفَّاه فيدخله الجنَّة، أو يرده بما نال من أجرٍ وغنيمة، ورجلٌ راح إلى المسجد، فهو ضامنٌ على الله حتى يتوفَّاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجرٍ وغنيمة، ورجلٌ دخل بيته بسلامٍ، فهو ضامنٌ على الله عز وجل))

6 - الخارج إلى الصلاة في صلاةٍ حتى يرجع إلى بيته:

روى أبو داود والترمذي - وصحَّحه الألباني - عن كعب بن عجرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضَّأ أحدكم، فأحسن وُضوءه، ثم خرج عامدًا إلى المسجد، فلا يشبكن بين أصابعه؛ فإنَّه في صلاة))

وليس ذلك في ذهابه إلى المسجد فقط، بل هو في صلاةٍ أيضًا حتى يرجع إلى بيته؛ فقد روى ابن خزيمة بسندٍ صحيحٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد، كان في صلاةٍ حتى يرجع، فلا يقل هكذا - وشبَّك بين أصابعه))

واسمع إلى هذا الموقف:

روى مسلمٌ في (صحيحه) عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل لا أعلم رجلًا أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاةٌ في المسجد، فتوجَّعت له، فقلتُ له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء؟

قال: ما يسرُّني أنَّ منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد جمع اللهُ لك ذلك كلَّه))

قال النووي: فيه إثبات الثواب في الخُطى في الرجوع من الصلاة كما يثبت في الذهاب.

7 - البشارة من النبيِّ صلى الله عليه وسلم لمَن مشى إلى المسجد:

روى أبو داود والترمذي بسندٍ حسنٍ عن بريدة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((بشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة))

8 - إعداد الله تعالى ضيافة خاصة في الجنة للذاهب إلى المسجد:

في (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن غَدَا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنة نُزلًا كلما غدا أو راح))

النُّزُل: هو المكان الذي يهيَّأ للضيف عند نزولِه.

9 - فرحُ الله بقدوم العبد إلى المسجد:

روى ابن خزيمة وصحَّحه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتوضأ أحدكم وضوءه، ويسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته).

الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
...المزيد

يا رب: يا مَن له تعنو الوجوهُ وتخشعُ ولأمره كلُّ الخلائق تخضعُ أعنو إليك بجبهةٍ لم أَحْنِها ...

يا رب:
يا مَن له تعنو الوجوهُ وتخشعُ ولأمره كلُّ الخلائق تخضعُ
أعنو إليك بجبهةٍ لم أَحْنِها إلا لوجهك ساجدًا أتضرَّعُ
وإليك أبسط كفَّ ذلٍّ لم تكن يومًا لغير سؤالِ فضلك تُرفَعُ
أنا مَن علمت، المذنب العاصي الذي عظُمت خطاياه فجاءك يهرعُ
يا رب عبدُك عند بابك واقفٌ يدعوك دعوةَ مَن يخاف ويطمعُ
يا ربِّ ما لي غيرُ بابك مفزع آوي إليه بكلِّ ذلٍّ أخشعُ
ما لي سوى دمعي إليك وسيلةٌ وضراعتي ولمن سواك سأضرعُ
إن لم أقف بالباب راجي رحمة فلأي بابٍ غير بابك أقرعُ

ديوان القرضاوي (نفحات ولفحات) صـ (114).
...المزيد

الله سبحانه وتعالى خلق السماوات سبعًا، واختار العليا منها، فجعلها مستقر المقربين من ملائكته، ...

الله سبحانه وتعالى خلق السماوات سبعًا، واختار العليا منها، فجعلها مستقر المقربين من ملائكته، واختصها بالقرب من كُرسيه ومن عرشه.
• خلق الجنان واختار منها جنة الفردوس، وجعل عرشه سقفها.
• خلق الملائكة واصطفى، واختار منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل.
• خلق البشر واصطفى منهم الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم، واصطفى من أولي العزم النبي صلى الله عليه وسلم.
• خلق الصحابة، واصطفى من الصحابة السابقين الأولين، واختار منهم أهل بدر، وأهل بيعة الرضوان.
• خلق الأمم واصطفى منها أمة النبي صلى الله عليه وسلم.
• خلق البلاد واختار منها بلده الحرام "مكة"، فهي أحب البلاد إلى الله تعالى.
• خلق الأرض واختار منها المساجد، واختار من المساجد البيت الحرام.
• خلق الأيام واختار منها يوم النحر ويوم الجمعة، والعشر الأوائل من ذي الحجة.
• خلق الليالي واختار منها ليلة القدر.
• خلق الشهور واختار منها شهر رمضان والأشهر الحرُم.
(انظر زاد المعاد: 1/ 42-56).
يقول قتادة رحمه الله: إن الله اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسولًا، ومن الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، ومن الشهور رمضان والأشهر الحرام، ومن الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم والعقل. (تفسير الطبري وابن كثير).
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً